بغداد تعتذر عن استقبال ولي العهد السعودي… والعبادي يخطط لزيارة سوريا
نائب عن «دولة القانون»: لا نستطيع استقبال شخص يريد التصعيد مع إيران و«حزب الله»
مشرق ريسان
Nov 15, 2017
بغداد ـ «القدس العربي»: كشف مصدر عراقي مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن بغداد ستعتذر عن استقبال
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في زيارته المقررة خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.
وقال النائب جاسم جعفر عن ائتلاف دولة القانون، الكتلة التي ينتمي إليها العبادي، في تصريحات نقلها عدد من وسائل
الإعلام، إن «العبادي وجه دعوة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية الشهر
الماضي، حيث تم الاتفاق على أن تكون الزيارة في بداية الشهر الجاري».
وأضاف: «الأحداث الأخيرة في السعودية والمنطقة، وقضية لبنان واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، كلها عقدت
الأمور، فأصبح من الصعب على العراق أن يستقبل شخصا قد يسبب ضررا له في المستقبل جراء المشكلة بين السعودية
وإيران».
وتابع القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حديثه قائلاً: «العراق يريد أن يبقى مستقلا وليس طرفا مكان طرف آخر، فقد
أصبح من الطبيعي أن وقت الزيارة غير مناسب حاليا، إلا بعد رؤية نتائج ما يحدث في المنطقة».
وأكد النائب المقرب من العبادي أن «التأجيل حتما سيكون من الجانب العراقي، لأن العراق لا يستطيع استقبال شخص يريد
التصعيد مع إيران وحزب الله وأطراف حتى في داخل العراق».
وأوضح أن «ابن سلمان يريد زيادة محاوره بين الدول وأن يفتح علاقات أقوى حتى تساعده في الموضوع المستقبلي،
والمؤشرات السياسية تشير إلى أن الوضع معقد في المنطقة، ولدى السعودية استراتيجية تصعيدية في المنطقة مع إيران
وحزب الله».
وكان جاسم جعفر، قد صرح في وقت سابق بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيزور العراق في شهر تشرين
الثاني/ نوفمبر المقبل، وذلك بدعوة من العبادي.
وتشهد العلاقات العراقية ـ السعودية في الآونة الأخيرة حراكا رسميا، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية السعودي عادل جبير
إلى بغداد، ثم أتبعها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارتين إلى السعودية التقى خلالهما الملك سلمان بن عبد
العزيز.
وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر أطلق المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق، حيث عقد البلدان اتفاقيات غير مسبوقة
برعاية العاهل السعودي الملك سلمان، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحضور وزير الخارجية الأمريكي ريكس
تيلرسون.
وقبل ذلك، أجرى وزير داخلية العراق قاسم الأعرجي، زيارة إلى السعودية التقى فيها ولي العهد محمد بن سلمان، وأعقب
زيارة الأعرجي، وصول زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بولي
العهد أيضاً.
العبادي إلى سوريا
في الموازاة، ترددت أنباء أن العبادي يخطط لإجراء زيارة إلى سوريا ولقاء رئيسها بشار الأسد، استكمالاً لجولته الإقليمية
الأخيرة، لطرح رؤيته بشأن المنطقة بالتزامن مع قرب الانتهاء من ملف تنظيم «الدولة الإسلامية».
مصدر رفيع في حزب الدعوة الإسلامية، الذي ينتمي إليه العبادي، كشفت لـ«القدس العربي»، إن «الزيارة المرتقبة تأتي
تزامناً مع قرب تحرير العراق من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ووصول القوات المسلحة المشتركة إلى الحدود العراقية ـ
السورية، الأمر الذي يحتاج تنسيقاً مشتركاً بين الدولتين لضبط الحدود المشتركة ومنع انتقال الإرهابيين».
كما تسعى الحكومة العراقية إلى إعادة السيطرة على المنافذ الحدودية مع سوريا، واستئناف الحركة التجارية بين البلدين عن
طريق البر.
ومن زاوية أخرى، رأى المصدر إن العراق يمكنه أن يلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في
سوريا، لما يمتلكه من علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج؛ من جهة، ومع روسيا وإيران؛ من جهة ثانية.
وأضاف: «يتم التخطيط لهذه الزيارة، لكن يجب حساب جميع الخطوات حتى لا تؤثر سلباً على علاقة العراق بأحد الأطراف
المعنية بالأزمة السورية».
وعن الموعد المرجح لتلك الزيارة قال: «لم يتم تحديد موعد. الوقت غير مهم بقدر أهمية ضمان نتائج الزيارة».
ائتلاف دولة القانون يرحب
وأعربت كتلة ائتلاف دولة القانون في مجلس النواب العراقي، تأييدها لـ«الزيارة المرتقبة»، وما يمكن لها أن تحققه من
نتائج إيجابية على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وتقول النائبة ابتسام الهلالي، عن ائتلاف دولة القانون ـ بزعامة نوري المالكي، لـ«القدس العربي»، إن «خطوات العبادي
فاعلة ومهمة سواء على الداخل العراقي أو خارجه، في الحفاظ على وحدة العراق».
وأضافت قائلة: «زيارة العبادي إلى سوريا تأتي ضمن جولة العبادي الأخيرة وسلسلة الزيارات التي أجراها إلى الدول
المجاورة، لحل المشكلات العالقة»، مشيرة إلى إن «سوريا كانت تمثل منفذاً لدخول الإرهابيين إلى العراق، وإن الأخير
يسعى إلى قطع هذا الطريق من خلال التعاون المشترك بين البلدين».
وحسب الهلالي فإن «هناك ملفات أخرى ستكون على جدول الزيارة، منها مناقشة الملف الاقتصادي، بكون إن العراق كان
يعتمد على سوريا في استيراد الكثير من المنتجات (…) الآن يمكن إعادة هذا التعاون».
وأكدت أن «هذه الزيارة مرحب بها على الأوساط الداخلية والخارجية، وستفتح الطريق أمام تعاون أوسع بين البلدين»،
مبينة أن «العراق أصبح دولة قوية، بعد الانتصارات التي حققها على داعش، ويعيد بناء علاقاته على هذا الأساس، فضلاً عن
حاجتنا اليوم إلى إعادة إعمار المناطق التي دمرها الإرهاب، ونحتاج إلى تعزيز العلاقة مع بقية الدول من أجل الإسهام في
إعمار تلك المدن».
كذلك، رأى النائب عن «دولة القانون» عدنان الأسدي إن زيارة العبادي تأتي استكمالاً لـ»طرح رؤيته الجديدة للمنطقة»،
والتي تتعلق بتحقيق التنمية والخدمات، وإنهاء الصراعات والحروب.
وقال، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، لـ«القدس العربي»، إن «العبادي زار السعودية وتركيا وإيران
والأردن ومصر، مؤخراً، وإن زيارته إلى سوريا تأتي كون الأخيرة دولة جارة تعرضت إلى أزمات، ووضعها الأمني
والعسكري صعب جداً».
وتابع: «رؤية العبادي ستدفع دول المنطقة إلى التعاون من أجل خلق منطقة مستقرة سياسياً»، مؤكداً أنه «ما لم يتم التفاهم
بين القادة السياسيين والأمنيين في المنطقة العربية، فلا يمكن لبلداننا أن تستقر، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل». على حدّ
قوله.
أما النائبة عالية نصيّف فقد أشارت إلى أن «أغلب الأحداث التي مرت على العراق ـ في الآونة الأخيرة، هي انعكاس
للأحداث التي شهدتها وتشهدها سوريا (…) استقرار أي دولة في الجوار العراقي يعني استقرار العراق».
وقالت لـ«القدس العربي»، إن «العراق يمتلك حدوداً كبيرة مع سوريا، لذلك فإن الزيارة المرتقبة للعبادي تعدّ وضع اليد
على الجرح»، مؤكدةّ أن «الدخول في مفاوضات مع سوريا بشأن تأمين الحدود أمر مهم بالنسبة للعراق».
وأضافت: «العراق حقق نصراً كبيراً على داعش، ويتجه حالياً صوب تأمين الحدود، لكن تلك العملية تحتاج إلى أن يسبقها
اتفاقات أمنية مع الدول المجاورة وخصوصاً سوريا»، موضّحة «أطراف القائم والبو كمال ومناطق أخرى على التماس بين
الحدود العراقية السورية، لا تزال تشهد تواجداً لعناصر التنظيم، والسيطرة على تلك المناطق يحتاج تنسيقاً بين الجانبين
العراقي والسوري».
ويسعى العبادي من خلال زياراته الأخيرة إلى تركيا وإيران والسعودية ومصر والأردن، لـ»تنمية» العلاقات وتعزيز
التعاون ووضع خطة لتحسين مسار المنطقة وتخفيف النزاعات، فضلاً عن إيقاف الإرهاب وخلق مصالح مشتركة تنعكس على
شعوب المنطقة. حسب مصدر مقرب من العبادي.
وأضاف المصدر لـ«القدس العربي»، أن «رئيس الوزراء العراقي يعمل على أن يكون العراق عنصراً أساسياً في إعادة
الاستقرار إلى المنطقة، إضافة إلى إقناع الجميع بالتعاون لتحسين أوضاع بلداننا».