عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: محمد هبّاش.. فارس الأغنية الوطنية الفلسطينية السبت 11 نوفمبر 2017, 5:41 pm
محمد هبّاش.. فارس الأغنية الوطنية الفلسطينية
عجلات باص الفولكس فاغن الألماني طراز 87 تدور بلا كلل، جاعلة من مقدمة الباص رأسا يلتهم الشوارع بعيونه كاملة التدوير. فوق الباص الملون بالأبيض والبنفسجي، تنتصب سماعتان كبيرتان وُضعتا باتجاهين متقابلين إلى يمين ويسار السائق. مشهد متكرر في السنوات الأولى من الانتفاضة الثانية في شوارع غزّة وجنين وغيرها من المدن الفلسطينية التي لم يزل ينبت فيها الشهداء. رغم اعتيادية الحدث، لم تخفت يوماً رهبة النظر إلى هذا الباص القادم من الغامض المستتر وراء الدم، بإصرار العاشق يسير نحو وجهة مجهولة مستمراً بالقدوم يومًا بعد آخر عابراً الطرق ذاتها. لو تأخر الباص فإن كل ما دونه ينتظره، فالمسألة صارت تعتمد كليّة عليه، الباص القادم بالموت هو مجاز الباقين نحو الحياة. يتأخّر الباص ولكنه لا ينقطع.
أثار فضول الناس تساؤلات بادئ الأمر حول هوية الشاب الذي يصرخ عبر مكبر الصوت من قلب الباص مناديًا بخبر الشهيد الجديد وداعيا إلى المشاركة في تشييع جثمانه. يقسم البعض أنهم يعرفونه شخصيا فيما آثرت بعض الأمّهات السباق إلى تحفيز أبنائهم على أن يكونوا مثل "الشاب اللي في الباص"، لكن سرعان ما تخلّى المتفرجون عن هذه الأسئلة، وركّزوا أكثر في واحد من أهم المعالم التي ساعد الباص نفسه على خلقها في سنوات الانتفاضة؛ الرجل الذي كانت أغانيه تحيط بأسماء الشهداء وكأنها لن تصعد إلى السماء إلّا بها، الحنجرة التي رافقت الفلسطينيين على مختلف مسمياتهم في مجمل حروبهم وعثراتهم، صوت يغار عليه الفلسطينيون كما يغار الفتى على أمه؛ المؤلف والملحن الموسيقي محمد هبّاش.
"سبّل عيونه و مدّ إيده.. يحنّوله
خصره رقيّق وبالمنديل.. يلفونه
سبّل عيونه ومدّ إيده على راسي
خصره رقيّق وودعني ومش ناسي"
بعد فكّ الحصار الأوّل لمخيّم اليرموك في سوريا عام 2013، والذي استمر مدّة عامين منذ بدء أحداث الثورة في سوريا، خرج الفلسطينيون، أو من بقي منهم على قيد الحياة، يتنفسون الصعداء باحثين عن أماكن أخرى لاستقبالهم. يسأل محمد هبّاش والدته التي ترافقه في رحلته نحو المجهول "هل يشبه شعورك الآن ما أحسست به عندما خرجتِ من فلسطين زمن النكبة؟"(1) قالت: "كنتُ أتمنى أن يكون خروجنا القادم نحو فلسطين.. لا إلى ما هو أبعد عنها". ينتهي بهم المطاف لاجئونجُدد في السويد، هناك حيث واكب مِن على شاشات التلفزة أحداث الهبّة الشعبيّة الفلسطينية التي اشتعلت في ختام عام 2015، حينها قرر هبّاش أن يشحذ حنجرته من جديد وهذه المرّة مع أصوات شابة مختلفة ليقرر إنشاء فرقة بعنوان "جذور العاشقين" كان همّها مواكبة الحدث السياسي الفلسطيني وإعادة غناء وتوزيع أغاني الانتفاضة الأولى.
لكن كيف بدأ الأمر مع هبّاش؟
بعمر 6 سنوات كان الطفل محمد هبّاش يتعلم الموسيقى في المعهد العربي بدمشق، حيث بدأ بصقل موهبته حتى وضع أول خطوة له على سلّم الفن عندما كان المغني الرئيسي في برنامج الأطفال التلفزيوني "افتح يا سمسم" إلى جوار الفنانة -الطفلة آنذاك- أصالة نصري بالتعاون مع الملحّن الكبير حسين نازك. [size=14](2)[/size] [size=14] [/size]
في سينما النجوم وسط مخيّم اليرموك، كان حفلا موسيقيا لفرقة صاعدة على وشك البدء عندما دخل حسين نازك إلى القاعة مرتديا نظارته المربعة الكبيرة، واتخذ لنفسه موقعا خفيا بين الجمهور. كان نازك في إطار البحث عن فنانين صغار من أجل بدء مشروع فرقة العاشقين الذي بدأ بالتبلور حديثا مع كل من عبد الله الحوراني وأحمد دحبور بتكليف من دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية.
يقف محمد هباش مع إخوته وأبناء عمومته على خشبة المسرح ليبدأ الجميع بالعزف والغناء، كانت أغانيهم من الفلكلور الفلسطيني وتهتم بدعم الأسرى والجرحى الفلسطينيين. سرعان ما صار اسم عائلة هبّاش على كل لسان، عائلة موسيقية بامتياز زرع والدهم، عازف المِجوز البارع، في قلوبهم حب الموسيقى رغم أنّهم اشتغلوا جميعاً بأعمال الخشب لكن سرعان ما تخلّوا عن مهنتهم هذه وكرّسوا حياتهم للعزف والغناء لفلسطين باستخدام آلات المجوز واليرغول والعود والقانون. شاهد وعرف حسين نازك ذلك كلّه فكان باكورة أعمال فرقة العاشقين.
"فلسطينية شبّابتي
عبّأتها أنفاسي الخضرا،
موّالي،
عمود الخيمة السوداء،
في الصحرا.
وضجّة دبكتي،
شوق التراب لأهله،
في الضفة الأخرى"
خطوط رئيسية تتفرع منها عدة ارتجالات هنا وهناك قام بها منفرداً أو مع آخرين. الخط الأول هو فرقة العاشقين، يليها فرقة الجذور التي استكملت المسيرة بعد خفوت نشاط فرقة العاشقين والخط الثالث هو الألبومات الخاصة التي صنعها بعد معارك مخيم جنين عام 2002، فقدّم ألبومان فريدان كان الأول بعنوان ملحمة جنين، 2002، والثاني أبطال السرايا، 2003، جاء الأوّل تخليدًا لواحدة من أشرف معارك المقاومة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية والتي جرت في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، أمّا الثاني فجاء تمجيدا لبطولات سرايا القدس الجناح العسكريلحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين واحتوى الألبوم على عدد من الأغاني الوطنية المشهود بحب الجمهور لها، مثل أغنية كانوا ثلاثة حكاية.
"عشق الشقايق يا رفايق ودّعوا والموت كان رفيق
كل الخلايق بالحقايق يشهدوا لمّا الكرامة تفيق
سيّجت بابك، من شبابك، ما انحنوا إلا لربّ الكون
يعلى صِحابك، فوق سحابك، آمنوا يا تكون يا ما تكون"
العاشقين والموروث الشعبي
خلّد أعضاء فرقة العاشقين، ومنهم محمد هبّاش كعضو رئيسي والمسؤول عن فقرة "الحكي" التي تسبق الأغاني، قصائد عدد من الشعراء الفلسطينيين بدءًا بالشاعر الشهيد نوح إبراهيم، شاعر ثورة 36 المعروف، مرورًا بإبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود، وصولاً إلى شعراء معاصرين مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد وأحمد دحبور وغيرهم. وهو ما ميّز عمل هذه الفرقة فتحولت من خلال هذه الطريقة إلى مستودع فلكلوري يتجاوز كافة التنظيمات واستطاعت أن تستوعب الكلمة والنص العابرين للحدود لتتحول مع الزمن إلى واحدة من رموز الثورة الفلسطينية مثلها مثل الكوفية وشجرة الزيتون والرداء العسكري لياسر عرفات. [size=14](3)[/size]
لم تتوقف الفرقة عند هذه الحدود فضمّت بعد تأسيسها عام 1977 وجوهًا جديدة اكتملت بحلول عام 1980 عندما تمكنت من تطوير نفسها فدمجت الرقص الفلكلوري في عروضها، تزامناً مع إنشاء فرقة الفنون الشعبيّة، فأصبحت الدبكة جزءا من عروضها التي بدأت بتنفيذها في أماكن متعددة من المنطقة العربية.
"كنا نغني في الأعراس جفرا.. عتابا.. ودحّيّة
واليوم نغنّي برصاص، عَ الجهاديّة الجهاديّـة"
كما في أغنية هز الرمح التي كتبها نوح إبراهيم، نهلت الفرقة من الموروث الشعبي لا على مستوى الألحان فقط ولكنها استمدّت قوتها أيضاً من قصص البطولة والفداء التي رسمت ملامح طريق التحرير بدءا من ثورة القسّام وحتى يومنا هذا. فمثلاً كانت البداية مع أغنية قام بأدائها محمد هبّاش بعنوان "دبرها يا مستر دل" وهي أيضاُ من كلمات الشاعر نوح إبراهيم التي نظمها في الجنرال البريطاني "دل" المسؤول عن إخماد الثورات الفلسطينية وتهيئة الأجواء للعصابات الصهيونية للإمساك بزمام الأمور، فما كان من نوح إبراهيم إلا أن سّلمه القصيدة بنفسه وهي التي غنّاها بعد سنوات طويلة محمد هبّاش مع كورال فرقة زغاريد.
أدت الفرقة عددًا كبيرًا من الأغاني المشابهة مثل أغنية أبو إبراهيم التي خلدت القائد العسكري الميداني البارز في ثورة فلسطين الكبرى 1936 - 1939، أبو إبراهيم الكبير، أحد رفاق عز الدين القسّام. صدرت الأغنية في ألبوم "القسّام" سنة 1980 وسُجِّلت في التلفزيون السوري بعدها بعام واحد. كتبها الشاعر أحمد دحبور ولحَّنها حسين نازك، وذلك في إطار عملهما معاً على مسلسل القسّام مع الشاعر والكاتب السوري ممدوح عدوان ويحكي المسلسل قصّة الشهيد القسّام وعلاقته مع رفاق الثورة أمثال الشاعر نوح إبراهيم وأبو إبراهيم الكبير وغيرهم. (4)
في الأغنية السابقة تحكي العاشقين قصّة تنفيذ حكم الإعدام بحق الأبطال الثلاثة عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي الذين تم إعدامهم في (يونيو/حزيران) عام 1930 في ساحة سجن عكّا مِن قِبَل قوات الاستعمار البريطاني. تحوَّلت القصيدة التي كتبها الشاعر إبراهيم طوقان بعنوان "الثلاثاء الحمراء"، مع الزمن، إلى مرجع تاريخي. وتحوّل أبطالها إلى أسطورة خلدهم الشعر واليرغول للأبد. وفي ألبومهم الثاني، سرحان والماسورة 1978، سَجّلت العاشقين سيرة سرحان العلي من عرب الصقر الذي نسف ماسورة البترول التابعة لشركة عراقية كانت تنهب خيرات الدول العربية عام 1936 لصالح القوى الاستعماريّة.
"عندها سرحان لم يأبه لنيران الألم
إنّما صرّ على أسنانه، في فمه المملوء بالدم
أن سرحان.. أخا البنت،
فهم
آه كم يصبح سرحان
مخيفاً.. إن فهم"
لا صوت يعلو فوق صوت... العاشقين
مع انطلاق الثورة الفلسطينية انطلق نوع من الفن الغنائي الذي يهدف إلى شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية وتوحيد الرؤية سُمِّيَ بالفنِّ المُقاوِم. كان لمنظمة التحرير الفلسطينية دور في هذا الموضوع مع عدد كبير من أناشيد الثورة الفلسطينية التي بدأت بالظهور تحديداً في عام 1968 مع إنشاء الفرقة المركزية الأولى لمنظمة التحرير التي أدت أغان حفظها الفلسطينيون جيلًا بعد جيل، مثل: هذا هو الرد، أنا يا أخي وطل سلاحي من جراحي. اعتبرت الفرقة نفسها وريثاً طبيعياً للتراث الفلسطيني المقاوم وأنماطه المختلفة سواء بالإنشاد أو الزجل.
"اشهد يا عالم علينا وع بيروت
اشهد للحرب الشعبيّة
واللي ما شاف من الغربال يا بيروت
أعمى بعيون أمريكيّة"
في أغنية اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت، يخاطب قائد فرقة العاشقين حسين منذر (أبو علي) بصوته الجبلي ومعه محمد هبّاش وبقية أعضاء الفرقة، العالم ويذكرهم ببطولة الصمود في بيروت إبان الحرب التي شنتها إسرائيل على الفدائيين هناك، والتي تحوّلت لحصار استمر أكثر من ثمانين يوماً. كانت هذه الأغنية واحدة من الأعمال التي ضمّها الألبوم الرابع للفرقة بعنوان "الكلام المباح" والذي تناول أسطورة الصمود والمواجهة في لبنان، فمثلاً أغنية "صور" تتحدث عن صمود الفدائيين داخل المدينة، أما أغنية بيروت نفسها فكانت تسرد سير المعركة، وأهم الأحداث التي حصلت حينها ومنها معركة قلعة شقيف وخلدة.
يذكر أن طريقة عرض هذا الألبوم على الجماهير للمرة الأولى كانت غريبة إذ سافر أعضاء الفرقة، عام 1982، إلى عدن للمشاركة في حفل إحياء الذكرى الثامنة عشر لانطلاقة الثورة الفلسطينية، وبعد أن اكتشف عبدالله الحوراني، أحد مؤسسي الفرقة، أن مدّة المشاركة المسموحة للفرقة لا تتجاوز ربع الساعة، توجه الحوراني إلى ياسر عرفات وشرح له أهمية إعطاء مجال أكبر للفرقة كونها تقدم أعمالا جديدة. "أعطى عرفات الأوامر لتبديل جدول الحفل وما إن انتهت الفرقة من فقرتها تحولت الحفلة إلى واحدة من أشهر عروضهم وأكثرها انتشارا عبر الكاسيت". (5)
"هبّت النار والبارود غنّى
اطلب شباب يا وطن واتمنّى"
[size]
[/size]
هبّاش والانتفاضة
[size] بعد أن تراجع أداء فرقة العاشقين سارع هباش إلى تأسيس فرقة الجذور عام 1987، التي تعاون معها الشاعر خالد أبو خالد فكتب لها 14 أغنية وطنية. يقول هباش، في لقاء مع إذاعة الرأي في غزّة، إن ما كان يهدف إليه في تلك المرحلة هو توثيق اللحظة التاريخيّة والتعبير عن هواجس وأفكار الشعب الفلسطيني في واحدة من أهم المراحل التي يمر بها ألا وهي الانتفاضة الفلسطينية الأولى. فقدّم أعمالًا جديدة لامست الهم الشعبي وفاحت منها روائح المسك الذي عطّر شهداء تلك المرحلة وما تلاها حتى يومنا هذا. من أشهر تلك الأغاني: يا صبايا زغردن، هلّي علينا يا بشايرنا واغنية والله يا دار.
[/size]
ولعل الطابع الذي ألزمت فيه فرقة الجذور نفسها، من التمسّك بروح التراث الشعبي والانتماء إلى إيقاعات وألوان الريف الفلسطيني، هو ما جعل فرقًا أخرى تحاول التزام نفس هذا النهج. ولا يمكن لأي متابع لأعمال الجذور إلا أن ينتبه إلى اعتمادها على آلة المجوز، تلك الآلة التي ما إن يسمعها الفلسطيني فإنه يلامس بكفّيه تراب أرضه ولو كان لاجئًا في السويد!
"زغردي يا أم الجدايل زغردي
وزيّني فخر الأصايل بالودع
وازرعي الحنّة على الصدر النَدي
واربطي عصبة على كل الوجع"
هبّاش والتلفزيون
[size] لم يكن هبّاش مثالًا على الفنان الشامل وحسب، العازف والمغني والمؤلف والملحن، ولكنه كان عاشقًا حقيقيًا أخذ على عاتقه كتابة رحلته الخاصة كفلسطيني لاجئ ابن لاجئ. توجّه هبّاش للدراما السوريّة (6) حيث "قام بتلحين 400 مسلسلاً، عدا عن مساهمته في المسرح فلحّن موسيقى 20 عملًا مسرحيًا فلسطينيًا و10 أفلام وثائقيّة فلسطينية و600 أغنية صوفيّة لبرامج دينية في تلفزيون دُبَي"، كما ورد في كتاب "لفلسطين نغنّي". إضافةً إلى الأغاني الجديدة التي أطلقتها فرقة العاشقين بعد إعادة تشكيلها عام 2008.
[/size]
وإن كان مسلسل التغريبة الفلسطينية هو العمل الدرامي الأهم من ناحية تاريخية وسياسية فيما يتعلق بقضيّة فلسطين، فإن ممّا لا يدركه الكثيرون إن لهذا المسلسل نسخة قديمة اسمها "الدرب الطويل". في تلك النسخة من العمل الذي كتبه أيضًا الدكتور وليد سيف كانت كافة الأغاني والألحان من تأليف محمد هبّاش والذي يغنّي بصوته أيضاّ تترات البداية والنهاية.
"يمّا مويل الهوا.. يمّا مويليا
ضرب الخناجر ولا.. حكم الندل فيّا"
زار هبّاش مع فرقة العاشقين بنسختها الحديثة كل من الضفة الغربية عام 2011 وقطاع غزّة عام 2013 وأدى حفلات هناك ألهبت الجماهير المتشوقة للاحتكاك من جديد مع زمن الثورة أدّى خلالها عددًا من الأغاني التاريخيّة للفرقة إلى جانب الأغاني الجديدة التي قام بكتابتها وتلحينها من ألبوم الفرقة التاسع والأخير بعنوان "حكاية شعب وثورة"، وفي غزّة المحاصرة غنّى هباش حصار بيروت المجيد.(7)
في السويد، اليوم، لا يهدأ محمد هبّاش ولا يمل، يؤلف الأغاني ويُلحِّنُها ويضم وجوهاّ جديدة معه، وهو الذي يرفض دائماً أن يُوصف بالمغني أو المطرب فهو متمسك بدوره الرئيسي في التلحين. يحركه عشق فلسطين مستحقاً معه لقب العاشق الأشهر لها، فمن الصعب أن تجد فلسطينيًا لم يستمع في يوم من الأيّام لصوت هذا الفتى الوسيم ببدلته العسكريّة ولغته السليمة وصوته اللامع واقفًا بين فتيات يؤدين بأجسادهن حركات ترسم خارطة فلسطين من مسرحٍ إلى آخر. كان محمد هبّاش ولا يزال بمثابة "البطل" الذي ينادي عليه الفلسطيني.. بطل "الحمل كلّه عليه".