ابرز ما تناولته الصحف العبرية04/09/2017
نتنياهو يكشف مواعيد محادثاته مع اصحاب "يسرائيل هيوم": تحدث خلال فترة الانتخابات 15 مرة خلال 19 يوما مع رئيس تحرير الصحيفة
هل يعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هو المقرر في اختيار واملاء العناوين التي تنشرها صحيفة "يسرائيل هيوم"، خاصة تلك المتعلقة به وبزوجته، وبشكل خاص خلال فترة الانتخابات؟ هذا الموضوع تتناوله الصحف، اليوم، بعد اضطرار نتنياهو، مساء امس الاحد، الى تسليم الصحفي رفيف دروكر، من القناة العاشرة، تفصيلا بمواعيد المحادثات الهاتفية التي اجراها مع ممول صحيفة "يسرائيل هيوم" شيلدون ادلسون، ورئيس التحرير السابق للصحيفة، عاموس ريغف، تنفيذا لقرار اصدرته المحكمة العليا في الشهر الماضي.
ومما كتبته "هآرتس" حول هذا الموضوع، انه يستدل من قائمة المحادثات، على سبيل المثال، ان نتنياهو تحدث خلال فترة الانتخابات في 2013، مع ريغف 15 مرة خلال 19 يوما، أي كل يوم تقريبا. وحسب دروكر، فقد جرت بعض المحادثات قرابة منتصف الليل، في الساعات الحاسمة قبل اغلاق عدد اليوم التالي من الصحيفة. وفي يوم الانتخابات نفسه تحدث نتنياهو مع ريغف وادلسون عدة مرات.
ويشار الى أن قسما من العناوين التي نشرتها الصحيفة خلال الحملة الانتخابية كانت تتعلق بكتلة البيت اليهودي (منها مثلا "البيت اليهودي ضد النساء")، او ضد رئيس الدولة في حينه، شمعون بيرس (مثل "الرئيس سيفعل كل شيء لكي يكلف اليسار بتشكيل الحكومة")، وضد رئيس الأركان في حينه غابي اشكنازي (مثل "سلوكه غير مناسب")، وايضا ضد الرئيس الأمريكي في حينه براك اوباما ("يحاول التدخل في الانتخابات").
وفي الأيام التي تلت محادثات نتنياهو وريغف، نشرت في الصحيفة عناوين اخرى تلاءمت مع الخط الاعلامي لنتنياهو. وعندما طلب نتنياهو القاء خطاب في الكونغرس، ضد الاتفاق النووي الذي قاده الرئيس الأمريكي اوباما، كان عنوان الصحيفة في اليوم التالي للمحادثة بين نتنياهو وريغف: "نتنياهو يرد على اوباما: مواطنو اسرائيل سيقررون".
في 2014، في اليوم التالي للمصادقة على قانون "يسرائيل هيوم" في الكنيست، والذي قاد الى اسقاط الحكومة، تحدث نتنياهو مع ادلسون ثلاث مرات حوالي الساعة الواحدة ليلا. وعندما حدثت الأزمة الائتلافية، تحدث نتنياهو مع ريغف، وفي اليوم التالي ظهر تقرير تناول موقف رئيس "شاس" ارييه درعي، بشكل يتلاءم مع الخط السياسي لنتنياهو، بينما ظهر في "يديعوت احرونوت" عنوان عكسي.
وفي الأيام التي تلت المحادثات الهاتفية بين نتنياهو وريغف، ظهرت عناوين تناولت تصريحا للسائق الذي دعم رواية سارة نتنياهو في مسألة التحقيقات ضدها.
يشار الى انه تم نشر تفاصيل محادثات نتنياهو هذه بعد صراع قضائي استغرق نحو عامين، واداره الصحفي رفيف دروكر وقسم الأخبار في القناة العاشرة، بواسطة المحامي يونتان بيرمان. وفي الاسبوع الماضي، نشر نتنياهو منشورا في الموضوع، ادعى فيه انه صديق لأدلسون، وان محادثاته مع ريغف كانت اعتيادية مثل كل محادثة يجريها سياسي مع محرري وممولي الصحف.
توقع اتهام عقيلة نتنياهو بالخداع المالي
وفي موضوع التحقيقات مع عقيلة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، تكتب "هآرتس" انه من المتوقع محاكمتها بتهمة الخداع المالي بحوالي 400 الف شيكل. ومن المتوقع ان يقوم المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، بتبليغ سارة نتنياهو قراره هذا بعد الاستماع الى ادعاءاتها. وتشتبه سارة نتنياهو بطلب وجبات طعام وتشغيل طباخين في منزل رئيس الحكومة الرسمي، خلافا للأنظمة وبشكل مخادع.
وكانت عائلة نتنياهو قد اتهمت مدبر المنزل السابق ميني نفتالي، الذي يقود حاليا مظاهرات الاحتجاج ضد نتنياهو، بالمسؤولية عن تضخيم المصروفات. كما اتهم نتنياهو مدبر المنزل، خلال خطاب القاه في الاسبوع الماضي، بسرقة الطعام من المنزل. الا ان مسؤولا في الشرطة قال بهذا الصدد مؤخرا، ان "الظاهرة التي تم الكشف عنها في قضية منزل رئيس الحكومة متواصلة منذ سنوات، وقد بدأت قبل بدء نفتالي العمل هناك، وتواصلت بعد اقالته من وظيفته".
وتنفي سارة نتنياهو الشبهات التي تحوم حولها، وقبل حوالي شهر تطرق نتنياهو الى الموضوع، خلال اجتماع لنشطاء الليكود، ووصف التحقيق وكأنه يتمحور حول "اجراء استبدال لمصباح، وتقديم وجبة غذاء ساخنة، وكوب شاي طلبت (سارة) احضاره لوالدها الصالح الذي كان ينازع".
ويشار الى ان المستشار القانوني للحكومة قرر الاهتمام بملف منزل نتنياهو بنفسه، رغم ان سارة نتنياهو لا تعتبر شخصية رسمية. وفي حال صدور قرار بشأن التحقيق مع سارة نتنياهو، وتقديم لائحة اتهام ضدها، فسيكون ذلك اول قرار من جملة قرارات يتوقع اتخاذها خلال الأشهر القادمة في الملفات التي تتمحور حول شبهات تتعلق برئيس الحكومة والمقربين منه. وتكهن مسؤول في جهاز تطبيق القانون، بشكل حذر، بأن تقوم الشرطة في كانون الاول القادم بتحويل توصياتها بشأن التحقيقات في ملفي 1000 و2000، الى النيابة العامة. لكنه اضاف بأن التوقيت قد يتغير لأن التحقيق يشهد تطورات جديدة طوال الوقت.
العليا تمنع إخلاء المستوطنين من العمارة المتنازع عليها في الخليل، حتى حسم النزاع
تكتب "هآرتس" ان المحكمة العليا، اصدرت امس الاحد، أمرا احترازيا، يمنع إخلاء المستوطنين الذين اقتحموا العمارة المتنازع عليها في الخليل، إلى أن تحسم المحكمة في الأمر. وجاء هذا القرار بعد قيام المستوطنين، امس، بتقديم التماس الى المحكمة يطالبون فيه بالسماح لهم بالبقاء في العمارة. وجاء تقديم الالتماس في ختام الأسبوع الذي كان المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت قد امهله للمستوطنين لإخلاء العمارة، او يتم اخلاءهم من قبل قوات الأمن. وطلب المستوطنون من المحكمة السماح لهم بالبقاء في العمارة وعدم اخلائهم ما لم يصدر قرار الادارة المدنية بشأن قانونية ملكيتهم للعمارة.
ويشار الى ان العمارة المجاورة للحرم الابراهيمي، هي محور خلاف بين اصحابها الفلسطينيين والمستوطنين منذ عدة سنوات. وكانت لجنة التسجيل الأول في الادارة المدنية قد قررت في السابق بأن المستوطنين لم يشتروا العمارة بشكل قانوني وانها تعود للعائلة الفلسطينية التي اقامت فيها. والتمس المستوطنون الى لجنة الاستئناف، فانتقدت قرار لجنة التسجيل الاول وأمرتها بمناقشة الموضوع مرة اخرى وتحديد ما اذا كان المستوطنون قد اشتروا العمارة، او ان الصفقة كانت غير قانونية. ويتواصل النقاش في هذه المسألة حتى اليوم. والتزمت الحكومة امام المحكمة بأن تبقى العمارة فارغة حتى يصدر القرار عن لجنة التسجيل الأول، لكن المستوطنين اقتحموا المنزل في بداية تموز الماضي، ولم يتم اجلاؤهم منها حتى اليوم.
والتمس الفلسطينيون الى المحكمة العليا، فتعهدت الدولة في الرد الذي قدمته في الاسبوع الماضي، بإخلاء العمارة خلال اسبوع، اذا لم يتم التوصل الى تسوية بين المستوطنين ووزارة الامن. وعرضت الوزارة على المستوطنين السماح لهم بحيازة قسم من العمارة حتى انتهاء النقاش في لجنة التسجيل الأول، لكن المستوطنين رفضوا هذا الاقتراح، ولم يتم التوصل الى تسوية.
ليبرمان يوصي بتعيين مسؤول في الشاباك منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين
تكتب "هآرتس" ان وزير الأمن افيغدور ليبرمان، ينوي التوصية امام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بتعيين مسؤول رفيع في جهاز الشاباك لمنصب منسق شؤون الأسرى والمفقودين في ديوان رئيس الحكومة، حسب ما نشرته القناة الثانية مساء امس الاحد. وكان ليبرمان قد اعلن معارضته لتعيين بديل لليؤور لوطن الذي استقال من هذا المنصب في الشهر الماضي.
ويعمل مسؤول الشاباك (أ)، المرشح لهذا المنصب من قبل ليبرمان، رئيسا لمنطقتي القدس ويهودا والسامرة، وسينهي منصبه قريبا. وعمل طوال فترة خدمته في احباط الارهاب في الضفة الغربية، ويعتبر شخصا ملما بالموضوع الفلسطيني.
والى جانب معارضته لتعيين بديل للوطن، حدد ليبرمان بأنه لا يجب مواصلة المفاوضات في هذا الشأن قبل تبني المجلس الوزاري المصغر لتوصيات لجنة شمغار بكاملها. وجاء اقتراحه بالتوصية بتعيين (أ) لأنه لم يرغب بترك عائلات الاسرى والمفقودين بدون عنوان.
في سياق مرتبط، شارك مئات الاشخاص، مساء امس، في التظاهرة التي جرت في ساحة مسرح هبيما في تل ابيب في الذكرى الثالثة لغياب المواطن الاسرائيلي ابرا منغيستو، الذي اجتاز الحدود الى قطاع غزة في ايلول 2014.
وشارك في التظاهرة عدد من الموسيقيين وابناء عائلة منغيستو. وقال شقيق ابرا، ايلان، في كلمة القاها امام الحضور: "قبل ثلاث سنوات، عندما تلقينا نبأ اختفائك، عم الظلام بيتنا. منذ ثلاث سنوات لا تعرف امي النوم، ولا ينام أبي. ثلاث سنوات يصرخ فيها الصمت في ارجاء المنزل".
اعتقال المدير السابق لديوان نتنياهو وشخصيات اخرى في اطار قضية الغواصات
تكتب "هآرتس" انه تم صباح امس الاحد، اعتقال المدير السابق لديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، دافيد شاران، للتحقيق معه في قضية الغواصات. ويشتبه شاران بتلقي رشوة والخداع وخرق الثقة والتآمر لارتكاب جريمة. وتم في محكمة الصلح في ريشون لتسيون، امس، تمديد اعتقاله لمدة خمسة أيام. كما اوقفت الشرطة خمسة مشبوهين آخرين للتحقيق معهم في القضية.
وقالت القاضية في اطار قرار تمديد اعتقال شاران ان "التحقيق في موضوعه لا يزال طويلا، وهناك عشرات النشاطات الخاضعة للتحقيق بشأن هذا المشبوه، وغالبيتها قابلة للتشويش، ولذلك فانه لا يمكن الاكتفاء ببديل للاعتقال".
وقال محامي شاران انه تم التحقيق مع موكله في قضايا قديمة جدا. واشار المحامي الى ان موكله ادلى بإفادته في هذا الملف قبل نحو شهرين، وانه مع تفهمه لحجم القضية الا انه لا يفهم لماذا يجب اعتقال موكله.
ويشار الى ان المعلومات التي قادت الى الاعتقالات الجديدة وصلت من ميكي غانور، الشاهد الملكي في الملف. وقامت الشرطة بتفتيش بيوت ومكاتب المشبوهين. ومن بين الذين تم احتجازهم مجددا، قائد سلاح البحرية السابق الجنرال (احتياط) اليعزر ماروم، الذي سبق واعتقل في هذه القضية. كما تم اعتقال عميد سابق في سلاح البحرية بشبهة تلقي رشوة والخداع وخرق الثقة.
كما تم امس، اعتقال المستشار الاعلامي ناتان مور، والمستشار الاعلامي تساحي ليبر. وحسب الشبهات فان مكتب العلاقات العامة الذي يديرانه قدم خدمات وهمية لغانور. ويشتبه المعتقلان بتشويش التحقيق وبالتوسط لدفع رشوة لشخصيات رسمية، بينهم شاران. وتم تمديد اعتقال مور لأربعة أيام، واعتقال ليبر لخمسة ايام.
الى ذلك علم ان الشرطة حققت مع نائبة رئيس مجلس الامن القومي، عتاليا روزنباوم، بشبهة تسريب معلومات لغانور من جلسات المجلس في موضوع الغواصات. وحسب ما نشرته القناة الثانية، مساء امس الاحد، فان الشرطة تشتبه بأن غانور وعد روزنباوم بشراء شقة لها مقابل خدماتها.
كما علم بأنه تم التحقيق مع روزنباوم قبل عشرة ايام بشبهة التوسط في رشوة مقابل الحصول على رشوة من غانور. وحسب التقرير فان غانور لم يلتزم بوعده لروزنباوم، بشراء شقة لها.
الى ذلك، طلبت النيابة العامة من المحكمة العليا، امس، امهالها يومين آخرين، لتقديم ردها على الالتماس الذي قدمه ايبي بنيامين احد المتظاهرين ضد المستشار القانوني ابيحاي مندلبليت. ويطالب بنيامين المستشار القانوني بفتح تحقيق جنائي في الشبهات المتعلقة بالتحقيقات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
الحكومة تصادق على تحويل ميزانية اضافية لبناء مستوطنة عميحاي
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الحكومة ناقشت خلال جلستها الأسبوعية، امس، قرار اقامة مستوطنة "عميحاي" لتوطين المستوطنين الذين تم اجلاؤهم من بؤرة "عمونة" ومن تسعة بيوت في عوفرا. وكانت الحكومة قد جمدت العمل في بناء المستوطنة خلال الأسابيع الأخيرة بسبب مصاعب مالية. وتقرر امس تحويل مبلغ 55 مليون شيكل، على حساب الميزانية الأصلية، الى وزارة الداخلية، لكي تستكمل انشاء البنى التحتية للمستوطنة التي تقام على مقربة من مستوطنة شيلو، وسط الضفة الغربية.
وكان العمل في انشاء المستوطنة قد توقف، بعد أن اعلنت وزارة البناء والاسكان، في شهر تموز، بأنها تحتاج الى زيادة في الميزانية، تصل الى عشرات ملايين الشواكل لاستكمال انشاء المستوطنة. وحسب جهات مطلعة على التفاصيل، فقد ضغط ديوان رئيس الحكومة مؤخرا على وزارة المالية، لكي تصادق على الزيادة المطلوبة، لكن الحكومة لم تصادق على تحويل ميزانيات اخرى للمشروع. وبدلا من ذلك، سيتم تحويل غالبية الميزانية القائمة الى وزارة الداخلية لمتابعة موضوع إنشاء المستوطنة، بدلا من وزارتي الاسكان والأمن.
وفاة اسير فلسطيني متأثرا بجراح اصابه بها الجيش الاسرائيلي
تكتب "هآرتس" ان دائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين، اعلنت امس، بأن الأسير رائد الصالحي، (21 عاما) من سكان مخيم الدهيشة، قرب بيت لحم، توفي امس، متأثرا بجراح اصيب بها جراء تعرضه لنيران الجيش الاسرائيلي في السابع من آب، في منطقة بيت لحم. ومنذ ذلك الوقت كان الصالحي يخضع للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم.
منظمة "ام ترتسو" تتهم اوروبا بتمويل مقاومة طرد اللاجئين الاجانب من اسرائيل
تكتب "يسرائيل هيوم" انه في الوقت الذي تصارع فيه اوروبا ضد أصعب موجة هجرة تواجهها حاليا، تكشف منظمة "ام ترتسو" انه في سنوات 2012 -2017، استثمرت الحكومات الاوروبية مبلغ 46,309,024 مليون شيكل، لمساعدة التنظيمات الاسرائيلية التي تساعد المتسللين.
وحسب المعطيات التي نشرتها "ام ترتسو" فان مؤسسات الاتحاد الأوروبي هي الرائدة في تقديم المساعدات، حيث منحت مبلغ 16,874,460 شيكل لهذه التنظيمات، وتليها مؤسسات الامم المتحدة التي قدمت 10,171,116 شيكل. وكانت المانيا هي اكبر دولة اوروبية قدمت المساعدات لهذه التنظيمات، حيث دعمتها بمبلغ 6,663,828 شيكل، تليها النرويج مع مبلغ 4,520,249 شيكل، ثم السويد مع 2,169,472 شيكل. وقدمت صناديق دعم مشتركة لبلدان السويد وسويسرا والدنمارك وهولندا مبلغ 2,079,602، فيما قدمت سويسرا نفسها مبلغ 1,741,136 شيكل. وقدمت بريطانيا مبلغ 634.213 شيكل، وهولندا 427.145 شيكل، وتايلند 93.000 شيكل. كما يكشف التقرير انه ابتداء من عام 2008 بدأ الصندوق الجديد لإسرائيل بالمشاركة في تمويل التنظيمات بمبلغ متراكم وصل الى 12.485.032 دولار.
وتستعرض ورقة "ام ترتسو" عدة التماسات قدمتها تنظيمات المساعدة الاسرائيلية لإلغاء الحلول التي عرضتها السلطات لهذه القضية. وكتب بأن التنظيمات التي تساعد المتسللين تعرقل محاولات حل المشكلة نفسها، وبالتالي تمس بجمهور المتسللين وبسكان الاحياء التي تعاني من المهاجرين، كجنوب تل ابيب. وحسب ام ترتسو فان "سياسة التمويل والتنظيمات تسعى الى تحقيق ثلاثة اهداف خفية عن العين: الاول، التآمر على توطين آلاف المتسللين، والثاني، تغيير ديموغرافية الغالبية اليهودية، وبالتالي تغيير الطابع اليهودي الديموقراطي للدولة، والثالث، التآمر على تصنيف اسرائيل كدولة عنصرية".
وقال الصندوق الجديد لإسرائيل في تعقيبه ان "تقرير ام ترتسو هو التعريف الحرفي لمصطلح اخبار مختلقة. هذا التقرير يعتمد على التشويه والربط غير الموضوعي لتنظيمات لا ترتبط في الموضوع، وذلك بهدف تضخيم كمية الدعم للتنظيمات التي تساعد اللاجئين. والهدف من ذلك هو خدمة حملة التحريض التي يقودها رئيس الحكومة. وبالنسبة للموضوع، فاننا كشعب يهودي يتحتم علينا من ناحية الاخلاق والقيم الدفاع عن لاجئي الحرب بدون تمييز في لون اجسامهم، عرقهم او ديانتهم. لن نوافق ابدا على تكرار ما فعلوه بنا على مدار التاريخ ضد أي شخص آخر".
تشكيل لجنة وزارية لمعالجة المسألة
في موضوع المهاجرين، ايضا، تكتب الصحيفة ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن، امس، عن تشكيل لجنة وزارية خاصة لمعالجة قضية المتسللين غير القانونيين في جنوب تل ابيب.
وقال نتنياهو في بداية جلسة الحكومة، انه قام يوم الخميس بجولة في جنوب تل ابيب، مع الوزراء غلعاد اردان وميري ريغف والنائب امير اوحانا، والتقى مع السكان، واستمع الى شكاواهم. وقال: "هذا لا يحتمل، لقد سمعت من السكان عن ضائقة رهيبة امام المشكلة الجدية للمتسللين غير القانونيين. بعضهم لاجئون، والقسم الاكبر متسللين بحثا عن عمل غير قانوني في اسرائيل".
واضاف نتنياهو "اننا نملك الحق، كما في كل دولة، بمراقبة حدودنا واخراج من يتواجد هنا بشكل غير قانوني. وقد قررت تشكيل لجنة وزارية، والتي ستجتمع هذا الاسبوع مع ممثلين عن السكان، ليس من تل ابيب فقط وانما من احياء ومناطق اخرى".
جولة سرية لنتنياهو ودرعي في جنوب تل ابيب
وفي هذا السياق تكتب "يديعوت أحرونوت" ان رئيس الحكومة نتنياهو والوزير ارييه درعي، قاما بجولة سرية مساء امس، في جنوب تل ابيب، للوقوف على مشكلة العمال الأجانب في الاحياء الجنوبية للمدينة. وجرت الجولة السرية بمرافقة مهنيين، بهدف "الاطلاع من دون وسطاء على ما يحدث في الاحياء". وخلال جولة ليلة امس، زار نتنياهو ودرعي منطقة نفي شأنان وحديقة ليفنسكي وحي هتكفا.
واستقل نتنياهو ودرعي سيارة سرية، ذات شبابيك معتمة، ولم ينزلا من السيارة خلال الجولة التي رافقهما خلالها مدير لواء تل ابيب في سلطة الاسكان عيدان كوهين. وقال الوزير درعي ان "الجولة كانت بالغة الاهمية وساعدتنا على معرفة موضوع المتسللين عن قرب، وستساعدنا في المعركة التي تديرها من اجل حل المشكلة".
ريغف تطالب بالتحقيق مع مسرح يافا
تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزيرة الثقافة ميري ريغف، طالبت القائد العام للشرطة روني الشيخ، بفتح تحقيق ضد مسرح يافا والمنظمين لأمسية التضامن مع الشاعرة دارين طاطور، في 30.8.2017. وتخضع طاطور للحبس المنزلي في اعقاب نشر قصيدة تنطوي ظاهرا على التحريض ضد الدولة ومواطنيها.
وكتبت ريغف ان "امسية التكريم اقيمت في مسرح يافا، الذي يحظى بالدعم من وزارة الثقافة وبلدية تل ابيب، تحت ستار امسية ثقافية، تم خلالها ترديد هتافات الدعم للشاعرة ونشاطها، وقراءة القصيدة التي تم بسببها فتح تحقيق معها. وبما ان الشاعرة تخضع للتحقيق من قبل الشرطة، اعتقد انه يجب اتخاذ خطوات عملية ضد مسرح يافا وفتح تحقيق ضد منظمي الامسية وكل من شارك في المضمون والتمويل والانتاج، الذي سمعت خلاله دعوة للمضي على طريق الشهداء والتآمر على الدولة".
وفي رسالة اخرى بعثت بها ريغف الى المستشار القانوني للحكومة، طالبته بالزام وزارة المالية على تطبيق صلاحياته وتنفيذ قانون التمويل للمؤسسات التي تحيي النكبة. وطالبت ريغف بإصدار امر بوقف تمويل مسرح يافا "الذي تجري فيه نشاطات تخرق بشكل ملموس البند الثالث للميزانية".
وقال مدير مسرح يافا، يغئال عزراتي معقبا: "نحن لا نطبق الرقابة الفنية على العروض المستضافة هنا، الناس يدفعون أجرة القاعة، ما يعني ان الدولة لا تدعم هذا الحدث"، ميري ريغف لم تمول هذا الحدث. الفيلم الذي تم عرضه كان جزء من توثيق قراءة بروتوكولات المحكمة، مع الممثلين القديرين دورون تافوري وليؤورا ريفلين، وكانت مناقشة مفتوحة استعادت النقاش في المحكمة. ريغف أخرجت الفيلم عن السياق، وهذه ديماغوجية رخيصة. على مدار السنوات ال 20 الماضية كنا نعمل في المسرح على تقريب القلوب، ميري ريغف مدعوة لحضور أنشطتنا عن الثقافة الشرقية".
مقالات
كيف انهار تنظيم داعش بينما يتزايد الارهاب؟
تكتب د. عنات هوخبرغ ماروم، الباحثة والخبيرة في الارهاب والجهاد العالمي، في صحيفة "هآرتس"، ان الحكومات الغربية ووسائل الإعلام الدولية سارعت إلى الإعلان عن انهيار داعش في الأسابيع الأخيرة. فهزيمة التنظيم في الموصل في العراق، وقريبا في الرقة، عاصمة الدولة الإسلامية في سورية، بالإضافة إلى الهزائم التي يتعرض لها في الأشهر الأخيرة، في المحافظات والمقاطعات التي احتلها على مدى السنوات الأربع الماضية، يعكس انهيارا كبيرا في الجيش.
ومع ذلك، فإن الفجوة بين البعد المادي -العسكري في ضوء الانكماش الإقليمي للتنظيم، والبعد الإدراكي- التنفيذي بسبب الزيادة التي طرأت على نطاق الهجمات الإرهابية في الغرب، ولا سيما في أوروبا، تعكس مفارقة واتجاها عكسيا. كلما ضعف التنظيم عسكريا، وفقد من قوته البشرية وموارده المادية، كلما ازدادت قوة إلهامه ونفوذه، وتعزز تهديد الإرهاب العالمي. وعلاوة على ذلك، فإن انتشار وتفشي الفكر الجهادي المتطرف الذي يقوده، اصبح أكثر وضوحا في ضوء تراجع قوته العسكرية وفقدان سيطرته على العراق وسورية.
وتعرب مصادر التجسس والاستخبارات في الغرب عن قلقها إزاء استمرار تصاعد الإرهاب، وخاصة في أوروبا، على خلفية الزيادة الكبيرة في أبعاد التهديد وتواتر الهجمات الإرهابية، أي عدد الهجمات الإرهابية ومحاولات تنفيذ الهجمات الإرهابية من جانب عناصر داعش والجهاد العالمي.
فمنذ كانون الثاني 2014 وحتى اليوم، تم تسجيل 150 هجوما إرهابيا في 15 بلدا، في مقدمتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا. وازداد الاتجاه الذي بدأ في ذلك العام مع 15 حدثا، في السنوات الثلاث التالية. ففي عام 2015، التي تعتبر ذروة ازدهار داعش، وقعت نحو 40 حادثة إرهابية، وفي 2016 تم تسجيل حوالي 60 حادثة، وحتى الآن، منذ مطلع 2017، تم تسجيل نحو 50 حالة مماثلة، خاصة في البلدان الأربعة المذكورة أعلاه. ويبلغ متوسط المعدل الحالي للأحداث ستة في كل شهر. ليس هناك شك في أن زيادة سنوية بنسبة 50٪ في تواتر الهجمات الإرهابية تشكل تحديا أمنيا عالميا في الوقت الحاضر وربما في المستقبل أيضا.
في المنظور المنهجي، لا يعني الانهيار العسكري والانكماش الإقليمي للتنظيم الإرهابي العالمي، القضاء على المصدر الفريد من نوعه لقوته وضخامته - أي مفاهيمه الأيديولوجية. فالتنظيم الإرهابي يواصل العمل ويشكل نموذجا يحتذى به لتنفيذ الهجمات الإرهابية، على الرغم وربما بسبب حقيقة تعرض "مصنعه الإنتاجي" في العراق وسورية للضرر، ومقتل أمينه العام أبو بكر البغدادي. لقد انعكس التغيير الاستراتيجي الذي اجراء التنظيم، بشكل عملي، في الدعوة الى زيادة العمليات الارهابية في اوروبا ضد "الاهداف اللينة"، أي ضد المدنيين، بواسطة استغلال تشكيلة من الأدوات (كالسكاكين والبلطات)، وتشكيلة من الوسائل (كالشاحنات والمركبات التجارية الثقيلة)، وضد جماهير متنوعة (من المسلمين وغيرهم)، في مناسبات مختلفة (مثل الأحداث الوطنية والأعياد الدينية)، وعلى حلبات مختلفة (مثل الساحات المركزية وحفلات الروك) وفي بلدان جديدة (من بينها إسبانيا وفنلندا). ويتم لتحقيق هذه العمليات، استغلال الشبكات الاجتماعية والاستخدام المتزايد للتطبيقات المشفرة.
تشهد الهجمات المستلهمة تزايدا ملحوظا. وليس من الضروري صدور الأوامر بالعمل من الرئيس التنفيذي، وانما يكفي التشجيع والتوجيه والإلهام لتنفيذ العمليات الإرهابية، التي تحاك وتنظم في الفضاء الإلكتروني. ويؤدي هذا كله، إلى زيادة مشاركة الأفراد والجماعات الجديدة في الإرهاب العالمي. والدليل على ذلك، مشاركة عدد متزايد من الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاما) في النشاطات الإرهابية (في حوالي 25 في المائة من الحالات)، وبشكل مشابه ، يتزايد عدد النساء (17 في المائة) المشاركات في هذه الأحداث. وبالإضافة إلى ذلك، وخاصة ابتداء من عام 2016 وفي ألمانيا تحديدا، يزداد عدد المهاجرين / اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا (حوالي 15٪) الذين يشاركون في الهجمات الإرهابية.
في محاولة لتقييم أهمية الحقائق، يجب أن نتذكر أنه في عصر الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية، يشكل الدكتور جوجل مدرسة ومعسكر تدريب أيديولوجي الى جانب كونه ملتقى للتعاون وتبادل البرامج والرسائل والقيم الإيديولوجية. وعلاوة على ذلك، في هذا العصر، تعتبر ايديولوجية الجهاد العالمي علامة تجارية عالمية جذابة، توفر معنى وهوية جنبا إلى جنب مع مصدر التضامن والانتماء إلى اولئك الأفراد والجماعات والمنظمات الإرهابية المتطرفة في جميع أنحاء العالم (وليس بالضرورة الاسلامية و / أو الدينية) والتي تسعى للحصول على علاج لضوائقها، فتنجذب الى الجهاد كحل. ومن بالغ المفارقة، أنه من الأسهل بالنسبة لهم الانجذاب إلى ثقافة الطليعية، إلى الجانب السلبي والعنيف للجهاد الذي يدعو إلى حرب شاملة ضد قيم الديمقراطية وإلغاء كل شيء، بغض النظر عن وجود منظمة معينة، مثل داعش وبالتأكيد، مع وجود زعيم معين، مثل البغدادي.
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأصوات في الغرب ووسائل الإعلام الدولية التي تصف تراجع قوة ووجود داعش، وتعتقد نتيجة خطأ أن تأثير الجهاد العالمي على الساحة الدولية قد تضاءل، إلا أن هذا التقييم خاطئ. فالجهاد العالمي هو تهديد استراتيجي قوي من شأنه أن يواصل مرافقتنا في السنوات المقبلة.
من تهديد مقلص الى خطر حقيقي
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس"، انه في الحملة الانتخابية لعام 1999، تعهد إيهود براك، الذي نافس بنيامين نتنياهو وهزمه، بسحب قوات الجيش الإسرائيلي من منطقة الحزام الأمني في جنوب لبنان. وبوصفه رئيسا للوزراء ووزير الأمن، نفذ براك الوعد وتم تركيز الجيش الإسرائيلي على الحدود الدولية. وبقي في المؤخرة، وسط شعور بالخيانة والتخلي عنهم، جنود جيش لبنان الجنوبي، الذين قاتلوا لسنوات مع جنود الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله.
في حينه سُمع تنفس الصعداء في إسرائيل، على أمل أنه لن يكون هناك المزيد من الضحايا في الشمال. ووفقا للنظرية التي عرضت للجمهور، فانه بعد الانسحاب لن يكون لدى حزب الله أي دافع لمهاجمة إسرائيل؛ وعلى أية حال، ستمتلك إسرائيل مبررا لضرب لبنان بقوة في حال تعرضها للهجوم، والاعتراف بهذا يكفي لردع حزب الله عن الهجوم. وحذر براك من ان الاراضي اللبنانية قد ترتعد اذا حدث شيء من هذا القبيل، لكن الهجمات وقعت المرة تلو الأخرى، ولم ترتعد الاراضي اللبنانية.
لم يكن حزب الله هو ما كانوا يأملون أن يكون. فقد ازدادت قوة المنظمة وبقيت عدوا لدودا لإسرائيل. و وخلال السنوات الـ 17 الماضية تحول التهديد المحدود لنيران الكاتيوشا ضد البلدات الواقعة على طول الحدود الشمالية، الى خطر حقيقي يهدد جميع المواطنين والبنية التحتية الإسرائيلية - مع قيام حزب الله بتخزين ما يزيد عن 100 ألف صاروخ وقذيفة تم توجيهها الى إسرائيل كلها. هذا هو التهديد الرئيسي الذي يواجه إسرائيل اليوم.
لقد تلقت إسرائيل تذكيرا بالتهديد المتزايد بعد ست سنوات من الانسحاب، في حرب لبنان الثانية عام 2006، التي قتل فيها 121 جنديا و 44 مدنيا، وأصيب أكثر من 2،000 شخص. وقد زاد هذا التهديد عدة مرات منذ ذلك الحين، وهو بارز بشكل خاص نظرا لوجود حزب الله وإيران في سورية.
كيف حدث وسمحت الحكومات الإسرائيلية لتهديد محدود على الحدود الشمالية، بأن يتحول الى خطر كبير على دولة إسرائيل بأكملها؟
لقد بدأ كل ذلك بالانسحاب من الحزام الأمني في جنوب لبنان. لقد تم التخلي عن "معتقد" دافيد بن غوريون، الذي ينص على ضمان أمن مواطني الدولة أولا. لم يعلن أحد عن تغيير في السياسة، ولكن تدريجيا وبشكل غير محسوس تقريبا، تغير موقف إسرائيل تجاه الأخطار التي تواجه السكان المدنيين. وعكس هذا التغيير الشعور بأن فقدان الجنود يؤلم بشكل أكثر من فقدان المدنيين.
لم يمنع الانسحاب حزب الله من العمل ضد إسرائيل، بل خلق صورة تقول ان المنظمة سجلت انتصارا، مما دفعها إلى تحقيق المزيد من الانتصارات، وهو ما أدى إلى استيلاء حزب الله على لبنان. كان ذلك هو نتاج القراءة الخاطئة للأساس المنطقي الذي يحرك حزب الله، الذي كان ولا يزال منظمة إرهابية تسعى إلى تدمير إسرائيل. إن المنظمة التي يعتقد قادتها أنهم ينفذون وصية الاهية (على عكس حماس) لن يكون من السهل اقناعها بالتخلي عن هدفها. ولا يوجد أي معنى يذكر للاعتماد على الردع - الذي يعتبر في أي حال من الأحوال مجرد مفهوم غير دقيق وغامض عندما يتعلق الأمر بمنظمة إرهابية.
في حين اعتقد صناع القرار في إسرائيل على مر السنين، أنهم كانوا يردعون حزب الله عن الهجوم وأن ترسانته من الصواريخ والقذائف سوف تصدأ وتتحول الى خردة، تمكنت المنظمة من الوصول إلى وضع اصبحت تردع فيه إسرائيل عن العمل الذي يهدف إلى تدمير ترسانتها المتنامية. صواريخ حزب الله تشكل الآن اكبر تهديد فوري وملموس لإسرائيل.
لا توجد طرق بسيطة للتعامل مع هذا التهديد، ولكن من المهم أن نكون على دراية بالأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل في سلوكها ضد حزب الله في الماضي. هذا الوعي هو جزء من طريقة التعامل مع التهديد الحالي.
المعضلة الأمريكية: العمل الآن، أو التخلي الى الأبد
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" إن الاختبار المفاجئ الذي أجرته كوريا الشمالية لقنبلة كبيرة يطلق عليها الشعب اسم "القنبلة الهيدروجينية"، له معنى يتجاوز حقيقة أن ذلك تم من قبل دولة باتت تملك القدرة على التسبب في الدمار والقتل بنسبة تضاهي بعشرة أضعاف ما كانت عليه من قبل. في الأسبوع الماضي، تم عرض عنصر مهم في تغيير الوضع على المستوى الدولي، عندما اطلقت كوريا الشمالية صاروخا يمكنه الوصول الى اجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، وليس فقط الى جيرانها في كوريا الجنوبية واليابان. الدمج بين هذين النجاحين يعني ان هناك عضوا جديدا في نادي "الكبار". دولة فقيرة وصغيرة، تهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر وصارخ.
والسؤال هو ما الذي ستفعله القوة العظمى التي تعرضت للتهديد. ان المسؤولية عن هذا الوضع المعقد تقع على الإدارات السابقة التي فشلت في وقف كوريا الشمالية لأنها تخشى استخدام القوة، واعتقدت أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاقات مع النظام هناك. وفي الوضع الحالي، قد لا يزال لدى الأمريكيين نافذة ضيقة من الممكن ان تتيح لها العمل، لأنه من غير الواضح ما إذا كان الكوريون الشماليون قد نجحوا في بناء منشأة نووية تدخل فيها الصواريخ بعيدة المدى. ومن الواضح أنه حتى لو لم يفعلوا ذلك حتى الآن، فإن هذه النافذة ضيقة جدا من حيث الوقت، والعبء يقع كليا على أكتاف الرئيس، الذي تم دحره الى الزاوية: فهل يعمل الآن، الآن تماما، أو يتخلى عن ذلك الى الأبد. لا شك أن هذا قرار صعب للغاية، لا سيما عندما تكون صورة قدرة كوريا الشمالية غير واضحة.
وفقا لتقارير أجنبية، واجهت دولة إسرائيل قبل عشر سنوات، مشكلة في هذا المجال. وفي حينه قرر رئيس الوزراء إيهود أولمرت تدمير المفاعل النووي في سورية، الذي بني وفقا لنموذج كوريا الشمالية. ماذا كان سيفعل الحاكم في دمشق لو كان يملك مظلة نووية اليوم؟ من الواضح، على سبيل المثال، أنه لا يمكن لأحد منعه من استخدام الأسلحة الكيميائية التي جمعتها سورية، وان الكثير من السوريين الآخرين كانوا سيدفعون حياتهم ثمنا لذلك- لأنه لا توجد وسيلة لتهديد حاكم يملك قنبلة نووية.
إن هذا السيناريو المقارن، بين عدم الرد الذي سمح لكوريا الشمالية بالحصول على أسلحة نووية ذات قوة عظمى، والتي يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة، وبين منع الاسد من حيازة قدرات نووية عسكرية، ينبغي أن يشكل الضوء الموجه لكل من يتطلع الى إيران. فايران تحاول تقليد كوريا الشمالية، والاتفاق مع الولايات المتحدة ودول P5 يشبه الاتفاقات التي وقعتها كوريا الشمالية.
ومع ذلك، هناك ثلاثة اختلافات هامة بين هاتين الحالتين: بسبب خوف كوريا الجنوبية من ردة فعل عنيفة من قبل جارتها الشمالية، فإنها تقف ضد أي عمل عسكري يستهدفها؛ على العكس من جيران إيران. ومن ناحية أخرى، فان ايران هي دولة أكبر بكثير وأكثر تقدما من كوريا الشمالية، وبالتالي فإن قدرات إعادة ترميمها تكلف اكثر، ولكي يتم منعها من العودة إلى سورية، ستكون هناك حاجة لبذل جهد أكبر من الجهد المبذول ازاء كوريا الشمالية. والفرق الثالث هو أن الصين هي جارة كوريا الشمالية، ومن المستحيل العمل في المنطقة دون أخذ ردها في الاعتبار. إيران ليس لديها مثل هؤلاء الجيران، لذلك هناك مزيد من الحرية للعمل ضدها.
لا توجد هدايا مجانية
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان رفيف دروكر هو صحفي محقق، موثوق به، شجاع ومثابر. وتكشف التحقيقات التي يبثها في القناة 10 عن مشاكل كبيرة في المجتمع الإسرائيلي، دون تقديم تخفيض لأصحاب المناصب الرسمية ودون خوف من قوتهم. ويوم أمس كان يمكنه تسجيل إنجاز آخر: لقد أجبر نتنياهو على كشف مواعيد المكالمات الهاتفية التي اجراها مع صاحب ورئيس تحرير صحيفة "يسرائيل هيوم" المجانية. آمل أن لا يسكب هذا الانجاز مياه الحمام مع الطفل.
لكي نفهم معنى هذا الاكتشاف، يجب معرفة المزيد عن كيفية عمل وسائل الإعلام. نادرا ما يجري رؤساء الوزراء محادثات هاتفية مع أصحاب الصحف. اما مع محرري الصحف فإنهم يتواصلون بشكل متكرر، وعادة للاحتجاج على شيء تم نشره أو في محاولة لمنع نشر شيء ما. انهم يرسلون المعلومات إلى وسائل الإعلام - تدفق المعلومات هو عنصر أساسي في عملهم - لكنهم يفعلون ذلك من خلال الصحفيين والمحللين وكتاب الأعمدة. هذه هي قواعد اللعبة في معظم الديمقراطيات.
وتيرة وتوقيت مكالمات نتنياهو الهاتفية مع مالك ومحرر "يسرائيل هيوم" تظهر قواعد أخرى للعبة: فقد كان نتنياهو، عمليا، هو رئيس تحرير الصحيفة المجانية.
"يسرائيل هيوم" ليست صحيفة وليست مصلحة تجارية: إنها هدية لشخص يقدره صاحب الكازينو من لاس فيغاس. لقد فهم ذلك كل شخص في وسائل الإعلام والنظام السياسي. اما الجمهور، او على الأقل جزء منه، فلم يهتم.
حتى جاءت الانتخابات. لقد حشدت الصحيفة المجانية كل ما لديها من قوة دعائية لانتخاب بنيامين نتنياهو. هذا يبدو مثل هدية انتخابات - هدية تتجاوز كل ما يسمح به القانون خلال الانتخابات. وتم تقديم التماس إلى لجنة الانتخابات المركزية، يطالب بحظر توزيع الصحيفة المجانية. ووقع شلومو فيلبر، رئيس طاقم الانتخابات لدى نتنياهو، ومدير عام وزارة الاتصالات في وقت لاحق، على شهادة خطية تنكر أي صلة بين نتنياهو والصحيفة المجانية.
لكن التصريح كان كاذبا. وقد عرف حراس البوابة والسياسيين والصحفيين بأنه كاذب، لكنهم فضلوا غض النظر. إلا أن دروكر، اجبرهم من خلال عمله الصحفي والقانوني، على فتح أعينهم. وبذلك، قدم دروكر خدمة هامة للجمهور. وفي مرحلة ما، سيقوم مراقب الدولة بمراجعة الشهادة الكاذبة. وإذا قرر أنه كانت هناك هدية محظورة، فإن الليكود سيضطر إلى افتداء الهدية بالمال، المال الذي سيجمعه من الجمهور. سيتعلم الإسرائيليون - مرة أخرى - أنه لا توجد هدايا مجانية.
الخطر يكمن في المستقبل. فطلب الكشف عن يوميات الاجتماعات والمكالمات الهاتفية لن يتوقف عند نتنياهو وادلسون. فرئيس الائتلاف دافيد بيتان يريد الكشف عن الاتصالات بين الناشرين والمحررين الآخرين مع أرييل شارون وإيهود أولمرت. انه يعتقد أن هذه هي الطريقة التي يساعد بها نتنياهو؛ وبالمناسبة، فليكشف. في المرحلة التالية، سوف يسأل شخص لماذا فقط الناشرين والمحررين، لماذا سيتم استثناء دور الصحفيين، والمعلقين، والصحفيين المحققين؟ وسيقول الملتمس: اذا كان المقصود الشفافية، فلتكن حتى النهاية.
إذا لم يتمكن المراسل من ضمان الحصانة لمصدره، فإن وسائل الإعلام لن تكون قادرة على الاستمرار في أداء دورها. الأمر في غاية البساطة: لا توجد ديمقراطية بدون وسائط إعلام حرة ونابضة. لا توجد وسائل اعلام بدون مصادر سرية.