هذا هو الرقم المتوقع لعائدات الحج المالية على السعودية
بعد إعلان العدد الرسمي النهائي لحجاج العام الحالي 2017 والذي بلغ بحسب الحكومة السعودية نحو مليونين و352 ألفا و122 حاجا، تثار التساؤلات حول القيمة الاقتصادية الفعلية التي جنيت من تجمع هذا العدد الضخم في مكان وزمان واحد لعدة أيام.
وبحسب الإحصاءات الرسمية زاد عدد الحجاج لهذا العام عن العام الماضي بسبب انتهاء سياسة التقليص بالأعداد لحجاج الداخل والخارج والتي اتبعت بسبب التوسعة.
وحول العائد الاقتصادي للموسم الحالي للحج أوضح ماهر جمال رئيس الغرفة التجارية أن "نفقات الحجاج (من الداخل والخارج) خلال هذا العام يمكن أن تبلغ 20 إلى 26 مليار ريال سعودي (5.33 إلى 6.67 مليار دولار) مقابل 14 مليار ريال (3.73 مليار دولار) العام الماضي".
وينفق كل حاج عدة آلاف من الدولارات أساسا في السكن والتغذية والهدايا والتذكارات، هذا عدا عن مصاريف النقل الجوي. وبحسب جمال فإن الزيادة مردها "زيادة عدد الحجاج بنسبة 20 بالمئة" هذا العام.
وكانت المملكة خفضت في 2013 بسبب أشغال توسيع، بنسبة 20 بالمئة عدد الحجاج من خارج المملكة. وحصة كل بلد مسلم من الحجاج هي 10 بالمئة من سكانه.
وفي نيسان/ إبريل 2016 أعلن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عن خطة إصلاح طموحة أطلق عليها "الرؤية السعودية في أفق 2030" بهدف تنويع الاقتصاد الشديد الارتهان للنفط وتشمل الخطة تطوير السياحة الدينية.
وقال جمال إن "الأمل معقود بحلول 2030 في استقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر".
وتراجعت عائدات السعودية اكبر مصدر للنفط الخام، منذ منتصف 2014 بشكل كبير بسبب تراجع اسعار الذهب الاسود.
وذكر المؤرخ لوك شانتر المتخصص في الحج اثناء الحقبة الاستعمارية انه "حتى اكتشاف النفط كان الحج يمثل المصدر الاول لمداخيل السعودية". واضاف "حتى قبل الاسلام كانت مكة موقعا تجاريا. كانت مكانا للتبادل التجاري الدولي اختلط فيه باستمرار الجانبين الديني والتجاري".
وفي المراكز التجارية المحيطة بالمسجد الحرام بمكة يكثر الازدحام في المتاجر، ولا تغلق المتاجر ابوابها الا في مواعيد الصلاة لفترة قصيرة.
وتجد في هذه المتاجر كافة الماركات العالمية. وحتى في جبل عرفات حيث كان ادى الحجاج ركن الحج الاعظم الخميس، كانت هناك بائعات سجاد هنا وهناك.
وترافقت رغبة المملكة في استقبال المزيد من الحجاج في افق 2030 باشغال كبيرة في السنوات العشر الاخيرة وهي لا تزال متواصلة تشهد عليها اعداد الرافعات المنصوبة حول المسجد الحرام.
وتشمل الاشغال التي انتقدها البعض، توسيع المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
ولتسهيل طواف الحجاج بالكعبة تم بناء طابقين متقابلين يرتبطان بالمستوى الارضي بسلم متحرك. ويؤدي الحجاج الطواف في ممرات مكيفة او مجهزة بمراوح، وكانت المملكة دشنت في 2010 قطارا يربط اهم مشاعر الحج.
السعودية: عدد الحجاج النهائي مليونان و352 ألفا و122 حاجا
أعلنت الحكومة السعودية أن العدد النهائي للحجاج الذين وصلوا إلى مكة المكرمة، بلغ هذا العام نحو مليونين و352 ألفا و122 حاجا.
جاء ذلك، بحسب الإحصاءات الرسمية النهائية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء (حكومية)، التي أعقبت وقوف الحجاج على عرفة.
وبلغ عدد حجاج الداخل للموسم الحالي نحو 600 ألف و108 حجاج، بينما بلغ عدد حجاج الخارج مليونان و752 ألفا و752 حاجا، يشكلون 74.5 بالمائة من حجاج العام الجاري.
وبحسب رصد وكالة الأناضول، فإنه يرتفع عدد الحجاج هذا العام بنسبة 26.3 بالمائة عن العدد النهائي المسجل في العام الماضي، البالغ 1.86 مليون حاج، بحسب أرقام رسمية.
ومنذ 24 يوليو/ تموز الماضي، بدأت السعودية باستقبال الوفود من جميع الدول الإسلامية لأداء الفريضة.
وكانت السعودية، قد أعلنت أمس الأربعاء، أن عدد الحجاج الذين وصلوا إلى مكة المكرمة بلغ حتى ظهر يوم 8 ذي الحجة 1438 هـ (يوم التروية)، نحو مليونين و958 ألفا و449 حاجًا.
وكانت السعودية قامت خلال السنوات الأربع الماضية، بخفض عدد حجاج الداخل بنسبة 50 بالمائة، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20 بالمائة، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي.
مليونا مسلم يتوافدون على "منى" لقضاء يوم التروية
بدأ أكثر من مليوني مسلم جاؤوا من جميع أنحاء العالم في التوافد على مشعر منى بمكة المكرمة لقضاء يوم التروية اليوم الأربعاء، قبيل توجههم غدا للوقوف بجبل عرفة الركن الأعظم للحج.
ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال - أي قبل الظهر - فيُصلي فيها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا للصلاة الرباعية وبدون جمع، والسُنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية.
وأعدت قيادة أمن الحج بالمملكة السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكونها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة.
وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال أمن؛ لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى؛ بهدف تيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة.
واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن، حيث أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية.
وأقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية.
وتتوفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى.
وكانت طلائع حجاج بيت الله الحرام قد بدأت في الوصول إلى مشعر منى منذ مساء أمس الثلاثاء استعدادا لقضاء يوم التروية.
ويقضي حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر منى، الواقع شمال شرقي المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي الرسول محمد خاتم الأنبياء.
وسمي اليوم بيوم التروية؛ لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.
ويتدفق ضيوف الرحمن صباح غدٍ الخميس، إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.
لا يُسكَن المشعر إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
والمشعر له مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ونزلت فيه سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صل الله عليه وسلم.