ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الصيام مسيرة الحياة الجمعة 12 يوليو 2013, 2:23 am | |
|
[rtl]الصيام مسيرة الحياة[/rtl]
د. فايز الربيع
[rtl]عندما يقول الله سبحانه وتعالى «كما كتب على الذين من قبلكم» يعنى أن هناك فرضا متلازما للأمم التى سبقتنا, كل أمة وكل رسول له صيامه نوعا وعددا ولعل كلمة «صوم» التى وردت كطلب وإشارة عند بعض الانبياء وعند سيدتنا مريم عليها السلام , تختلف عن كلمة «صوم» تعنى بعدا معنويا, وعندما ترد كلمة صيام تعنى بعدا ماديا, «إني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم إنسيا». وعندما نستعرض أيات الصوم, نجد القرأن الكريم يتحدث عن أياما معدودات» ولعل هذا الوصف هو للتهوين, فهي أيام معدودات, كما أن الحج أيام معلومات, وما دام الصوم هكذا ملازما لمسيرة الحياة والأنبياء, فإن فيها من الأسرار والنتائج ما يستحق أن يكون له هذه الخصوصية, وهذا الأجر, ولعلى هنا أتحدث عن واحدة من هذه الأسرار, والتى تتعلق ببعده التربوي لإن السؤال «من يربي المربي», الصوم هو الذي يربي المربي وهذا البعد التربوي المرتبط بالإرادة , والتغيير, هو البعد الذي يستفيد منه الغنى والفقير , فإذا كان الجوع يشعر الغني بفقر الفقير فماذا نقول للفقير الصائم, إنه بعد آخر مرتبط بالإرادة والتربية والتغيير , وهذا يحقق شرط العبودية لله , والذي نقول فيه بمعادلة رياضية كلما زادت عبودية الانسان لله كلما ازدادت حريته, ومن هنا وصف الأنبياء جميعا بلفظ «عبد» واضيفت الكلمة الى الياء تصبح عبادي, فنصبح ايضا نحن بمعية الله إذا تحقق لدينا شرط العبودية , فيومنا كله يتغير من صباحه حتى مسائه وسلوكنا من المفروض أن يتغير تبعا لتغير هذا المنهج, والإرادة هنا تمثيل في أن الماء يوضع أمامك وأنت عطشان فلا تشربه , والأكل أمامك وأنت جوعان فلا تأكله والزوجة والزوج امام بعضهما البعض فلا يقتربان كلها دوائر تختبر قوة الإرادة لدينا... ولقد اجريت تجارب على اطفال اختبرت اراداتهم بعدم الاقتراب من الأكل , وكلما زادت المدة التى استطاعوا بها, الصبر , كان ذلك مؤشرا في المستقبل على قوة إرادتهم في التعامل مع قضايا الحياة المختلفة. ان العبادات كلها ارتبطت بنتائج, فالصلاة , تنهى عن الفحشاء والمنكر , والحج لا رفث ولا فسوق ولا جدال , والصوم لعلكم تتقون, والزكاة تطهير وتزكية, ورأس ذلك, التوحيد الذي يفرد الله بالعبودية والربوية , ومن هنا تظهر نتائج هذه العبادات سلوكا في المجتمع الا إذا تحققت تغييرا يناط به النتيجة لإنها ليست حركات او حرمان بدون فائدة وما يظهر على سلوكنا اليومي من غضب وعدم رضا وعصبية وعدم تغيير , كلها سلوكيات تضاد السلوكيات المطلوبة كنتائج لفريضة الصيام فإذا كان هذا على مستوى الفرد , فإن منهجية التغيير التى تكبر دوائرها وحلقاتها , تطال الأمة مجموعها , بدءا من الفرد ومرورا بالأسرة , ثم ارتباطا بالمجتمع. هذا هو رمضان مسيرة الأنبياء وفرض الأمم, كان وسيبقى لله , وأجره بدون عداد , «الصوم لي وأنا أجزي به» وشهره من خير الأشهر, وليلة القدر فيه من أهم الليالي , فهو شهر القرآن العهد الأخير للرسالة الأخيرة.[/rtl]
|
|