منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:08 pm

خسر الشعب اليمني الآلاف من أبنائه منذ بداية الثورة الشبابية اليمنية التي انطلقت في بداية العام 2011 وخفت حدتها بعد توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر من نفس العام، ومنذ تلك الفترة دخلت البلاد في حالة صراع أمني خلف الآلاف من الضحايا الأبرياء، مابين الجماعات السنية من جهة و جماعة الحوثي و واشنطن من جهة أخرى، وكذلك ما بين الدولة الجديدة التي تدعمها الأمم المتحدة و الإدارة الأمريكية و مابين بقايا نظام علي عبد الصالح.
وفي سياق هذه المعادلة الأمنية تحاول مجلة البيان من خلال هذا الملف تسليط الضوء على أهم القضايا التي تهم المواطن اليمني و المطلع العربي، ومنها القضية الجنوبية و تأثيرها على استقرار الأوضاع في اليمن، و الإسلام السياسي في اليمن ودوره في إصلاح الوضع السياسي اليمني، و الأهم من ذلك الخطرين الإيراني و الأمريكي و تمددهما في اليمن و تحولها لرقعة حرب للطرفين مع الإسلام السني.
 

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M01
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M02
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M03
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M04
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M05
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M06
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M07
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة M08



التواجد الأمريكي في اليمن
. أمجد خشافة



في العلاقات الخارجية الدولية تقول القاعدة المطردة "لا يوجد أي مساعدات تمنحها دولة لدولة أخرى دون مقابل"، ولأن اليمن تصدرت اهتمام المجتمع الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما بعد أحداث "11،9" برزت لواجهة التجاذب السياسي الخارجي كنتاج لموقعها الإستراتيجي الذي تقول عنها أمريكا أن اليمن تقع في إطار جغرافي مهم.
هذا الاهتمام يقودنا للسؤال الجوهري حول حقيقة التواجد الفعلي في شقيه السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن باعتبارها قضية أخذت جدلا وأساعا في وسط الرأي العام اليمني.
التواجد الأمريكي السياسي في اليمن
مرت اليمن منذ استهداف المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول"عام 2000م على شواطئ مدينة عدن مرورا بحادثة 11 سبتمبر إلى يومنا هذا بعدة مراحل بالنسبة للعلاقة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يعتبر كثير من الباحثين أن أمريكا فرضت تواجدها باعتبار اليمن أصبح ملاذ للجماعات المتشددة، فحين وافقت الحكومة اليمنية على اتفاقية الحرب على الإرهاب ضلت الفترة مابين 2001م إلى 2011م هي المساحة التي اقتصرت بها أمريكا على اختراق الأجواء اليمنية والتحليق بطائرات استطلاع مع تنفيذ ما يقارب 10 ضربات بطائرات بدون طيار" bredator"(1)، وقد مثلت هذه الفترة هي المرحلة الأولية للتواجد السياسي في اليمن.
وأما المرحلة الثانية فهي ما بعد حركة التغيير التي شهدتها اليمن في يناير 2011م والتي أدخلت اليمن في منعطف جديد غيرت من ملامح العلاقات الخارجية بين اليمن و الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
ولأن الثورة اليمنية فيما بعد تمثلت في حالة صراع بين القوى السياسية المعارضة ونظام الرئيس السابق على عبد الله صالح واستمرت دون فرجة للحد من تفاقم الأزمة إلى أزمة إنسانية؛ تدخلت دول مجلس التعاون الخليجي للحد من تلك الأزمة السعي على إيجاد تسوية سياسية بين المعارضة ونظام صالح (2)، لكن في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية في حالة بحث لإيجاد نظام يستطيع أن يتسلم راية الحرب على الجماعات المتشددة والتمسك بالاتفاقيات التي كانت بينهم وبين نظام صالح في مجال الحرب على الإرهاب.
وخلال تلك الفترة –أي قبل التسوية السياسية- كانت الولايات المتحدة الأمريكية لها دور سياسي فاعل في إزاحة علي عبدالله صالح فيما بعد من سدة الحكم، فحين وجدت تطمينات من المعارضة ومن الرئيس هادي فيما يتعلق بالحرب على الجماعات المتشددة أرخت خيط علاقتها بنظام صالح واستغنت عنه، فيما أعلن الرئيس هادي في 25 فبراير من عام 2012م أثناء تأديته لليمين الدستوري أمام البرلماني اليمني محاربته للقاعدة حيث أكد على "استمرار الحرب ضد القاعدة باعتباره واجب دينيا وطنياً"(3).
الولايات المتحدة الأمريكية بدورها ظهرت بتصريحات متعددة أن اليمن برئيسها عبد ربه منصور هادي تعتبر أكثر تعاوناَ من نظام علي عبدالله صالح، وهو ما صرح به السفير الأمريكي السابق "جيراد فايرستاين أن "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب اليوم هو بنفس ما كان في الماضي إن لم يكن أفضل"(4).
لكن رغم الحضور السياسي الأمريكي في اليمن ثمة من يعتبر ذلك نتاج طبيعي ضمن العلاقات والمصالح المشتركة بين الدول، ونفوذ أمريكا ليس مقتصرا على اليمن بل في معظم دول العالم باعتبارها في حقبة القطب الأوحد حسب ما يراه المحلل السياسي اليمني علي الجرادي.
حيث يقول "أن النفوذ السياسي الأمريكي موجود فعليا في معظم أجزاء العالم في حقبة القطب الواحد ويزداد تغلغلا وحدة في الشرق الاوسط وهو اشد في تلك الدول التي تعاني سلطاتها من فقدان المشروعية الشعبية والمشروع الوطني ومنها اليمن لذلك تلجا هذه السلطات للاستحماء والاستقراء بالولايات المتحدة الأمريكية للاحتفاظ بالسلطة في بلدانها وتُسارع بتقديم ما يطلبه الخارج على حساب المصالح الوطنية".
وفي حديثه لمجلة البيان يعتبر الجرادي "أن اليمن في مرحلتها الانتقالية زاد النفوذ الأمريكي في المجال السياسي والعسكري والأمني وهذا هو الفرق بين بناء المصالح المشتركة وبين التبعية الغالبة".
التواجد العسكري
يمكن القول أن التواجد العسكري هو امتداد للحضور السياسي ونفوذه في البلد، إذ لا يمكن أن تتواجد أي قوة عسكرية بدون تنسيقات مسبقة مع البلد المستهدف لإيجاد حاضن يمهد لتنفيذ مهام القوة العسكرية.
 في اليمن رغم تصدر جيشها المرتبة الخامسة بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا في قائمة أقوى جيوش البلدان العربية، إلا أن قوته تهشمت بعد ثورة فبراير 2011م، نتيجة للانقسام في المؤسسة العسكرية الذي خلقته الثورة مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتعدى مرحلة النفوذ السياسي إلى مرحلة الحضور العسكري، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول حقيقة تواجد العسكري في بعض محافظات اليمن.
في منتصف شهر سبتمبر من عام 2012م، أكد السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين أن "مجموعة صغيرة" من قوات المارينز الأمريكية وصلت صنعاء وفقا لمشاورات تمت مع الحكومة اليمنية.
وقال السفير الأمريكي في بيان صحفي نشرته سفارة بلاده بصنعاء "سيعمل عدد قليل من القوات الأمنية الإضافية وبشكلٍ مؤقت على المساعدة في جهود الأمن وإعادة الوضع إلى طبيعته في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء".
السفير الأمريكي صرح بذلك بعد أن أثيرت معلومات نشرتها وسائل الإعلام اليمنية عن وجود قوات من المارينز في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء، وهو ما أكدها السفير الأمريكي بقوله "أن وجود تلك القوات أمر طبيعي يقتصر على تقديم المساعدة في المرافق الدبلوماسية الأمريكية التي تواجه تحديات أمنية ولحماية الدبلوماسيين الأمريكيين من العنف".
وأشار فايرستاين إلى أن "مثل هذه المجموعة تكلف على مدى قصير وبعد مشاورات وثيقة مع الحكومات المضيفة، كما أنها تعمل وفقاً للقانون الدولي".
ونظرا لحساسية الموضوع لدى المجتمع اليمني المناهض لأي تواجد عسكري أمريكي تتحفظ الحكومة اليمنية عن الحديث في هذا الشأن أو الإفصاح بشكل أو بآخر عن تواجد عسكري أمريكي؛ نظرا لحساسيته جماهيريا، وكذلك حتى لا يستغل استغلالا ذرائعياً من قبل الكثير من الخصوم السياسيين، ومن قبل الجماعات المسلحة، التي تبدي موقفا متشددا ورافضا لأي شكل من أشكال الوجود العسكري الأمريكي أو غيره، خاصة جماعة الحوثيين أو تنظيم القاعدة، إلا أن باحثين يقدرون عدد الجنود الأمريكيين من قوات "المارينز" ما بين 150 إلى 210 جندي أمريكي.
حيث يقول الخبير العسكري علي الذهب في حديث لمجلة البيان "نفت قيادة وزارة الدفاع -أكثر من مرة- أن يكون هنالك أي وجود عسكري أمريكي في اليمن أو أن يكون في نبتها السماح بوجود دائم أو مؤقت لأي من القوات الأجنبية بما فيها الجيش الأمريكي، كما نفى هذا الأمر -مؤخرا- وزير الدفاع أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، واستثنى من ذلك العسكريين الأمريكيين المعنيين بتدريب وتأهيل بعض وحدات الجيش ووحدات أمنية أخرى، خاصة في جانب ما يسمى "مكافحة الإرهاب"، وأنه يأتي في إطار التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة، على العرف المألوف لدى كثير من الدول، لكن هناك معلومات يجري تداولها عن وجود ما بين: 150 إلى 200 جندي أمريكي في اليمن، غير الخبراء المعنيين بمهام التدريب وتبادل الخبرات العسكرية".
 ويضيف الذهب "أن الجنود يتمركزون في السفارة الأمريكية وفي داخل فندق "الشيراتون" المجاور لها، وقد جاء ذلك عقب وقوع هجوم على هذه السفارة في سبتمبر 2012م، في إطار ردة الفعل تجاه الفيلم المسيء للرسول محمد- صل الله عليه وسلم- حيث قيل حينها بوجود خمسين جنديا أمريكيا، غير أن هناك من يقول بوجود ثلاثة أضعاف هذا العدد، على الأقل، مع مطلع عام 2014م".
وفي30-يولو 2013م كانت أول زيارة للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس أوباما ووزير الدفاع "تشاك هيجل"، وحسب ما نشرته صحيفة "الوول استريت جورنال" في حينها، أن اللقاء بحث مسألة دعم عسكري سري لليمن، والعلاقات الأمنية بين البلدين لمحاربة تنظيم القاعدة.
الدعم المالي.. والتواجد بأحدث الأسلحة
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعم سخي للحكومة اليمنية سواء في عهد نظام علي عبدالله صالح أو في عهد الرئيس هادي في إطار الحرب على الجماعات المتشددة وتأمين المنطقة من تحركاتها التي تهدد المصالح العامة.
فقد نشرت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية في 6 مارس 2014م تقريراَ عن الدعم الأمريكي لليمن حيث كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية "خصصت حوالي 247 مليون دولار في السنة المالية 2012 والسنة المالية 2013 لبناء قدرات قوات الأمن اليمنية على مكافحة الإرهاب".
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إجمالي المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لليمن منذ بداية العملية الانتقالية في نوفمبر 2011، تجاوزت مبلغ 630 مليون دولار"(6).
وفي 1 أبريل الماضي التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد بوزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل" في بمنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بواشنطن، والذي قالت الحكومة اليمنية أنها تأتي "لبحث العلاقات اليمنية الأمريكية ودعمها في مجال مكافحة الإرهاب".
وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تعتقد أن اليمن ملاذ لتحركات الجماعات المتشددة خاصة في المناطق الجنوبية فإنها تعتبر الحكومة اليمنية وقوتها  لا زالت هشة أمام تواجد تلك الجماعات، مما جعلها تستخدم أحدث سلاح توصلت إليه التقنية العسكرية الحديثة وهي طائرات بدون طيار "bredator"، وتقول أمريكا أنها تستخدمها بشكل احترازي ضد من يشكلون خطرا على أمنها القومي، ويتعذر الوصول إليهم.
وتلاقي الهجمات التي تشنها أمريكا بالطائرات بدون طيار في اليمن احتجاجات من قبل مؤسسات مدنية وناشطين في مجال حقوق الإنسان في أمريكا وفي اليمن، حيث حدث أكثر من مرة أن استهداف عن طريق الخطأ مدنيين لا علاقة لهم بالأشخاص الذي تحاربهم وتصفهم بالإرهابيين، كما حدث في القصف على منطقة المعجلة بمحافظة أبين جنوب اليمن والذي قتل فيها أكثر من 40 مدني من بينهم أطفال ونساء إضافة إلى القصف الذي استهدف موكب زفاف في محافظة البيضاء، والذي كشفت معلومات أن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت في اللقاء الأخير مع وزير الدفاع اليمني بالتعويضات المالية لأسر الضحايا(7).
ويقول وزير الخارجية أبو بكر القربي في منتصف شهر سبتمبر 2013م "ان الهجمات بطائرات دون طيار "شر لا بد منه" و شيء يحدث في أضيق الحدود بالتنسيق مع الحكومة اليمنية"(Cool.
الموقف الأمريكي من جماعة الحوثي
أمريكا تبدي موقف واضح من الجماعات المتشددة في اليمن وتضعها في قائمة الإرهاب وتخوض حربا مفتوحة معها، لكن مصطلح الإرهاب توقف عند جماعة الحوثي الذي تشحبت أصواتهم بالصراخ ضد أمريكا وإسرائيل عبر شعارهم "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" وترفعه في مناطق نفوذهم في صعدة وعمران وحتى في قلب العاصمة صنعاء، ورغم ذلك تدير أمريكا وسفيرها في صنعاء ظهرها عن جماعة الحوثي وشعارها المعادي لها، وهو أمر ضل محط جدلاَ حول حقيقة عداء الحوثيين لأمريكا وموقف أمريكا من الحوثيين.
خلال السنوات الماضية منذ ما بعد ثورة 11 فبراير 2011م برزت جماعة الحوثي في المشهد السياسي والعسكري وتوسعت بقوة السلاح في مناطق شمال اليمن في صعدة والجوف وعمران، وخاضت صراع مع السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة أدى إلى إخراجهم منها في يناير 2014م، وخاضت حربا مع قبيلة حاشد  في محافظة عمران انتهاء بسقوط مناطق في حاشد بيد الحوثيين، والآن تخوض عراك في محاولة لإسقاط مبنى المحافظة بأيديهم، ورغم كل هذا لا تبدي الولايات المتحدة الأمريكية أي موقف على الرغم أن جماعة الحوثي تمتلك آلة عسكرية خفيفة ومتوسطة وثقيلة وتخوض حروبا ضد مخالفيهم باسم الموت "لأمريكا وإسرائيل".
لكن ثمة تصريحات للسفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين حول جماعة الحوثي وشعارها المعادي لبلاده، حيث غلب عليها طابع السخرية من شعارهم دون إعلان موقف واضح، ويعتبر الباحث في شؤون الجماعات المسلحة محمد مصطفى العمراني أن الموقف الرسمي لأمريكا هو ما يعلنه سفيرها في صنعاء سواء السابق أو الحالي في تصريحاته وهو أن جماعة الحوثي فصيل سياسي يمني ولابد من مشاركتها في الحياة السياسية عبر تنظيم سلمي كأي تيار سلمي وهذا الخطاب هو خطاب رسمي".
ويضيف العمراني في حديثه لمجلة البيان " رغم أن الحوثيين جماعة مسلحة متمردة ترفع شعار الموت لامريكاء وإسرائيل وتحرض عليها في إعلامها ومع هذا رفضت أمريكا تصنيفها كجماعة إرهابية وحرصت على أن تنال 30 مقعدا في مؤتمر الحوار وتدعمها لدى السلطة وتقف ضد استخدام الجيش لوقف زحف مسلحيها في المناطق  الشمالية، كما توجد علاقات نشطة ودعم مالي شهري وقدره 3 مليون دولار من السفارة الأمريكية للحوثيين، وهذا مثبت لدى الأجهزة الأمنية اليمنية، وهناك مخطط أمريكي يهدف للتمكين لجماعة الحوثي وقد تسلم الرئيس هادي نسخة منه ولدى كبار المسئولين نسخ منه ويقضي عبر مصفوفة من الإجراءات التي تؤدي في محصلتها للتمكين للحوثي وضرب القوى الوطنية الأخرى وبما يعيد ترتيب خارطة المشهد السياسي وتغيير موازين القوى فيه".
وعلى الرغم من موقف أمريكا هذا إزاء الحوثيين يبقى السؤال المهم هل للتوجه العام الذي انتهجته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا مع إيران له علاقة بإدارة ظهرها عن تهديد مسلحي الحوثي للسلم العام في اليمن باعتبار أن الحوثيين جزء من الامتداد الإمبريالي الفارسي في اليمن؟.
الكثير من الباحثين يرى أن التقارب الإيراني الأمريكي جنا ثماره الحوثيين في اليمن، حيث يرى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة محمد العمراني " أن إيران وأمريكا وإن اختلفوا على ملفات في المنطقة هم متفقون في ملفات أخرى ومنها اليمن، حيث اتفقتا على التمكين لجماعة الحوثي مقابل حفظ مصالحهم ومقابل الاحتفاظ بالنفوذ والهيمنة على مناطق استراتيجية، وهو في النهاية تقاسم نفوذ وحفظ مصالح.
فكما اتفقت السياسة الأمريكية الإيرانية في العراق وأفغانستان اتفقت أيضا في اليمن، ولكن اتفاقها في اليمن يأتي على حساب امن اليمن واستقراره، وعلى حساب الشعب والقوى الوطنية، وفي خطاب عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين الأخير في 11-4-2014م، شدد على تنفيذ مخرجات الحوار والمصالحة وهي مغازلة للولايات المتحدة التي ترعى بشكل مباشر مؤتمر الحوار وتضع لتنفيذ مخرجاته أولوية كونها ستصيغ عقد جديد في اليمن برؤية أمريكية".
إذاَ يمكن القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تُظهر سياسية رخوة وموقف ناعم تجاه جماعة الحوثي، وهذا ضمن السياسية العامة للتزاوج الأمريكي الإيراني الأخير، وهو ما يعبر عن تهديد مباشر للجماعات السنية في اليمن على المدى القريب باعتبار أن الحوثيين يتوسعون بقوة السلاح في مناطق الشمال في الوقت الذي تقف الحكومة عاجزة عن الحد من ذلك التوسع المتنامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:09 pm

حوار مع الشيخ محمد عيضة شبيبة
- مليشيات الحوثي تستغل ضعف الدولة بالتوسع بقوة السلاح
- قلقون من استمرار الوصاية الخارجية لليمن وكأننا قُصر لم نبلغ سن الرشد
- الحوثي يريد تفريغ المذهب الزيدي من محتواه، وتحويله إلى مذهب موغل في التشيع
- هناك تعاطي ناعم وازدواجية مقيته من قبل المجتمع الدولي تجاه جماعة الحوثي
يعتبر الشيخ محمد عيضه شبيبه من أحد مشائخ مدينة صعدة، الذين تم تهجيرهم من أرضهم من قبل مليشيات الحوثي المتمردة.. وقد تبنى الشيخ قضية صعدة في كل المحافل الإعلامية والسياسية، والدعوية، حيث يعتبر أحد أعضاء جمعية علماء اليمن، وعضو الهيئة العليا لحزب الرشاد اليمني، وعضو مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى كونه الناطق الرسمي باسم رابطة أبناء صعدة.. كان لمجلة "البيان" لقاء خاص مع الشيخ محمد عيضه للحديث عن الوضع اليمني العام، وأسباب التوسع الحوثي في الفترة الأخيرة، وحقيقة الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، واستغلال المذهب الزيدي لنشر التشيع في اليمن.. بالإضافة إلى الموقف الدولي الناعم من حركة الحوثي.. التفاصيل الكاملة في ثنايا الحوار التالي..
حاوره/ أحمد الصباحي- صنعاء
البيان: شيخ محمد، بداية كيف تقرؤون الواقع الذي تمر به اليمن حالياً؟
- الواقع الذي تمر به اليمن .. بلد تكاد تعصف به الفوضى الأمنية والمليشيات المسلحة وأرباب الثورة المضادة والقوى التغريبية والايرانية، إن لم يكن هناك قرار جاد وحازم كي يتم تجنيب البلاد هذه الكوارث وإلا فسيغرق هذا الضعف والتراخي بالبلاد والعباد ﻻقدر الله .
البيان: وكيف قرأتم مخرجات الحوار الوطني بشكل خاص؟
- مخرجات الحوار منها ماهو جيد ومنها ماهو يتعارض مع قيمنا وثقافتنا وهويتنا، وما أخشاه أن يتم تطبيق هذه المخرجات بانتقائية ويبقى مالا يروق لهم حبر على ورق.
البيان: لماذا كثرت المشكلات، وزاد التوسع الحوثي في الشمال بالتزامن مع مخرجات الحوار الوطني؟
- هناك حرص كبير وسعي شديد عند بعض القوى ذات المشاريع الخاصة لكي يبقى اليمن في مرحلة اللادولةلأن هذه القوى كالطفيليات ﻻتعيش وﻻتتمدد وتنتشر الا في ظل الفوضى والانفلات الامني .. وجود دوله يعني غياب المليشيات المسلحة والمشاريع الخاصة، وجود دوله يعني بسط سلطان الدولة وسلطاتها وهذا مالا تريده تلك القوى وﻻيروق لها لذا مليشيات الحوثي تستغل هذا الوضع وتتوسع فيه بقوة السلاح وسطوة العنف والارهاب.
البيان: ما هو أكثر ما يقلقكم من الأحداث التي تمر بها اليمن مؤخراً؟
- أكثر مايقلقني استمرار الوصاية الخارجية وتسليم شؤن البلد للدول الغربية وكأننا قصر لم نبلغ سن الرشد .. نعم هناك صعوبات اقتصاديه وسياسية وأمنية تمر بها البلاد تريد بعض الدول استغلالها لتركيعنا وتمرير مايريدون من سياساتهم سواء الاقتصادية او الثقافية او السياسية وحتى الامنية ... ما يقلقني أيضا عدم الجدية في نزع سلاح المليشيات ليبقونا في دائرة العنف والاقتتال وتتوسع الامور الى حروب مذهبية وطائفية وينشغل بعضنا ببعض ويخلو لهم الجو ليبيضوا ويفرخوا عبر سياسة فرق تسد.
ما يقلق ايضا أن هناك مكر كبير لتمزيق البلد شماله وجنوبه والانقلاب على هويته ودينه وثوابته وادارتنا بالحروب والازمات والصراعات.
البيان: وكيف قرأتم التوسع الحوثي، وقدرته على اسقاط دماج وكتاف وحاشد وهمدان، والآن اصبح على مشارف صنعاء؟
-  الحوثي استغل الاوضاع الامنية المتردية والمعيشة الصعبة وغياب الحكم الرشيد والدولة العادلة فجعل نفسه معارضاً لهذه الحكومة متبنياً أوضاع وأحوال الناس فاستطاع وإن لم يكن بشكل كبير استقطاب بعض المواطنين من هذه المحافظات.. ايضا يتحدث باسم الرسول والقرآن ويهتف ضد امريكا وسياستها في اليمن فظن الناس به خيراً. أضف الى ذلك وجود قوه إعلامية لديه ﻻ يستهان بها استطاع شراء صحف وقنوات وصحفيين ويتعاطون دعم مالي من ايران ويقومون بزيارتها بين الفينة والاخرى، وقامت هذه المكنه الإعلامية بتحسين صورته وتزيين باطله كل هذا مع أميه عالية جداً في المجتمع اليمني وتجهيل .. لكن وبحمد الله بدأت الصورة الحقيقية تتضح وعرف كثير من الناس أن الوجه الحوثي كان (مكياج) فقط فعلى أهل الناس تحصين المجتمع والترفع عن المهاترات الداخلية والتفرغ لتوضيح شر الرافضة وخطرهم وترك المعارك الجانبية مع اخوانهم ولو الى حين .
البيان: ما هو سر حصول الحوثي على قدر كبير من المناصرين في محافظات تعز وصنعاء وإب وغيرها من المحافظات؟
- الخلافات القبلية والسياسية وتشرذم القوى الوطنية والقبلية والدينية سهل كثيراً من تمدد مليشيات الحوثي (وﻻتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).. حاشد مثلاً لوﻻ انقسامها على نفسها مابين مؤيد للثورة وضدها ومؤيد للنظام السابق وضده لما تمكن الحوثي من التمدد في أراضيهم ... تهيئت له أسباب مكنته من التقدم كثيراً، ضعف الدولة وانشغالها بملفات كثيرة من هذه الاسباب ايضا بالإضافة الى كونه يمتلك ترسانة عسكريه هائلة ومليشيات مدربه ولديه خبراء حرب من ايران وسوريا والعراق وحزب اللات بلبنان بمعنى أصبح شبه جيش نظامي ﻻتقوى القبيلة على مقاومته وﻻتنسى أن وراءه دولة ودول تمده وتقويه والقبائل غير مدعومة والحروب تكاليفها باهضه وخسائرها كبيرة.
البيان: كيف تقرؤون تعامل الحوثي مع الفكر الزيدي، وملف آل البيت؟
- الحوثي يريد تسييس المذهب الزيدي وإفراغه من مضمونة المرن والمعتدل المتعايش إلى مذهب موغل في التشيع، منكر للسنة، مقاوم للصحابة.. أخشى على المذهب الزيدي من الاندثار على يد فكر الحوثي وجماعته.. الحوثي اليوم يسحب البساط ومن كان من المذهب الزيدي مدرك لخطورة ما يفعله الحوثي، حيث قام بمحاربته أو تهجيره كما يفعل مع رموز ومدارس وأنشطة زيدية.
الحوثي يشكل ضررا على المذهب الزيدي وسيفرغه من محتواه ويفسد جماله وانصافه وتعايشه.
وحينما يقوم الحوثي بترحيل شباب كثر إلى إيران باسم منح تعليمية ويستقطب وجاهات سياسية وقبلية وإعلامية وأكاديمية تمنحهم إيران دعم مالي ومخصصات شهرية معنى كل هذا خدمة للمذهب الاثنى عشري والذي بدا كثير ممن ذهب إلى طهران في إعلان التمذهب به، وتبنيه في اليمن، كل هذا على حساب المذهب الزيدي والشافعي، والزيدي بصورة أخص.
البيان: ما هي حقيقة حصول الحوثي على الدعم الإيراني، مع أنه يقول أنه لا يتلقى أي دعم من إيران، خصوصاً السلاح؟
- الدعم الايراني لم يعد خافياً من ايران وسوريا ولبنان والعراق، سفن محملة بالأسلحة تم القبض عليها في اليمن وعند التحقيق مع طواقمها تبين أنها مشحونة لجماعة الحوثي، وتبين انها تشتغل امنيا وعسكريا لصالح جماعة الحوثي.. مصانع اسلحة واجهزه متطورة رصدت وهي في طريقها الى صعدة وتم القاء القبض على بعضها، الامر لم يعد سرا وﻻ خافيا على أحد.. وزيرا الخارجية والداخلية ورئيس الامن القومي وحتى رئيس الجمهورية صرحوا وتحدثوا في اكثر من محفل ولأكثر من وسيله إعلامية عن الدعم الايراني وتدخله السافر في الشأن اليمني .. ومن المضلات كما يقال توضيح الواضحات .
وها هي ايران تبذل مساعيها الدبلوماسية للإفراج عن خلاياها في صنعاء وتعرض بعض الإغراءات المالية وغيرها حتى تطوي هذا الملف، وكذلك فعل حسن نصر الله لكي يتم الافراج عن خلايا حزبه في صنعاء.
البيان: كيف قرأتم الموقف الدولي، في التعامل مع الملف الحوثي؟
- التعامل الدولي مع الملف الحوثي اراه تعاملاً ناعماً، وحينما ترى الدول الغربية وتعاملها مع القاعدة مثلاً يتبين لك الفرق مع ان كلاهما من الجماعات المسلحة وتمارس العنف، بل في اليمن الفارق كبير بين مليشيات الحوثي وجماعة القاعدة، فمثلاً جماعة القاعدة لم تقتل من الجيش مثلما قتلت مليشيات الحوثي، احد قادة الحوثي من على شاشة الجزيرة يعترف بقتل ستين الف جندي دعك من المدنيين والتهجير بمئات الالاف والتفجير للبيوت والمساجد والسجون المليئة بالأبرياء، كل هذا لم تفعل مثل ربعه القاعدة.. اقتطاع جزء كبير من شمال الشمال عن سلطة الدولة وحكمها .. الترسانة العسكرية الكبيرة،وشعار الموت لأمريكا ومع هذا لم تسجل هذه المليشيات في قوائم الارهاب ولم تقصفهم طائرة بدون طيار مع انني ارفض القتل خارج اطار الدوائر القضائية الرسمية العادلة في اليمن، وليس هناك حوثي ممنوع من السفر ويشركوهم في كل عمل سياسي ويمنحوهم نصيب من الثروة والسلطة ووفود الغرب تغدوا عليهم وتروح اليس هذا تعاطي ناعم وازدواجيه مقيته؟!
البيان: البعض يسأل عن دور وموقف العلماء من الأحداث الجارية باليمن؟
- اعترف ان هناك تقصير وتقصير كبير لأن كثير من العلماء اكتفى بإصدار بيانات والتوقيع عليها فقط، بينما المطلوب اكثر من هذا.. المطلوب الخروج للامة والالتحام بالشعب وتوضيح مايجري ومقاومة ومناهضة قوى التغريب والرفض بالطرق المشروعة الصوت العالي جدا في اظهار ماعندنا من حق وماعندهم من باطل.. والله تعجب كيف ترفع إمراه تعمل لصالح اجندة غربيه، كيف ترفع صوتها بباطلها وعمالتها وتبث سمومها، والعالم وهو وارث الانبياء يستحي او ينزوي او يختفي نعوذ بالله من جلد الفاجر وعجز الثقة .
البيان: ما هو موقفكم من فكرة الدولة الاتحادية والاقاليم؟  وما هو مصير اليمن الموحد، بعد الاقرار على تشكيل اليمن في ستة أقاليم؟
- فكرة الدولة الاتحادية والاقاليم والفدرلة .. لجئوا اليها حينما راءوا ان وحدة البلد في خطر ..اعتقد ان مشكلة اليمن ليست في شكل الدولة بل مشكلة اليمن في بناء الدولة في اليمن لم تبنى دوله .. ثم ان الناس إذا وجدوا دولة تفرض الأمن وتبسط نفوذها وتسهل الخدمات، دولة حازمه عادلة لاختفت تلك الاصوات التي تنادي بالانفصال وغيره .. المواطن البسيط يحتاج الى طريق آمن ولقمة عيش سهله وكهرباء وماء وأمن وتعليم وﻻتعنيه الفدرالية وﻻ الاتحادية او غيرها في شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:10 pm

القضية الجنوبية.. وانتهازية النظام الحاكم
إن فشل النظام  خلال الثلاثة والعشرين السنة الماضية من بناء الدولة وتوزيع الفرص المتكافئة بين المواطنين، يدفع الناس للتصارع حول الفرص وإيجاد دولة غابت منذ ذلك الحين وإن ما يحدث في الجنوب وما سيحدث هو صراع ظل مكتوما لسنوات ويتمحور حول العدالة والشراكة في السلطة والثروة إذ يعتقد الجنوبيون أن أبناء الشمال يسيطرون على مقاليد السلطة ويحكمون في ثروات البلد بأكملها وبعنجهية , ويضيقون الخيارات أمامهم والسبب ليس أبناء الشمال وإنما الدولة التي فشلت في التوزيع العادل والمنطقي وخلق الفرص المتساوية فدفعت الناس بفشلها إلى الصراع وربما إلى الاقتتال و في حال ظلت الأمور في توتر متصاعد دون صدور قرارات مثلا تشعر أبناء الجنوب بالاطمئنان حول المستقبل لان المستقبل قاتم ومظلم في هذه البقعة الجغرافية من اليمن رغم أنها تزخر بالثروات والخيرات والأرض الواسعة التي يلتهمها نافذون وفاسدون فيما يتمرغ الملايين في الفقر والعوز.
إن الصراع الذي يتمحور في الجنوب اليوم هو في الواقع صراع وجود، فالجنوبيون منذ سنوات رفعوا الشعار"نكون أو لا نكون" والواضح أنه صراع تدرج في المطالب حتى وصل إلى المطالبة"باستعادة الدولة الجنوبية" منطلقا من شعور بالإقصاء والتهميش وقلت الفرص المتاحة من أجل العيش الكريم أمام الكثير من أبناء الشعب في الجنوب الذين فقد اباؤهم وإخوانهم وظائفهم ومصادر عيشهم بسبب قانون التسريح من الخدمة الذي سنته السلطات بعد حرب صيف 94 المشئومة والذي وجد بسببه الآلاف أنفسهم في الشوارع من دون مصادر عيش أو حقوق وتعويضات مناسبة لاسيما وأن أبناء الجنوب كانوا يعتمدون اعتمادا كبيرا على الدولة في خلق فرص العمل والحصول على التعليم والتطبيب المجاني وتوفير سبل الحياة بسبب طبيعة النظام الاشتراكي آنذاك ليجدوا أنفسهم من دون غطاء اقتصادي وإتماني لهم ولمئات الآلاف من أفراد أسرهم، وحيث وجد جيل الوحدة في الجنوب نفسه أيضا يصارع على أرضه في ظل انعدام تام للفرص المناسبة بسبب ما يعتقدون أنه سيطرة أبناء الشمال على رؤوس الأموال والمشاريع الاقتصادية والاستثمارية وضخ أعداد هائلة من السكان إلى الجنوب لتشغيلهم في تلك المشاريع ناهيك عن الوظيفة العامة وغيرها باعتبار أن الجنوب هو مصدر عيش ورزق للوافدين الأمر الذي عقد المشكلة ووسع من رقعة البطالة والحرمان والفقر في ظل غياب السياسة الاقتصادية والإدارية الحكيمة التي بإمكانها التخطيط لمعالجة كل هذه المشكلات وإيجاد فرص متساوية أمام الجميع، مع التأكيد أنه كان بالإمكان معاملة أبناء الجنوب معاملة خاصة بسبب أولاً قلة السكان في الجنوب وثانيا بسبب أن 95بالمائة من الثروات التي ترفد ميزانية الدولة هي من الجنوب فضلاً عن مساحة الأرض والموقع وغيرها من المميزات التي وظفتها الإدارة الفاشلة للسلطة لمصلحة المنتفعين والفاسدين وضدا على مصلحة الناس والمجتمع ومشروع الدولة والوحدة.
إن رفع المطالب السياسية في الجنوب لم تأتي من فراغ، إذ يعتقد الجنوبيون أنهم باستعادة دولتهم بإمكانهم الحفاظ على ما تبقى من ثروات وأرض لتأمين مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة من بعدهم بعد أن فقدوا الأمل في ظل النظام والسلطات المتعاقبة على حكم اليمن التي لم تفعل شيئا حتى الآن من أجل تأمين مستقبل الشعب في الجنوب الذي يرى حقه ينهب بينما هو يقتل ويشرد ويطرد من الوظيفة العامة ويحرم من أبسط الحقوق، وتظل مطالب الحراك السياسية المرتفعة ورقة ضغط قوية على السلطات.
وإذا ما نظرنا لهذا الصراع ولبعده المنطقي سنجده صراع حول الفرص والوجود يتخذ شكلاً سياسيا، بمعنى أن جذر المشكلة الذي أنتج المطالب السياسية هو اقتصادي ومطلبي في الأساس لكنه حينما لم يحل ويجري تهميشه يحتل الصراع السياسي موقعه ويصبح هو المسيطر على المشهد وتغدو مفردتا "الوحدة والانفصال" هما المتسيدتان على مشهد الصراع..
وأما الحراك المطالب بفك الارتباط فإن أي فعل شعبي وسياسي جديد على الأرض في الجنوب فهو يخدمه وقد قلنا من سابق أن الحراك يتسع على الأرض بفعل أخطاء السلطة وعدم مسارعتها إلى حل مشاكل الناس أو على الأقل تطمينهم من خلال قرارات وإجراءات واضحة ومعلنة، كل ما يأتي من السلطة ليس بالجديد،نفس الاسطوانة المشروخة تعيد فقط إنتاج نفسها في واقع ما بعد الثورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:12 pm

تفكيك الدور الإيراني في اليمن.. أوجه التدخل.. و الأهداف
احتلت السياسة الإيرانية في العالم العربي والعالم فعلاً فوضوياً بعد الثورة الخمينية 1979م، فاقمت بذلك الخلافات المذهبية والسياسية بين الشعوب وبعضها، واستفادت إيران من الحرب على الإرهاب 2011 بإسقاط نظامين الأول في أفغانستان 2001 والثاني  العراق 2003، بل مثلتا انفراج اقتصادي على الدولة المحاصرة بموجب عقوبات دولية.
الدور الإيراني في اليمن بدأ مبكراً بعد الوحدة اليمنية وشفاءها- أي إيران- من (تجرع السم)[1] بإيقاف حرب ألثمان سنوات مع العراق؛ مع فرار حسين الحوثي (مؤسس جماعة الحوثي) ووالده بدر الدين إلى طهران ثم لبنان بعد حرب صيف 1994م، تموضعت خلفيتهما الفكرية والدور المناط بتنفيذه في اليمن، ومارس صالح براغماتية مفرطة بدعم الحوثي(الإبن)بسخاء منذ 1997 عند عودتهما من زيارة الحوزات، رغم وقوف الحوثي مع الانفصاليين وقتها ، وجاء هذا التحالف  لمواجهة حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المحسوب على المذهب السني[2] ؛ ومع نشوب أول الحروب 2004 وجهت الحكومة اليمنية أصابع الاتهام لطهران بدعم التمرد الحوثي في الشمال واستمرت ستة حروب وتوقفت في 2009م، حاول صالح بعد الحرب الثالثة الاستفادة من القلق الخليجي تجاه إيران بتلقي دعم لخزينته الخاصة فيما التقت حكومته أكثر من مرة بمسؤولين إيرانيين وأعلنت توثيق العلاقة معهم[3].
في هذه الورقة سنحاول تفكيك الدور الإيراني في اليمن والإشارة إلى أهداف إيران في اليمن كدولة والإقليم كمنظومة عقدية وقومية.
اليمن تتهم، وإيران تنفي، منذ تولي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الحكم (شباط/فبراير 2012)، دعا إيران لعدم التدخل في اليمن قرابة (7مرات)، عدا دعوات وزراء الحكومة اليمنية، وبعدد تلك المرات إيران نفت دعم جماعة الحوثي المسلحة ونفت أيضاً دعم الحراك الانفصالي في الجنوب. لكن في الحقيقة هناك تدخل وانتهاك للسيادة اليمنية. وهناك تراخي يمني لردع أذرع إيران وإحكام هيبة الدولة.
دعم جماعات العنف
في عام 2009 تداولت وسائل الإعلام العربية تقرير صحافي لخطة إيرانية تدعم انفصال الجنوب وإعادة الإمامة للشمال وتم تسميتها" يمن خوشحال" وتعني (اليمن السعيد)،عبر طريقين مهمين، الفوضى الجماهيرية، والتمدد المسلح.[4]
من الواضح أن إيران تتحرك في في اليمن وفق رؤية  دولتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، الزعيم الانفصالي علي سالم البيض رحب بدعم إيراني من أجل (استعادة الدولة)، عام 2009م؛[5] وحول النفي الإيراني المتكرر يوضح أحد المرجعيات الدينية الحوثية عصام العماد وهو أحد الطلاب في (قم)  أبان الحرب السادسة بالقول:" هناك ضغوط دولية تقتضي من إيران الشيعية التبرؤ من دعم شيعة اليمن"، وهناك المئات من اليمنيين الذين تم ابتعاثهم للدراسة في قم ليعودوا كمرجعيات "إثنى عشرية" للحركة الحوثية في اليمن.[6]
وتتعدد أوجه هذا الإسناد على النحو الآتي:
1- إرسال السلاح
قدمت إيران عشرات الشحنات من الأسلحة ل"الحوثيين" و"الحراك" بين (2006-2013) ، السلاح المُعطى ليس رمي لأحجار النرد لتظهر علامات عشوائية بل هي أحجار على رقعة شطرنج تحمل تحركات محسوبة؛ سفينة (جهيان 1) التي ألقي القبض عليها في2012[7] ، المرسلة للحراك والحوثيين"، وأكدت بعثة مجلس الأمن أنها قادمة من طهران، البعض يوحي بأن المجتمع اليمني مسلح ويمكن أن تكون عبارة عن عملية تهريب اتهمت فيها طهران، لكن اليمنيين يمتلكون فقط أسلحة شخصية ومتوسطة لا يمكن أن يمتلكوا صواريخ حرارية أو صواريخ ستريلا ومتفجرات نوع سي فور (كيلو غرامين من مادة C4 تعادل قوة 10 كيلو غرامات من مادة تي إن تي شديدة الانفجار)، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه طهران في تهريب الأسلحة عبر سفن مهربة إلى جزر تتبع إريتريا، ثم يتم نقل هذه الأسلحة عبر قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الأراضي اليمنية، حيث يقوم سماسرة السلاح بنقلها وتهريبها إلى محافظة صعده التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. [8]
2- التخابر
في آذار/مارس2013 قضت محكمة يمنية بحبس اثنين يمنيين خمس سنوات بتهمة التخابر مع طهران بين 1997-2008م ، كما وجهت المحكمة للمتهمين أيضا اتهامات بالتواصل مع عاملين بالسفارة الإيرانية بصنعاء، وسلما لهم تقارير عن خفر السواحل والوقود والسلاح والزوارق الحربية والمناورات العسكرية، بالإضافة إلى معلومات دقيقة عن الأمن القومي اليمني[9]. التخابر مع طهران ليس محصوراً في خلايا التجسس بل بالإضافة إلى أدوات إيران (الحراك- الحوثيين- الأحزاب الممولة- الناشطين- المشائخ)، وخلال هذه الفترة الطويلة من التجسس والتخابر جعل اليمن وعلاقتها الداخلية والخارجية مكشوفة للإيرانيين وأصبحت اليمن تشكل قلقاً إقليميا ودولياً.
3- التدريب
تقارير المخابرات الغربية تشير إلى أن إيران تقوم بتدريب المسلحين الذين ينتمون للحراك الانفصالي والحوثيين، في حين أن وكيل إيران اللبناني( حزب الله) ، يوفر بعض التمويل و التدريب الإعلامي للمجموعات المسلحة بالإضافة للتدريب العسكري اللازم.[10]
ويتم ذلك عبر عدة أماكن:
-  اسُتقطِّب إلى إيران وحزب الله في الجنوب اللبناني المئات للتدريب من مجموعات مسلحة انفصالية وحوثية، بلا تأشيرات دخول عبر سوريا، بالإضافة إلى أن هناك تواطأ من مسئولين يمنيين مع هذا الاستقطاب، ويتدرب في إيران المئات من المسلحين على عدة عمليات: "صناعة المتفجرات، والعبوات الناسفة، الاغتيالات، قتال الشوارع، استخدام كل أنواع الأسلحة"- فالكثير من شباب الحراك الجنوبي يغادرون اليمن بهدوء للتدرب في إيران[11] وتعرض إيران على شباب الحراك استعادة الدولة مقابل الاستثمار في البنية التحتية.[12] وأعترف أمين عام الحراك الجنوبي قاسم عسكر بذهاب المئات إلى إيران للتدرب. [13] وكذلك اعترفت قيادات حوثية بتدريبات في جنوب لبنان وإيران، وبعناصر من حزب الله اللبناني كانوا في اليمن طيلة الحروب السابقة. وحتى اللحظة. [14]
-  مع إنطلاق الثورة السورية صعب على طهران وحزب الله نقل المسلحين الحوثيين والحراكيين على حد سواء للتدرب في البلدين، فأستعانت بالأراضي الاريترية، وتتمركز مناطق التدريب على الجزر (جزيرة دهلك وما جاورها) وعلى ثلاث مناطق "مرسى بريطي"، مرسى "حسمت"، منطقةٌ تعرف باسم "متر"، [15] وكشف بشير إسحاق مسؤول العلاقات الخارجية في التحالف الاريتري المعارض في 2009م عن وجود معسكر تدريب آخر, في منطقة دنقللو (شرق مدينة قندع وسط أريتريا). [16]
إنشاء الأحزاب
 استغلت إيران حالة الجنوح اليمنية للديمقراطية بعد ثورة 2011  فعمدت على دعم أحزاب سياسية وإنشاء أخرى، وقامت بتنفيذ زيارات إلى مدن إيرانية لمئات من الشباب اليمني بعدة لافتات ثقافية ودينية وسياسية؛ تقرير صحافي لصحيفة سعودية أظهر قيام طهران بإنشاء وتمويل سبعة أحزاب يمنية إضافة إلى “الحوثيين”،وتنسيق على مستوى رفيع مع قيادات في الحراك الجنوبي لإعلان تحالف سياسي إستراتيجي ينسق المواقف والتوجهات للطرفين. [17]
 في الإعلام أطلقت إيران ثلاث قنوات يمنية عام 2012 ونشرت قرابة عشر صحف ومولت إصدار صحيفتين يوميتين بالإضافة إلى العديد من المواقع الإلكترونية، موزعين على المحافظات الرئيسية في اليمن، وتركز إيران على اليساريين ومن يتبعون حزب الرئيس المخلوع (المؤتمر الشعبي العام)؛ إضافة إلى تدريب إعلاميين  في بيروت عن طريق منظمة لبنانية تتبع شخصيات محسوبة على إيران والعمل على استمالة المبدعين من هؤلاء الإعلاميين، لتنفيذ تلك الأجندة.
واستطاعت إيران السيطرة على ثلاثين قياديا برلمانيا وسياسيا من مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية (غير الحوثيين) هم من ينسق في الداخل أنشطة ما يطلق عليه “حركة إنهاء الوصاية الخارجية على اليمن”.[18]
تسعى إيران من خلال الأوجه السابقة:
أولاً: عرقلة المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية ورفض مخرجات الحوار الوطني والانقلاب عليها، لأن تحقيق تلك المخرجات سيمثل إفشالاً للمشروع الإيراني في اليمن ويحبط الأهداف المرسومة، لذلك تسارع أذرع إيران على نشوب الحروب والزحف نحو العاصمة، وقتل العسكريين والأمنيين.
ثانياً: تعميق الفرز المجتمعي بين موال للسلفية ومناصر للحوثية وبهذا الفرز يحدث الخلاف الطائفي في الشمال، وتمعن في ارتكاب الفرز المناطقي في الجنوب بالإضافة للنزعة الانقسامية من أجل إحكام السيطرة على دولة ضعيفة لا تستطيع توفير الأمن ويوفره أذرعها العسكرية بعد السيطرة عليها.
ثالثاً: الدفع من خلال الإعلام الذي مولته بالسياسيين والجماعات التي تعمل لصالحها للسيطرة على مفاصل الدولة وأجزاء كبيرة من الحكومة، نتيجة فرض أمر واقع بقوة السلاح والإعلام، في ظل تشرذم القوى الوطنية واستفحال الصمت الحكومي وتعمق الشرخ المجتمعي والسيطرة على مناطق البلاد.
الأهداف الإيرانية:
1- تسعى إيران إلى الزعامة وإعادة الدولة الفارسية (الإمبراطورية الساسانية)[19] ويعدونه انتصار للقومية الفارسية على القومية العربية، فهم يعتقدون- أي الساسة الإيرانيين- أن الفتح الإسلامي لـ(بلاد فارس) أعطى الرعاة العرب الذين كانوا يتسولون من كسرى المجد عليهم ويجب أن يعودوا إلى تلك الحقبة متهمين العرب أنهم نشروا الإسلام بالقوة. لذلك أظهر محمد جواد لاريجاني -رئيس جمعية الفيزياء والرياضيات في إيران-  نظرية باعتبار إيران "أم القرى". ولعل استعارة مصطلح أم القرى يحتوي دلالة دينية وسياسية: دينية مرتبطة باعتبار أن مكة هي أم القرى للمسلمين وأن الدعوة ظهرت فيها وأن الكعبة المشرفة هناك، وأما البعد السياسي فيتعلق بتقديم إيران ما بعد الثورة باعتبارها النموذج الأصلح للأخذ به في العالم الإسلامي، فالفكرة تبدو قريبة من الفكرة الرأسمالية الغربية التي تقسّم العالم إلى مركز ومحيط، فإيران تقدم نفسها سياسيًا كمركز والعالم الإسلامي أشبه بالمحيط الذي يجب أن "ينهل" من تجربة إيران بعد الثورة الإسلامية في العام 1979. [20]
2- انفصال الجنوب اليمني: يقول بروس ريدل وهو مدير مشروع الاستخبارات في بروكينغز:" أن تحقيق انفصال جنوب اليمن وأصبح حليفاً للإيرانيين فإنه سيكون مكسباً استراتيجياً لطهران قد تعوض عن خسارة سوريا في حال سقوط الأسد." [21] فهم يعدّون للتحكم- بأقل تقدير- على مضيق باب المندب، ويخشى أن تستخدم إيران حلفائها العسكريين على طول باب المندب لتعطيل الشحن هناك، كما حاولت أن تفعل على طول ساحلها خاصة على مضيق هرمز. معا، مضيق هرمز و باب المندب هي قنوات ل 22 ٪ من إمدادات النفط في العالم ، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.[22]  وبهذه السيطرة إيران قادرة على خنق الاقتصاد العالمي. [23]
3- الإيرانيون يبحثون عن موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية للضغط على السعوديين، وليكونوا قريبين من مضيق باب المندب في حال نشوب حرب. [24]
اليمن بطبيعة الحال لا تستطيع اتخاذ موقف قوي تجاه إيران لأسباب الوضع الانتقالي الراهن، لكنها تستطيع تكسير أذرع طهران في اليمن عبر قوة الجيش الذي يستطيع بكل تأكيد فرض نفوذه وهيبته، يبدو مستغرباً هذا الصمت العسكري تجاه هيبة الدولة، فالقرار بيد الرئيس عبدربه منصور هادي لبدء حملة فرض هيبة الدولة تجاه الخروق المستمرة لجماعات العنف المسلحة في الشمال والجنوب.
*عدنان هاشم
-باحث متخصص في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية
-رئيس مركز مدى للأبحاث ودراسة السياسات –تحت التأسيس-


[1] الوصف للزعيم الايراني آية الله الخميني في رسالته إلى أركان نظامه في يوليو (تموز) 1988 قبل يومين من قبوله قرار مجلس الأمن 598 بوقف الحرب، والذي سماه وقتها بقرار تجرع كأس السم. ومن الصعب أن يطلق عليها الثورة الإسلامية في إيران
[2] مقال ل"ناصر يحي" بعنوان: "التحالف المحيّر في اليمن" 26/1/2013 الجزيرة نت
[3] در رسانه ها گزارش دادند که بقایی وارد صنعاء ـ پايتخت يمن ـ شد تا پيام رئیس جمهور کشورمان را به علي عبدالله صالح ـ همتاي يمني وي ـ تقديم كند. 29 دی ماه 1389 "آیا موازی کاران حوزه سیاست خارجی، پیام مردم منطقه را دریافت نکرده اند؟" سایت اینترنتی: رایگاه :
[4] تداول هذا المخطط في العديد من المواقع الإلكترونية اليمنية والعربية لكن لم يجد الباحث مصدر باللغة الفارسية أو الإنجليزية تحدث في ذات الموضوع ولم يجد الباحث أيضاً أي تصريحات رسمية تعزز هذا الإفتراض بموجود المخطط، ونشر التقرير في مجلة الوطن العربي رقم 1701 بتاريخ 7 أكتوبر 2009  http://www.alwatanye.net/59697.htm  وتحدث عنه كتاب سعوديون في عدة صحف محلية سعودية د.مطق المطيري صحيفة الرياض (14 نوفمبر 2009م - العدد 15118) ود.سعد القويعي صحيفة الجزيرة نوفمبر2012 http://www.al-jazirah.com/2012/20120316/du13.htm
 [5] المقابلة نشرت في" عدن نيوز" من مقر إقامة البيض في ألمانيا،30/9/2009، (http://archive.arabic.cnn.com/2009/middle_east/9/30/Yemen.south /)  ثم أنتقل بعد ذلك إلى الضاحية الجنوبية في لبنان للعمل وأسس قناة (عدن لايف)التي تدعو للإنفصال، وتعمل بها إعلاميات لبنانيات خرجن من قنوات تابعة لحزب الله ويشير محللون إلى إن البيض تلقى دعماً من طهران، أراء محليين لبنانيين 4/10/2013:
[6] عصام العماد هو أحد أبرز المنظريين للحوثية والدارسين للمذهب الإثنى عشري ومؤلف كتاب( رحلتي من الوهابية إلى الاثنى عشرية) أجريت له مقابلة شخصية أستخدم فيها تهييج مشاعر علماء الإثنى عشرية مع (آل البيت في اليمن) وأنهم يتعرضون لحرب من (المملكة العربية السعودية) كتلك التي تم قيادتها من قبل يزيد على الحسين
منبع: پایگاه موسسه گفتگوی دینی: انتشارات  گفتگوی ویژه با آقای عصام العماد جنبش شیعیان یمن و جنگ ششم صعده
[7] المصدر أونلاين رئيس جهاز الأمن القومي: «جيهان 1» سبقتها سفينة أخرى وصلت اليمن بينما الثالثة لا تزال في إيران
[8] مصادر سياسية ودبلوماسية كشفت أن لدى اليمن وثائق ومستندات تثبت تورط طهران في تهريب تلك الأسلحة وتدريب ميليشيات حوثية في جزر اريتريا الشرق الأوسط (21/1/2013)
[9] وكالة أنباء الأناضول:" السجن 5 سنوات ليمنيين اثنين لإدانتهما بالتخابر مع إيران" 25/3/2013
[10]  The Wall Street Journal,/ 30/1/2013 / Fears Grow Over Yemenis' Ties to Iran, By:Maria Abi-Habib
[11] Interview with activist belongs to a group of Hirak gunmen who were calling for the south of   Yemen to be allowed to secede from the north for half a decade. Based in the port of Aden poor. The Guardian/  10/5/2012
[12] The Guardian/  10/5/2012 Op:
[13]  OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
[14] OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
 [15] وتُطل تلك المواقع على معابر تعتبر رئيسيةً في عمليات تهريب "البشر والسلاح" من إريتريا إلى اليمن، مثل مرسى "برعصوليا"، ومنطقة ساحلية تعرف باسم "خور حمار"، ومرسى "طيعو"، يتم توظيفها كشريانٍ رئيسي لتغذية العناصر الخارجة عن القانون، وتأتي جماعة عبد الملك الحوثي على رأسها. (المصدر) الوطن أونلاين السعودية (16/12/2013)
[16] نقل الخبر موقع المصدر أونلاين عن موقع "فرجت نت" الاريتري 26/10/2009م
 [17] صحيفة الشرق السعودية (28/1/2012)
 [18] المصدر السابق.
[19] الإمبراطورية الساسانية الاسمُ استعملَ للإمبراطورية الفارسية الثانية (226 - 651). أرض الإمبراطوريةَ الساسانية أحاطتْ كل إيران اليوم، العراق، وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان، والأجزاء الشرقية من تركيا، وأجزاء من باكستان. سمى الساسانيون إمبراطوريتهم (إيران شهر) أي سيادة الإيرانيين الآريون. جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص49): "هناك مبالغة في نصوص تصوير اتساع دولة فارس في العصر الإيراني، لأن فارس لم تكن قط في أي عصر من عصور تاريخها قبل الإسلام دولة ثابتة الحدود. إنما كانت حدودها تتسع أحياناً في عصور الملوك الأقوياء، وتنقبض في عصور الضعفاء وهم الأكثرون"
[20]  انشغلت إيران مع بدء الثورة بنموذجين: الأول: المتعلق بنموذج الثورة الإيرانية وقابليتها للانتشار؛ وهو الأمر المرتبط بما عُرف بتصدير الثورة. وغير بعيد عن هذا كانت فكرة "أم القرى". على الجانب الاقتصادي انشغلت إيران بالنموذج الصيني، وقد جرت حوارات كثيرة في إيران حول التجربة الاقتصادية الصينية وإمكانية أن تقتفي إيران هذه التجربة لبناء اقتصاد ما بعد الثورة الإسلامية. (المصدر) الدكتور محجوب الزويري دراسة بعنوان:" حدود الدور الإقليمي الإيراني: الطموحات والمخاطر" مركز الجزيرة للدراسات
 [21] OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
[22] OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
[23] OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
[24] OP: , The Wall Street Journal,/ 30/1/2013
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:13 pm

اليمن.. بين نيران صالح و طموحات الثورة
 تشهد اليمن مؤخراً حالة من انعدام الاستقرار السياسي في الجملة، وتعالج وضعاً متردياً وفشلاً ذريعاً في قيام مؤسساتها العليا وأجهزتها الرئيسية بمهام وأولويات الدولة البسيطة، في توفير أبسط مقومات العيش الكريم لمواطنيها، ناهيك عن تحقيق تطلّعات الحالمين بجني ثمار الثورة، حيث أن الثورات لاتقوم إلا لتغيير واقع مُرّ يفتقد للعدل والنزاهة، بآخر أفضل منه استيفاءاً لـ سُبل ومتطلبات العيش الكريم التي لم تك موجودة في العهد المُثار عليه. وعُرف اليمن في معظم مراحل العمل الوطني بعد ثورة 26 سبتمبر حالة عدم استقرار سياسي انعكس على الحياة الدستورية والحياة التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، وأثّرت تلك الحالة سلباً على أعظم هدف أرادت الحركة الوطنية تحقيقه ألا وهو تأكيد ذاتية الإنسان اليمني وتمتّعه بحقوقه وتأصيل حقه في المشاركة السياسية الفاعلة بعد أن كانت حقوقه مهدورة في كل جوانب الحياة التي كان عليها نظام الحكم الإمامي ( 1904ـ1962م ) . وتعرّضت الثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي انطلقت شرارتها الأولى في الحادي عشر من فبراير/شباط 2011م بمثل ماتعرضت له سابقاتها من العراقيل والمعوقات، وقد مرّت الأشهر الأولى من السنة في الذكرى الرابعة على قيام الثورة الشعبية السلمية، فيما يقابلها على أرض الواقع بطء في إنجاز حُلم الدولة المدنية الحديثة التي نهض لأجلها الشباب بهمة عالية، وقدموا لأجلها أرواحهم رخيصة في سبيل الحرية والكرامة .
 لقد كان الحُلم وسقف المطالب والطموح كبيراً لدى الثوار في اليمن، بيد أن الحمل ربما كان أكبر بكثير منه، بهذه العبارة الموجزة والتوصيف المختزل، يمكننا تلخيص وتقديم الصورة الكاملة عن ما آلت إليه الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن، وهي تتخطى الذكرى الرابعة لانطلاقتها . على الأرض في ميدان الفعل والواقع السياسي المُضطّرب في اليمن لم يتوقف دوران عجلة الزمن، ولكن حركة الإنجاز بطيئة جداً ، لدرجة تكون فيها أحياناً "منعدمة " بالكلية ، وذلك مقارنة بتطلّعات الثوار وحماسهم المتقّد، لتغدو الثورة – بعد مرور ثلاث سنوات ونيف - وكأنها عاجزة عن المضي قدماً في تحقيق الأهداف التي قامت لأجلها، وكأن شيئاً لم يحدث أويكن ! وللوقوف على ما وصل إليه الحال اليوم، ودراسة أسبابه، سيتطلب منا العودة للوراء قليلاً والمرور بإيجاز على أبرز محطات ما بعد الثورة، في سياق الفعل الإداري والسياسي للدولة الجديدة، دولة ما بعد الثورة، فيما نحته من مسالك واتخذته من قرارات وما لم يتخذ منها حتى الآن ، في سبيل تلبية تطلعات الثوّار وتحقيق الحلم اليمني .
محطّات ومسارات وقد مرّت الثورة الشبابية الشعبية السلمية بمنعطفات وتعرجات عدة، إذ أن آثار توجه الشعب اليمني نحو التغيير والقيام بثورة على من يحكمونه والسعي لإسقاطهم قد ألقى بظلاله على واقع حياة الناس ،ودفع لحدوث موجة من التفاعلات وردود الأفعال بين النظام الحاكم والشعب ،وبعد عام على انطلاق الثورة، وتحديداً في 21 فبراير 2012م، أضفت الانتخابات الرئاسية التوافقية وصعود رئيس جديد شعوراً مطمئناً بعض الشيء، للبدء في قطف أولى ثمار الثورة وإنجاز بقية التطلعات . وعند العودة والنظر إلى ماحملته الأشهر الأولى لانتخابه، كان الهّم الأول للرئيس الجديد "عبدربه منصور هادي " هو إثبات قوته وقدرته على اتخاذ القرار، فكان قرار إعادة بسط نفوذ الدولة في المناطق التي تمكن تنظيم القاعدة في الجنوب من التحكم والسيطرة عليها، إبان نشر النظام والرئيس السابق للفوضى في البلاد خلال الأشهر الأولى للثورة، ولكن هذا القرار لم يكن قرراً داخلياً صرفاً، إذ كشف وحمل هذا القرار والتوجه من قبل الرئيس الجديد وحكومة الوفاق في طياته نُذر انصراف الدولة نحو تحقيق مصالح وأجندة خارجية . وبحسب مراقبين وسياسيين، فقد أتى اختيار النائب للرئيس السابق عبدربه منصور هادي والأمين العام للحزب الحاكم ونظامه، للقيام بمهمة الرئيس الانتقالي لمدة عامين كاملين، والإصرار عليه من قبل الدول العشر الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية بهدف تحقيق مصالحها وأجندتها في اليمن وصرف الثورة عن مسارها، وهو الاختيار الذي وقعت فيه ولم تفطن له وتفهم دوافعه قوى التغيير التي وافقت على ترشيحه، إثرقيام اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الاولى مدرع وقائد المنطقة الشمالية الغربية والرجل القوي في اليمن حينها بتزكية هادي لدى القوى السياسة المؤيدة للثورة والقبول به رئيساً للفترة الانتقالية خلفاً للرئيس السابق علي صالح، إذ كانوا ينظرون لهادي بكونه مقبولاً لدى الكل، ولم يكونوا يدركون بأنه يختبئ بداخله شيطان المؤامرة. ومن يقرأ في مسار الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن ويقلّب صفحاتها سيلحظ مفارقة عجيبة وصادمة في نفس الوقت، ونقطة تحوّل فارقة وجوهرية في وجهة مسار الثورة، كون الثّوار خرجوا للساحات وانطلقوا في الميادين في الأصل بهدف القضاء على حكم صالح ونظامه المتمثل بحزب المؤتمر الشعبي العام، ولكن قوى الثورة والتغيير بكل سذاجة أوقعتهم في الفخ وحالت بينهم وتحقيق طموحاتهم بتزكيتها نائب الرئيس السابق هادي خلفاً له، وبهذا ثبتّوا له الحكم ولم يسقطوه، وإنما نقلوه من شخص الرجل إلى حزبه المؤتمر بقيادة نائبه الأول هادي وأمين عام حزبه، وبذلك أحيطت ثورة الشباب في اليمن بقيود ناعمة من خلال المبادرة الخليجية التي تسلّلت منها قوى مناهضة الثورة والتغيير في الداخل والخارج . وتعد ثورة الشباب في اليمن الثورة الوحيدة من بين أخواتها في المنطقة التي لاقت اهتمام اقليمي ودولي منقطع النظير، نظراً لموقع اليمن الجغرافي وكونها بوابة الخليج الجنوبية ،وبسبب تصدّر الإسلاميين للمشهد السياسي في السنوات الأخيرة وتأثيرهم في الوسط الشعبي منذ زمن قصي، فضلاً عن كون التيار الاسلامي في اليمن يمتاز بقيادة سياسية ناضجة وحكيمة أهلّته في أن يلعب دور أساسياً في التأثير على مراكز القوى القبلية والعسكرية في الانضمام إلى صف الثورة وإسقاط النظام الحاكم ، فاستجاب له أغلب القوى الرئيسية في البلاد ، وهذا لم يكن ليروق للقوى المتربصة بهم داخلياً وخارجياً ،خاصة عندما شعرت بكونها البديل والوريث للحكم في اليمن . وقد امتازت الثورة اليمنية من بين ثورات الربيع العربي بسلميتها وعدم القبول بجرها إلى صراع مسلح، كما كان يسعى له رئيس النظام السابق علي صالح ، إذ تغلبت القوى السياسية المؤيدة للثورة وفي مقدمتها التيار الاسلامي على كل المحاولات والضغوط ،وتحمّلوا أعباء الصمود والبقاء في الميادين وساحات الثورة أكثر من عام وهو وقت طويل جداً قياساً بزمن الثورة في كل من مصر، وتونس، ولبيبا وسوريا التي انجر بعضها إلى العمل العسكري والمواجهة المُسلّحة . المبادرة وهادي وعلى مضض تعاطت قوى الثورة مع المبادرة الخليجية التي رفضها الشباب والثوّار في الساحات والميادين، ووضعها قادة الخليج كحل لما سميّ خليجياً بالأزمة السياسية ويمنياً بـ ثورة التغيير، ورحّبت معها القوى السياسية المؤيدة للثورة ،المتمثلة بالأحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك المعارض، وكانت خطوة سياسية ذكية لسحب البساط من تحت أقدام علي صالح الذي كان يحاول استفزازهم عسكرياً وجرّهم إلى مربع العنف . ويبدو أن علي صالح كان يدور في مخيلته أن هذه القوى سترفض المبادرة لإيجاد مُبرّر ضرب الساحات الثورية عسكرياً لكون المبادرة الخليجية تم دعمها دولياً من خلال إشراك الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي التي تنظر لليمن كبؤرة تنتج الإرهاب وتستهدف المصالح الحيوية للقوى الكبرى وعلى رأسها دائمة العضوية ،ومصالح دول الخليج التي يهمّها انطفاء وهج الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن، لتلتقي عندها مصالح الدول الكبرى مع دول الجوار في تأمين الملاحة البحرية واليمن، وضمان عدم انتقال الثورة إلى منابع النفط الخليجي . وعلى الرغم من قبول قوى الثورة بالمبادرة الخليجية والتعاطي معها على مضض، فقد ظل صالح يراوغ ويرفض التوقيع على المبادرة التي تنص أولى بنودها على رحيله من الحكم والسلطة، عدا إجراء تعديلاته عليها وتحقيق كامل رغباته في تفسيرها وشرحها، وإثر ذلك فقد تم تكليف الدبلوماسي المغربي جمال بن عمر مبعوثا أممياً من الأمم المتحدة ومشرفاً على تنفيذ المبادرة الخليجية، والتي تضمنت بصيغتها النهائية الموقعة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011م، 12 بنداً، أولها تشكيل حكومة توافقية برئاسة المعارضة تتولى توفير الأجواء المناسبة وإزالة أسباب التوتر، وخلال شهر من تشكيل الحكومة يقر مجلس النواب الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية للرئيس (السابق) ومن عملوا معه خلال فترة حكمه، وفي اليوم التالي لهذا الإقرار يتنازل الرئيس ( صالح ) لنائبه (هادي) ليصبح الأخير هو الرئيس الشرعي بالإنابة ، ويدعو النائب لانتخابات رئاسية خلال 60 يوماً بموجب الدستور، بعد ذلك " يشكّل الرئيس الجديد لجنة دستورية للإشراف على إعداد دستور جديد"، يتبعه استفتاء، وجدول زمني لانتخابات برلمانية، يعقبها تشكيل حكومة من الحزب الفائز. ومن الملاحظ عقب التوقيع على المبادرة وتعاطي قوى الثورة معها باعتبار ماحدث أزمة سياسية نتيجة القبول بصيغة توافقية أزاحت رأس النظام السابق وحُكمه، ولكنها أبقت على الحزب الذي يرأسه في المشهد السياسي، ولم تخل هذه الصيغة التوافقية من عراقيل قوية ومؤثرة على الأرض، وبرغم أن الثورة اليمنية أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح لكنها دخلت في منعطفات خطرة ومرحلة جديدة تتطّلب خلق الاستقرار والتوافق على أسس الدولة الجديدة . وشكّل مؤتمر الحوار حجز الزاوية للرئيس هادي قبل غيره، ثم ومن بعده تالياً شكل أهمية كبرى لبقية القوى المختلفة، باعتباره نواة الحل التي من خلالها ستحل كافة النزاعات ويفضي إلى تشكل أطر وهيئة الدولة المدنية المنتظرة، ومع كل يوم كان يمضي من الأشهر العشرة للحوار، كان الحلم اليمني يكبر، خصوصاً مع كل إنجاز كان يتحقق داخل أروقة وطاولات الحوار. لكن في المقابل أيضاً ظلت أسس الدولة ومقوماتها، تتراجع إلى الوراء، وشهدت البلاد تدهوراً تراكمياً وكبيراً في معظم مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية بشكل خاص؛ والبنية التحتية تدمر تباعاً جراء التخريب المتكرر والمتواصل؛ والأمن المنفلت، وعنف الجماعات الإرهابية والدينية الطائفية اتخذ منحاً تصاعدياً بشكل غير مسبوق، الذي تم توظيفه من قبل الرئيس السابق وحزبه المؤتمر الشعبي الحاكم الذي عمد إلى منح قيادته وأعضاءه إجازة مفتوحة، وقام بتسليم مقرّاته الحزبية ومؤسساته ووسائل إعلامه لمناهضي خصومه . لقد كان الأمر هنا، بالنسبة لشخص مثل الرئيس هادي، يتعلق بمبدأ آخر من مبادئ التعامل الرئاسي ، مبدأ لا يوجب التسرع في استخدام صلاحياته الرئاسية المفترضة والحاسمة، حفاظاً على مسار التوافق؛ وتكريس مبدأ الصبر والانتظار حتى ينتهي مؤتمر الحوار من حلحلة كافة القضايا العالقة قبل انتهاء الفترة الانتقالية . الفترة الانتقامية وأدى بطأ عملية التحول السياسي في الفترة الانتقالية التي تم التمديد لها وفشل تطبيع الأوضاع الداخلية للبلاد إلى إغراء الرئيس السابق علي صالح والقوى الحليفة له المناهضة لخصومه كـ جماعة الحوثي التي تنتهج العنف في شمال الشمال والقاعدة في الجنوب إلى الوقوف دون إنجاح نقل السلطة في المرحلة الانتقالية، ووقوفه وراء استهداف المنشآت والمصالح العامة، وإمداد جماعات العنف والتخريب بالمال والسلاح، ونشر الفوضى وسلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من القادة والضباط والعسكريين، وضلوعه في تفجير وزارة الدفاع وغيره من الأحداث والتفجيرات، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وكان التحدي الأكبر أن من كانوا متوافقين بالأمس قبل سقوط الرئيس السابق صالح صاروا الآن يتنافسون بل يتصارعون فيما بينهم، بحيث أصبح هذا التنافس والصراع جزءًا لايتجزء من المشكل السياسي اليمني، ومع مرور الزمن استطاع الرئيس السابق صالح التحكّم في المشهد وتسوية الملعب السياسي مجدداً بتفكيك جبهة قوى الثورة التي أطاحت به من الحكم بإثارة الصراع فيما بينها على السلطة ، والتحالف مع بعضها ضد البعض الآخر. ولذلك لازال الرجل حاضراً في المشهد والبلد بقوة، بفعل ثرواته وأمواله الطائلة التي اكتنزها طيلة حكمه اليمن 33 عاماً، ونتيجة منحه الحصانة من قبل من ثاروا عليه، وشكّلت له الفترة الانتقالية التي حوّلها إلى انتقامية متنفساً لتصفية الحساب مع خصومه، فهو الآن يقف عائقاً أمام تنفيذ المبادرة والتسوية السياسية التي ارتضاها العالم مخرجاً وحلاً أمثل للتغيير، بل لقد جعل كل من ثاروا عليه يقفون اليوم عاجزين عن إتمام اختراعهم الذي أدخلهم في محنة ومعضلة الوفاق والمناصفة معه . وقد غدت المبادرة وإجراءاتها وماتلاها في الجملة عبارة عن عامل مساعد لهضم وتفتيت القوى الثورية وتغييبها عن المشهد واستبدالها بقوى جديدة كماهو عليه الحال مع حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي والفاعل في الساحة والثورة، الذي يستند إلى مراكز قوية في اليمن، والتي من أهمها علاقته بالجنرال علي محسن الأحمر الرجل الذي يتمتع بسلطة وتأثير ونفوذ كبير على مستوى القبيلة والمؤسسة العسكرية والأمنية، إضافة الى علاقة الحزب بكبار مشايخ اليمن وعلى رأسهم مشايخ آل الأحمر، الذين جرى استهدافهم مؤخراً عن طريق دعم الرئيس السابق صالح لخصومهم، وتحالفه مع جماعة الحوثي التي أمدّها بالمال والسلاح والعتاد، ما أتاح لها سرعة الانتشار والتمدّد في الجغرافيا التي كانت خاضعة لسلطة ونفوذ قبيلة حاشد ومشايخ بيت الأحمروحزب الإصلاح في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، التي لازال الصراع فيها قائماً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:14 pm

القضية الجنوبية في اليمن.. قضية عادلة في مسارات متعرجة


"الحراك الجنوبي" , "ثورة الجنوب" . "دولة الجنوب العربي" أو " الشعب الجنوبي". كل هذه المسميات أخذت تتردد على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة التي بدأت في حركتها نضالا حقوقيا سلميا , إلا أن الأوضاع تطورت بعد ذلك تطورا خطيرا استوجب على الجميع النظر إلى القضية نظرة عميقة منطقية وبغض النظر عن مسألة قانونية مطالب هذه المسميات من عدمها أو إجراءات الردع ضدها فإننا نتناول الموضوع بطريقة أخرى هي أقرب للبحث في مسألة الهوية والخوض في منعطفات تاريخية لفهم مسارات القضية وخلفيتها .
ولعلنا ندلف إلى جوانب مختلفة متعلقة بهذا الموضوع ومن زوايا متباينة لنحاول أن نجد مقاربة لما يحدث وتصور لما قد يقع في ضوء ظروف معينة .
- مسألة الهوية  وثورات الشعوب :
كانت ولا تزال الهوية القومية للشعوب هي الدافع الرئيسي لها للتحرر من الاستعمار وهيمنة القوى الأخرى عليها على مدى التاريخ القريب والبعيد .وظلت الهوية القومية تجسد لهذه الشعوب معاني التحرر والحلم بمستقبل مشرق بعضها كانت منصفة لوضعها حيث أنها ناضلت من اجل استقلالها ولم تتعدى ذلك وشعوبا أخرى بالمقابل كانت تنطلق من هويتها القومية لسحق الشعوب الأخرى انطلاقا من ادعاءات بان هذه القومية هي الأصلح والأنفع لحكم العالم والسيطرة عليه ومثال قريب لذلك ما عمله هتلر خلال الحرب العالمية الثانية .
إذن القومية أو الهوية كانت الأساس الذي تحرك الشعوب إن للهيمنة على الأخر أو للإنعتاق من سيطرة الأخر أيضا .
العالم العربي – هويات ضمن الهوية :
لا يختلف اثنان في أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج هو شعب واحد نابع من مشكاة واحدة ويرى البعض بأن التفرقة التي حلت بالوطن العربي إنما هي نتاج للاستعمار وهيمنة القوى الخارجية على شعوبه التي بدورها قسمت الوطن العربي بين القوى الاستعمارية من اجل الإجهاز على هذه الشعوب ومقدراتها بطريقة سهله .
ويرى آخرون الوطن العربي إنما تجزأ جغرافياً لكن هويته لازالت واحدة وهي نفسها منذ آلاف السنين رغم تقطع أوصال الأمة العربية .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : كيف تقسمت الشعوب العربية و تشظت إلى ما نشاهده اليوم؟ وما زال الحال يسير إلى ما هو أسوأ –" تقسيم المقسم".
بالحق أن السؤال صعب والإجابة عنه أصعب .
لكن يمكن القول إن العاطفة وحدها لا تكفي لبقاء الشعوب موحدة على قلب رجل واحد فتقاطع المصالح يلعب دورا محوريا في هذا.
فالهيمنة لفئة معينة من الشعب قد تثير حفيظة فئات أخرى فتسعى إلى طلب الاستقلال بنفسها وخاصة إذا كانت تملك عوامل مميزة : الأرض والإنسان والهوية .
ويمكن الاستنتاج من هذا أن الشعوب العربية قد تقسمت نتيجة للصراعات التي جرت بين الدويلات التي نشأت في الوطن العربي .وكانت هذه هي البداية من الداخل العربي بدون تأثير القوى الخارجية والمعادية . بل إن هذه الدويلات قد استجلبت الأجنبي ليقف في صفها ويدعمها مقابل مصالح توفرها له وتطور الأمر  بعد ذلك إلى تدخل القوى الأخرى في قضايا الوطن العربي واستعماره.
سعت القوى الاستعمارية إلى إذكاء هويات كانت قد ذابت في الهوية الجديدة والمتمثلة بالعصر الذهبي الإسلامي الذي جمع شعوبا كثيرة ضمن هويته المميزة " الإسلام ". باعتباره دين كل الشعوب على مختلف مشاربها على ضوء  أن" لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"[1]
وأيضا " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم " [2]
لكن الصراعات التي نشأت تسببت بابتعاد القوميات الأخرى عن العرب وبدأ العرب أنفسهم ينقسمون إلى دويلات كثيرة حسب ما يعرفه الجميع وما نزال نعيشه الآن . لكن , أين كانت قضية الجنوب اليمني من هذا كله ؟
جنـوب اليمن :
لا غرابة القول أن مفردتي "الجنوب" و"اليمن" متماهيتين في بعضهما  البعض فاليمن تعرف بأنها المنطقة الواقعة "جنوب " شبه الجزيرة العربية وركن الكعبة "الجنوبي" يعرف تاريخيا "بالركن اليماني " وهناك في التاريخ السحيق قامت دولة "يمنات" إذ يقول المؤرخون أنها امتدت من جنوب سد مأرب شمالا إلى منطقة شقرة في أبين جنوبا .[3]
ومعظم اليمنيون إجمالا لم يكونوا يطلقون كلمة "جنوب" على المحافظات الجنوبية من اليمن باسم "الجنوب"  كهوية أو حتى كجهة جغرافية, إذ كانوا يسمون الجهة الجنوبية بالجهة "العدنية " والجهة الشمالية "بالجهة القبلية " أي أن مصطلحي شمال وجنوب  لم يكنا في ذاكرة الشعب اليمني . بل هما مصطلحان سياسيان حديثي عهد.
متى بدأت تسمية الجزء الجنوبي من اليمن ب"جنوب" كهوية ؟
حدث ذلك  أثناء الاستعمار البريطاني حينما أتبع سياسة فرق تسد وساعد في إنشاء سلطنات صغيرة مستقلة عن بعضها البعض واحتفظ بمدينة عدن كتابع مباشر للسياسة الاستعمارية .
كان عدد سكان عدن في يناير 1839م 600 شخص فقط  أي في سنة احتلالها من قبل بريطانيا . وبلغ عدد سكانها في عام  1964م 265 ألف نسمة – 200 ألف نسمة من العرب, منهم 60 ألف من مواليد عدن, 60 ألف من أبناء المحمية , 80 ألف  من أبناء الشمال. [4]
اتبعت السياسة الاستعمارية سياسة تمييزية ضد سكان عدن غير الأصليين المنحدرين من مناطق المحميات والمناطق الشمالية كحرمان أبنائهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية مثلاً وغيرها من السياسات التمييزية .
ونتيجة لتلك السياسة والاحتقان ,ظهرت حركة "الجمعية العدنية " التي أطلقت شعار "عدن للعدنيين" في نهاية الأربعينيات ثم ظهرت "جمعية رابطة أبناء الجنوب العربي" بشعار أوسع هو " وحدة الجنوب العربي"  . ولم يكن ذلك كما يراه بعض المؤرخين  إلا لمواجهة المد القومي في اليمن خصوصاً بعد اندلاع ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين [5].
هذه الشعارات انتهت برحيل الاستعمار وبجلاء آخر جندي بريطاني من اليمن حيث نشأت دولة جديدة باسم"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وحل اسم "اليمن " بدلا من "الجنوب" لأنها قامت على أسس قومية ترتبط بأصل الشعب وألغت أي سياسة سابقه انتهجها الاستعمار فاختفت السلطنات ونشأت دولة مترابطة سعت بعد ذلك بكل مراحلها المختلفة باتجاه الوحدة مع الشمال. وكل الاختلافات والصراعات مع الشمال كانت تنتهي باتفاقات على خطوات تطبيق الوحدة .
ولا بد من العودة إلى موضوع الحركات السياسة التي نبعت في الجنوب أثناء الاستعمار للغوص في ظروف نشأتها وأهدافها .
الجمعية العدنية :
تأسست الجمعية العدنية في 23 يوليو 1949م وكان رئيس الجمعية محمد علي لقمان ونائبه عبد الرحمن جرجرة وحسن بيومي وبرر المؤسسون إنشائها وشعارها الذي رفعته "عدن للعدنيين" هو ((تحكم وتسلط الأجانب في شؤون مستعمرة عدن. فقد كان الانجليز يعتمدون في شؤون حكمهم على "الجوانيز" وهم من المستعمرة البرتغالية في الهند- جوا- والفرس والانجليز بينما أبناء المستعمرة كانوا في الوظائف الصغيرة لا يملكون سلطة التنفيذ.... فخرجت فكرة "عدن للعدنيين" التي تنتقد هذه الأوضاع التي نتجت عن الاستعمار البريطاني وليس كما روج لها البعض –للأسف – بأنها جمعية انفصالية وتنظر نظرة دونية لأبناء الشعب اليمني من خارج عدن))[6].
وحسب كلام المؤرخ حمزة لقمان في مقابلته مع جريدة الأيام [7] في العدد 108, 2/12/1990م إن ما قصدته الجمعية العدنية بالعدنيين هم (إما أبناء أو أحفاد لأشخاص جاءوا إلى عدن من الشطر الشمالي من الوطن –سابقا- أو من المناطق الريفية الجنوبية والشرقية واغلب العائلات الموجودة حاليا –إذاك في عدن تعود أصولهم إلى أولئك الآباء والأجداد فالعدني هو الذي "ولد أو تربى في عدن")[8].
رابطة أبناء الجنوب العربي :
نشأت عام 1951م وكان قيامها نتاجا لحركات وانتفاضات سياسية شعبية في بعض مناطق الجنوب . وقد عارضت النزعة الانفصالية للجمعية العدنية كما رآها المؤسسون للرابطة ودعت إلى وحدة الجنوب العربي ومسقط وعمان وشجبت " الانقسام والانفصالية والطائفية" [9]
ويرى بعض المؤرخون إن رابطة أبناء الجنوب العربي كانت تؤيد فكرة توحيد القطرين –الجنوب العربي واليمن – لا على أساس أن الجنوب تابع وخاضع لليمن أو بعض منه أو أن عرب الجنوب ينسبون إلى العرق اليمني[10].
الجنوب بعد الاستقلال وعلاقته مع الشمال
توحدت عدن والسلطنات المحيطة بها وكذلك سلطنات حضرموت والمهرة تحت عباءة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي ساهمت في دعم الجمهورية العربية اليمنية في الحرب ضد الملكيين وخاصة خلال حصار صنعاء أواخر عام 67م.
سعت الدولتان في القطرين الشمالي والجنوبي إلى الوحدة رضاء وكرها وكانت الصراعات كما أسلفنا بين الدولتين تنتهي باتفاقات ليس لوقف الحرب فقط  وإنما  طرح صيغ لكيفية تطبيق الوحدة .
وقد تماهت العلاقات بين الدولتين في كثير من القضايا فمثلا في المجال الدبلوماسي كان الدبلوماسي من الشمال أو الجنوب يمثل كلا الطرفين في الاجتماعات الدولية[11] ويتحدث باسم الدولتين. كانت الوحدة السياسية هدفهم الأغلى والأسمى حتى وهم مختلفون مع بعضهم البعض حتى جاءت الوحدة بعد مخاض عسير استمر لمدة خمسة وعشرون عاما, ليدخل البلد الموحد بعدها في مماحكات سياسية بلهاء كبله أصحابها لتندلع حرب 94م ويدخل اليمن مرحلة ما بعد 7 يوليو 1994م
ويستبعد الجنوبيون شيئا فشيئا من مفاصل الدولة مدنية كانت أو عسكرية وتنشا قضية اسمها اليوم "القضية الجنوبية"
عدالـة القضيـة:
إن القضية الجنوبية أصبحت حقيقة ولا تستدعي الاستكبار أو الاستنكار لأن أبناء الجنوب عانوا التهميش ومصادرة الحقوق والتنكيل بمواردهم البشرية والاقتصادية على مدى سنوات حولتها عصابة متسلطة إلى "مزرعة خاصة".
وهذه العصابة المستبدة لا يمكن أن تمثل ما يمكن أن يطلق عليه "الشمال" لأن الجميع عانى التهميش والإقصاء لمصلحة فئة تملكت السلطة والثروة في غفلة من الزمن.
مبـررات منطقيـة :
في ذروة انطلاق الحراك الجنوبي بمطالب حقوقية بحتة , لم يجد ذلك الحراك إلا التجاهل المتعمد من قبل الدولة ومحاولة تشويه تلك المطالب العادلة . كان الحراكيين أحوج إلى دعم حقوقي ومناصرة ليس من قبل الجهات الشعبية على الأقل , بل من المنظمات الحقوقية التي يمثلها شماليون في الأغلب. فمثلا لم يلقى المطالبون مناصرة كافية كتلك التي حصل عليها أبناء منطقة الجعاشن ـ مع عدم التقليل من شأن قضية أبناء الجعاشن بالطبع ,في مظلميتهم ضد شيخهم المتسلط والمدعوم شخصيا من قبل السلطة الحاكمة آنذاك.
- كان الحراك بحاجة إلى دعم قوى وطنية ’ لا أقول "حراكا" شماليا بل تحرك قوى مناصرة تحركا موازيا وداعما لاسترداد الحقوق باعتبار أن معالجة هكذا قضية تحصينا للأمن القومي للبلاد ,لكن ذلك لم يحدث .
- انطلقت الثورة الشبابية بأهدافها النبيلة في التخلص من كل مساؤي وخطايا علي عبدالله صالح الذي قاد البلاد نحو المجهول وكانت فرصة لكل المظلومين للانخراط في صفوفها بما فيهم أبناء الجنوب وكاد الحراك
"حلفاء الظلم والفيد " سابقا, و خصوم اليوم جعل من أبناء الجنوب ينظرون بعين الريبة إلى  مستقبل قضيتهم في ضوء ما يطبخ من مشاريع تحدد مستقبل اليمن ككل وأبرزها مؤتمر الحوار الوطني في ضوء المبادرة الخليجية.
لقد رأت بعض النخب الجنوبية إن المبادرة الخليجية تجاهلت قضيتهم فقد مثلت للنخبة الفاسدة في صنعاء فرصة  للتصالح والوفاق بعد الاختلاف الدموي  وما خطاب صالح في 27/2/2013 إلا دليل على ذلك فقد دعا إلى التصالح والتسامح ولكنه بالمقابل شن هجومه على البيض .!!!! [12].
تخبط المطالب الجنوبية
تعددت مطالب الحركات الجنوبية وتناقضت فيما بينها فبينهم من  مطلبه "فك الارتباط" بينما يرى آخرون أن الانفصال هروب إلى المجهول و محاولة للتملص من مواجهة الباطل ويرون أن الترويج للانفصال باعتباره مخلصا للجنوبيين من كل ما يعانوه ما هو إلا ذر للرماد في العيون. ومطالب أخرى تريد دولة إتحادية من إقليمين يكون الجنوب إقليما موحدا [13].
 ومن المنطقي جدا أن يسأل الجنوبيون أنفسهم هذا السؤال : أي شكل لدولة الجنوب نريد ؟
هل دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟
أم شكل الدولة قبل الاستقلال : إتحاد الجنوب العربي
أم خليط بين هذا وذاك.
يرفع المنادون علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كان توجهها وحدويا وقوميا لا بل أمميا , ولكنهم يرفعون شعار ا ما قبل الاستقلال الذي كان صنيعة استعمار مقسما الجنوب إلى سلطنات و محميات والذي لطالما حاربته دولة جمهورية  اليمن الديمقراطية الشعبية
التاريخ طبعا لا يعيد نفسه والظروف التي خلقت في الماضي لا يمكن أن تتكرر. واستعداء كل ما يمت بصله إلى الشطر الشمالي يعد عملا مضرا بقضية أبناء الجنوب  في نيل حقوقهم بالشراكة في الثروة والحكم .
كما أن تبني خيار العنف سيضيع القضية بين دهاليز الفعل ورد الفعل والصفقات السياسية التي قد تنشأ بين أمراء حرب سيظهرون على حساب القضية الجنوبية .
كما أن التركيز على البعد السياسي وإغفال الجوانب الاجتماعية وتقاطع المصالح بين اليمنيين شمالا وجنوبا أمر في غاية الخطورة .
فرصة أخيـرة
إن الانخراط في حوار وطني يلتقي فيه الشماليون والجنوبيون على مختلف مشاربهم هو الأسلم للبحث عن أرضية مشتركة لرسم المستقبل , فليس كل جنوبي انفصالي  ولا كل شمالي وحدوي. ففي النهاية الوطن إن أُدير بحكمة وعدل فهو خير للجميع شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا. وقد تمثل ذلك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث مثل مخرجا هاما لكل قضايا الوطن إجمالا , ويبقى تطبيق مخرجات الحوار أمرا في غاية الأهمية للجميع وعليهم التعاون لتنفيذ تلك المخرجات.
** البيان تنشر ملف خاص بعنوان " اليمن بين الأطماع الفارسية والأجندة الأمريكية "
[1] حديث شريف
[2] جزء من آية رقم 13 ,سورة الحجرات.
[3] من حديث للمؤرخ مطهر الإرياني –برنامج "في تلك الأيام ", قناة اليمن,2010م .
[4] شاكر الجوهري, الصراع في عدن , مكتبة مدبولي , القاهرة:1992,ص 28,د/ احمد عطية المصري .
[5] فيصل جلول , اليمن : الثورتان ,الجمهوريتان , الوحدة .
[6] جريدة الأيام, مقابلة مع المؤرخ حمزة لقمان, العدد 108,  2/12/1992م.
[7] نفس المصدر السابق.
[8] نفس المصدر السابق.
[9] سعيد الجناحي, الحركة الوطنية اليمنية , مركز الأمل للدراسات والنشر, الجمهورية اليمنية: 1992/ص 111.
[10] علي الصراف, اليمن الجنوبي, رياض الريس, 1992م.
[11] فيصل جلول , اليمن : الثورتان ,الجمهوريتان , الوحدة .
[12] من حوار محمد عبد المجيد القباطي لقناة السعيدة , مع المذيع محمد العامري ,فبراير 2013 . [بتصرف]
[13] كانت هذه رؤية الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار الوطني
المراجع
الوحدة اليمنية , كفاح شعب ووطن: خالد بن محمد القاسمي
الاحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن – الهام محمد مانع
اليمن : الثورتان – الجمهوريتان – الوحدة , فيصل جلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:16 pm

القضية الجنوبية.. ثورة أم صراع من أجل السلطة.
. أ. جلال عبد القدوس الجلال


للجواب عن محتوى القضية الجنوبية هل هو ثوري ام نزوع وصراع من اجل السلطة يرى المتابع أن  من خلال التأمل في المسار التاريخي والسياسي والاجتماعي لجذور القضية الجنوبية لاسيما خلال الخمسين السنة الاخيرة من 1967م ــ 2011م ، يشعر المرء أن كثير مما حدث عبر المراحل و المحطات في العقود الخمسة  إن هناك بروز طاغي وليس كلي لتسيد الحكم و السياسة للفرد الواحد والحزب الواحد..[1]
وإن تلك التحديات و المتوالية عبر عقودها تمثل عناوين مبكرة لمحتوى هذه القضية الجنوبية إلا أن كل منها لم تصل إلى مصاف محتوى القضية الجنوبية الناجمة من عام 90م وما بعد وممارسات صيف حرب 1994م و ما تلاها إلى 2011م[2] .
 لقد كانت الفترة الانتقالية لدولة الوحدة في اليمن بعد عام90م تهدف إلى تحقيق عدة بديهيات هي :
1-  إلغاء قانون التأميم في الجنوب, وإعادة جميع الممتلكات لملاكها السابقين, وتعويض المنتفعين باعتبار بان مثل هذه القوانين غير موجودة في الشمال, ومن غير المعقول بأن يظل الجنوب مؤمما والشمال ملكا لأهله [3]
و أن المشكلة التي أحدثها التأميم هي في الأراضي المؤممة, والتي كانت تملكها الدولة, وليس لها ملاك من قبل مثل الأراضي الفضاء والتي كانت عرضة للنهب بعد الوحدة سواء من خلال توزيع الحزب الاشتراكي للأراضي لكسب الأنصار خلال الفترة الانتقالية, أو لعمليات النهب, والسطو التي تعرضت لها تلك الأراضي بعد حرب صيف 94م, والتي قام بها النافذين, والمسئولين المواليين للنظام, والمشايخ, والعسكريين، والتي كانت عواقبها وخيمة على الأمن والاستقرار السياسي, حيث كانت تلك الممارسات وراء خروج الجنوبيين مطالبين بالمساواة تحت مسمى (الحراك الجنوبي)
2-  إعادة تشكيل الاقتصاد الجنوبي من الشكل العام إلى الخاص, أي من القطاع العام إلى القطاع الخاص الذي كان سائدا في عهد الاشتراكية إلى تطبيق النظام الرأس مالي لخلق حالة من التجانس الاقتصادي, والاجتماعي, والثقافي وتثبيت الوحدة على الأرض ، وإزالة الاختلاف بين أجهزة الدولة, ومؤسساتها, وتوحيدها على قاعدة الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية الوحدة فليس من المعقول الإبقاء على نظاميين إداريين في دولة واحدة.
3-  دمج القوات المسلحة والأمن فليس من المعقول بقاء جيشين في ظل دولة واحدة وعوضا عن هذه تم تحريك القوات في 20مايو 1990 قبل الوحدة بيومين إلى مناطق تمركز جديدة والتي كانت في اغلبها في مناطق الحدود السابقة [4].
وكانت تلك المهام التي كان من المفترض أن تسعى لتحقيقها السلطة السياسية السابقة على ارض الواقع خلال الفترة الانتقالية, إلا أن الحزبين السياسيين الحاكمين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي  انشغلا في قضايا أخرى يهدف كل منهما إلى امتلاك عناصر ومسببات القوه, التي تمكنه من السيطرة منفرداً على السلطة, وانتهجا كل ما من شانه أن يحقق القوه في مواجهه الطرف الأخر حتي وصل الى حرب 94م[5].
والتي تبلور من خلال الممارسات التي جاء بهد حرب صيف 94م إلى ظهور محتوى القضية الجنوبية الحقوقي والسياسي والاقتصادي والذي تمثل في القضايا:
1. النهب لأراضي و لعقارات "الدولة" والمواطنين ، وبعشرات الكيلومترات وفي جميع محافظات الجنوب على الأقل لبعض الأشخاص من نافذين في السلطة والجيش والحكومة ورموز اجتماعية ومالية ،إن هذه السياسات شجعت على التمادي من قبل من هم اقل نفوذا على نهب ومصادرة أراضي المواطنين[6].
2. التسريح لعشرات الآلاف ( التقديرات82200) من القادة والضباط والصف والجنود الذين انتظموا في وحدات الجيش سابقا والتي ظلت قائمة في ظل الوحدة كما كانت علية تقريبا .. وإحالتهم قسرا خشية من إفرازات الحرب إلى التقاعد.. وبذلك تم التسريح أو حل جيش كامل خوفا من صعوبة تطويعه لإرادة الحكم ...[7].
3. الإقصاء والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية ( التقديرات تقول (680000)فرد في الجهاز المدني ) وذلك  ما يتضح من خلال التسيس للوظيفة الذي أدى إلى حرمان الشباب والخريجين وهم بالآلاف من حق الحصول على فرصة عمل أو درجة وظيفية ، ومن الترقيات المستحقة قانونا للموظفين منهم .. وإقصاء متدرج ومتسارع لمن وصل إلى درجة مدير ومدير عام من أبناء هذه المحافظات واستبدالهم بآخرين دون مراعاة الشروط والمعايير الوظيفية السارية . .[8]
ونرى بان تلك الإحصائيات للمسرحين لا يمكن الاعتماد عليها كون التنافس بين الحزبين الحاكمين خلال الفترة الانتقالية دفع بالأحزاب إلى تضخيم الهيكل الإداري والعسكري بأسماء وهمية أو لا تمت بأي صلة للوظائف التي يشغلونها[9].
4. حرمان الراغبين من الالتحاق بالكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية حتى لو استطاع بعضهم دفع المقابل المادي الكبير ، وغير القانوني ولعل أقرب الأدلة على ذلك أن إحدى الدفعات التي تخرجت من كلية الشرطة البالغة 400فرد لا يوجد بينهم غير 12 فرد فقط من أبناء المحافظات الجنوبية يقال أنهم من جماعة نائب رئيس الجمهورية انذاك .
5. الإفراط في استخدام القمع والعنف ضد الاعتصامات وغيرها من أشكال الاحتجاجات السلمية في المحافظات الجنوبية وما نتج عن ذلك من قتل وجرح عشرات واعتقال عشرات الالاف لاسيما بين 2007م/2011م و الافراج عن الغالبية بعد الاعتقال .
6. عسكرة عواصم هذه المحافظات ونشر المواقع والمراكز العسكرية والأمنية في مدن ومديريات المحافظات وتهديدا للسلم الاجتماعي وللاستقرار والتنمية و احاطة عواصم المحافظات الجنوبية على سبيل المثال بأكثر من عشرة اضعاف عما كان حولها قبل 94م[10] .
7. البيع أو الخصخصة لحوالي 66 مؤسسة ومنشأة اقتصادية وصناعية وزراعية في نطاق محافظة عدن وضواحيها والتسريح القسري لآلاف العمالة من تلك المنشاءات، وبثمن بخس للسماسرة و الموالين وبثمن لا يساوي 10٪من القيمة الحقيقة[11]
8. انتهاج سياسة تتعارض مع إعلان عدن : العاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة وافتعال المعوقات ، إلى جانب ذلك هناك من يرون أن ما جرى من تعديل لمسمى مؤسسة مواني عدن إلى مواني خليج عدن يشير إلى مخطط يفرض استمرار التهميش لميناء عدن ذو الأهمية الإستراتيجية الإقليمية والدولية .[12]
9. الاستنزاف المفرط للثروات البترولية والمعدنية المستخرجة من أراضي المحافظات الجنوبية وحرمان المحافظات وأبنائها من نصيب عادل من عائدات وفوائض تلك الثروات ، ولعل أقسى صور الحرمان تتمثل في عدم الاكتراث بتشغيل الأكفاء والقادرين من أبناء هذه المحافظات في أعمال وأنشطة الاستكشاف والتنقيب والاستخراج ، وكذا في عدم التفكير بإقامة مشاريع إنتاجية وخدماتية من عائد هذه الثروات لتشغيل الأيدي العاملة وتوفير فرص العمل لأبناء هذه المحافظات والمحافظات الأخرى وتقسيم النفوذ والمنافع للأقارب و الموالين ، وحرمان لمحافظة الانتاج وأبنائها من فرص وحقوق تلك الثروات وعلى مدى العقدين الماضين[13]
10. تفشي الفساد .. والارتفاع الجنوني للأسعار وفي مقدمتها السلع الغذائية والدوائية إن مصدر القسوة واساس العناء يكمن في أن غالبية أبناء المحافظات الجنوبية تقريبا هم من محدودي الدخل ولا يقدرون على مواجهة غلاء الأسعار كما إن القليل منهم من تمكنوا من الحصول على وظيفة أو فرصة عمل يندر أن تفي بأبسط المتطلبات المعيشية ، كما أن من كان منهم قد استطاع أن يؤمن لأسرته مصدر دخل من خلال مشروع صغير – محل تجاري – بقاله ، لم يلبث أن تخلى عنه بسبب الإفلاس أو لعدم القدرة على المنافسة في مجتمع صار قانونه البقاء للأغنى.
11. المركزية الشديدة أو المفرطة ، فكل شيء مصدرة العاصمة حتى انجاز ابسط العاملات أو الحصول على أبسط الحقوق لا يمكن أن يكون إلا بالتوجه إلى صنعاء لمتابعة ما يلزم المواطن الذي لا يقدر على الاستعانة بوسيط أو محسوب فكان ذلك من العوامل التي ضاعفت إحساس الناس بأن من ينتمون إلى محافظاتهم ممن هم في الدولة والحكومة وغير ذلك لا يمثلونهم ، إنهم في خدمة الحكم الذي يستمدون منه سلطاتهم.[14]
12. شعور دائم وعميق بتفاوت المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات في التعليم والوظيفة و الضمانات ومن صحة ، وهو شعور قد لا يخلو من مبالغة و حقيقة لسياسة السلطة المستبدة ، وبالتالي يحتاج إلى معالجة جادة بمسئولية وطنية وشفافية رسمية في إنهاء هذا الشعور من خلال إجراءات فعلية كقرار إلغاء الكلفة المشتركة المتعلقة بالخدمة الكهربائية الصادر مؤخراً من خلال توحيد أنها لا تزيد عن سبعة عشر ألف ريال في بقية المحافظات، وافتقاد الامانة و الصدق والمسئولية لدى الحكم المستبد قبل 2012م و المخلوع ، يؤكد الجرائم والمحن ضد الجنوب واليمن عموماً[15] .
13. إقصاء الكفاءات والقدرات من قيادات وكوادر المحافظات الجنوبية في مختلف المجالات تقريبا ، باستبعادهم عنوة عن مواقع المشاركة في صنع القرار الوطني وفي رسم السياسات العامة للبلاد . وفي ذلك مؤشر صارح على الإخلال بمبدأ الشراكة الوطنية ، شراكة الجنوب والشمال في المسئولية الوطنية بمفهومها السياسي والاجتماعي الواسع ، وأضرار بقيم ومبادئ الديمقراطية والوحدة والتنمية والسلم الاجتماعي .[16]
وبفعل ممارسات النخبة السياسية الحاكمة الخاطئة اتسعت رقعة الفعاليات والاحتجاجات السلمية تشكلت العديد من هيئات الحراك لتشمل كافة المحافظات الجنوبية وفي الشمال وفي الخارج ليأخذ الحراك السلمي بعد ذلك بعدا أخر ويصبح أكثر تشددا في سقف مطالبة تصل في بعض الأحيان إلى المطالبة بالانفصال وفك الارتباط حالة من حالات عدم الرضا بالانتماء والوجود وصل إليها العديد من أبناء المحافظات الجنوبية. بل والشعور بالانكسار الوطني في الجنوب جراء الصمت وتبرير كل تلك الخطايا والمنكرات في الجنوب و لدوافع قبلية ومناطقية لاسيما ما بعد 94م وحتى 2006م بصورة مسيئة لليمن و الثورة و الوحدة وحرياتها العادلة
ومن خلال ما سبق فجوهر المشكلة الجنوبية ومحتواها اليوم تهميش اقتصادي وسياسي وحقوقي لإخواننا في الجنوب؛ فبعد حرب صيف 1990م كان إخواننا في الجنوب يتوقعون من السلطة الوظائف، والسكن والسلع المدعومة حكومياً والمشاركة في السلطة وصنع القرار وأصيبوا بخيبة أمل بعد الانتقال السريع إلى اقتصاد السوق الحر.[17]
وقد حاول تغيير مضمون القضية إلى الدعوة للانفصال قادة خسروا مناصبهم بعد حرب عام 1994 وهم يستغلون الآن الصعوبات الاقتصادية في سائر أنحاء الجنوب للتحريض على دعم الانفصال. [18]
أما الشباب في الجنوب الذين يدعمون الدعوات ذات المطالب المرتفعة، فهم يوصفون بأنهم أصغر من أن يتذكروا الصعوبات والقمع الذي تميزت به حقبة الحكم قبل الوحدة وبوصفهم ضحايا للحملات الدعائية التي تشنها النخب الجنوبية المتعطشة للسلطة.[19]
وقد ظهر مضمون ومحتوى بشكل جلي الحقوقي والسياسي في أواخر عام 2006 ،التي بدأت مجموعة من المتقاعدين في محافظة الضالع بتنظيم الاحتجاجات والاعتصامات والمطالبة برفع رواتب المتقاعدين و/أو إعادتهم إلى الخدمة العسكرية فيحين أن الدافع إلى الاحتجاجات كان مظالم محددة.[20]
وفي أواسط عام 2007م،بدأ موظفو خدمة مدنية، ومدرسون، ومحامون، وأكاديميون وشباب عاطلون عن العمل من سائر أنحاء الجنوب السابقة.وبالانضمام إلى الحركة التي باتت تُعرف لاحقاً بالحراك الجنوبي.
ووضع المتظاهرون أنشطتهم في إطار صراعٍ ضد الظلم، والاحتلال والتمييز، وأصروا على "المساواة والتوزيع العادل للثروة  "المساواة أمام القانون"[21]
وتركزت مطالبهم على الوصول إلى الوظائف والمنافع الحكومية، لكنها تضمنت أيضاً مطالب بقدر أكبر من الحكم المحلي، وفرض حكم القانون، والتوزيع العادل للأراضي وتقاسم أكثر عدلاً للموارد بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية، وخصوصاً فيما يتعلق بالثروة النفطية. في البداية، كان التركيز يستند إلى المطالبة بالحقوق والمطالبة بالإصلاح في سياق الوحدة. وكانت المظاهرات والاعتصامات سلمية في مجملها، خصوصاً خلالا  العام الأول.[22]
رد النظام على الاحتجاجات السلمية بمزيج من القمع المستهدف، والتنازلات المحدودة ومحاولة الاستمالة. كان المتظاهرون غير المسلحين يواجهون بشكل روتيني للمضايقة، والاعتقال غير القانوني ،والرصاص المطاطي وحتى الذخيرة الحية. إضافة إلى ذلك، أطلق النظام حملة لتكميم الصحافة ومنع الصور والمعلومات حول المظاهرات من الانتشار. في أيار/مايو 2009 ،على سبيل المثال، علق النظام بشكل مؤقت نشر ثمان جرائد مستقلة، إضافة إلى عددٍ من المدونات ذات الشعبية.[23]
وفي نفس الوقت، استجابت الحكومة بشكل إيجابي لبعض المظالم،في حين حاولت إطلاق حوار مع المحتجين.
إلا أنها لم تكن كافية، وأتت متأخرة ولم تكن جزءاً من رؤية استراتيجية للتنمية المستدامة و الإشراك السياسي في الحكم  . على سبيل المثال، يقر يحيى الشعيبي ،وزير الخدمة المدنية السابق، وهو من الجنوب، أن الحكومة
كانت بطيئة جداً في ردها عندما  بدأ المتقاعدون العسكريون الجنوبيون المطالبة برفع رواتبهم.
 وفي المحصلة ففي عام 2007 ،اتخذت الحكومة إجراءات لرفع رواتب المتقاعدين، لكن عند تلك النقطة لم يعد ذلك كافياً وكانت المطالب قد تزايدت. وأصبحت القضية مسيسة من قبل النظام السابق". [24]
صحيح أنها لم تعالج المسألة بشكل جيد عندما حاولت الحكومة تقديم مبالغ مالية ووظائف، فإنها لم تشمل الجميع. كما أن تقديم هذه الأشياء شجع أناس آخرين على تقديم مطالب".[25]
اتخذت الحكومة خطوات أخرى. شرعت في مفاوضات مع الحراك، ونفذت و- أو أعلنت عن مبادرات تنموية وانخرطت حتى في إصلاحات سياسية متواضعة  بين عامي 2008 و 2010 ،وكونت عددٌ من لجان الحوار بالتفاوض مع قادة الحراك، الذين حصل عدد منهم على وظائف ورواتب في محاولة لاستمالتهم  إلا أن الحوار الذي جرى أثبت فشله؛ فقد رأى فيه الحراك محاولة للاستمالة، وليس جهداً حقيقياً لمعالجة التهميش الاقتصادي والسياسي الحقيقي.
وعلى نحو مماثل، كان هناك بطء شديد في إطلاق المبادرات في تشجيع تفعيل الصورة الحقيقة للشراكة في الحكم فقام النظام السابق بمنح المزيد من الحكم المحلي بالسماح بانتخاب المحافظين عام 2008إلا أنه تم اختيار هؤلاء من قبل مجالس محلية يسيطر عليها الحزب الحاكم ولم تنتخب مباشرة. مما جعلها صورية سببت في تشويه صورة الحكم المحلي ، هكذا وكحال العديد من مبادرات الإصلاح الأخرى، فإن الإجراءات تأتي متأخراً وصورية ولم تحقق الكثير من حيث الاستجابة للمطالب بتحقيق قدر أكبر من الحكم المحلي.[26]
كرد على قمع الحكومة وعدم قدرتها على معالجة المظالم، بدأ رفع من قبل فصائل في الحراك بالدعوة علناً لاستقلال الجنوب أواخر عام 2008 م أما الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التحول فهو نتيجة لإهمال النظام السابق وعنفها وتقديم الحلول الصورية  و أيضا قيادات سابقة  ركبت موجة الغضب في الجنوب أردت السلطة و طبقاً لهذا الحالة في الجنوب،ومع تنامي المشاكل الاقتصادية في الجنوب، خصوصاً بين الشباب، استنتج قادة سابقين في الخارج أن الأوان قد حان للتحريض على الاضطرابات التي غذيت من قبل جهات إقليمية من اجل الوصول إلى السلطة .[27] [28]
وقبيل بداية الربيع العربي في كانون الثاني/يناير 2011 ،كان الجنوب في تصاعد مستمر أججت التكتيكات القمعية التي استعملها النظام ضد المتظاهرين السلميين مشاعر الكراهية.
زد على ذلك أن عدم استعداد النظام السابق  للاعتراف بـ "القضية الجنوبية" بجدية كقضية داخلية وعادلة ومعالجتها بشكل خاص عززت من قوة أولئك الساعين إلى الانفصال الفوري من اجل الوصول السلطة ،أو ما يسميه أعضاء في الحراك فك الارتباط الذي نادى به دعاة الانفصال في صيف 94م ، وأضعف موقف أولئك الداعين إلى حلول وسطية من خلال الحوار والإصلاح.
وبحلول نهاية عام  2010م ،باتت الدعوات المسيسة  –في تصاعد مستمر ولكن في بداية الثورة الشبابية 2011سهلت الانتفاضة والثورة الشبابية حدوث تعاون وتنسيق جديد ين بين المحتجين في الشمال والجنوب.
ووافق أعضاء الحراك، خصوصاً في عدن وفي مدينة المُكلا في حضرموت على العمل مع المحتجين المناهضين للنظام في الشمال لتسريع انهيار النظام.
ووافقوا على أن الدعوة المسيسة من قبل فصائل في الجنوب الداعية إلى استقلال الجنوب ستقوض الهدف المباشر المتمثل في تغيير النظام وذلك بتجزئة أصوات المعارضة وتقويض زخم ثورة الشباب.
وفي شباط/فبراير وآذار/مارس من ذلك العام ،وافق المحتجون في عدن والمُكلا على عدم رفع علم الجنوب خلال المظاهرات.
كما وافقوا على عدم ترديد شعارات معادية للوحدة بل "ارحل" وغيرها من التعابير الشائعة للثورة. وخلال هذا الوقت،انخرط الشباب في الجنوب في الثورة العامة .[29]
وارتفع بعد ذلك صوت تصحيح مسار الوحدة اليمنية وعدم التفريط فيها بعد انتخاب الرئيس عبدربه الذي مثل انتخابه نقطة تحول في تأييد هذا الصوت الحقيقي الذي يمثل مضمون القضية الجنوبية وبداية في حللت مشاكلها بالذات مع الدخول في مرحلة الحوار الوطني تحت سقف الوحدة وهيكلة الجيش وتشكيل لجان الارضي والمبعدين من وظائفهم[30] و كان من أن أهم مؤيدي هذا الاتجاه أمين عام الحراك الجنوبي سابقا عبدالله الناخبي، وقوى الثورة الشبابية في الجنوب مثل الدكتور عبد الله العليمي وبعض قيادة التجمع اليمني للإصلاح في الجنوب[31].
وبعد انتهاء الحوار الوطني في بداية هذا العام واتخاذ أسلوب نظام الحكم الاتحادي  الذي لو نجحوا في تحقيقه  فهذا يعني إن اليمن تمضي إلى دولة الشراكة الأفقية لا الرأسية الاستعلائية القائمة على النظام اللامركزي والشراكة في الحكم والثروة والابتعاد عن سياسات التهميش الاقتصادي والسياسي والحقوقي التي لحقت إخواننا في الجنوب فترة من الزمن والتي تمثل مضمون القضية الجنوبية بأبعادها المختلفة والتي تمثل في مضمونها بوابة الحل للمشاكل الوطنية جمعا.
مما سبق يتأكد لنا أن القضية الجنوبية تشبه إلى حد ما الثورة من منظور الحراك الشعبي لها – الذي يصح ان يسمى حراك وليس ثورة - لكن خلال النظر إلى قادة الحراك الذين ركبوا الموجه الشعبية فهي صراع مكرر من أجل السلطة لكن حين النظر إلى مضمونها التاريخي والسياسي المتمثل في الإقصاء والتهميش فهي صراع من اجل الشركة في السلطة والثورة.
[1] القضية الجنوبية.. المسار والمحتوى بقلم/ محمد أحمد  العفيف
[2] ثريا منقوش، القضية الجنوبية وقضايا تاريخية وفكرية من اليمن، سوريا، دمشق، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ط1 2011م ص130
[3]  عادل الجوجري – اليمن فوق بركان ص 57
[4]  الوضع العسكري لدولة الوحدة – موقع المقاتل
[5] صالح ناصر جعشانالمحددات الداخلية والخارجية للاستقرار السياسي في اليمن (1990- 2010م)الأکادیمیةالعربیة المفتوحة في الدنمارك (1433 هـ/2012م) ص 83
[6] صالح ناصر جعشانالمحددات الداخلية والخارجية للاستقرار السياسي في اليمن (1990- 2010م)الأکادیمیةالعربیة المفتوحة في الدنمارك (1433 هـ/2012م) ص 83
[7] التقرير الاستتراتيجي السنوي لعام 2008م ص47م مركز الدرات الاقتصادي اليمني صنعاء شارع سبأ.
[8] التقرير الاستراتيجي السنوي لعام 2008 ص39
[9]وقد وجهه الرئيس على عبدا لله صالح لتلبية المطالب التي ينادي بها عناصر من الحراك وتم تسوية ما يقارب (45,000) ألف  من أوضاع المتقاعد العسكريين إلا أن السلطة لم تعترف بوجود مشكلة بشكل كليا وإنما أقرت بها جزئيا وان تلك المشكلة ناتجة عن سوء الإدارةالتقرير الاستتراتيجي السنوي لعام 2008م ص47
[10]القضية الجنوبية.. المسار والمحتوى بقلم/ محمد أحمد العفيف
[11] د. يحيى صالح – خارطة الفساد في اليمن وإطرافه النافذة، صنعاء، المرصد اليمني لحقوق الإنسان، ط1 2010 ص 126
[12]  د. يحيى أحمد حسين الوشلي، اليمن دراسة سياسية بناء قوة الدولة – دراسة جيواستراتيجية ، صنعاء، عبر الشرق للطباعة والنشر، ط1، ص-112ـ113.
[13] القضية الجنوبية.. المسار والمحتوى بقلم/ محمد أحمد العفيف
[14] القضية الجنوبية.. المسار والمحتوى بقلم/ محمد أحمد العفيف بتصرف
[15] القضية الجنوبية.. المسار والمحتوى بقلم/ محمد أحمد العفيف بتصرف
[16] د. عبد الوهاب الروحاني ( الحراك الجنوبي قراءة في الأسباب) مأرب برس بتاريخ 30 يناير 2010م بتصرف
[17]   نقطةالانهيار؟ قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
[18]   نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
 [19]   نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
[20]   نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
 [21]   نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
 [22]   نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
[23]  مقابلة للشيخ الزنداني مع الجزيرة, نقطة الانهيار؟ قضية اليمن  الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
[24]في لقاء مع مجموعة الازمات عدن 20-تشرين – 2010م نقلاً من نقطة الانهيار؟قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرينالأول/أكتوبر 2011 –) ص(7).
[25]   وضح ذلك ضابط رفيع المستوى قيّم وضع المتقاعدين العسكريين   لم يصرح باسمه نقلاً من نقطة الانهيار؟قضيةاليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –) ص(5).
[26]    الدكتور عبد الباقي شمسان  - أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء حلقة نقاشية في اب : اليمن لم يطبق معايير الحكم الرشيد30/11/2011
 [27]    في مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في 4 أكتوبر 2012م؛ جدد هادي اتهاماته لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن من خلال دعم الانفصاليين، وقال: إنّ في الجنوب حراكيين: «حراك سلمي وحراك غير سلمي، هذا (الأخير) يستخدم السلاح، ومدعوم من إيران.. الحراك المسلح هو من يريد الانفصال»
[28]وقد كشف مصدر حكومي يمني رفيع - لصحيفة (السياسة) الكويتية  -، أن إيران تنفق اموالاً  لدعم مخططها لفصل الجنوب، وأنها رصدت ضعف هذا المبلغ لمواصلة تنفيذ المخطط وإقامة دولتين. واستغلال الأزمة والأوضاع الاقتصادية المتردية التي مرَّ بها اليمن عام 2011م السياسية الكويتية:
 [29]   نقطةالانهيار؟ قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114(20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 –).
[30] تشكيل لجان معالجة قضايا الأراضي والمبعدين عن وظائفهم بقرار رئاسي:
[31]  دراسة أعدتها وحدة الأزمات والرؤى الاستراتيجية في مركز أبعاد للدراسات والبحوث حولSad الحراك المسلح كشف أن الانفصال خيار غير استراتيجي للجنوب اليمني)
 http://www.abaadstudies.org/?p=1070
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة   الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة Emptyالسبت 12 أغسطس 2017, 10:17 pm

التواجد الأمريكي في اليمن
. أمجد خشافة


في العلاقات الخارجية الدولية تقول القاعدة المطردة "لا يوجد أي مساعدات تمنحها دولة لدولة أخرى دون مقابل"، ولأن اليمن تصدرت اهتمام المجتمع الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما بعد أحداث "11،9" برزت لواجهة التجاذب السياسي الخارجي كنتاج لموقعها الإستراتيجي الذي تقول عنها أمريكا أن اليمن تقع في إطار جغرافي مهم.
هذا الاهتمام يقودنا للسؤال الجوهري حول حقيقة التواجد الفعلي في شقيه السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن باعتبارها قضية أخذت جدلا وأساعا في وسط الرأي العام اليمني.
التواجد الأمريكي السياسي في اليمن
مرت اليمن منذ استهداف المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول"عام 2000م على شواطئ مدينة عدن مرورا بحادثة 11 سبتمبر إلى يومنا هذا بعدة مراحل بالنسبة للعلاقة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يعتبر كثير من الباحثين أن أمريكا فرضت تواجدها باعتبار اليمن أصبح ملاذ للجماعات المتشددة، فحين وافقت الحكومة اليمنية على اتفاقية الحرب على الإرهاب ضلت الفترة مابين 2001م إلى 2011م هي المساحة التي اقتصرت بها أمريكا على اختراق الأجواء اليمنية والتحليق بطائرات استطلاع مع تنفيذ ما يقارب 10 ضربات بطائرات بدون طيار" bredator"(1)، وقد مثلت هذه الفترة هي المرحلة الأولية للتواجد السياسي في اليمن.
وأما المرحلة الثانية فهي ما بعد حركة التغيير التي شهدتها اليمن في يناير 2011م والتي أدخلت اليمن في منعطف جديد غيرت من ملامح العلاقات الخارجية بين اليمن و الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
ولأن الثورة اليمنية فيما بعد تمثلت في حالة صراع بين القوى السياسية المعارضة ونظام الرئيس السابق على عبد الله صالح واستمرت دون فرجة للحد من تفاقم الأزمة إلى أزمة إنسانية؛ تدخلت دول مجلس التعاون الخليجي للحد من تلك الأزمة السعي على إيجاد تسوية سياسية بين المعارضة ونظام صالح (2)، لكن في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية في حالة بحث لإيجاد نظام يستطيع أن يتسلم راية الحرب على الجماعات المتشددة والتمسك بالاتفاقيات التي كانت بينهم وبين نظام صالح في مجال الحرب على الإرهاب.
وخلال تلك الفترة –أي قبل التسوية السياسية- كانت الولايات المتحدة الأمريكية لها دور سياسي فاعل في إزاحة علي عبدالله صالح فيما بعد من سدة الحكم، فحين وجدت تطمينات من المعارضة ومن الرئيس هادي فيما يتعلق بالحرب على الجماعات المتشددة أرخت خيط علاقتها بنظام صالح واستغنت عنه، فيما أعلن الرئيس هادي في 25 فبراير من عام 2012م أثناء تأديته لليمين الدستوري أمام البرلماني اليمني محاربته للقاعدة حيث أكد على "استمرار الحرب ضد القاعدة باعتباره واجب دينيا وطنياً"(3).
الولايات المتحدة الأمريكية بدورها ظهرت بتصريحات متعددة أن اليمن برئيسها عبد ربه منصور هادي تعتبر أكثر تعاوناَ من نظام علي عبدالله صالح، وهو ما صرح به السفير الأمريكي السابق "جيراد فايرستاين أن "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب اليوم هو بنفس ما كان في الماضي إن لم يكن أفضل"(4).
لكن رغم الحضور السياسي الأمريكي في اليمن ثمة من يعتبر ذلك نتاج طبيعي ضمن العلاقات والمصالح المشتركة بين الدول، ونفوذ أمريكا ليس مقتصرا على اليمن بل في معظم دول العالم باعتبارها في حقبة القطب الأوحد حسب ما يراه المحلل السياسي اليمني علي الجرادي.
حيث يقول "أن النفوذ السياسي الأمريكي موجود فعليا في معظم أجزاء العالم في حقبة القطب الواحد ويزداد تغلغلا وحدة في الشرق الاوسط وهو اشد في تلك الدول التي تعاني سلطاتها من فقدان المشروعية الشعبية والمشروع الوطني ومنها اليمن لذلك تلجا هذه السلطات للاستحماء والاستقراء بالولايات المتحدة الأمريكية للاحتفاظ بالسلطة في بلدانها وتُسارع بتقديم ما يطلبه الخارج على حساب المصالح الوطنية".
وفي حديثه لمجلة البيان يعتبر الجرادي "أن اليمن في مرحلتها الانتقالية زاد النفوذ الأمريكي في المجال السياسي والعسكري والأمني وهذا هو الفرق بين بناء المصالح المشتركة وبين التبعية الغالبة".
التواجد العسكري
يمكن القول أن التواجد العسكري هو امتداد للحضور السياسي ونفوذه في البلد، إذ لا يمكن أن تتواجد أي قوة عسكرية بدون تنسيقات مسبقة مع البلد المستهدف لإيجاد حاضن يمهد لتنفيذ مهام القوة العسكرية.
 في اليمن رغم تصدر جيشها المرتبة الخامسة بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا في قائمة أقوى جيوش البلدان العربية، إلا أن قوته تهشمت بعد ثورة فبراير 2011م، نتيجة للانقسام في المؤسسة العسكرية الذي خلقته الثورة مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتعدى مرحلة النفوذ السياسي إلى مرحلة الحضور العسكري، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول حقيقة تواجد العسكري في بعض محافظات اليمن.
في منتصف شهر سبتمبر من عام 2012م، أكد السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين أن "مجموعة صغيرة" من قوات المارينز الأمريكية وصلت صنعاء وفقا لمشاورات تمت مع الحكومة اليمنية.
وقال السفير الأمريكي في بيان صحفي نشرته سفارة بلاده بصنعاء "سيعمل عدد قليل من القوات الأمنية الإضافية وبشكلٍ مؤقت على المساعدة في جهود الأمن وإعادة الوضع إلى طبيعته في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء".
السفير الأمريكي صرح بذلك بعد أن أثيرت معلومات نشرتها وسائل الإعلام اليمنية عن وجود قوات من المارينز في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء، وهو ما أكدها السفير الأمريكي بقوله "أن وجود تلك القوات أمر طبيعي يقتصر على تقديم المساعدة في المرافق الدبلوماسية الأمريكية التي تواجه تحديات أمنية ولحماية الدبلوماسيين الأمريكيين من العنف".
وأشار فايرستاين إلى أن "مثل هذه المجموعة تكلف على مدى قصير وبعد مشاورات وثيقة مع الحكومات المضيفة، كما أنها تعمل وفقاً للقانون الدولي".
ونظرا لحساسية الموضوع لدى المجتمع اليمني المناهض لأي تواجد عسكري أمريكي تتحفظ الحكومة اليمنية عن الحديث في هذا الشأن أو الإفصاح بشكل أو بآخر عن تواجد عسكري أمريكي؛ نظرا لحساسيته جماهيريا، وكذلك حتى لا يستغل استغلالا ذرائعياً من قبل الكثير من الخصوم السياسيين، ومن قبل الجماعات المسلحة، التي تبدي موقفا متشددا ورافضا لأي شكل من أشكال الوجود العسكري الأمريكي أو غيره، خاصة جماعة الحوثيين أو تنظيم القاعدة، إلا أن باحثين يقدرون عدد الجنود الأمريكيين من قوات "المارينز" ما بين 150 إلى 210 جندي أمريكي.
حيث يقول الخبير العسكري علي الذهب في حديث لمجلة البيان "نفت قيادة وزارة الدفاع -أكثر من مرة- أن يكون هنالك أي وجود عسكري أمريكي في اليمن أو أن يكون في نبتها السماح بوجود دائم أو مؤقت لأي من القوات الأجنبية بما فيها الجيش الأمريكي، كما نفى هذا الأمر -مؤخرا- وزير الدفاع أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، واستثنى من ذلك العسكريين الأمريكيين المعنيين بتدريب وتأهيل بعض وحدات الجيش ووحدات أمنية أخرى، خاصة في جانب ما يسمى "مكافحة الإرهاب"، وأنه يأتي في إطار التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة، على العرف المألوف لدى كثير من الدول، لكن هناك معلومات يجري تداولها عن وجود ما بين: 150 إلى 200 جندي أمريكي في اليمن، غير الخبراء المعنيين بمهام التدريب وتبادل الخبرات العسكرية".
 ويضيف الذهب "أن الجنود يتمركزون في السفارة الأمريكية وفي داخل فندق "الشيراتون" المجاور لها، وقد جاء ذلك عقب وقوع هجوم على هذه السفارة في سبتمبر 2012م، في إطار ردة الفعل تجاه الفيلم المسيء للرسول محمد- صل الله عليه وسلم- حيث قيل حينها بوجود خمسين جنديا أمريكيا، غير أن هناك من يقول بوجود ثلاثة أضعاف هذا العدد، على الأقل، مع مطلع عام 2014م".
وفي30-يولو 2013م كانت أول زيارة للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس أوباما ووزير الدفاع "تشاك هيجل"، وحسب ما نشرته صحيفة "الوول استريت جورنال" في حينها، أن اللقاء بحث مسألة دعم عسكري سري لليمن، والعلاقات الأمنية بين البلدين لمحاربة تنظيم القاعدة.
الدعم المالي.. والتواجد بأحدث الأسلحة
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعم سخي للحكومة اليمنية سواء في عهد نظام علي عبدالله صالح أو في عهد الرئيس هادي في إطار الحرب على الجماعات المتشددة وتأمين المنطقة من تحركاتها التي تهدد المصالح العامة.
فقد نشرت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية في 6 مارس 2014م تقريراَ عن الدعم الأمريكي لليمن حيث كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية "خصصت حوالي 247 مليون دولار في السنة المالية 2012 والسنة المالية 2013 لبناء قدرات قوات الأمن اليمنية على مكافحة الإرهاب".
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إجمالي المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لليمن منذ بداية العملية الانتقالية في نوفمبر 2011، تجاوزت مبلغ 630 مليون دولار"(6).
وفي 1 أبريل الماضي التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد بوزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل" في بمنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بواشنطن، والذي قالت الحكومة اليمنية أنها تأتي "لبحث العلاقات اليمنية الأمريكية ودعمها في مجال مكافحة الإرهاب".
وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تعتقد أن اليمن ملاذ لتحركات الجماعات المتشددة خاصة في المناطق الجنوبية فإنها تعتبر الحكومة اليمنية وقوتها  لا زالت هشة أمام تواجد تلك الجماعات، مما جعلها تستخدم أحدث سلاح توصلت إليه التقنية العسكرية الحديثة وهي طائرات بدون طيار "bredator"، وتقول أمريكا أنها تستخدمها بشكل احترازي ضد من يشكلون خطرا على أمنها القومي، ويتعذر الوصول إليهم.
وتلاقي الهجمات التي تشنها أمريكا بالطائرات بدون طيار في اليمن احتجاجات من قبل مؤسسات مدنية وناشطين في مجال حقوق الإنسان في أمريكا وفي اليمن، حيث حدث أكثر من مرة أن استهداف عن طريق الخطأ مدنيين لا علاقة لهم بالأشخاص الذي تحاربهم وتصفهم بالإرهابيين، كما حدث في القصف على منطقة المعجلة بمحافظة أبين جنوب اليمن والذي قتل فيها أكثر من 40 مدني من بينهم أطفال ونساء إضافة إلى القصف الذي استهدف موكب زفاف في محافظة البيضاء، والذي كشفت معلومات أن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت في اللقاء الأخير مع وزير الدفاع اليمني بالتعويضات المالية لأسر الضحايا(7).
ويقول وزير الخارجية أبو بكر القربي في منتصف شهر سبتمبر 2013م "ان الهجمات بطائرات دون طيار "شر لا بد منه" و شيء يحدث في أضيق الحدود بالتنسيق مع الحكومة اليمنية"(Cool.
الموقف الأمريكي من جماعة الحوثي
أمريكا تبدي موقف واضح من الجماعات المتشددة في اليمن وتضعها في قائمة الإرهاب وتخوض حربا مفتوحة معها، لكن مصطلح الإرهاب توقف عند جماعة الحوثي الذي تشحبت أصواتهم بالصراخ ضد أمريكا وإسرائيل عبر شعارهم "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" وترفعه في مناطق نفوذهم في صعدة وعمران وحتى في قلب العاصمة صنعاء، ورغم ذلك تدير أمريكا وسفيرها في صنعاء ظهرها عن جماعة الحوثي وشعارها المعادي لها، وهو أمر ضل محط جدلاَ حول حقيقة عداء الحوثيين لأمريكا وموقف أمريكا من الحوثيين.
خلال السنوات الماضية منذ ما بعد ثورة 11 فبراير 2011م برزت جماعة الحوثي في المشهد السياسي والعسكري وتوسعت بقوة السلاح في مناطق شمال اليمن في صعدة والجوف وعمران، وخاضت صراع مع السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة أدى إلى إخراجهم منها في يناير 2014م، وخاضت حربا مع قبيلة حاشد  في محافظة عمران انتهاء بسقوط مناطق في حاشد بيد الحوثيين، والآن تخوض عراك في محاولة لإسقاط مبنى المحافظة بأيديهم، ورغم كل هذا لا تبدي الولايات المتحدة الأمريكية أي موقف على الرغم أن جماعة الحوثي تمتلك آلة عسكرية خفيفة ومتوسطة وثقيلة وتخوض حروبا ضد مخالفيهم باسم الموت "لأمريكا وإسرائيل".
لكن ثمة تصريحات للسفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين حول جماعة الحوثي وشعارها المعادي لبلاده، حيث غلب عليها طابع السخرية من شعارهم دون إعلان موقف واضح، ويعتبر الباحث في شؤون الجماعات المسلحة محمد مصطفى العمراني أن الموقف الرسمي لأمريكا هو ما يعلنه سفيرها في صنعاء سواء السابق أو الحالي في تصريحاته وهو أن جماعة الحوثي فصيل سياسي يمني ولابد من مشاركتها في الحياة السياسية عبر تنظيم سلمي كأي تيار سلمي وهذا الخطاب هو خطاب رسمي".
ويضيف العمراني في حديثه لمجلة البيان " رغم أن الحوثيين جماعة مسلحة متمردة ترفع شعار الموت لامريكاء وإسرائيل وتحرض عليها في إعلامها ومع هذا رفضت أمريكا تصنيفها كجماعة إرهابية وحرصت على أن تنال 30 مقعدا في مؤتمر الحوار وتدعمها لدى السلطة وتقف ضد استخدام الجيش لوقف زحف مسلحيها في المناطق  الشمالية، كما توجد علاقات نشطة ودعم مالي شهري وقدره 3 مليون دولار من السفارة الأمريكية للحوثيين، وهذا مثبت لدى الأجهزة الأمنية اليمنية، وهناك مخطط أمريكي يهدف للتمكين لجماعة الحوثي وقد تسلم الرئيس هادي نسخة منه ولدى كبار المسئولين نسخ منه ويقضي عبر مصفوفة من الإجراءات التي تؤدي في محصلتها للتمكين للحوثي وضرب القوى الوطنية الأخرى وبما يعيد ترتيب خارطة المشهد السياسي وتغيير موازين القوى فيه".
وعلى الرغم من موقف أمريكا هذا إزاء الحوثيين يبقى السؤال المهم هل للتوجه العام الذي انتهجته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا مع إيران له علاقة بإدارة ظهرها عن تهديد مسلحي الحوثي للسلم العام في اليمن باعتبار أن الحوثيين جزء من الامتداد الإمبريالي الفارسي في اليمن؟.
الكثير من الباحثين يرى أن التقارب الإيراني الأمريكي جنا ثماره الحوثيين في اليمن، حيث يرى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة محمد العمراني " أن إيران وأمريكا وإن اختلفوا على ملفات في المنطقة هم متفقون في ملفات أخرى ومنها اليمن، حيث اتفقتا على التمكين لجماعة الحوثي مقابل حفظ مصالحهم ومقابل الاحتفاظ بالنفوذ والهيمنة على مناطق استراتيجية، وهو في النهاية تقاسم نفوذ وحفظ مصالح.
فكما اتفقت السياسة الأمريكية الإيرانية في العراق وأفغانستان اتفقت أيضا في اليمن، ولكن اتفاقها في اليمن يأتي على حساب امن اليمن واستقراره، وعلى حساب الشعب والقوى الوطنية، وفي خطاب عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين الأخير في 11-4-2014م، شدد على تنفيذ مخرجات الحوار والمصالحة وهي مغازلة للولايات المتحدة التي ترعى بشكل مباشر مؤتمر الحوار وتضع لتنفيذ مخرجاته أولوية كونها ستصيغ عقد جديد في اليمن برؤية أمريكية".
إذاَ يمكن القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تُظهر سياسية رخوة وموقف ناعم تجاه جماعة الحوثي، وهذا ضمن السياسية العامة للتزاوج الأمريكي الإيراني الأخير، وهو ما يعبر عن تهديد مباشر للجماعات السنية في اليمن على المدى القريب باعتبار أن الحوثيين يتوسعون بقوة السلاح في مناطق الشمال في الوقت الذي تقف الحكومة عاجزة عن الحد من ذلك التوسع المتنامي.
المراجع
(1) كانت أول ضربة أمريكية عام 2002م في صحراء مدينة مأرب، وتقدر عدد الهجمات في عهد الرئيس السابق بـ10 هجمات توزعت في مناطق جنوبية وشمالية.
(2) التسوية السياسية كانت في 3 أبريل 2011م بالتوقيع على المبادرة الخليجية ونقل السلطة إلى حكومة توافقية.
(3) وكالة الأنباء الرسمية سبأ.
(4) حوار أجرته صحيفة الحياة اللندنية منتصف مارس 2012م.
(5) وكالة الأنباء الرسمية سبأ.
(6) وكالة الأنباء الرسمية سبأ.
(7) منذ بداية 2014م إلى شهر أبريل شنت الطائرات بدون طيار 9 هجمات على مناطق ومدن متفرقة. بجنوب وشمال اليمن.
(Cool تصريح القربي لوكالة رويترز سبتمبر 2013م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الـيـمـن بـيـن الأطـمـاع الـفـارسـيـة والأجـنـدة الأمـريـكـيـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: