تفاعل عالمي مع حملة الجزيرة المطالبة بحرية الصحافة
سجلت الحملة الإلكترونية التي أطلقتها شبكة الجزيرة الإعلامية للمطالبة بحرية الصحافة تفاعلا كبيرا فاق بحجمه ما سجلته أي حملة مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي في أسبوع واحد.
وبلغ عدد المتفاعلين بشكل مباشر مع الحملة، التي أطلقت في الثالث من يوليو/تموز الجاري، أكثر من 53 مليون مشاركة ومشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك ويوتيوب خلال الأسبوع الأول لإطلاقها، منها أكثر من ٣٢ مليون مشاهدة لفيديو الحملة.
وتضمنت الحملة إنتاج مقطع مصور باللغات العربية والإنجليزية والبوسنية والإسبانية، عرض فيه مذيعون ومراسلون للجزيرة جملة من المطالب التي ترد بها الشبكة على تصاعد الخطاب المعادي لحرية الرأي والصحافة في المنطقة، والمطالب بإغلاق الجزيرة ووقف بثها شرطًا لرفع الحصار عن دولة قطر.
واعتبرت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان أصدرته بالتزامن مع إطلاق الحملة، أن ما تتعرض له من هجوم وتلفيق هو استهداف لمبدأ حرية الإعلام والحق في التعبير، وليس موجها فقط ضد مؤسسة إعلامية استطاعت خلال عقدين من الزمن تعزيز مكانتها بوصفها شبكة رائدة عالميا ويتابعها ملايين المشاهدين في أكثر من 150 بلدا.
حملة المطالبة بحرية الصحافة التي أطلقتها الجزيرة استقطبت تعاطفا ومؤازرة من مؤسسات إعلامية كبرى (رويترز)
تعاطف ومؤازرة
واستقطبت الحملة تعاطفا ومؤازرة من مؤسسات إعلامية من شتى أنحاء العالم، من بينها محطة سي أن أن، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وهافبوست التي أعادت نشر الفيديو الخاص بالحملة، كما أشادت هيئات حقوقية ونقابات صحفية ومنظمات مدافعة عن حرية الرأي والصحافة بالحملة وشعارها.
كما تفاعل مع الحملة مشاهير وشخصيات إعلامية عالمية معروفة، من بينهم مذيعون وكتّاب أعمدة، ورواد في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي إطار الحملة، تنظم شبكة الجزيرة الإعلامية الأسبوع المقبل ندوات وفعاليات في جنيف ولندن، يشارك فيها إعلاميون وكتّاب رأي من دول عربية وأوروبية، وتبحث المضايقات التي تتعرض لها الشبكة، ووضعية حرية الصحافة في المنطقة العربية بشكل عام.
ونُشرت عشرات المقالات والتغطيات الخاصة عن الجزيرة منذ الكشف عن المطالب التي وضعتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر شروطا لرفع الحصار عن قطر، والتي من بينها مطلب بإغلاق الشبكة.
تغطيات خاصة
"
نُشرت تغطيات على محطات تلفزيون يابانية ونرويجية وسويدية، وتلفزيون سي سي تي في، والبي بي سي، وفرانس 24، والقناة الرابعة البريطانية، وقناة دي دبليو الألمانية، ووكالات أسوشيتد برس ورويترز وسبوتنيك ووكالة الصحافة الفرنسية وغيرها
"
كما أوفدت محطات تلفزيونية وصحف ووكالات إخبارية عالمية مراسليها لإجراء مقابلات مع مسؤولي الشبكة وصحافييها ونشرت تغطيات خاصة عن الجزيرة في صحف غارديان ونيويورك تايمز والباييس ودير شبيغل وواشنطن تايمز.
كما نشرت تغطيات على محطات تلفزيون يابانية ونرويجية وسويدية، وتلفزيون سي سي تي في، والبي بي سي، وفرانس 24، والقناة الرابعة البريطانية، وقناة دي دبليو الألمانية، ووكالات أسوشيتد برس ورويترز وسبوتنيك ووكالة الصحافة الفرنسية وغيرها.
يذكر أن مطلب إغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية قوبل باستنكار عالمي، وعبرت منظمة الأمم المتحدة وجمعيات حقوقية دولية عن دعمها ومؤازرتها للشبكة الحائزة على عدد كبير من الجوائز تقديرا لتغطياتها الإخبارية المتميزة وبرامجها ووثائقياتها، وعانى صحافيوها من الاعتقال والتهديد، ودفع بعضهم أرواحهم في سبيل نقل الصورة والخبر.
المصدر : الجزيرة
الإندبندنت: غلق الجزيرة اعتداء على حرية الصحافة
وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية الأزمة الخليجية بأنها معقدة، وقالت إن الشيء الواضح فيها أن قناة الجزيرة يجب أن لا تغلق، واعتبرت مطالبة خصومها بإغلاقها خطوة لافتة للنظر وشائنة، وأنها في نهاية المطاف اعتداء على حرية الصحافة التي لا يوجد إلا النادر منها في المنطقة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن انهيار العلاقات الخليجية كان متوقعا منذ فترة، لأن قطر اتهمت منذ فترة طويلة بتعاطفها مع الجماعات الإسلامية، ويزعم نقادها أنها دعمت وآوت "الإرهابيين" بشكل مباشر أو غير مباشر، وأنها عززت الجماعات المتطرفة بدفعها فديات ضخمة للإفراج عن المواطنين القطريين المختطفين، وهو ما تنفيه الحكومة القطرية بشدة وتؤكد أنها مجرد ادعاءات.
ورأت أن الانتقادات الموجهة لشبكة لجزيرة لا يمكن إهمالها بالكامل، وأنها استخدمت مصطلحات متعلقة بتنظيم الدولة على سبيل المثال، ومع ذلك تبدو أكثر حيادية بكثير من غيرها من القنوات العربية، ولا سيما في عدم استخدامها الكلمة الازدرائية "داعش". وباختصار، سيكون من الخطأ استنتاج أن الجزيرة "فوق الشبهات".
والحقيقة كما تقول الصحيفة، أن النظام السعودي وحلفاءه لا يحبون ولا يثقون في نفوذ الجزيرة لأنها أصبحت قبلة الملايين في جميع أنحاء العالم العربي، وهي نادرا ما تتفادى الجدل.
والجزيرة بالنسبة للأنظمة التي يتزايد استبدادها في المنطقة ليست مهيجة فقط، بل محرضة على الاضطرابات، ولكن أيا من هذا لا يشكل سببا وجيها لتفكيك مؤسسة إخبارية بهذا الثقل.
وأضافت الصحيفة أن السخرية الكبيرة في كل هذا هي الدرجة التي تقف فيها السعودية نفسها متهمة بنفس "الجريمة" مثل قطر، من حيث تعزيز ودعم الأيدولوجيات المتطرفة بل وحتى "الإرهابيين"، كما أشار تقرير جديد لمركز بحثي بريطاني إلى أن السعودية تمول عمدا مساجد ومراكز تعليمية في الخارج -بما في ذلك بريطانيا- لغرس الأيدولوجيا "المتعصبة".
وختمت الإندبندنت بأن ما جرّأ السعودية على هذه التصرفات هو الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب والتأكيدات التي تلقاها من السعوديين بالتضييق على أي أحد يتبين تمويله للإرهاب، ولا عجب أن الملك سلمان وأصدقاءه شعروا أن بإمكانهم اتخاذ خطوات ضد قطر بعد أسبوع أو أسبوعين فقط من الزيارة.
صحفيو الدانمارك: المطالبة بإغلاق الجزيرة خطوة للانحدار
وجه رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في الدانمارك لارس ويرج رسالة للسفير السعودي في كوبنهاغن فهد بن معيوف الرويلي، دعاه فيها لاستخدام نفوذه لحثّ حكومة بلاده على وقف سعيها لإغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية.
واعتبر في رسالته أن هذا المسعى خطوة نحو الانحدار، مؤكدا أنه يقف ضد كل المحاولات لإغلاق وسائل الإعلام، ويناضل من أجل حرية الإعلام والصحافة.
وأضاف رئيس الاتحاد الدانماركي أن العالم بحاجة إلى مزيد من وسائل الإعلام الحرة، لا إلى التقليل منها.
وطالب ويرج السفير السعودي بأن يفعل ما بوسعه لوقف الضغط على بلد آخر لإغلاق شبكة إعلامية مثل قناة الجزيرة.
وسلمت الكويت لدولة قطر في 23 يونيو/حزيران الماضي قائمة بمطالب دول الحصار، وهي كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وذلك بعد نحو بعد نحو شهر من بدء الأزمة الخليجية.
وشكلت قناة الجزيرة أحد العناصر الأساسية ضمن مطالب دول الحصار، الذين دعوا الدوحة إلى إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها، وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.
الأمم المتحدة: المطالبة بإغلاق الجزيرة هجوم غير مقبول
زيد بن رعد وصف مطلب إغلاق الجزيرة بأنه شاذ وغير مسبوق وغير منطقي
وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد اليوم الجمعة مطالبة السعودية وثلاثة بلدان عربية أخرى لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة، بأنه "هجوم غير مقبول" على حرية التعبير والرأي.
وقال إن "الخلاف المثير للقلق" في منطقة الخليج بلغ "مستوى جديدا" بإدراج بعض الحقوق الأساسية والحريات ضمن قائمة المطالب التي فرضتها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر على دولة قطر، مع إعطائها مهلة عشرة أيام لتنفيذها بحلول الرابع من يوليو/تموز المقبل.
وأعرب المفوض السامي في إيجاز صحفي الجمعة عن "قلقه البالغ" من مطالبة تلك الدول بإغلاق شبكة قنوات الجزيرة ووسائل إعلام أخرى تمولها قطر.
وبدأت الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو/حزيران الجاري، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، متهمة إياها بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته قطر.
"
المطالبة بإغلاق الجزيرة هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي، وإذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى فإن للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علنا بشأنها
"
زيد بن رعد
وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وقال زيد بن رعد "سواء كنت تشاهدها أو لا تشاهدها، أو تحبها أو تكرهها، أو تتفق أو لا تتفق مع وجهات نظرها التحريرية، فإن الجزيرة العربية والإنجليزية قناتان شرعيتان، ولهما ملايين عديدة من المتابعين".
وتابع قائلا إن "المطالبة بإغلاقهما الفوري هو بنظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي"، مشيرا إلى أنه إذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى فإن "للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علنا بشأنها".
واستطرد المسؤول الأممي القول إن الإصرار على إغلاق القنوات التلفزيونية مطلب "شاذ وغير مسبوق وغير منطقي وغير معقول بشكل جلي".
وتأتي تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان متسقة مع مواقف منظمات واتحادات دولية أخرى.
فقد انتقد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز حرية الفكر والتعبير دافيد كاي مطالبة الدول المحاصرة لقطر بإغلاق قناة الجزيرة، واصفا ذلك بأنه سيلحق ضررا كبيرا بتعددية الإعلام في المنطقة.
ونددت منظمة مراسلون بلا حدود بمطلب الدول الأربع المحاصرة لقطر بإغلاق الجزيرة، معتبرا إياه "ابتزازا غير مقبول"، مشيرة إلى أن الجزيرة أحدثت ثورة في الإعلام العربي، وأن مطلب إغلاقها وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تمولها قطر أمر يثير القلق.
وأدان الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية طلب إغلاق قنوات الجزيرة، معتبرا الأمر اعتداء على حرية التعبير، وقال إن المطالبة بإغلاق الجزيرة وجميع الشبكات المتصلة بها بما فيها شبكة "بي إن" الرياضية، أمر مرفوض.
ووصف الاتحاد رفض رياضيين ومدربين التحدث مع صحفيين يمثلون قناة "بي إن" الرياضية بأنه تصرف غير صائب.
في السياق ذاته، عبّر رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا تيم داوسون عن قلقه من طلب دول الحصار من قطر إغلاق شبكة الجزيرة، مضيفا أن على الدول الخليجية أن تجلس وتتحاور بدلا من التضييق على حرية التعبير.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية