SEPTEMBER 16, 2017
ما هي أسرار تفوّق” صالح “”الحوثي” وتحويل خلافاتهما إلى مصادر جديدة للقوة؟
عبدالكريم المدي
من جديد يؤكد الرئيس علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي للداخل والخارج بأن شرفهما الوطني وجبهتهما الداخلية ليسا للبيع ولا يقبلا المساومة تحت أي ظرف كان، وسيظل تحالفهما أكبر وأقوى من أي دسائس وخلافات.
ومن كان ينتظر، إما بتوجُّس، أو بشغف، إستنساخ روما أخرى في صنعاء على غرار روما العام (64)مـ التي أحرق ودُمّر ثُلثيها على يد حاكمها الإمبراطور الروماني الخامس( نيرون )، فليطمئن بأن هذا لن يحدث وستظل هي وغيرها في منأى عن أي صراع داخلي، مهما دقّ البعض طبول الحرب والتباينات ، والفتن والأيديولوجيات.
نقرُّ أننا وكلما أشتد التوتر الحاصل بين تحالف( المؤتمر- أنصار الله) ، أعتقدنا بأن الوضع سينفجر في هذه اللحظة أو تلك ، لنتفاجأ بمقابلة ما للزعيم ، أو بيان ما للسيد يُزيلان كل المخاوف وأسباب التوتر وفي المقابل يُعيدان بوصلة المجتمع نحو غريزة الإستقرار والإستمرار.
ونقرُّ أنه وكلما أرتفع منسوب الخلاف وأمعن عشّاق الفتن بالتأصيل عن التوصيل والكراهية عن المحبة، تُطلُّ علينا قيادتا الطرفين بخطاب عقلاني يُجدد للناس رؤاهم ويُعيد ترتيب أولوياتهم، ومنها ضبط أيقاع المشهد السياسي بطريقة تبعث على الإعجاب والثقة بهذه القيادة ومقدرتها العالية على معالجة القضايا الخلافية وتحويلها إلى إرادات ، ومحفزات تحتّم على الجميع تعزيز التكامل فيما بينهم وإستشعار المخاطر التي تتهددهم.
لذلك وغني عن البيان القول إن هذه من أهم الصفات والمميزات التي تتميز بها قيادتا (المؤتمر – أنصا رالله ) اللتان تجعلا خصمهما في حيرة دائمة وعجز كامل عن فك هذه الشفرة وإحداث أي إختراقة في تحصينات هذه الجبهة، التي اثبتت بأنها قادرة في كل الظروف على تصفير وتجاوز كل المشاكل ووضعها على طريق العقل ، إلى جانب فرز الأولويات الوطنية التي تفرض عليها التعاطي المسؤل مع الأوضاع بعيدا عن خطابات التحريض الخشبية التي لا تأخذ بعين الإعتبار المصلحة العليا للبلد أو المشتركات التي تجمع القوى الوطنية وتحتّم عليها بناء أساسات عميقة ومعالجات ناجعة لمختلف الأشياء، تُرضي من خلالها نفوس السواد الأعظم من الناس، وتُقنع أذهان أولئك العاكفين على تشظية المشهد السياسي بالصراعات الداخلية ، وأذية مشاعر الآخرين كلما ناكدتهم بالإفصاح عن تعلُّقها بأماني تفكيك الجبهة الداخلية وتوسيع مساحات الكوارث الإنسانية.
بكل ثقة نستطيع الإشادة هنا بالسياسات الحكيمة التي يُبديها الرئيس صالح والسيد عبدالملك تجاه الملفات الداخلية وحتى الخارجية وهذا في الواقع يزيد من تعرية كل الأطراف المراهنة على إحداث ثقب ما في سفينة هذا التحالف التي اثبتت بأنها عصية وصامدة أمام أشد العواصف وأقوى التحالفات التي أنشئت لغرض تحطيمها .
ولا نُذيع سرا، أيضا، إن قلنا بإن أداء وحنكة الزعيم والسيد ينمان عن وعي حضاري متقدم وإحساس كبير بالمسؤلية التي تجعلهما يُدركان بأن أي صراع بينهما قد يتطور، لا سمح الله، من سياسي إلى عسكري ، ومن إدوات ناعمة إلى خشنة ، فإن ذلك يعني كارثة حقيقية أبرز نتائجها الإنتحار السياسي ، خاصة إذا استمعا لكل من لا يؤمن بشيء اسمه حوار وإعتراف بالآخر وبقانون وضوابط وشعب يعول عليهم الكثير في قيادة كتائب الدفاع عنه وإخراجه من هذه الدوامات والتحديات التي تواجهه.
أما الذي يجب أن يفهمه كل مراهن على إشعال الفتنة في صنعاء هو إستحالة حدوث هذا الأمر، لأن قيادات القوى الوطنية التي تقف في وجه العدوان الخارجي، تعلم يقينا بأنها الهدف الإستراتيجي الأول للعدوان، لذلك لن تنجر لتصعيد الخلافات فيما بينها، وستعمل على هضم وتهذيب أي مواقف متشجنة، وبلورة وجهات النظر الواقعية والبنّاءة من أجل تفويت الفرصة على الآخرين ، ولن تتوقف عن فرملة المحسوبين على مختلف أطرافها من المقامرين والمتهورين وحُرّاس الفوضى .
وتحالف ( المؤتمر – انصار الله ) أيضا، يُدركا، بأنه ولاكتساب الشرعية والمشروعية لابد على جميع أطرافه والمحسوبين عليه من أن يُحسنوا الظن ببعضهم البعض، ويعملوا على إيجاد توافق فعلي يبدأ من نقطة قبول وثقة بهم في أوساط المجتمع، وصولا إلى النتائج الإيجابية لمختلف القرارات والحلول الوطنية التي يتوصل لها عقلاؤهم .
ولذلك كله وغيره تظهر الفطنة، كلما أستدعت الحاجة ويتجلى صوت الحكمة والطمأنينة من بين ركام المخاوف، وهذا ما حدث صباح الثلاثاء13سبتمبر2017 بين الرئيس صالح وكبار مساعديه والسيد عبدالملك وكبار مساعديه الذين استطاعوا إذابة الجليد ونقل الناس من أطر الإحباط الضيقة إلى فضاءات الأمل الواسعة.
SEPTEMBER 16, 2017
الرئيس علي عبد الله صالح يعلن التوصل الى “اتفاقات” مع زعيم “الحوثيين” تبقي تحالفهما بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين.. وأنصار الله تؤكد على ضرورة البقاء في أعلى درجات الجاهزية القتالية لمواجهة قوات التحالف العربي
[rtl][/rtl]
صنعاء- الأناضول – د ب أ – قال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اليوم السبت، إنه توصل مع زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، إلى اتفاقات وتفاهمات تبقي تحالفهما قائماً، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين.
وأضاف خلال اجتماع له مع أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر، الجناح الموالي له، في العاصمة صنعاء، إن اتصاله المباشر مع “الحوثي” عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأربعاء الماضي، تمخض عنه اتفاقات وتفاهمات حول توحيد الموقف الوطني.
وبحسب موقع “المؤتمر نت” المتحدث باسم الحزب، أشار صالح إلى أن الجانبين توصلا إلى اتفاق وتفاهم لـ”تعزيز الجبهة الداخلية وضرورة تماسكها وتوجيه كل الجهود والطاقات الوطنية لمواجهة العدوان (في غشارة إلى التحالف العربي)، وقضايا الشراكة بين المكوّنين”.
وذكر الموقع أن صالح استعرض أمام أعضاء حزبه، القضايا المرتبطة بالشراكة مع الحوثيين، “وفقاً للاتفاقات الموقّعة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم”.
وأشار إلى أن اتصاله واتفاقه مع عبدالملك الحوثي، أثمر عن نتائج، والتي بدورها “أسهمت في المقام الأول في تحقيق الطمأنينة العامة لدى أبناء شعبنا وإزالة مخاوفهم”.
ووفق الموقع فإن اللجنة العامة (أعلى هيئة سياسية في الحزب)، ثمنت ما توصل إليه الطرفان، “وحرصهما المشترك على قوة تماسك الجبهة الداخلية(…) الذي أفشل كل الرهانات الخاسرة لقوى العدوان والمرتزقة والعملاء والمندسين الذين عملوا على توتير الأجواء”.
ومنذ 24 أغسطس/آب الماضي، يعيش تحالف (الحوثي/صالح)، أزمة هي الأعمق منذ تحالفهم السياسي قبل أكثر من عام، وتشكيل “المجلس السياسي الأعلى” مناصفة بينهما، وحكومة مشتركة، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وأطاحت جماعة “الحوثي”، في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، بقيادات موالية لصالح، من بعض مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما رفضه حزب الرئيس السابق واعتبره “غير ملزم ومخل بمبدأ الشراكة والتوافق”.
ويطالب حزب المؤتمر، بالشراكة على أساس النظام والقانون بين الطرفين، وعدم استحواذ جماعة الحوثي على كافة المناصب.
ويسيطر مسلحو الحوثي وقوات صالح، على صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014 وعدد من المحافظات اليمنية بقوة السلاح.
ويشهد اليمن منذ خريف عام 2014، حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة بالتحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق، من جهة أخرى.
كما أكدت جماعة أنصار الله الحوثية المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى، اليوم السبت، على ضرورة البقاء في أعلى درجات الجاهزية القتالية، لمواجهة قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية سعودية.
جاء ذلك على لسان اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الموالي للحوثيين، خلال لقائه قائدي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة وقادة الوحدات العسكرية في المنطقتين .
وحسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين، فقد شدد اللواء الغماري في اللقاء على ضرورة البقاء في أعلى درجات الجاهزية القتالية، وأن يعمل الجميع بروح المسؤولية والفريق الواحد في مواجهة ما وصفه العدوان( يقصد قوات التحالف العربي) كما عهدهم الشعب اليمني وخاصة منذ بداية العدوان على اليمن في 26 آذار/مارس 2015م ، حسب قوله.
وفي اللقاء نفسه، ناقش رئيس هيئة الأركان الموالي للحوثيين، العديد من القضايا المتعلقة بجوانب الجاهزية القتالية لمنتسبي المنطقتين وآلية تطوير العمليات القتالية في مواجهة العدوان والغزاة ، وفقا للوكالة.
وقال الغماري، إن ما وصفها بــ” الملاحم البطولية” غيرت كل حسابات المعتدين، في حين أثبت المقاتل اليمني مدى قدرته على مواجهة الأخطار والتغلب على أهوالها مهما كانت موازين القوى”.
وأضاف أن” المعتدين والغزاة سينكسرون لا محالة وأن جرائمهم بحق شعبنا لن تزيد قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية إلا إصرارا وعزيمة على مواجهتهم بشتى الأساليب والطرق”.
وحث المسؤول العسكري الحوثي قائدي المنطقتين العسكريتين وقادة الوحدات على مزيد من الثبات واليقظة الدائمة واستشعار المسؤولية الوطنية والتاريخية نحو الوطن والعمل كل من موقعه.