ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: «الجزيرة» للحبايب: وداعا حماس وصلاح الدين! لينا أبو بكر الخميس 05 أكتوبر 2017, 1:44 am | |
| «الجزيرة» للحبايب: وداعا حماس وصلاح الدين! «كردستائيل» وزغرودة لميس وعبد البر الزملكاوي!
لينا أبو بكر«اللي بدو يرافق النورية بدو يرقص معاها»، ولكن حين يتعلق الأمر بلقاء اسماعيل هنية مع عمرو أديب، هناك استثناء، لأن استحالة التآلف مع هذا النوع من الإعلاميين تفرض الحذر من عداوتهم، حسب العقيدة الشافعية، والفتحاوية، إذ صرح نائب رئيس حركة فتح محمود العالول لعمرو أديب أن الإعلام أكبر معطل للوحدة الوطنية، وهو يحك أنفه، مقلبا حكمة المحارب في خاطره المُضْمَر: «من يرمِ الذباب بمنجنيق يخسر سهامه في المعارك العظيمة»!متى تكون المصالحة ورطة ومتى تكون خيانة!قد لا توافق محمد ناصر في «مكملين» على اتهام هنية بالخضوع لعمرو أديب، ونسيان حملات هتك العرض والتهم المجانية لمقاومي حماس، لأن هنية لجم أديب في تهديده الناعم حين رفض فتح الملفات القديمة، مؤكدا على أن المقاومة ليست بلهاء لتفرط في الأمن القومي المصري، الذي يعد صمام الأمان للقضية وللأمة جمعاء، وهو يكظم غيظه، دون أن يعفو، ما يعبر عن ثقة وقوة وثبات وطمأنينة لا تتقلب في مضاجعها إنما تقلب الصفحة، فهل ستستغرب بعد هذا لو خافت عكا من هدير البحر!! كلنا يعلم أن أديب والعديد من مقدمي البرامج الفضائية يبرعون في التشويه، وفنون صهر الوعي البهلوانية، على طريقة المثل: «بقولوا للحرامي: اسرق، ولصاحب الدار: اوعك الحرامي يسرقك»، خاصة وأن خطاب العالول انسجم مع الرؤية الوطنية لهنية، لما اعتبرا أن الأهم من التجاذبات العربية والأجندات السياسية، والحسابات الإقليمية والفتن الإعلامية، هو القضية الفلسطينية، التي تخلى عنها الجميع متذرعين بالانقسام، رغم أنهم لم يفعلوا لها شيئا قبله، ما يؤكد لك أن الإصرار الفلسطيني على المضي قدما نحو المصالحة، لا يمكن اعتباره رضوخا طالما أن المصالحة ليست خدعة كالانقسام، وإن كان فن الضرورة عند حكومة غزة أدعى لإثارة المحاذير أكثر من إباحة المحظورات، كما ورد في تقرير فاطمة التريكي على «الجزيرة». يصر هنية على أن المقاومة فلسطينية خالصة ليس لها امتداد خارج فلسطين، وتصر التريكي على أن المصالحة امتدادية، بما لا يعيب هنية، طالما أنه يؤكد على تمسك المقاومة بأي موقف عربي يساند القضية، وأن سلاح الحكومة في غزة لم يعد منفصلا عن سلاح السلطة الوطنية الفلسطينية، بل هو تحت رايته وملك له، بينما يظل سلاح المقاومة حقا مشروعا ما دام هناك احتلال صهيوني وهناك أسرى وهناك مشردون.. ولكن، متى يمكن أن تكون المصالحة ورطة؟ ومتى تكون خيانة! الحديث عن صفقة القرن والمشروع الأمريكي وفك الحصار والتخفيف عن أهل القطاع، الذين دفعوا الثمن، كلها تغذي مخاوف كامنة، وحائرة أمام فرحة الوحدة بعد عار الانفصام الذاتي بين غزة ورام الله، فإن كانت المصالحة قرارا وطنيا من حماس وفتح، بإدارة مصرية، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وإن كانت المصالحة خطوة اضطرارية نتيجة ارتباك الظروف السياسية والأمنية في المنطقة، فإن الوحدة ليست سوى خدعة، وأن فتنة الانقسام لم تكن سوى بذرة ذهبية أثمرت عن خيانة مزدوجة لحماس وفتح، على طريقة المثل: «طاح الفأر من السقف قالت له البسة: اسم الله عليك»!زغرودة لميس وطخطخة عبد البر الزملكاويعمرو أديب ولميس الحديدي، وصلا غزة بوفد إعلامي مرافق للوفد السياسي على ذمة «مكملين»، والكاميرا، التي تظهر فيها لميس قبل «الهَلُمّة» وبعدها، مثل دعايات عمليات شفط الدهون، وقد بدت متعجرفة، مكفهرة ومتعالية كمن تُجَرّ إلى بيت الطاعة، ليتبدل المشهد بعد صافرة آكشن، فالوجه ضحوك والبسمة مطاطة، والبطة نطاطة، توزع الشربات والزغاريد على المعازيم، وهذا هو تحديدا النفاق، لكننا نضمن لك أداء إعلاميا أفضل من زوجها عمرو أديب، الذي يبرع في ملكة تغيير الوجوه مع الاحتفاظ بالأقنعة عند اللزوم، وقد أخذ يطخطخ على طريقة عبد البر الأمريكي، فلا هو إرهابي ولا هو مهلوس ولا هو تائب ولا هو غاضب لا هو ثائر ولا شبيح ولا هو مريض ولا هو سليم ولا هو قاتل ولا هو مقاتل، لا مراهق ولا خرف، ولا هو خارج على القانون ولا هو ملتزم به، يحركه الغيبيون في مجالك المرئي دون أن تراه، ولكنك تشاهده، يتسلى بالنحر والانتحار، تماما كعمرو أديب الذي يتبع ذات النهج برتم بطيء واتساع أكبر، يداعب هنية ويلاطفه، بصفته زملكاويا يحترم الأهلاوية الحمساويين، في الوقت ذاته الذي يزوق فيه شاشته ويغفل عن مرآته، وينظف فيه بندقيته دون أن يهتم برصاصته، فهل يشيب الغراب إذ ينسى أن من يختبئ في القدر تنتشله المغرفة؟ أم يجن المشاهد الذي لا يلطم ولا يسكت اللطامات؟ لا يسعنا بعد كل هذا سوى أن نتمنى حظا أوفر لعكاشة، والأبراشي، وشلة «زينغو ورينغو»، فقليل البخت وحده من يلاقي العظم في الكرشة!صلاح الدين يعلن براءته من كردستانبثت «الجزيرة» برنامجا خاصا ومثيرا عن الأشقاء الأكراد، يوضح خلفيتهم الثقافية والاجتماعية، التي يلتقون بها مع العرب البدو والحضر، وعن إسلامهم على يد الخليفة عمر بن الخطاب، وعن تبدد آمالهم بالوعود البريطانية والتحالفات الدولية وخدع الاستقلال الذي لم يتحقق خلال كل تاريخهم مذ نشأوا كأقليات في ظل دول التزموا بالانتماء لها، وقادوها كأبطال توحدوا بها ووحدوا الأمم تحت رايتها، قبل أن تبدأ المؤامرة الصهيونية والتي تجلت بتحالف بريطانيا مع البرزنجي عام1918، الذي امتد لخمس سنوات خرج منها الأكراد بسلة خذلان مهينة، انتهت باتفاقية لوزان 1923 التي رسمت حدود تركيا الراهنة وأزالت اتفاقية «سيفر» التي وعدت بحق تقرير مصير الكرد، لتستبدلهم باليهود وحقهم بتقرير المصير، بعدها نشأت حركة البرزاني في الثلاثينيات، بدعم من الاتحاد السوفييتي، ولكن أحلام حركته انهارت في الأربعينات بعد توقيع الاتحاد اتفاقية نفطية مع الشاه، قبل إعلان مبدأ الطوق الثالث لبن غوريون والذي يتخذ من الأكراد حراسا للبوابة الشرقية للاحتلال الصهيوني، حيث اتخذ تحالفهم شكلا علنيا سافرا في الستينات، أدى لتفجر الانتفاضة الكردية المسلحة وتلقى الأكراد تدريبات مكثفة في قلب إسرائيل، قبل انتكاسة الحركة الكردية الحديثة مجددا بعد اتفاقية شط العرب بين ايران والعراق، حيث تخلى عنها ال إسرائيليون والإيرانيون، ثم تخلى حليفها الأسد الأب عنها لصالح تركيا، لتعود إلى الواجهة بمواجهة جديدة مع العدو الأكبر ل إسرائيل: الرئيس الراحل صدام حسين، وتنتهي بمذبحة يندى لها جبين السماء، دفع ثمنها الأبرياء من الأطفال والنساء، لكنها تصدرت المشهد من جديد بعد حرب تحرير الكويت كحليفة لأمريكا التي تخلت عنها خلال معركة الصحراء، ودون أي اعتبار من دروس وخيبات الماضي، يرتمي البرزاني مجددا في حضنها في حفلة سقوط بغداد 2003، والآن كورقة وأداة بيد إسرائيل، التي لا تدافع عن مصير الأكراد بقدر ما تتخذ منهم دروعا بشرية لحراسة حدود الخراب! قارن بين البطولة الكردية في أوج عظمتها وكبريائها، في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وبين قادة حركات تقرير المصير في العهد الحديث في «كردستائيل»، لتدرك أن البطولة ليست في الانسلاخ عن التاريخ والتحرر من الانتماء، وليست في الانقسام حين يكون فتنة، ولا المصالحة حين تكون فخا، وليست في توحيد أو تقرير المصير، طالما أن القرار عقد زواج مسيار مع إسرائيل، لا أكثر ولا أقل، وهنا تكمن خطورة الدغدغة، واللعب بالمشاعر الوطنية، ليس انتصارا لها بل استغلالا، ومغنطة سياسية لعصبها القومي، الذي يبتر مباشرة بعد استنفاذ هيجانه. لا تفرحوا حين تكثر أعراسكم، فلسطينيين وأكرادا، فهذه الأفراح ليست سوى حفلات شؤم، والحرية والوحدة ليستا سوى صحوة موت… وها هو عرق الشهداء يتصبب كالسم من طبول الفرح… ويلاه!كاتبة فلسطينية تقيم في لندن |
|