مسؤول عسكري إسرائيلي يفسر لماذا لا يرد بشار الأسد وحلفاؤه على هجمات تل أبيب في سوريا؟
Sep 24, 2017
طائرات حربية إسرائيلية
الناصرة – “القدس العربي”:
يحاول رئيس المجلس الأمني السابق في إسرائيل الجنرال (بالاحتياط) غيورا آيلاند، أن يجد جوابا للسؤال، لماذا لا يرد الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه على عشرات الهجمات الإسرائيلية التي تنتهك السيادة السورية آخرها ضرب أهداف في دمشق.
ويقول في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”إن الهجمات الإسرائيلية على السوريين وإيران وحزب الله لا يتأثرون بها أكثر من اللزوم مثلنا.
ويتساءل هل يعني هذا تسليمهم بنجاح عمليات الإحباط الإسرائيلية؟ هل يرجع عدم ردهم على الهجمات إلى كون الردع الإسرائيلي لا يزال فعالا جدا؟ هل يمنعهم الضغط الروسي من العمل؟
هذه مجرد تساؤلات، لكن آيلاند يبحث عن الجواب في مكان آخر فيقول “يساورني الخوف من أن التفسير مختلف. أعداؤنا مستعدون للتضحية، بين الحين والآخر، بوسائل أو أهداف يفترض أن تنجح إسرائيل في تدميرها، لكنهم في الوقت نفسه عثروا على طرق أخرى لنقل أسلحة متقدمة من إيران إلى لبنان عبر سورية”.
ويعتبر أن هذا ليس معقدا بشكل خاص، في ضوء الخصائص الثلاث التالي: أولا، الحدود السورية – اللبنانية يصل طولها الى 300 كم، معظمها مناطق جبلية وغابات، وثانيا، ان مئات الشاحنات تمر يوميا من سورية إلى لبنان، وثالثا، لا يوجد بين طهران وبيروت، أي عامل يريد ويستطيع منع هذا النشاط”.
وفي ضوء ذلك، لا مفر من الاستنتاج بأنه رغم عمليات الإحباط الإسرائيلية المفترضة، فإن تعزيز قوة حزب الله سيتواصل من دون عائق، تقريبا.
ويوضح أن النشاط الإسرائيلي يركز على محاولة منع حزب الله من تلقي أو إنتاج صواريخ دقيقة، معتبرا أن هذا دون شك “تفضيل صحيح للأهداف”. ويعتقد آيلاند أن الفرق بين الأضرار المحتملة للسلاح الدقيق مقابل السلاح الإحصائي هائل. ويعلل ذلك بالقول إن إسرائيل دولة صغيرة مع عدد قليل من المواقع الحيوية والاحتياطي المنخفض وإذا ما تعرضت محطات الطاقة والمطارات والموانئ ومحطات السكك الحديدية والمستشفيات للضرب في الحرب المقبلة، فإن الثمن الذى ستدفعه، بالإضافة الى مئات الإصابات، لا يمكن تحمله، تقريبا.
وبرأيه هناك استنتاجان ينبعان من هذا التغيير الخطير في طبيعة التهديد: الأول، من الصواب مواصلة محاولات ضرب الأسلحة الدقيقة التي يجري تحويلها لحزب الله، ولكن بما أن قدرة اسرائيل على منع ذلك طوال الوقت، تعتبر محل شك، من المهم التأكيد على الاستنتاج الثاني: إذا تم فتح النار من لبنان على إسرائيل، وتم جرنا إلى “حرب لبنان الثالثة”، يجب ألا نسمح لهذه الحرب بأن تستمر لمدة 33 يوما، كما في عام 2006. محذرا من أن الحرب الطويلة ستؤدي إلى إلحاق أضرار لا تطاق بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.
ولذا يرى أن الطريقة الوحيدة لضمان أن تكون الحرب المقبلة قصيرة هي الحرب ضد الدولة اللبنانية وليس ضد حزب الله فحسب. ويضيف “يمكن لإسرائيل أن تدمر البنية التحتية للبنان وكذلك جيشه في غضون أيام قليلة.
وبما أنه لا أحد في العالم – لا اللبنانيين ولا حزب الله ولا سورية ولا إيران، وبالطبع لا السعودية وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة – يريدون تدمير لبنان، ستكون هناك ضغوط دولية هائلة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسبوع أو أقل، وهذا هو تماما ما تحتاج له اسرائيل.
بيد أنه يوضح أيضا أنه لا يكفي اتخاذ قرار من هذا القبيل في الوقت الحقيقي، عندما ينشب الصراع، داعيا إسرائيل ان تقوم منذ اليوم بنقل هذه الرسالة، لسببين: أولا، هكذا سنحقق الردع وربما نتجنب الحرب المقبلة، لأنه لا أحد في العالم يريد تدمير لبنان. وثانيا، إذا اندلعت الحرب، من المهم ان تفهم الدول الغربية، وعلى الأقل الولايات المتحدة، مسبقا أن إسرائيل اختارت هذه الاستراتيجية في غياب خيار آخر.
ويمضي في انتقاده للممارسة الإسرائيلية ” لكن، ولبالغ الأسف، فإن الرسائل التي تبثها اسرائيل معكوسة. قبل أسبوع تقريبا، وفي نهاية المناورات الكبيرة في الشمال، أعلن وزير الأمن وقادة الجيش أن إسرائيل ستكون قادرة على هزم حزب الله. هذا خطأ. لأنه حتى لو استطاعت إسرائيل هزم حزب الله، وتواصلت الحرب لنحو خمسة أسابيع، كما في عام 2006، فإننا سنجد جميعا صعوبة في التعايش مع ثمنها الباهظ”.
مطار دمشق
ونقلت صحيفة “هآرتس″ عن قناة “الميادين” المقربة من النظام السوري، أن سلاح الجو الاسرائيلي، شن هجوما على منطقة مطار دمشق.
ولم تتطرق جهات رسمية في سورية او حزب الله للحادث، كما رفضت مصادر رسمية في اسرائيل التعقيب، إلا أنها نفت الادعاءات السورية بأنه تم إسقاط طائرة اسرائيلية غير مأهولة، شاركت في الهجوم.
وكما يبدو فقد أصيب جراء القصف مستودع للسلاح في منطقة المطار الدولي في دمشق، وحسب مصادر إسرائيلية، يجري في هذه المنطقة تخزين قسم كبير من الأسلحة التي تحولها أيران الى سورية، ومن ثم الى لبنان. ونبهت ” هآرتس ” انه خلال السنوات الخمس الأخيرة، تم نشر الكثير من التقارير عن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على منطقة مطار دمشق.
الصاروخ الإيراني
وفي سياق متصل انتقد وزير الأمن افيغدور ليبرمان قيام إيران باختبار صاروخ باليستي يبلغ مداه 2000 كم ويحمل عدة رؤوس متفجرة. واعتبر أنه ليس مجرد استفزاز وتحد للولايات المتحدة وحليفاتها، ومن بينها اسرائيل، ومحاولة لاختبارها، وإنما دليل على طموح إيران للتحول الى قوة عظمى وتهديد ليس فقط دول الشرق الأوسط، وإنما كل دول العالم الحر. وتابع ليبرمان، محذرا ” تخيلوا ماذا سيحدث لو حصلت إيران على سلاح نووي. هذا هو ما تسعى اليه، يحظر السماح بحدوث ذلك”.
اندماج خمسة فصائل معارضة سورية في كيان جديد
في ظل التطورات المتسارعة في محافظة دير الزور
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي»: أعلنت خمسة فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية المسلحة في المنطقة الشرقية (جنوب البلاد)، اندماجها ضمن غرفة عمليات واحدة وهيئة سياسية مشتركة ويأتي ذلك نتيجة التطورات الأخيرة التي تشهدها محافظة دير الزور.
وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن فصائل جيش مغاوير الثورة، وجيش أسود الشرقية، وتجمع أحرار الشرقية، وجيش الشرقية، ولواء تحرير دير الزور اتفقوا على تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بقيادة العميد الركن «أحمد جديع» مهمتها الإشراف وإدارة الأعمال العسكرية.
وأضاف أنه سيتم تشكيل هيئة سياسية برئاسة «طلاس سلامة» ونائبه «منير السيال»، لافتاً إلى أن غرفة العمليات السياسية والعسكرية ستبدأ مهامها بإعداد هيكلية تنظيمية ونظام داخلي بأسرع وقت ممكن، كما أن قراراتها ستكون سارية من تاريخ إصدار البيان .
ويقول المتحدث الرسمي باسم تجمع المنطقة الشرقية مضر حماد الأسعد لـ «القدس العربي»: إن الاندماج جاء من خلال المبادرة الشعبية لأبناء المنطقة الشرقية (الحسكة وديرالزور)، إضافة إلى قيادات سياسية وعشائرية واعلامية وعسكرية عملوا منذ اشهر على تقريب وجهات النظر والرؤية السياسية والعسكرية والإعلامية بين الكتائب، فكانت النتيجة هي الخروج بغرفة عمليات واحدة.
واعتبر الخطوة بمثابة النواة الأولى لتشكيل جيش وطني، خاصة ان هذه الكتائب تشكل اليوم العمود الفقري للجيش الحر ، وكذلك هذا الاندماج سيساهم في اعادة الامور إلى ما كانت عليه في منطقة الفرات قبل دخول تنظيم داعش التي ساهمت في تدمير المنطقة ووقوع المجازر مروعة بحق الاهالي والثوار الذين شاركوا في الثورة، وذلك لخدمة نظام الاسد.
وتمنى الأسعد ان يتم الاسراع في تشكيل المكاتب السياسية والعسكرية والإعلامية وتكون من الاسماء الشريفة والنظيفة والتي لم تتلوث حتى يكون العمل القادم من اجل تحرير المنطقة الشرقية وطرد الاحتلال الروسي الايراني وبقايا نظام الاسد والميليشيات التابعة لهم.
ويرى المحلل السياسي والعسكري المقدم هشام المصطفى: إن خطوة الاندماج لها ايجابياتها الكبيرة من حيث توحيد جهود فصائل أبناء دير الزور، حيث يعتبر انجازاً بحد ذاته في حال اكتماله وتخلي القادة عن احلامهم في القيادة وجعل هدفهم مصلحة دير الزور وابنائها.
وهو يعتقد في حديثه لـ «القدس العربي»: أنه الاندماج جاء ربما من أجل السعي لاقناع التحالف الدولي لفتح معركة ضد داعش من جهة جنوب دير الزور والاتجاه إلى الميادين والبوكمال، والتي ستكون خط الدفاع الأخير لداعش في هذه المناطق. ورأى المصطفى أن أحد أهم أسباب الاندماج جاء بعد تسارع معركة دير الزور وعملية (الاستلام والتسليم) سواء من قبل ميليشيات النظام الطائفية أو ميليشيات قسد بزعامة ال ypg الكردية.
في حين استغرب المصطفى خلو البيان من اي اشارة إلى النظام والميليشيات الطائفية التي تقاتل باسمه والجرائم التي ترتكبها بحق اهالي دير الزور من قتلهم وتدمير قراهم وسرقة محتويات بيوتهم وكذلك «قسد»، كما عدم الاشارة من قريب او بعيد لجرائم القصف الجوي للتحالف الذي لا يميز بين مدني او داعشي وفق تعبيره.
وفي الشأن ذاته أعلن في شمالي حلب تشكيل جسم عسكري جديد من أبناء محافظات «دير الزور والحسكة والرقة»، وذلك بهدف السيطرة على مدينة دير الزور شرقي سوريا. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»: أنه بات واضحاً أن تحرير دير الزور هي المعركة الكبرى التي ينتظرها أبناؤها طيلةَ السنواتِ العجاف، فهي معركةٌ فاصلةٌ ومؤثرة استراتيجياً في مستقبل سوريا السياسي، وفي هوية أهلها وثقافتهم وانطلاقاً من الواجب الثوري والوطني، وسعياً منّا لنكون جزءاً من مشروع وطني جامع لأبناء المحافظة نعلن عن تشكيل «جيش الشرقية» .
وأوضح البيان أن جيش الشرقية متواجد في الشمال السوري ضمن مناطق درع الفرات ومحافظة إدلب، ويضمّ في صفوفه مقاتلين من أبناء دير الزور والحسكة والرقة، لافتاً إلى أن «جيش الشرقية لا ينتمي تنظيمياً لأي جماعة أو فصيل في الساحة السورية. وحسب البيان فإن»جيش الشرقية» متمسك بثوابت الثورة السورية، ورافض للإرهاب بكافة أشكاله، ويؤكد على ضرورة طرد تنظيم الدولة، معرباً عن استعداده العمل مع الفصائل الأخرى لتحرير محافظة دير الزور.
قوات سوريا الديمقراطية تشكل مجلساً مدنياً لإدارة دير الزور و«اتحاد العشائر» يرفض قيام «دويلة» كردية
منظمة حقوقية: التحالف الدولي في سوريا متحيّز لـ«ب ي د» الكردي
Sep 25, 2017
غازي عنتاب – دير الزور – «القدس العربي» ووكالات: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا اليوم الأحد عن تشكيل مجلس مدني ليحكم محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سوريا حيث تتبارى مع الجيش السوري للسيطرة على أراض خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية. بينما رفض اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سوريا قيام دويلة كردية في وقت أكدت منظمة حقوقية أن التحالف الدولي في سوريا متحيّز لـ «ب ي د» الكردي المصنف إرهابياً في تركيا.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية،التي تضم فصائل عربية ولكن تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، عملية في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق في وقت سابق هذا الشهر وتمكنت من السيطرة على ريفها الشمالي وتقدمت إلى الشرق من نهر الفرات. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية السبت على حقل غاز كبير في محافظة دير الزور من الدولة الإسلامية في تقدم سريع استبق الحكومة السورية التي كانت تتقدم أيضا في ذلك الاتجاه.
وفي هجوم منفصل هذا الشهر أيضا تمكن جيش النظام السوري وفصائل تدعمها إيران بدعم جوي روسي من كسر حصار فرضته الدولة الإسلامية منذ عام تقريبا على أجزاء خاضعة لسيطرة الحكومة من دير الزور على الجانب الآخر من نهر الفرات. وبالتقدم الذي أحرزه الجانبان ضد الدولة الإسلامية باتت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا على مقربة من القوات التابعة للحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران.
وفي وقت ما أثار هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا وهجوم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا المخاوف من اندلاع اشتباكات قد تذكي التوتر بين القوى العالمية المتنافسة. واختارت قوات سوريا الديمقراطية مئة شخصية من وجهاء وشيوخ العشائر للاجتماع وانتخاب مجلس لإدارة المحافظة أمس الأحد.
وقال المجلس في بيان ختامي إن الأولوية تتمثل في عودة عشرات الآلاف من نازحي المحافظة الذين فروا خلال الصراع واستعادة الخدمات الأساسية. وحث المجلس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تقديم المساعدة للمحافظة التي عانت من ويلات الحرب. وجاء في بيان المجلس المدني لدير الزور المشكل حديثاً أن المجلس سيعمل على «تعزيز اللحمة القوية بين أبناء المحافظة».
ويمثل نطاق السيطرة الكردية في المحافظة الواقعة في قلب منطقة العشائر العربية حساسية لكل من السكان ولأنقرة التي تتصدى لحملة مسلحة كردية داخل تركيا منذ نحو ثلاثين عاماً وسط تنامي المخاوف أيضاً من هيمنة وحدات الشعب الكردية على الحدود في شمال سوريا.
ويشكو الكثير من العشائر العربية المحلية في المنطقة أيضا من تهميشهم فيما يتعلق بصنع القرار ويلقون باللوم على وحدات حماية الشعب الكردية للتمييز ضدهم بما في ذلك التجنيد الإجباري لشبابهم. وتنفي وحدات حماية الشعب الكردية هذه الاتهامات.
العشائر العربية والتركمانية: لا لدويلة كردية
وقال اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سوريا، إنهم لن يسمحوا بقيام دويلة كردية في سوريا. وأشار البيان، الصادر عن الاتحاد، امس الأحد، إلى أنّ البعض يخطط لتأسيس دويلة كردية، في محافظات الرقة، والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق)، تحت ذرائع مكافحة الإرهاب.
وتابع بأنهم لن يتخلوا عن أرض أجدادهم، أمام تمدد منظمة «بي كا كا الإرهابية، في سوريا تنظيم «ب ي د – ي ب ك» أو تنظيم «داعش» الإرهابيين» حسب قول الاتحاد. وطالب اتحاد العشائر، تركيا بالتدخل لمنع مسلحي «ب ي د» من التقدم أكثر، ولتحرير قراهم من احتلالها. وأضاف أنهم مستعدون لوضع أبنائهم في الجيش السوري الحر، تحت إمرة تركيا، من أجل تحرير مناطقهم من إرهابيي «ب ي د- ي ب ك».
منظمة حقوقية
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إن تدخل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هو عملية تحيز واضحة لتنظيم «ب ي د» «الإرهابي»، وأسفر خلال 3 سنوات عن كلفة دموية. وجاء ذلك في تقرير للشبكة صدر، أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتدخل التحالف في سوريا.
وأوضح التقرير أنَّ «قوات التحالف بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد داعش، في سوريا منذ 23 سبتمبر/أيلول 2014، وشنَّت في ذلك اليوم عدة غـارات على مـواقع في محـافظة الـرقة (شمـال شـرق)، كمطار الطـبقة العسـكري، ومواقـع جبـهة النصـرة بريف إدلـب (شـمال غـرب)».
وأضاف أنّ «قوات التحالف استمرَّت في شنِّ هجماتها الجوية على مناطق تخضع لسيطرة داعش، وتركَّزت هذه الغارات على محافظات حلب (شمال) والرقة، ودير الزور (شرق)، والحسكة (شمال شرق)، وبشكل أقلَّ على محافظتي حمص وحماة (وسط)، ولم تظهر في ذلك الوقت سمة اصطفاف علني في الهجمات إلى جانب أحد أطراف النزاع حتى نهاية 2015».
وقالت الشبكة إنه «بدا جليّاً أنَّ قوات التحالف بدأت تدعم وبشكل صارخ قوات الإدارة الذاتية المكونة بشكل رئيس من قوات (ب ي د) فرع (تنظيم) بي كا كا (الإرهابي)، تحت مُبرّر محاربتها داعش». وأوضحت أنَّ «تركيز هجمات التحالف كان واضحاً على المناطق الشرقية كالرقة، وريف الحسكة، ودير الزور، في حين أن مناطق كريفي حمص وحماة (وسط) لم تشهد تكثيفاً مماثلاً للغارات الجوية، على الرغم من سيطرة داعش عليها؛ لأنها فيما يبدو لا تُشكِّل هدفاً، ولا وجودَ لقوات سوريا الديمقراطية فيها».
وقدَّمت الشبكة إحصائيات لما ارتكبته قوات التحالف منذ تدخلها «حيث قتلت ما لا يقل عن ألفين و286 مدنياً، من بينهم 674 طفلاً، و504 سيدة، كما ارتكبت ما لا يقل عن 124 مجزرة، وما لا يقل عن 157 حادثة اعـتداء على مراكز حيـوية مدنـية».
ونوَّه الشبكة إلى «تغيُّر النَّمط الذي اتَّبعته قوات التحالف الدولي منذ بدء هجماتها بشكل كبير، فقد اتَّسمت الهجمات التي نفَّذتها حتى نهاية 2015 بأنها محدَّدة ومركَّزة وأقلَّ تسبُّباً في وقوع ضحايا مدنيين». في حين أنَّ «الهجمات التي تم توثيقها عامي 2016 و2017، كانت عشوائية وغير مبرَّرة وتسببت في وقوع مئات الضحايا المدنيين، ودمار كبير في المراكز الحيوية المدنية»، حسب التقرير.
كما أوردَ التقرير «تصنيفاً تضمَّن ثلاث مراحل، والتي شملت المدة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حتى 23 سبتمبر الجاري، الأكثر دموية، حيث بدا بشكل واضح استهتار قوات التحالف الدولي الكبير بمبادئ القانون العرفي الإنساني». وأرجع ذلك إلى «حجم الخسائر البشرية غير المبرر في تلك المدة، حيث ارتكبت في المدة ذاتها عشرات المجازر والانتهاكات، ولم تتوخَ الدِّقة في استهداف المقرات والمناطق العسكرية التابعة لتنظيم داعش».
واستعرض التقرير «38 حادثة استهدفت فيها قوات التحالف مناطق ومراكز حيوية مدنية، تسبَّب 21 منها في سقوط ضحايا مدنيين، منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2016، حتى 15 سبتمبر الجاري». واعتبر أن «عمليات القصف العشوائي غير المتناسبة تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وأن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب».
وذكر التقرير، أن «الهجمات تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين، أو إلحاق إصابات بهم، أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية، وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما جرت مقارنته بالفائدة العسكرية المرجوة».
وأعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكا تدخله لمكافحة تنظيم «داعش» في 2014، إلا أن دعمه انحصر بما يعرف بـ «قوات سوريا الديمقراطية».