«إسرائيل» تلجأ إلى وسائل استفزازية للالتفاف على إنجاز الأقصى
تراقب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس مدى التزام الشرطة الإسرائيلية بعد إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى والسماح للمصلين بالدخول إليه.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في تصريح للأناضول: "تم مساء الجمعة إعادة فتح جميع أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين، ونحن نراقب الوضع على الأرض".
وأضاف الشيخ الخطيب: "يهمنا أن يكون المسجد مفتوحا، وأن يتمكن المصلون من الدخول إلى المسجد بدون مضايقات وبحرية".
ومساء الجمعة، أعادت الشرطة الإسرائيلية فتح أبواب المسجد أمام المصلين بعد أسبوعين من فرض قيود على دخوله، ودخل عشرات آلاف المصلين المسجد للصلاة والاحتفال بإعادة افتتاحه.
وأدى آلاف الفلسطينيين صلاة فجر السبت في المسجد الأقصى، ولكن لوحظ أن باب المطهرة في المسجد الذي يفضي إلى المرافق الصحية، بقي مغلقا ولم يفتح.
وقالت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس للأناضول، إن اتصالات تجري مع الشرطة الإسرائيلية من أجل إعادة فتح الباب في الجدار الغربي للمسجد.
وقال شهود عيان للأناضول إن الشرطة الإسرائيلية منعت عددا من المواطنين العرب من عائلة جبارين من دخول المسجد امس، دون توضيح الأسباب.
كما اشتكى عدد من المصلين قيام أفراد الشرطة بتفتيشهم على البوابات الخارجية للمسجد قبل السماح لهم بالمرور.
ولكن لم يتضح بعد إن كان التفتيش عشوائيا أم أنه يشمل جميع المصلين.
وقال مسؤول في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس للأناضول، فضل عدم الكشف عن اسمه: "تجري متابعة الشكاوى بشكل حثيث".
بالرغم من قرارها الجمعة، إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام جميع المصلين، ودون أية قيود، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس السبت، إجراءات استفزازية شملت عمليات فحص خارج أبواب المسجد الأقصى المبارك لشبان مقدسيين. إجراءات اعتبرها ناشطون محليون بأنها مماحكة من قبل قوات الاحتلال للشبان تضاف إلى عمليات التفتيش المهينة التي يتعرضون لها على أبواب المسجد الأقصى.
وأفاد محمد رفاعية، أحد الشبان الذي أخضعوا للتفتيش بالقرب من باب الأسباط "العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال أخضعوه لعملية فحص دقيقة باستخدام جهاز كشف المعادن اليدوي، بعد أن أرغموه على الوقوف ووجهه إلى الحائط مع فتح رجليه.
كما تعرّض للأمر ذاته، الشاب نادر أبو اسنينه، بالقرب من باب حطة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، مع تسجيل رقم بطاقته الشخصية. وقال أبو اسنينه لـ"العربي الجديد"، إن "أحد جنود الاحتلال دفعه بقوة إلى الحائط مهددا باعتقاله".
وكانت شرطة الاحتلال استعانت أمس، بعناصر نسائية منها لتفتيش النساء المقدسيات في باب الأسباط، بما يشمل تفتيش حقائب اليد، وإخضاعهن لتفتيش جسدي.
بدوره، حذر الحراك الشبابي المقدسي من محاولة الاحتلال الالتفاف على قضية البوابات الإلكترونية بالفحص اليدوي عبر استخدام فاحص المعادن اليدوي. وقال أحد نشطاء الحراك الشبابي، ويدعى (أيمن. ك) لـ"العربي الجديد": "سنواصل مقاومتنا لأي إجراءات من هذا القبيل مهما كان الثمن".
يأتي ذلك، في وقت منعت فيه قوات الاحتلال اليوم مواطنين فلسطينيين من مدينة أم الفحم داخل فلسطين المحتلة عام 1948 من دخول المسجد الأقصى، ومن بين من تم منعهم عائلات منفذي العملية الفدائية التي وقعت في الرابع عشر من الشهر الجاري قرب المسجد الأقصى، وأدت إلى مصرع جنديين من قوات الاحتلال، فيما استشهد منفذوها في ساحة الصخرة المشرفة بينما كانوا في طريقهم لمهاجمة مركز شرطة إسرائيلية هناك.
إلى ذلك، أكد أحد مسؤولي الحراسة في المسجد الأقصى لـ"العربي الجديد"، قيام مجموعات للمستوطنين المتطرفين، بأداء طقوس تلمودية خارج أبواب المسجد الأقصى وتحديدا في منطقتي باب القطانين وباب الحديد بحماية شرطة الاحتلال، وواصل هؤلاء مسيرهم باتجاه باب الرحمة خارج سور المسجد الأقصى من ناحيته الشرقية.
وسبق ذلك، قيام هؤلاء المستوطنين بمسيرات عربدة انطلقت من ساحة البراق، وتوقفت عند باب السلسلة حيث أدى هؤلاء طقوسهم، وأقاموا حلقات رقص وغناء، فيما طوقت قوة من الاحتلال كانت تحرسهم المنطقة وحظرت دخولها على المواطنين المقدسيين، قبل انسحاب المستوطنين من المكان باتجاه شارع الواد في بلدة القدس القديمة.