رأيته يذب ويصفع وهو يستجدي قوته بذلة
على أبواب وكالة الغوث فقلت متألما
عبثت فيه الارزاء فهو مفجع وفرته ايدي الدهر فهو موجع
لا يومه يوم ولا غده غد آماله مزق سفتها زعزع
يمشي على اشلاء ماض ضائع لا الدهر يرحمه ولا هو يرجع
انى مشى هو لاجىء فكأنما هو أجرب منه الخلائق تفزع
أمسى بلا دار يفيء لظلها اما الكساء فالبصغار مرقع
عصفت به النكبات فهو كسائل ان راح يستجدي بذّب ويصفع
ليت الذين جنوا عليه رثوا له وحنو عليه بما تكن الاضلع
هم أهله وهمو أساس بلائه يا ليتهم لخلاصه لم يهرعوا
منوه بالامال لكن برقها كسراب ظمآن بقفر يلمع
هذا الشقاء وقد تجرع صابه كأس قرارتها أذل وأشنع
ومن البلية ان يقال عروبه وبنو العروبه للخصوص تشيعوا
هلا أفاق العرب من أحلامهم كي يرأبوا ما بالتخاذل صدعوا
تالله لم أسمع بأن جدودنا يوم لأخذ الثأر لم يتجمعوا
والثأر لا تجنيه الا وحدة كبرى وعزم في الخطوب ومدفع
من يريد اختصار معاناة اللاجىء الفلسطيني في بلدان الشتات والتشتيت العربي، فله أن يقرأ قصة ذلك الفلسطيني الذي قضى ماتيسر من حياته بين (الطائرات والمخيمات) مسافرا في الجو هربا من ظلم بني جلدته على أرض عروبته ممنوعا من عبورالمطارات من المحيط الى الخليج، ليحط به المقام في كانتونات اللجوء البائسة محاصرا، مهددا، ملاحقا، بين أزقة المخيمات، مصطفا على طوابير التحقيق الذي لم ينته منذ نكبته، فتهمته معروفه ووثيقة ادانته - يحملها في حقيبيته منذ طرد من قريته.
لقد عانى الشعب الفلسطيني ما عانى من ويلات اللجوء فعلا كان نتيجة لتقاعس الدول العربية في التعامل مع ملف اللاجئيين، بل سعوا الى استغلاله في الحصول على الدعم المالي ولم يسعى أيا منها إلى كسب تأييد المجتمع الدولي للدفاع عن الحقوق المدنية للاجئيين واوافقك الرأي بأن تفاقم مشكلة اللاجئيين وتخنيق الحصار عليهم ناتج عن تقاعس المنظمات الدولية في ضمان حقوقهم الشرعية بالعودة ولكن هل سيكون بمنح الفلسطينين جواز سفر يمكنهم من عبور القارات نهاية لرحلة الشتات التي مازالوا يعانون منها؟