محلل سياسي: واشنطن تتجه لـ "احتواء حماس" من خلال رفع "الفيتو" عن المصالحة
رأى أستاذ الدراسات الدولية في جامعة "بيرزيت" الفلسطينية، أحمد جميل عزم، أن تغيّر الموقف الأمريكي من المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" يندرج في إطار مساعي واشنطن للدفع بالحركة الأخيرة صوب برنامج "أوسلو" وتغيير موقفها من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.واعتبر العزم في حديث لـ "قدس برس" اليوم الثلاثاء، أن واشنطن تُريد أن تُكرر التجربة السابقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، في محاولة لتغيير مواقف حركة "حماس" من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأفاد بأن الإدارة الأمريكية الجديدة تُريد الوصول لتوحيد البرامج السياسي لحماس وفتح "دون أن يؤدي ذلك لانطلاقة في المسار السياسي، تودي لمنح الفلسطينيين دولة على حدود عام 1967".
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن أمريكا تُخطط لذلك ضمن "خطة إشغال وليس تغيير في المواقف الأمريكية المساندة لإسرائيل".
ورجح بأن "واشنطن رفعت الفيتو عن المصالحة ما بين فتح وحماس، في محاولة لاحتواء حماس وإدخالها في العملية السياسية الجارية حاليًا، وإدماجها في منظومة أوسلو".
وصرّح بأن "منظمة التحرير في الثمانينات من القرن الماضي مرّت بنفس المرحلة التي تمر بها حماس حاليًا، فالاتصالات السرية وفتح قنوات خلفية لمطالبة المنظمة بتغيير مواقفها مقابل قبولها دوليًا، هو ما يحدث مع حماس حاليًا".
وذكر أن هناك وساطات أمريكية وأوروبية وزيارات تمت سابقًا لغزة، موضحًا أن "الطرف الأمريكي سيقدم الكثير من الطلبات لحماس، لكنه لن يقدم تعهدات رسمية للفلسطينيين، وما يجري هو جزء من خطة إشغال".
وبيّن أنه "يمكن تقبل كافة الأطراف، والتعامل مع حماس كالتعامل مع منظمة التحرير، لكن ذلك لا يعني شيء بالنسبة لموضوع حل الدولتين والقبول بالحقوق الوطنية الفلسطينية".
واستدرك أحمد عزم: "توحد الفلسطينيين سيقوي موقفهم بغض النظر عن الموقف الأمريكي والإسرائيلي، وسيجعل خيار الدولة أقرب، والأصل أنهم ليسوا بحاجة لموافقة من هذه الاطراف لإنجاز المصالحة؛ خاصة أن الموقف الأمريكي لا يرتبط بالمصالحة بل إبقاء الأمور هادئة دون توتر في المنطقة".
ولفت النظر على أن السياسية الأمريكية قائمة اليوم في التعامل مع الملف الفلسطيني بالحفاظ على حالة الهدوء؛ خاصة مع غزة، بما يخدم إدارة الصراع والاحتواء لمنع أي توتر، والسعي المستمر لخلق حالة تراجع في الاهتمام الدولي بالملف الفلسطيني، لتهيئة الظروف لملفات سياسية أخرى في المنطقة".
ومن الجدير بالذكر أن صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، قد قالت إن قرار السلطة الفلسطينية تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على حركة "حماس"، يرتبط بشكل مباشر بالجولة التي أجراها وفد أمريكي في المنطقة الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة العبرية في عددها الصادر أمس الإثنين، عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، قوله "إن رئيس السلطة محمود عباس يسعى لتحقيق مصالحة داخلية خلال الفترة التي ستعمل فيها الإدارة الأمريكية على بلورة خطة سياسية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل".
وبرر المسؤول الفلسطيني إقدام السلطة على تخفيف الإجراءات العقابية المفروضة على "حماس" برغبتها في خلق حالة من الهدوء في صفوف الحركة والشارع الفلسطيني قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.