القدسُ مرضعةُ الشّمس(أوس أبوعطا )
1
أتوارى بها عن الغروب
أجفّف مستنقع الأسى واللّجوء
متزلّفاً / متأمّلاً لانعكاسِ عينيها
على لازورد المساء ..
وتسابق حجارتها الراصدة كالشهب
لترجم الصهاينة و حدائقهم الخلفية .
2
هكذا هي ...
نيازكُ تخفقُ فوقَ مسامِ البحار
شقائق نعمانٍ تتوهّجُ على امتداد السّماءِ والقدس
لتفرش الثّرى
كي يكمل شيخٌ صلاته في الفردوس ...
و ينهي تلميذٌ شطيرته في فسحة سحاب
وتمتزج بحليب ثكلى مقدسية
ترضع الشّمس كي لا يسوس الدّجى البلاد
و يضرب أطنابه و يهوده في الأرض المقدسة
3
تجدفُ بأقصى أمنياتها وذراعين مشلولتين
ومركبها العربي يتحالفُ مع الفيضان !
وما فتئ يقين طاووستها المتواضعة
يشقُّ أمواج الهجير والفولاذ !!
لعلّها كانت ذات كسوفٍ
ورقاءَ تسجعُ على مئذنة الأقصى/
عشبةً بزغت على عتباته / مسافرةً توضّأت بغيماته /
ثكلى تشيّع ابنها بالزّغاريد والتّرضي
وتتسلّق منحدراتِ الأعاصير
لتنضح على روحه الياسمين والدّعاء
تسربلُ قوس قزحٍ بالسّواد
وتنسج الأصيل ثوباً لقبة الصخرة ،
هي ما زالت كما عهدتها الأساطير
و قد أوتيتْ شهيقاً ساحقاً يصل
لأطرافِ أصابعها ولحدودِ لحودِ أطفال الدّرر
ورحمٍ كالمخيم يحتضن
الجوع و المقلاع . .
والقرَّ و الوميض . .
أنّى لها كلُّ ذلك
ولم يتبقَّ من ترياقنا
سوى بصماتِ قطراتٍ
بجوفِ جرّةٍ متصدّعة؟؟!
كاتب وشاعر فلسطيني