الاسراف في الطعام .. كفر مسبق بنعمة اللـه

[b class="NewsTitles" style="font-family: 'traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold;"]الاسراف في الطعام .. كفر مسبق بنعمة اللـه[/b]

الاسراف في الطعام .. كفر مسبق بنعمة اللـه 2090_502738

بحلول الشهر الكريم تبدأ ربات البيوت بتحضير ما لذ وطاب من طعام بأصناف مختلفة ونكهات عربية وغربية لترضي بها جميع الأذواق. إلا انه حين يرفع الاذان وينتهي وقت الطعام بلقيمات صغيرة تستقر في بطونهم . وها هي الأطعمة تلقى حتفها والى حاويات القمامة لتجد مستقرها .

هذه القضية تشغل العديد من الناس وبخاصة حين يرون كثيرين قبل موعد الافطار يتلهفون على الخضار والفواكه واللحوم وكذلك الخبز، بينما يحدث العكس بعد

موعد الافطار. اما كيف ينظر الصائمون الى هذه الظاهرة، صفية.د. ورقية. ح (ربتا منزل) تريان ان عمل كميات كبيرة من الطعام افضل بسبب احساسهما المستمر انه لا يكفي. وكما تقول (يزيد ولا ينقص). اما عاطف. ي، فيرى ان اعداد كميات كبيرة من الاطعمة وبأصناف متنوعة يكون من باب اكرام الضيف ،كما انها عاداتنا منذ الازل. وسام. ع وغادة خ، تقولان ان الشخص الصائم يشتهي اصنافا كثيرة وهذا ما يجعلنا نقوم بتحضير اطباق متعددة.

الناحية الصحية

قال الدكتور علي قاحوش (طبيب عام) ان التعامل بشكل صحي مع وجبة الافطار يمنع الاصابة بالتلبك المعوي وهو شعور الشخص بعدم الارتياح كالنفخة او تقلصات في البطن مع ضيق في التنفس او الم في الصدر احيانا بعد تناول الطعام والوصول الى المستشفيات. واضاف: ان اسباب التلبك المعوي تتلخص في عدم التوافق بين أطباق المائدة والاكل السريع وعدم الانتظام في مواعيد الطعام وشرب السوائل اثناء الاكل و المزج بين الاطعمة الباردة والساخنة وهي اهم مسببات عسر الهضم ومشاكل الجهاز الهضمي حيث تزيد هذه الاعراض في ايام الصيام الاولى .

واوضح ان تناول الطعام على فترات يعمل على تنظيم افراز المعدة ويسهل عملية الهضم .كالبدء بأغذية خفيفة او كميات قليلة واضاف ان السوائل والعصائر الطبيعية تعد افضل الاغذية للصائم لاحتوائها على السكريات الطبيعية البسيطة السهلة الامتصاص دون الاسراف بها وعدم الافراط في تناول الطعام . ...

الناحية الدينية

وقالت الدكتورة انشراح البيرودي (استاذ في كلية الشريعة في جامعة اليرموك) ان اعداد الطعام بكميات كبيرة والقاء ما تبقى منها في القمامة يعتبر من باب الكفر بالنعمة، ان الفرد يسأل عن ماله في ما افناه والنعمة التي لم يحترمها. ان الام تواجه تحديا وصعوبة في التصرف بالطعام لذا عليها ان تعرف الكمية المناسبة لافراد عائلتها واذا حدث و فاض بعض من الطعام وخاصة في العزائم يمكنها اعطاء الطعام للمعازيم او التواصل مع احد الجمعيات الخيرية لتوزيعها على الفقراء وهذا الامر لا يشكل صعوبة. لان وسائل الاتصال متاحة للجميع. وأضافت ان مثل هذه الامور تولد الحقد بين الطبقات الاجتماعية فهي اساءة للفقير ويجب على المسلم الشعور مع اخيه المحتاج والفقير في المجتمع لان اسوأ مشهد قد نشاهده وجود شخص يبحث داخل القمامة عن طعام .

الناحية البيئية

قالت الدكتورة سناء عودات رئيسة جمعية البيئة الاردنية فرع اربد، ان النفايات الصلبة الناجمة عن المنازل والمطاعم والفنادق وغيرها من فضلات الخضراوات والفواكه وبقايا الطعام والورق والبلاستيك تعمل على تجمع الحشرات وتنقل السموم و الامراض الى حيث يمتد بها , والانتقال في الاماكن المزدحمة بالسكان ..

واضافت ان هذه الفضلات تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها او الدخان الناتج عن احتراقها مما ينجم عنه تلوث كيميائي يتمثل بانبعاث غازات سامة مثل CH4, CO2 , كما تكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل اليها ،فتعمل على تلويث المياه الجوفية ، كما انها تعتبر ( مزرعة ) لتكاثر الفئران والصراصير والذباب .

فنادق ومطاعم

بعد انقضاء الحفل وخروج الجمع اين تذهب بقايا الطعام ؟، قال احد العاملين في واحد من الفنادق الكبرى محمد. د، ان اغلب الحفلات والولائم التي تقام في الفنادق والمطاعم الكبيرة يفيض منها الكثير من المأكولات مما لذ وطاب ومعظم العائلات التي تقيم هذه الولائم لا تأخذ ما تبقى منها ويبقى الامر للفندق او المطعم التصرف بها . بعض الفنادق تعطي العاملين فيها من تلك الاطباق واغلبها يقوم برميها. واضاف: ليس لنا الحق في التصرف بالطعام .كإعطائه لاحدى الجمعيات. لأن الطعام ملك لصاحب الدعوة المقامة بالفندق ولا يتم ذلك الا بأمر منه ، فإن ما نفعله هو القاء هذه المأكولات لأننا ايضا لا نستطيع وضع الصالح منها والذي لم يتم أكله في قائمة لوليمة اخرى .

علم الاجتماع

قال الدكتور عودة عبد الجواد ابو سنينة/ جامعة عمان العربية: ان شهر رمضان شهر الخيرات والرحمة وشهر صلة الرحم ، ان من موروثنا الشعبي الاردني والعربي تقديم الولائم والعزائم الى الارحام والاقارب طلبا للرحمة والمغفرة ويقوم الناس بهذا العمل لاكرام الاقارب والارحام وهذا غير موجود الا في مجتمعاتنا العربية وما زلنا متمسكين بهذه العادات التي لا تعتبر جيدة وتقربنا من الله .

اما طريقة التقديم غير صحيحة بحيث نعمل على الاكثار من الطعام والشراب والحلويات ظنا منا بأن الاكل لا يكفي فنعمل على زيادة كميات الطعام ، والمعروف ان الصائم عادة ما يتناول كميات قليلة من الطعام والشراب عند الافطار. وما يتبقى من طعام يتم اتلافه او الاكل منه مرة اخرى.

ويعتقد ابو سنينة ان سبب اعداد الطعام بكميات كبيرة هو اكرام للضيف وارضاء له الا ان هذا خطأ لان هذه الاطعمة ستذهب للقمامة .