August 20, 2017
صالح مخاطبا حلفاءه الحوثيين: أدعوكم لمشاركتنا مهرجان السبعين الموجه ضد العدوان.. والطابور الخامس هو الذي يُفكّك جبهة الداخل.. وإن أردتم شراكة بالقانون والدستور على العين.. وإلا سننسحب ولا تصدروا بيانا رقم واحد ولا رقم اثنين
صنعاء ـ “رأي اليوم” ـ عبدالكريم المدي:
القى يوم السبت الرئيس اليمني السابق – رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، حليف أنصار الله في مواجهة العدوان السعودي / العربي على اليمن، خطابا هاما أمام جمع غفير من أنصاره، رموز القبائل والمثقفين والسياسيين، أكد فيه بأنه هو وحزبه ومناصريه مع تعزيز الجبهة الداخلية ورفد الجبهات ومواجهة العدوان، ونفى نفيا قاطعا أن يكون حزبه أداة لتعطيل المؤسسات.
وقال: خلال شهرين والعالم يعرف والشارع اليمني يعرف أن عندنا إحياء ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام بمرور 35 عام، وهذه الرسالة رقم واحد.
والرسالة الثانية: موجهة ضد العدوان ودعوة الشعب للصمود في وجهه، والرسالة الثالثة :نمد أيدينا للسلام لا للإستسلام، هذه الرسائل التي يريد أن يوجهها المؤتمر يوم 24 أغسطس في ميدان السبعين ميدان الصمود والتحدّي.
وهنا تأتي الحكمة، الحكمة عند العقلاء والشخصيات السياسية المرموقة والمسئولة لإزالة سوء الفهم والإبتعاد عن التوتر الموجود في الساحة، هذا التوتر لا يخدم المتحالفين ضد العدوان ولكن يخدم دول العدوان، هذا التوتر ما هو إلّا – كما ذكر الأخ عبدالملك الحوثي – الطابور الخامس وعلينا أن نفكر ونبحث من هم أصحاب الطابور الخامس..؟ ومن أين هم..؟ وماذا يعملون اليوم..؟، فلنتباين فلنختلف، لكن هناك ثوابت وطنية لا يمكن لأحد تجاوزها .
وشدد على ضرورة رفد جبهات القتال معنوياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً،إلى جانب النزول للميدان وليس بالكلام ولا بالملازم، حسب تعبيره.
واضاف الرئيس صالح قائلا: اتفق مع الأخ عبدالملك الحوثي بأننا شكلنا المجلس السياسي والحكومة من أجل الشراكة ومواجهة العدوان، صحيح ما قاله الأخ عبدالملك بإن حصة أنصار الله لا تشكّل إلّا واحدا في المائة، أنا ربما أتفق معه ،واحد في المائة، والبقية مع من؟
مع الشعب اليمني، وإلّا مع المؤتمر؟
أتفقنا على الشراكة وأن يعمل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ طبقاً للدستور والقوانين واللوائح المنظمة، هذا الدستور والقوانين المنظمة ليست من صنع علي عبدالله صالح، إنما من صنع الشعب ومؤسساته الدستورية، واللوائح والأنظمة ليست ملزمة خاصة بي كنتُ أدرسها في المؤتمر الشعبي العام، لا توجد عندي ملزمة.
وتابع قائلا: طيب اتفقنا على الشراكة، شراكة حقيقية في مواجهة العدوان وإدارة شئون البلاد، لكن للأسف الشديد، هنا كلجان إشرافية، اللجنة الثورية التي اتفقنا إن مهمتها تنتهي بتشكيل المجلس السياسي والحكومة، لكن الذي يحدث هو أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان، أي قرارات يصدرها ومش متفقة مع اللجنة الثورية تُلغى، الحكومة برئاسة ” بن حبتور” فوقها – أيضا- حكومة ،متمثلة بالمكتب التنفيذي التابع لإخواننا في أنصارالله..
متسائلا: إذاً كيف تشتغل الحكومة؟
وبخصوص الموارد وأنقطاع مرتبات الموظفين لأكثر من عشرة أشهر، أوضح بأنه تم الاتفاق على أن تذهب الموارد إلى الخزينة العامة وعدم صرفها من خلال المؤسسات أو الشركات، ولا يجوز دستورياً أو قانونياً المساس بها،
وحول الأجهزة الرقابية قال صالح : نحن مستعدين- يا أخواننا في أنصار الله – لأي رؤية، من تريدون في جهة الرقابة؟
عينوا فيها الأخ ” محمد علي الحوثي “رئيس اللجنة الثورية، ما عندنا مانع هو مواطن يمني، لسنا معطلين، عمر المؤتمر ما كان معطلا.
وتابع قائلا: اتفقنا أنه مافيش لجان إشرافية، نتكلم على وزير في الخارجية ،وإلّا في النفط، وإلّا في الدفاع وفوقه مشرف، تتكلم على محافظ ومن فوقه مشرف، طيب أبعد المشرف، عين المشرف محافظا، عينه وزيرا.
واضاف : نحن نمد أيدينا لإخواننا في أنصار الله ما عندنا مانع، تريدون نبقى معاكم في الشراكة لإدارة شئون البلاد في إطار لا ضرر ولا ضِرار وفي إطار الدستور والقانون، نحن على العين والرأس، تريدون الإنفراد، لا تعلنوا بيانا رقم واحد ولا بيانا رقم اثنين ،قولوا لنا أنكم تريدون السلطة منفردين سننسحب ولا يكون بيننا أي خلاف.
وكان الرئيس صالح قد وجه الدعوة إلى أنصاره ورفاقه- حد وصفه – إلى التحلي بالصبر وليست مهانة، وفق تعبيره، ومحذرا في الوقت نفسه من جرجرتهم إلى العنف.
وفيما يخص أمن العاصمة صنعاء وتأمينها قال: بعيد أبعد من عين الشمس الذي يريد أن يعمل فوضى في العاصمة ،ويقول أفعلها و” أفحّط ” لا يوجد “فحاط” نحن هنا.
كما دعا من اسماهم بـ رفاقهم وزملائهم والعقلاء، الفاضلين ،المصلحين في أنصار الله إلى مشاركة المؤتمر في هذه المناسبة بميدان السبعين يوم الخميس القادم 24أغسطس.
قائلا: أدعوهم ضيوفا على المؤتمر،على الرحب والسعة، ووجودنا ككتلة واحدة في مواجهة العدوان، سيجعل العدوان يحترمكم ويقدركم عندما تكونوا كتلة واحدة، هو يسعى صح لشق الصف، لكن بالنسبة لنا كمؤتمريين لن نقبل ،لن نقبل على الاطلاق أن نكون موظفين مع من يريد شق الصف الوطني في مواجهة العدوان.
يُذكر أن التحالف القائم بين حزب صالح وجماعة أنصار الله ( الحوثيين) ،قد تعرّض مؤخرا لكثير من الهزات بسبب التوظيفات الإعلامية
ومحاولات إخراج مهرجان حزب صالح عن سياقه وتصويره على أنه يستهدف حلفاءهم في أنصار الله، رغم التمطينات والشعارات المرفوعة
وكل الأدبيات والإستعدادات الخاصة بهذا المهرجان التي معظمها موجهة ضد العدوان .
مراقبون يرون أن الإستنفار المبالغ فيه من قِبل جماعة الحوثي ، مرده وجود أطراف داخل الجماعة لا تُحبّذ أن يظهر شريكهم بقوة في المهرجان الذي يتوقع أن يشارك فيه عدد كبير من الناس وغير مسبوق في اليمن .
وهناك من يفسر هذا السخط الذي قابل به الحوثيون مهرجان شريكهم ( المؤتمر) بخشيتهم من تنامي شعبية الأخير ، اضافة إلى وجود ربما جهات وأ جنحة
متطرفة في الجماعة ترفض أي صوت آخر في الساحة غير صوتها، ولذلك عللوا رفضهم بعدة أسباب منها، بأن المرحلة مرحلة اقتحامات في الجبهات ، وليست مهرجانات وانتخابات ، وهذا ما يطرحه نشطاؤهم على منصات التواصل الاجتماعي التي تشهد تجاذابات حادة بين الطرفين ، تكاد تكون أخرجتهم عن مهمتهم الرئيسة وأ نستهم تماما حقيقة أن هناك حربا وعدوانا خارجيا يستهدف الطرفين ويُريد النيل منهما بأي ثمن كان وما يجري من تصدع في جبهة صنعاء ، ربماأنه وفي حال أستمر سيقدم خدمة جليلة للسعودية وحلفائها في الداخل اليمني وخارجيه ،ويوفر لها الكثير من الوقت والجهد والتكلفة .