"ما فائدة جيل دينه وتاريخه اختياري
د. مصطفى القضاة
ما أعلنه وزير التربية والتعليم من خطة دراسية للثانوية العامة للعام المقبل واعتبار مادتي التربية الإسلامية، وتاريخ الأردن مادتين اختياريتين ينبغي التوقف عندهما مليا؛ لما في ذلك من تهميش لهاتين المادتين، وتركها لرغبات الطلبة واهتماماتهم بتحصيل الدرجات والعلامات.
ان اي خطة دراسية لأي مرحلة دراسية سواء كانت الثانوية العامة او غيرها يجب ان تتواءم مع فلسفة وزارة التربية والتعليم ورسالتها بإعداد جيل يؤمن بالله تعالى، وينتمي للمملكة الأردنية الهاشمية، فكيف يتعمق الإيمان بالله تعالى لدى الأجيال وقد بترنا تعلمهم لدينهم، وكيف سنعمق الانتماء للأردن وتاريخه، ونغرس حب الوطن والانتماء له ونحن وضعنا مادة تاريخ الأردن على هامش اهتماماتهم ودراستهم.
لا أعرف كيف يفكر المسؤولون في وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي في بلدي، وأي تفكير يقودهم إلى العمل؛ حين يخلطون بين التطوير والتدمير؛ فالتطوير في المناهج لا يطال الا تشويه مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية وتفريغها من الآيات القرآنية وأحاديث الرسول -صل الله عليه وسلم -،وحذف الشخصيات الوطنية من مناهجنا مثل الشهيد فراس العجلوني، ثم تأتي وزارة التربية والتعليم في خطتها المقترحة هذا العام في خطة مقترحة تطويرية للعام القادم لتضع مادتي التربية الإسلامية وتاريخ الأردن على هامش اهتمامات طلاب الثانوية العامة.
ان التطوير يا وزارة التربية والتعليم يجب ان يصيب الوسائل والأساليب التعليمية بما يتواءم مع التطور والتقدم، وليس بسلخ هذه الأجيال عن دينها وتاريخها، ان التطوير على امتحان الثانوية العامة ينبغي ان يركز على الارتقاء في تفكير طلبتنا وتنمية الإبداع ومراعاة الذكاءات لديهم للارتقاء بهم وبتعليمهم.
ان التطوير يقتضي إعادة هيكلة لوزارة التربية والتعليم وإيجاد قادة تربويين يؤمنون بالتطوير ولا يعيقونه، ويتقنون طرق التطوير وأساليبه.
ان التطوير يقتضي ان يتوجه إلى البنية التحتية لمدارسنا والتي كثيرا منها لا تصلح مكانا آمنا للتعليم والتي تشكل عائقا كبيرا امام اي تقدم او تطوير.
ان التربية الإسلامية وتاريخ الأردن يجب ان تكون هي الحافز نحو التطوير والتفكير، فآيات القرآن وأحاديث الرسول وتاريخ الأردن والأمة العربية والإسلامية يحويان ما يحفز هذه الأجيال في تعميق التفكير، وتنمية الإبداع وصناعة المبدعين والعلماء لمواكبة التطور ومواجهة التحديات ما يجعل المادتين على رأس أولويات الحاجات التعليمية لطلبتنا، والتي ينبغي ان يراعيها المخططون في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي ومؤسساته