شادية «دلّوعة السينما» 112 فيلما و 10 مسلسلات وعشرات الأغنيات الخالدة
يُتابع الوسط الفني باهتمام وقلق شديديْن الحالة الصحيّة للفنانة والمطربة التي توقفت عن الغناء
والتمثيل بعد ان اختارت ارتداء الحجاب والتفرغ للعبادة.
ومنذ ايام،أعلنت الإعلامية بوسي شلبي عبر حسابها على انستغرام عن تعرض الممثلة المعتزلة شادية
لتدهور في حالتها الصحية، وكان رد نقابة المهن التمثيلية أنها لا تعلم شيئا عن هذا الأمر وأن أخبار
شادية منقطعة عن النقابة تماماً منذ 25 عاماً.وعلم موقع في الفن من مصادر مقربة أن الممثلة
المعتزلة تمكث بالفعل في مستشفى «العاصمة» بعد أن تعرضت لجلطة في المخ، إذ دخلت
المستشفى يوم الجمعة الماضي.الإعلامية بوسي شلبي أوضحت لموقع في الفن : «كل ما أعلمه أن
شادية تتواجد في أحد المستشفيات وهذا ما عرفته من أحد الأصدقاء المتواجدين في الغرفة التي
تجاورها في المستشفى».وتابع محبو صاحبة اغنية « يا حبيبتي يا مصر» و اغنية « خلاص
مسافر» واغنية « غاب القمر يا ابن عمّي» وغيرها تطورات الحالة الصحية لبطلة فيلم «
المرأة المجهولة» و» ميرمار» و» الشك يا حبيبي» و» معبودة الجماهير» و»شيء
من الخوف» وكلها وغيرها من «كلاسيكيات» السينما المصرية ومن اهم افلامها.ابن شقيقها
طمأن جمهور «عمته» وقال خالد شاكر عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك،
وكتب: «الحمد لله والشكر لله، بدعواتكم ودعوات الملايين استجابت الحاجة شادية للعلاج ومازال
امامنا طريق طويل يحتاج منكم مواصلة الدعاء ليتم شفاؤها باذن الله».ووجه شاكر الشكر لكل من
وقف بجانبها في محنتها، إذ كتب: «خالص الشكر والتقدير لمؤسسة الرئاسة علي الاهتمام والرعاية،
خالص الشكر والتقدير للكابتن الخطيب الذي اتصل من المغرب للأطمئنان عليها، خالص الشكر
والتقدير لكل من سآل عليها من الشخصيات العامة والاصدقاء والمحبين، خالص الشكر والتقدير لكل
من قام بالدعاء لها بظهر الغيب بارك الله فيكم واثابكم عنها كل خير».وكانت ياسمين الخيام قد نفت
ما تردد حول وفاة الفنانة المعتزلة، وقالت»أرجو من الجميع الدعاء لها بالشفاء والتخفيف عنها،
وأتمنى ألا تخرج مثل هذه الشائعات مجدداً، فهي مزعجة لللغاية، الموت لا يستطيع أحد أن
يخفيه».. شادية كانت أعلنت اعتزالها الفن في 1986، عقب مشاركتها في «الليلة المحمدية»،
وغنائها للأغنية الدينية «خد بإيدي».
الاعتزال
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء
الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة النابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير: «لأننى في
عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا
رويدًا...لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني
في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي
عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا
فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في
خيال الناس» كرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأنّها لم تُرزق بأطفال،
وكانت تتوقُ أن تكون أمًّا وأن تسمع كلمة «ماما» من طفلها.
عن حياتها
اختار لها والدها المهندس الزراعي أحمد كمال شاكر اسم (فاطمة). عرفت في السينما باسم شادية،
وقد اختلفت الآراء في سبب تسميتها فهنالك رأي يقول إن المنتج والمخرج حلمى رفلة هو من اختار
لها اسم شادية ليكون لها اسما فنيا وذلك بعدما قدمت معه فيلم العقل في إجازة، وهنالك من يقول أن
الممثل يوسف وهبي هو من اطلق عليها اسمها عندما رآها وكان يصور في ذلك الوقت فيلمه شادية
الوادي، وهنالك قول يرجح أن الفنان عبد الوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها
لأول مره قال: «انها شادية الكلمات.قدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10
مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام
العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي، وهي في نظر الكثير من النقاد أهم فنانة
شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية.
النشأة
ولدت في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، كان والدها المهندس أحمد كمال أحد المهمين من
مهندسي الزراعة والري ومشرفا على أراضي الخاصة الملكية حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات
القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعلى بعد خطوات من قصر
عابدين.
افلام
بدأت مسيرتها الفنية بعام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عدد كبير من الأفلام والمسلسلات
والمسرحيات والأعمال الإذاعية., بدايتها جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن
وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا
المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك
رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول
فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما
جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم،
بنات حواء.جاءت فرصة عمرها كما تقول في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار بعام 1959 وهو
من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حينها كانت تبلغ 25 عاماً.
النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقاتها الكوميدية في
فيلم مراتي مدير عام بعام 1966 و كرامة زوجتي بعام 1967 وفي فيلم عفريت مراتي بعام 1968
وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهو أحد روائع الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية
وقدما من خلاله شخصيتي أحمد ومنى كأشهر عاشقين في السينما المصرية، كانت قد سبقت هذه
الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود بفيلم أنا
الحب بعام 1954 وتوالت روائعها التي حفرت تاريخاً لها وللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات
الكاتب نجيب محفوظ بفيلم اللص والكلاب و زقاق المدق و الطريق وبعام 1969 قدمت ميرامار شيء
من الخوف، و فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970 وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات من
القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية فيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام
1984. .
المسرح
وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي
وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.هذه المسرحية هي التجربة الأولى
والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية
المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي والسبب الآخر انه أمام
عمالقة المسرح ولم تقل عنهم تألقا وامتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت
هذه التجربة مرات ومرات رغم أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور
والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة، ولم نشعر
بفارق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين اقروا بأنهم لم
يروا جمهوراً مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهورها الذي أتى من أجل عيونها.
قررت إدارة مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي"، إهداء الدورة المقبلة للمهرجان للفنانة شادية.
وذكرت إدارة المهرجان، في بيان أصدرته أول من أمس "بقلوب خاشعة، ونفوس مؤمنة، تتمنى إدارة
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن يمن الله على الفنانة الكبيرة شادية بسرعة الشفاء، وتجتاز
أزمتها الصحية، لكي تعود إلى جمهورها العاشق لفنها، والمثمن لمسيرتها الحافلة بالكثير من العلامات
الإبداعية الرائعة، التي جعلت منها ثروة فنية، وقومية".
وأضاف البيان "لم تبخل الفنانة شادية يوماً بعطائها الكبير، وأعطت من روحها الكثير من الجهد،
والحب، لفنها، ولجمهورها، ولوطنها".
وجاء في البيان "وتعاطفاً مع الفنانة الكبيرة في وعكتها، التي ندعو الله أن تتخطاها بسرعة، تُعلن
إدارة مهرجان القاهرة السينمائي عن إهداء الدورة التاسعة والثلاثين، التي تبدأ أعمالها في الحادي
والعشرين من الشهر الحالي وتستمر حتى الثلاثين من الشهر نفسه".