منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 غزه تقاوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:46 pm

غزه تقاوم Gaza





ما يحذره نتنياهو في عدوانه على غزة


د. صالح النعامي

2017/08/12م


غزه تقاوم 809072014011254

تحت ضغط قوى اليمين الديني والعلماني شرع الكيان الصهيوني في حملة "الصخرة الثابتة" ضد حركات المقاومة في قطاع غزة بهدف إجبارها على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الصهيونية. وحسب التسريبات الصهيونية، فقد تم تقسيم الحملة إلى  ثلاث مراحل، يتم تطبيقها بشكل متدرج، بحيث أنه في حال لم تنجح مرحلة ما في وقف إطلاق الصواريخ، ينتقل لتطبيق المرحلة التالية. حسب التسريبات الصهيونية، فإن المرحلة الأولى تتضمن ممارسة ضغوط نفسية على الجمهور الفلسطيني في القطاع من خلال استهداف مقار ومؤسسات وأراضي عبر إلقاء قنابل ضخمة لإحداث ضجيج هائل، لكن في ظل أقل قدر من الإصابة بالأنفس، على اعتبار أن الأهداف تتم مهاجمتها مع التأكد أنها خالية. وقد شرع الكيان الصهيوني منذ الليلة الماضية في تطبيق هذه المرحلة، حيث يراهن أن التأثير النفسي لعمليات القصف على الجمهور الفلسطيني سيدفعه لممارسة ضغوط على المقاومة لوقف إطلاق الصواريخ. أما المرحلة الثانية فتتمثل في استهداف البنى التحتية والكادر البشري للمقاومة، عبر قصف ما يعتبره الكيان الصهيوني معامل لانتاج الصواريخ محلية الصنع، وفي الوقت ذاته استهداف نشطاء المقاومة، سيما أولئك الذين لهم علاقة بإطلاق الصواريخ. وفي حال لم تنجح هذه المرحلة في وقف إطلاق الصورايخ، فأن الكيان الصهيوني يعد العدة لشن حملة برية في عمق القطاع. لكن هناك ما يؤشر على أن قيادة الكيان الصهيوني تخشى تبعات هذه المغامرة، لذلك طلبت من حكومة الانقلاب في مصر التدخل لدى حماس لمحاولة استعادة العمل بتفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب 2012. لكن الكيان الصهيوني يصر على رفض أن تكون العودة لتفاهمات التهدئة مرتبطة بأي انجاز للمقاومة، سيما رفع الحصار عن القطاع وإطلاق سراح الأسرى الذين أفرج الكيان الصهيوني عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حماس قبل ثلاثة أعوام وأعادة اعتقالهم بعد خطف المستوطنين الثلاثة. ويرى المعلق الصهيوني بن كاسبيت أن على الرغم من أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يميل إلى انهاء الجولة الحالية من التصعيد بأسرع وقت، إلا أنه قد يجد نفسه في أتون المستنقع الغزي بكل تبعاته. ويشير كاسبيت إلى أنه على الرغم من طابع نتنياهو الحذر، إلا أن الضغوط التي يتعرض لها من اليمين "الإسرائيلي" ستدفعه للتصرف بعكس قناعاته، متوقعاً أن يضطر لتوسيع العمليات العسكرية ضد غزة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حدة العمليات العسكرية الصهيونية ستدفع المقاومة الفلسطينية للرد بالمثل، مما يعني بلورة دائرة كبيرة من التصعيد غير المنتهي. ولا يتردد كاسبيت في تحديد هوية الطرف الخاسر في المواجهة الحالية، قائلاً: "إسرائيل ستخضع أولاً، حيث أن الفلسطينيين سيصمدون لأنه لا يوجد لديهم ما يخسرونه. ومما يجعل نتنياهو يخضو غمار هذه المواجهة بدون حماسة كبيرة، حقيقة خوفه من أن تسهم الحملة العسكرية على قطاع غزة في الدفع نحو تفجر انتفاضة ثالثة، سيما في ظل الغضب العارم الذي يجتاح الضفة الغربية وفلسطينيي 48 في أعقاب خطف وحرق الفتى الفلسطيني محمود أبو خضير حياً. ويخشى نتنياهو أن تفضي الحملة العسكرية إلى المس بالجبهة الداخلية الصهيونية، والمرافق الاقتصادية والسياحية. فمن المؤكد أن المقاومة سترد بإطلاق مئات الصواريخ، التي يصل مداها إلى شمال تل أبيب والقدس المحتلتين، علاوة على أن الأمر قد يفضي إلى تداعيات إقليمية خطيرة. ويذكر أنه وفق تقرير صادر عن "لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية" الصهيونية، فأن حركة حماس تملك مئات الصواريخ القادرة للوصول إلى شمال تل أبيب، مع العلم أن القيادي في حركة حماس محمود الزهار قد صرح مؤخراً أن لدى حركته صواريخ بإمكانها الوصول إلى أية نقطة داخل الكيان الصهيوني. وفي تل أبيب يخشون أن تؤدي عملية عسكري طويلة إلى تعزيز موقف إيران في المفاوضات الجارية حالياً حول مستقبل برنامجها النووي. وقد صرح أكثر من مسؤول صهيوني بأنه ليس من مصلحة تل أبيب لفت أنظار المجتمع الدولي عن البرنامج النووي الإيراني عبر فتح جبهة مع غزة. لكن المتحمسين للحرب في الحكومة الصهيونية، والذين يشكلون الأغلبية فيرون أن شن حملة طويلة مهم لترميم قوة الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية، علاوة على أنهم يؤمنون أن البيئة الإقليمية والدولية تسمح للكيان الصهيوني باستنفاذ خياراته العسكرية في مواجهة حماس. ومن بين الوزارء المتحمسين للحرب جدعون ساعر الذي قال إنه يتوجب توجيه ضربة موجعة لغزة "لأنه إن كانت الأمور في مستوطناتنا صعبة، فيجيب أن تكون الظروف في قطاع غزة أصعب بكثير جداً،  المجتمع الدولي "بات يدرك الحاجة لأن تقوم إسرائيل بالرد بما يتناسب مع هجمات حماس".
وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال غاراته الجوية على قطاع غزة، فأن أكثر ما يثير مخاوف قادة المؤسسة الأمنية الصهيونية للتردد في توسيع العمليات العسكرية ضد القطاع وشن حملة برية هو الفزع من "الأنفاق الحربية"، التي تدعي تل أبيب أن "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس قد نجح في حفرها خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويجمع المعلقون العسكريون الصهاينة على أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن توظف "كتائب عز الدين القسام" الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة إلى ما وراء الحدود مع الكيان الصهيوني إما في التسلل خلف خطوط جيش الاحتلال أثناء توغله في القطاع والهجوم على مؤخرة القوات الصهيونية، أو استخدام الأنفاق في تسهيل عمليات خطف الجنود، إلى جانب الخشية من أن ينطلق عناصر "كتائب القسام" عبر هذه الانفاق لتنفيذ عمليات في قلب التجمعات الاستيطانية اليهودية داخل الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في القطاع. وقال روني دانئيل،معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الثانية الصهيونية إن قيادة جيش الاحتلال تأخذ بعين الاعتبار أن تقوم حركة حماس بتفخيخ الأنفاق بالمواد الناسفة وتعمل على تفجيرها أثناء تحرك قوات الاحتلال فوقها أو بالقرب منها، منوهاً إلى أن قيادة الجيش تخشى أيضاً أن تلجاً "كتائب القسام" إلى استدراج جنود الاحتلال إلى داخل الأنفاق ومن ثم تفجيرها، مشيراً إلى أن حركة حماس وظفت "الأنفاق المفخخة" خلال الانتفاضة الثانية. وفي تعليق له نوه دانئيل إلى أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن يتم توظيف العمليات عبر الأنفاق العسكرية في المس بمعنويات الجمهور "الإسرائيلي".من ناحيته نقل ألون بن دافيد،المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله إنه نظراً لتفوق الجيش  الصهيوني المطلق في الجو والبر والبحر "فقد اختار الجناح العسكري لحركة حماس باطن الأرض كساحة تضمن تفوقه النسبي".وأردف قائلاً: "حماس لا تملك سلاح جو ولا كتائب مدرعة ولا سلاح بحرية، لهذا فهي تحاول إيجاد ساحة مواجهة تتحكم في ظروفها"وأشار بن دافيد إلى أن وحدة الهندسة الميدانية في جيش الاحتلال قامت بعمليات بمناورات للتدريب على تدمير الأنفاق،منوهاً إلى أن عناصر الوحدة أقاموا معسكرات تدريب في منطقة "تسئيليم" في النقب، حيث أجروا مناورات تحاكي عمليات تفجير نفق.
قصارى القول، الصهاينة يشنون العدوان على غزة بقلوب واهنة وأقدام غير راسخة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:47 pm

الصمت العربي
. د. مصطفى يوسف اللداوي
غزه تقاوم 809072014063125



قطاع غزة يشتعل ويلتهب لليوم الثالث على التوالي في عدوانٍ إسرائيلي غاشمٍ جديد، يستهدف كل شيء، ولا يستثني من عدوانه أحداً، بينما الأنظمة العربية صامةٌ تتفرج، أو عاجزةٌ تترقب، فلا تحرك ساكناً، ولا تصدر صوتاً، ولا تبدي حراكاً، ولا تقوى على الاعتراض أو التنديد، أو مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك، لوقف اعتداء الكيان، وكف آلته الحربية عن قصف القطاع وقتل مواطنيه، وتخريب المخرب فيه، وتدمير المدمر منه، وكأن الذي أصابها خرسٌ أو شلل، أو أنه عجزٌ وفشل.
لا شيء قد تغير في البرامج التلفزيونية العربية التي بقيت على حالها، وكأن شيئاً لم يحدث، أو أن عدواناً لم يقع، أو كأنهم لا يعرفون أن العدوان الإسرائيلي ضد غزة، وأنه لا يقع في الجوار قريباً منهم، بل إنه يستهدف بقعةً نائية، وشعباً بعيداً، لا تربطهم بهم جيرة ولا علاقة، ولا شأن لهم به، رغم أنهم يسمعون أصوات القصف، ويرون ألسنة اللهب المتصاعدة، وسحائب الدخان الكثيفة، علماً أن الوصول إليه أقل بكثير من مسافة السكة، ولكنهم يتعامون ويتجاهلون، ويسكتون ويصمتون، أو ربما أنهم يتعاونون ويتآمرون.
لم نسمع مسؤولاً عربياً يستنكر، ولا حاكماً يدعو إلى سرعة التحرك ووجوب التضامن، رغم أنهم يقفون على المنابر كل يوم، ويتحدثون في كل المناسبات، ويتناولون مختلف القضايا، وتنقل وسائل الإعلام تصريحاتهم وأقوالهم، وتغطي أنشطتهم وفعالياتهم، وزياراتهم وافطاراتهم، ولكن محنة الفلسطينيين لم تصلهم، وانتفاضة القدس والضفة لم تحركهم، وثورة الأهل في الجليل والمثلث لم تشجعهم، وأنهم لم يروا من الأحداث سوى اختطاف المستوطنين الثلاثة، وهم جنودٌ غزاة، وقتلة عتاة، بينما تجاهلت عيونهم صورة الفتى محمد أبو خضير، الخارج من صلاة الفجر، وهو يصطلي ناراً، ويحترق حياً.
لا أريد أن أصدق أحداً من الإسرائيليين فكلهم كاذبين ولو صدقوا، وإن هم تحدثوا فلن يقولوا إلا ما ينفعهم ويضرنا، وما يسرهم ويسيئ إلينا، فموقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي يقول، أن الحكومة الإسرائيلية أعلمت أنظمةً عربية بنيتها الهجوم على قطاع غزة، وأن قادةً عرباً يتفهمون مبررات الحملة الإسرائيلية، وأنهم أعطوا الموافقة المبدئية على العدوان، إذ أنهم يعتقدون بصدق الرواية الإسرائيلية، ويسمعون لشكواهم، بأن المقاومة الفلسطينية هي التي جرت الكيان الصهيوني إلى هذا الإجراء، وأنها بعملياتها قد حشرته في الزاوية، فما كان أمامه إلا أن يخرج للدفاع عن نفسه، وحماية شعبه.
مسؤولٌ إسرائيليٌ آخرٌ، مشهودٌ له بالكذب، ومعروفٌ بينهم بالتطرف، يقول بأن بعض الأنظمة العربية فرحة لما يجري في قطاع غزة، بل إنها تحبس أنفاسها، وتنتظر بفارغ الصبر إنهيار حركة حماس، وتفكك قوتها، وانتهاء عصرها، وأفول نجمها، وقد أعياهم تفكيكها، فلا سبيل لإسقاطها بغير القوة، فقد أرهقهم وجودها، وأتعبهم صمودها، وأحرجهم ثباتها، وأزعجهم انتماؤها، فكان رحيلها هو الخيار الأفضل، والحل الأمثل.
الإسرائيليون أعداؤنا، يكذبون ولا يصدقون، ويكرهوننا ولا يحبون، ولكنهم يقولون أحياناً ما لا يقوى غيرهم على قوله، أو يسقط من بين كلماتهم ما يفضح، ويبين من ثنايا حديثهم ما يكشف، فلا يوجد من الأنظمة العربية اليوم من يقف إلى جوارنا، وينتصر لنا، ويستعد للدفاع عنا، أو يعمل لوقف العدوان الإسرائيلي علينا، فهم إما صامتون أو يتآمرون، وساكتون أو يتعاونون، وعاجزون أو يدعمون، وفرحون أو يشمتون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:51 pm

المقاومة تفاجئ الاحتلال وتربكه عسكرياً وسياسياً
. رأفـت مـرة

عد مرور 48 ساعة على بدء معركة "انتفاضة القدس" التي أعلنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رداً على الاعتداءات الصهيونية المتلاحقة على الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وغزة، يبدو لنا من خلال قراءة المشهدين السياسي والعسكري، أن حركة حماس حقّقت إنجازات نوعية على هذين المستويين، وهو ما يصبّ في النهاية في المصلحة الاستراتيجية الفلسطينية.

ويمكن تلخيص واقع حركة حماس في الـ48 ساعة الماضية كالآتي:
1-  قرار واضح بالمواجهة وخوض المعركة بقوة.
2-  التأكيد على الدفاع عن مصالح الفلسطينيين.
3-  المباشرة بنقل المعركة إلى قلب الكيان الصهيوني وخلق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية في داخله.
4-  إسقاط نظرية الدفاع والأمن والتفوّق الأمني الإسرائيلي.
5-  كثافة الردّ على العدوان الإسرائيلي سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، لنزع عناصر القوة من الاحتلال، وإفراغ العدوان من أهدافه، وخلق تصدّعات في تركيبته.
ويلاحظ أنه لتحقيق هذه الأهداف بدأت حماس هجومها بشكل كاسح، وكان أول الإنجازات توسيع دائرة المواجهة والردّ من منطق القوة، لإسقاط أي اعتقاد لدى الاحتلال بأن حماس ضعيفة ومأزومة.
لذلك بدأت حماس بإنزال أوراقها على مسرح المواجهة واحدة تلو الأخرى على الشكل الآتي:
1-  كثافة الرد الصاروخي وتوسيع دائرته، أكثر من 300 صاروخ، وجبة واحدة منها فقط كانت 80 صاروخاً.
2-  ضرب عمق الكيان بشكل مباشر وأهم تجمعاته السكانية والاقتصادية في تل الربيع (تل أبيب)، وحيفا والخضيرة وكفرسابا والقدس.
3-  قيام قوة من "الكوماندوس" البحري في "كتائب القسام" باقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية قرب عسقلان ومهاجمتها من البحر بعد إمطارها بالصواريخ، ما يدلّ على جرأة "كتائب القسام" وإقدامها وامتلاكها المبادرة.
4-  تفجير عدة أنفاق تحت أقدام الاحتلال، أهمها معبر كرم أبو سالم.
5-  الكشف عن صواريخ جديدة مثل "R160" و"G80" ذات المدى البعيد.
 إضافة إلى ذلك، فقد نجحت حماس في تقديم أهدافها السياسية وتحديدها بدقة، مثل وقف الاعتداءات الإسرائيلية والإفراج عن أسرى عملية "وفاء الأحرار".
كما نجحت حماس في تقديم مشهد قيادي رائع من خلال إدارة المعركة وتوجيه الرأي العام والتنسيق بين الأعمال السياسية والجهادية والإعلامية.
وأوضحت أهدافها للرأي العام الفلسطيني، ومارست حرباً نفسية ضدّ المجتمع الصهيوني من خلال بثّ الكثير من التسجيلات والفيديوهات والصور والرسائل.
في المقابل، ظهر الإرباك على المشهد السياسي الإسرائيلي، فالحكومة الإسرائيلية لم تحدّد أهداف العدوان، وكرّرت عبارات قديمة مثل "توفير الأمن في الجنوب"، وظلّت الغارات تستهدف في غالبيتها المدنيين الفلسطينيين والمؤسسات والأراضي الزراعية.
الخلاصة، إن حماس نجحت في إدارة المعركة بامتياز، وسيطرت على المشهد، وزاوجت في الأوراق والأدوار، بينما ظلّ المشهد الإسرائيلي مأزوماً وعاجزاً ومتردداً، ليصحّ القول إن قرار حماس بالمواجهة هو قرار قديم وثابت، وإنها لم تخسر الوقت في الإعداد.





العملية البرية
. د. مصطفى يوسف اللداوي


تتطلع المقاومة الفلسطينية إلى إلحاق خسائر حقيقية في صفوف العدو الصهيوني، فهي تدرك تماماً أن صواريخها مهما بلغ عمقها، ودقة إصابتها، فإن حجم الدمار المادي الذي تخلفه ليس كبيراً، فضلاً عن أنها قد لا تتسبب في قتل عددٍ كبير من الجنود والمستوطنين الصهاينة، رغم أنها تسبب حالة ذعرٍ كبيرة، وتخلق مناخاً من الخوف والرعب، الذي يعطل الحياة العامة، ويصيبها بالجمود، ويمنع المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية، كونهم يلجأون إلى الملاجئ والأقبية، خوفاً من الصواريخ أو شظاياها.
كما أن سلاح الصواريخ يحد من حجم المشاركة العامة في المقاومة، ويقصرها على عددٍ من الخبراء والمختصين العسكريين، الذين يتحركون بحذر، وينفذون بسريةٍ تامة، ويختفون بسرعةٍ كبيرة إثر كل عملية، خاصةً في ظل المراقبة الإسرائيلية الحثيثة والدقيقة لحركة الصواريخ، وآليات نقلها، ومنصات إطلاقها، الأمر الذي يحد من المشاركة العامة في أعمال المقاومة.
في الوقت نفسه يتطلع الفلسطينيون إلى تكبيد العدو خسائر بشرية حقيقية، لعلمه أن الكيان الصهيوني لا يستطيع تحمل نتائج وتبعات مقتل العشرات من جنوده ومستوطنيه، خاصةً أنه يوطن نفسه على عملياتٍ سريعة وقصيرة، تشبه الكي في حدتها وسرعتها، بما لا يلحق به خسائر، ولا يجبره على البقاء طويلاً في الميدان، تحت مرمى نيران المقاومة، مخافة أن يقع صيداً سهلاً في أيديهم.
لهذا فإنهم يتطلعون إلى الخطوة الإسرائيلية القادمة، التي أعلن عنها قادة الكيان الصهيوني في كل الحروب السابقة، ومهدوا إعلامياً لها، وهيأوا مواطنيهم للتكيف معها، لكن أحداً منهم لم ينفذها، رغم الحشود البرية الضخمة، واستدعاء عشرات آلاف الجنود الاحتياط، لعلمهم أن الحرب البرية في قطاع غزة لن تكون سهلة، والمواجهة في الميدان وجهاً لوجه مع سكان غزة ستكون مختلفة، فرجال المقاومة في غزة يعرفون شوارعها، ولديهم خبرة في أزقتها، وهم يعيشون وسط شعبٍ يحميهم، وأهلٍ يقدمون لهم كل مساعدةٍ ممكنة.
وفي الوقت نفسه فإن الإسرائيليين يجهلون غزة، ويخافون من أزقتها، ويدركون أن الموت ينبعث من أحيائها، وينتشر في شوارعها، وينثره أطفالها قبل رجالها، وقد خبروه كثيراً، وذاقوا مر الكأس فيه، وتجرعوا الموات مراراً على أيدي مقاوميه، فكيف بهم يجرؤون على الدخول في جحر الدبابير الذي إذا انطلق فإنه سيصيب الكثير، وسينال من العديد، لا قتلاً أو إصابةً فحسب، بل أسراً واعتقالاً، فعيون المقاومة لا تتطلع إلى قتل الجنود المعتدين، بل تتوق إلى أسرهم واعتقالهم، ليكونوا هم ثمن الحرية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
ومع ذلك فقد استدعى رئيس حكومة العدو أربعين ألف جندي إسرائيلي من قوات الاحتياط، وهم جنودٌ غير متفرغين، بل لكلٍ منهم وظيفته الخاصة، وعمله المستقل، واهتماماته الشخصية، وحاجاته الفردية، ممن كونوا أسراً، وأصبح عندهم أطفال يخافون عليهم، ويخشون الموت دونهم.
يدرك وزير دفاع العدو وضباط جيشه وأركان قيادته، أن غزة تحتها غزة أخرى، وشبكة كبيرة من الأنفاق الحديثة والواسعة والمجهزة، إذ فيها شبكات اتصال وخدمات كهرباء، وحلقات ربط ومفاصل تحويل، وهي أنفاق كثيرة وعديدة، تنتشر كالشرايين تحت أرض القطاع، وتمتد عميقاً وطويلاً لتصل إلى عمق الأرض المحتلة، الأمر الذي يجعل من أي مغامرة برية يقوم بها جيش العدو، فرصةً لقنص جنوده، وتفجير دباباتهم، وإشعال الأرض تحت أقدامهم، كما ستكون فرصة لاحتمالات الأسر في الميدان، ونقلهم إلى أماكن بعيدة وآمنة.
تهديدات قادة العدو الصهيوني بعمليةٍ برية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، ليست أكثر من ديماغوجيا دعائية، ومحاولة للحرب النفسية، لن يكون قادراً على تنفيذها، ولن يكون هناك مسؤول إسرائيلي، سياسي أو عسكري قادرٌ على اتخاذ قرار فعلي بتنفيذها.
وفي الوقت نفسه، فإن قوى المقاومة الفلسطينية تتمنى دخول جيش العدو إلى غزة، ليصبح أمام رجالها آلاف الأهداف، وبين أيديهم مئات الجنود، ولتنشأ بين المقاتلين حالات تنافس، وعمليات تحدي وسباق، أيهم يقتل أكثر، وأيهم يلحق بالعدو خسائر أكبر، وهذا أمرٌ يدركه العدو جيداً، وهو ما يجعله يقبل بسلاح الصواريخ، ويفضله ألف مرةٍ على حربٍ برية تختنق فيها أنفاسه، ويقتل فيها جنوده أو يُؤسَرون.



نظرية المقاومة الفلسطينية الأمنية
د. محمد خليل مصلح

غزه تقاوم 810072014035603

ضرب الاهداف المدنية،  وقصف المنازل على رؤوس اهلها؛ الغرض المباشر منه؛ انهاء المعركة بأسرع وقت ممكن؛ الضغط على المقاومة بكل أجنحتها، ووأضح جدا منه ما ينتاب الجيش الاسرائيلي وقيادته العسكرية، ورئيس الحكومة من قلق وخوف من صيرورة المعركة وتأثيراتها على الوضع الاسرائيلي الداخلي والإقليمي، وعلى دورها الوظيفي في المنطقة؛ الحديث المتكرر عن متانة الجبهة الداخلية والجيش  من قبل الساسة الاسرائيليين و نتنياهو خاصة " الجيش الإسرائيلي مستعد لكافة الاحتمالات. وحماس ستدفع ثمنا غاليا بسبب إطلاق الصواريخ باتجاه مواطني "إسرائيل". وجيشنا قوي، والجبهة الداخلية صلبة وشعبنا متكتل. وهذا المزيج هو ردنا على المنظمات " الإرهابية " التي تسعى إلى المس بنا".، ومن جانب آخر أن "اسرائيل" لا تمتلك المعلومات عن المقاومة ومواقعها؛ لا توجد أهداف استراتيجية مكشوفة؛ غياب المعلومات كبنك للأهداف؛ تدفع بقوات الاحتلال بالقصف العشوائي، وجانب آخر من الصورة ما توضحه التحليلات العسكرية وتظهره؛ أن "إسرائيل" لم تتوقع مدى قدرات حماس الصاروخية إلى هذا الحد وخاصةً أن حماس ربما تملك أسلحة أكثر قوة بعد قصف قيسارية.
القصف العشوائي يعكس الخلل الواضح بعدم وجود خطة واضحة لدولة الاحتلال؛ يتحدث الكثير من المحللين والمختصين عن فقدان "اسرائيل" للخطة؛ لا جواب للسؤال الى اين ذاهبون ؟  في معالجة التدهور الامني وتراجع قدرة اسرائيل في المواجهة أمام التطورات العسكرية للمقاومة وحركة حماس؛ دولة الاحتلال ومؤسساتها الامنية فقدت العناصر المهمة  للنصر في المعركة الحالية؛ المبادرة والمفاجئة والقيادة القوية الشجاعة التي تمتلك سمة المغامرة على غرار شارون؛ هذا على العكس من المقاومة التي امتلكت المبادرة وعنصر المفاجئة في الامكانات والقدرات العسكرية والقيادة العسكرية والسياسية الواعية لأهدافها وقدراتها التي تلائمها مع مطالبها.
التفوق الجوي العنصر الوحيد الذي تتفوق به "اسرائيل" على المقاومة وهذا في نفس الوقت لا يعطي "اسرائيل" الكثير في غياب المعلومة والأهداف، وأيضا لا يحسم المعركة طالما لا احتلال للأرض، وهذا يحتاج إلى الحرب البرية والتي لها حسابات مختلفة بالنسبة للقيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية.
الاسطورة الكاذبة الخادعة؛ الجيش الاسرائيلي وقياداته الامنية بنت اسطورة جيشها على كذبة الانتصار الساحق على الجيوش العربية عام 67 وتعمدوا اسقاط العامل والسبب المهم؛ خيانة القيادة والنظام العربي صنيعة الاستعمار الذي قبض اجره على الخيانة بصناعة امارات ومملكات له، وآخر الحفاظ على كرسيه؛ تدمير بنية حماس هدف كاذب لا يمكن تحقيقه على الارض؛ من دولة ضعيفة هشة؛ كسرت المقاومة شوكتها تحدتها في قصف ما لم تجرؤ دول على القيام به؛ وعملية سور واقي على قطاع غزة لتدمير حماس " فكرة مبالغ فيها وكاذبة، فالهدوء بالضفة ليس بسبب تلك العملية، وإنما بسبب التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية، وشجاعة الرئيس محمود عباس في احباط الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل "؛ وهو غير متوفر في معركة الجرف الصامد.
النظرية الأمنية الاسرائيلية تتعرض اليوم لضربة قوية بل زلزال ستدفع بأركان دولة الاحتلال وضعها على طاولة البحث والدراسة والجراحة بسبب الحرب مع المقاومة وحماس بعد فشل دولة الاحتلال من إدخال عنصر التيئيس من الانتصار على "إسرائيل" أو محاربتها كما يحاول بينت اليوم الحديث حولة جعل المقاومة التفكير الف مرة قبل اطلاق أي صاروخ على "اسرائيل" والخوف من الردع الاسرائيلي؛ بن غوريون اسس النظرية الامنية على اسس؛ "مبنية على عدم تكافؤ أساسي بين "إسرائيل" والدول العربية والإسلامية المحيطة بها، على صعيد المعطيات الجغرافية، والديمغرافية، والإمكانات الاقتصادية. نتيجة لذلك، يتوجب على "إسرائيل"، بحسب هذه العقيدة، إقناع الدول العربية بالتسليم بوجودها. فبالإضافة إلى السعي للسلام، على "إسرائيل" (عبر تحقيق انتصارات متتالية تؤدي إلى تيئيس القيادات العربية) أن تدفع الطرف العربي إلى الاستنتاج أنه لا سبيل عملي لتدمير دولة "إسرائيل" او محاربتها ".
معركة اليوم العاشر من رمضان شبيهة بتلك النظرية خاصة بالمقاومة؛ اولا :  تيئيس "اسرائيل" من القضاء على حماس والمقاومة. وثانيا : تعايش "إسرائيل" وتكيفها مع المتغيرات البيئية التي تعتبر المقاومة عنصر تهديد وجودي على دولة الاحتلال. وثالثا : سلب الاحتلال القدرة على الاستفادة من الانذار المبكر المبني على العمل الاستخباري تكنولوجيا وبشريا وبهذا تفقد "اسرائيل" قدرتها على الحسم وترتجع الى الوراء؛ الدفاع عن النفس ولا هجوم بعد اليوم على المقاومة وضرب مصالحها.
لا بد من توضيح حقيقة على اهل الاختصاص ادراكها أن "اسرائيل" تبني حروبها باستمرار على عناصر محددة؛ منها سلب العدو من قدراته المتفوق بها على الارض والقدرة الصاروخية؛ والعنصر الأخر المبادرة تحديد وقت وزمن المعركة، وهذا ما فقدته في معركتها مع المقاومة والعنصر الآخر والمهم المفاجئة وهو العنصر الذي اربك القيادة الاسرائيلية في المعركة؛ قيادة الاحتلال لا تتحمل ضغط عنصر الفجأة ،وما لا تعرفه من قدرات المقاومة، وما تخبئه في جعبتها  في المعركة، لذلك يجب ان نبقي الاحتلال يخشى هذا العنصر وهو سلاح المقاومة المهم في ايقاع الهزيمة بالاحتلال؛ القناة العبرية السابعة، " قيادة إسرائيل لم تعد تفهم ما جرى بعد وصول الصواريخ لمناطق قريبة جدا من حيفا، معتبرةً ما جرى فشل استخباراتي كبير بشأن معلومات الأمن حول قدرات حماس الصاروخية. مضيفةً "سلاح يوم القيامة " ظهر مفاجئا أكثر مما كانوا يتوقعون في جهاز الشاباك وأجهزة الأمن والمخابرات".
وهذا ما يدعوا دولة الاحتلال و الكابينت  إلى دراسة خياراته جيدا قبل التورط أكثر في العملية العسكرية بغزة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:54 pm

إمكانات المقاومة الفلسطينية والجغرافية العسكرية لغـزة
معروفٌ أن قطاع غزة شريط ساحلي جغرافي طولي صغير المساحة ومستوي السطح ويخلو من التضاريس، حيث تبلغ مساحته 365 كم2 ويبلغ طوله 46 كم، فيما يبلغ متوسط عرضه 7 كم، أي 14 كحد أقصى و 6 كحد أدنى، وهذا يعني من منظار الجغرافية العسكرية وعلم الاستراتيجية أن القطاع ساقطٌ عسكرياً. ويتخذ بعض المحللين السياسيين من هذه المسلمة مبرراً لانسحاب الاحتلال الصهيوني من القطاع في نوفمبر 2005م بجانب العوامل الأخرى.
وأثناء عدوانه الأول (2008-2009) على قطاع غزة، قام الجيش الصهيوني بتقطيع غزة لأكثر من جزء، واعتلى أسطح المنازل ليكشف بذلك غالبية المناطق غير المقام عليها المباني. إلا أنها قواته المدججة بأحدث أنواع الأسلحة لم تستطع اجتياح غزة بالكامل واضطرت صاغرة أن توقف العدوان من طرف واحد.
وفي ضوء هذه المسلمة ومع الاستفادة من التجارب العسكرية السابقة وورش العمل والحلقات العلمية؛ كان لزاماً على المقاومة الفلسطينية أن تغير استراتيجياتها وتكتيكاتها فيما يتعلق بالتعامل مع الكيان الصهيوني عسكرياً، وهو ما بدا واضحاً في تصريح القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار أثناء مشاركته في مسيرة ليلية بمناسبة انتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الصهيوني السابق (14-21/11/2012م)، إذ قال الزهار حينها "اليوم نغزوهم ولا يغزوننا"، وصدرت بعض التصريحات عن الشهيد أحمد الجعبري قبل استشهاده ملخصها أن بإمكان حماس اليوم أن تقتحم مواقع عسكرية قريبة من غزة.
ومنذ أواخر العام الماضي (2013م) وحتى قبل العدوان بأقل من شهر؛ شرعت كتائب القسام في تنفيذ سلسلة استعراضات عسكرية بالسلاح بأنواعه أو بالإنزال من أعلى الأبراج أو المظليين، وكان من السهل جداً على القارئ المتفحص لتلك الاستعراضات أن يلتقط الإشارة الدقيقة لما وصلت إليه ‏حماس وجناحها العسكري من درجة من الاحتراف القتالي والمهنية العالية في الجانب العسكري.
لقد أظهرت المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس مفاجئات كثيرة في قدراتها خلال هذا العدوان، حيث تنوعت القدرات ما بين صواريخ طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، وصواريخ مضادة للطائرات والدبابات، وأنفاق عسكرية ومنصَّات إطلاق صواريخ، هذا فضلاً عن تنفيذ المهمات الخاصة من خلال وحدة الكوماندوز.
غـزة: تحت الأرض وفوق الأرض
ليس سراً القول إن المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس ومنذ انتهاء العدوان الصهيوني السابق قد قامت بتجنيد عددٍ لا بأس به من عناصرها في حفر الأنفاق، كما حوَّلت كثيراً من مقدرات قطاع غزة لهذه الأنفاق مثل الأسمنت والحديد وبقية مواد البناء، حيث استفادت الحركة وبجانبها الفصائل المسلحة من فترة التهدئة ومن فترة حكم محمد مرسي في مصر في تمكين نفسها بشكل كبيرٍ جداً.
وخلال العام المنصر تم الكشف عن نفقٍ كبيرٍ جداً كانت كتائب القسام قد حفرته من أجل استخدامه في عمليات تفجيرية داخل الأراضي المحتلة، ويصل طوله حوالي 2.5كم، منها حوالي 300 متر داخل الأراضي المحتلة، وأشارت كتائب القسام في حينها أن النفق استغرق مئات الأيام من الحفر على أيدي مئات من عناصرها، حيث تضمن بناء النفق على جملة من أعمال الحفر ونقل التراب وأعمال الخرسانة وتركيبها...
وقامت كتائب القسَّام أيام العدوان الحالي بتفجير منطقة معبر "كرم أبو سالم" شرق مدينة رفح من خلال نفقٍٍ كبيرٍ حفرته من قبل، وكان هذا التفجير من أكبر عمليات حماس النوعية/ز شبيه إلى حدٍ بما يعرف بـ"عملية محفوظة" أو "ثقب في القلب" التي نفذها الاستشهادي القسامي عمر طبش على حاجز أبو هولي وسط قطاع غزة يوم 18 مارس 2005م، ولم تكشف القسام عن تفاصيل العملية إلا بعد مرور عشر سنوات على تنفيذها.
وتعتبر الأنفاق أحد أخطر التحديات التي تواجه الاحتلال الصهيوني إذا ما قرر دخول غـزة برياً، حيث من المؤكد أنه سيواجه مئات الأنفاق المنتشرة تحت الأرض، في كل حارة أو شارع أو زقاق، هذا فضلاً عن مئات الأنفاق الأخرى الخاصة براجمات الصواريخ، وهو الأمر الذي جعل من قادة الاحتلال الصهيوني يخشون من غزة المتواجدة تحت الأرض أكثر من غزة المتواجدة فوق الأرض على حدٍ تعبيرهم في إشارة منهم إلى الحجم الكبير للأنفاق.
الصواريخ: من البدائية إلى المتطورة
لم تكن المقاومة الفلسطينية تعرف الصواريخ إلى بعد سنة من الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى 2000م)، وحينها بدأت الصواريخ الفلسطينية بدائية جداً، تنحصر في مجرد أنبوب من الحديد فيه بعض المكونات المتفجرة، وتستطيع هذه الأنبوبة أن تحلق في السماء وربما تنفجر في مطلقيها.
لقد اجتهدت المقاومة الفلسطينية في إيجاد آليات محددة من أجل تطوير صواريخها، فاستطاعت صناعة صواريخ قسام 1، قسام 2، قدس 1، قدس 2، وغيرها من المسميات لصواريخ قصيرة المدى لا تتعدى 12 كم، وبعد العدوان الصهيوني على غزة 2008-2009، حاولت المقاومة استيراد صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فقامت إيران بتزويدها بعددٍ يسيرٍ من الصواريخ متوسطة المدى مثل صاروخ غراد وهو صاروخ روسي الصنع، ورفضت أن تزودهم بصواريخ أخرى، ومن هنا كان لزاماً على المقاومة أن تعتمد على نفسها ليس لأن إيران ماطلت في تزويدهم بالصواريخ؛ بل ولأن غزة غير صالحة للقتال وفق الجغرافية العسكرية، وهو ما يتطلب نقل المعركة إلى أرض العدو إن جاز التعبير أو على الأقل (أو نقلها إلى الأراضي المحتلة).
لقد وجدت المقاومة الفلسطينية في السودان معيناً لها في نقل بعض التكنولوجيا، وهو ما ساعدها على تجهيز حزمة من الصواريخ المتقدمة، ومن المتوقع أن تعلن عن حزمة أخرى ضمن مصطلح "المفاجئة"، ومن هذه الصواريخ: قسام، M75 ، J80، R160، براق 80. هذا فضلاً عن الصواريخ الأخرى الخاصة باستهداف الطائرات مثل سام 7، و 107، وصاروخ كورنيت، وهي صواريخ مستوردة.
لقد ظهر التطور النوعي للقوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية في عدوان 2012م، حينما كشفت حماس عن صاروخ (M75) بعيد المدى تيمناً بالشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة، حيث استطاعت قصف العمق الصهيوني وخاصة مدينة القدس المحتلة وجعل نصف سكان الكيان الصهيوني في مرمى الصواريخ. ولم تصدِّق دولة الكيان الصهيوني ان حماس تمتلك هذا الصاروخ، فاتهم حماس بأنها تقصف القدس باستخدام صاروخ فجر الإيراني.
أما منذ بداية العدوان الحالي، فقد أعلنت حركة حماس عن تطور نوعي آخر في منظومة السلاح الصاروخي، حيث أعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة حيفا (وهي تبعد عن غزة حوالي 140 كم) لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بصاروخ جديد يحمل اسم (R160) تيمناً بالشهيد عبدالعزيز الرنتيسي، وهو صاروخ يصل إلى 160 كم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي مفاجئة جديدة أيضا، أعلنت كتائب القسام عن قصف مدينة الخضيرة (وهي تبعد نحو 100 كلم شمال قطاع غزة) بصاروخ يحمل اسم (J80) تيمنا بالشهيد احمد الجعبري القائد السابق لكتائب القسام، وهو صارخ يصل مداه ما بين 80-100كم، وهو الصاروخ نفسه الذي قٌصِفت به مدينة تل أبيب المحتلة.
ولا تقتصر المنظومة الصاروخية للقسام على هذا الحد، فقد أعلنت الكتائب عن قصفها، مستوطنتي "روحوفوت" و"بيت يام"، بصاروخ محلي الصنع من طراز "سجيل 55"، وتأتي تسميته تيمناً بحرب حجارة السجل (عدوان 2012م).. كما تتحفظ الكتائب على العديد من المفاجئات التي ربما تأتي تيمنا بأسماء شهدائها خلال الفترة السابقة.
أما صاروخ "براق 70"، فهو أيضا محلي الصنع من إنتاج سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويصل مداه إلى حوالي 70 كم، وهو المفاجئة الوحيدة لسريا القدس، لكنها اعتادت على استخدام صاروخ "فجر 5" في قصف مدينتي تل أبيب والقدس، وهو صاروخ منقول من حزب الله اللبناني إلى غزة.
وتشير صحف صهيونية إلى أن كتائب القسام تمتلك عشرات الصواريخ من طراز (M302 )، وهذه الصواريخ من إنتاج سوري تم نقلها إلى قطاع غزة قبل سيطرة البحرية الصهيونية على سفينة (كلوز سي) أي أواخر عام 2013م، لكن كتائب القسام لا تؤكد ولا تنفي هذه المعلومات، وبالتالي تبقى معلومات غير مؤكدة.
وعلى ما يبدو أن الاحتلال الصهيوني سيفكر يوماً ما وبشكلٍ جدِّيٍ في نقل مغتصباته (مستوطانته) من محيط أو غلاف قطاع غزة إلى مكان آخر أكثر أمناً بالنسبة له، وهو ما يعني حلاً مؤقتاً لمعضلة الصواريخ، لأنها في تطور مستمر.
لقد تحولت صواريخ المقاومة بعد 13 عاماً من بدء استخدامها من سلاح بدائيٍ بسيطٍ جداً إلى تهديد استراتيجي للكيان الصهيوني ولأمنه القومي، هو ما عبَّر عنه موقع "والا" العبري الصهيوني بالقول "صواريخ حماس باتت تهدد كل الكيان الصهيوني ... نحو خمسة ملايين صهيوني باتوا ليلتهم في الملاجئ والتحصينات وخارج المناطق المأهولة، فضلا عن الشلل الذي أصاب مدناً بأكملها وخاصة مدينة عسقلان التي تعتبر أهم مدينة صناعية داخل الكيان الصهيوني على ساحل البحر الأبيض المتوسط".
وحدة الضفادع البشرية: مفاجأة نوعية غير متوقعة
لم يكن أحد من المراقبين يتوقع أن تقدم كتائب القسام على اقتحام قواعد عسكرية داخل الأراضي المحتلة مثل قاعدة "زيكيم" العسكرية ولأكثر من مرة بواسطة البحر، حيث كانت هذه العملية نوعية جداً ومفاجئة للجيش الصهيوني رغم ما شابها من عملية تعتيم أمني وإعلامي من الجانب الصهيوني.
لقد عرض الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو للكنوماندوز القسامي منذ اللحظات الأولى لخروجهم من تحت الماء إلى أن تمَّ اغتيالهم، وذكرت وسائل إعلام الاحتلال أنهم بمجرد خروجهم من الماء قاموا بإطلاق النار على الحارس المتواجد على برج المراقبة. لكن مقطع الفيديو لم يعرض المشهد، ولعل هذه إشارة إلى أن المقطع إن لم يكن مدبلجاً فإنه يحمل مفاجئات مختلفة.
وثمَّة تعارض بين الرواية الصهيونية والأخرى الفلسطينية، حيث أن الرواية الفلسطينية (أي رواية كتائب القسام) تفيد بمقتل نحو سبعة من الجنود الصهاينة.
أما روايات شهود العيان فتكاد تجمع على أنهم سمعوا إطلاق نارٍ كثيفٍ مصحوبٍ بإطلاق قذائف من قاذفات محمولة على الكتف. أما رئيس ما يعرف بالمجلس الإقليمي لعسقلان "يئير فرجون" فقد أشار أن "حماس حاولت القيام بعملية نوعية وجريئة تتعدى إطلاق الصواريخ، وكادت تنجح وتؤدي لحادثة قاسية جداً لولا يقظة الجيش".
ومهما يكن من أمر، لا يمكن إغفال أن هذه العملية النوعية أشارت إلى تقدمٍ كبيرٍ في العمل العسكري لدى حماس، وشكَّلت مفاجئةً بالغة الخطورة كادت أن تقلب موازين القوى في الأراضي الفلسطينية لصالح حركة حماس.






العدوان على غزة.. حقبة جديدة من الصراع
مثّل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة حقبة جديدة تمامًا من الصراع في فلسطين؛ حيث استطاعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأول مرة أن تحدث اختراقات نوعية من حيث تقنيات الحرب الإليكترونية والتقليدية، واستطاعت أن تحدث تقدمًا ملموسًا في "توازن الرعب" بين الجانبين؛ واخترقت عمق الكيان الصهيوني بصواريخها التي غطت كل الكيان الآن، وبطائرة بدون طيار حملت صواريخ واستطاعت أن تصل إلى مسافات لم تصل إليها طائرة عربية من قبل، كما أنها اخترقت البث التليفزيوني للقناة العاشرة الإسرائيلية وأوصلت رسائل تهديد ووعيد لكل الشعب الإسرائيلي، بالإضافة إلى قدرتها على اختراق قاعدة "زيكيم" البحرية بقوات كوماندوز بحرية لأول مرة في تاريخ الصراع بين الجانبين.
كل تلك النجاحات مثلت نقلة نوعية غير عادية في معادلة الصراع، فبالرغم من الدماء التي تسكب، وبالرغم من الحصار البري والبحري والجوي، إلا أن حركة حماس استطاعت ولأول مرة أن تقترب من معادلة التوازن مع الكيان الصهيوني، الذي وقف عاجزًا ومترددًا عن اجتياح غزة بالرغم من استدعائه للاحتياط، بالرغم من كونه أحد أقوى جيوش المنطقة بل والعالم كله، وضربت حركة حماس مثالاً غير مسبوق لحركات المقاومة التي استطاعت تطوير تسليحها وتكتيكها في ظل تلك الظروف المحلية والإقليمية والدولية الخانقة لأي مقاومة ضد إسرائيل.
فقطاع غزة عبارة عن شريط مكتظ بالسكان محاصر من جميع جهاته حتى من الجانب المصري، الذي يختلف نظامه الحالي أيدلوجيا مع حركة حماس، التي ترى أن خيار المقاومة يجب أن يظل خيارًا مطروحًا في معادلة القوة في المنطقة، في حين ترى قوى إقليمية أخرى وعلى رأسها مصر أن السلام مع إسرائيل هو المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية بتطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني، اتساقًا مع الرؤية الاستراتيجية للنظام المصري منذ اتفاقية كامب ديفيد وهي أن الالتحاق بالمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة هو ضمان الأمن الإقليمي، وأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب مع إسرائيل، مما يعني ضرورة التعايش مع حقيقة وجود الكيان في المنطقة كأحد حقائق الجغرافيا.
وتتفق مع الرؤية المصرية رؤى العديد من الدول الأخرى في المنطقة، فقد صرح رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان قائلاً أن "إسرائيل لا تشكل خطرًا على الوطن العربي ما دامت كبريات البلدان على هذا الوئام فما في مشكلة (...) إسرائيل لا تشكل خطرًا على الوطن العربي لأن الوطن العربي غير قادر على مواجهة إسرائيل، لذلك لايوجد معركة مع إسرائيل"[1]، وهذا في معرض رده على سؤال عن أهم التهديدات على المنطقة؛ وتفترض تلك الرؤية أن إسرائيل يمكن التعايش معها نظير ثمن يدفعه العرب وهو التنازل عن الأراضي التي احتلتها وأن ذلك هو نهاية الاستسلام العربي.
إلا أن الوقائع على الأرض تتحدى تلك الرؤية وتثبت أن الكيان الصهيوني هو كيان توسعي دموي لا يفهم إلا لغة القوة، وأن أهدافه لا تقتصر على الأراضي التي يحتلها حاليًا، وأنه بمجرد تغير الظروف الإقليمية والدولية فإنه لن يتورع عن سفك مزيد من الدماء واحتلال مزيد من الأراضي خارج نطاق فلسطين، لذا فإن استمرار حركة حماس في المقاومة وتطويرها من أساليبها وتكتيكاتها وتقنياتها العسكرية تثبت الرؤية الأخرى للأمن القومي العربي، وهي أن الاستسلام ليس حلاً، وأن السلام ليس بالضرورة خيارًا استراتيجيًا إلا إذا جنح الطرف الآخر للسلم، وأن مقولة أن العرب عاجزون عن مواجهة إسرائيل هي مقولة مرفوضة شكلاً وموضوعًا.
إن إسقاط خيار المقاومة وضرب الحركات التي تتبناها في الوطن العربي ووسمها بالإرهاب لن يصب سوى في مصلحة الكيان الصهيوني، وسيؤدي إلى مزيد من الانقسامات الداخلية في الأوطان صعودًا حتى المستوى الإقليمي بشيطنة حركات سياسية لها رؤى مغايرة للرؤية الرسمية للأمن القومي العربي، بينما تقوم إسرائيل باستيعاب الحركات التي تصفها بالمتطرفة، وتسمح لها بالممارسات السياسية والانخراط في جيشها، من أجل الحفاظ على اللحمة الداخلية لكيانها، في الوقت الذي تعمل فيه بعض الأنظمة الإقليمية على وأد كل صوت معارض، بل وتعمل من أجل القضاء عليه.
فقد صرح الدكتور داني روبنشتاين، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة العبرية، إن التحركات التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة، تقوم بالتعاون والتنسيق مع النظام المصري لإسقاط سيطرة حركة حماس عن قطاع غزة.  وأضاف روبنشتاين فى نشرة قناة الجزيرة الإخبارية، أن ما تقوم به مصر ليس تنسيقًا لتهدئة الأوضاع ووقف القصف، ولكن لتشديد الخناق على حماس ومن ثم إسقاطها من حكم القطاع، معتبرًا أن فى ذلك فائدة مزدوجة لتل أبيب والقاهرة، وهو أن مصر ستتخلص من جوار حركة حماس التابعة للإخوان وتل أبيب تفرض سيطرتها على القطاع.[2] 
بل وصل الأمر إلى تسليم السلطات المصرية رسالة تهديد إسرائيلية لكل من حركتي حماس والجهاد، مفادها أنه مالم يتوقف إلقاء الصواريخ من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية الجنوبية، فإن غزة ستُضرب بقوة،  حسبما كشف قيادي فلسطيني رفيع عن اتصالين هاتفيين أجراهما مسؤول في الاستخبارات المصرية مع كل من القيادي في «حماس» موسى أبو مرزوق، ونائب الأمين العام لـ «الجهاد»زياد النخالة مفادها بأن إسرائيل ستضرب غزة بيد غليظة في حال لم تلتزم الحركتان التهدئة[3].
وربما تشجع تلك الظروف الإقليمية الجديدة إسرائيل على اجتياح غزة من أجل القضاء على حركة حماس، لاسيما بعد تفوقها النوعي وتطويرها لقدراتها الصاروخية، إلا أن الثمن الباهظ المتوقع من الدماء في كلا المعسكرين سيجعل إسرائيل تفكر ألف مرة، لاسيما مع توقع انتفاضات شعبية عبر العالم الإسلامي في حالة سقوط عدد كبير من الشهداء في تلك العملية البرية، وما سيمثله ذلك من زعزعة استقرار البلدان المجاورة لاسيما تلك التي تعاني من أوضاع داخلية هشة مثل الدولة المصرية.
كما أن التوغل البري الإسرائيلي سيأتي بتكلفة عالية من دماء الجنود الصهاينة، وسيحيد سلاحها الأساسي بتفوقها التقني وإمكانيتها للضرب من بعيد عن طريق طائراتها، فسقوط دماء إسرائيلية وارتفاع تكلفة الحرب عليها وامتداد أمدها سيؤدي إلى تقويض قدرات الردع الإسرائيلية لاسيما في ظل عدم تمكنها من حسم المعركة كما حدث في حرب ديسمبر 2008 وعدم قدرتها على تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية، وإنهاء العدوان في النهاية بدون حسم عسكري، وهو ما يعني انتصار مبدأ المقاومة الفلسطينية.
لذلك فإنه في كل الأحوال فإن حماس استطاعت تحقيق انتصارات ملموسة في الميدان بعدم الاستسلام أمام الآلة العسكرية الصهيونية، وتمكنت في الوقت ذاته من تطوير قدراتها العسكرية، مما يعني أن عامل الوقت ليس في صالح الكيان الصهيوني، وأنه بالرغم من نجاة إسرائيل من تضييق الربيع العربي الخناق عليها بعد صعود ثم إسقاط نظام د. مرسي في مصر، إلا أن التهديد الأمني عليها ازداد بعد وصول الصواريخ الحمساوية إلى مفاعل ديمونة في صحراء النقب، وإلى مطار "بن جوريون"، مما يعني قدرة تلك الصواريخ، بالرغم من وصفها بـ "العبثية"، إلا أنها قادرة على شل الحياة في الكيان الصهيوني في أي وقت وإيقاف حركة الطائرات، والتهديد الأمني الكبير بضربها مفاعل ديمونة.
لذلك فإن المرحلة القادمة من الصراع ربما تشهد تطويرًا حمساويًا للقوة التفجيرية لتلك الصواريخ التي استطاعت أن تغطي كافة الأراضي المغتصبة من الكيان الصهيوني، وهنا ستتمكن حماس من تحقيق توازن الردع بقدرتها على إسقاط قتلى من قصفها للمدن الصهيونية، تمامًا كما تفعل إسرائيل الآن بقصفها لمنازل المدنيين في غزة، وهنا لن تستطيع إسرائيل أن تستخدم دماء المدنيين كورقة للضغط على حماس، وسيدخل الصراع في مرحلة جديدة تمامًا لاسيما مع المتغيرات التي تجري على الأرض من حول الكيان الصهيوني، والتي ربما تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب عليه من أقطاره الأربعة، وإدخاله في حرب استنزاف وحروب عصابات ممتدة تؤدي إلى إرهاقه ربما إلى درجة الكسر في وقت ليس ببعيد، وهذا هو الكابوس الذي يخشاه نتنياهو، ويجعله مترددًا ألف مرة قبل اجتياح غزة ودخوله في صراع ممتد بتداعيات إقليمية غير مأمونة العواقب.
 :: ملف خاص بعنوان "غزة تقاوم" 



[1] يمكن مراجعة تصريحاته في حوار مع قناة "دبي" على الرابط التالي:
[2] تصريحات لبرنامج ما وراء الخبر على فضائية الجزيرة،
[3] مصرسلمت «حماس»و«الجهاد»رسالةتهديدإسرائيلية،الحياةاللندنية، 8 يوليو 2014،علىالرابطالتالي:
http://alhayat.com/Articles/3458531
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:56 pm

العدوان على غـزة والدور المصري
كانت مصر صاحبة الدور الإقليمي والريادي الأول في المنطقة العربية طوال القرن الماضي، مع تراجع في هذا الدور بشكل متفاوت حسب السياسة الخارجية لكل رئيس، فكان جمال عبدالناصر يستغل شعارات القومية والعروبة لحصد عاطفة الجماهير رغم عدم صدق نواياه تجاه القضايا العربية، فيما كان محمد أنو السادات يرفع شعار "مصر للمصريين" خاصة بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" مع الكيان الصهيوني عام 1978م مع محافظته قدر الإمكان على دور مصر الإقليمي. أما حسني مبارك ورغم تركيزه على الشئون الداخلية المصرية، إلا أنه لم يكن يغفل البعد الإقليمي لملف غزة، وتغاضى عن الأنفاق المتواجدة على طول الحدود مع غزة.
أما محمد مرسي فقد جعل القضية الفلسطينية جزءً من دعايته الانتخابية ومحدداً من محددات سياسته الخارجية، ومنذ اللحظة الأولى لانتخابه رئيساً لمصر تعاطى بشكل إيجابي مع غزة وسمح لقيادة المقاومة الفلسطينية بممارسة نشاطاتهم الخارجية، وكان يمسك العصا من وسطها فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وأثناء العدوان الصهيوني على غزة (2012م) أرسل رئيس الوزراء هشام قنديل إلى غزة على رأس وفدٍ حكومي، كما طالب  الكيان الصهيوني بوقف العدوان على غزة وقال إنه لا يسمح لها بان تشن عدوانها على غزة.
ومع قدوم نظام المشير عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر، قام بهدم غالبية الأنفاق التي تربط غزة بمصر، وأحكم إغلاق معبر رفح البري بشكل شبه كامل، ومنع وصول مئات القوافل والوفود بالرغم من طبيعة مهمتها إنسانية ولا تحمل سوى مساعداتٍ طبيةٍ وأدويةٍ وبعض المساعدات الإغاثية العاجلة.
ويتعامل نظام الحكم الحالي في مصر مع غزة من المنظار الأيديولوجي بعيداً عن اعتبارات الجيرة والأخوّة والإنسانية والدين المشترك أو اللغة المشتركة، إذ يعتبر أن غزة التي كانت تحكمها حركة حماس التي حظرها القضاء المصري؛ هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين،  كما أن غزة ومقاومتها هي مهدد أول وأخير للأمن القومي المصري.
وفي الأشهر الأخيرة ثمَّة أخبار ومعلومات تمَّ نشرها عن احتمالية شن عدوان صهيوني على غزة، وازدادت هذه الأخبار بعد مقتل الجنود الصهاينة الثلاثة في الضفة الغربية، لكن اللافت الأبرز في الأمر وحسبما صرَّح به كثير من قادة ومفكري ومحللي الاحتلال الصهيوني أن مصر ستكون جزءً من هذا العدوان من أجل التخلص من حكم حماس.
وفي وقت لاحقٍ جاء في تصريحات البروفيسور الصهيوني "داني روبنشتاين" عبر قناة الجزيرة في (8/7/2014م)  أنَّ "هناك مصلحة مشتركة لمصر وإسرائيل في إنهاء حكم حماس لغزة، وأن هناك مشاركة من مصر في فرض الحصار على غزة".
ونقلت الصحف العبرية أن مدير المخابرات العامة المصرية الحالي "محمد تهامي" قد زار الكيان الصهيوني قبل فترة وجيزة والتقى بقادة عسكريين، وتفاهم معهم حول العدوان الحالي على غزة، ومن ضمن ما تحدث به الصهاينة أن العدوان ربما يؤدي إلى دمار ثلث غزة، فيما لم يعترض تهامي على هذا الأمر، ولم تنفِ السلطات المصرية هذه الزيارة.
منذ بدء العدوان الصهيوني؛ تتعرض غزة لقصف بالقنابل الثقيلة التي تزن طن (1000 كجم) بواسطة طائرات ال(F16)، وبصواريخ أرض-أرض، وبصواريخ الطائرات الحربية من نوع استطلاع، وأدَّى هذا العدوان إلى استشهاد ما يقرب 200 موطناً، فضلاً عن جرح اكثر من 1400 ، وهدم أكثر من 1300 بيتاً غالبيتها بشكل كليٍ.
لم تتعاطَ مصر مع هذا المشهد الدموي الذي يرسم معالم غزة، ولم تتحرك الإنسانية فيها قيد أنملة، ولم تسمح لوفد طبي أوروبي من دخول غزة، فاضطر الوفد لدخول غزة من جانب الكيان الصهيوني، كما لم تسمح لوفود أخرى بدخول غزة، فبقيت هذه الوفود في القاهرة تنتظر موافقة السلطات المصرية كي تصل إلى غزة. وعندما فتح مصر معبر رفح لإدخال الجرحى، ادخلت في اليوم الأول 9 جرحى فقط، وفي الثاني أقل من هذا العدد كما أفادت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود.
طوال الفترة السابقة لم يكن لمصر الرسمية أي موقف تجاه العدوان، وبقي الموقف المصري الرسمي غامضاً تجاه ذلك العدوان، بعد أن فضَّلت مؤسسة الرئاسة التزام الصمت، وتمَّت قراءة هذا الصمت على أنه تبرير للعدوان الصهيوني على غزة..
لكن وزارة الخارجية المصرية تناولت العدوان بثلاثة مواقف غير متناسقة، إذ طالبت ببيان الفلسطينيين و"الإسرائيليين" بوقف العدوان المتبادل، والعودة لاتفاق التهدئة، وأدانت -في بيان آخر- الغارات الصهيونية على غزة، وطالبت الكيان الصهيوني باحترام الاتفاقيات الدولية وعدم الإفراط في استخدام القوة. ولم تمض عدة أيام حتى قالت الخارجية المصرية على لسان المتحدث باسمها بدر عبد العاطي "إن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن اعتداءات صهيونية ومغامرات داخلية تحاكُ لخدمة أغراض داخلية لا تصب في مصلحة المواطن الفلسطيني".
وفي غمرة الانتقادات الحادة التي واجهتها مصر من السلبية في موقفها، خرجت وزارة الخارجية المصرية بمبادرة لتهدئة الوضع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
أبرز ما تضمنته هذه المبادرة هو: أن تقوم دولة الاحتلال الصهيوني بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً. وأن تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) من قطاع غزة تجاه الكيان الصهيوني  جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض. وأن يلتزم الطرفان بعدم القيام بأية أعمالٍ من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات. وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين حال القيام بأي أعمال تعرقل استقرارها.
وثمَّة ملاحظات عديدة على هذه المبادرة:
 أولاً: أنها مبادرة أمريكية، تحاول الولايات المتحدة تسويقها بواسطة مصر من أجل هدفين يتمثلان في إبعاد الولايات المتحدة عن المشهد ولو بشكل نسبي وإظهار مصر على أنها حريصة على المصلحة الفلسطينية.
وثانياً: أن المبادرة لا تحقق مطالب المقاومة الفلسطينية، إذ نصَّت على العودة إلى الأوضاع السابقة أي اتفاق الهدنة الأسبق (2012م)، وهو الاتفاق الثي لم تلتزم به دولة الاحتلال، بل تخطَّته باعتقال النوَّاب وإعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، وبالتالي يعيد هذا النص المقاومة إلى الدائرة الأولى وينفي أن تكون قد حققت أي إنجاز في التصدي لهذا العدوان رغم التطورات الكبيرة والمفاجئات التي أظهرتها المقاومة من اقتحامات أو صواريخ متقدمة أو طائرات حربية. ومن المؤكد أن العودة الأوضاع السابقة ستكون أشبه قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.
وثالثا: أن المبادرة تحاول إخراج الكيان الصهيوني من ورطته بأقل التكاليف الممكنة، إذ إن مصر أعلنت مبادرتها هذه عندما أدركت أن المقاومة الفلسطينية هي الرابح من هذا العدوان، ولو كانت العدوان يصبُّ في صالح الكيان الصهيوني لما تقدمت مصر بهذه المبادرة، لأنها تدرك أن انتصار المقاومة الفلسطيني يشكِّل ضربة لفريق التسوية السلمية من ناحية، والدور العربي المترهل من ناحية أخرى. ويجد النظام المصري الحالي نفسه في مأزقٍ كبيرٍ، فأي مكسب سياسي أو عسكري يمكن أن تحققه المقاومة الفلسطينية سيُخصم من رصيده في معادلة العلاقات المتأزمة بين السلطات المصرية وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس.
رابعاً: تساوي المبادرة بين المقومة الفلسطينية والاعتداءات الصهيونية، بل وتزيد أن على المقاومة الفلسطينية وقف "الاعتداءات" من تحت الأرض، وهو ما لا تقبل به المقاومة إطلاقاً، خاصة أن الأنشطة العسكرية من تحت الأرض هي مصدر القلق الأكبر بالنسبة للكيان، اعتباراً من أنها غزة التي تحت الأرض، أي التي يتخوف منها الكيان وتشكل رادعاً له في حال أقدم على اجتياح غزة برياً.
خامساً: تبدو المبادرة المصرية وكأنها أقرب إلى التكتيك والمناورة منها إلى الوساطة الفعلية؛ حيث جاءت لتقويض المساعي التركية والقطرية والألمانية من ناحية، وامتصاص غضب الشارع المصري من ناحية أخرى، ورفع الحرج عنها جرَّاء صمتها على عدوان غزة.
سادساً: تجسّد المبادرة المصرية عمق العلاقات الأمنية المصرية الإسرائيلية وتعبّر عن مدى تقاطع المصالح الأمنية بين مصر والكيان الصهيوني، حيث تربط بين فتح المعبر والاستقرار الأمني في غزة، وهو أمر نسبي، وإذا ما تزعزع الأمن سيكون لدى مصر المبرر لكي تغلق المعبر وتشدد الخناق على غزة.
تجد المقاومة الفلسطينية صعوبة كبيرة في قبول المبادرة المصرية التي تتمحور حول مصطلح "تهدئة مقابل تهدئة"، خاصة في ضوء هذا الكبير من الضحايا المدنيين ما بين شهداء وجرحى، كما أن الأوضاع السابقة للعدوان هي من دفع بالمقاومة لخوض المعركة مع الكيان الصهيوني، وهي أوضاع غير قابلة للاستمرار.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني قد قبل بالمبادرة لأنه يدرك جيداً أن المقاومة لا تقبل بها، وبالتالي يكون قد أخرج نفسه من دائرة اللوم الإقليمي والدولي، وبالتالي يتحول الحنق الدولي والإقليمي ضد المقاومة الفلسطينية، انطلاقاً من أنها ترفض هذه المبادرة، مما يسمح للكيان الصهيوني بتوسيع عدوانه على غزة.








غزه تقاوم 813072014062751
معبر رفح .. و الخذلان العربي
مضت 8 سنوات منذ الحصار على قطاع غزة، قدم خلالها أبنائه وحدهم الآلاف من الشهداء خلال تصديهم للعدوان الصهيوني المتواصل، لم يقف خلال تلك الفترة مع غزة سوى قلة من النشطاء الأجانب و المسلمين بينما كان الموقف الرسمي العربي كعادته إما متواطئ أو شريك في العدوان، و للعلم فإن سكان قطاع غزة يؤمنون من صغيرهم إلى كبيرهم فإن الرجاء إنقطع في أن يأتي النصر و التأييد من النظام الرسمي العربي في ظل تخاذل متكرر له خلال الحروب التي شنتها الحكومات الصهيونية المتعاقبة على القطاع.
معبر رفح هو أحد رموز الخذلان العربي للشعب الفلسطيني، فبالرغم من سقوط أكثر من 160 شهيدا في القصف الصهيوني و إصابة أكثر من ألف آخرين في الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، إلا أن الجانب المصري يرفض التعاطي بإنسانية مع قضية معبر رفح و يصر على استخدامه كورقة سياسية لمساعدة الكيان الصهيوني في الضغط على حركات المقاومة الفلسطينية لإجبارها على التسليم و نبذ المقاومة المسلحة.
منذ بدأ الحصار على قطاع غزة قبل 8 سنوات ومعبر رفح مغلق ولا يتم فتحه إلا لحالات استثنائية، لا يتعدى عددها أصابع اليد، وحتى حينما فتح في اليومين الماضيين بشكل جزئي، سمح فقط لحملة الجوازات الأجنبية و المصرية بمغادرة قطاع غزة بينما رفضت السلطات المصرية السماحة للمسافرين بمغادرته. سوى لعدد من الحالات الحرجة من مصابي الحرب قدر بـــ12 جريحا.
تعلل السلطات المصرية إغلاقه بعدم وجود سلطة شرعية تحكم قطاع غزة، بالرغم من أن الحكومة السابقة شكلت بعد إنتخابات برلمانية فازت فيها حركة حماس، لكن الموقف السياسي للحكومة المصرية جعلها تساند الكيان الصهيوني في موقفه اتجاه حماس، و طالب المصريين بتطبيق إتفاقية المعبر الموقعة بين السلطة و الكيان الصهيوني والتي تنص على وجود مراقبين أوروبيين في المعبر بالإضافة إلى وضع كميرات ترصد حركة المسافرين على المعبر وتقدم تقارير للجانب الصهيوني في معبر كرم أبو سالم، بالإضافة إلى إرسال أسماء المسافرين على المعبر للكيان الصهيوني، الأمر الذي رفضته حكومة رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية. وبالرغم من انتهاء مدة الاتفاقية بعد عامين من توقيعها و كذلك انسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة و عدم وجود مشروعية للتصريحات المصرية كون المعبر فلسطيني خالص و ليس للمصريين أي علاقة بالاتفاقية إلا أنهم يصرون على تلبية الشروط الصهيونية.
للعلم فإن معبر رفح هو الممر الوحيد لسكان قطاع غزة من طلبة و مرضى و وفود طبية وعلمية و تجارية إلى العالم الخارجي، وقد تسبب الإغلاق المصري للمعبر بتدمير مستقبل الكثير من هؤلاء سواء من خلال حرمان المرضى من فرص علاجهم، أو ضياع الكثير من الفرص التعليمية لطلبة الجامعات في الخارج، أو منع الوفود الطبية التي تقدم الإغاثة الطبية لقطاع غزة من تقديم خدماتها، بالإضافة إلى ضياع إقامات الكثير من المغتربين الفلسطينيين العالقين في قطاع غزة بسبب إغلاق المعبر، و ضياع فرص عملهم بسبب ذلك.
استغل الأمن المصري معبر رفح لاستغلال حاجة الفلسطينيين و أخذ يطلب مبالغ مالية للسماح للمسافرين بالعبور وصلت إلى خمسة آلاف دولار في بعض الأحيان، و ذلك في سياق ما يعرف بالتنسيق الأمني، حيث يقوم ضباط المعبر من الجانب المصري بإرسال كشف للجانب الفلسطيني و إدخال فقط من أسمائهم في الكشف و إرجاع المسافرين الآخرين.
إغلاق معبر رفح يأتي في إطار موقف عربي مؤسف من الحرب على غزة، ففي الوقت التي يقتل فيه الأبرياء بصواريخ الصهاينة نجد من الكتاب العرب من يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرر عدوانه على الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى عدم وجود ضغط إسلامي وعربي على مصر لفتح معبر رفح يؤكد وجود تآمر على تصفية القضية الفلسطينية بأكملها وليس المقاومة المسلحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 9:59 pm

صدمة صهيونية من قدرات المقاومة الفلسطينية حتى قبل أن تضع الحرب الإجرامية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة أوزارها، فأن النخب الصهيونية سارعت للإقرار بأن معركة "الشجاعية" التي خاضها مجاهدو "كتائب القسام"،الجناح العسكري لحركة حماس ضد ألوية النخبة في الجيش الصهيوني، التي حاولت التوغل في التخوم الشرقية للحي تعتبر من "أشرس" المعارك التي خاضها الصهاينة على مر تاريخهم. وقد وصل الأمر ببعض المفكرين الصهاينة إلى حد القول أن هذه المعركة تؤسس لمرحلة جديدة في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني. فقد قال يوسي ميلمان معلق الشؤون الإستراتيجية أن معركة الشجاعية دللت على أن مقاتلي حماس الذين واجههم الجيش في هذه المعركة يختلفون تماماً عن المقاومين الذين صادفهم في الحملات البرية السابقة. وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" الإثنين الماضي، أضاف ميلمان: "لم يردع التفوق التكنلوجي لجيشنا وقوة النار الهائلة التي بحوزته مقاتلي حركة حماس، ولم يزهدوا في مواجهته، بل قاتلوا بجرأة وتصميم كبيرين". وقد أجمع معلقون صهاينة على أن مسار الحرب على غزة يدلل على خطأ تقديرات الجيش  الصهيوني بشأن قدرات المقاومة الفلسطينية ودافعيتها القتالية. وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" ، كتب آرييه شافيت كبير معلقيها السياسيين أن :"تنظيماً صغيراً وفقيراً ومتطرفاً، مثل حركة حماس تمكن من تحدي إسرائيل وجيشها العظيم، ليس هذا فحسب، بل أن تكنلوجيا غزة المتخلفة تمكنت من مواجهة التكنلوجيا الإسرائيلية ذات القيمة لعالية"، على حد تعبيره. وأوضح شافيت أن مسار الحرب دلل على عدم واقعية التقييمات الصهيونية بأن حركة حماس ضعيفة ومردوعة، منوهاً إلى أنه على الرغم من أن الهجمات الصاروخية التي شنتها الحركة على الكيان الصهيوني لم تفضي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، إلا أن الحركة نجحت في المس بالسيادة الصهيونية. وأضاف: "لقد قالوا لنا أن لدى الجيش رد على حماس، لكن رده غير واف، ولم يكن لسلاح الجو القدرة على توجيه ضربة حاسمة من الجو". وحمل شافيت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو المسؤولية عن هذا الواقع، منوهاً إلى أن الكيان الصهيوني يدفع ثمن عدم استغلالها الهدوء الذي أعقب الحرب التي شنتها على غزة في نوفمبر 2012 لدفع جهود التسوية السياسية للصراع، مشيراً إلى أن هذه الخطوة كان يمكن أن يمنح الكيان الصهيوني شرعية دولية وهامش مرونة كبيرة للقيام بعمليات عسكرية. وشدد شافيت على أن الكيان الصهيوني لا يعرف طريقة يتمكن فيها من هزيمة حماس بدون الغرق في المستنقع الغزي. . وفي ذات السياق، قال الصحافي آفي سيخاروف أن الاستخبارات الصهيونية أخطأت في تقدير قوة ونوايا حماس، حيث انطلقت من افتراض مفاده أن حماس "محطمة وستركع على ركبتيها، وفوجئت عندما ثبت العكس".ونوه سيخاروف إلى أن التقديرات الاستخبارية الخاطئة بشأن حركة حماس لم تساعد المستوى السياسي في تل أبيب على اتخاذ القرارات الصحيحة. من ناحيتها اعتبرت صحيفة "هارتس" أن معركة "الشجاعية" تدلل على أن العملية العسكرية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة قد تحولت إلى حرب حقيقية. ونوهت الصحيفة إلى أن هناك ما يؤشر على أن الكيان الصهيوني يتجه إلى التورط في القطاع تماماً كما تورطت في لبنان عام 1982، عندما أعلنت في البداية أن الحديث يدور عن حملة عسكرية لأيام محدودة وانتهت بالتورط في المستنقع اللبناني لأكثر من عقدين من الزمن. وحذرت الصحيفة من أن رغبة الكيان الصهيوني الماسة في إيجاد صورة تعكس نصرها في المعركة يمكن أن تفضي إلى إعادة احتلال القطاع "حيث سيتحول القطاع إلى مستنقع  يلتهم جنود الجيش الإسرائيلي".  ونوهت الصحيفة إلى إن الكيان الصهيوني يدرك أنه شرع في هذه الحملة وهو تحظى بتأييد دعم عربي ودولي"، مستدركة أنه في ضوء المشاهد التي ينقلها الإعلام العالمي والتي تدلل على أن الجيش الصهيوني يرتكب "فظائع" ضد المدنيين فأن التأييد الدولي سيتلاشى. وخلصت الصحيفة إلى القول إنه يتوجب على الحكومة الصهيونية مساعدة الوسطاء الذين يتدخلون لإنهاء الحرب، وألا تتردد في منح سكان غزة تسهيلات اقتصادية. وفي سياق متصل،عزا رون بن يشاي المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العدد الكبير من القتلى في صفوف الجيش الصهيوني في معركة "الشجاعية" إلى افتقاد جيش الاحتلال للقدرة على مفاجأة مقاتلي "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس. وفي مقال نشره موقع الصحيفة  الإثنين الماضي، نوه بن يشاي إلى أن العمليات العسكرية استنفذت ذاتها،منوهاً إلى أن الجيش الصهيوني لا يملك معلومات استخبارية مناسبة حول الأنفاق الحربية التي حفرتها حماس، والتي تشكل تهديداً كبيراً للجيش. من ناحيته حذر الصحافي يوسي فيرتير من انهيار معنويات المجتمع الصهيوني بسبب الخسائر في صفوف الجيش، مشيراً إلى أن هذا المجتمع غير قادر على تحمل وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش. وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس"، نوه فيرتير إلى أن المجتمع الصهيوني مجتمع "مرفه"، يريد حسماً عسكرياً كاسحاً وسريعاً،لكنه في الوقت ذاته غير مستعد لدفع ثمن كبير مقابل تحقيق هذه النتيجة. وأوضح فيرتير أن المعارضة التي أبداها بنيامين نتنياهو لشن حملة برية في البداية تأتي لإدراكه حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها الجيش الصهيوني في هذه الحملة. وحذر فيرتير من أن نتنياهو يمكن أن يأمر بتوسيع وتعميق الحملة البرية في القطاع حتى لا تظهر القيادة الصهيونية كقيادة "مترددة"، مما يكرس الانطباع بأن حركة حماس حققت انجازاً كبيراً. وفي سياق متصل، قال يهودا بلنغا،الباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعتي "تل أبيب" و"بار إيلان" إن حركة حماس لا يمكنها الموافقة على التجرد من سلاحها، وأن كل من يتحدث بثقة عن هذا الأمر "لا يعرف عما يتحدث". وفي مقال نشره موقع " NRG"، امس الإثنين أوضح بيلغا أن إسرائيل سبق أن أعلنت أن هدف كل حملاتها العسكرية التي شنتها على قطاع غزة منذ 2004 وحتى الآن يتمثل في وقف إطلاق الصواريخ وإلحاق ضربة قوية بحركة حماس، مستدركاً أن  الكيان الصهيوني لم يفشل فقط في تحقيق هذا الهدف، بل أن حركة حماس تمكنت من ترميم قدراتها وأصبح لديها القدرة على إطلاق صورايخ ذات مدى أبعد مما كان في السابق. من ناحيته  هاجم المعلق بن كاسبيت نتنياهو ووزير حربه يعلون لأنهما أعطيا الانطباع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه مساء أمس الأحد أن انتهاء الحرب بات وشيكاً. وفي مقال نشرته "معاريف" ،حث كاسبت نتنياهو على مواصلة الحرب، قائلاً: "من لا يستطيع تحقيق نصر في هذه الحرب،فليس له الحق في الوجود في هذه المنطقة". وأضاف: "الكارثة التي ألمت بنا هو أننا نظهر ضعفنا وتردنا وهذا ما تبني عليه حركة حماس"، منوهاً إلى أن ما يغري حماس على مواصلة القتال هو إدراكها أن الكيان الصهيوني غير معنية بمواصلة الحرب حتى النهاية. وفي سياق سياق متصل، نوهت صحيفة "معاريف" إلى أن موقف نظام الجنرالات في القاهرة يمنح الكيان الصهيوني هامش مناورة لمواصلة الحرب على حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي "معني بانهيار حكم حركة حماس في غزة، لذا فهو يصر على أن تكون مصر في صورة أي اتفاق تهدئة بين الكيان الصهيوني وحماس، وهو معني بأن تفضي أية تهدئة إلى تقليص هامش المناورة أمام الحركة". وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي-وبخلاف مبارك- شن حملة كبيرة على حركة حماس وحرص على المس بشريان الحياة لجهازها العسكري المتمثل في الأنفاق،التي عبرها يتم تهريب السلاح والوسائل القتالية. واعتبرت الصحيفة أن رفض حماس المبادرة المصرية عمق التحالف بين الكيان الصهيوني ونظام الجنرالات في القاهرة.










مجزرة الشجاعية في الميزان


يَجمع حي الشجاعية كافة صفات العربي الأصيل، حيث يتميز بالبسالة والشجاعة والنخوة والكرم والصمود، ويكتسب اسمه من القائد العظيم "شجاع الكردي" الذي روى بدمائه الطاهرة تلك المنطقة في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين الغزاة سنة 637 هجري - 1239 ميلاد. من على أرض الشجاعية حاول الأتراك مجابه  المحاولات التركية لاحتلال قطاع غزة أثناء الحرب العالمية الأولى.

ويعتبر حي الشجاعية أكبر أحياء مدينة غزة من حيث تعداد السكان، ويقطنه حوالي 120 الف نسمة، كما يحتضن الحي كثيراً من أكبر عائلات غزة وأكثرها نضالاً ومقاومة للعدو الصهيوني ومشروعه، مثل عائلة الحية، حلس، محيسن، أبو حجيلة، الحرازين، جندية، عمرو، فضلاً عن عائلة فرحات التي قدَّمت عدداً كبيراً من الشهداء فدا الوطن، وكانت أم نضال فرحات قد سطَّرت أروع قصص العزة والكرامة حينما أعطت نجلها محمد البندقية وأرسلتها لتنفيذ عملية بطولية في إحدى مغتصبة "عتصمونا" جنوب قطاع غزة في مارس 2002م، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الصهاينة حسبما اعترف العدو.

هناك قصة عداء دائمة ومتوارثة بين حي الشجاعية وأبطاله من ناحية، والاحتلال الصهيوني ومن قبل الاحتلال البريطاني من ناحية أخرى، وكما قاتل أبطال الشجاعية واستبسلوا في قتالهم ضد الانجليز؛ قاتوا واستبسلوا أيضاً في صراعهم مع العدو الصهيوني طوال العقود اللاحقة لقيام دولة الاحتلال الصهيوني وخاصة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

وإذا كان قطاع غزة يمثِّل صمام الأمان للأمن القومي المصري من ناحية الشرق، فإن حي الشجاعية يمثل صمام الأمان لقطاع غزة بكامل ترابها، بما يتمتع به من موقع استراتيجي مجابه للأراضي المحتلة ومغتصباتها وبواباتها التي تربطها بغزة مثل ناحلعوز وكارني وسيديروت وغيرها.

في ضوء إدراك الاحتلال الصهيوني لما تشكله الشجاعية من مخاطر على جنوده مثل القنص والتفجير وإطلاق الصواريخ وأسر الجنود والالتفاف إلى الخطوط الخلفية لتمركز الجيش، قرر هذا الجيش اتباع سياسة الأرض المحروقة معهم، وهو ما يعني في علم السياسة أو العسكر أن يقوم الجيش بحرق كل ما يجد أمامه وبكل ما يمتلك من قوة، مستخدماً الطائرات والدبابات، وذلك حتى يضمن خلو الأرض من أي أسلحة زرعتها المقاومة الفلسطينية لاصطياده.

لقد قام الجيش الصهيوني بتكرار مجزرة صبرا وشاتيلا ولكن بشكل أبشع وأعنف في حي الشجاعية حينما قام (صباح يوم الأحد 20 يوليو 2014م) بإطلاق مئات قذائف الدبابات وعشرات القنابل التي تزن ألف كجم من طائرات الإف 16 أو الصواريخ التي يتم إلقاؤها بواسطة الطائرات الحربية الاستطلاعية منذ ساعات الليل المتأخر ليوم السبت الماضي وحتى نهاية ايوم التالي، أي في مدة زمنها حوالي 24 ساعة.

سقطت هذه الصواريخ والقنابل والقذائف على بيوت المدنيين الآمنين العُزَّل من نساء وأطفال وشباب وشيوخ، في مشهد مروِّع يندى له جبين الإنسانية جمعاء، فكانت الحصيلة 75 من الشهداء ، و أكثر من 400 جريح غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء.

لم يسمح الاحتلال للمدنيين بالخروج من منازلهم ومغادرتها إلى أمكان أكثر أمنّاً، ولم تتدخَّل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحماية المدنيين –على النقيض تماماً من الشعار الذي ترفعه- إلا في وقتٍ متأخرٍ جداً، فكان موظفو العلاقات العامة يقولون للمواطنين "لم نعد ننسق لإخلاء المدنيين المحاصرين".

وعندما خرج المدنيون على عاتقهم راجلين أو بسيارات؛ قامت الطائرات الحربية بملاحقتهم وقصفهم في الشوارع والطرقات والزقاق وتحت شرفات المنازل، فتناثرت الجثث والأشلاء على الجدران وصُبغت الشوارع باللون الأحمر.

لقد قابل جيش الاحتلال الصهيوني ضربات المقاومة الفلسطينية لجنوده المدججين بالسلاح والعتاد؛ بقصف عنيف للمدنيين الأبرياء، في فِعلة تكشف حقيقة وجهه القبيح وتأكد عدم التزامه بمدونات السلوك والقوانين، ومدى تجرده من الأخلاق التي يجب أن يتمتع بها كل جيش حول العالم.

لم يفرِّق جيش الاحتلال الذي حاول إبادة الإنسانية والبشرية بسلاحه المتقدم بين طفل أو شاب، وبين فتاة أو امرأة، وبين رجل أو شيخ، ولم يفرَّق بين مقاومة أو صحفي أو موظف إسعاف وطوارئ أو دفاع مدني، ورغم موافقته على وقف إطلاق النار لإجراء هدنة إنسانية من أجل إخلاء الجثث بطلب من الصليب الأحمر؛ لم يلتزم بها، وبعد أقل من ساعة على الاتفاق استأنف قصف الحي بعنف، مدعياً بأن قواته تعرضت لإطلاق النار.

لقد برر الكيان الصهيون هذه الجريمة النكراء، وهي جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، ببعض الكلمات الخارجة عن السياق والمجردة من أي معنى او روح، إذ تأسَّف رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" لسقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وقال لمحطة cnn  الأمريكية "نحاول استهداف الأهداف العسكرية وللأسف هناك ضحايا من المدنيين نأسف لسقوطهم ولا نسعى لاستهدافهم". وهذا الموقف يشرح صراحة اللامبالاة الصهيونية تجاه ما يحصل في غزة، لأن الكيان الصهيوني مطمئن للموقف الرسمي العربي الداعم له بشكل مباشر وغير مباشر، سواء من مصر أو الإمارات والأردن، أو من غيرهم من الدول العربية، أو الصامت حيال المجازر والعدوان الغاشم.

أما الولايات المتحدة وهي الداعم الأول للاحتلال الصهيوني، كعادتها انتقدت المقاومة الفلسطينية وألقت باللوم على حركة حماس على اعتبار أنها رفضت "بتعنت" وقف إطلاق النار.

لقد روى المدنيون الفارّون من آلة الإرهاب الصهيونية قصص ما حصل معهم بالتفصيل وبحضور ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، لكن أهم ما في الأمر أن الحيَّ الذي أنجب الشهداء والمناضلين الحريصين على تحرير الوطن، أثبت أصالته عندما أكَّدت غالبية العائلات التي ادلت بشهاداتها أن المال والبيت والنفس فدا الوطن، وأنهم بخير وعافية وسلامة رغم المصاب الجلل طالما بقيت المقاومة الفلسطينية الباسلة بخير.

أما صاحب ال11 فقيداً من عائلته فقد قال "أنا أوصي المقاومة ألَّا تتنازل عن مطالبها، وأن تتمسك بمطالبها لأنها مطالب الشعب".

وكعادتهم، التزم الحكام العرب الصمت حيال هذه المجزرة المروعة، إلا القليل ممن شجب واستنكر وأدان دون أن يحرِّك ساكناً، أما السلطة الفلسطينية فكانت قد بشَّرت بحرب طاحنة إذ لم تلتزم المقاومة الفلسطينية بالهدنة الصهيونية التي سوَّقتها مصر، وعندما وقعت المجزرة، اكتفت السلطة بالشجب والاستنكار ووصفتها بأنها "مجزرة"، وكأنها جاءت بشيء جديد، كما أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم المجزرة، هذا في ضوء أن الحياة تسير بشكل طبيعي جداً في الضفة الغربية، ووسائل الإعلام التابعة للسلطة تسير وفق خطتها البرامجية دون مراعاةٍ لمشاعر المواطنين وخاصة المصابين منهم، إلا من بعض المشاهد التي تبثّها خلال نشرات الأخبار.

وعندما حاول المواطنون في الضفة الغربية أن يقفوا مع إخوتهم في غزة وخرجوا في مسيرات عفوية في رام الله وجنين تنديداً بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 500 شهيد وأكثر من 3000 جريح، اعترضتهم أجهزة الأمن الفلسطينية وقامت بتفريقهم، وهو ما يؤكد أن غزة "ليست ضمن حسابات رام الله" في هذه المرحلة.

ومهما يكن من أمر، فقد استطاع أبطال حي الشجاعية خلال السنوات ال14 الماضي قتل وجرح عشرات جنود الاحتلال وتدمير العشرات ما دباباته، ويبقى الأمل معقوداً في قيام أبطالها ببعض الأنشطة العسكرية التي سترغم الاحتلال الصهيوني على التقهقر والتراجع عن الاجتياح البري لقطاع غزة انطلاقاً من كل زقاق وشارع وحارة في حي الشجاعية، ولعل أولى هذه البشائر تتمثل في استطاعت المقاومة بقتل 10 جنود صهاينة شرق الحي في مساء الاثنين (21 يوليو).








خانيونس لمن لا يعرفها
. د. مصطفى يوسف اللداوي


دوى اسم خانيونس وبلداتها في الأيام القليلة الماضية كانفجار، وانتشر كلهب، وشاع عبر الأثير كنورٍ وضياء، وتداولته وسائل الإعلام كثورة، وأخرى كمجزرة، ولكن العالم سيبقى يذكره كلعنة، ووصمة عار، ودلالة ضعف، وعلامة عجز، وإشارة على اختلال المعايير، وتعدد المكاييل، والانتصار للظلم، والابتعاد عن الحق، ومناصرة الباطل، ومعاقبة الضحية، وسيحفظه الإسرائيليون كعبرة وذكرى، وسيتعلمون منه درساً، يبقى أثره فيهم حتى أجيالهم، أن الدم لا يقهر، وأن الروح لا تزهق، وأن الجذوة لا تخمد، وأن النار تبقى تحت الرماد، وأن الأمل لا يذوي، والقوة لا تخور، والضعف لا يدوم، وأن الثأر يورث، والانتقام لا يموت.

خانيونس بينها وبين العدو الصهيوني ثارٌ قديم، وحسابٌ لا ينسى، فقد ارتكب في حق أبنائها خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 مجزرتين مروعتين، أودت بحياة أكثر من خمسمائة من أبنائها، رجالاً وشباباً، ونساءً وأطفالاً، وأصاب بجراحٍ خطيرةٍ وطفيفة مئاتٍ آخرين، من سكان مخيم خانيونس وبلدة بني سهيلا، وما زال أهل هذه المدينة الصامدة يذكرون غدر العدو وخبثه، الذي دخل مناطقهم بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء العمليات الحربية، ولكنه عدوٌ مسكونٌ بالغدر، ومجبولٌ بالخبث، فلا يتخلى عن طباعه، ولا ينسى سوء خلاله، فجمع المواطنين الآمنين العزل، في المدارس والساحات، ثم أطلق جنود جيش العدو النظامي النار عليهم، وأعدم المئاتِ منهم بدمٍ باردٍ على الجدران وفي البيوت، وفي المدارس والساحات، في الوقت الذين كانوا لا يشكلون عليه خطراً، ولا يحملون سلاحاً.

في خانيونس وبلداتها قتل العدو الإسرائيلي عشرات الجنود المصريين، ونكل بهم أحياءً، ومثل بجثتهم بعد أن قتلهم، وكان يطاردهم ويبحث عنهم، ويهدد المواطنين الفلسطينيين بقتلهم في حال مساعدتهم للجنود المصريين، ولكن سكان خانيونس الذين أثخن فيها العدو قتلاً، لم يفرطوا في جنود مصر، بل أخفوهم ما استطاعوا، وقدموا لهم المساعدة ما أمكنهم، وزودوهم بكل ما يحتاجون إليه، ولم يسلموا جندياً واحداً، ولم يفشوا سرهم، ولم يكشفوا أمرهم، فاكتفى العدو بمن قتل منهم ومن سكان المدينة.

وفي عدوانه الجديد على قطاع غزة، ومحاولاته اقتحام محافظة خانيونس وتأديب أهلها، وتطويع مقاومتها، ارتكب العدو مجزرةً جديدةً وما زالاً ماضياً في جريمته، مصراً على فعلته، مستخدماً كل قوته، بضراوةٍ وعنفٍ، وقسوةٍ وحقدٍ، وطوع في عدوانه سلاح الطائرات والدبابات والبحرية والمشاة، وسلاح الهندسة وفرق القناصة.  

دماءٌ كثيرةٌ نزفت في محافظة خانيونس وبلداتها، وأرواحٌ عديدة قد أزهقت، في قصفٍ همجيٍ لا يتوقف، وغاراتٍ عمياء لا تميز، وقنصٍ حاقدٍ غادرٍ جبان، فارتقى فيها شهيداً أطفالٌ وشيوخٌ ونساء، ودمر جيش العدوان الصهيوني المباني والمساجد وأعمدة الكهرباء، وخرب البساتين وحرق الأشجار، وحرث الأرض وجعل عاليها سافلها، ونبش الشوارع واستخرج باطنها، بحثاً عن الأنفاق، وخوفاً من المفاجئات، وتحسباً لخروج رجال المقاومة من جوف الأرض كالأشباح.

استهدف جيش العدو الصهيوني بحقدٍ بلدات خانيونس المقاومة، التي أوجعته بمفاجأتها، وأربكته بعملياتها، وقد خسر فيها العديد من جنوده، وبعضاً من خيرة ضباطه، وقد اعترف العدو أن ظهره في خانيونس قد انكسر، وأن عموده الفقري قد انحنى، بعد أن نالت المقاومة من خيرة فرقه العسكرية الهجومية، وجوزته التي يفتخر بها أنها لا تنكسر، أغوز وجولاني وجفعاتي، إذ قدم جنودهم غروراً، وقتال بهم صلفاً، وظن أن النصر على أيديهم صبر ساعة، فاطمئن إلى قوة رجاله، وبأس جنوده، وكثافة نيرانه، وخبرة قادته، الذين رسموا كل القطاع، وأعدوا نماذج له، وتدربوا عليها طويلاً، ولكنهم على الأرض فوجئوا بجديد، وذهلوا من الغريب، الذي أفسد خططهم، وأربك عملهم، وأوقع بالكثير منهم قتلى وجرحى.

اليوم تقف خانيونس المدينة والمخيم، وعبسان الكبيرة والصغيرة، وبني سهيلا وخزاعة والقرارة، بسكانهم الذين يقتربون من ثلاثمائة ألف مواطنٍ، في مواجهة طاحونة الموت، وبركان اللهب، يتحدون طائرات العدو ودباباته التي تقذف حممها قتلاً وخراباً في كل مكانٍ من خانيونس وبلداتها، وهو لا يبالي من يقتل وكيف يقتل، ولا يقلقه السلاح الذي يستخدم، فقد قتل في هذه المعركة الجرحى والمسنين، والأطباء والمسعفين، وهدم البيوت على أهلها وتركهم تحت الأنقاض يموتون، ومن نجا منهم يعيد قصفه، ويطلق عليه قذائف جديدة، ومن سار على قدميه أو نجا زاحفاً، فإن رصاص القناصة يطاله، ويجهز عليه ولو كان مصاباً أو يحمل جريحاً، أو يحاول مساعدة مسنٍ أو إنقاذ طفلٍ أو امرأة.  

كثيرون هم سكان خانيونس الذين ما زالوا تحت الأنقاض، لكن أحداً لا يستطيع الوصول إليهم، أو مساعدتهم للخروج من تحت الركام، إذ لا يسمح جيش العدو لطواقم الإسعاف ولا لذوي المصابين وأصحاب البيوت، بالدخول إلى المناطق المنكوبة لمساعدة المصابين والعالقين، والذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة اختناقاً تحت الردم، كما ساق العدو العشرات من السكان بعد أن جردهم من ثيابهم، وأجبرهم على نزع أحذيتهم، وسيرهم رافعي أيديهم فوق رؤوسهم أسرى إلى مكانٍ لا يعرفه أحد، حيث لا يعرف المواطنون هل نقلهم جيش العدو إلى سجونه، أم أنه قتلهم وأعدمهم.

ظن العدو أن سكان خانيونس سيخافون وسيخضعون، وسيسلمون وسيذعنون، وسيتخلون عن المقاومة وسيفشون أسرارها، وسيكشفون أنفاقها، وسيفضحون طرق عملها، ووسائل انتقالها، وأماكن اختبائها، ومكامنها وملاجئها، ولكن سكان خانيونس، خيبوا آمال الإسرائيليين، وأفشلوا مخططاتهم، فلم يهربوا من بيوتهم، ولم ينقلبوا على مقاومتهم، ولم يخرجوا في مظاهراتٍ استنكاراً لها، أو رفضاً لوجودها، ولم يكشفوا عن أنفاقها، وهي أكثر ما يخيف العدو ويربكه، ويمنعه من التقدم والاقتراب، خوفاً من الرجال الذين يظهرون لهم فجأة، ويتقدمون إليهم بكل جرأة، ويقاتلونهم وجهاً لوجه.

إنها خانيونس البحر، وبلداتها الزراعية، ومخيماتها الأصيلة، تأبى إلا أن تكون مثالاً للفلسطينيين، ونموذجاً للمقاومين، وأهلاً للصابرين الصادقين، فلا تسلم ولا تفرط، ولا تفاوض ولا تساوم، بل تنتظر بشغف الساعة التي تنتقم بها من العدو الإسرائيلي على جريمته الأولى قبل الأخيرة، ولعل ساعة الانتقام قريبة، ويوم النصر قادمٌ بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 71412
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

غزه تقاوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزه تقاوم   غزه تقاوم Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:01 pm

للصهاينة العرب
. أحمد أبو دقة

غزه تقاوم 804082014043111


كان محمد قليل الكلام، يجلس يراقب الناس على قارعة الطريق، يسخر من أبناء جيله ويسخرون منه، يلقون الألعاب النارية على المارين بداعي المرح تارة وبداعي السخرية تارة أخرى.. جمع القدر محمد بأحد رواد مسجد عمار بن ياسر في منطقة خانيونس، تآلفت القلوب وأصبح محمد الذي لم يكن يؤدي فرضا لله بعد فترة وجيزة من اللقاء، من أكثر المحافظين على صلاة الجماعة في المسجد. مر على ذلك اللقاء ستة أعوام، أصبح محمد من أبناء الكتلة الإسلامية/ الذراع الطلابية للحركة الإسلامية في فلسطين، ومن أكثر أبنائها نشاطا، يطالب بحقوق الطلبة ويبحث لهم عن مساعدات مالية لإكمال تعليمهم، تخرج من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأقصى، والتحق بعدها بكلية الشريعة لأنه دائما كان يقول "لا تصلح الدنيا بدون دين".. شتان بين محمد الذي كان يجلس على قارعة الطريق وبين محمد الذي أصبح بفضل مثابرته وحبه لدينه ووطنه من أبرز قادة الحركة الطلابية في خانيونس.. صحيح أن قامته قصيرة لكنه كان يرتقي يوما بعد يوم مرتقا صعبا لم يكن إخوته من أبيه يعلمون حجمه ومكانته. لم يكن يتقاضى محمد راتبا مقابل دفاعه عن أبناء شعبه وعن دينه، كان يعمل بصمت دون مقابل من أحد بعكس "المتصهينين الذين تعوي أفواههم ليل نهار وتقول إنهم يقاتلون تحت راية غير راية الإسلام". خلوا راياتكم لكم، فنحن لدينا رايتنا حينما نسقط في أرض المعركة، نعطرها بدماء شهدائنا.
محمد كان نهارا مدرسا وليلا مرابطا على الحدود، يراقب ويرصد حركة الآليات العسكرية الصهيونية، ويترقب غارات المروحيات والطائرات الحربية، كانت مهمته إنقاذ الأرواح من غدر اليهود، استمر جنديا ضمن العشرات من جنود الرصد الذين كانوا يتحملون مسؤولية رصد حركة العدو على الحدود، لربما دولا إقليمية تنفق المليارات على جيوشها ليس لديها مثل هؤلاء الجنود، بعبقريتهم وبسالتهم. أفشل محمد ورفاقه عدة هجمات صهيونية على أهداف في قطاع غزة وأنقذ أرواحا كثيرة.. محمد الذي أٌحدثكم عنه سقط قبل أسبوع شهيدا على حدود غزة وهو يدافع عن كرامتكم ويحبط مشروع "إسرائيل الكبرى" التي لولا دمائه وأمثاله الصادقين مع ربهم لكنتم من ضحاياها.. هو لم يذهب للعراق أو سورية أو غيرها لأنه عرف طريقه جيدا، فأهل مكة أدرى بشعابها، هو عرف الطريق وسار مع قوافل الشهداء الذين رحلوا إلى العلياء بمشيئة الله تعالى.
محمد هدم بيته في بداية الحرب، وتشتت شمل عائلته في شوارع ومدارس خانيونس، واستشهد خمسة من أحبابه.. كل ذلك لم يجعله يخطو خطوة واحدة إلى الوراء.. من أنتم يا هؤلاء حتى ينتظر منكم محمد رأيكم في جهاده؟! يكفيه أنه قاتل امتثالا لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
غزه تقاوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أغذية تقاوم التعب
» فاكهة وخضار وتوابل تقاوم الأمراض
» الشاهد - القدس وحدها تقاوم، صراع الهوية...
» فن الكاريكاتير.. عندما تقاوم الريشة الاحتلال وتتحدى الفكرة تكميم الأفواه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: