“نيويوركر”: بن سلمان تحول إلى مرشد أعلى يحكم عائلة منقسمة وبلداً غير مستقر
لندن -”القدس العربي”- من إبراهيم درويش:
كتبت روبن رايت في مجلة “نيويوركر” قائلة إن الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد قاما
بدعم تكتيكي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحملة تطهير داخل عائلتهما نهاية الأسبوع. وكان
الهدف من العملية هم أبناء إخوة يملكون المال ويسيطرون على الإعلام والجيش. ومنهم أمراء بارزون
ووزراء حاليون وسابقون في الحكومة ورجال أعمال. وعلّق مسؤول أمريكي على الحملة بالقول: “
إنها مثل أن تصحو لتجد أن وارن بافيت ومدير شبكة إي بي سي وأن بي سي وسي بي سي قد
اعتقلوا”، حسبما قال مسؤول سابق. وأضاف قائلاً “تبدو وكأنها عملية انقلاب وتحولت السعودية إلى
بلد آخر ولم تكن من قبل في حالة غير مستقرة كهذه”.
وأضافت رايت إن حملة التطهير أدت لإرسال هزات من الخوف داخل السعودية التي تعد أكبر مصدر
للنفط في العالم وللعالم المالي وكذا الشرق الأوسط والمجتمع الدولي. ولا تزال حملات القمع متواصلة
من دون إشارة عن توقفها. ويقول النقاد والمؤيدون إن الحملة قام بتدبيرها ولي العهد الأمير محمد بن
سلمان الذي أدى صعوده السريع للسلطة بعدما عينه والده عام 2015 ولياً لولي العهد وتعهد بالتغيير،
لكنه قام بجمع كل خيوط السلطة في يديه. ففي حزيران/ يونيو لعب دورا في إطاحة ابن عمه الأمير
محمد بن نايف عن ولاية العهد. وفي أيلول /سبتمبر قام بالإشراف على اعتقال عدد من المفكرين
وعلماء دين بارزين. وفي يوم السبت أعلن والده إنشاء لجنة لمكافحة الفساد تبعتها عمليات اعتقال
واسعة. وعلق الصحافي جمال خاشقجي الذي فر من السعودية: “لقد تم خلق نوع من الديكتاتورية
المثيرة للانتباه في السعودية” و”أصبح (م ب س) (كما يعرف بن سلمان) المرشد الأعلى”
والدولة الأخرى التي لديها هذا اللقب هي إيران المنافس الأكبر للسعودية. وتقول رايت إن عمليات
الاعتقالات تهدف إلى توطيد سلطة ولي العهد فيما يراه عدد من المراقبين تحضيراً لتنحي الملك عن
السلطة.
العائلة الجديدة
وتعلق قائلة إن الثنائي الأب -الابن خلقا عائلة مالكة وتجاوزا عدداً من الأمراء ممن يحق لهم ولاية
العرش. ويقول ديفيد أوتاوي، الزميل الباحث في مركز ويلسون: “تعرف عائلة آل سعود والعالم كله
أن ولي العهد محمد بن سلمان مستعد للجوء إلى أية وسيلة لتقوية موقعه بعد وفاة أو تنحي والده البالغ
من العمر 81 عاماً، الملك سلمان”. وأضاف: “لم يحدث أمر كهذا من قبل في تاريخ السعودية
خاصة أن البلد يدخل مرحلة غامضة بتداعيات غير معروفة”. وحصل ولي العهد على السلطة
لمصادرة الأرصدة وحظر السفر. وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز″ إلى منع أفراد العائلة الممتدة
من السفر للخارج. وخلف ابن سعود، مؤسس المملكة وراءه أكثر من 40 ولداً وبنات أكثر. ويقدر عدد
أحفاده وأبنائهم بين 6.000 – 15.000 واقترحت مجلة “فوربس″ في عام 2010 أن العدد ربما
كان أكبر. وبعد وفاة إبن سعود 1953 تداول الجيل الأول من أبنائه السلطة وحكموا بناء على
التراضي بينهم. ولم يعد هذا هو الواقع، إذ قام أمير شاب من الأحفاد بتهميش البقية. ويقول نائب مدير
السياسة في مجموعة الأزمات الدولية، روبرت مالي: “ما يثير الدهشة هي العملية المنهجية، فقد اتخذ
خطوات، خطوة بعد أخرى للتأكد من إسكات المعارضة المحتملة، تهميشها أو قمعها”. و”لم يكن
أحد قادراً على وقفه، فقد تفوق على معارضيه”.
دعم أمريكي
وتعلق رايت إن الإدارة الأمريكية دعمت التغييرات الواسعة التي تعمل على إعادة تعريف المملكة
والعائلة المالكة خلال العامين الماضيين. وفي طريقه إلى آسيا تحدث ترامب من طائرته الرئاسية مع
الملك وأثنى على جهوده وولي العهد وتصريحاتهما عن “الحاجة لبناء منطقة حديثة آمنة متسامحة”
و”ضرورية لتأمين مستقبل لكل السعوديين والحد من تمويل الإرهاب وهزيمة الأيديولوجية الراديكالية
مرة وللأبد، وحتى يكون العالم آمنا من شرورها”. وقال ترامب إنه يحاول شخصيا إقناع السعوديين
من عرض أسهم من شركة النفط أرامكو في سوق نيويورك المالي أو نسدق: “وستكون أكبر عملية
عرض” حيث تحدث مع الصحافيين الذين كانوا يرافقونه في جولته: “وفي الوقت الحالي لا يبحثون
فيها بسبب المقاضاة والمخاطر، المخاطر الأخرى وهو أمر مؤسف”. ولم يذكر ترامب أيا من
المخاطر هذه ولكنها تضم منظور تجميد الأموال بناء على قانون العدالة من رعاة الإرهاب (جاستا)
والذي يعرض الدولة خاصة السعودية لمنظور المقاضاة بسبب هجمات 9/11 والذي تم تمريره العام
الماضي في الكونغرس. وإذا لم يصدر قرار، فالقانون يسمح للقاضي بتجميد الأصول المالية للمملكة في
الولايات المتحدة لدفع العقوبات التي تحددها المحكمة. وهذا يعني تعريض السعودية للمخاطر من
عرض الأسهم في سوق نيويورك المالي حسب بروس ريدل، المسؤول السابق في سي أي إيه
والبنتاغون ومجلس الأمن القومي. ومن المفارقة أن ترامب دعم القانون وانتقد فيتو الرئيس باراك
أوباما ضده معتبراً أن فعله مخجل ويعبر عن مرحلة متدنية في رئاسته. وبعيداً عن محاولات الضغط
التي قامت بها السعودية فإنها أنفقت ربع مليون دولار في فندق ترامب الجديد بواشنطن، كلفة حجز
الغرف والطعام ومواقف السيارات حسبما كشفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” في حزيران
/يونيو. وشملت الجهود الاعتماد على مسؤولين عسكريين للحديث ضد القانون في الكونغرس.
وأقامت إدارة ترامب علاقة قوية مع آل سعود. وكانت أول رحلة خارجية له بعد انتخابه إلى السعودية.
كما قام جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس بزيارة غير معلنة للسعودية وهي الثالثة هذا العام. ومن
المفترض أنها من أجل محادثات السلام إلا أن كوشنر طور علاقة قريبة مع ولي العهد بن سلمان.
و”على ما يبدو فإن العلاقة مع إدارة ترامب أعطت الملك وابنه الطمأنينة للتحرك ضد أبناء
العائلة”. وترى رايت أن تتابع الأحداث يعكس نقاط ضعفه وكذلك سلطته المتزايدة. وهي متعلقة
بالخطط لتحويل المملكة من دولة محافظة إضافة إلى الوجود الكبير للسعودية بالمنطقة. فخطته “رؤية
2030″ الهادفة إلى فطم المملكة عن النفط ولكن ليس كل واحد في العائلة يقف وراء ولي العهد البالغ
من العمر 32 عاماً في نظام معروف بالقادة كبار العمر. ويرى ريدل أن “هذه محاولة لفرض نظام
الخلافة على العائلة التي تشك في حكمة تعيين جنرال شاب كما يعرف في السلطة” وسيصدر لريدل
كتاب حول السعودية “ملوك ورؤساء: السعودية وأمريكا منذ فرانكلين روزفلت”. مضيفاً أنها “
شكوك قوية” ويقول “تبدو رؤية 2030 السعودية كفشل من الناحية الاقتصادية، وتشبه كثيراً
مشروع بونزي (مزور). فمدينة نيوم الجديدة على خليج العقبة التي من المفترض أن تجذب 500 مليار
دولار ولا تنطبق عليها القوانين السعودية ـ أي تستطيع النساء التصرف بحرية، وفيها روبوتات أكثر
من البشر ليست مشروعا جديا بل استخدمت لحرف انتباه الناس عن الأمور الحقيقية”.
السياسة الخارجية
وتقول رايت إن سياسة الأمير الخارجية إما جامدة أو تواجه ردود أفعال عكسية “فسياسته الخارجية
المهمة هي الحرب في اليمن التي أصبحت تلاحق الرياض. كما “فشل حصار قطر. وتريد قطر أن
تصبح تابعة مثل البحرين ولم تستسلم قطر”. ولعبت السعودية على ما يبدو يدا في استقالة سعد
الحريري، رئيس الوزراء اللبناني في نهاية الأسبوع كجزء من التنافس الإقليمي. ويقول مالي: “
استدعته السعودية وطلبت منه الاستقالة”. وأضاف مالي قائلا:”كان قرارا سعوديا عن التعامل مع
إيران وحزب الله. وكان واضحا”. وما فعلة محمد بن سلمان في الداخل والخارج واحد ويهدف
لتنظيف البيت بشكل يسمح له أن يكون لاعبا حازما بالمنطقة ولا منازع له في المشهد المحلي. وتم
تبرير التطهير في العائلة المالكة على خلفية الفساد الذي تحداه النقاد” ينخر الفساد في داخل العائلة
منذ خمسين عاما” كما أخبرها خاشقجي. ويقول الخط الجديد من العائلة ببناء الأعمال نفسها التي
يقولون إنها فاسدة عندما يديرها أفراد آخرون منها “يقولون: ما تفعله فساد وما أفعله ليس فساداً”.
NOVEMBER 7, 2017
تغريدة “رئاسية” أمريكية تفضح الضوء الأخضر لإعتقالات محمد بن سلمان..كوشنر زار الرياض
سرا قبل الحملة وإستياء قانوني ودولي من عبارة ترامب الترحيبية بإعتقال بعض” الذين حلبوا
بلادهم” في السعودية
رأي اليوم- لندن- خاص
أظهرت تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الثلاثاء على انه داعم قوي للحملة التي تستهدف
بعض الأمراء وكبار رجال الأعمال في السعودية بدعوى التصدي للفساد.
وايد ترامب علنا في تغريدته ما وصفه بإجراءات الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير
محمد بن سلمان وقال انه يثق بهما وبما يفعلانه لخير بلادهما.
ووصف ترامب بعض الموقوفين من الأمراء والشخصيات البارزة بان بعضهم “حلب بلاده ” تماما.
وكانت تقارير قد تحدثت عن دعم خفي لحملة محمد بن سلمان العاصفة بإعتقال عشرات الأمراء
والوزراء ومن المرجح ان الدعم حضر ايضا عبر صهره جيرالد كوشنر.
وقدر مراقبون بان عبارة ترامب بخصوص بعض الذين “حلبوا بلادهم” في السعودية تخص
حصريا الأمير الوليد بن طلال أحد ابرز الأثرياء السعوديين في العالم والذي كان قد هاجم ترامب
بقسوة وعلنا عدة مرات.
واثارت تعليقات وعبارات ترامب جدلا واسعا في الأوساط السياسية الدولية والقانونية بسبب تقاطعها
مع البعد القانوني حيث لاتوجد ضمانات بمحاكمة عادلة كما قال الناطق بإسم الأمين العام للأمم المتحدة.
واعتبرت اوساط دبلوماسية بان تغريدةترامب الأخيرة تخرج عن كل التقاليد الدبلوماسية وتساهم في
إدانة اشخاص يفترض انهم يخضعون للإستجواب وقبل محاكمتهم وهو رأي علمت راي اليوم بان بعض
المسئولين في الإدارة الأمريكية نفسها يؤيدونه.
وسياسيا تفضح التغريدة موقف البيت الأبيض من حملة الإعتقالات في السعودية في الوقت الذي تبين
فيه بان صهره ومستشاره كوشنر زار الرياض سرا قبل خمسة ايام من تشكيل لجنة ملكية لمكافحة
الفساد.