منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ثورة 1929 (البراق)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثورة 1929 (البراق) Empty
مُساهمةموضوع: ثورة 1929 (البراق)   ثورة 1929 (البراق) Emptyالأربعاء 16 أغسطس 2017, 6:50 am

ثورة 1929 (البراق)

اتصف العمل الوطني في فلسطين بين عامي 1922 و1929 بالركود بشكل عام إذا استثنيت المظاهرات التي قامت بها الجماهير الفلسطينية ضد زيارة بلفور لفلسطين عام 1925، ومظاهرات التأييد للثورة السورية 1925 – 1927.
وكان وراء هذا الركود جملة أسباب أهمها: ضعف قيادة الحركة الوطنية وترددها، وشراسة الاستعمار البريطاني وبطشه بالجماهير لتوفير الظروف الملائمة لوضع وعد بلفور* موضع التنفيذ، وتزايد الهجرة الصهيونية إلى فلسطين*، وتشكيل الوحدات الصهيونية العسكرية الإرهابية. وقد أدى ذلك كله إلى عدم تكافؤ القوى بين الاستعمار البريطاني والعدو الصهيوني من جهة الحركة الوطنية من جهة أخرى.
أ‌-         أسباب الثورة: مع بداية عام 1929 كانت أحوال الشعب العربي الفلسطيني قد ازدادت سوءاً، خاصة بعد أن تعرضت البلاد لكوارث الجراد والزلزال والوباء التي اجتاحتها عام 1927، وفضلاً عن بداية الأزمة الاقتصادية العالمية (1929 – 1932). وجاءت تشريعات حكومة الانتداب لتسهل تدفق المزيد من المهاجرين اليهود إلى فلسطين حتى فاق عدد من دخل منهم إلى فلسطين منذ الاحتلال البريطاني وحتى بداية 1929 مائة ألف مهاجر، عدا الآلاف الكثيرة الأخرى من المتسللين غير الشرعيين.
واقترنت هذه الهجرة باتساع رقعة الأراضي التي انتزعت من الفلاحين العرب وتم طردهم منها وحرمانهم من الفعل فيها أجراء. وكانت مساحة ما منحته حكومة الانتداب للشركات الصهيونية 82 ألف دونم من الأراضي الأميرية، علاوة على ما قدمته الحكومة للشركات الاحتكارية الصهيونية، ومنها 75 ألف دونم لشركة البوتاس، و18 ألف دونم أخرى لشركة كهرباء روتنبرغ (رَ: القدس، شركة كهرباء)، كما نقلت سلطات الانتداب امتياز تجفيف سهول الحولة إلى الشركات الصهيونية، وتبلغ مساحة هذه السهول نحو ثلث الأراضي الخصبة في فلسطين.
وإذا ما أضيفت إلى هذه الأسباب أسباب أخرى تتعلق بالصناعة*، إذ احتكرت المؤسسات الصهيونية القسم الأعظم من جوانب النشاط الصناعي والتجاري، ونعم اليهود بالموازنة الحكومية، ورؤوس الأموال الضخمة، وبالخبرة الفنية العالمية، وهي عوامل هامة افتقرت إليها الصناعة العربية في فلسطين، أمكن الوقوف على درجة نقمة الجماهير العربية الفلسطينية وثورتها.
ب‌-   معركة القدس: وسط هذا المناخ المتوتر اندلعت الشرارة الأولى في ثورة 1929 التي يسميها بعض المؤرخين “ثورة البراق”. فقد نظم الصهيونيين مظاهرة ضخمة يوم 14 آب/ 1929 في تل أبيب بمناسبة ذكرى “تدمير هيكل سليمان” أتبعوها، في اليوم التالي، بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس لم يسبق لها مثيل، حتى وصلوا إلى قرب حائط البراق (حائط المبكى)، وهناك رفعوا العلم الصهيوني، وأخذوا ينشدون النشيد القومي الصهيوني (الهاتكفا – الأمل)، وشتموا المسلمين، وأطلقوا صيحات التحدي والاستقرار، وطالبوا باستعادة (حائط المبكى) زاعمين أنه الجدار الباقي من هيكل سليمان.
وكان اليوم التالي، أي 16 آب، يوم جمعة، وكان في الوقت ذاته ذكرى المولد النبوي الشريف (12، ربيع الأول 1348هـ) التي جرت العادة فيها أن يتوجه أهالي القدس والقرى المحيطة بها إلى المسجد الأقصى لصلاة الظهر. وقد خرج المصلون بعد أداء الصلاة في مظاهرة ضمت الآلاف من أهالي القدس والقرى، واتجهوا نحو حائط البراق حيث حطموا منضدة لليهود كانت موضوعة فوق الرصيف وأحرقوا بعض الأوراق التي تحتوي على نصوص الصلوات اليهودية والموضوعة في ثقوب حائط المبكى.
حدث في اليوم التالي (17 آب) اشتباك بين مجموعة من العرب وأخرى من الصهيونيين أدى إلى جرح 11 شخصاً من الجانبين ووفاة رجل واحد من الصهيونيين. فسارعت سلطات الانتداب إلى اعتقال عدد كبير من الشبان العرب مع زمرة قليلة من اليهود.
وتواترت الأخبار عن نية الصهيونيين شن هجوم على حائط البراق واختلاله لتثبيت “حقهم في ملكيته”، فتدفق أهالي القرى إلى القدس بأعداد كبيرة يوم الجمعة 23/8/1929 لأداء صلاة الظهر وهم مسلحون بالعصي والهراوات. وخرج المصلون من المسجد الأقصى ليجدوا أمامهم تجمعاً صهيونياً يتحداهم. ووقع صدام بين الطرفين، وفتحت الشرطة البريطانية النيران على الجمهور العربي، وحلقت الطائرات فوق المدينة إرهاباً للعرب. وما كادت تحل الساعة الرابعة من بعد الظهر ذلك اليوم حتى كانت المصفحات البريطانية تدخل القدس ومعها نجدات من الشرطة لتعيد الهدوء إلى المدينة في الوقت الذي كان بعض الشبان العرب يتصدون للصهيونيين في الضواحي اليهودية من المدينة وفي المستعمرات القريبة منها.
ج- الاضطرابات في المدن الأخرى: وعندما وصلت أنباء أحداث القدس إلى نابلس* والخليل* والمدن الأخرى انطلقت الجماهير تتظاهر. وقام العرب في الخليل بهجوم على الحي اليهودي فقتل أكثر من 60 يهودياً، وجرح أكثر من 50 آخرين.
وفي اليوم نفسه قام العرب في نابلس بمحاولة جريئة لانتزاع الأسلحة من أحد مراكز الشرطة فنشبت اضطرابات عنيفة بسبب اطلاق الشرطة النار على الجمهور. وفي بيسان* شن العرب هجوماً على اليهود. وفي يافا* قامت اضطرابات مماثلة تخللها هجوم على عدة مستعمرات صهيونية.
وفي يوم 25 و 26 آب شن العرب هجمات كثيرة على مختلف المستعمرات القريبة من مدنهم، وقد تم تدمير ست مستعمرات تدميراً كاملاً. ونشبت في الوقت ذاته اضطرابات في الحي القديم من حيفا* رافقتها عدة غارات على ضاحية “هادار هاكرمل” قرب حيفا. وفي يافا قامت الشرطة بصد هجوم عربي مستخدمة النار في ذلك فقتل أمام أحد المساجد وستة من العرب. وفي القدس هجم اليهود يوم 26 آب على مسجد عكاشة، وهو مسجد قديم العهد، فأصابوه بأضرار بالغة وانتهكنوا قديسة الأضرحة التي يضمها.
د- معركة صفد: وفي صفد شاع الخبر بأن اليهود اعتدوا على الحرم الشريف وهدموه وأحرقوه، فهرع الناس مساء يوم 29/8/1929 إلى الجامع الكبير في السوق للاستماع إلى ما يقوله الخطباء في ذلك. ولم يمض إلا القليل حتى دخل المسجد “الميجر فردي” مساعد مدير الشرطة البريطاني وخاطب الناس بالعربية متظاهراً بمحاولة تهدئتهم: “أيها الإخوان، لا تصدقوا كل ما قيل، إن اليهود لم يهدموا الحرم، بل هاجموه، واستولوا على البراق. لكن حكومتنا لا يمكن أن تسكت على هذا”.
ولم تمكنه الجماهير من تكملة كلامه وارتفعت بينها دعوات الانتقام والثأر.وفي هذه الأثناء صاح قادم أن المجاهد أحمد طافش قد قتل فخرجت الجماهير هادرة متجهة إلى حارة اليهود التي كانت تقع في القسم الشمالي من المدينة، وأخذت جموعهم تخلع أبواب المحلات التجارية وتشعل النار فيها. فتدخلت الشرطة البريطانية، ونقلت اليهود، ولا سيما النساء والأطفال، إلى السراي حيث مكثوا ثلاثة أيام التزم أهالي صفد خلالها بسجاياهم العربية وإنسانيتهم فكانوا يحضرون الطعام لأولئك المحتجزين. وحدث أثناء ذلك أن ألقى مجهولون قنبلة قتلت أربعة من اليهود وثلاثة من خيول الشرطة فقدمت في اليوم الثاني (30 آب) القوات البريطانية من الجاعونة* وطبرية*، ودخلت حارة اليهود، وأطلقت النار على كل عربي وجدته فيها. ولم يكن دخول القوات البريطانية إلى المدينة سهلاً لأن شباب صفد أقاموا حاجزاً من الحجارة الضخمة عند مدخل البلدة، مما حمل الجنود على أن يترجلوا عن خيولهم وسياراتهم، فتعرضوا لنيران وحجارة انهالت عليهم مما زاد في حنق الجنود فصارو يطلقون النار على كل من يرون، محارباً أو مسالماً، وصوبوا نيران بنادقهم إلى قريتي عين الزيتون* وبيريا* القريتين من صفد، ودخلوا حارة اليهود وهم يغلون حقداً على العرب، فسقط من نيرانهم عدة قتلى وجرحى من العرب.
تمكنت القوات البريطانية من السيطرة على الموقف، وأعادت اليهود إلى بيوتهم، وتولت حراسة حارتهم، ثم قامت قوات الشرطة بحملة تفتيش في بيوت العرب إرهاباً لهم، وألقت القبض على نحو 400 عربي، وأفرج فيما بعد عن كثيرين، وسبق الباقون إلى سجن عكا حيث تعرضوا للإهانة والتعذيب. وقد وجه مدير السجن، وهو ضابط بريطاني، إهانات شديدة إلى الحاج توفيق غنيم فهجم ابنه نايف على الضابط وألقاه أرضاً، فحكم على نايف وأخيه عارف غنيم بالسجن المؤبد. كما حكم بالسجن المؤبد على كل من توفيق عبيد، وأحمد صالح الكيلاني، ورشيد سليم الحاج درويش، وأخيه علي، ومحمد علي زينب، وجمال سليم الخولي، ورشيد محمد الخرطبيل، ومصطفى أحمد دعبس، ومحمد مصطفى شريفة، وسعيد شما. وأعدمت السلطات البريطانية الشهيد فؤاد حجازي* من صفد مع الشهيدين عطا الزير* ومحمد جمجوم* من الخليل يوم 17/6/1930.
وقد جاء في البلاغ الرسمي رقم 14 الصادر في 31/5/1930 ما يلي: “قتل من العرب عبد الغفور الحاج سعيد، والعبد سليم الخضرا، وفوزي أحمد الدبدوب، والعبد ذياب العيساوي”. وورد فيه أن عدد قتلى اليهود وجرحاهم بلغ 45 رجلاً.
وبعد هدوء الحالة في المدينة خرج نفر من شباب صفد واعتصموا بالجبال حيث شكلوا جماعة مناضلة لمقاومة الإنكليز والصهيونيين. وقد أحضرت حكومة الانتداب كتيبة فرسان من قوة حدود شرق الأردن تمركزت في قرية ميرون* الواقعة عند سفح جبل الجرص على مسافة 10 كم إلى الغرب من صفد. وأخذت هذه الكتيبة تقوم بالدوريات ليل نهار في الأودية والجبال بحثاً عن هؤلاء المجاهدين. واستمرت تعمل أكثر من عام، وتمكنت من القبض على اثنين منهم فقط واختفى الباقون.
من أهم نتائج معركة صفد هذه أن اليهود أخذوا يهجرون المدينة تدريجياً، فبعد أن كان عددهم يتراوح بين 7 و9 آلاف لم يبق منهم في المدينة حتى عام 1948 أكثر من ألفين.
هـ – نتائج الثورة: بدأت الحالة في نهاية شهر آب 1929 تتجه نحو الهدوء، باستثناء عدد ضئيل من الهجمات والحوادث.
كانت حصيلة أحداث ثورة 1929 وقوع 133 قتيلاً من اليهود وجرح 239 منهم بينهم 198 إصابتهم بالغة. أما العرب فقد قدموا 116 شهيداً في حين بلغ عدد جرحاهم 232 شخصاً. ودمرت القوات البريطانية عند قرى مثل لفتة* دير ياسين*، وألحقت أضراراً كبيرة بعدد آخر.
قدمت السلطات البريطانية إلى المحاكمة ما يزيد على ألف شخص، أكثر من 900 منهم من العرب، يتهم تتعلق بأحداث شهر آب 1929، وصدر الحكم بإعدام 26 شخصا هم 25 عربياً ويهودي واحد كان شرطياً دخل على أسرة عربية مؤلفة من سبعة أفراد فقتلهم جميعاً. وقد أصرت السلطات البريطانية، فيما بعد، على إعدام ثلاثة من العرب هم عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي. ونفذ الحكم فيهم يوم الثلاثاء 17/6/1930 في سجن عكا. وأبدى الشهداء الثلاثة من رباطة الجأش والشجاعة والتفاني في سبيل الوطن ما جعلهم مخلدين في قلوب أبناء الشعب، وما دفع الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان* إلى تخليدهم في قصيدة “الثلاثاء الحمراء”.
وإلى ذلك طبقت السلطات البريطانية أحكام قانون العقوبات المشتركة على سكان المدن والقرى التي دينت “بالاشتراك في الهجوم المنظم على اليهود في الخليل، وموتزا، وعرتوف*” وفرضت عليهم غرامات كبيرة.
وكان المندوب السامي البريطاني تشانسلور في بلاده حين وقعت أحداث آب. وإثر عودته إلى القدس أصدر يوم 1/9/1929 بياناً أثبت فيه تجيزه للصهيونية والصهيونيين، وافترى على العرب، وكان كاذباً فيما ذكره في بيانه، ووقحا جداً في تعابيره. وقد شجع هذا البيان الصهيونيين على الادعاء بأن العرب مثلوا بجثث القتلى اليهود وشوهوها في الخليل. وتحدى العرب الصهيونيين وطلبوا إجراء تحقيق في ذلك. فألف المندوب السامي البريطاني لجنة من أطباء بريطانيين لفحص تلك الجثث بحضور ممثلين عن الجانبين العربي واليهودي. وفحصت اللجنة الجثث وقدمت تقريراً ذكرت فيه أنها “لم تعثر على دلائل تثبت تهم وقوع التمثيل في الجثث”. واعتبر تقرير اللجنة الطبية نصراً سياسياً ومعنوياً للعرب الفلسطينيين.
أما بيان المندوب السامي البريطاني فقد أثار جواً من التوتر، وتتالت احتجاجات العرب الفلسطينيين عليه، وعقدت مؤتمرات للرد عليه وتنفيذه، ومن ذلك الاجتماع الوطني العام الذي عقده أهالي منطقة يافا يوم 3/9/1929 واحتجوا فيه بشدة على بيان المندوب السامي وطالبوا بلجنة تحقيق من عصبة الأمم*، واجتماع اللجنة التنفيذية (وهي اللجنة المنبثقة من المؤتمر العربي الفلسطيني*) وإصدارها بياناً كررت فيه مطالب الاجتماع الوطني في يافا، واتخذها مجموعة من القرارات كان من أهمها الاهتمام بالجرحى وأسر الضحايا، وبالموقوفين والدفاع عنهم.
كلفت الحكومة البريطانية لجنة برلمانية عرفت باسم “لجنة شو”، نسبة إلى رئيسها والتر شو، كلفتها التحقيق في أسباب ثورة 1929. وقد وصلت اللجنة إلى فلسطين في 23/9/1929 وانتهت من تقريرها في 6/3/1930. وقد عزت اللجنة السبب الرئيس للأحداث إلى “شعور العرب بالعداء والبغضاء لليهود، وهو شعور نشأ من خيبة أمانيهم السياسية والوطنية وخوفهم على مستقبلهم الاقتصادي … بسبب الهجرة اليهودية وشراء الأراضي”.
وكان المندوب السامي تشانسلور كتب إلى وزير المستعمرات البريطاني باسفيلد يوم 12/10/1929، أي في أعقاب الثورة، يقول: “إن العرب لا يزالون يكنون مشاعر البغض لليهود، ولا يزال فرض المقاطعة مستمراً. ولدى العرب الآن شعور متصاعد بالعداء للحكومة تعزيزه دعاية بارعة يقوم بها الزعماء العرب. ولقد قيل لي إن هذا الشعور لم يعد مقتصراً، كما كان في السابق، على الأوساط السياسية، بل هو يمتد الآن ليشمل الطبقات الأدنى من الشعب، كما يمتد إلى القرويين”.
ويعد هذا التقرير بأسبوع رفع تشانسلور تقريراً آخر إلى باسفيلد قال فيه: “يبدو أن السكان المسلمين يقتربون من حالة اليأس بالنظر إلى تحلف الحكومة عن تلبية مطالبهم بأي شكل من الأشكال. وهذا الشعور لا يقتصر على القيادة فحسب، بل هو منتشر في صفوف الطبقات الأدنى وسكان الأرياف أيضاً”.
لقد كانت أحداث ثورة 1929 سبباً في زيادة إيضاح ثلاث حقائق وجلائها أمام الجماهير الفلسطينية:
1)     الحقيقة الأولى: أن الصهيونية والوطن القومي اليهودي كانا يعتمدان، في الأصل والنهاية، على الحراب البريطانية، ومن ثم تجب محاربة بريطانيا والصهيونية معاً إذا أريد للصراع ضد الصهيونية أن يحقق أهدافه.
2)     الحقيقة الثانية: عدم قدرة زعماء الحركة الوطنية الفلسطينية على قيادة الجماهير في الصراع ضد الصهيونية والاستعمار البريطاني في فلسطين بسبب عدم إدراكهم الحقيقة الأولى، وجهلهم للرابطة العضوية بين الصهيونية والاستعمار البريطاني.
3)     الحقيقة الثالثة: وعي الجماهير بأن الأسلوب المتبع في القتال ضد الصهيونية والاستعمار البريطاني، وهو أسلوب الاحتجاج والتظاهر، غير ناجع، ولا بد من اللجوء إلى استعمال السلاح وتشكيل منظمات مناضلة مقاتلة. وكانت “عصابة الكف الأخضر”* أول منظمة مقاتلة فلسطينية تشكلت إثر أحداث ثورة 1929.
المراجع:
–         عبد الوهاب كيالي: تاريخ فلسطين الحديث، بيروت 1973.
–         بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين (1917 -1948)، بيروت 1981.
–         صالح مسعود بو يصير: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، بيروت 1968.
–         محمود العابدي: عقد في التاريخ، عمان 1977.
–         كامل محمود خلة: فلسطين والانتداب البريطاني، بيروت 1974.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثورة 1929 (البراق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة 1929 (البراق)   ثورة 1929 (البراق) Emptyالأربعاء 16 أغسطس 2017, 6:51 am

ثورة البُراق

البراق هو جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف وقد كان ادعاء اليهود بملكيته سبباً في التوتر الذي نجمت عنه اضطرابات عنيفة في آب من عام 1929 بين العرب واليهود في القدس، وفي أنحاء عديدة من فلسطين وهو ما عرف بـ "ثورة البراق".
لا يوجد مكان على الأرض تتنازعه مشاعر المسلمين وأتباع اليهودية مثلما هو الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، فهو يمثل بالنسبة لليهود آخر ما تبقى من هيكل سليمان، الذي يهوي إليه فؤاد اليهودي منذ أن دمر الرومان الهيكل عام 70م وشتتوا عباده في كل اتجاه، وهو المكان الذي ركن إليه النبي محمد (صل الله عليه وسلم) البراق المجنح الذي حمله من مرقده في إسرائه ومعراجه إلى السماء مروراً ببيت المقدس. يسميه اليهود "حائط المبكى"- حائط البكاء على ما حل بهيكلهم وأسلافهم، ويسميه المسلمون "حائط البراق".
لأكثر من ألف عام، كان الحائط وما جاوره جزءاً من الحرم القدسي الشريف، وقفاً إسلامياً خالصاً، إلا أن اليهود وبعد محاولات متكررة، استطاعوا أن ينتزعوا من الباب العالي -السلطة العثمانية آنذاك- فَرَماناً يبيح لهم الصلاة عنده وإقامة شعائرهم أمامه، شريطة عدم الإخلال بالوضع القائم واستفزاز مشاعر غيرهم من الطوائف التي تسكن المكان.
حافظت سلطات الانتداب البريطاني، التي ورثت إدارة فلسطين بعد الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى على الحالة القائمة في الأماكن المقدسة استناداً إلى المادة (12) من صك الانتداب، إلا أن اليهود أخذوا ومنذ انحسار السلطة العثمانية المسلمة، يقومون بمحاولات ترمي إلى تغيير الوضع القائم للأماكن المقدسة وكان مسعاهم في ذلك يهدف إلى تحقيق سيطرة يهودية طالما حلموا بها، على الحرم القدسي الشريف.
كانت المحاولات اليهودية الأولى في هذا السياق يوم 24/9/1928م حين جلبوا تجاوزاً للعرف معدات احتفالهم بيوم الغفران، ووضعوا ستاراً يفصل الرجال عن النساء ونفخوا في الأبواق، الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين وهواجسهم ومخاوفهم واعتبروا ذلك مجرد مقدمة لاستملاك اليهود للمسجد الأقصى، فألفوا "جمعية حراس المسجد الأقصى" وقرروا الدفاع عن مكانهم المقدس، وكان ذلك بداية لاندلاع هبة البراق، التي شهدت أيام الأسبوع الأخير من آب(أغسطس) 1929م وقائعها الدامية.
كرر اليهود محاولاتهم بإحضار معدات للاحتفال عند حائط البراق يوم 14/8/1929م، فهاجمت جموع المسلمين ما حدا بسلطات الانتداب لأمر اليهود بنزع الستار الذي وضعوه تجاوزاً، فرفضوا الانصياع، وقامت جمهرة من الشباب اليهود بقيادة أقلية متطرفة قدموا من تل أبيب في اليوم التالي بمسيرة لم يسبق لها مثيل حتى ذلك الحين، عبروا شوارع القدس وحين وصلوا حائط المبكى/ البراق رفعوا العلم الصهيوني، وبدءوا بترديد النشيد القومي الصهيوني (الهاتكفا) وشتموا المسلمين.
في اليوم التالي، 16 آب 1929م (وصادف أن كان يوم المولد النبوي الشريف) انطلقت بعد صلاة الظهر من المسجد الأقصى تظاهرة عارمة سار فيها آلاف الغاضبين حتى حائط البراق. وهناك ألقى فيهم احد شيوخ الأقصى خطاباً حماسياً أجج المشاعر، فحطم المتظاهرون منضدة لليهود كانت على الرصيف وأحرقوا قصاصات كتبت عليها نذور وتمنيات وضعت في ثقوب الجدار، وتعذرت محاولات القائم بأعمال الحكومة لتهدئة الوضع ووقف التدهور بسبب غياب زعماء اليهود عن البلاد.
تفاقم الوضع في اليوم التالي 17 آب حين تحول شجار نشب بين شاب يهودي وآخر فلسطيني إلى عراك أسفر عن إصابة أحد عشر شاباً من الطرفين بجروح مختلفة، وحين وصلت قوة البوليس إلى المكان هاجمتها جمهرة اليهود فأصيب فلسطيني وأحد أفراد قوة البوليس بجروح خطيرة اعتدى بعدها اليهود على بيوت العرب في الأحياء المجاورة، وجرحوا بعض سكانها.
وفاة الشاب اليهودي الذي أصيب في شجار السابع عشر من الشهر أثارت اليهود فحولوا جنازته يوم 20 آب إلى تظاهرة سياسية صاخبة ضد الحكومة وضد الفلسطينيين على حد سواء، ما دفع الحكومة إلى استقدام عدد من المصفحات المرابطة في شرقي الأردن ووضعتها في مدينة الرملة، على الطريق بين تل أبيب والقدس تحسباً لتفاقم الأوضاع.
ويشكل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف بطول حوالي (47 مترا وارتفاع حوالي 17 مترا)، ولم يتخذه اليهود مكانا للعبادة في أي وقت من الأوقات إلا بعد صدور وعد بلفور العام 1917، ولم يكن هذا الحائط جزءا من الهيكل اليهودي، ولكن التسامح الإسلامي هو الذي مكن اليهود من الوقوف أمامه، والبكاء على زواله، وزوال الدولة اليهودية قصيرة الأجل في العصور الغابرة.
وجاء في الموسوعة اليهودية الصادرة عام 1917، أن الحائط الغربي أصبح جزءاً من التقاليد الدينية اليهودية حوالي عام 1520 للميلاد نتيجة للهجرة اليهودية من إسبانيا وبعد الفتح العثماني عام 1517.
 وفي عهد الانتداب البريطاني على فلسطين زادت زيارات اليهود لهذا الحائط حتى شعر المسلمون بخطرهم، ووقعت ثورة البراق بتاريخ 23/8/1929م. استشهد فيها العشرات من المسلمين وقتل فيها عدد كبير من اليهود واتسعت حتى شاركت فيها عدد من المدن الفلسطينية وتمخضت الأحداث عن تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق المسلمين واليهود في حائط البراق وكانت اللجنة برئاسة وزير خارجية السويد الأسبق "أليل ولفغرن" وعضوية نائب رئيس محكمة العدل الدولية الأسبق السويسري "تشارلز بارد"، وبعد تحقيق قامت به هذه اللجنة، واستماعها إلى وجهتي النظر العربية والإسلامية، وضعت تقريراً في عام 1930، قدمته إلى عصبة الأمم المتحدة أيدت فيه حق المسلمين الذي لا شبهة فيه بملكية حائط البراق/ المبكى.
وفضلاً عن الاستعدادات العسكرية الميدانية، قامت الحكومة يوم 22 آب، بهدف التهدئة، بعقد اجتماع ضم ثلاثة من زعماء العرب البارزين وثلاثة من نظرائهم اليهود. وحسب تقرير المندوب السامي إلى وزير المستعمرات "كان الاجتماع وديا".. وتم الاتفاق على استئنافه في السادس والعشرين من آب إلا أن الود الذي ساد اجتماع زعماء العرب بزعماء اليهود في منزل المستر لوك، مندوب الحكومة كان صداه في الشارع الغليان والمشاعر الملتهبة والشكوك المتبادلة.
وكان نهار الثالث والعشرين من آب 1929 حاراً، لا يضاهي حرارته سوى سخونة مشاعر القرويين العرب الذين تدفقوا إلى القدس مسلحين بالهراوات والسيوف، وأصدر احد ضباط البوليس في أحد أحياء المدينة أمرا بتجريد القرويين من أسلحتهم إلا أن رئيسه سارع إلى إلغاء الأمر بحجة عدم وجود عدد كاف من البوليس البريطاني لتنفيذ هذا الأمر، وساهم هذا الإجراء في تمهيد الطريق أمام الأحداث لتتجه نحو ذروتها الدامية.
بعد أداء صلاة الجمعة هاجم العرب الضواحي التي يسكنها يهود، فكانت نيران البوليس البريطاني لهم بالمرصاد، وحلقت الطائرات في سماء المدينة، فيما تحركت السيارات المصفحة في مدينة الرملة نحو المدينة المقدسة، وسرعان ما عم الهدوء وخلت الشوارع في البلدة القديمة، وبين الفينة والفينة كان يسمع صدى إطلاق نار، حيث استمرت الغارات العربية على القرويين اليهود في مناطق تقع على بعد أميال من القدس.
عمت أخبار ما جرى في القدس أرجاء المدن والبلدات العربية فانطلقت الجماهير في مسيرات غاضبة اتجه بعضها في غارات على أحياء اليهود، وبعضها إلى مراكز حكومة الانتداب والبوليس البريطاني. ففي نابلس ونظراً لخلو المدينة من أحياء يهودية تشكل هدفا للغضب الشعبي، اتجهت الجماهير الساخطة إلى مركز للبوليس وقامت بمحاولات مستميتة لانتزاع سلاح القوة الشرطية هناك، فنشبت اضطرابات عنيفة بسبب إطلاق البوليس النار على الجمهور.
ونشبت اضطرابات في الحي القديم من حيفا تخللتها غارات على "هدار هاكرمل" ضاحية حيفا اليهودية الشهيرة.
في بيسان شن المتظاهرون العرب هجوماً على اليهود القاطنين في المدينة، وفي يافا أسفر غليان الشارع العربي عن شن هجمات عدة على مستعمرات يهودية، واستطاعت قوة من البوليس البريطاني أطلقت النار على الجمهور اليافاوي الغاضب صد هجوم على الحي اليهودي الواقع بين يافا وتل أبيب. إلا أن سكان هذا الحي هاجموا العرب وقتلوا ستة مواطنين على رأسهم إمام احد المساجد. ووقع هجوم يهودي آخر على مسجد عكاشة في القدس، وانتهكوا حرمة هذا المسجد القديم الذي ينظر إليه السلمون باحترام بالغ ودنسوا أضرحة الأنبياء التي يضمها.
وبلغت الأحداث ذروة عنفوانها في مدينة الخليل، فما أن وصلت أنباء ما جرى في القدس حتى قام المتظاهرون بمسيرات صاخبة، وهاجموا مدرسة يهودية وقتلوا شاباً فيها، وفي اليوم التالي هاجم عرب الخليل الحي اليهودي في المدينة ومنازل اليهود المتفرقة البعيدة عن مركز المدينة، وأسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن ستين يهودياً وجرح أكثر من خمسين، وفي صفد هاجم العرب حياً يهودياً وقتلوا وجرحوا نحو خمسة وأربعين يهودياً، وأضرموا النار في عدة منازل وحوانيت تعود لليهود.
بعد أيام هزت فلسطين أخذت الأحوال تتجه نحو الهدوء، وأسفرت أحداث ثورة البراق وهي أول ثورة تشتعل في فلسطين ضد الوجودين الصهيوني والبريطاني عن سقوط 133 قتيلاً يهودياً وجرح 339 بينهم 198 إصابة خطيرة. فيما بلغ عدد القتلى العرب 116 وعدد الجرحى 232 جريحاً وذلك حسب (تقرير شو) الذي اعترف بان معظم إصابات العرب كانت على أيدي القوات البريطانية.
شكلت أحداث ثورة البراق تحولاً في العلاقات العربية البريطانية في فلسطين، ففي الوقت الذي اتجهت فيه احتجاجات سكان فلسطين العرب نحو الوجود اليهودي ونزعته التوسعية بالتحديد متفادية الاصطدام بالقوات البريطانية، سقط هؤلاء السكان ضحايا برصاص البوليس البريطاني الذي كان يشكل حماية منيعة لليهود. كما شكلت ثورة البراق نقطة تحول في سلوك حكومة الانتداب إزاء العرب، وبات العداء صريحاً يتجلى في ممارسات القمع الموجهة ضد العرب تحديداً. فعلى الرغم من أن تقرير لجنة شو عزا أسباب الإضرابات إلى خيبة أماني العرب السياسية والوطنية وخوفهم على مستقبلهم الاقتصادي وخشيتهم من سيطرة اليهود السياسية بسبب الهجرة اليهودية المتزايدة، إلا أن السلطات زجت في السجون بالكثير من النشطاء العرب وأصدرت المحاكم البريطانية في فلسطين أحكاماً بالإعدام على عشرين عربيا تحول الحكم فيما بعد إلى السجن المؤبد باستثناء ثلاثة منهم (عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي) الذين واجهوا الشنق في سجن عكا يوم الثلاثاء 17 حزيران 1930 بشجاعة ورجولة خلدها الشاعر إبراهيم طوقان في رائعته الشعرية الثلاثاء الحمراء. أما اليهود فقد حكم على واحد منهم فقط بالإعدام ثم خفض إلى عشرة أعوام وأطلق سراحه بعدما لبث فترة يسيرة منها.
إضافة إلى ذلك أصدرت المحاكم أحكاماً مختلفة بالسجن على 800 عربي وفرضت على بعض المدن العربية غرامات باهظة تمت جبايتها بشتى أنواع الإرهاب والتعسف وذلك تطبيقاً لقانون العقوبات الجماعية وكان العرب وحدهم من تأثر بهذا القانون.
من ناحية أخرى أوصت لجنة شو بإرسال لجنة أخرى لتحديد الحقوق في حائط البراق ووافقت جمعية عصبة الأمم في 14/1/1930 على إرسال اللجنة. وقد خلصت اللجنة إلى عدة استنتاجات أهمها أن ملكية الحائط الغربي تعود للمسلمين وحدهم ولهم الحق وحدهم فيه لأنه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وتعود لهم أيضا ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لأن ذلك الرصيف وقف.
------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر: موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية، المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية، 2008.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثورة 1929 (البراق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة 1929 (البراق)   ثورة 1929 (البراق) Emptyالأربعاء 16 أغسطس 2017, 7:00 am

زيارة لقبور جمجوم والزير وحجازي والقاء قصائد خلدت ثورة البراق


مؤسسة الشاعر توفيق زياد تحيي ذكرى " اصحاب الثلاثاء الحمراء"



  برهوم جرايسي
    الناصرة _ صادفت امس الجمعة السابع عشر من حزيران (يونيو) الذكرى الخامسة والسبعين لاعدام المناضلين الفلسطينيين الثلاثة، من قادة ثورة البراق في العام 1929، فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، في سجن عكا المركزي، تنفيذا لحكم جائر اصدرته بحقهم محاكم الاستعمار البريطاني.
    واحيت مؤسسة الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق زياد للثقافة الوطنية والابداع،هذه الذكرى التاريخية بمسيرة شعبية انطلقت من قلب مدينة عكا الى المقبرة التي تحتضن أضرحة الشهداء الثلاثة، حيث وضعت اكاليل الزهور.وطالما تغنى الفلسطينيون طيلة عشرات السنوات ببطولة هؤلاء الشبان الثلاثة، الذين علقوا على مشانق الاحتلال البريطاني بدءا من الساعة الثامنة من صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 17 حزيران من العام 1930، ومن ابرز الاناشيد التي خلدت ذكراهم نشيد فرقة العاشقين الفلسطينية،"من سجن عكا طلعت جنازة". كما خلدها الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان في قصيدته الشهيرة الثلاثاء الحمراء .
    وكانت ثورة البراق قد نشبت في صيف العام 1929، على خلفية محاولة اليهود والحركة الصهيونية في حينه السيطرة على حائط البراق المحاذي للمسجد الاقصى المبارك، الذي يزعم اليهود انه الحائط المتبقي من هيكل سليمان المزعوم، ولكن هذه القضية كانت السبب الرئيسي الذي فجّر النقمة المتفاقمة بين اوساط الشعب الفلسطيني، على ضوء ازدياد هجرة اليهود الى فلسطين، وتحويل عشرات آلاف الدونمات الزراعية التي تسيطر عليها حكومة الاحتلال البريطاني للحركة الصهيونية وطرد الفلاحين الفلسطينيين منها.
ثورة البراق
    تبدأ الرواية العربية بالتأكيد على أن حائط البراق،ويسمى ايضا بـ "حائط المبكى"، ليس جزءا من الحائط الخارجي للهيكل القديم فحسب بل هو جزء من الحرم الشريف أيضا، ولهذا فاليهود يقدسونه والمسلمون يحترمونه احتراماً عظيماً.
كذلك تؤكد الرواية العربية أن البراق ملك للمسلمين وهم يحتفظون بصكوك بهذا المعنى تخولهم حق إدارة المكان. وخلال السنين والاتفاق غير المكتوب قائم بين إدارة الوقف الإسلامي واليهود المتدينين من حيث الزيارة والصلاة بالقرب منه. وينص الاتفاق على أن لا يقيم اليهود أي بناء بالقرب من الحائط أو يضعوا أي شيء في باحته.
وتلاحظ الرواية العربية أن الإدارة البريطانية حظرت، بطلب من الوقف الإسلامي، على المسؤولين اليهود وضع مقاعد في باحة البراق لان ذلك يغير الوضع القائم ويعتبره المسلمون تجاوزاً على حقوقهم، كما أنها أمرت البوليس في أيلول (سبتمبر)1928 برفع الستار الذي وضعه اليهود في عشية عيد الغفران على الرصيف المحاذي للبراق بعد أن شكا ذلك المسلمون.
    وبعد ذلك تعرض الرواية العربية الحقائق على الوجه التالي:
في يوم 14 آب (أغسطس) 1929 (عشية 9 آب العبري يوم الصوم استذكاراً بخراب الهيكل) تظاهر اليهود في تل أبيب وهتفوا: الحائط حائطنا.. العار من نصيب كيث روش (حاكم القدس الذي أمر برفع الستار في العام الماضي).
وفي اليوم التالي جاء وفد من شباب تل ابيب إلى القدس وسويا مع يهودها تظاهروا في مظاهرة صاخبة اخترقت الشوارع في اتجاه حائط المبكى (البراق) وترددت فيها الهتافات نفسها الحائط حائطنا.
وفي اليوم التالي قام المسلمون بدورهم في مظاهرة صاخبة وصلت إلى باحة البراق (حائط المبكى) وخلال ذلك قلبوا طاولة الشماس واخرجوا الاسترحامات التي يضعها عادة المصلون اليهود في شقوق الحائط، ومزقوا ثياب الشماس وتفرقوا إلى بيوتهم.
لقد مرت المظاهرات الثلاث في سلام ولكنها شحنت الجو بالتوتر وأشاعت مزيداً من الشكوك والريبة بين العرب واليهود ولذلك ما إن وقعت حادثة محلة البخارية في القدس (طعن فيها احد العرب احد الشباب اليهود الذي دخل بستانه لاسترجاع كرته في أعقاب مشاجرة بينهما توفي بعدها)، حتى اشتعل الجو وبدأت سلسلة المصادمات بين العرب واليهود في مختلف أنحاء البلاد. وفعلاً في يوم حادثة البخارية، 17 آب (أغسطس) 1929، وقعت مشاجرة عامة بين العرب واليهود جرح فيها احد عشر يهودياً وخمسة عشر عربياًَ.
    وفي 23 آب سرت إشاعة مفادها أن اليهود قتلوا عربيين "فهاجت خواطر العرب وما لبث أن سرى الهياج إلى القرى المجاورة ثم اتسع وشمل القرى والمدن وفي مقدمتها يافا وحيفا وصفد والخليل، وقامت مظاهرة هائجة في نابلس للإعراب عن سخطها واستيائها وتحولت الاضطرابات في الخليل إلى مذبحة يهودية عمومية قتل فيها 60 يهودياً وجرح أكثر من خمسين".
استمرت الاضطرابات وخلال هذا هجم اليهود على العرب في أكثر من موقع وقتلوا بدورهم بعض العرب ومن بينهم إمام مسجد سكنة ابي كبير وستة من أفراد عائلته.
وانتهت الاضطرابات في 29 آب 1929 بحوادث صفد حيث قتل وجرح فيها 45 يهودياً وعدد غير محدد من العرب.
وفي حالات عديدة كانت الضحايا بين العرب نتيجة الاصطدام مع البوليس والجيش، الذي استنفر إمدادات وصلت إليه من مصر خلال أيام الاضطرابات الأولى.
واعتقلت قوات الاحتلال البريطاني حوالي 792 فلسطينيا، واصدرت على المئات منهم احكاما بالسجن وعلى ستة وعشرين منهم بالاعدام، ثم عادت وخففت الاحكام عن 23 فلسطينيا، وبقي حكم الاعدام على الابطال الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزيري.
أما اليهود فقد كان عدد المعتقلين من بينهم 92 شخصا، وحكم على شخص واحد بالاعدام، ولكن أفرج عنه بعد ان أمضى في السجن ستة أعوام.
الابطال الثلاثة
     خلال فترة سجنهم، التي دامت بضعة شهور، كان الابطال الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزيري يعبرون عن الشموخ والتحدي، وانعكس هذا في رسائلهم الى ذويهم، وبرزت رسائل فؤاد حجازي الى عائلته، وخاصة وصيته الاخيرة التي جاء فيها: " إذا كان لدي ما أقوله وأنا على أبواب الأبدية فإني أوجز القول قبل أن أقضي:
أخوي العزيزين يوسف وأحمد وفقكما الله. رجائي إليكما أن تفعلا بما أوصيكما به. أوصيكما بالتعاضد والمحبة الأخوية والعمل بجد واجتهاد على مكافحة شقاء الدنيا لإحراز السبق في مضمار هذه الحياة التي ستقضونها إن شاء الله بالعز والهناء".
    ثم يعود ويخاطب أخاه أحمد ويقول: "أحمد! السكينة السكينة، الهدوء الهدوء، ملابسي تحفظ شهراً ثم تغسل. ممنوع قطعياً تنزيل أي طقم عليّ سوى اللباس والفنيلة والكفن داخل التابوت.
البكاء، الشخار، التصويت، هذا ممنوع قطعياً لأنني لم أكن أرضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
يجب الزغردة والغناء، واعلموا أن فؤاداً ليس بميت بل هو عريس ليس إلا".
"يا والدتي... أوصيك وصية- والوصية كما قيل غالية- أن لا تذهبي إلى قبري إلا مرة في الأسبوع على الأكثر، ولا تجعلي عملك الوحيد الذهاب إلى المقبرة".
واختتم حجازي وصيته بالقول: "ان يوم شنقي يجب ان يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب اقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، ان هذا اليوم يجب ان يكون يوما تاريخياً تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
وقد ولد عطا الزير في مدينة الخليل عام 1895، كان شجاعاً شارك في التظاهرات ضد الإنجليز واليهود، استقبل زائريه ومودعيه يشد من عزتهم ويرفع معنوياتهم وهو بالبدلة الحمراء. واستشهد في سجن عكا في 17/6/1930 شنقاً الساعة الثالثة بعد الظهر، بعد أخيه محمد جمجوم.
ولد محمد جمجوم  في العام 1902 في الخليل وتلقى دراسته الإبتدائية في المدينة، وعرف عنه هو ايضا قوته وعناده في التصدي للمحتل، وفي الساعة التاسعة من نفس اليوم نفذ حكم الإعدام شنقاً بالشهيد محمد جمجوم في سجن عكا بعد اخيه فؤاد حجازي، وقيل ان محمد طلب من سجانه ان يعدمه قبل أخيه عطا، وحينما رأى السجان يتلكأ، كسر قيده بنسفه وهرع الى حبل المشنقة ووضعه على عنقه وارغم السجان على فعل ذلك، وهذا ما تم.
وولد فؤاد حجازي في العام 1904 في مدينة صفد وتلقى دراسته الإبتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الإسكتلندية واتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وكان أول من اقتاده الجزارون الانجليز الى حبل المشنقة في الساعة الثامنة صباحا من ذلك اليوم المشؤوم.
وشيع الثلاثة في جنازة مهيبة، وتم دفنهم في ثلاثة أضرحة متجاورة في مقبرة عكا، التي ستشهد اليوم زيارة احتفاء بالابطال الثلاثة.
*المعلومات مستقاة من عدة موسوعات ومصادر تأريخية فلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثورة 1929 (البراق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة 1929 (البراق)   ثورة 1929 (البراق) Emptyالأربعاء 16 أغسطس 2017, 7:03 am

الذكرى الـ 88 لـ "ثورة البراق" (إطار)

ثورة 1929 (البراق) 159933a6cd5a38_GMJLFOQNPHKIE



انطلقت في الـ 15 من آب/ أغسطس 1929، شرارة ثورة البراق التي رسّخت في الوجدان العربي؛ أنه لن يمر أي اعتداء على المسجد الأقصى المبارك دون أن يدفع المعتدي الثمن.

والبراق هو جزء من الحائط الغربي للأقصى، وقد كان ادعاء اليهود بملكيته سببًا في التوتر الذي نجمت عنه اضطرابات عنيفة في آب من عام 1929 بين العرب واليهود في القدس، وفي أنحاء عديدة من فلسطين.

وورد في الأثر أن حائط البراق؛ المكان الذي ركن إليه النبي محمد (صل الله عليه وسلم) البراق المجنح الذي حمله من مرقده في حادثة "الإسراء والمعراج" إلى السماء مرورًا ببيت المقدس

ويدعى الاحتلال أن حائط البراق (يُعرف لديهم بـ "المبكى")، آخر ما تبقى من "الهيكل المزعوم"، منذ أن دمره الرومان عام 70 ميلادية.

وانتزع الاحتلال حائط البراق بعد محاولات متكررة، من الباب العالي (السلطة العثمانية آنذاك)، بناءً على فَرَمانٍ يُبيح لهم الصلاة عنده وإقامة شعائرهم أمامه، شريطة عدم الإخلال بالوضع القائم واستفزاز مشاعر غيرهم من الطوائف التي تسكن المكان.

وفي تاريخ 15 أغسطس، نظمت حركة "بيتار" (الصهيونية المتطرفة) مسيرة احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، واتجهوا نحو حائط البراق، وهم يصيحون "الحائط لنا"، وينشدون نشيد الحركة الصهيونية.

وتداعى الفلسطينيون للدفاع عن الأقصى في اليوم التالي، الذي وافق ذكرى الاحتفال بذكرى المولد النبوي، وخرجوا بمظاهرة حاشدة من المسجد باتجاه الحائط، واندلعت اشتباكات عنيفة امتدت بعدها إلى مدن وقرى فلسطين.

وأسفرت المواجهات عن مقتل 133 يهوديًا وجرح أكثر من 300 آخرين، بينما استشهد 116 مواطنًا فلسطينيًا وجرح أكثر من 200.

واعتقلت سلطات الانتداب البريطاني 900 فلسطيني، وأصدرت أحكامًا بالإعدام على 27 منهم، ثم خففت الأحكام عن 24، ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو/ حزيران 1930 بسجن مدينة عكا المعروف باسم (القلعة) في ثلاثة فلسطينيين، هم؛ فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير، الذين خلدوا في الذاكرة الفلسطينية.

حافظت سلطات الانتداب البريطاني، التي ورثت إدارة فلسطين بعد الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى على الحالة القائمة في الأماكن المقدسة استنادًا إلى المادة (12) من صك الانتداب.

كانت المحاولات اليهودية الأولى في السيطرة على الأماكن المقدسة؛ يوم 24 أيلول/ سبتمبر 1928، حين جلبوا تجاوزًا للعرف معدات احتفالهم بـ "يوم الغفران"، ووضعوا ستارًا يفصل الرجال عن النساء ونفخوا في الأبواق، الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين وهواجسهم ومخاوفهم واعتبروا ذلك مجرد مقدمة لاستملاك اليهود للمسجد الأقصى.

وعلى إثر تلك الحادثة أسس الفلسطينيون "جمعية حراس المسجد الأقصى" وقرروا الدفاع عن مكانهم المقدس، وكان ذلك بداية لاندلاع هبة البراق، التي شهدت أيام الأسبوع الأخير من أغسطس 1929 وقائعها الدامية.

تفاقم الوضع في 17 آب، حين تحول شجار نشب بين شاب يهودي وآخر فلسطيني إلى عراك أسفر عن إصابة 11 من الطرفين بجروح مختلفة، وحين وصلت قوة البوليس إلى المكان هاجمتها جمهرة اليهود فأصيب فلسطيني وأحد أفراد قوة البوليس بجروح خطيرة اعتدى بعدها اليهود على بيوت العرب في الأحياء المجاورة، وجرحوا بعض سكانها.

وفاة الشاب اليهودي الذي أصيب في شجار السابع عشر من الشهر أثارت اليهود فحولوا جنازته يوم 20 آب إلى تظاهرة سياسية صاخبة ضد الحكومة وضد الفلسطينيين على حد سواء، ما دفع الحكومة إلى استقدام عدد من المصفحات المرابطة في شرقي الأردن ووضعتها في مدينة الرملة، على الطريق بين تل أبيب والقدس تحسباً لتفاقم الأوضاع.

ويشكل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للأقصى (بطول حوالي 47 مترًا وارتفاع حوالي 17 مترًا)، ولم يتخذه اليهود مكانًا للعبادة في أي وقت من الأوقات إلا بعد صدور وعد بلفور العام 1917.

وجاء في الموسوعة اليهودية الصادرة عام 1917، أن الحائط الغربي أصبح جزءًا من التقاليد الدينية اليهودية حوالي عام 1520 للميلاد نتيجة للهجرة اليهودية من إسبانيا وبعد الفتح العثماني عام 1517.

شكلت أحداث ثورة البراق تحولًا في العلاقات العربية البريطانية في فلسطين، ففي الوقت الذي اتجهت فيه احتجاجات سكان فلسطين العرب نحو الوجود اليهودي ونزعته التوسعية بالتحديد متفادية الاصطدام بالقوات البريطانية، سقط هؤلاء السكان ضحايا برصاص البوليس البريطاني الذي كان يشكل حماية منيعة لليهود.

كما شكلت ثورة البراق نقطة تحول في سلوك حكومة الانتداب إزاء العرب، وبات العداء صريحًا يتجلى في ممارسات القمع الموجهة ضد العرب تحديدًا.

وأعاد تقرير لجنة "شو"؛ (أرسلتها وشكلتها الحكومة البريطانية للتحقيق في أسباب حوادث 1929 بفلسطين)، وقوع الحوادث إلى شعور الفلسطينيين بـ "خيبة الأمل في تحقيق أمانيهم السياسية والوطنية، وخوفهم على مستقبلهم الاقتصادي".

وأوصت اللجنة الحكومة البريطانية بأخذ هذه العوامل في الاعتبار حين تنفيذ سياستها القائمة على تدفق الهجرة الصهيونية وحيازة اليهود للأراضي العربية.

وأوصت "شو" بإرسال لجنة أخرى لتحديد الحقوق في حائط البراق ووافقت جمعية عصبة الأمم في 14 كانون ثاني/ يناير 1930 على إرسال اللجنة. وقد خلصت إلى عدة استنتاجات أهمها "أن ملكية الحائط الغربي تعود للمسلمين وحدهم ولهم الحق وحدهم فيه لأنه يؤلف جزءًا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وتعود لهم أيضًا ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لأن ذلك الرصيف وقف".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ثورة 1929 (البراق)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من ثورة البراق 1929 وحتى ثورة الأقصى 2021
»  لا سيادة إسرائيلية على حائط البراق.
»  “مصعد البراق”.. مشروع تهويدي لخنق الأقصى وربط حارة الشرف بساحة البراق
» مخطط إسرائيلي لبناء طابق جديد أسفل حائط البراق
» الانتفاضة؛ من البراق إلى الأقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: