منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سهير بشناق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سهير بشناق  Empty
مُساهمةموضوع: سهير بشناق    سهير بشناق  Emptyالجمعة 18 أغسطس 2017, 3:04 am

هناك من يضرب بقسوة!* سهير بشناق
سهير بشناق  D0ef7a24be820188a2cbbcac06c844c30a66f1dd
الراي - ليس ما اكتب، من قصص الخيال ، او الاساطير بل هي من واقع قد لا ندركه نحن كثيرا، لكنه تصرف معاش في كثير من الأسر التي اعتادت على ضرب اطفالها، ليس من منطلق عدم محبتهم بقدر ما هو قلة الوعي بأساليب التربية واعتماد الضرب كوسيلة للتأديب، بما يرافق ذلك من مشاكل حياة تتجسد في كثير من الاحيان بالفقر وقلة الحيلة خاصة، من قبل الامهات امام تسلط وجبورت الاباء.
يضاف كل ذلك الى عنف المدارس التي ليست بمنأى عن منظومة ومنهجية التعامل الدارج اجتماعيا.
المشهد الاول
طفل يبلغ من العمر عشر سنوات تعطيه والدته عشرين دينارا وهو اخر ما تمتلكه الاسرة ليقوم بشراء بعض احتياجات الاسرة فيعود الطفل فارغ اليدين، بعد ان اضاع المبلغ فتقوم والدته بضربه ضربا مبرحا دون ان تفكر للحظة واحدة بسؤال طفلها كيف اضاع العشرين دينارا لان الاسرة تعتمد عليها وهو كان سببا في ضياعها.
 
المشهد الثاني
طفل يعاني من الم شديد في منطقة الركبتين والتهاب في اعصاب القدمين بسبب تعرضه المستمر للضرب من قبل والده، والاخر يعاني من الم في منطقة الظهر ايضا بسبب الضرب المستمر على تلك المنطقة، وفي احد الايام عندما هم والدهما لضربهما حاولت والدتهما الدفاع عنهما لتتلقى الضرب عنهما فيكسر اسنانها الامامية من شدة الضرب.
 
المشهد الثالث
طالب في الصف الاول ابتدائي نسي كتاب اللغة العربية فلم تكتفي المعلمة بتنبيهه بكلمات تتناسب مع عمله وطفولته، لكنها قامت بهزه بعنف وضربه مما اشعره بالخوف الشديد فتبول على نفسه واستمرت هذه الحالة مرافقة له فترة من الوقت كلما جاء وقت المدرسة.
 
المشهد الرابع
طالب في المرحلة الاعدادية يقوم والده بالذهاب الى مدرسته لسؤال المدير والمعلمين عنه وعند استدعائه من قبل المدير قام الاب بطرحه ارضا وضربه بقوة على منطقة الصدر ليكسر القفص الصدري، ويغادر المدرسة تاركا اياه لادارة المدرسة لتتولى نقله الى احد المستشفيات وعلاجه.
 
المشهد الخامس
طالب في الصف الثالث ابتدائي يمشي برفقة زميله فيطلب احد المعلمين منه ان يمشي بانضباط وعندما قال الطالب للمعلم بانه يمشي بانضباط اعتبر المعلم هذا سلوكا سلبيا من الطالب، فقام بضربه بالعصا على يديه ضربا قويا ليفقد الاحساس بهما فترة من الوقت.
هذا هو حال اطفال وطلاب لا يزال عنوان حياتهم الضرب فان عبر الطفل عن رايه تعرض للضرب، وان تشاجر مع اشقائه بالمنزل تعرض للضرب، وان نسي كتابه او لم يقم بحل الواجبات المدرسية كان الضرب نصيبه لينشأوا على مفهوم واحد يجمعهم مع اسرهم ومدارسهم هو العنف لا غيره.
 
مؤسسة رواد التنمية
مؤسسة رواد التنمية اخذت على عاتقها قبل 18 شهرا وقف العنف الجسدي ضد الاطفال، آمنت انه لا يوجد شيء مستحيل وان القدرة على التغيير تحتاج لجهد فكري وتوعية وتحسين بيئة مجتمعية يمكنها ان تغير وتنهي العنف الذي يمارس في الاسر والمدارس بشراكة امهات واباء ومدراء مدارس وفرق تعمل على تدريب وتوعية وتمكين من يقوم على رعاية هؤلاء الاطفال لتتغيير حياتهم بشكل جذري.
 
بيوت امنة
المؤسسة انهت مشوارا طويلا من النجاح بعد اطلاقها حملة قمة القمم «بيوت امنة« في جبل النظيف مع اهالي هذه المنطقة قبل 18 شهرا وتمكنت من تامين 165 اسرة وبيتا بالامن النفسي والجسدي ليصبحوا بيوتا خالية من الضرب وهو انجاز كبير لانه تعامل مع النفس البشرية ومع سلوكيات ليس من السهل تغييرها بعد ان اصبحت جزءا لا يتجزا من شخصية اباء وامهات اعتادوا لسنوات طويلة من ضرب اطفالهم.
 
تنظيم المجتمع
منظمة الحملة ومديرة البرامج في مؤسسة رواد التنمية سمر دودين اشارت الى ان المؤسسة تبنت في عملها نهج «تنظيم المجتمع» وهو شكل من أشكال بناء القيادة، وهو نهج يدور حول تمكين الأشخاص لاستكشاف القدرة أو القوة على إحداث التغيير، حيث يعمل على ترسيخ قيمة القيادة التشاركية من خلال إطلاق حملات يقودها.
مبينة المؤسسة بادرت مع الأهالي بإطلاق حملة «6 دقائق» لتنمية متعة القراءة عام 2011 واستمر العمل على الحملات المجتمعية من خلال حملة البيوت الآمنة.
واشارت دودين الى ان الحملة منذ انطلاقتها واكبت منهجا تعلميا لتدريب الأهالي على أساليب التربية البديلة تكونت من ست جلسات تعليمية للدكتورة هالة حمّاد، مستشارة الطفولة المبكرة وخبيرة الحماية من العنف، التي تطرقت لعدة عناوين منها: أنماط التربية الوالدية، خصائص التطور والنمو، خصائص التعامل مع اليافعين واليافعات، الشاهد والمُعنِف، سمات البيت الآمن، الأطفال الناجين من العنف.
 وهي جمعيها جوانب هامة قادها فرق عمل من خبراء في العلاج النفسي وتنظيم المجتمع والجوانب القانونية والجوانب الاجتماعية والطب الشرعي وحقوق المراة والتعليم الى جانب عدد من المتطوعين من شباب وشابات وافراد المجتمع المحلي بدعم من عدد من الجهات وشركاء امنوا جمعيا باهمية عمل المؤسسة وهدفها في التغيير والحد من العنف ليصلوا جمعيا الى مرحلة النجاح .
النجاح المتجسد في كلمات امهات عن وصفهن لتغير حقيقي وتغير اساليب تعاملهن مع اطفالهن بعد ان كان الضرب هو الوسيلة الوحيدة امامهن ليصبح هناك نظرة مختلفة وتربية تخلو من العنف تجمعهم مع اطفالهن ، النجاح بتعبير اطفال عن سعادتهم بتوقف المعاناة التي كانوا يعيشونها سواء داخل اسرهم او في مدارسهم .
 
 منظومة حياة مستمرة
تحدثت الدكتورة هالة حماد ،مستشارة تربوية مختصة، في مرحلة الطفولة المبكرة وخبيرة الحماية من الاساءة عن تجربتها مع هذه الحملة التي اعتبرتها اكثر من مجرد حملة مرتبطة بزمان ومكان، فهي تراها بانها منظومة حياة مستمرة فقد تمكنت من تغير فكر وحياة حقيقية تنعكس على الاطفال الذين تتصف كل مرحلة من مراحلهم العمرية بخصائص وميزات لا تخلو من بعض المشاكل التي لا يمكنها ان تحل بالضرب والعنف ،و كانت لمشاركتها في هذه الحملة دورا رئيسيا ومحوريا تمكن من احداث التغيير المنشود.
في النهاية، ان يتوقف الضرب والعنف الجسدي ضد طفل واحد يعني بنهاية الامر انجاز كبير وعدوى ايجابية تنتقل من بيت لاخر ، ومن ام لاخرى ومن اب لاخر وهو الاهم لان التغيير في سلوك البشر وحياتهم داخل اسرهم وخلف ابواب منازلهم ليست بالمهمة السهلة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سهير بشناق  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سهير بشناق    سهير بشناق  Emptyالجمعة 18 أغسطس 2017, 3:08 am

أوراق متعبة - من أوراق طفلة .
 
الراي - كانت تحتفظ بالعابها في غرفتها تعاند كلماتهم لها ، « انت كبرتي ،اصبحتي صبية ، بدلا من اللعب بالعاب الصغار ستنجبين صغارا ..»
 
لم تفهم معنى كلماتهم كل ما كان يشغلها ان تختلس لحظات من ايامها دون ان يراها احد وتحادث لعبتها وتعيش معها اجمل اللحظات فهي لم تنضج بعد لتكترث لكلماتهم ... لتكتشف حجم ما ينسجونه لها من حياة موجعة بجهلهم وقدرتهم على سرق طفولتها وكيانها ومستقبلها .
 
تذكر جيدا حقيبتها الصغيرة وكتبها ، تذكر مقعدها المدرسي ورفيقاتها التي لم تكن تعلم انها لن تراهم وتشعر بوجودهم بحياتها بعد ذاك اليوم الذي غير ايامها واستبدل الفرح الطفولي بحزن ابدي.
 
ذاك اليوم عادت من مدرستها محملة بقدر كبير من الفرح لتحقيقها تقدما كبيرا في دراستها اخبرت والدتها بانها حصلت على شهادة تقدير وهي تحلم بان تصبح طبيبة تعالج والدتها التي من سنوات وهي تعاني المرض والعجز لكنها كانت دوما تدعم تعليم ابنتها برغم رفض زوجها لذلك واقتناعه بان مكان المراة الطبيعي البيت وحدود احلامها الزوج والاولاد فقط.
 
في ذاك اليوم رأت للمرة الاولى والدتها تبكي بشدة لن تنسى دموعها التي كانت نقطة ضعفها ولن تنسى كلمات والدتها وهي تخبرها بانها لن تذهب للمدرسة بعد اليوم وانها ستتزوج بعد ايام لان والدها يريد ذلك
 
هي ليست باكثر من لحظات لم تتوقف كثيرا عن الزواج والقرار الذي لا تملك امامه اي خيار لكن كل ما عذبها توقفها عن ذهابها للمدرسة واغتيال حلمها بالحياة التي كانت تعيش لاجله.
 
ذهبت الى غرفتها باكية تشتكي للعبتها التي تراها ايضا جزءا من عالمها الطفولي ولم تكن تعلم انها سترحل عنها ايضا مودعة طفولة واحلاما ولحظات جميلة باتت اليوم محرمة عليها لانها ستدخل لعالم النضج قبل أوانه وستغدو زوجة ..
 
زوجة ، كم دفعت ثمن هذا اللقب من ايامها وحياتها بالالام لا يمكنها وصفها او التعايش معها باي وقت كان وسياتي
 
زوجة ، نقلتها بلحظات من كل ما يلف عالم الطفولة من البراءة والقدرة على الحياة والحلم بالمستقبل
 
زوجة ، حرمتها من تفاصيل صغيرة بحياة كل من يكون بعمرها ، كتبها المدرسية ، حقيبتها ، رفيقاتها ، احلامهن الجميلة ، انتظار الغد بتفاؤل وفرح وجودي غير محمل سوى بعبق الحياة
 
لم تملك خيارا بالرفض وهو صورة اخرى من صور الرجولة التي تفرض سلطتها وقوتها على الاخرين خاصة النساء فالرجل باسرتها له حق الخيار والرفض اما هي فلم يكن اماها سوى الخضوع والقبول
 
لم يكن بجانبها سوى والدتها التي عاشت هي ايضا حياة ضعيفة سلبتها خياراتها ووجودها فكان الاسى عنوان حياتها وامسى المرض والعجز عنوان حياتها او ما تبقى منها .
 
هي اليوم بعد مرور سنوات وسنوات على زواجها لم تفقد فقط ذاتها وكيانها ووجودها فهي لم تكن تعلم كيف تخرج من عالمها الطفولي لتربي اطفالا تراهم ضعفا اخر بحياتها
 
اطفال لم تتمكن من الاستمتاع معهم وبهم .. الا بلحظات تراهم بها يلعبون فتستعيد صورة لعبتها التي تشتاق اليها اكثر من اي شيء اخر .
 
كبرت كثيرا .
 
كبرت بتجربتها المؤلمة وبمشاعرها التي لا تعرف منها سوى الالم والحقد والكره للاخرين الذين وضعوها بمكان ليس لها .
 
لكل من حرمها من احلامها ومن لعبتها ومن ايام كثيرة كانت تنتظرها لتحقق كل ما تمنته
 
قلبها لم يعرف الحب وجسدها بلا روح، منذ اليوم الذي لم يرها الاخرون سوى مجرد جسد .... مجرد فتاة ستكون مشروع زوجة وام قبل اوانها رسموا لها حياتها دون ان يكون لها اي خيار بها
 
تالمت كثيرا وفقدت رغبتها بالحياة في اليوم الذي حملت به طفلها لاحدى الطبيبات التي كانت واحدة من رفيقاتها بالمدرسة .
 
حلم عمرها الضائع تراه اليوم بامراة اخرى ، تمكنت من تحقيقه ، وجدت بحياتها من يقدر احلامها ومن يرى بها ابعد بكثير من مجرد امراة مكانها وحدود عالمها الزواج .
 
كم حزنت على ذاتها وهي التي كانت تنتظر اياما واياما ان تكون بمكانها.
 
كم تخيلت ذاك اليوم وعاشت بتفاصيله لترى نفسها بمكان اخر محمل بقدر كبير من الوجع والحسرة .
 
امراة دفعت ثمن اخطاء الاخرين بحقها ... تنازلت دون خيارها عن كل شيء جميل ونقي لتبدو اليوم امراة بلا روح وبلا حياة ... تحيا طالما قلبها ينبض ولا يصلها بالحياة شيء سوى انتظار ان تتنهي علها تجد بعالم اخر راحة وطمأننية لم تعثر عليها بقسوة البشر ... وعذابهم لها .




أوراق متعبة .. كرامة ووجود

قبل سنوات طويلة ،كنا صغارا (...) لم نكن نكترث لاشياء كثيرة بايامنا، لم نكن نشعر بحكم طفولتنا وعالمها بتعب الام وخوفها وقلقها .

لم نكن ندرك، ان كل يوم من ايام عمرها من لحظة وجودنا ،باحشائها الى سنوات تربيتنا ،بكل ما تحمله هذه الكلمة الكبيرة بمعانيها؛ هي من سنوات عمرها وصحتها وفكرها.

عندما كنا صغارا لم نفكر بابائنا وكيف يوفرون لنا كل ما نحتاجه، نغضب ونبكي ونلوم ان لم تتحقق مطالبنا فكل عالمنا كان يدور بفلك احلامنا واحتياجاتنا .

لكننا ايضا كنا اطفالا نفهم فيما عشنا بها وكانت دوما عنوان وجودنا .

كنا نفهم معنى «الكرامة» التي رافقتنا بكل ظروف حياتنا وايامنا ، لم نر اباءنا وامهاتنا منهزمين او يساومون على كرامتهم لاجلنا .

كنا نعلم كيف يستطيع الانسان ان يعيش باقسى الظروف ويزوره الحزن والتعب من حياة قد لا تمنحه الكثير ويحلم بتغييرها لكنه لا يساوم على كرامته ووجوده .

الاطفال هم ايضا يتعلمون ، يدركون ان الكرامة جزء من الحياة ان لم تكن حاضرة بكل ظروف حياتنا تعلمنا :

كيف نحيا فاننا لن نكون بعدها شيئا !

كبرنا عاما بعد الاخر وتعلمنا ايضا ان الحياة ليست كالحياة التي عشنا بها ونحن اطفال

تعلمنا ان هناك من لا يرى بالكرامة عنوان وجود ... ومن يساوم عليها ويتنازل عنها .....

تعلمنا ان البشر يتغيرون ..... يغيرون مبادئهم وافكارهم ويطوعون احلامهم وتطلعاتهم لتتماشى مع الانهزامات الداخلية التي تبدا صغيرة ثم تكبر باعماقهم فلا يرون سوى انفسهم وحياة يحيونها دون كرامة

عندما كنا صغارا لم نر بعيون من حولنا نظرة انهزام او ضعف .

كنا نستمد من كل من حولنا القدرة على الاستمرار والفرح لاننا ندرك انهم يعيشون بكرامتهم بالرغم من ظروف وايام لم تمنحهم ما يستحقونه .

كم اصبح الانسان منهزما ،باحثا عن السعادة برغم انه يمتلك كل ما يمكنه ان يكون سعيدا ولكنه ليس كذلك.

كم اصبح الانسان غاضبا من اعماقه يبحث عن الرضا الداخلي الذي لا يمكن لاحد ان يمنحه اياه يوم اختار ان تكون كرامته اخر ما يفكر به ويبقيه نابضا بايامه وحياته.

البعض يحيا دون حب، لا تكتمل حياته ان لم يشعر بمعنى ان يكون محبا للاخرين ... فالحب يمنحنا القوة والقدرة على استيعاب الحياة والاستمرار بها .

والبعض يحيا دون ان يكون قادرا على تحقيق احلامه فيشعر بان الحياة، ليست عادلة بحقه لكنه يبقي على شيء ما بداخله، نابضا بالحياة، قيمة من اعلى قيم الحياة تبقيه متعايشا مع ذاته ومع وجوده ... شيء ما اسمه «كرامة» تلاشت يوما بعد يوم وعاما تلو الاخر ،عندما اوهمنا قلوبنا وعقولنا اننا نستطيع ان نحيا دونها سواء كان باسم الحب او باسم الحياة لنكتشف بعد ذلك اننا واهمون وان كل ما عشناه وسنعيشه، دون كرامتنا ليس سوى بدائل وخيارات لن تمنحنا ولا تساوي نظرتنا لانفسنا المنهزمة والمنكسرة من اعماق اعماقها .

البدايات

للبدايات دوما رونق وبريق جميل يبعث في قلوبنا متعة خاصة لا تتكرر

للبدايات مكانة بقلوبنا لا تنسى، كل ما مر طيفها بعقولنا منحتنا مشاعر فرح لما كنا عليه بها

البدايات .... كلحظة ولادة طفل تمنحنا الشعور باستمرارية الحياة وبراءتها وقدرتها على مدنا بالفرح

كرائحة وليد تبعث بنا كل ما كنا نبحث عنه من براءة وحب ولحظات من الامان الداخلي بعالم مليء بالكراهية والغضب

هي تلك النظرات التي تنقلنا الى عالم اخر محمل بقدر كبير من التفاؤل بايام اجمل

هي لحظات الانتظار واللهفة لرؤية من نحب .. للتامل بملامح وجهه، للعيش ايام وايام على كلماته .... لما تبعث بنا من مشاعر تبقينا في حالة من الانتظار واللهفة

اجمل السنوات والايام هي البدايات

بدايات الحب ..... بدايات الصداقة، بدايات الحياة

نكون بها انقياء اوفياء محملين بقدر كبير من العطاء ،نمتلك القدرة على الغفران .... قلوبنا لا تحتوي سوى الحب والعطاء ، نتجاوز هفوات من نحب، نمنحهم من قلوبنا وعطائنا واخلاصنا بلا حدود

لانها البدايات تكون دوما الاجمل والاصدق

البدايات ترحل

وكأن الاقتراب من من نحب لدرجة الاستغراق بهم ، والتوحد معهم ، يلغي جمالية البدايات،وكأن الاقتراب من النفوس بقدر ما نحبهم .، يمنحهم حق ان يمنحونا الالم والانكسار ،

لنتذكر في لحظات ما البدايات وكل ما كانت تحمله من مشاعر صادقة جميلة ونرسم على شفاهنا ابتسامة نسرقها من ايامنا التي كانت في الوقت الذي تئن قلوبنا على كل ما كان جميلا ووفياً لنتذكر البدايات ونكتشف حقيقة ما ؛ ان الاقتراب ممن نحب ، من فكرهم ، من اعماقهم ، من ارواحهم ، يلغي قيمة البدايات ويبدد كل ما كانت تحمله بطياتها من وجود لنا كان حقيقة واصبح سرابا ،

ففي البعد هم اجمل .



لأجل الحب .. عبروا عنه كما هو في قلوبكم !

لان الحب حكاية عمر؛ تسرق منا في لحظات لم نعتد ان نحياها بكل جوارحنا وحاجتنا لها.

لم نتعلم بعد :

كيف يمكن ان نتعامل مع مشاعرنا ،اتجاه من نحب كما نتعامل مع انفسنا ؟

نحادث انفسنا، نقف دوما معها لحظات صدق نحاسبها تارة ونغضب منها تارة اخرى ونشعر بالفخر احيانا ،لما اقدمنا عليه ،لإننا لا نستطيع ان نخدعها نكون امامها كالورقة البيضاء نحن فقط نعلم ماذا يمكننا التدوين على هذه الورقة .

لكننا امام من نحب، نحن نعجز عن التعبير عن مشاعرنا!.

ونعجز عن الافصاح عن كل ما يعترينا من مشاعر وكأن الحب لا يزال يحتاج منا لعمر اخر لندرك انه اعلى قيمة بحياتنا لا نستطع ان نحيا بدونها.

لماذا نخجل من مشاعرنا ؟

وكأنها تقودنا الى مساحة من الضعف والانهزام .

وكأن الحب لا يزال في نفوسنا بمكانة «الضعف» ونحن كبشر نبتعد عن كل ما يمكنه ان يضعفنا او يهزمنا .

كم من القلوب بحاجة الى ان تعيد الى نبضاتها معنى الحياة من جديد؟

كم من النفوس بايامها اناس يحبونها لكنها تفتقدهم بالرغم من وجودهم ،لانهم غرباء لا يملكون القدرة على الاستغراق بنفوسنا والتعبير عن مشاعرهم الحقيقية ..؟

كم تحتاج النساء للشعور بالحب والتعبير عنه كما هو بحجمه الكبير بقلوب من عشقوا ؟

كم تكبر المسافة يوما بعد يوم وعاما ،تلو الاخر بين القلوب العاشقة لانهم غير قاردين على ترجمة هذا الحب لواقع ولحياة لا تكون بديلة عن قيمة المشاعر المخزنة بالقلوب منذ سنوات وسنوات ،

نحن لا نعبر عن الحب الذي يسكننا الا بلحظة الخسارة والرحيل .

لحظة ندرك فيها ان من نحبهم رحلوا او سيرحلون ، لن يعودوا لنا ، ليس بامكاننا رؤيتهم،الاحساس بوجودهم ،استنشاق رائحتهم ،الامساك بكل تفاصيل وجودهم بيننا.

وكأن الحب الذي نرفض التعبير عنه شهادة على ضمانة من نحب على بقائهم في أيامنا؛ لا يتغيرون ..نستمر ونحن اقوياء مدركين لقيمته ،بدلا من محاولات الاستكشاف للاخر وقياس مدى قيمتنا بقلبه .

وحده الرحيل او الخسارة هو الذي يدفعنا للتعبير عن مشاعرنا .

خسارة من نحب ، الشعور بفقدانهم بانهم لن يعودوا الينا يدفعنا للتعبير لهم كم هم بالقلب.

كم نحن مسكونين فيهم ، كما تكون حياتنا دون اشراقة وجوههم بها؟.

جميعنا يردد ان الحياة قصيرة، ونحن ندرك ان الحب لا يكفيه عمر واحد ان اردنا بخيارنا ان نعيشه كما هو ، ان نحب دون خوف، ان نعتبر ان الانهزام امام من نحب : انتصار لنا قبل ان يكون لهم !.

ان التنازل ليس مخجلا وان التعبير عن مشاعرنا ليس عيبا او مساحة نخجل ان نكون فيها

ولكننا لا نعبر .

لا نعلم كيف نحب ؛ نبقى نعيش الحب وهما .

نعول دوما على الذين نحبهم، بان يكتشفوا قيمتهم باعماقنا ، ان يعيشوا حلمنا، دون ان نسمح لهم بان يدركوا بانهم هم الحلم بجماله.

الحب ..يولد باعماقنا ،نغذيه من ارواحنا من تجاربنا من مواقف الحياة، من آلامنا وافراحنا ،وقدرتنا على التمسك بمن نحب ،ندرك ذلك جيدا لكننا نبقيه باعماقنا ، مخفيا،مظلما وهو خلق ليعيش معلنا عن ذاته عن قيمته ،عن انه دواء لعزلة الايام وخذلانها .

عبروا عن مشاعركم لمن تحبون !.

الحب يحتاج لتلك الاعترافات الجميلة، و لتلك اللمسات الهادئة التي تنقله من حالة الاحتضار الى حالة الانعاش والبقاء والاستمرار ،لأجلكم ولأجلهم.

الورقة الاخيرة ....

قالت له يوما ما : ان توقفت عن حبي ... لا تخجل ان تخبرني بذلك فالرجولة كما افهمها .... مواقف .... وليست انهزاماً

فاجاب : وكيف يكون الانهزام ...

قالت : بان تستمر معي وانت لا تحبني .... ان تخون قلبك ومشاعرك ... وتعيش حياة لا حب فيها

امراة كتلك .... لا تخشى الرحيل ولا الابتعاد .... ولا البقاء لاجل كل شيء الا الحب ... امراة كتلك تفهم جيدا كيف يكون الرجل رجلا .... يرحل دون ان يودع رجولته بعيون من احب يوما .. لتبقيه بعقلها وحياتها عنواناً لمعاني الاحترام والانحناء لانثى احبها يوما ... فانتهى الحب ولم تنته هي من حياته كأنسانة تستحق لاجل كل ما مضى .... ان يكون معها رجل .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سهير بشناق  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سهير بشناق    سهير بشناق  Emptyالجمعة 18 أغسطس 2017, 3:10 am

اليك .. وانت جزء من الروح .... ونبضات القلب

ليست ورقة كباقي الاوراق انها جزء من عمري وما العمر ان لم يكن يضم وجوها نحبها نتنفس الحياة من خلالها ندرك جيدا ان لا معنى لشيء بايامنا دونها .

ليست ورقة كباقي الاوراق انها محملة بوجودي .. بكياني .. باختياراتي .. بقدري .. باللحظة التي اصبحت فيها اما .. لتتهاوى امام هذه الكلمة بمعانيها وامام مسؤولياتها اي قيم اخرى ان كانت ليست بك وبوجودك بحياتي ..

صغيرة انت كنت .. في عيون الجميع طفلة كباقي الاطفال .. يولدون يوميا .. وحدي انا عندما كنت اراقبك وانت طفلة كنت مختلفة بعيوني .. كنت ارى الحياة من عيونك من حركاتك من لمستك لي وكأنك في كل مرة تقتربين مني اشتم بها رائحتك كنت تطلبين مني البقاء بجانبك .. لا اعلم اهي حاجة لي منك ام حاجتي انا لك .

كنت اعلم اني احلم بك ولاجلك لكن ما قيمة احلامي امام اختياراتك ... لطالما حلمت لاجلك بقلب ام وبعقل ام .. ترى الفرح من بين عيونك وتكتشف كل يوم انك الاغلى والانقى والاجمل بكل اقدارها بالحياة

لن اكون اليوم أما تروي لابنتها ماذا فعلت لاجلها فكل الامهات يروين قصصا وينسجن من تجاربهن ورحلتهن مع اطفالهن قصصا تحكى لهم عندما يودعون الطفولة .... فالامومة بطولة وانتصار امام تحديات وصعوبات ولحظات من القلق والخوف والترقب والاحلام .... بطولة قد تكون فصلا برواية طويلة في عيونكم او مسؤولية وواجباً تمرون من امامها بكلمات شكر وتقدير وتكملون حياتكم لانكم عاجزون عن فهم عمقها واحساسنا بكم واستغراقكم بالروح والقلب لتكونوا كياننا كله .

لن اكون اليوم اما تعيد لك حياتك السابقة .. تعيش معك اياما مضت لحظات كنت بها طفلة .. بكل تفاصيلها التي اعيشها انا اليوم وحدي ترفض ان تغادر مخيلتي ولو للحظة واحدة .. ايام كنت تهربين من سريرك تسرقين من ساعات الليل ساعة تتسللين بها الى حضني اداعب خصيلات شعرك واحضنك فاشعر بقيمة الحياة ...

ايامك الاولى بالمدرسة وبكائك وتعلقك بي كي لا اتركك تبداين اولى خطوات حياتك فتكبين انت واحترق انا تقعدين في مقعد صفك وابقى انا ساعات اراقبك من النافذة تارة امسح دموعي وتارة اخرى امنع ذاتي من ان اعود اليك احضنك وابقى بجانبك كي تبددين مخاوفك.

ايامك وانت تتعلمين كيف تكتبين فتمزقي اوراقك امامي تنثرينها واعود انا لالملمها فهي لي الكثير الكثير .... غاضبة انت لانك تخوضين مرحلة التعلم وكنت انا دوما خط دفاعك الاول لايامك القادمة اتحمل كل غضب طفولتك ورفضك وتمردك واسقيك من روحي وايامي ووجودي وكل قدرتي على الحب والعطاء لتكبري وتكبري وتكبر احلامي بك يوما بعد يوم فانت املي الوحيد بالحياة ورغباتي بان تحمل لي الايام قدرا اجمل بك ومن خلالك وكم هو عمق شعوري نحوك وحدها الام التي تدرك معنى الحب بارقى درجاته ... الحب الذي يتغلل بالروح يوما بعد يوم ياخذنا دوما الى مساحة كبيرة نجهل مصدرها لنغفر ونسامح ونصبر ونحب ونمنح كل ما نملك لاجل ان يبقى ذاك البريق الجميل يشع من عيونكم يمنحنا الرضا وكل ما نحتاجه من ايامنا .

وجودك بحياتي .... علمني الكثير علمني كيف يمكن ان اضعف مرات ومرات بيني وبين ذاتي انهزم كثيرا لكني لا املك سوى ان اعود لك ولاجلك .... علمني كيف يكون اصراري على ان ابقى بحياتك رغم قناعاتك بانك تستطيعين الوقوف بمفردك تواجهين عمرك لوحدك دون ان تكوني بحاجة لي ... وانا لا تعنيني قناعاتك لانك ستبقين دوما في مخيلتي تلك الطفلة التي وان كبرت عليها الا تغادر قلبي وتبدد بسنوات عمرها مخاوفي وقلقي وكيف لا وانت اسمك اردده مرات ومرات بدعواتي .... ملامح وجهك عنوان وجودي .... تفاصيل ايامك لا اقوى ان امر امامها دون ان تستوقفني .

ماذا املك اليوم انا .. وانت تصرين على مغادرتي .. تعاندي مشاعري وحبي وعمق مكانتك بقلبي

قضيت سنوات عمري كلها احلم بان اراك صبية .. صديقة ... حبيبة ... الاقرب الى الروح والوجدان .. تكبرين لتكوني الاقرب لي .. لا احتاج منك ان تعيدي لي سنوات عمري الماضية .. ولا ان تعيشي عمرك لي .... ولا ان تقضي ايامك تفكرين بي وباحتياجاتي وباحزاني وهمومي .

كل ما احتاجه منك اليوم ان لا تغادري ... ان لا ترحلي عن ايامي .. ان تكوني دوائي .... شفائي من قسوة الايام واقدار لم تمنحني ما اريد .... ان تكوني محطة لعزلتي من الايام .... ان لا تاخذك الحياة ومفهومك عن النضج والحرية لمكان اخر بعيد عني تكونين به انت كما تريدين ولا تدركين حجم حبي وخوفي عليكِ من الايام ومن نفوس البشر التي في كل مرة تقترب منك دون ان تقدر قيمتك وجمالك ونقاءك الداخلي تسرق مني عمري كله .

كبرتي بما يكفي لتدركي اشياء وقناعات اراها اليوم تاخذك من ذاتك ومني لاقف انا اليوم على عتبة الحياة استجدي منك ما تبقى لي من العمر .... رغبتي بان تكوني بمكان تحافظين فيه على نقاء روحك على ما تبقى من طفولتك , فالسنوات ليست سنوات ان لم تحمل لنا شيئ من الطفولة .... حب يحيا بقلوبنا لنتمكن من ان نرى تلك القلوب التي احبتنا ... تلك النفوس التي تعيش لاجلنا ... تلك العيون التي تغفو وهي تدمع خوفا وقلقا ومحبة ....

كبرتي ... وستكبرين عاما تلو الاخر .... وان كان لي وجود بالحياة وان كان لي نصيب ان احيا سنوات اخرى فرفقا بي وبقلبي وبعمري يا صغيرتي فالعمر لا يتحمل الموت مرتين مرة بقدره ومرة اخرى على يديك .....





الورود لاتذبل ..إلا !

عندما كانت طفلة كانت سعيدة بطفولتها ، وسعادتها لا تختلف كثيرا عن اطفال اخرين يكونون الاغلى على قلوب امهاتهم وابائهم يمنحونهم الكثير من ايامهم وحياتهم... لكنها كانت مختلفة

لانها كانت طفلة وحيدة ؛وحيدة هي ولم تكن تدرك بطفولتها معنى ان تبقى وحيدة لا يشاركها حياتها اخت او اخ .

كانت محط انظار اسرتها واهتمامهم الدائم، لم ترغب بشيء ولم تحصل عليه، اعتادت ان تلبى كل مطالبها لانها كانت الحلم والامل والحياة لاسرتها.

لم تكن طفولتها سوى سعادة لها ولكل من حولها فعندما يعيش الانسان دون ان يشاركه احد باهتماماته واحتياجاته ومطالبه تكون حياته له فقط لا يتعلم كيف يشارك وكيف لا يكون وحيدا

كبرت عاما تلو الاخر وفي كل عام كانت تكبر فيه كانت تكبر في اعماقها مشاعر الاحتياج لشيء ما لانسان آخر خارج مساحة اسرتها الصغيرة.

اصبحت تدرك حاجتها لاخت.. لاخ.. يشاركونها ايامها وتفاصيل حياتها بغضبها وفرحها وحزنها.. كانت تعود الى غرفتها وحيدة.. تحاول ان تعاند رغبتها بان تجد من ينتظرها بغرفتها.. لتجمعهما لحظات من الفرح والمشاركة بكل شيء.. لتجد من يفهمها ويستمع اليها.. من يشاركها لحظات السعادة والحزن... لتكون حياتها بلا وحدة...

كبرت عاما تلو الاخر واستعاضت بكل ما ينقصها بصديقاتها وكأنها كانت تحارب وحدتها واحتياجاتها بمن يشاركها ايامها بصديقات يملأن حياتها ويكسرن وحدتها.. واستغرقت بهذه المرحلة بكل ايجابياتها وسلبياتها.. لم تعتد بحياتها سوى وجوه صديقات عابرات في زمن اصبحت فيه الصداقة اصعب من الحب.

واكتشاف معادن الناس فيها اصعب بكثير من خوض تجربة الحب بكل تفاصيلها وحاجتنا للوعي والادراك كي لا نتالم بكل مرحلة نمر بها.

في كل عام كانت تكبر هي فيه كانت لا تزال تمتلك مساحة كبيرة من الحرية.. الحرية التي منحتها اياها اسرتها كي لا يرون بعيونها حزنا وهما يدركون انها ابنتهم الوحيدة وانها تحتاج لان تحقق كل ما تتمناه.

شعروا هم بوحدتها وبحاجتها لان تكون محاطة بالاخرين.. وهم يدركون انهم لن يكونوا لها بديلا عن وجود الاخت بحياتها فمنحوها مساحة من الحرية لتجد ذاتها مع الاخرين بالقدر الذي يسمح لها ان تبقى دائما بحياتهم لا تتجاهل تلك الحرية التي عاشت بها وتقدر معانياها ومسؤولياتها.

فالحرية ليست كلمة فحسب بل هي نمط حياة وقدرة على اكتشاف الاخرين وتصنيفهم بحياتنا فهناك من البشر والاصدقاء من يستحق ان نبقيه بايامنا وهناك من يسقط في اولى ايجديات الصداقة..

الحرية هي ان نكون قادرين على التمييز بينها وبين التمرد على كل قيم الحياة ان نتعامل معها وكأنها «دواء» لنا ان تجرعنا منه الكثير اوصلنا الى الهلاك.. وان احسنا استخدامه كان لنا الشفاء والعودة من جديد كما كنا..

اليوم بعد ان ودعت هي الطفولة ،بدأت باكتشاف الحياة لم تعد رغبتها بوجود اختً او اخ بحياتها يستوقفها كثيرا فقد امتلأت حياتها بوجوه كثيرة.. واغترب قلبها عن من احبوها بصدق.. من منحوها كل ما تحتاجه من صدق ومحبة ومشاعر لا تحتاج ابدا الى مبادئ هذا الزمن.. ومسار علاقاته التي تسير بان لكل شيء مقابلاً.

هم كانوا لها تلك القلوب التي لا تعرف سوى الحب بارقى درجاته.. وتلك النفوس التي لاتملك سوى العطاء... لم يطالبوها سوى بان تبقى مخلصة لذاتها قبل ان تكون مخلصة لهم... ان تتعامل بكل ما منحوها اياه من ثقة وحرية ومحبة بقليل من الصدق والقدرة على ان تبقى في حياتهم بصورتها التي عرفوها دوما بها.. على ان لا تغادرهم بحياة رسمتها هي بمفردها بقناعاتها بانها تستطيع ان تحيا دون كل القلوب التي احبتها وان تحتفظ فقط بعلاقات عابرة لصداقات وهمية لن تقودها سوى الى اكتشاف حقيقة ان الصداقة كسر لعزلة القلوب ومكانة كبيرة تاخذنا الى نفوس نقية من اعماقها جميلة الروح تمد دوما لنا يد العون وتستوطن قلوبنا ونفوسنا لانها تقودنا الى ما نحتاجه من العمر دون ان نحتاج لان نقدم تنازلات من ايامنا ونفوسنا ونخسر انفسنا قبل ان نخسرهم..

كم تحتاج هي اليوم لان تكون ذاتها فقط..

لان تعيش مع ايامها السابقة والقادمة تقلب صور ذاكرتها صورة تلو الاخرى..

تحتفظ بكل صورة تعيد لها رونقها.. تعيد لها شيئا من طفولتها من قدرتها على الاحساس بالاخرين.

كم تحتاج هي اليوم لان تعيد حساباتها من جديد قبل ان تتمكن من اكتشاف البشر كما هم.. ان تقوى كفاية لتغربل من حياتها من يرتدون ثوب الصداقة وهم باعماقهم مزيفين لن تكون خسارتهم سوى انتصار لها وقوة لاختيار الافضل بايامها القادمة.

الوحدة التي عانت منها في طفولتها وتمنت ان لا تعيشها لم تكن وحدة وواقعا باختيارها او باختيار من يحبونها.. وكم من واقع واقدار لا نملك سوى ان نتعايش معها تقودنا الى الافضل تمنحنا مساحة لاكتشاف حجم الحب والرغبة بقلوب الاخرين ليكونوا اقرب لنا من نبضات قلوبنا..

لنكتشف ان ابواب قلوبهم ونفوسهم كانت دوما مفتوحة امامنا لتبدد وحدتنا ومخاوفنا وتشاركنا احلامنا واحزاننا وافراحنا, ليبقى الامر كله اختيارنا.. نحن نختار من نمنحهم الثقة.. نحن نختار ان نرى القلوب المحبة لنا بصدق وتحيا معنا..

نحن نختار من ندخلهم الى حياتنا ومن نمنحهم لقب صديق.. ومن نوفر له الفرصة والمساحات ليكسرنا او يقوينا.

نحن نختار ان نكون وكيف نكون.. وعندما نختار كل ذلك ،علينا ان لا ننسى ابدا القلوب التي احبتنا بصدق ومنحتنا من ايامها ثقة.. وقدرة على المسامحة.. ومحاولات عدة للاحتفاظ بنا ويبقى خيار ان لا نخسرهم بيدنا مرة وبايديهم ..مرات ومرات، فالقلوب النقية المحبة ،هي -ايضا - تتالم وتعاني وتفقد قدرتها على العطاء بلحظة ما تصاب بها بالخذلان المؤلم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سهير بشناق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: