اﻟﺣب ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻌﻣر
ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺎب اﻟﻌﻤﺮ اﻣﺮاة ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ اﻣﻨﺖ ﺑﺎن
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮ وﺣﻴﺎة، ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ
اﻟﺸﻬﺎدة واﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﺑﺎدراج ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﺗﻌﻮد
ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ وﻗﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻨﻬﺎ ادرﻛﺖ ﺑﺎن
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺮادف اﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ وﻻﺛﺒﺎت اﻟﺬات
وﻻﻛﺘﺸﺎف ﻗﺪراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ رﺟﻮﻟﻲ ﻳﺮى ﺑﺎوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ان
ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺮاة ﻓﻲ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ازﻣﺎن اﺧﺮى ﻣﻀﺖ ﺧﺎرج ﻣﺴﺎﺣﺔ
اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ان ﺗﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ وﻛﻤﺎ ﺣﻠﻤﺖ.
اﺣﻼم اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺨﺘﻠﻒ وان ﺗﺸﺎﺑﻬﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﻟﺰواج ﺣﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
اﺣﻼﻣﻬﻦ واﻟﺤﺐ ﺣﻠﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺮاود ﻛﻞ ﻓﺘﺎة ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺒﻴﺐ
اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻰ اﺧﺮ ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل واﻟﺼﺪق ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﺸﻖ ﺗﺸﻌﺮﻫﺎ
ﺑﺎﻧﻮﺛﺘﻬﺎ وﺑﻜﻴﺎﻧﻬﺎ ..ﺗﻌﻴﺶ وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
اﻟﺰواج ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﺮات وﻣﺮات اﺧﺮى ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺠﺮد ﺣﻠﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﺤﻘﻘﻪ
ﻓﺘﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻪ ﻻﺟﻞ اﻟﺰواج ﻓﻘﻂ.
وﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻣﺮاة ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ اﻟﺰواج ﻻﺟﻞ اﻟﺰواج ﻓﻘﻂ، ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺰواج ﺗﺸﺎرك رﺟﻼً ﺣﻴﺎﺗﻪ ان ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻟﻘﻠﺒﻪ
وﻣﺸﺎﻋﺮه.
ﻻ ﺗﻬﻮﻳﻬﺎ ﺗﺠﺎرب اﻻﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺰواج وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﻘﺼﺺ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ
اﻟﺰواج ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻌﻬﻦ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺸﻨﻬﺎ دون ان ﻳﻜﻮن
ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺻﺎدﻗﺔ ﻳﻌﺸﻦ ﻻﺟﻞ اﻻﺧﺮﻳﻦ اﻻزواج واﻻوﻻد دون ان
ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺤﺐ اﻟﺬي ﻋﻠﻰ اﺳﺎﺳﻪ ﻳﺒﻨﻰ اﻟﺰواج.
ﻟﻢ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺐ ﻓﻲ اي ﻳﻮم ﻣﻦ اﻳﺎم ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ واﻟﺒﺤﺚ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ان
ﺗﺘﺠﻤﻞ ﻻﺟﻞ اﻻﺧﺮ.. ان ﺗﺴﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ رﺟﻞ ﺗﺤﺒﻪ ﻋﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ
ﻣﻌﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺎ... ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﺮاه ﻳﺒﻘﻰ ﺟﻤﻴﻼ ان اﺗﻰ دون ﻣﻮﻋﺪ،..و دون
ان ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻳﻔﻘﺪه ﻗﻴﻤﺘﻪ.. ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﻻﻣﺘﻼﻛﻪ
ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻄﺮق اﺑﻮاب ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﻳﻐﻴﺮﻧﺎ وﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ.
واﻣﺮأة ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﻟﺬاﺗﻬﺎ ﺳﻨﻮات وﺳﻨﻮات ﻻﺣﻼﻣﻬﺎ ﺑﺎن ﺗﻜﻮن اﻣﺮاة ﻧﺎﺟﺤﺔ
ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻌﺎدة دون وﺟﻮد رﺟﻞ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ..
ﻟﺘﻤﺮ اﻟﺴﻨﻮات دون ان ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺸﻪ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ.
ﻛﺒﺮت ﻣﻦ اﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﺗﺠﺎرب ﻋﺪة ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة دون ان ﺗﺨﻮض ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺤﺐ.
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺑﺎن اﻟﺰواج ﻟﻴﺲ ﻫﺪﻓﺎ ﻟﻬﺎ ان ﻟﻢ ﺗﺤﺐ...
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮات اﻟﺸﻔﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﻫﺎ ﺑﻌﻴﻮن اﻻﺧﺮﻳﻦ واﻻﺳﺘﻐﺮاب ﻣﻦ
ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﺴﺎﻟﻮﻧﻬﺎ اﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺰوﺟﺔ..؟
وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺬﻧﺒﺔ وﻋﻠﻴﻬﺎ ان ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﻄﺎء ﺗﺒﺮﻳﺮات ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ
ﻟﻌﺪم زواﺟﻬﺎ.. وﻫﻲ ﻧﻈﺮة ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ اﻟﻰ اﻻن ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
اﻣﺎم ﻛﻞ اﻣﺮاة ﺟﻤﻴﻠﺔ وﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ زواﺟﻬﺎ ﻟﻴﻤﻨﺤﻮﻫﺎ ﺷﻬﺎدة
اﻟﻮﺟﻮد واﻻﻛﺘﻤﺎل ﻻﻧﻮﺛﺘﻬﺎ.
وﻳﺎﺗﻲ اﻟﺤﺐ اﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻴﻔﺘﺢ اﺑﻮاب اﻟﻘﻠﺐ... ﻳﺄﺗﻲ ﻛﻮﻣﺾ وﻳﺮﺣﻞ، ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻤﻨﺤﻨﺎ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﺑﻪ دون ان ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ارض اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦاﻟﺣب ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻌﻣر
اﺣﻼﻣﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮات.
ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ اﻳﻀﺎ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺎ اﺟﻤﻞ ﻧﻜﻮن
ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻐﺮاق ﺑﻪ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺪرﻛﻴﻦ ﻟﺸﻲء اﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ
ﻳﻌﻴﺪﻧﺎ اﻟﻰ واﻗﻌﻨﺎ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺮق اﻟﺤﺐ اﺑﻮاب ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﺎن ﺣﺒﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺸﺠﺎﻋﺔ،ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻻن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ
زﻣﺎن اﺧﺮ وﻣﻜﺎن اﺧﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻻن
ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺒﺖ واﻛﺘﺸﻔﺖ ﻟﻠﻤﺮة اﻻوﻟﻰ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﺄﻧﺜﻰ ﻣﻌﻨﻰ ان ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺳﺎﻋﺎت
اﻣﺎم ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﺻﻮت ﻣﻦ ﺗﺤﺐ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻﺗﺮى ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﻣﻮر
اي ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻧﺘﻈﺎر
ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺒﺖ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﻌﻨﻰ اﺧﺮ ﻟﻼﻳﺎم وﻟﻠﻮﻗﺖ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ
اﻻﺳﺘﻐﺮاق ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺠﺎح
ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺒﺖ ﺑﺪات ﺑﺎﻛﺘﺸﺎف ﺟﺰء ﻫﺎم ﻣﻦ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮأة ان ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ اﻻﺧﺮ وﺗﻔﻌﻠﻪ؟
ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ اوﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻓﺘﺸﻌﺮ
ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ؟
ﻛﻴﻒ ﺗﺼﺎدق اﻻﻳﺎم ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ
اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻰ ﺑﺠﺰء ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟
ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺐ ان اﺗﻰ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻏﻴﺮ وﻗﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮاة واﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ
ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﻣﺮاة ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﺮاﻫﺎ زوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻠﻢ وﻳﺴﻌﻰ
ﻻن ﺗﻜﻮن
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺎت ﻳﻜﻮن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ اﻣﺮاة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻ ان ﺗﻜﻮن ﺟﺰءاً
ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ.. ﻳﺮﻳﺪ ان ﻳﻜﻮن دواء ﻟﻘﻠﺒﻬﺎ ﻻ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﺠﺮﻳﺤﻬﺎ واﻳﻼﻣﻬﺎ..
وﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ؛ اﺣﺒﺖ رﺟﻼً ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ وزﻣﺎن ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑﺬاك اﻟﺤﺐ
ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ادراﻛﻬﺎ ﺑﺎن اﻟﺤﺐ اﺗﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ وﻏﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ
ﻟﺤﻈﺎت ﻟﻢ ﺗﻌﺸﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻ اﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺣﺒﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ان ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻪ
وﻟﻦ ﻳﻌﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ..
وﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ان ﻳﺒﻘﻴﻬﺎ ﺑﺎﻳﺎﻣﻪ ﻓﺤﺐ اﻣﺮاة ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺑﻌﻤﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﻀﻌﻪ اﻣﺎم ﺧﻴﺎرات
ﻣﻌﺘﻘﺪا اﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺰواج وﻟﻦ ﺗﻀﻌﻪ اﻣﺎم ﺧﻴﺎرات ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ.
ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻟﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ان ﻳﺨﺴﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ..
ﻳﺮﻳﺪ ان ﺗﺒﻘﻰ اﻣﺮاة ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻪ اﺷﻴﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻢ ﻳﻌﺸﻬﺎ ﻟﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ اﻟﺤﺐ ﻓﻘﻂ..
اﻟﺤﺐ ﺑﻼ ﻗﻴﻮد.. اﻟﺤﺐ اﻟﻬﺎرب ﻣﻦ واﻗﻊ ﺣﻴﺎة ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻤﻨﺤﻪ اﻟﻠﻬﻔﺔ وﻻ ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺒﺪو اﻧﻬﺎ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﺮ...
ادرﻛﺖ ﻫﻲ ان اﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺎﺗﻲ ﻣﺘﺎﺧﺮا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻮﺟﻮد.. ﻫﻮ
ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺑﺪا ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ اﺧﺮ وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ روﻧﻖ ﻣﺎ ﻳﺒﺚ ﻓﻲ روﺣﻪ اﻟﺤﻴﺎة
ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
وﻫﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ذاك اﻟﺤﺐ ان ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻢ ﺗﻌﺸﻪ ﻋﻦ اﻳﺎم ﻣﻀﺖ
ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﺎ ﻛﺄﻣﺮاة.
ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ... ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذاك اﻟﺤﺐ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻬﺎ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮاره.. ﻻ ﺗﺴﺎوم ﻫﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻮدﻫﺎ وﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻛﺎﻣﺮاة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺤﻴﺎة رﺟﻞ وﻟﻮ
اﺣﺒﻬﺎ..
ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻄﺔ ﻋﺎﺑﺮة وان اﺣﺒﺖ... ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ اﻣﺮاة ﺗﻌﻴﺶ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ
وﺣﺒﻬﺎ اﻣﺎم ﺧﺴﺎرات ﻻﻣﺮاة اﺧﺮى
ﻫﻜﺬا اﻟﺤﺐ ان وﺻﻞ ﻣﺘﺎﺧﺮا... ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ اﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﺧﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ
ﻫﻜﺬا اﻟﺤﺐ ان ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﺒﺪاﻳﺎت ﻳﻜﻮن ﻣﺆﻟﻤﺎ ﻣﻮﺟﻌﺎ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻧﺎ.. ﻳﻀﻌﻨﺎ اﻣﺎم
ﺧﻴﺎرات ﻻ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ ان ﻧﻜﻮن ﺑﺤﻴﺎة اﻻﺧﺮ دون ان ﻧﻌﻴﺶ ﻃﻘﻮس اﻟﺤﺐ وﺟﻤﺎﻟﻪ
وﻟﺤﻈﺎﺗﻪ دون ان ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻟﻨﺤﻴﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر اﻻﻟﻢ .
ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ان ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ وﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ ﻟﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻻﻣﺴﺎك
ﺑﻠﺤﻈﺎت اﻟﺤﺐ اﻟﺘﻲ اﻋﺎدﺗﻬﺎ اﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻤﺎ ﻋﺎﺷﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟
ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ان ﺗﺤﻴﺎ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺣﺒﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺧﻔﺎء ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﺘﺸﻘﻰ
ﻫﻲ وﻳﺴﻌﺪ ﻫﻮ؟
ﺟﺎء اﻟﺤﺐ ﻣﺘﺎﺧﺮا ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻟﻘﻮة واﻻرادة ﻟﺘﻌﻴﺸﻪ.. ﻛﻤﺎ
ﺗﺮﻳﺪ اﻣﺮاة ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺗﺤﺐ..
اﻟﻴﻮم ادرﻛﺖ ﻣﻌﻨﻰ ان ﻳﺼﻞ اﻟﺤﺐ ﺑﻐﻴﺮ اواﻧﻪ وﺑﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺰﻣﺎﻧﻬﺎ
اﻟﻴﻮم ﻓﻘﻂ ادرﻛﺖ ﻣﻌﻨﻰ ان ﺗﺤﺐ اﻣﺮاة رﺟﻼً ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ وان ﻳﺤﺐ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮاة
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﻤﺮﻫﺎ وﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮاﻫﺎ اﻣﺮاة ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐ وﺑﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ان
ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ اﻣﻨﺖ ﺑﻪ ﻟﺘﺤﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﺄي اﻣﺮاة ﻋﺎﺷﻘﺔ..
ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺤﺐ ﻟﻠﻤﺮأة ﻋﻤﺮاً وﺣﻴﺎة وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻻ ﺗﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻰ اي ﺷﻲء اﺧﺮ.. وﻳﺒﻘﻰ
اﻟﺤﺐ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻴﻜﺘﺸﻒ ذاﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﻌﻴﺪ ﻻﻳﺎﻣﻪ روﻧﻘﻬﺎ
اﻟﻀﺎﺋﻊ ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ اﺣﻼم اﻟﻤﺮاة اﻟﺘﻲ اﺣﺐ ورﻏﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻓﻘﻂ وان ﻳﻜﻮن
ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ... ﻻﺟﻞ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻗﻠﺐ اﻣﺮاة ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﻊ ﻗﻠﺐ رﺟﻞ ﻳﺮاﻫﺎ
ﻛﺴﺤﺎﺑﺔ ﺳﻤﺎء ﺗﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻳﺎﻣﻪ ﺣﺒﺎ وﺗﺮﺣﻞ ﻟﻴﻌﻮد اﻟﻰ رﺑﻴﻊ اﻳﺎﻣﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ..
وﺗﺴﺘﻤﺮ.. وﺗﻌﻮد ﻻﺣﻼﻣﻬﺎ ﻣﺮة اﺧﺮى ﻟﺘﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ان اﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻻ ﺑﺎﻟﺒﺪاﻳﺎت..
ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻌﻤﺮ وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻪ ﺑﺴﻼم دون اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺸﻲء
اﺧﺮ ﺑﺎﻳﺎﻣﻨﺎ.