"هآرتس": عملية الأقصى تكرس سيناريو تخشاه إسرائيل منذ 50 عامًا
الناصرة (فلسطين)- خدمة قدس برس | السبت 15 يوليو 2017 - 19:28 م
قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، إن عملية الاشتباك المسلح التي وقعت في المسجد الأقصى "تكرس سيناريو الفزع الذي خشته إسرائيل منذ احتلالها القدس الشرقية عام 1967".
وشدد هارئيل على أن خطورة العملية تكمن في أن أية إجراءات أمنية يمكن أن تقدم عليها إسرائيل في أعقابها من شأنها أن "تفاقم الأوضاع سوءًا على الصعيدين الأمني والسياسي والإقليمي".
وأشار إلى أن إغلاق المسجد الأقصى يمكن أن يثير ردود فعل بالغة الصعوبة داخل الضفة الغربية والقدس ومناطق تواجد فلسطينيي الداخل، إلى جانب أن هذا القرار يمكن أن يفضي إلى تأزم الواقع الإقليمي بسبب حساسية المكان.
وأوضح المعلق براك رفيد، أن قرار إغلاق الأقصى يمكن أن يمثل إحراجًا كبيرًا لنظام الحكم في الأردن، المسؤول عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، بشكل قد يؤثر على نمط العلاقة بين تل أبيب وعمّان.
وحذر رفيد في تعليق نشره موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، من أنه في حال طال أمد إغلاق الأقصى، فإن الأردن يمكن أن يقدم على إجراءات احتجاجية.
ونوه إلى أن عمّان (الأردن) قامت بسحب سفيرها من تل أبيب قبل عامين بسبب قيام وزراء ونواب يهود بتدنيس "الحرم القدسي الشريف"، وذلك تحت تأثير الرأي العام الأردني والعربي.
ورأى الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي السابق (الشاباك) يعقوب بيري، أن العملية تطرح الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة، مثل: "كيف تمكن منفذو العملية من دخول الحرم بأسلحتهم ومن أين حصلوا على السلاح".
وشدد بيري؛ ترأس الـ "شاباك" بين الأعوام 1988 و1994 وهو الآن عضو في الكنيست عن حزب هناك مستقبل "يش عتيد"، مقال نشره موقع "معاريف" اليوم، شدد بيري على ضرورة معرفة ما إذا "كان منفذو العملية تحركوا بمبادرة شخصية أم إن لهم علاقة بالحركة الإسلامية التي يقودها الشيخ رائد صلاح".
وكان ثلاثة شبان من الداخل الفلسطيني المحتل 48، قد نفذوا صباح أمس الجمعة عملية إطلاق نار قرب أبواب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، أسفرت عن استشهاد الشبان الثلاثة ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وعقب العملية، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومنعت الصلاة فيه لأول مرة منذ عام 1967، ونشرت تعزيزات كبيرة داخل وحول البلدة القديمة وعند الحواجز المؤدية إلى القدس المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال عدد من المرابطين وحراس الأقصى بالإضافة للشيخ محمد حسين، مفتي الديار المقدسة، بعد أدائه صلاة الجمعة خلف الحواجز على أبواب المسجد وأفرج عنه بعد عدة ساعات.
"الأورومتوسطي" يدعو الأمم المتحدة للتدخل وفتح أبواب المسجد الأقصى
- اقتباس :
- قال إن "إسرائيل" تنتهك بإغلاق الأقصى حرية الدين والمعتقد" المُكرّس في القانون الدولي
قدم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم السبت، شكوى إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص بحرية "الدين والمعتقد" بسبب إغلاق شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى في مدينة القدس منذ صباح الأمس.
ودعا المركز الحقوقي الأوروبي (يتخذ من جنيف بسويسرا مقرًا له) في الشكوى، مقرر الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لفتح أبواب المسجد الأقصى، محذرا من استفزاز خطوة الإغلاق للمشاعر الدينية للمسلمين.
وشدد المرصد في بيان له اليوم، على أن إجراءات الاحتلال بحق الأقصى "انتهاك لحرية الدين والمعتقد"، مطالبًا مقرر الأمم المتحدة لطرح الانتهاك الإسرائيلي للتداول في مجلس حقوق الإنسان، واتخاذ كافة الخطوات لضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين في القدس.
وأردف: "تأتي هذه الرسالة العاجلة وفقًا للحق الأساسي المكرس في القانون الدولي لحقوق الإنسان في تمتع الجميع بحرية الدين والمعتقد وعدم التعرض لدور العبادة الخاصة بهم تبعا لهذا الحق".
وأوضح المرصد الحقوقي، أن هذه الشكوى تضع المقرر الخاص لحرية الدين والمعتقد "أمام مسؤولياته تجاه الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية".
واعتبر أن إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين يعد "انتهاكًا صارخًا لحرية ممارسة العبادة في الأماكن المقدسة".
وتأتي هذه الإجراءات عقب الاشتباك المسلح الذي حصل صباح أمس في المسجد الأقصى المبارك، حيث تمكن ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم شمال فلسطين المحتلة، من إطلاق النار على شرطيين إسرائيليين ما أدى إلى مقتلهما كما أُصيبت عناصر أخرى في العملية.
وعلى إثر ذلك أغلقت القوات الإسرائيلية أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل أمام المصلين، كما أخلته من كافة موظفي الأوقاف وحرّاسه، واحتجزتهم وحولتهم للتحقيقات.
وسيبقى المسجد الأقصى مغلقاً في وجه المسلمين بأمر من حكومة الاحتلال حتى الانتهاء من كافة التحقيقات في العملية، بحسب ما أعلنته مصادر عبرية.
أثر اغلاق الأقصى..أزمة ديبلوماسية بين الأردن واسرائيل ونتنياهو: الأردن اختار مهاجمة إسرائيل بدلا من إدانة الهجوم
تل أبيب - وكالات: وسط موجة الاستنكارات العربية والدولية لقرار السلطات الإسرائيلي بإغلاق الحرم القدسي الشريف ومنع دخول المصلين الى المسجد الأقصى حتى يوم الأحد المقبل، يبدو أن بيان الاستنكار الأردني أغضب إسرائيل أكثر من غيره من البيانات، منذرا باندلاع أزمة دبلوماسية جديدة بين إسرائيل والأردن.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن بيان الاستنكار الأردني أغضب إسرائيل أكثر من غيره من البيانات، منذرا باندلاع أزمة دبلوماسية جديدة بين "إسرائيل" والأردن.
أثارت مطالبة الحكومة الأردنية لإسرائيل بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين وعدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى، حفيظة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
ونقلت تقارير إسرائيلية، عن مصادر وصفتها بأنها "دبلوماسية مقربة" من نتنياهو، أن الأردن "بدلا من إدانة الهجوم، اختار مهاجمة إسرائيل" ومطالبتها بفتح مسجد الأقصى فورا أمام المصلين.
وبينما طالبت الأردن بإعادة فتح المسجد الأقصى بشكل فوري للصلاة، حذرت عمان في بيانها من محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس متعهدة بالتصدي لها. خصوصا وأن العاهل الأردني يعتبر الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
من جانبها ردت اسرائيل برفض البيان الأردني جملة وتفصيلا بحسب ما جاء على لسان مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذين أكدوا أن "بدلا من أن تستنكر وتشجب العملية الإرهابية، تهتم الأردن بمهاجمة إسرائيل التي تحمي المصلين وتحافظ على حرية ممارسة الشعائر الدينية في المكان".
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون "من المفضل أن كل الأطراف المرتبطة وبضمنها الأردن، تحافظ على ضبط النفس وتمتنع عن إلهاب وتأجيج الأرواح".
وعبر وكالة الانباء الأردنية الرسمية، بترا، أكدت الحكومة الاردنية، في وقت سابق اليوم الجمعة، أنه على اسرائيل فتح المسجد الاقصى / الحرم القدسي الشريف فورا أمام المصلين وعدم اتخاذ اية اجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس.
وكما جاء على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، فإن الحكومة تؤكد على رفض أي اعتداء على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في أماكنهم المقدسة بحرية ومن دون اي إعاقات. كما أدان المومني التصعيد الذي شهده الحرم القدسي الشريف اليوم وطالب بفتح تحقيق فوري وشامل في الحادث.
وأضاف أن الحكومة أجرت اتصالات مكثفة للضغط من اجل اعادة فتح المسجد الأقصى بشكل فوري. مؤكدا على أن "الأردن يوظف أدواته الدبلوماسية والقانونية والسياسية كافة للتصدي لأية محاولات لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس".
وفي صباح يوم الجمعة، نفذ ثلاثة شبان من آل جبارين من سكان مدينة ام الفحم العربية في وسط إسرائيل "عملية الأقصى" بمهاجمتهم وقتلهم شرطيان اسرائيليان في محيط الحرم القدسي، واثر ملاحقتهما من قبل قوات الأمن المتواجدة بكثافة في المكان قتلت الشرطة منفذي العملية داخل باحات الأقصى.
وليست هذه المرة الاولى التي تقع فيها مشاكل بين إسرائيل والأردن بسبب المسجد الأقصى، فقد سبق أن تسببت رغبة الأردن بنصب كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى والحرم القدسي للكشف عن أن "اسرائيل هي التي يخرق الوضع القائم" بأزمة مع اسرائيل، تم تفاديها لاحقا بالسماح بنشر "حراس المسجد الأقصى".
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة هناك.