منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 للأقصى رب يحميه ولكن..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

للأقصى رب يحميه ولكن.. Empty
مُساهمةموضوع: للأقصى رب يحميه ولكن..   للأقصى رب يحميه ولكن.. Emptyالإثنين 24 يوليو 2017, 5:02 am

للأقصى رب يحميه ولكن..

إحسان الفقيه


Jul 24, 2017


لم يكن نبيا مُرسلا يُوحى إليه من السماء وهو يقول: للبيت ربٌ يحميه، بل كان عبد المطلب بن هاشم – جد النبي صل الله عليه وسلم – فاقدا لأدوات المواجهة مع جيش أبرهة الذي استهدف بيت الله الحرام، فكان ظنه أن الله سيحمي البيت لعظمته ومكانته عند ربه وفي تراث النبوة.
كانت المعجزة، وكانت الطير الأبابيل ترمي بحجارة السجيل، فأهلكت الغزاة، وعُصِم البيت من التخريب، لكن الحكمة من انتصار المجتمع المكي الوثني حينذاك على جيش أبرهة – وهم أقرب للحق باعتبارهم أهل كتاب- كانت صيانة تلك البقعة التي سيُولد فيها نبي آخر الزمان بعد خمسين يوما، فكانت المعجزة (بحفظ الأرض الحاضنة للنبوة)، من الرق والاحتلال، إضافة إلى أن المعجزة سوف تلفت أنظار العالم، فإذا خرج منها من يقول بأنه نبي يكون ذلك مدعاة لتصديقه. استشفاف هذه الحكمة يدعمه الواقع، لأن الكعبة على شرفها ومكانتها لم تُعصم في عهد الأمويين، حيث تهدّمت أجزاء منها بسبب الصراعات الداخلية، ولم تُعصم بعد ذلك بقرون من عبث القرامطة، الذين اقتلعوا منها الحجر الأسود وحملوه إلى ديارهم 22 عاما بعد قتل الحجاج حول الكعبة.للبيت رب يحميه، ليست قاعدة مُطردة في حماية المقدسات، بما في ذلك المسجد الأقصى، الذي كلما مر الزمن اشتد عليه بأس الصهاينة، وازداد المسلمون تفريطا فيه.


في ظل الانتهاكات الإسرائيلية الحالية تجاه الأقصى بجرأة تتفق مع استخذاء حُكّام العرب، برزت تلك المقولة المُغمّسة بالاتكالية والمنطق التبريري والتهرّب من المسؤولية تجاه مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم، فيقولون:

لا تقلقوا، لن يُصاب الأقصى بسوء، سيحميه ربه كما حمى البيت من أبرهة.



ذلك المُعتقد المفرط في التفاؤل صورة أخرى من صور التهاون بحق الأقصى، فليس هناك من دليل شرعي أو عقلي ينفي تعرض هذا المسجد للهدم، على عكس القرآن الكريم، فقد تكفل الله بحفظ القرآن، وورد فيه النص الصريح «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، ولم يكِل حفظه للمسلمين، فمحال أن يعتريه التحريف والتبديل مهما فرّط المسلمون، والواقع خير شاهد. أما هدم الأقصى فليس بمُمتنع قدَرًا ولا شرعًا، وعلى الأمة الإسلامية الحفاظ عليه وصيانته، والقول بغير ذلك إغراق في الأماني الزائفة، وإخماد للجذوة التي لا زال بها بقية من وهج في قلوب المسلمين. الله تعالى قادر على نصرة دينه وتحرير مسرى نبيه وأولى قبلتي المسلمين، لكنها طبيعة هذا الدين، تقوم على أكتاف معتنقيه عندما يتمثلون تعاليمه ويأخذون بأسباب النصر والتمكين. نصرة الأقصى لن تتحقق بانتظار المعجزات، بل بهمٍّ عام تصطبغ به الأمة الإسلامية، همّ كذلك الذي منع صلاح الدين من الضحك لا لشيء إلا لأن المسجد الأقصى أسير بأيدي الصليبيين. ذلك الهمّ الذي ملأ كيان السلطان نور الدين محمود زنكي، وجعله في غمرة الاحتلال الصليبي للقدس، يبني منبرا ليخطب عليه في المسجد الأقصى بعد أن يقوم بتحريره.


يا بني ديني ودمي وهمّي

أعلمُ يقينا أن حُكام وملوك الأمس ليسوا كحكام اليوم، الذين تآمر بعضهم على دم المُسلمين لمُبررات مكيافيلية مُختلفة، ونعلمُ أنهم تقاعسوا عن نُصرة الأقصى، أولئك الذين فضحتهم فلسطين، عندما باعوا الوهم إلى الشعوب باسم الدفاع عن المقدسات، وشرعنوا وجودهم بشعارات جوفاء حول القضية الفلسطينية، لكنهم اليوم يقفون عُراة حُفاة مفلسين، ليس لأحدهم ورقة توت يستر بها عورته، استنفدوا كل مبررات القعود التي تُسكّن غضب الجماهير، وغاصوا بصورة علنية في وحل التطبيع.

لكن التعويل ـ بعد الله تعالى ـ على الشعب الفلسطيني ذاته، هؤلاء هم أهل الرباط، هم الذين يعيشون القضية على أرض الواقع لا صفحات الفيسبوك وتويتر، التعويل على شدة بأسهم ووعيهم المتنامي.
 ثم التعويل على الشعوب الإسلامية التي تتّسع الفجوة بينها وبين حُكّامها، على مدار الساعة، ممن يتم التنكيل بهم والتضييق عليهم وشيطنتهم وتشويه مقاصدهم،
ومع ذلك يظلّ الأقصى في قلوبهم (بوصلة ومسطرة وخريطة طريق)، فعلى قادة الرأي والدعاة والمصلحين والرموز الدينية والسياسية والثقافية، مهمة إبقاء الوعي مُتّقدا، حتى لا تخمد القضية في النفوس، فاستهداف الأقصى يتم بصورة تدريجية لإخماد الحس الديني والشعور بالقضية عن طريق استغلال طبائع البشر في إلف العادة والصورة، على طريقة الثعالب.

 يقول الإمام ابن القيم: «ومن عجيب أمره (أي: الثعلب) أنه أتى إلى جزيرة فيها طير فأعْمَل الحيلة كي يأخذ منها شيئا، فلم يطق، فذهب وجاء بضغث من حشيش وألقاه في مجرى الماء الذي نحو الطير، ففزع منه. فلما عرفت أنه حشيش رجعت إلى أماكنها، فعاد لذلك مرة ثانية وثالثة ورابعة، حتى تواظب الطير على ذلك وألفته، فعمد إلى جرزة أكبر من ذلك فدخل فيها، وعبر إلى الطير. فلم يشُك الطير أنه من جنس ما قبله، فلم تنفر منه فوثب على طائر منها وعدا به».

والواقع يقول إن التفاعل مع الانتهاكات ضد الأقصى يخفت مع مرور الوقت، فنخشى أن نفيق يوما على خبر في وسائل الإعلام يفجعنا بهدم الأقصى.
 نصرة الأقصى تستلزم التنسيق بين القوى الشعبية والتيارات الإسلامية والوطنية والمُحافِظة، والمؤسسات والهيئات العلمية والحقوقية المختلفة، للوصول إلى رؤية موحدة أكثر فعالية،
بهدف الضغط على الدوائر الرسمية من أجل تحرك دولي دبلوماسي قوي لمنع الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى.
 نصرة الأقصى تكون عبر تغيير عام في حياة المسلمين وفق المنهج الرباني، يرتكزعلى تحقيق العبودية لله بمعناها الشامل لا المُختزل المُجتزأ،
كما يرتكز على صفاء الانتماء ووضوح الراية.
والمتأمل في النبوءة الواردة بشأن المعركة الفاصلة مع الصهاينة، التي نوقن بها كما يوقنون هم، سيرى أن الحجر والشجر سيخبر المسلمين عمّن يختبئ خلفه من بني إسرائيل،
وينادي المسلم بقوله (يا مسلم، يا عبد الله).
 فكلمة يا مسلم تخبر عن أسلمة قضية الأقصى وتعيين الراية ووضوحها، وكلمة يا عبد الله تشير إلى أزكى وصف للمرء وهو وصف العبودية لله رب العالمين.


٭ كاتبة أردنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

للأقصى رب يحميه ولكن.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: للأقصى رب يحميه ولكن..   للأقصى رب يحميه ولكن.. Emptyالإثنين 24 يوليو 2017, 10:30 am

الأقصى وكسينجر.. و"عرب النّار"

خالد عمر بن ققه
رغم انشغال العرب والمسلمين، أفرادا وجماعات وأحزابا ودولا، بقضايا ذات طابع محلّي، تجسّد مقولة «يا روح ما بعدك روح» إلا أن أحداث المسجد الأقصى تُشكَّل اليوم على أرض فلسطين عنوانا لاستمرارية المقاومة، وفي خارجها حيث يوجد المسلمون، أكثرية كانوا أم أقلية، هي حالة وجدانية جامعة، صحيح لم تتحول بعد إلى رفض مطلق، يدفع إلى جهاد حقيقي، يتجاوز مخاوف السياسيين، ولكنها آتية لا محالة، وما يؤخرها هو الاستئناس والاستناد لما يقوم به أولئك المرابطون حول المسجد الأقصى.
واضح أن دول العالم كلها وخاصة إسرائيل، لم تستفد من دروس الماضي لفعل المقاومة الفلسطيني، والصمود على الأرض بتكلفة عالية، وذلك عبر ثلاث انتفاضات رئيسة غيرت أساليب العمل السياسي، وحالت دون تحقيق نتائجها المرجوة عوامل كثيرة، فقد الانتفاضة الأولى فى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 1987، وقًدر عدد الضحايا من الفلسطينيين بألف و300 شهيد، و160 قتيلا إسرائليا، وهدأت تلك الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
أما الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي تعرف أيضا باسم انتفاضة الأقصى، فقد اندلعت في 28 سبتمبر 2000 وتوقفت فعلياً في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ، وتميزت تلك الانتفاضة مقارنة بسابقاتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وكانت تكلفتها البشرية أعلى من الأولى، حيث راح ضحيتها ( 4412) شهيدا فلسطينيا و(48322) جريحا، في حين بلغت خسائر الجيش الإسرائيلي 334 قتيلا ومن المستوطنين 735 قتيلاً وليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين 1069 قتيلا و4500 جريح، وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات.
أما الانتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس، والتي سُميت أيضا بـ «انتفاضة السكاكين»، فقد انطلقت مع بداية أكتوبر 2015 في قطاع غزة، وفي دولة الكيان الإسرائيلي، من خلال موجة احتجاجات وأعمال عنف لا تزال متواصلة إلى الآن، وتميزت هذه الانتفاضة بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وكذلك قيام إسرائيليين بطعن فلسطينيين، وأيضا إعدام بعضهم ميدانيا بحجج منها: القول بمحاولتهم تنفيذ عمليات طعن.
واليوم يفجر الفلسطينيون المرابطون حول الأقصى انتفاضتهم الرابعة، على خلفية البوابة الإلكترونية التي زرعتها إسرائيل حول المسجد الأقصى، غير منتظرين لنجدة قريب أو بعيد، وفي موقفهم هذا صمود عهدناه منهم منذ احتلال بلادهم في 1948، وفيه أيضا احراج لنا جميعا في إقامتنا حدودا فاصلة بين دولنا، وفيه أيضا مساءلة للجماعات الإرهابية التي تدمر دولنا من الداخل، ومنها على سبيل المثال ما يعرف بجماعة «أنصار بيت المقدس»، التي تُنفِّذ مشاريع الأعداء في المنطقة، وتعمل على عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي، وخاصة مصر.
الواقع أن المرابطين حول الأقصى يقيمون الحُجَّة علينا، وهم نار تشتعل ضد العدو الإسرائيلي ومشاريعه المستقبلية لتهويد الأثار الإسلامية، يُسَطِّرُون ملحمة كبرى، غير مَفْتونين ولا خائفين من تلك الرسائل التي يتبادلها إخوانهم اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر رسائل الهوتف الذكية (الواتساب مثلا)، ومنها نقلهم حرفيا لحوار مترجم أدلى به هنري كيسنجر ـ وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لجريدة «ديلي سكيب» الأمريكية في يوليو 2016.
من بين ما جاء في ذلك الحوار قوله: «إن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب.. لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية لنا، خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران.
من غير الواضح إن كانت تلك مجرد توقعات أم هي تخطيط استراتيجي، لكن حين نواصل ما قراءة حوار كيسنجر تسيطر علينا مخاوف حقيقة، لا يُنْهي تأثيرها إلا ما يقوم به الفلسطينيون اليوم في القدس، لنتابع حديث كسينجر.. عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون الانفجار الكبير والحرب الكبرى قد قامت، ولن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأمريكا، وسيكون على إسرائيل خلالها القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح، لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.. إن طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، و الأصمُّ فقط هو من لا يسمعها.. وإذا سارت الأمور كما ينبغي ذ من وجهة نظره «فسوف تسيطر إسرائيل على نصف منطقة الشرق الأوسط».
لم تعد خطط تدمير دولنا خفية، بل أن وجود الأجانب ضمن الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق (داعش على سبيل المثال) هو تحضير مقصود لتلك الحرب المتوقعة، والدليل ما ذكره هنري كسينجر: «أن الشباب الأمريكي والأوروبي قد تلقوا تدريبات جيدة خلال القتال في السنوات العشر الماضية، وعندما ستصدر لهم الأوامر بالخروج إلى الشوارع لمحاربة تلك (الذقون المجنونة) فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم ــ يقصد المسلمين ـ إلى رماد».
وحتى لا يتحقق حلم كسينجر، ورؤيته للأحداث، ومنها: «تمكُّن أمريكا (الماسونية) ــ كما يسميها ـ من بناء مجتمع عالمي جديد، لن يكون فيه مكان سوى لحكومة واحدة تتمتع بالقوة الخارقة» وأيضا تحويلنا إلى رماد، فإن الفلسطينيين اليوم بصمودهم يحوِّلُون واقع إسرائيل إلى نار.. هم بلا شك وقودها، لكنهم يُعلُّون من قيمة المواجهة، وفي ذلك حماية لنا على المستوى القيمي والوجودي، حتى لا نصبح يوما ما رماداً تذروه الرياح في يوم عاصف.
عن الاهرام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

للأقصى رب يحميه ولكن.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: للأقصى رب يحميه ولكن..   للأقصى رب يحميه ولكن.. Emptyالإثنين 24 يوليو 2017, 10:30 am

فلسطين والعروبة والإسلامجية

أمينة خيري
فلسطين والعروبة والإسلامجية. لا يهم أيها يأتى أولاً. المهم أن ثلاثتها تخضع حالياً لعمليات هرس وهرى ودهس عاتية، ومكاشفة ومصارحة ومجاهرة صارخة، ومواجهة وملاسنة ومطاحنة هائلة.
وبصراحة شديدة، فإن الحادث من مطاحنات فى الثلاثية المشار إليها أمر بالغ الإيجابية. والمقصود بالإيجابية فى هذا الصدد ليس فرحة بما يحدث فى فلسطين أو بهجة لتعرى العروبة أو تقديراً لدور الإسلامجية، بقدر ما هى فرصة ذهبية ليتخلص الجميع من قيود العقل الباطن ومكبلات تذويق الكلام وتهذيب الآراء.
الآراء المعبر عنها والمكشوف عن مكوناتها التى ظلت حبيسة الصدور طيلة عقود فى شأن فلسطين وقضيتها المزمنة تقول الكثير وتخفف أعباء وأثقالاً لطالما زادت المشهد عتمة على عتمته الأصلية. المواقف التى يجاهر بها كثيرون حول ما يجرى فى المسجد الأقصى تكشف ما هو أبعد من شعارات ومواقف تربينا عليها، وترهيبات لكل ما يشذ عن القاعدة الشعارية تارة بالوصم بـ«بيع القضية» وأخرى بسب المجاهر بالاختلاف.
الأصوات المختلفة تتساءل هذه الأيام عن الأسباب التى تحول دون توجه جيوش مجيشة من «الإسلامجية» نحو القدس لتحريرها! وتستفسر عن الموانع التى تمنع الدواعش وأبناء عمومهم من الثأر لما يتعرض له الفلسطينيون من منع وقهر وما يتعرض له المسلمون من إذلال وهوان عبر سيطرة الصهاينة على المسجد الأقصى! أحدهم يقول إن «ملايين العرب مستاؤون من وجود إسرائيل من الأصل ويرون أن إبادتها واجبة. طيب وهى إسرائيل جت إزاى أصلاً؟! وكيف تم السماح لها بتأسيس دولة؟! ولا تقل لى قوى أجنبية غربية فقط. هناك قوى داخلية وداخلية جداً ساهمت فى ولادة دولة إسرائيل. كفانا خداعاً».
ومن الخداع الذى يجاهر به البعض إلى السؤال فى التاريخ. أحدهم يسأل: «من يوم ما سمعنا عن فلسطين وهى تحت انتداب، آخرها الانتداب البريطانى الذى سلمها لإسرائيل. والانتداب البريطانى تسلمها من الدولة العثمانية وهلم جرا»! وثالث يطرح استفساراً ذا طابع استنكارى: «أين ذهبت جموع واقدساه واإسلاماه؟ وما مآل الآلاف التى خرجت خلف صفوت حجازى أثناء جولاته الترويجية المتأسلمة للدكتور محمد مرسى قبل الانتخابات الرئاسية وهى تهتف وراءه: (على القدس رايحين شهداء بالملايين)»؟
وهناك من سهل المسألة وبلور الحلول وقال: «فى ميكروباصات بتروح العريش، ومن هناك تأخد أى مواصلة للقدس، تحررها وتتبسط وتنك راجع»!
هل هو رجوع عن تأييد فلسطين وقضيتها وقضية العرب والدفاع عنها؟ أم هى مكاشفة الذات بحقيقة القدرات؟! ولماذا يا ترى خفت حدة الانتقادات التى وصل بعضها حد التجريح والتخوين والتى كانت توجه لمصر متهمة إياها بالتقصير فى حق القضية؟! وهل يعود ذلك ربما بسبب العلاقات المتينة والأكيدة والصريحة التى بات معروف أنها تربط دولا عربية محورية عدة وإسرائيل، ما يعنى أن الاستمرار فى سب مصر ولعنها ربما يحرج هذه الدول؟! أم يكون ذلك نابعاً عن تفرغ الإسلامجية لتفخيخ بقية المسلمين وتفجيرهم وعدم وجود وقت فراغ يتيح لهم تفجير الصهاينة وإلقاءهم فى البحر؟!
بحر الإسلامجية هائج وعميق. والإسلامجية لا يقتصرون فقط على الدواعش والإخوان وأبناء عمومتهم. فهناك إسلامجية كيوت آند لافلى. لا تظهر عليهم الأعراض واضحة، لكنهم يزجون بكلمات الإسلام والغيرة على الدين وغياب النخوة الإسلامية وشيوع الهوان فى قلوب المتدينين فيما يختص بالقدس. يجد أولئك أنفسهم فى سلة واحدة متأرجحة بين أسباب عدم التوجه عبر الأنفاق لدك إسرائيل على رؤوس الصهاينة القتلة أو على الأقل تنظيم وترتيب وتكتيك كوكبة من العمليات التفجيرية التفخيخية كتلك التى تسقط شهداءنا فى شمال سيناء وغيرها من المناطق التى يرتادها الباحثون عن تطبيق الشريعة ونصرة الدين الإسلامى من جهة. أما الجهة الأخرى والخاصة بالإسلامجية المقنعين خلف الواجهة الكيوت، فهى أسباب استثناء المسيحيين من القضية!
المسيحيون المجاهرون والمستاؤون والمتسائلون هذه الأيام عن أسباب إبعادهم عن القضية الفلسطينية عبر توأمتها والإسلام والمسلمين لهم كل الحق فى الحصول على إجابات مقنعة. أحدهم تحدث بمرارة عن إشادة وجهها له أصدقاء مسلمون أبدوا تعجبهم من موقفه المناصر لحق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة وحياة كريمة «رغم إنه مسيحى»! وهو رد عليهم بكل بساطة وسهولة ويسر: «مسيحى لامؤاخذة بس كمان عربي».
وهنا يقفز الضلع الثالث، ضلع العروبة الميتة إكلينيكياً منذ زمن طويل رغم رفض أبنائها وأقاربها الاعتراف بموتها. الإيجابى أيضاً فى المصارحات والمجاهرات الآنية هو الربط بين الجهود الناجحة التى قام بها الإسلامجية منذ زمن بالعروبة بالتأسلم بيد (حيث الوجه الآخر للعربى هو المسلم فقط لا غير) وسبها ولعنها باليد الأخرى باعتبارها مناهضة للدين مناقضة للتدين. فإما أن تحب وطنك ومنطقتك أو أن تحب دينك ومشايخك. الاثنان دونت ميكس.
ونحمد الله عز وجل أن مفتى الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقى علام أفتى قبل أيام بأنه لا تعارض بين محبة الوطن والدين!!!
وعودة إلى مكاشفات ثالوث فلسطين والعروبة والإسلامجية والتى تعد المجاهرة بها (حتى وإن جاء بعضها صادماً أو حتى خاطئاً) فى حد ذاتها خطوة مهمة على طريق الإصلاح إن شئنا.
عن المصري اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
للأقصى رب يحميه ولكن..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: