الجزائر: صورة للرئيس السابق اليامين زروال تلهب مواقع التواصل الاجتماعي!
ابتعد عن عالم السياسية وفضل العيش مواطنا بسيطا في منزله الذي بناه من قرض بنكي
Sep 25, 2017
الجزائر «القدس العربي»: يعتبر الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال حالة خاصة بين الرؤساء كلهم الذين تولوا قيادة البلاد منذ الاستقلال، فبرغم أن الرجل قابع ببيته منذ قرابة عشرين عاما، إلا أن رصيده في الشارع الجزائري يزيد يوما بعد آخر، ومع مرور الوقت تحول زروال إلى «أسطورة حية».
تداولت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي صورة للرئيس السابق اليامين زروال، البالغ من العمر 76 عاما، وهو يسير وحيدا في أحد شوارع مدينة باتنة (400 كيلومتر شرق العاصمة) وباتنة هي مسقط رأس زروال التي اختار العودة إليها تاركا العاصمة وراءه، بعد أن طلق المسؤولية بالثلاث سنة 1998، عندما أعلن استقالته من رئاسة البلاد، وهو لم يكمل ولايته الرئاسية الأولى.
الصورة التي التقطت من بعيد تظهر أن زروال كان يمشي وحيدا، وأنه لا وجود لأية حراسة مقربة، ولا لأي بروتوكول، وهو ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يثنون على بساطته وتواضعه وزهده في السلطة وفي المال، فقد ترك الرئاسة، وابتعد عن عوالم السياسة، وفضل العيش مواطنا بسيطا في منزله الذي بناه من قرض بنكي، تاركا الفيلا الرئاسية الفخمة التي كانت موضوعة تحت تصرفه في شارع البشير الإبراهيمي بحي الأبيار الراقي، التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
وبرغم أن زروال في عهده كان قد تعرض لانتقادات، بسبب أنه جاء إلى الرئاسة معينا في وقت أول، على اعتبار أنه كان عسكريا ووزيرا للدفاع، ثم انتخب رئيسا في 1995 في انتخابات طعنت المعارضة في مصداقيتها، إلا أنه منذ أن ابتعد عن السلطة ارتفعت أسهمه، بسبب استقالته طواعية، برغم كل ما يقال عن الصراعات التي كانت موجودة داخل السلطة، خاصة مع قيادات الجيش، التي يعتقد كثيرون أنها كانت سببا في استقالته، لكن العارفين بما كان يدور في الكواليس خلال تلك الفترة، يؤكدون أنه استقال «شهامة»، لأن قيادات الجيش النافذين آنذاك طالبوا برأس مستشاره وصديقه الجنرال محمد بتشين فترك لهم زروال الجمل وما حمل، واختار العودة إلى بيته.
زروال، خلافا لغيره من الرؤساء السابقين لما كانوا على قيد الحياة، اختار العودة إلى مسقط رأسه، والعيش مع المواطنين البسطاء، وابتعد عن العاصمة وعن الإقامات الفخمة والمحمية، كما ابتعد عن السياسة وعن السياسيين، وكان يتحاشى مقابلة المترشحين لانتخابات الرئاسة الذين كانوا يسعون إلى ذلك، فيضطر أحيانا للسفر إلى العاصمة لرفع الحرج، وظل طوال السنوات يرفض حضور الحفلات الرسمية، ويرفض الظهور في وسائل الإعلام، وحتى لما قررت الرئاسة منح الرؤساء السابقين سيارات ألمانية فخمة مصفحة اعتذر عن قبول الهدية، مثلما رفض الحصول على فيلا فخمة في إقامة الدولة الجديدة في نادي الصنوبر، وحتى لما كان رئيسا لم يعرف له أو لأولاده أي تجارة أو استثمارات.
زروال لمن لا يعرفه عسكري التكوين، تدرج في عدة مسؤوليات في الجيش، حتى وصل رتبة جنرال، ولم تكن استقالته من الرئاسة هي الأولى، لأنه استقال المرة الأولى من الجيش لما رفض اللواء خالد نزار الذي كان وزيرا للدفاع مشروع إصلاح وعصرنة المؤسسة العسكرية الذي قدمه زروال، ثم استقال من منصبه سفيرا للجزائر في رومانيا، بل اعتبر أن وجود سفارة في بوخاريست هدر للمال العام، وأنه لا يوجد ما يبرر وجود سفارة وإنفاق أموال عليها وعلى العاملين بها، واستقالته الثالثة والأخيرة هي من رئاسة البلاد.
يحسب للرئيس زروال العسكري أنه قبل الرئاسة مكرها، بعد أن وصل أصحاب القرار إلى طريق مسدود في وقت كانت فيه الجزائر على وشك الانهيار، بسبب الإرهاب والأزمة الاقتصادية والمالية التي كانت غارقة فيها، والحصار الدولي غير المعلن المضروب عليها، ويحسب له أنه وضع مادة في دستور 1996 تحدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، وكانت آنذاك سابقة في منطقة المغرب العربي.