هنية يضع أمير قطر في صورة اتفاق المصالحة
وضع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، مساء أمس الجمعة عددا من الزعماء والمسؤولين العرب والأجانب في صورة اتفاق المصالحة الذي وقع يوم الخميس الماضي في القاهرة برعاية مصرية.
وأكد مكتب هنية، أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" هاتف كل من أمير دولة قطر تميم بين حمد ال ثاني، ووزير خارجيته عبد الرحمن بن حمد، وميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما تلقى هنية اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو؛ وأطلعهم جميعا على ما تم في اتفاق المصالحة الأخير بين حركته وحركة "فتح" في القاهرة.
واستحضر هنية خلال اتصاله مع أمير دولة قطر الجهود القطرية في السنوات الماضية ومحاولات قطر من أجل الوصول إلى هذه اللحظة.
وأكد حرصهم على تطبيق ما تم الاتفاق عليه والالتزام به، مشيرا إلى بدء التحضير للمشاركة في المحطات القادمة من الحوار التي ستعقد في القاهرة سواء الحوار الثنائي أو الحوار الشامل.
من جهته، أكد الأمير تميم بن حمد آل ثاني على موقف قطر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وأنه يرحب ويدعم اتفاق المصالحة الذي تم برعاية مصر في إطار دورها المحوري للقضية الفلسطينية والمهم للشعب الفلسطيني.
وأكد أن قطر مستمرة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم ما يخفف عن معاناته وخاصة في الجانب الإنساني.
وعبّر أمير قطر عن أمله أن تتواصل خطوات المصالحة بنجاح حتى تصل إلى هدفها المنشود.
وأشاد هنية خلال اتصاله مع بوغدانوف بالجهود الروسية التي حاولت طوال الفترة الماضية على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة.
فيما عبّر نائب الخارجية الروسي عن دعمه لهذا الاتفاق موضحا أن بلاده رحبت رسميا بالاتفاق مشيدة بالدور المصري.
كما أكد أن الذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات خطوات مهمة لاستكمال المصالحة، مشدداً على حرص روسيا على علاقتها مع كل الفصائل الفلسطينية ومع حركة حماس، ومرحبا في الوقت نفسه بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ونقل وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو تهاني الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء ن علي يلدرم باتمام المصالحة معبرين عن تطلعهم لتجاوز أي صعوبات أو عقبات قد تبرز في تطبيق الاتفاق.
واشار إلى أن هذا الاتفاق سوف ينعكس إيجابا على كل الفلسطينيين، مؤكدا أن تركيا ستواصل تقديم الدعم والمساعدة إلى الشعب الفلسطيني.
وعبّر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" عن شكره وتقديره لهذا الاتصال وموقف تركيا الأصيل رئاسة وحكومة وشعبا، مشيدا بالجهود التركية المبذولة في فترات سابقة في تحقيق المصالحة الوطنية، ومؤكداً في الوقت نفسه تمسك حركة "حماس" بتطبيق الاتفاق.
وقال: "رغم التحديات التي قد تبرز ولكن قرارنا أن نتغلب نحن وفتح وبقية فصائل شعبنا على أي تحد يبرز".
ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" يوم الخميس الماضي في مقر المخابرات المصرية العامة في القاهرة على اتفاق المصالحة الوطنية برعاية مصرية.
وأعلنت حركة "حماس"، في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي عن حلّ اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة "استجابةً للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
وشكّلت "حماس" لجنة إدارية، في آذار /مارس الماضي لإدارة الشؤون الحكومية في قطاع غزة، فرد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعدد من الإجراءات بحق قطاع غزة، ومنها تخفيض رواتب الموظفين وإحالة بعضهم للتقاعد المبكر، وتخفيض إمدادات الكهرباء للقطاع.
وفي التاسع من أيلول /سبتمبر الماضي، وصل وفد من حركة "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة إلى مصر في زيارة سمية لإجراء حوارات مع القيادة المصرية.
وفي 15 من نفس الشهر وصل وفد من حركة "فتح" برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس كتلتها البرلمانية، بالتزامن مع وجود وفد "حماس" هناك. حيث جرت حوارات ومباحثات مكثفة وأفضت لحل اللجنة الإدارية ووصل الوفاق إلى غزة.
ويسود الانقسام السياسي أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف حزيران /يونيو 2007، إثر سيطرة "حماس" على قطاع غزة، بينما بقيت حركة "فتح"، تدير الضفة الغربية، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهاء هذا الانقسام.