إسرائيل تمتلك 300 قنبلة ورأس نووي وهي قادرة على انتاج 35 قنبلة هيدروجينية.
منذ نشأتها، سعت إسرائيل الى امتلاك السلاح النووي. إذ أبدت قيادتها السياسية الحماسة اللازمة لهذا الأمر حين تولى »حاييم وايزمان« ـ عالم الكيمياء ـ رئاسة الدولة. و»ديفيد بن غوريون« رئاسة الوزراء. وهو الذي صاغ نظريته للأمن القومي بالتعاون مع الجنرالين حاييم لسكوف وإيغال يادين القائمة على تبني استراتيجية الردع الإستباقي. وضرورة توفير أدواتها بما فيها القدرة النووية للتعويض عن الخلل الكبير في المدى الجغرافي والديمغرافي.
كان بن غوريون يؤمن بأن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي سوف يقلل من قيمة الأسلحة التقليدية لدى العرب. ويضيق الفجوة الديمغرافية معهم، ويشكل رادعاً حاسماً لهم. فوصف القنبلة الذرية »بأنها المفتاح الإستراتيجي لبقاء الدولة العبرية على قيد الحياة«.
بدأ تطبيق البرنامج النووي الإسرائيلي مع تدفق بعثات الطلاب المتفوقين إلى كلٍ من الولايات المتحدة وهولندا وسويسرا للتخصص في مجال الذرة. وفي عام 1949 أنشأت وزارة الدفاع قسماً للبحوث والتطور النووي في معهد وايزمان »راحبوت«. ضم فريقاً من علماء الفيزياء والكيمياء والمهندسين. الذين اكتشفوا بعد عملية مسح لمناطق النقب مخزونات ضخمة من الفوسفات الذي يحتوي على اليورانيوم من درجات دنيا. وعمدت الدولة العبرية الى الافادة من الحضانة الغربية لتحقيق برنامجها النووي.
الخيار الأوحد
ويقول بيتر براي مؤلف كتاب »ترسانة إسرائيل النووية«. بأنه في عام 1955 قرر بن غوريون تسريع العمل بالخيار النووي. فبادر الى التواصل مع القيادة الفرنسية للتعاون في مجال الأبحاث النووية. لتنطلق العجلة في الإجتماع المهم الذي عقد في باريس عشية حرب السويس في 30 أيلول 1956. بين وفد فرنسي برئاسة وزير الخارجية آنذاك كريستيان بينو وضم كلا من بورجس مونوري وإيفل توما ونائب رئيس الأركان لسلاح الجو الفرنسي الجنرال شال ووفد إسرائيلي برئاسة وزيرة الخارجية غولدا مئير، ووزير المواصلات مومش كرمل ورئيس الأركان الجنرال موشي دايان وشمعون بيريس. وتم الاتفاق على أن تمد باريس تل أبيب بمفاعل نووي تفوق قدرته عشرة ميغاواط. مقابل أن تحصل على تكنولوجيا الكمبيوتر الأميركي المتوافر لدى إسرائيل. وتجسد التعاون بين الطرفين بقيام فرنسا في أواخر الخمسينات بمساعدة الإسرائيليين على تصميم وبناء مفاعل ديموناـ أهم منشأة نووية إسرائيلية ـ الذي بدأ تشغيله في كانون أول 1963، وقدرت طاقته آنذاك بـ 26 ميغاواط مما يعطيه القدرة على إنتاج نـحو 8 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنوياً، بما يكفي لصناعة قنبلة نووية واحدة بقوة 20 كيلو طن من المتفجرات. في السبعينات تضاعفت طاقة الإنتاج فيه لتصل إلى نـحو 70 ميغاواط. وكان اختيار موقع ديمونا مثالياً إذ يقع في زاوية صحراء النقب التي تنعدم فيها الكثافة السكانية بما يقلل من مخاطر أي انفجار عرضي، وهو محمي من الأردن بالبحر الميت والصحراء الشرقية، ويبعد ما يزيد عن 250 كيلومتراً عن الجبهتين السورية واللبنانية. وتكمن أهمية هذا المفاعل بأنه يعمل باليورانيوم الطبيعي بدلاً من اليورانيوم المخصب. ويحتاج تشغيله إلى 24 طناً من اليورانيوم سنوياً. وكانت إسرائيل في منتصف الستينات قادرة على إنتاج عشرة أطنان من هذه المادة المستخلصة من خامات الفوسفات. لذا لجأت إلى الخارج لتعويض النقص، حيث أمنت عشرة أطنان من جنوب أفريقيا والباقي من فرنسا. وبعد القطيعة مع باريس عام 1967. لجأت الدولة العبرية إلى البرازيل والأرجنتين وبلجيكا وكندا وألمانيا الغربية. ويقدر الخبير النووي نيكولاس فاليري في مقالة نشرتها مجلة »نيو سينتست« البريطانية العلمية بأنه بعد عام 1982 بدأت إسرائيل تستخلص ما بين 40 ـ 50 طناً من اليورانيوم سنوياً من مخزون صحراء النقب. مع العلم أن تكاليف عملية تكرير واستخلاص طن يورانيوم واحد من خامات الفوسفات كانت تبلغ عشرة أضعاف ما يكلفه الطن الواحد من هذه المادة في السوق العالمية.
تعاون نووي
خلال سنوات التعاون الفرنسي الإسرائيلي اكتسبت الدولة العبرية القدرات العلمية والمادية الضرورية لكي تصبح قوة نووية. وتدرب عشرات علماء الفيزياء والمهندسين الإسرائيليين في مركز الأبحاث الذري الفرنسي في ساكلي. ويعتقد بعض الخبراء أن فرنسا ساعدت إسرائيل في تصميم قنبلتها الذرية التجريبية الأولى وتفجيرها في حقول ريغان الفرنسية، نظراً إلى صعوبة تنفيذ الإختبارات في فلسطين. كما أقدمت فرنسا عام 1961 على بيع إسرائيل 72 قاذفة مقاتلة من طراز »ميراج ـ 3 سي« القادرة على حمل الأسلحة النووية، إضافة إلى تعاونها عام 1966 في إنتاج الصاروخ الإسرائيلي »أريحا« القادر على حمل رأس نووي.
من جهة أخرى، استفادت إسرائيل من علاقاتها الوثيقة مع جنوب افريقيا لتطوير التعاون النووي. فمنذ أوائل السبعينات عمل العلماء الإسرائيليون في محطات الطاقة الذرية في جنوب افريقيا وتحدثت بعض أجهزة الإستخبارات عن قيام إسرائيل بإجراء تجربة نووية مشتركة على ساحل جنوب افريقيا وقد قال البروفيسور الإسرائيلي ديفيد برغمان في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 20/04/1997 إن إسرائيل تلقت 500 طن من اليورانيوم الطبيعي من جنوب افريقيا مقابل تقديم الخبرة الإسرائيلية لها.
كما ساعدت الولايات المتحدة الدولة العبرية في أبحاثها لتصنيع القنبلة الذرية، عندما وفر برنامج الرئيس دوايت أيزنهاور )الذرة من أجل السلام( عام 1955، فرص التدريب لعشرات العلماء الإسرائيليين على إدارة المفاعلات. وساهمت ببناء أول مفاعل ذري في إسرائيل بقوة 5 ميغاواط »ناحال سوريك« الذي يقع على الشاطئ جنوب تل أبيب وقد زودته ما بين عامي 1960ـ 1966 بـ 50 كيلوغراماً من اليورانيوم 235 ذي درجة نقاء عالية ما يسمح بإنتاج رؤوس نووية. على الرغم من تشكيك العديد من الخبراء أن يكون لهذا المفاعل القدرة على صناعة الأسلحة النووية، لكون المادة التي ينتجها من اليورانيوم 238 غير قابلة للإنشطار. كما أمدت الولايات المتحدة إسرائيل بخبرتها النووية، عن طريق علماء الذرة اليهود الأميركيين، واستقبلت معاهدها ومختبراتها المتخصصة طلاب البعثات الإسرائيلية، وبنت أول مفاعل نووي »بحثي« عام 1954. كما زودت الدولة العبرية وسائط نقل القنابل الذرية، من طائرات حديثة وصواريخ بالستية متوسطة وبعيدة المدى. من جانب آخر، تكفلت الولايات المتحدة بتأمين التغطية اللازمة لبرنامج إسرائيل النووي الغامض باتباعها سياسة غض الطرف، ومنع الوكالات الدولية المتخصصة من تسليط الضوء على نشاطاتها النووية.
لقد رفضت الدولة العبرية خلال العقود الماضية أن تقر أو تنفي وجود برنامج نووي لديها. وفي حزيران 1981، أنكر موشي دايان في مقابلة مع صحيفة »النيويورك تايمز« ملكية بلاده لأسلحة ذرية إلا أنه قال: »إننا قادرون على إنتاج أسلحة نووية«. وفي عام 1998 اعترف شمعون بيريس بتطوير إسرائيل لقدرتها النووية. وكان الإعتراف الأوضح في منتصف شهر كانون أول 2006 حين كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مقابلة أجرتها معه محطة التلفزة الألمانية »بأن إسرائيل تعد بين القوى النووية وصنفها إلى جانب أميركا وروسيا والصين«. وعلى الرغم من اعترافات قيادييها وإدراك العالم أن إسرائيل دولة نووية إلا أن الأخيرة ترفض التوقيع على أي من المعاهدات الدولية الخاصة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل مستفيدة من التغطية الأميركية الكاملة. ومؤخراً، بدأت الولايات المتحدة تتعامل مع الترسانة النووية الإسرائيلية كجزء من ترسانتها، في ظل تطابق الأهداف الإستراتيجية للدولتين. وكان الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون قد وصف عمق العلاقة بين البلدين في كتابه »الفرصة السانـحة« حين قال: »إن التزامنا نـحو إسرائيل عميق جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكن مرتبطون ببعضنا أكثر مما يعنيه الورق، ونـحن مرتبطون أخلاقياً«.
تكنولوجيا التصغير
لقد تدرجت القدرة النووية الإسرائيلية صعوداً خلال العقود الماضية، لتمر بمراحل عدة:
المرحلة الأولى )1948ـ 1963(: عملت إسرائيل خلال هذه الفترة على توفير الوقود النووي وبناء الكوادر العلمية بالتعاون مع الدول الأكثر خبرة في هذا المجال، وفي مقدمتها أميركا وفرنسا.
المرحلة الثانية )1963 ـ 1966(: خلال هذه المرحلة، انطلقت إسرائيل نـحو إنتاج السلاح النووي بالتعاون الوثيق مع الدول »الصديقة« من خلال تبادل الخبرات العلمية والمادية.
المرحلة الثالثة )1966 ـ 1986(: مرحلة اتخاذ القرار السياسي لإنتاج الأسلحة النووية، ويقدر الخبراء أن إسرائيل قد اتخذت هذا القرار في أعقاب حرب حزيران 1967.
المرحلة الرابعة )1986إلى الآن(:تطوير القدرات النووية والتركيز على تكنولوجيا »التصغير« لإنتاج قنابل ذرية تكتيكية، إلى جانب تطوير باقي أسلحة الدمار الشامل. وصدر عام 2002 تقرير أميركي يرى أن أخطر ما في البرنامج النووي الإسرائيلي هو أن الدولة العبرية طورت قنابل نيوترونية تكتيكية، وأنتجت صواريخ تطلق من الغواصات. وأكد التقرير بأنها تمتلك نـحو 300 ـ 500 صاروخ »بريحو 1« و 30 ـ 50 صاروخ »بريحو 2« القادرة على حمل رؤوس نووية. وقنابل هيدروجينية ونيوترونية إضافة إلى الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والغازات السامة والبكتيرية على أنواعها.يقول الكاتب الأميركي بيتر براي: إن تصنيع القنبلة الذرية يحتاج إلى تأمين
المقومات التالية :
1 - مفاعل ذري قادر على إنتاج مادة البلوتونيوم.
2 - تأمين مادة اليورانيوم الطبيعي اللازمة لتشغيل المفاعل، ولتحويل اليورانيوم إلى بلوتونيوم. ويقدر الخبراء أن كل طن من اليورانيوم الطبيعي يحرقه المفاعل الذري ينتج ما بين 300 ـ 1000 غرام من بلوتونيوم القنابل.
3 - وجود مفاعل متخصص لتنقية مادة البلوتونيوم حتى تصبح جاهزة لاستخدامها في صنع القنبلة الذرية. ويؤكد »فرانسيس بيرن« الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الفرنسية »أن بلاده قامت إبان فترة تشييد مفاعل ديمونا، بالإسهام في بناء مصنع خاص لاستخلاص البلوتونيوم«. تركز جهد الإسرائيليين في العقدين الأخيرين على انتاج رؤوس حربية نووية أصغر حجماً. ما يعطيها درجة أعلى من المرونة ويسهل عملية إطلاقها على أهدافها. كما عملوا على تطوير رؤوس نووية لا تزيد قوتها عن 5 كيلو طن. تصلح للإطلاق بواسطة الصواريخ. ويعتقد الخبراء أن إسرائيل لجأت لإنتاج الكثير من الأسلحة النووية المتدنية القوة بدلاًً من القنبلة العملاقة ذات القوة الهائلة. وهذا الأمر يحتاج عادةً إلى خبرة اكبر وتجارب كثيفة لم تجرها إسرائيل، وعوضت عنها من خلال الإستعانة بالخبرة الأميركية. والقنابل الصغيرة تستخدم لضرب أهداف محددة، مدن صغيرة، فيالق وجيوش في الميدان حقول النفط الخ. وعلى الرغم من أن مساحة انتشار هذه الأهداف لا يتعدى عشرات الكيلومترات المربعة. إلا أن تدميرها يؤدي إلى نتائج ردعية حاسمة، قادرة على شل إرادة الخصم.
بعد زوال الشك في امتلاك إسرائيل للقدرة النووية، بدأت التساؤلات تتمحور حول حجم ترسانتها ونوعيتها. لأن تحديد القدرة العسكرية لدولة ما، تقليدية – نووية، يحتاج إلى دراسة عدد أسلحتها ونوعها وقوتها ومدى جهوزيتها. وبما أننا لا نعرف إلا النزر اليسير عن حجم القوة النووية الإسرائيلية، لذا تأتي التقديرات أقرب إلى التخمينات منها إلى المعلومات الدقيقة.
اعترافات فعنونو
لقد كشف التقني الإسرائيلي موردخاي فعنونو في أكتوبر/تشرين الأول 1986 لصحيفة »صنداي تايمز« البريطانية عن امتلاك إسرائيل لحوالى 200 قنبلة نووية. وأدى إدلاؤه بهذه المعلومات إلى دخوله السجن لمدة 18 عاماً بذريعة إفشاء أسرار تمس أمن الدولة العبرية. ويفيد التقرير الأميركي الذي أشرنا إليه، بأن إسرائيل تمتلك أكثر من 200 قنبلة نووية بينها قنابل هيدروجينية. ونقلت صحيفة »الحياة« اللندنية عن صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية في 9/10/1999 وثيقة سرية صادرة عن وزارة الطاقة الأميركية تصنف إسرائيل في المرتبة السادسة ضمن مجموعة الدول النووية.
وتشير إلى امتلاكها ما بين 300 إلى 500 كيلوغرام من البلوتونيوم الصالح لصناعة الأسلحة النووية. ما يعني أنها تستطيع إنتاج 250 قنبلة نووية. ويقول الدكتور تيسير الناشف في كتابه »الأسلحة النووية في إسرائيل« إن الدول النووية في العالم تمتلك ما مجموعه 57 ألف رأس نووي تكفي لتدمير الأرض أكثر من 30 مرة. 95 في المئة منها أميركي ـ روسي. ويقدر حصة إسرائيل بـ 200 رأس نووي. وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن إسرائيل تمتلك 300 قنبلة ورأس نووي، وهي قادرة على إنتاج ما لا يقل عن 35 قنبلة هيدروجينية. وتصنف الدولة العبرية من بين القوى النووية القادرة على تقديم خبراتها إلى دول أخرى. كما تمتلك إسرائيل إضافة إلى القدرات النووية حالياً منظومة كاملة لإيصال السلاح النووي إلى أهدافه المحتملة. إذ تحوي ترسانتها مئات الطائرات القادرة على نقل القنابل النووية ولا سيما طائرات 15 ـ F ذات المدى العملاني الذي يصل إلى4000 كيلومتر. وصاروخ »أريحا 1« ويبلغ مداه 480 كيلومتراً، وصاروخ »أريحا 2« 1450 كيلومتراً. وصاروخ »لانس« 120 كيلومتراً. وتعمل إسرائيل على تطوير صاروخ »شافيت« ليصل مداه إلى 5000 كيلومتر. وكانت قد استلمت عام 1999 ثلاث غواصات ألمانية من طراز »دولفين« 800. قادرة على حمل صواريخ نووية. يتساءل المراقبون، هل تعمد إسرائيل إلى استخدام هذه القوة المخيفة في نزاعاتها الإقليمية؟
يوم القيامة
يقول الكاتب الأميركي اليهودي »زئيف لتكوير« في كتابه »المواجهة« بأن »إسرائيل لن تتردد ولو للحظة في استخدام السلاح النووي بهدف إبادة العدو«. وقد أشيع بعد حرب تشرين 1973 أن الإسرائيليين تدارسوا خيار استخدام السلاح النووي. ونشر تقرير في مجلة »التايم« الأميركية عام 1974، أكد امتلاك الدولة العبرية ثلاث عشرة قنبلة نووية حين بدأ الهجوم المصري السوري في حرب أكتوبر، مع توافر إمكانية نقلها باستخدام طائرات »الفانتوم« و»الكفيير«. وتؤكد المجلة بأنه في المرحلة الأولى من الحرب، عندما كانت القوات الإسرائيلية على وشك الهزيمة، قرر القادة الإسرائيليون الإستعداد لشن هجوم نووي مضاد. وقد أذنت رئيسة الوزراء غولدا مئير لوزير الدفاع موشي دايان في ذلك الوقت، بتجهيز أسلحة »يوم القيامة« وهو الإسم الرمزي للأسلحة النووية. إلا أن التحول الإيجابي الذي شهدته الجبهتان المصرية والسورية لصالح الإسرائيليين. جعل الدولة العبرية تغض النظر عن الخيار النووي حسب زعم مجلة »التايم«. وفي حرب الخليج الثانية 1991 قدم جنرال إسرائيلي نصيحة للأميركيين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد العراق. لذا من يمنع هذه الدولة العدوانية من الإقدام على مغامرة نووية ولو محدودة في النزاعات القادمة؟
ترتكز الإستراتيجية الإسرائيلية في إحدى جوانبها على ضمان الإستئثار بالقدرة النووية في منطقة الشرق الأوسط. ويؤكد البروفيسور الإسرائيلي يوفاد نئمان بأن »سياسة إسرائيل هي منع خطر حصول العرب على سلاح نووي، وقد نجحنا في ذلك على مدى 38 عاماً، وليس هناك سبب يدعونا للتخلي عن هذا الجهد« وللحفاظ على »الإمتياز« النووي أقدمت إسرائيل في العقود الماضية على اغتيال العديد من العلماء العرب العاملين في مجال الذرة. كما نفذت عملية »بابل« عام 1981 حين أغارت الطائرات الإسرائيلية على مفاعل »أوزيراك« العراقي ودمرته. ومنذ سنوات تحرض الغرب، لا سيما الولايات المتحدة على إيران، لمنعها من امتلاك التكنولوجيا النووية، ولو أدى الأمر إلى حرب تشعل الحريق في المنطقة بأسرها.