غزة والجيوش السبعة
غادة عايش خضر
هى حرب ليست كاسابقاتها، بل تفوقت على حرب 1948 في أعداد جنودها، كما أنها تجاوزت حرب أل 67في نتائجها ،بل توجت فى مقدماتها وأسبابها الحروب الثلاثة ما قبل الأخيرة (2008،2012،2014)هي حرب البقاء ،هي صراع الحياة مع الموت، مسرح الحرب هو قطاع غزة،بدايتها في 2007 ،أماالجيوش المحاربةوهى جيش الخريجين ويقدر بعشرات الالاف،وثانيها جيش المتقاعدين الجدد ويقدر عددهم بضعة ألاف ، أما الثالث فهو جيش العمال وتجاوز عدده ربع مليون عامل ،أما الرابع وهو الأكبر عدداً هو جيش الفقراء وتجاوز المليون محارب ،والخامس هو جيش يتكون من ألاف المرضى ،والسادس فهو الجيش المأسور داخل حدودالقطاع ، أما السابع فهو جيش من المطبلين والمهلهلين للفصيل هذا والفصيل ذاك،أليست أعداد جنودالجيوش السبعة في غزة الان فاقت أعداد جنودالجيوش السبعة المشاركة فى حرب 48؟؟؟؟ ففي حرب 48 حسمت المعركة وضاعت فلسطين، أما الحرب في غزة ألان يا سادة مع عشاق السيادة وأطرافها الثلاثة ، فهى من أجل البقاء وليست من أجل الدفاع عن الذات بقدر ما هى دفاع عن الوجود الفلسطيني ، وهي ليست لتوسيع مساحة القطاع وكلنا ندرك أنه لم يحرر أى شبر جديد فى محيط غزة ، فهى ليست لمواجهة جنود العدو، بل لمواجة المصير المحتوم في ظل متسلقين للقيادة يعملون بكامل قوتهم على تفتيت الوجودالفلسطينى وتفكيك عناصره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، فهي لاتملك أسلحة تقليدية ولاغير تقليدية، بل مدججةً بكامل الأسلحة القهرية ،تحمل شعار بالدم والنارسقطت غزة وبالإستبداد والإستهتار ستموت غزة !!!!! أما عن الجيوش السبعة فهى الأكثر تطوراً بالعالم ، فهى أم الإختراعات لإيجاد البدائل ،وهى الأعلى عالميا ًفي مدى التأقلم مع الظروف المحيطة،اضافة لذلك يحق لكل مواطن غزي الإنتساب لأى جيش من الجيوش السبعة ، علماً بأن لهم سمتان تميزهما ،السمة الأولى وهى الصبر والصمود ، وثانيها تكثيف القصف عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،فهى قادرة على الحسم فى كل جولة من العذاب ، كما انها أصبحت كالجدار الحديدي حسب نظريات الأمن الاسرائيلية، فجدارنا يشيد بشكل تراكمي مع خلق حلول مؤقتة مع كل أزمة تعصف به ، دليل ذلك استخدامه السيرج كوقود للسيارات ، واستخدام الليدات للتخفيف من أزمة الكهرباء ، وصنع طعامه على بابور الكاز عوضاًعن الغاز، في غزة لا يوجد خط أحمر لبدء المعركة لأن الأزمات المختلقة في غزة تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، بل خرقت كل حدود الأمان ، فالجيوش السبعة تحارب ضمن صراع طويل مع الجوع والفقروالمرض والبطالة والخوف والإستبداد والحصار ، فهي قاتلت وما زالت تقاتل على مدى 11 عاماً ،وأجزم أنها معركة الوجود ، فإما انتصاراً يسر الصديق وإما فناءاً يغيظ العدى...
البحر بلا ياسر
هدى يا بحر هدى طولنا في غيبتنا ودي سلامي ودي للأرض اللى ربتنا ..... تغنى اللاجئين في مخيمات الشتات بأعذب و أجمل الكلمات ، بألحان وحنين العودة لمسرى النبى ومهبط الرسالات ، الى أن جاء ياسر وأخبرهم بأن النصر لا محال أت أت ، وفعلا ً تزينت فلسطين بأعلام النصر والرايات،حاملها شبل وحاميها ياسر عرفات ،و رقصت غزة فرحا ًبقدوم قائدها ومن معه من عائدين وقوات ،يومها أخبرنا سيد الثوار بأنها الخطوة الاولى فى طريق التحرير ونهاية الشتات، وان القدس ستبقى عاصمة فلسطين وقال مقولته الشهيرة "سوف يرفع علم فلسطين شبل من اشبالنا أو زهرة من زهراتنا فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكناس القدس شاء من شاء وابى من ابى واللى مش عاجبه يشرب من بحر غزة " الف اه واه يا سيدي على بحر غزة وما حل به ، يا سيد الأحرار لاعاد لغزة بحرا ً ولاعاد لها شواطئ ، بحرك يا سيدي أصبح مستنقعا ً لا مَعلَماً بات وحلا ً لا مخرجا ً، البحر الذي طالما حلمت بالعودة له ، لتستنشق رحيق الحرية ، نحن الان نستنشق عليل الذل والهوان والعبودية ، فكل شئ في غزة أصبح غير صالح هوائها،مياهها، غذائها ، نورها ،معابرها ، مطارها حتى قيادتها ، كل شئ يا سيدي فيها طالح ،كلماتك كانت لنا فخراًبكل ما تحويه من آيات الكبرياء والشموخ والعزة ،لكنها باتت ألماً يمزق الذكريات .....،وفي زمن الخنوع تزلزلت أركانك ياغزة ، رحلت يا سيدي تاركاً خلفك شعباً يتيما ًوابناً عقيما وجرحاً عميقاً وبحراً حزيــناً .....
دالت والبيت الأحمر
ليلة غبراء اتخذت فيها قرارات تخريبية ظالمة، ففي عشية العاشر من اذار 1948 اجتمع أحد عشر قيادياً وعسكريا ً صهيونياً،حيث أقروا ماعُرِفَ بخطة دالت الرامية الى تهجير الفلسطينين من أراضيهم ، وفي تلك الليلة وداخل البيت الاحمر مقر حركة العمال في تل بيب صودق على خطة دالت ،وصدرت الأوامر بدءاً بإشعال النيران في بيوت الفلسطينين وتخويفهم ومحاصرة القرى من3 جهات ،فيما تركت الجهة الرابعة للفرار،وانتهاءاً بتهجيرهم، أما اليوم في غزة تنفذ خطة أسوأ من خطة دالت الإسرئيلية وبأيدي فلسطينية، وأصدرت الأوامر والإجراءات الرامية لتهجير اهالى القطاع، حيث الفقر والجوع والبطالة والمرض وقطع الكهرباء واغلاق الحدود ونقص الوقود، اعتقد ان خطة دالت الصهيونية كانت أرحم بكتير، حيث تركت منفذاً للفرار،أما اليوم وإن اخترت البقاء فى غزة فإنك ان جعت وان مرضت ستموت وتدفن فى غزة ،وان اعترضت ستجسن في غزة ،ون اكملت دراستك ستذل فى غزة ،اليس ما يصدر من قرارات سياسية أو اقتصادية سواء من رام الله أوغزة تصب كلها في صالح الكيان؟؟؟؟ فعندماغزة تفتقد مقومات الحياة من كهرباء وماء وفرص عمل وغير ذلك ، اليس ذلك بمثابة خطة دالت جديدة لتهجير ماتبقى من مواطينين في القطاع وذلك بعد عملية ترويض استمرت 11 عاماًومن ثم استخدام الجهة الرابعة التى استخدمت اسرائيلياً عام 48 .... لكي الله يا غزة ياسر .