الكتاب المتصهينيين
الكتاب المتصهينيين
هؤلاء الكتاب يتم نشر كتاباتهم على موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية
(كتاب عرب يعبروا عن رأي اسرائيل في الوطن العربي)
وبالامكان قراءة مقالاتهم هنا
http://www.altawasul.com/MFAAR/pages/default.aspxالصحافة العربية تشيد بمحتوى موقع وزارة خارجية إسرائيل بالعربية
العالم العربي يحتضن المواقع وصفحات الفيسبوك التي تنشر في اللغة العربية من قبل مؤسسات حكومية رسمية في دولة إسرائيل, وكمان إذاعة "صوت إسرائيل"، منصة إذاعية تذيع برامجها باللغة العربية
مقال راي من الموقع لبنان24
"في مسرح يافا، تُعرض مسرحية موسيقية تدور حول حياة أم كلثوم وفنها، تروي المسرحية سيرة حياة أم كلثوم، الفتاة المتنكرة بزي فتى (...) وهي في طريقها إلى القمة حيث تحولت إلى رمز وطني وقومي، وإلى حالة إجماع عابرة للثقافات والعوالم".
ربما إن وجدت الفقرة السابقة في أي من صفحات الفن الشرقي على "فيسبوك" من الصفحات العربية، لن تستغرب، فربما هو ذكرى رحيل "كوكب الشرق" المطربة أم كلثوم، حيث يحاول العرب الاحتفال بتراثهم الثقافي العربي ومنهم عرب إسرائيل، إلا أنّ المفاجأة هنا تأتي من كون الفقرة السابقة هي من صفحة إسرائيلية، كما أنّ الكلام لا يكون مترجماً من العبرية إلى العربية، بل هو كلام عربي خالص، بلغة سليمة وصحيحة.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تذيع إسرائيل كلامها بالعربية، فبموجب قانون سلطة البث لعام 1965، ينصّ على أن "يعمل البث باللغة العربية في سبيل خدمة المواطنين العرب في إسرائيل، ذلك في سبيل تعزيز التفاهم والسلام ما بين إسرائيل والشعوب العربية المجاورة".
تشكل إذاعة "صوت إسرائيل"، وهي منصة إذاعية تذيع برامجها باللغة العربية على مدار الأربع والعشرين ساعة، جزءاً من سلطة الإذاعة والتلفزيون العامة في إسرائيل، وهي مؤسسة عامّة مستقلّة عن الحكومة في عملها اليومي وتخضع لرقابة لجنة إدارية تمثّل معظم فئات الشعب والقوى السياسية.
وما تفعله منصة "صوت إسرائيل" يتشابه بشدّة مع الغرض الذي خلقت من أجله "سينما الهولوكوست"، فكانت إحدى أسرع الطرق لتحقيق حلم الوطن القومي لليهود.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي منصة ذهبية بالنسبة لإسرائيل، فاستغلّتها للدعاية عن الوطن القومي لليهود بطريقة يحبّها مستخدمو تلك المواقع، وذلك عن طريق التأثير الثقافي والاجتماعي، بتغيير الصورة النمطية المصاحبة لإسرائيل عند العرب، بكونها "دولة احتلال" إلى الدولة التي تودّ مصادقة دول الجوار.
فعلى صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" نجد أنّ إسرائيل تظهر وكأنّها "ملاك الرحمة"، فتحتفل بالثقافة العربية، وتدواي الجرحى السوريين، وتودّ التقارب التجاري مع الجانب الفلسطيني، ونشر الثقافة العبرية للتعايش مع العربية.
تتظاهر إسرائيل بالإنسانية وتعلنها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالصور، وليس هذا فقط، بل وباللغة العربية، لتجد متابعين للصفحة، معجبين بمنشوراتها من العرب، وتجدهم يدعون للوصول إلى اتفاق وسطي يرضي الطرفين ما دام الإسرائيليون يعلنون رغبتهم في ذلك، وأنّهم في النهاية بشر يتمتعون بالإنسانية ويرغبون في التعايش، وأمّا الرافضون للتّطبيع فكانت للصفحة ردود مختلفة معهم، فمثلاً جاء في أحد الردود: "إن زرت بلادنا، لن تودّ العودة إلى بلدك مرة أخرى، هل تعلم أن من يعيشون في إسرائيل من العرب يتمتعون برفاهية ورغد لا يلقونه في بلادهم، اللّوم هنا على وسائل الإعلام المضلّلة التي تشوه الصورة"، هذا التعليق على سبيل المثال يعبّر عن الطريقة التي تحاول بها إسرائيل التأثير على شرائح ضخمة من المجتمع العربي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً لمعلوماتهم.
لا تكمن مهمة تلك الصفحات في جذب القارئ العربي وتغيير صورة إسرائيل النمطية عنده فحسب، بل تقوم بالترويج للعلاقة الطيبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتغيير الصورة النمطية التي تتلخص في الصواريخ والغارات التي تعبّر عن علاقة إسرائيل بفلسطين.
وإذا ما حاولت إغاظة القائمين على الصفحة وذكر عدم وجود إسرائيل على الخريطة، سيكون هذا الردّ كما جاء رد الصفحة تعليقًا على كلام أحد متابعي الصفحة: "هذا الكلام ليس إلّا أُسطوانة مشروخة، ومن يريد أن يحارب طواحين الهواء، يُمكنه تكرارها كما يشاء، لا محيد عن التسليم بالأمر الواقع والقبول على ما هو عليه".
وتقوم الصفحة بالدعاية لإسرائيل بطريقة خاصة، وذلك عن طريق عرض محتوى رقمي جيّد عبارة عن مقالات وتقارير وفيديوهات ومنشورات وتغريدات تعرض فيها إنجازات إسرائيل العلمية وترتيب الجامعات الإسرائيلية ودخولها في قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، مع عرض الإنتاج الثقافي والأدبي الإسرائيلي في مجال التأليف والموسيقى وإنتاجهم السينمائي الضخم، بالإضافة إلى رواد إسرائيليين في مجالات مختلفة.