ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75891 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة أريحا الخميس 10 أغسطس 2017, 8:02 am | |
| أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة أريحا تعتبر أريحا من أقدم مدن فلسطين الكنعانية، حيث يرجع الخبراء والأثريون تاريخها إلى العصر الحجري، أي إلى ما قبل سبعة آلاف عام ق.م، وهذا ما حمل بعضهم على القول أنها أقدم مدينة في التاريخ قائمة حتى اليوم، شخص الخبراء موقع أطلالها في تل السلطان الذي يقع على بعد نحو كيلو مترين شمالي المدينة الحالية بجوار نبع عين السلطان وتبعد مدينة أريحا عن القدس حوالي "38 كيلو متراً"، ويعد الطريق الرئيس من القدس أو رام الله إلى أريحا واحداً من أهم وأجمل الطرق في فلسطين، فهو نفسه الطريق التجاري القديم الذي كان ومازال يربط القدس بأريحا ومن ثم بشرقي الأردن عبر النهر، ويعد هذا الطريق منطقة شبه صحراوية تعرف محلياً باسم "برية أو صحراء القدس" يقع على جانبي هذا الطريق عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية المهمة الجديرة بالزيارة. منظر عام لمدينة أريحا http://www.wafainfo.ps//pics/JerichoCity.jpg نبذة تاريخية لو عدنا إلى أصل التسمية قبل الفتح الإسلامي لأريحا لوجدنا أن اسم أريحا سامي الأصل وتلفظه العامة "أريحا"، وأريحا عند الكنعانين تعني القمر، والكلمة مشتقة من فعل يريحو "yereho" ويرح اليرح في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر وقمر، وفي العبرانية "يرحو" أقدم مدينة معروفة في التوراة اليهودية، وريحا في السريانية معناها "الرائحة والأريج. اتخذ الهكسوس المدينة قاعدة لهم بين سنة 1750و 1600 ق.م، وقد ورد ذكرها في التوراة باسم أريحه وهي أول مدينة كنعانية هوجمت من قبل العبرانيين، إذ تمكن قائدهم يوشع بن نون وجنده في سنة 1450 ق.م من الاستيلاء على أريحا وأحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، وفي عصر القضاة (1170-1030 ق.م) قام عجلون ملك المؤابيين بإخراج اليهود من أريحا واتخذها عاصمة له، وقد حدد هيرودس الكبير أريحا ووسعها وزينها بمختلف المنشآت، فامتدت المدينة فوق ما يعرف اليوم بتلال أبي العليق قرب عين السلطان، ومن منشآت أريحا في عهد هيرودس القصور والجنائن والميادين والقنوات والبرك، وفي جنوب أريحا أنشأ هيرودس القلاع الحصينة لحماية المدينة والدفاع عنها، وبالرغم من ذلك خربت أريحا فيما بعد، ولم يبق منها سوى الأنقاض الأثرية التي تدل عليها ازدهرت أريحا في عهد الرومان، ويؤكد ذلك أثار الأقنية التي شقوها فيها والتي تظهر على وادي القلط. اكتسبت المدينة أهمية كبيرة في عهد المسيح عليه السلام، إذ زارها المسيح نفسه وأبرأ فيها عيون أعميين، وهما برتيماوس ورفيقه، وزار فيها زكريا العشار في بيته، وكان قصير القامة مما اضطره إلى الصعود إلى شجرة لمشاهدة يسوع بين الجماهير. وفي عهد قسطنطين الكبير (306-337م) "مؤسس القسطنطينية"، انتشرت المسيحية في أريحا بواسطة الرهبان والنساك الذين كانوا يقيمون في الأديرة والكنائس التي عمروها لتكون مراكز لنشر المسيحية فيها، وفي عام 325م كانت مركزاً للأسقفية وقام الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565م) بإنشاء كنيسة فيها، وفي عهده شقت طريق تصل بينها وبين البتراء، وكانت القوافل تقطعها في مدة 3-4 أيام، كما شقت طريق أخرى تصل بينها وبين ييسان، وتبين أن الكنائس والأديرة حول أريحا ازداد عددها عما كانت عليه في القرن السابع، وذكر (الكسورفو) أنه كانت كنسية في الجلجال وأخرى في المكان الذي يظن أن المسيح خلع فيه رداءه قبل عمادته، وأخرى داخل دير كبير بني على اسم القديس يوحنا، وهي واقعة على مرتفع يشرف على نهر الأردن. ثم دخلت أريحا في الدولة العربية الإسلامية التي قامت في هذه الديار في القرن السابع الميلادي، وفي صدر الإسلام كانت أريحا مدينة الغور وأهلها من قوم قيس وبها جماعة من قريش، وفي عهد النبي محمد – صلي الله عليه والسلام-، أخرج الرسول اليهود من المدينة المنورة لطغيانهم فخرجوا إلى الشام وأذرعات وأريحا، ثم أجلى عمر بن الخطاب من تبقى منهم من أرض الحجاز إلى تيماء وأريحا، في أثناء الحكم العثماني رفعت درجة أريحا من قرية إلى ناحية، يقيم فيها حاكم يدعى المدير، يتولى إدارتها وإدارة البدو والقرى المجاورة في متصرفية القدس، وكانت الناحية هي الناحية الخامسة التي يتألف منها قضاء القدس، في عهد الانتداب البريطاني أصبحت أريحا مركزاً للقضاء يحمل اسمها، وبقيت كذلك حتى عام 1944م، عندما ألغت سلطة الانتداب قضاء أريحا وألحقته بقضاء القدس، كانت مساحة قضاء أريحا في عام 1943م نحو 341كم2، وعدد سكانها نحو 4.600 نسمة، وكانت قرى العوجا وديوك والنبي موسى والنويعمة تتبع أريحا فضلاً عن القبائل البدوية المتجولة والمستقرة، ويعد عام 1948م عادت أريحا مركزاً لقضاء ضم في عام 1965م نحو (75) ألف نسمة معظمهم من اللاجئين، وقد ظلت مركزاً لهذا القضاء بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، وبذلك تعتبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأربع هي أهم ما أضافه عصرنا الحالي لأقدم مدينة في العالم وهذه المخيمات هي عقبة جبر، والعوجا، وعين السلطان، والنويعمة أما اليوم فليس بهذه المخيمات سوى عشرة آلاف لاجئ فقط، وذلك لأن جزءا كبيراً من اللاجئين قد أصبحوا لاجئين للمرة الثانية في الأردن بعيد حرب الأيام الستة عام 1967م بين العرب وإسرائيل. في السنوات الأخيرة شهدت المدينة أحداثا تاريخية كثيرة، فهي أول مدينة يتم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1993م، ومنذ ذلك الحين شهدت المدينة تحولات مهمة لعل أهمها إقامة عدد من المشاريع السياحية: ومنها إقامة عدد من الفنادق والحدائق العامة، وأول مشروع تلفريك، وأول كازينو في "المحافظات الفلسطينية" مخصص للأجانب و يعتبر أحد توابع أرقى الفنادق الفلسطينية وهو فندق إنتركونتيننتال أريحا. الموقع تقع مدينة أريحا عند مستوى 250 متراً تحت سطح البحر، ولا يماثلها في ذلك أية مدينة أخرى في العالم…..، وتعد أريحا مشتى مثالياً، ومدينة سياحية من الدرجة الأولى بفضل مناخها المعتدل شتاء وبفضل العديد من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في كل مكان تقريباً في المدينة وحولها، فعلى مساحة 20كم مربعا تتركز بعض أهم المواقع الأثرية، ومن بينها تل السلطان، وخربة قمران، وجبل التجربة "قرنطل" والكثير من الكنائس والقصور والمساجد سنذكرها لاحقاً، وتكثر في أريحا المتنزهات والمطاعم والفنادق التي أفتتح العديد منها حديثاً، كما أن شوارعها واسعة وأهلها كرماء معتادون على وجود السياح في بلدهم. يمتد فصل السياحة في أريحا من شهر كانون الأول حتى نهاية نيسان، أما في الصيف فيتجنب الكثيرون زيارة أريحا للارتفاع الشديد بدرجة الحرارة فيها، حتى أن الكثير من أهلها يغادرونها في الصيف متجهين إلى المحافظات الجبلية وخاصة رام الله والقدس. المناخ يعد مناخ أريحا بالإجماع مناخاً مدارياً، مع درجات حرارة عالية جداً وجفاف تام في الصيف وشتاء دافئ وقليل الأمطار، ومتوسط درجات الحرارة صيفاً تصل إلى 48 درجة مئوية، تهبط في الشتاء إلى أقل من أربع درجات، تتساقط الأمطار شتاء بمعدل 150 ملم في العام، وتكون الرطوبة بمعدل 50%، وبسبب هذا المناخ تنضج المحاصيل الزراعية في أريحا قبل مثيلاتها في المناطق الأخرى بشهرين على الأقل، وقد عرفت أريحا منذ القدم بكونها مدينة زراعية من الدرجة الأولى، وهي مازالت تعد إلى اليوم سلة فواكه وخضار فلسطين، وأهم منتجاتها الزراعية: الموز والحمضيات والتمر والبندورة والفلفل الأخضر، وربما تكون خضروات وفواكه أريحا هي الأفضل مذاقاً في العالم كله. أبرز المعالم السياحية والتاريخية أريحا القديمة (تل السلطان): إن أقدم منطقة في أريحا تقع على سفح تلة تشرف على هذه الواحة الغناء على بعد 2 كيلو متر إلى الجانب الشمالي الغربي من المدينة الحالية، أظهرت الاستكشافات الأثرية التي قام بها عالم الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد، تحدد هذه الفترة، فترة الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الزراعي، ويعتقد بوجود بقايا لـ 23 حضارة قديمة قامت بالبناء في هذا الموقع، العديد من الهياكل القديمة واضحة هنا من ضمنها أقدم نظام درج في العالم، أقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم، حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد وهو موجود في وسط الموقع، هذه الاكتشافات قد جعلت من مدينة أريحا أول مدينة محصنة في التاريخ، وتعود آخر سلالة قامت بالاستيطان في هذا الموقع إلى العصر البيزنطي والعصر الإسلامي الأول. أريحا القديمة - تل السلطان http://www.wafainfo.ps//pics/OldJericho.jpg تعتبر مشاركة ومساهمة مدينة أريحا في الحضارة الإنسانية فريدة من نوعها، فهي تعتبر السباقة في مجالات عدة منها تدجين الحيوانات، والزراعة المنظمة وكذلك اختراع صناعة الفخار.هذه التطورات في المجتمع القديم جرت قبل 1000 سنة من فترة الميزوبوتاميا وفترة تطور مصر القديمة فالأسوار والأبراج في أريحا قد سبقت الأهرامات في مصر بحوالي 4000 سنة، تعود شهرة مدينة أريحا أيضاً بكونها دمّرت من قبل القبائل الإسرائيلية الغازية في سنة 1200 قبل الميلاد كما هو مدون في العهد القديم، مع العلم أن التنقيبات الأثرية لم تشر إلى أي دليل حول هذه القصة، وفي الجهة المقابلة للتل يقع نبع عين السلطان، حيث وفرة المياه، ويبلغ نتاج هذا النبع من المياه حوالي700م في الساعة والذي جعله أهم نبع من ينابيع أريحا نذكر منها نبع نويعمة، ديوك، العوجا والقلط. سمي نبع عين السلطان بهذا الاسم لأن البابليون قد قاموا باقتلاع عيني ملك منحى عن العرش من بيت المقدس هنا، وقد أطلق عليه أيضاً اسم نبع اليشا بعد أن قام النبي إليشا بتحلية مياه هذا النبع. جبل التجربة: كانت مدينة أريحا البيزنطية موجودة في داخل وحول المدينة الحالية الحديثة فقد تم اكتشاف العديد من الأديرة والكنائس هنا، أهمها الاكتشافات الخاصة بدير قرنطل (جبل الأربعين)، حيث بلغ ارتفاع جبل قرنطل نحو 350متر إلى الغرب من مدينة أريحا والذي يطل على وادي الأردن، هنا في هذا الموقع أمضى السيد المسيح عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتأملاً خلال إغراءات الشيطان له. دير قرنطل معتلياً جبل التجربة http://www.wafainfo.ps//pics/OldJericho.jpg على المنحدر الشرقي للجبل توجد هنالك العديد من الكهوف يبلغ عددها تقريباً 30-40 كهف وقد سكنها النساك والرهبان في الأيام الأولى للمسيحية. ونذكر هنا أن المسار الذي يؤدي إلى الدير اليوناني شديد الانحدار ومن الصعب تسلقه ولكن المكان يستحق الزيارة إما سيرا على الأقدام أو باستعمال العربات المعلقة، وهي أول عربات معلقة أقيمت في فلسطين وكذلك وبالإضافة إلى الدير الروماني، يستطيع المرء رؤية الحصن الروماني في أعلى الجبل والذي بني ليحمي الوادي، ونشير هنا أن كلمة قرنطل هي اشتقاق من الكلمة اللاتينية "فاردارغيتا" والتي تعني "أربعون" إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح عليه السلام صائماً ومتعبداً في الموقع، وقد أطلق الصليبيون هذا الاسم على الجبل في القرن الثالث عشر تأسس هذا الدير على يد الارشمندريت افراميوس سنة 1892 وأول من فكر في المحافظة على قدسيته الملكة هيلانة، حيث أقامت عليه تشييداً قديماً منذ عام 325م. دير مار يوحنا أو دير القديس يوحنا المعمداني: يقع على نهر الأردن وهو تابع للطائفة الأرثوذكسية. دير اللاتين: بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من مساحة المدينة، ويوجد فيه كنيسة الراعي صالح، وتتواجد داخلها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن. وهناك مجموعة من الأديرة الأخرى مثل دير الروم، دير الحبش، دير المسكوب، المغطس، دير القبط، دير القلط، قصر حجلة أو دير حجلة . طواحين السكر: في منتصف الطريق بين تل السلطان وجبل قرنطل وعلى جهة اليمين تقع طواحين السكر، من المعروف أن إنتاج قصب السكر وتصنيعه كان معروفاً منذ زمن الأمويين، وقد قام الصليبيون بتوسيع إنتاج السكر للتصدير إلى أوروبا ولهذا قاموا ببناء طواحين سكر متطورة بقيت آثارها في مدينة أريحا، وهناك الآثار الدالة على القنوات التي جلبت المياه من عين الديوك ما تزال ظاهرة للعيان اليوم، وقد وفرت المياه الطاقة اللازمة لتشغيل الطواحين إضافة إلى ورشات صناعة الخزف فيها ويستطيع المرء أيضاً رؤية آثار المعصرة والمصنع القديمين. نعران: على بعد 4 كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا تقع المدينة البيزنطية الصغيرة "نعران"، تقع هذه المدينة إلى جانب نبع عين الديوك وعين النويعمة، حيث تستطيع تتبع مسار القناة التي جلبت المياه إلى قصر هشام، من أكثر الآثار الدالة على هذه القناة هي روعة القوس العظيم الذي يربط أطراف الوادي بالقرب من الينابيع، تم العثور أيضا على آثار لمعبد يهودي قديم في أسفل بيت فلسطيني تملأ أرضيته الرسومات والموازييك وتعود إلى القرن الخامس والسادس بعد الميلاد، توجد أيضاً نقوش عبرانية قديمة تبدأ بعبارة " السلام على إسرائيل "، هذا البيت بقي تحت السيطرة الإسرائيلية حتى بعد نقل السلطات في مدينة أريحا إلى الجانب الفلسطيني، ويقوم جنود إسرائيليون بحراسة الموقع على مدار اليوم. تلول أبو العلايق: الموقع مشيد بين عدة تلال منخفضة على جانبي وادي القلط ، وهو يقع على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا عند نقطة التقاء وادي القلط مع سهل أريحا، تستطيع الوصول إلى هذا الموقع بسلوك الطريق العام القدس / أريحا أو من المستحسن سلوك طريق أريحا القديم المحاذي للوادي، إن أقدم الاكتشافات في موقع تلول أبو العلايق تعود إلى العصر النحاسي 4500-3100 قبل الميلاد، ولكن البقايا القديمة التي هدمت تعود للعصر الهلنستي أو العصر الروماني، كانت أريحا في فترة الإمبراطورية الرومانية حديقة غناء مليئة بالفاكهة وأشجار النخيل وقد قام مارك أنتوني بإهداء هذه المدينة الجميلة إلى كليوبترا ملكة مصر. وصلت المدينة إلى قمة تطورها في فترة حكم هيرودوس العظيم الذي قام ببناء قصره الشتوي في موقع تلول أبو العلايق، ويعتبر هذا القصر من أفضل وأجمل الأبنية المرممة في الموقع والتي لربما كانت المركز الإداري لمدينة أريحا في ذلك الوقت، لقد بني القصر على جانبي الوادي للسماح لساكنيه بمشاهدة المياه المنسابة في الوادي في فصل الشتاء. عثر على حديقة ضخمة من أشجار النخيل والبلسم بمساحة تقدر بـ 11000متر مربع خلال حملات التنقيب عن الآثار من الناحية الشمالية من القصر، وقد سميت الحديقة بالحديقة الملكية وقد تم العثور أيضاً على أساسات للحائط الذي يحيط بالأبنية وكذلك على بعض الورش، وبرك السباحة، والأفران، ومعصرة لصناعة الخمر، وأنظمة مجاري، وأبنية لحفظ المياه و كانت هذه المنطقة تعرف بالمنطقة الصناعية للمدينة آنذاك. من غير المعروف متى هجر هذا الموقع ولكن التقديرات تشير إلى أن هذا قد تم حين ضربت المنطقة بزلازل عنيف في القرن الأول للميلاد، بعض الآثار في تلول أبو العلايق من العصر البيزنطي والإسلامي تشير إلى أن الموقع لم يهجر بشكل كامل ولكنه تقلص بالمساح. قصر هشام: على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا وفي منتصف منطقة صحراوية يقع القصر الرائع المسمى بقصر هشام، كان القصر الذي شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة (724 –743م) أو الوليد بن يزيد (743 –49م) مقراً للدولة، فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية قد حكمت إمبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق، القصر هو عبارة عن مجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والجوامع والقاعات الكبيرة. يتكون القصر من مجموعة من البنايات و الحمامات و الجوامع و قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، و تعتبر الفسيفساء و الزخارف و الحلي من الأمثلة الرائعة للفن و العمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء بأن زلزالاً عنيفا قد ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. و بفعل الأتربة و الأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء و الرسومات الرائعة الموجودة في القصر. قصر هشام http://www.wafainfo.ps//pics/OldJericho.jpg و تعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم العناصر التي تلفت السياح و الزوار، هذه الفسيفساء تعتبر واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم. وتوجد العديد من الزخارف المنقوشة والتي هي إحدى الموجودات في القصر في متحف روكفلر في القدس. قام صلاح الدين الأيوبي و جنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي، و لكن بعد ذلك و حتى سنة 1940 من هذا القرن كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا. يوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع. قصر هشام http://www.wafainfo.ps//pics/image3.jpg الموقع: يقع القصر لمسافة 5 كيلو مترات إلى الشمال من مدينة أريحا. من المحتمل أن يكون القصر قد شغل مساحة واسعة و ذلك لكي يتمكن الخليفة من ممارسة هواية الصيد. بقايا السور المحيط للقصر يمكن رؤيتها مبعثرة هنا و هناك. و قد امتدت حدود القصر لتصل مسافة كيلومترين باتجاه نهر الأردن، و لكن الحدود الشمالية و الجنوبية يصعب تحديدها بدقة. و بما أنه لم يكن هنالك ينابيع بجانب القصر فقد تم جلب المياه من نبع النويعمة التي تقع على بعد مسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال الغربي، تطلب هذا إنشاء عدد من الجسور في الواديين. في الأزمنة القديمة تم استغلال المياه الجارية لتشغيل طواحين الماء في موقعين في أريحا. بقايا هذه الطواحين موجودة على بعد 100متر إلى الغرب من القصر. وادي القلط ودير السان جورج (دير القلط): الوادي هو انحدار طبيعي بين الهضاب المجاورة، وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير. في القدم، كان الوادي والجداول وأنظمة الري القديمة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية في البلاد. وادي القلط http://www.wafainfo.ps//pics/AlQaltValley.jpg سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي، فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدؤوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، و دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، وبعد ذلك دُمر هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك في داخله، ويعرض فيه العديد من الجماجم والموميا للرهبان القتلى. يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال و المشي خصوصاً في فصل الشتاء، فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع "تلول أبو العلايق "أو "قصر هيرودوس الشتوي " في أريحا، وتنظم أوقات الزيارة له من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة. مقام النبي موسى: من المتعارف عليه محلياً أن مقام النبي موسى يعتبر مكاناً مقدساً لأنه يضم ضريح النبي موسى، فالنبي موسى عليه السلام يعتبر من أهم الرسل في حياة المسلمين. الحجارة الحمراء القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام، هذه الخاصية الرائعة في هذه الحجارة ترجع إلى احتواء الأملاح الموجودة فيها على القطران و الزيت، وقد استخدم الحجاج هذه الحجارة للطهي وللحصول على الدفء في فصل الشتاء. لقد كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم "المواسم" وذلك من أيام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الطغيان الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي، المسلمون يعتقدون بأن سيدنا موسى عليه السلام قد دفن هنا مع العلم ووفقاً لكتاب العهد القديم ( سفر تثنية الإشتراع 34 ) لم يدخل سيدنا موسى عليه السلام فلسطين أو أرض الميعاد أبداً، ولكنه في الأغلب مات في جبل نيبو في الأردن. مقام النبي موسى http://www.wafainfo.ps//pics/MaqamMousa.jpg البناء الحالي مكون من الجامع، و المنارة، وحجرات مختلفة وقد أكتمل في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و 1277، قام هذا السلطان بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كأراضي " وقف " للحفاظ على المقام، من هذه الأراضي ترمس عيا، المزرعة، خربة أبو فلاح، صور باهر، وكذلك أراضي وادي القلط، في أحقاب زمنية لاحقة تم ضم أراضي وقرى أخرى من منطقة نابلس وعجلون. تم إضافة العديد من الغرف للحجاج والتي غيرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في 1475 ميلادي، كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني في 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام. يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام الذي يقيم الصلاة. ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال، والقسم الغربي الأصغر مخصص للنساء، على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد هنالك باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر، حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام . يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص : " تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري" لقب أبو الفتاح بهذا الاسم بمعنى الفاتح عند تحريره فلسطين من أيدي الصليبيين . تضفي المنارة التي تقع خارج الجامع مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف، في يوم صاف يستطيع المرء رؤية تلال مآب على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك جبل نيبو الذي له علاقة مع قصة النبي موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس. خُصصت المقبرة الكبيرة التي تقع خارج أسوار المقام للمسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يدفنوا فيها بسبب المكانة الدينية للموقع. مقام حسن الراعي ومقام عائشة: حُفظت المقبرة الكبيرة خارج أسوار المقام للحجاج المسلمين الذين ماتوا هنا خلال الاحتفالات أو أولئك الذين طلبوا أن يدفنوا فيها بسبب الأهمية الدينية للمقام، وبالرجوع إلى التقاليد والأعراف المحلية، فإن المقبرة تحتوي على ضريحين مهمين شيد عليهما مقامين اثنين، المقام الأكبر والذي يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى بحوالي كيلو متر واحد هو لحسن الراعي، وهو راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام مع أن المحفوظات تشير إلى أنه كان حارس المقام في القرن التاسع عشر، المقام الأخير في الجنوب الشرقي يعتقد أنه لعائشة وهي زوجة النبي محمد صل الله عليه وسلم ويعتقد أيضاً أن عائشة قد توفيت في سوريا فربما كان هذا المقام لامرأة صالحة عاشت هنا وكانت تسمى بنفس الاسم. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75891 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة أريحا الأحد 07 أكتوبر 2018, 6:54 am | |
| مدينة أريحا عاصمة أغرب وأعتق أديرة العالم دير القرنطل في صحراء أريحا الفلسطينية، واحد من أبرز وأعتق الأديرة في العالم، وقد بات مزارا سياحيا يؤمه حجاج وزائرون من كل العالم لكنه ليس وحيدا. تنتشر في فلسطين مئات الأديرة، سبعون منها للروم الأرثوذوكس أقدمها وأغربها من ناحية تاريخها، موقعها ونمط عيش رهبانها ونساكها وهو يتوسط المنطقة الصحراوية بين القدس وأريحا ونهر الأردن. تقوم في هذه المنطقة أديرة تاريخية كثيرة تعود على ما يبدو لصلة السيد المسيح بها، حيث تم تعميده على يد يوحنا المعمدان في «المغطس» داخل نهر الأردن المجاور وتجول فيها خلال ترحاله إلى القدس. ودير القرنطل واحد من أديرة الروم الأرثوذوكس التاريخية، يقع غربي أريحا على سفوح وادي القلط المنحدر من منطقة القدس حتى أريحا، ويمتاز بوفرة أقبيته وطواحينه التي تستفيد من تدفق مياه الينابيع على مدار العام. ووفق المعتقدات المسيحية فإن السيد المسيح وبعد أن عمدّه يوحنا المعمدان أمضى 40 يوما صائما في أحد كهوف المكان وعندها جاءه إبليس وحاول إغوائه فقال مقولته الشهيرة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان».التسميات والدلالاتفي مدينة أريحا غرب الضفة، يبرز جبل شامخ بارتفاع 350 مترا يعرف بأسماء عديدة أشيعها «جبل قرنطل» لأنه يرتبط باسم الدير المحفور بين صخوره، ويحمل دلالات تاريخية ودينية تؤهله للظهور بوضوح على خريطة السياحة الدولية. يعود تاريخ الدير الذي يطلق عليه أيضا «جبل التجربة» و»جبل الأربعين» إلى عام 325 ميلادية في عصر الملكة هيلانة، وتدور حوله قصص عديدة أهمها أن السيد المسيح لجأ إليه بعد تعميده في نهر الأردن وصام فيه 40 يوما. وسعت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية لتسجيل المكان ضمن مجموعة أخرى من المواقع الأثرية في مدينة أريحا، أو كما يسميها البعض «مدينة القمر» على لائحة التراث العالمي. وقال مدير عام دائرة السياحة والآثار في المحافظة إن «وزارة السياحة منذ زمن تهتم بالأديرة في فلسطين لإدراكها لأهميتها سواء من الناحية الدينية أو السياحية لاستجلابها عددا كبيرا من الزوار الذين يأتون لغايات دينية وسياحية».الأربعونالقرنطل الذي بني في القرن الرابع حول مغارات سكنها نساك، يعتبر أغرب الأديرة في بنائه في كتف جبل قرنطل، بعضه معلق في الهواء وبعضه الآخر منحوت في الصخر. دير القرنطل الذي يحتوي على كنيسة ويسكنه أربعة رهبان اليوم كان اكتسب تسميته بعد ما تم تحريف كلمة قوارنتانا اللاتينية «الأربعون» وهي تسمية منحها الصليبيون للموقع في القرن الثاني عشر، ولهذا يدعى الجبل حتى اليوم «جبل القرنطل». بموجب المعتقدات والتقاليد المسيحية أقام السيد المسيح في مغارة تحت الدير طيلة 40 يوما صائما وعلى خلفية ذلك دأب الرهبان على التنسك في مغارات كثيرة في جنبات الجبل هناك اقتداء بالسيد المسيح واستلهاما له.دير مار جريسفي الوادي السحيق بين القدس وأريحا والمعروف بوادي القلط، تنتشر صوامع وأديرة أغلبيتها الساحقة للروم الأرثوذوكس، تتواصل حياة الرهبنة فيها منذ قرون كثيرة، بعضها دون انقطاع. ولعراقتها باتت الأديرة في المنطقة الصحراوية متاحف لموجودات أثرية ثمينة ومزارات للحجاج والسائحين من كل العالم ومن أبرزها دير مار جريس التاريخي الذي يقوم منذ القرن الرابع في سفح وادي القلط، ظهره للجبل وأمامه جدول تتدفق مياهه من القدس حتى نهر الأردن، وفي وسطه تقوم صومعة تاريخية ومن حوله مغارات اعتاد الرهبان على التعبد والتأمل فيها. وبنى الدير يوحنا الطيبي (من مدينة طيبة المصرية، الأقصر حاليًا) وفي القرن السادس سُميّ الدير «سان جورج» نسبة إلى القديس جورج الخزيفي من قبرص الذي تَنسّك هنا في هذه المنطقة. يتبع هذا الدير كنيسة الروم الأرثوذكس ما يبرر وجود علم اليونان على سطحه وهو بعيدٌ عن صخب الحياة اليومية في مدينة أريحا، ويستقبل الزوار أربع ساعات يوميًا.نساك الكهوفوأغلبية هؤلاء الرهبان من الأجانب خاصة من اليونان وروسيا، وهم يتحاشون الانكشاف والتحدث للصحافة ولا يجيدون اللغات سوى اللغة الأم ولغات قديمة. كسائر الأديرة في صحراء الخليل والمنطقة الممتدة بين القدس وأريحا، يستيقظ الرهبان في دير مار جريس قبيل انتصاف الليل على أنغام الأجراس للتعبد ولإنارة أضرحة القديسين. ويدفن أهل الدير موتاهم داخل بئر ويتم الاحتفاظ بجماجمهم في ركن داخل الدير حتى تكون خير موعظة للبشر وللحياة الدنيا. وحسب الباحث يوسف مطر، الذي سبق وكتب عن المواقع المقدسة في فلسطين، فما يزال جثمان الخزيفي كما هو دون أن يتحلل منذ وفاته وهو محفوظٌ في صندوق زجاجي، يجده الزائر لكنيسة الدير، وهو بمثابة معجزة بالنسبة لمسيحيي الروم الأرثوذوكس، لذا يحجّون إلى الدير من مختلف أنحاء العالم، للفُرجة والتَبرّك. وإلى جانب الجثمان، تلاحظ عددًا من الجماجم، وهي لرهبان قتلوا على يد الفرس عام 614 وتم العثور على هذه الجماجم أثناء عمليات التنقيب وترميم الدير لاحقا. كما تم تحنيط جثمان الخزيفي، أحد القديسين القدامى المحفوظ داخل تابوت من زجاج. أما أرضية الغرفة التي يوجد فيها الجثمان فتزيّنها الفسيفساء التي تعود للقرن السابع والثاني عشر. ينوه مطر، إلى أنه في عام 1179 قام الصليبيون بترميم الدير، ثم هُجر لفترة طويلة حتى جاء راهب يوناني اسمه كالينيكوس 1878 وقام ببنائه وترميمه مجددًا وسكن فيه حتى عام 1901.إرادة من حديدوبخلاف غذاء الروح فإن غذاء الجسد لدى الرهبان شحيح وفقير. فهم لا يتناولون اللحوم ويقلون في تناول الطعام. جورج، كاهن يوناني مقيم في الدير استقبلنا ببشاشة وأوضح أن الأديرة في منطقة صحراء الخليل تجتذب منذ القرون الماضية آلاف الرهبان، لافتا لإقامتهم في البدايات داخل الكهوف. ويشير الراهب جورج إلى إنه لم يبرح الدير منذ أن التحق به قبل 15 عاما عدا مرتين زار فيهما سيناء وموطنه اليونان منوها إلى أن العيش في الصحراء يتطلب إرادة قوية من حديد وأيمانا راسخا واستعدادا للتضحية بالكثير في سبيل التعبد والتأمل. ويتابع «بالنسبة لكثيرين يبدو الدير سجنا لكنه بالنسبة لنا هو جنة عدن، وأنا لا أعرف ماذا يحدث في العالم وفقط سمعت من صديق أن هناك مظاهرات ومذبحة في غزة». ويشير إلى أن الرهبان يقضون جل أوقاتهم في القراءة الدينية والفلسفية وفي التعلم، والتفكّر والصلاة، قائلا انهم يتقاطعون من هذه الناحية مع الصوفيين في الديانة الإسلامية. وردا على سؤال يشير أنه وصل للبلاد من قبرص غداة تخرجه من كلية الهندسة واتخاذه قرارا بأنه لن يصبح مهندسا ويرغب في اللحاق بدير وهو اليوم يلتقي أقرباءه مرة كل عام، ويضيف «رفضت عائلتي توجهي للدير وما زالت أمي تبكي علي حتى اليوم».دير يوحناوفي شرقي أريحا، المدينة الأقدم والأكثر انخفاضا في العالم (400 متر تحت سطح البحر) والقائمة على بعد كيلومترات معدودة من نهر الأردن، يقوم دير تاريخي آخر، هو دير القديس يوحنا، المبني من القرن الخامس. رمّم الصليبيون هذا الدير في العصور الوسطى وفيه أيضا بقايا فسيفساء ونقوش ورسومات، وهو على مسافة قصيرة من «المغطس» موقع تعميد المسيح الذي يحج له المسيحيون. ويشبه الدير القلعة في تصميمه ويزدان بقمة جميلة تحتوي على أربعة أجراس. وعلى مقربة منه يقوم «دير حجلة» الذي تحفظ فيه أعمال فنية تاريخية هي الأخرى من العصور الوسطى. وهناك دير مجاور يدعى دير الأحباش ملاصق لنهر الأردن وتموّله حكومة أثيوبيا ورهبانه منها ومن السودان.الفارسية والإسلاميةبعد إنهاء جولة في الأديرة التاريخية في محيط أريحا يمكن للزائر أن يزورها ويستكمل زيارته للمدينة. لا ينقطع الحجاج المسيحيون عن زيارة هذه المدينة القائمة كالواحة الخضراء داخل الصحراء وفيها أيضا تنتشر بعض الأديرة تعود لعدة طوائف مسيحية من أقدمها دير الروم الأرثوذوكس، وفي مدخله شجرة جميز عملاقة تتسم بالقدسية بالنسبة للمسيحيين يقال إنها من زمن المسيح. داخل هذا الدير كنيسة مار زكا، وقد بنيت على الطراز المعماري البيزنطي في القرن الرابع وأرضيتها مغطاة بالفسيفساء وتحتوي على قبور قديسين. ويوضح الجغرافي الباحث دكتور شكري عراف، إن الأديرة تجسد الرؤية الحقيقية للمسيحية القائمة على التواضع والقناعة والتزهد. وحول بقاء هذا العدد الكبير من الأديرة في فلسطين وفي الشرق عموما يستذكر عراف، أن عددها في الأصل كان أكبر وأن الغزو الفارسي لفلسطين مطلع القرن السابع دمّر معظم أديرتها وقتل وشرد رهبانها. ويتابع «لكنها ما لبثت أن نعمت بالاستقرار والأمن بعد ظهور الإسلام، حيث تعاملت الأغلبية الساحقة من الحكام المسلمين معها بتسامح تؤكده الوثائق والروايات التاريخية».آثار أمويةومن الآثار الإسلامية الهامة في مدينة أريحا قصر هشام، وهو قصر عربي رائع بناه هشام بن عبد الملك، على خربة المفجر. ويقع في منتصف منطقة صحراوية على بعد خمسة كيلو مترات إلى الشمال من مدينة أريحا. كان القصر قد شيد ليكون مشتى للخليفة ومقرا للدولة في فلسطين وقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك، حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق لكي يتمكن من ممارسة هواية الصيد علاوة على البحث عن المناخ المناسب في فصل الشتاء كما يرجح بعض المؤرخين. ويتكون القصر من مجموعة من البنايات والحمامات والجوامع وقاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، وتعتبر الفسيفساء والزخارف والحلي من الأمثلة الرائعة للفن والعمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء إن زلزالا عنيفا ضرب المنطقة ودمر الأبنية في قصر هشام قبل أن يكتمل. وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء والرسومات الرائعة الموجودة في القصر وهي اليوم في حالة ممتازة بعد إخضاعها لعملية ترميم وصيانة. |
|