يتّفق أحد مسؤولي جهاز الهجرة غير الشرعية في ليبيا مع شجب العالم لأسواقالعبيد في ليبيا، غير أنّه في الوقت ذاته لا يخفي انزعاجه من إهمال الحديث عن أسباب تلك الأسواق في بلاده. ويتّهم النقيب علي عليم، وهو من ضباط الجهاز في القطرون (جنوب) "سلطات دول أفريقية وأوروبية بتحويل ليبيا إلى وجهة للمهاجرين وتسهيل الوصول إليها". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "مصدر الهجرة غير الشرعية الأوّل هو دولة النيجر ويجري ذلك بتسهيل كبير من قبل فرنسا التي أنشأت قاعدة عسكرية للمراقبة على الحدود الليبية النيجرية".
ويصف عليم العملية، قائلاً إنّ "مئات السيارات الصحراوية التي باتت تجوب طرقات الصحراء في الجنوب الليبي من دون رادع، تقلّ أسبوعياً ما لا يقلّ عن ألفَي مهاجر إلى سبها أولى مناطق تجميع المهاجرين في الجنوب"، وهو يعبّر عن أسفه على عدم توفّر السلاح اللازم والقوة الرادعة لعصابات الاتجار بالبشر لدى الجهاز وكتائب المنطقة. ويشرح أنّ "الجهاز على علم بمراكز تجميع المهاجرين وبعدد هؤلاء الذين يصلون إليها وطرق وصولهم إلى الشمال، لكنّه غير قادر على ردعهم بسبب ضعف قوّته، بل عدم امتلاكه أيّ معدات أساسية للمطاردة ولا مراكز اعتقال".
ويشير عليم إلى أنّ "ثمّة فروعاً للجهاز في جنوب ليبيا، وتقارير الإدارة تثبت أنّ طرق الهجرة الأخرى في الجنوب جفّت تقريباً، ليبدأ التركيز منذ أكثر من سنة على النيجر. فهي اليوم الطريق الأكبر والأبرز لوصول المهاجرين، وذلك عبر منفذ حدودي رسميّ هو منفذ تومو الرابط بين ليبيا والنيجر". ويؤكد أنّ "عمليات التهريب عبر هذا الطريق لم تعد سراً، فهي تجري في العلن، وأسبوعياً يصل ما لا يقلّ عن ألفَي مهاجر على متن سبعين مركبة، الأمر الذي يعني وصول ثمانية آلاف مهاجر شهرياً". ويتابع عليم: "لا نعلم أسباب وسياسات مافيات الاتجار بالبشر القاضية بتحويل الوصول عبر منفذ تومو، لكنّه أصبح الوحيد. ولو كنّا قادرين على توفير القوة اللازمة وإغلاقه، فسوف نتمكّن من الحدّ من الهجرة غير الشرعية بنسبة تصل إلى 90 المائة في الوقت الحالي".
من جهته، يقول المسؤول عن منفذ تومو الحدودي، صالح قالما، لـ"العربي الجديد" إنّ "المنفذ لا يملك إلا ثلاث غرف خالية من أيّ إمكانات، وتؤمّن الحماية له ثلاث مركبات فقط في حين أنّ عدد العناصر فيه لا يتجاوز العشرة. أمّا منظومة الجوازات فهي معطّلة منذ عام 2012". ويشرح أنّه "لا يصار إلى تسجيل أيّ داخل إلى ليبيا عبر المنفذ، على الرغم من أنّه رسمي. كذلك فإنّ سلطات النيجر لا تتعامل بطريقة رسمية معه على الرغم من حديثنا المتكرّر مع سلطات طرابلس وشرقي البلاد وسفير ليبيا لدى النيجر حول وضع المنفذ".
ويكشف قالما أنّ "المهاجرين غير الشرعيين يُجمَعون في منطقة ديركو النيجرية القريبة من الحدود الليبية، ويُنقَلون بواسطة مركبات إلى ليبيا، عبر منفذ تومو تحت أنظار الجميع". ويتّفق مع النقيب على أنّ أكثر من ألفَي مهاجر يعبرون منفذ تومو إلى ليبيا أسبوعياً". ويشير قالما باستهجان إلى أنّ "فرنسا أنشأت قاعدة ماداما العسكرية بين ديركو (شمال) ومنفذ تومو، وهي ترى كيف تبيع العصابات المهاجرين من دون أن تتدخّل"، مؤكداً أنّ "عمليات بيع تجري بين عصابات تهريب البشر على طول الطريق الرابط بين ديركو وسبها".
وعن دور سلطات البلاد في تأمين الجنوب، يوضح قالما أنّه "شكّلنا كتائب مسلحة لتأمين المنطقة منذ عام 2011 وجُمِعت تحت مسمّى درع الصحراء، لكنّ دعمها بقي ذاتياً. ومن الطبيعي أن يتناقص دورها في ظلّ شحّ مواردنا الذاتية وعدم تمكننا من الاستمرار. حتى الوقود لا يصلنا وعدد كبير من سياراتنا معطل نظراً إلى عدم توفّر قطع للغيار". ويشدد على أنّ "تسليح عصابات التهريب مرتفع ومركباتها الصحراوية أقوى وأحدث ممّا تملكه كتائب المنطقة".
في السياق، يقول أحد زعماء منطقة غات الواقعة بالقرب من حدود الجنوب، مفضلاً عدم الإفصاح عن هوّيته لـ "العربي الجديد"، إنّ "عصابات التهريب بمعظمها تنتمي إلى قبيلة التبو الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، التي تنشط في مناطق سيطرتها عمليات التهريب والاتجار بالبشر". ويوضح أنّ "الجنوب تحوّل إلى مناطق نفوذ قبلي بسبب الخلافات القبلية التي غذّتها صراعات الانقسام السياسي في البلاد. فالمنطقة الواقعة وسط أقصى جنوب البلاد والمتصلة بالنيجر وتشاد، تسيطر عليها قبائل التبو التي تمتلك امتداداً قبلياً حتى عمق الدولتَين، وهي امتدادات سهّلت عمليات الاتصال والتعاون بين المهرّبين. والتباوي يتنقّل بين الدولتَين ليصل إلى سبها من دون أن يعترض أحد طريقه". ويعدّد الزعيم المناطقي نفسه "مناطق مرزق والقطرون وتجرهي وصولاً إلى الحدود مع النيجر حتى منطقة أغاديس في النيجر، كمناطق لا تخضع إلا لسلطة هذه القبيلة"، معيداً "سبب تغاضي السلطات النيجيرية والتشادية عن نشاطها في تهريب البشر إلى علاقتها مع حركات التمرّد فيهما". يضيف أنّه "محلياً، نعرف أنّ سلطات الدولتَين سمحت لهذه القبيلة بهذا النشاط في مقابل عدم دعمها لحركات التمرّد فيهما".
ويتابع الزعيم المناطقي نفسه أنّه "عندما عرض حفتر على المجتمع الدولي خطة للسيطرة على الهجرة وإنهائها، كان يعرف أنّ القبائل الموالية له تسيطر على هذه التجارة وطرقها، بالإضافة إلى أنّ المهاجرين مصدر لتمويل جماعاته المسلحة. وهو يستخدم الهجرة كمصدر للضغط على من يعاديه في طرابلس وغرب البلاد".
إلى ذلك، وعن أسواق بيع المهاجرين، يقول النقيب عليم: "لم نرصد معالم بيع فردية للمهاجرين، لكنّ البيع الجماعي بين العصابات معروف منذ سنين ويجري في مراكز علنية في القطرون وتجرهي وحتى سبها، حيث تتواصل عصابات التهريب في الشمال بعصابات قبلية هنا". ويؤكد أنّ التقارير التي يملكها "تفيد بأنّ ثمّة عشرات المراكز الخاصة بالشراء والبيع التابعة لهذه العصابات. وتعرفة المهاجر الواحد تبدأ بـ 200 دولار على الأراضي النيجرية، لتصل إلى ما بين 500 و600 دولار في سبها، وترتفع إلى 1200 دولار في مناطق الشمال الساحلية في ليبيا".
ويلفت عليم إلى أنّه "بحسب سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية، هذا يعني أنّ التاجر الذي يتقاضى 500 دولار لقاء المهاجر الواحد، يحصل ما يوازي أربعة آلاف و500 دينار ليبي وهو رقم خيالي يضاهي مرتّب مسؤول كبير. وهذه الأرقام الفلكية هي التي شجّعت الشباب على الانخراط في هذه التجارة في ظل ركود اقتصادي وبطالة يعانون منها".
[/rtl] [rtl]تهريب البشر... مليشيات تتحكم بالأرواح في ليبيا طرابلس ــ عبد الله الشريف [/rtl] [rtl][rtl]على طول الحدود الليبيّة جنوباً، وصولاً إلى الساحل شمالاً، تحدث عملياتتهريب البشر بحماية مليشيات في ظلّ الانفلات الأمني والسياسي الكبير. وبحسب إفادات مصادر أمنية ليبية، فإنّ تهريب البشر يتركز في ثلاثة طرقات تعرف بخطوط الهجرة غير الشرعية؛ الأول هو المسلك الشرقي الممتد من الصومال والسودان إلى ليبيا، حيث يبدأ من الكفرة المتاخمة للحدود السودانية، ليتفرع بعدها الى خطين: الأول يصل إلى سبها وسط جنوب البلاد، والثاني إلى منطقة جالو أوجلة الواقعة جنوب أجدابيا الساحلية، أولى مناطق الشرق الليبية لناحية الغرب.
وأحد أكثر خطوط الهجرة نشاطاً هو خط الوسط الممتد من النيجر وتشاد، علماً أن الطرقات متعرجة ووعرة تتخلل سلسلة الجبال الفاصلة بين تشاد وليبيا. وتعد القطرون وتراغن أهم محطتين لتجميع المهاجرين الهاربين عن طريق هذا الخط، وصولاً إلى سبها والشويرف وسط جنوب البلاد، ونسمة ومزدة وبني وليد، ثم إلى نقاط تهريب البشر على الساحل الغربي، وأشهرها زليتن، الخمس، القربولي، صبراتة، صرمان، وزوارة.
أصعب تلك الخطوط وأقلها نشاطاً هو الطريق الممتد من دول وسط أفريقيا عبر الجزائر وصولاً إلى غات ثم إلى تراغن والقطرون، بسبب التشديد الأمني الجزائري على الحدود الليبية. الرائد سامي العيان، وهو عضو فرع إدارة الهجرة غير الشرعية في سبها التابعة لحكومة الوفاق، يؤكد لـ "العربي الجديد" أن المعلومات حول هذه الخطوط الثلاثة متوفرة وبدقة، وهي ليست مخفية عن الأجهزة الأمنية الليبية. يضيف: "كنا نعمل على رصد عدد المهربين، ونحن على دراية بأسماء المليشيات والمجموعات المسلحة المتورطة في الأنشطة المرتبطة بتهريب الأسلحة والمخدرات". ويشير إلى "تورّط جهات رسمية في الدولة خلال الحكومات الماضية، من خلال غضّها الطرف عن تقاريرنا المتلاحقة خلال عامي 2012 و2013 ومنتصف عام 2014، بالتوازي مع حصول هذه المليشيات على أسلحتها وسياراتها الصحراوية من سلطتي طرابلس وطبرق. كما أنّ مجموعات مسلحة تحمل شعارات جهات أمنية كانت تحمي المهربين وتسهل وصولهم إلى الشمال".
ويتابع أنّ "مناطق القطرون وتراغن من المناطق التي لا يمكن لأي جهاز أمني أن يمنع فيها تجارة البشر، وهي علنية وتحت مرأى ومسمع الجميع". يضيف أن "المليشيات في المنطقتين تحصل على أسلحة من حكومتي طرابلس وطبرق باعتبارها الجهات المسلحة التابعة للحكومتين، في وقت لا تحصل الجهات الأمنية على أية معدات أو آليات". ويسأل: "كيف يمكننا مواجهة هذه المليشيات المسلّحة التي تصلها الأسلحة والسيارات من المجموعات المسلحة المشرعنة من الدولة رسمياً، والتي تتمتع بحمايتها".
إلى ذلك، يكشف الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية للجنوب الليبي، مختار عاشور، عن هوية المليشيات المسلحة العاملة في مجال التهريب. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "غالبيتها تنتمي إلى قبائل التُبو التي لها علاقات مع دول أفريقية في عمق تشاد ونيجيريا، وتملك شبكة معقدة من العاملين في هذا المجال لتأمين وصول الناس من خلال طرقات خاصة، ما يتيح لها التنقل بين ليبيا وهذه الدول". ويوضح أنّها تستخدم شاحنات وسيارات صحراوية، ولا يقتصر عملها على تهريب البشر، إذ إن هناك أسلحة ومخدرات وبحثا عن ذهب في جبال الجنوب". يضيف: "هي مجموعات قوية ومحاربة بالفطرة، ولا يمكن الدخول إلى مناطق نفوذها الممتدة بين هذه الدول وليبيا". ويكشف أنها "تشكل نفوذ حفتر في الجنوب الليبي والذراع العسكرية الأقوى بالنسبة إليه".
ويعدّ التهريب، والذي يشمل تهريب البشر، بحسب عاشور، مصدر تمويل مهما لمليشيات هذه القبائل. يضيف: "لا يمكن ضبط عدد مليشياتها، إذ إنها متداخلة ولديها علاقات مشبوهة مع حركات تمرد في دول أفريقية"، لافتاً إلى "ارتباطها أيضاً بحركة العدل والمساواة السودانية، التي وفرت لها حماية في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، وكانت حلقة الوصل بين العدل والمساواة وبين حفتر". ويعزو الباحث خلو الشرق الليبي من نقاط لتهريب البشر على سواحله، إلى أسباب سياسية يراد من خلالها إبعاد الشبهة عن حلفاء حفتر في الجنوب العاملين في تهريب البشر، وإرسال رسالة إلى الرأي العام أن مؤيدي خصوم حفتر في الغرب الليبي هم المنفذ الوحيد للمهاجرين الذين يهدّدون أمن أوروبا.
وإلى الشمال الليبي، حيث يتركز نشاط تهريب البشر عبر سواحله الغربية، يقول المسؤول في إدارة الهجرة غير الشرعية في طرابلس، العميد رجب بوخريص، لـ "العربي الجديد"، إن "نشاط الهجرة غير الشرعية كان كبيراً قبل عام في مناطق غرب البلاد. لكن مساعي الجهات الأمنية التابعة لحكومة الوفاق حدّت منه نسبياً الآن". يضيف أن "الانشغال بالحلول السياسية والصراع العسكري أتاح الفرصة لمهربي البشر، لكن هدوء جبهات القتال في مختلف أنحاء البلاد أعطى فرصة كبيرة للاهتمام بمحاربة مهربي البشر مؤخراً". [/rtl] [rtl]وعن نقاط التهريب، يقول بوخريص إن زليتن والقربولي في شرق طرابلس، والزاوية وصبراتة وصرمان في غربها، تعدّ الأكثر نشاطاً. ويمكن القول إن هذا النشاط اختفى في زليتن ونسبياً في القربولي، بسبب ملاحقة مهربي البشر ومداهمة مقارهم في هذه المناطق. كما أنّ خفر السواحل شكّل حظراً بحرياً، مع منع إرسال قوارب المهاجرين حتى الآن ولو نسبياً". من جهة أخرى، يشير إلى أن نشاط صبراتة وصرمان ما زال كبيراً، حيث يتمتع المهربون بحماية مليشيات قوية. [/rtl]
ويتحدث بوخريص عن أبرز هذه المليشيات والسماسرة، وهم:
- مليشيا أحمد الدباشي الشهير بـ "عمو" في صبراتة، وتمتلك مخازن داخل المنطقة حيث يتجمع المهاجرون، ومقرّها "مصيف الوفاق"، الذي تتخذه منطلقاً لقوارب المهاجرين. ولديها شبكة علاقات مع مهربين مصريين وسوريين وعرب آخرين، إضافة إلى تبو الجنوب، أبرزهم علاء السوري الذي يسهل وصول المهاجرين السوريين.
- مليشيا مصعب أبو قرين ومنطقة نفوذها في "دحمان" القريبة من صبراتة على شاطئ البحر. ومن أشهر سماسرة التهريب العاملين معها، أحمد قرنبو، وهو المسؤول عن إرسال القوارب.
- مليشيا محمد البعبيو، وتتخذ من مصيف "تليل السياحي" في صرمان مقرات لها. ترتبط بمجموعات إرهابية تستفيد من تهريب البشر كمصدر لتمويلها. كما أن عبد الحكيم المشوط، صاحب البيت الذي قتل فيه أكثر من 60 داعشياً من خلال قصف أميركي، هو أيضاً من رجالها.
- مليشيا الحسن الدباشي، وهي مجموعة صغيرة تتخذ من مصيف تليل السياحي مقراً لنشاطها، ويقتصر عملها على جلب المهاجرين الأفارقة من دون إرسالهم في القوارب. وتتعامل مع المليشيات الأخرى.
- مليشيا الغرابلي والتي تعرف بـ "الكرو"، وقد تراجع نشاطها مؤخراً.
- مليشيا محمد القصب في نواحي مدينة الزاوية (30 كلم غرب طرابلس)، وترتبط بمليشيات أخرى تمثل لها القوة والحماية في مناطق ورشفانة الواقعة إلى جنوب الزاوية، والمعروفة بمليشيات "السبورتو"، ولها نشاط كبير في الحرابة وتهريب البشر وتجارة السلاح وغيرها من المخالفات.
ويوضح بوخريص أنّ المخازن المخصّصة لتجميع المهاجرين، هي أسواق نخاسة، كما وصفتها الصحافة العالمية. فيها، "يعرض مهربو البشر من الجنوب مئات الأفارقة للبيع إلى مليشيات التهريب على شاطئ البحر"، لافتاً إلى أن أشهر هذه المخازن هي "مخازن أبناء جلول" في صبراتة، ومنزل لشخص يدعى محمد الكار في منطقة تليل. ويوجد مخازن أخرى في مناطق زواغة والقصر والجفارة ومقر الشرعية الصينية في منطقة راس يوسف، وكلها تقع إلى جنوب صبراتة وصرمان. ويتحدث بوخريض عن "خطط محكمة للأجهزة الأمنية في المنطقة الغربية، بدأ العمل عليها لمحاربة ظاهرة تهريب البشر على مراحل، مع الأخذ في الاعتبار قوة هذه المليشيات وشبكاتها المعقدة المرتبطة بأكثر من طريق واتجاه".
ويكشف بوخريض عن تمكّن قوات وزارة الداخلية في طرابلس من كشف وتفكيك شبكة كانت تعمل على تهريب البشر من جنسيات غير أفريقية. ويقول إن "قوات وزارة الداخلية تمكنت قبل شهرين من قتل وأسر عدد من قادة مليشيا البوني، التي كانت تسيطر على مطار معيتيقة في طرابلس. وكان المسؤول الأوّل عن تهريب مهاجرين غير شرعيين من جنسيات سورية وبنغلادشية وغيرها يسجلهم كعمال في ليبيا، قبل نقلهم إلى مليشيات التهريب عبر البحر في غرب البلاد". يضيف: "لا نستطيع الإفصاح عن معلومات أكثر، لكننا اكتشفنا تورط مسؤولين في شركات الخطوط الجوية الليبية في نشاط هذه المليشيات، وقد أوقف هؤلاء المسؤولون".
[/rtl]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس الجمعة 24 نوفمبر 2017, 2:57 pm
[rtl] [/rtl] [rtl]"سي إن إن" تكشف مزادات لبيع العبيد في ليبيا إضاءات صحفية [/rtl] [rtl][rtl] كشف تلفزيون "سي إن إن" الأميركي، في تقرير مدعم بمقاطع مصورة نشر على موقعه الإلكتروني، يوم الثلاثاء، عن عمليات بيع للبشر تجري في ليبيا، وتشمل شبانا من بلاد أفريقيا السوداء، وصلوا إلى ليبيا بهدف الهجرة إلى أوروبا.
وأظهر المقطع المصور، الذي بثته القناة، عملية مزايدة تجري على شابين اثنين، ليتم بيعهما مقابل 1200 دينار ليبي، أي ما يعادل 800 دولار أميركي. وجاء في التقرير أن أحد الشابين نيجيري وفي العشرينيات من عمره وتم عرضه للبيع باعتباره "يملك بنية قوية، ما يؤهله للعمل في المزارع".
وبعد مشاهدة لقطات مزاد العبيد، عملت شبكة "سي إن إن" على التحقق من صحتها، وسافر فريقها إلى ليبيا لإجراء مزيد من التحقيقات، حيث حمل الفريق كاميرات خفية واتجه إلى عقار خارج العاصمة طرابلس، الشهر الماضي.
ويظهر في التقرير كذلك شخص يرتدي بزة عسكرية للتمويه يصيح: "هل يحتاج أي شخص إلى حفار؟ هذا حفار، رجل قوي كبير، سيقوم بالحفر، لنبدأ المزاد!". يجذب هذا المزاد مهتمين سرعان ما شرعوا في التنافس. بينما بدا الرجال المعروضون للبيع مستسلمين تماما إلى من رست عليهم المزادات. لكن اثنين منهم بدوا خائفين مرعوبين.
كابوس الهجرة
في كل عام، يدخل عشرات الآلاف عبر حدود ليبيا على أمل الهجرة إلى أوروبا. معظمهم يبيعون كل ما يملكونه لتمويل الرحلة.
[/rtl][/rtl]
بيد أن حملة قام بها خفر السواحل الليبي مؤخرا كانت تعني أن عددا أقل من القوارب سيخرج إلى البحر، مما يترك للمهربين التحكم في المهاجرين. وهكذا، يصبح المهربون سادة، ويتحول المهاجرون واللاجئون إلى عبيد.
وجاء في التقرير: "تم تسليم الأدلة التي صورتها الشبكة إلى السلطات الليبية، التي وعدت بفتح تحقيق".
وقال الملازم أول ناصر حازم، من وكالة الهجرة غير الشرعية التابعة للحكومة في طرابلس، "على الرغم من أنه لم يشهد مزادا لبيع العبيد، إلا أنه يقر بأن عصابات الجريمة المنظمة تقوم بتشغيل شبكات التهريب في البلاد".
وأضاف: "إنهم يجلبون قاربا ويضعون فيه 100 شخص، المهرب لا يهتم طالما يحصل على المال، والمهاجر قد يصل إلى أوروبا أو يموت في البحر".
من جهته، قال مدير العمليات والطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة، محمد عبد القادر، في بيان بعد عودته من طرابلس، في نيسان/إبريل، إن "الوضع مروّع". وأضاف: "بعض التقارير مرعبة حقا، ويمكن إضافة التقارير الأخيرة عن أسواق الرقيق للمهاجرين إلى قائمة طويلة من الانتهاكات".
أما أنس العزبي، وهو مشرف في مركز اعتقال في طرابلس للمهاجرين الذين تقرر ترحيلهم، فأكد أنه سمع "الكثير من القصص" عن الاعتداءات التي يمارسها المهربون على المهاجرين.
وتابع: "أنا أعاني بسببهم، ما أراه هنا يوميا، صدقوني، يجعلني أشعر بالألم بسبب المهاجرين، كل يوم أسمع قصة جديدة، يجب أن تستمع إليهم جميعا. من حقهم أن تسمع أصواتهم".
أحد المهاجرين المحتجزين، وهو شاب نيجيري يدعى فيكتوري، يقول إنه "بيع في مزاد العبيد عدة مرات".
وقال فيكتوري لـ"سي إن إن" من مركز الاعتقال الذي يقبع فيه في انتظار ترحيله: "لقد أنفقت أكثر من مليون نايرا نيجيرية (حوالي 2780 دولار)، طلبت المال من والدتي ومختلف الأقارب لإنقاذ حياتي".
ومع ازدياد خطورة الطريق عبر شمال أفريقيا، تخلى العديد من المهاجرين عن أحلامهم في الوصول إلى السواحل الأوروبية. وفي هذا العام، اختار أكثر من 8800 شخص العودة الطوعية إلى ديارهم في رحلات العودة إلى الوطن، التي نظمتها المنظمة الدولية للهجرة.
الاتحاد الإفريقي يطالب بوقف تجارة العبيد في ليبيا وجاء في بيان خاص صادر من رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي موسى فقيه محمد أنه "يدين بحزم هذه الأعمال الشنيعة التي تخالف بشكل مباشر القيم العليا للآباء المؤسسين للمنظمة والوثائق الدولية والإفريقية، بما في ذلك الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب".
وطالب فقيه محمد "بإيقاف ممارسة (تجارة العبيد) وغيرها من أشكال التعامل الإجرامي مع البشر" في ليبيا. وكان تقرير لشبكة CNN الأمريكية كشف عن بيع المهاجرين بالمزاد في ليبيا، وفي تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول يظهر في التقرير شابان يُعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحفي الذي أعد التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي. وكانت حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) في ليبيا أعلنت الأحد، عن بدء تحقيق في وجود سوق للعبيد في ضواحي العاصمة طرابلس. من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته بشأن ورود التقارير حول تجارة البشر في ليبيا. المصدر: "تاس"
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس الجمعة 24 نوفمبر 2017, 3:19 pm
صحف عربية: ليبيا "الجديدة" تصفعنا بتحولها لسوق نخاسة ناقش عدد من الصحف العربية التقارير الأخيرة التي تحدثت عن وجود أسواق لبيع وشراء الرقيق في ليبيا. وأظهر مقطع بثته قناة "سي إن إن" الأمريكية هذا الأسبوع شبانا أفارقة يباعون في المزاد العلني بليبيا ليكونوا عمالا في المزارع. تقرير "صادم" وتحت عنوان "تجارة العبيد في ليبيا"، يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية "لم يَخطر في بالنا مُطلقًا كعَرب، أن نَعيش يومًا، وفي القَرن الحادي والعشرين، نَرى فيه تجسيدًا حيًّا لتجارةِ الرّقيق في بُلداننا، وعلى أراضينا، ومن قِبَل الذين يَدّعون أنّهم يَنتمون إلى هذهِ الأمّة العَريقة، والعقيدة الإسلاميّة السّمحاء، التي كانت أوّل من حاربَ هذهِ الظّاهرة المُخجلة". يضيف عطوان "اليوم تأتينا الصّفعة من ليبيا التي شَهِدت ثورةً من المُفترض أن تكون قد حرّرتها، وأسّست نِظامًا دِيمقراطيًّا عادلاً يتساوى فيه المُواطنون ويَعم الرّخاء، وتَسود العَدالة الاجتماعيّة، بعد الإطاحة بنظامٍ ديكتاتوريٍّ مُتسلّط، ولكن بعد سَبع سنوات من الثّورة ها هي ليبيا الجديدة تُفاجئنا، ليس بالفَوضى الدمويّة، وسَطوة الميليشيات، وهُروب نِصف سُكّانها بَحثًا عن الأمان في دُول الجِوار، والمَنافي، وإنّما بتِحوّل العاصمة طرابلس، أو أحد مَزارِعها، إلى سوقٍ للنّخاسة يُباع فيه، وفي المَزاد العَلني، "العبيد" الأفارقة، وبأسعارٍ مُتدنّيةٍ لا تَزيد عن 400 دولار للرأس". ويختتم الكاتب بالقول "اللّوم لا يَقع على هؤلاء السماسرة والتجار فقط، وإنّما على الذين أوصلوا ليبيا إلى هذا الوَضع اللإنساني المُؤسف، وعلى رأسهم جامعة الدول العربيّة التي وَفّرت الغِطاء الشّرعي لغَزو حلف الناتو، وإعطائه الضّوء الأخضر لتدمير البِلاد، وقتل ثلاثين ألفًا من أبنائها، دون أيِّ ذَنبٍ ارتكبوه". وعلى المنوال ذاته، تؤكد صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن التقرير "كان بالفعل صادماً"، مؤكدة أن "المهربون الذين يجلبون الناس إلى السواحل الليبية هم من يبيعونهم بعد أن أخفقوا في إدخالهم إلى أوروبا عبر البحر، فيعودون إلى السواحل الليبية لبيعهم أجراء وعبيداً لمن يرغب في شرائهم، وبالتالي امتلاكهم، تماماً كما يمتلك المشتري أي قطعة أثاث أو سيارة أو جرار زراعي، أو حيوان أليف." وتضيف الخليج " مأساة المهاجرين الأفارقة عبر ليبيا إلى أوروبا ليست جديدة، فالمئات، بل عشرات الآلاف منهم يفرون من بلدانهم إلى ليبيا، همزة الوصل مع أوروبا، لكن الجديد أن حالات وفرص الوصول إلى أوروبا لم تعد متاحة، كما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية، فأوروبا بدأت تغلق حدودها للحد من التدفق الهائل للمهاجرين الأفارقة وغير الأفارقة، خاصة القادمين من الدول العربية التي تشهد أوضاعاً شبيهة بالدول الإفريقية." كما أفردت جريدة الصحافة اليوم التونسية وغيرها الكثير من الصحف مساحات كبيرة للحديث عن رود افعال الدول الأفريقية لهذا التقرير، إذ أشارت هذه الصحف إلى قيام حكومات النيجر وبوركينا فاسو باستدعاء سفيري ليبيا في بلديهما للتعبير عن استياءهما من هذه التقارير والمطالبة بإجراء تحقيق في مثل هذه المزاعم. وبالمثل، يقول الصادق دهان في موقع اخبار ليبيا الالكتروني "لماذا اذا نستغرب أن تمارس تجارة بيع وشراء الانسان (اسودا كان او أبيضا) - (ذكرا كان أو أنثى) على الحدود الليبية او على اراضيها؟ لا يجب ان نعتبر الأمر جللا قبل ان نعتبر كل ما ورد في القائمة أعلاه نكبات إنسانية متكاملة الأركان تجري في عصر الفضاء تحت مرأى ومسمع من المجتمعات التي تتدعي التحضر." ويضيف دهان "الحقيقة في شكلها البسيط أن الهجرة غير القانونية هي الاسم العصري لما كان يعرف بتجارة (الرقيق) في العصور الغابرة، والمسؤول الأول والأخير على عذابات المهاجرين الأفارقة اليوم وفي تلك العصور هم الغرب (أوروبا الغربية وامريكا)." ويؤكد الكاتب أن "هذا النوع من التجارة الرائجة في أوروبا ليست معروفة في ليبيا ولم تكن من ضمن نشاطاتهم في (100 سنة) الماضية على الأقل، اما المؤكد حتى اليوم هو أن عصابات تهريب الأطفال والقاصرين وتجارة الأعضاء والنساء والمخدرات منبتها أوروبا وأمريكا، وهي اختراع و(ماركة مسجلة) باسم شركات أوروبية وامريكية"
[rtl]تجارة العبيد في ليبيا... من البنغال إلى الأفارقة بنغازي - أحمد ناصر
يشعر المسؤول في قسم شؤون المهاجرين واللاجئين في اللجنة الوطنية الليبيةلحقوق الإنسان محمد عمران بالأسى الشديد إزاء ما يتعرض له المهاجرون الأفارقة من جرائم وانتهاكات على يد تجار ومهربي البشر، والجماعات والمليشيات المسلحة المسيطرة على مراكز الإيواء والاحتجاز للمهاجرين واللاجئين في مدن "سبها وأوباري والشويرف" بجنوب البلاد وفي "جنزور والزاوية وصبراتة والخمس والقرة بوللي وتاجوراء" في غربها والتي تصل إلى حد البيع والاسترقاق.
ويعاني اللاجئون والمهاجرون من إجبارهم على العمل بالسخرة في أعمال البناء والنظافة والزراعة ورفع البضائع، من قبل عصابات التهريب والجريمة المنظمة إلى جانب احتجازهم في سجون ومقار احتجاز لإجبار عائلاتهم على دفع أموال للعصابات كما يقول عمران.
ويوجد في ليبيا 700 ألف مهاجر، بينهم 12 ألفا كانوا ينوون العبور إلى أوروبا، لكنهم ظلوا عالقين في ليبيا بحسب إحصاء كشف عنه المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة وليام لاسي سوينج، في 4 أغسطس/آب الماضي، فيما وصل إلى أوروبا 171 ألف مهاجر ولاجئ من يناير/كانون الثاني حتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مقارنة بنحو 300 ألف مهاجر دخلوا القارة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بحسب المنظمة ذاتها، موضحة أن 75% ممن وصلوا إلى أوروبا دخلوا إيطاليا، بينما توزع الباقون على اليونان وقبرص وإسبانيا.
استعباد البنغال
في بداية عام 2014، بدأت ظاهرة استرقاق العمال مع تنامي تهريب البشر إلى أوروبا، غير أن مهربي البشر وعصابات التهريب استهدفت العمالة البنغالية وقتها، إذ وثق "العربي الجديد" حالات بيع وشراء جرت بشكل علني في سوق جنيهين بمدينة بنغازي شرقي ليبيا نتيجة للانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا وعدم قدرة الدولة على ضبط حدودها وفرض سيطرتها في التحقيق المنشور في يوليو/تموز من العام ذاته، والذي وثق إفادات لعمال بنغال أكدوا "أن رحلة العمال البنغال تبدأ من مصر، حيث يأتي العمال البنغاليون بأعداد كبيرة بتأشيرات عمالة بمصانعها، ثم تقوم عصابات متخصصة بتهريبهم إلى ليبيا، وبيعهم لعصابات أخرى تتعامل معها داخل ليبيا، والتي تتولى بدورها بيعهم لمن يرغب في الاستفادة من خدماتهم مقابل أجر زهيد يحصل عليه العامل".
استعباد البنغال، أكده كذلك تصريح سابق تم نشره في التحقيق على لسان رئيس لجنة تنظيم العمالة الوافدة والهجرة غير الشرعية في مدينة بنغازي، أيمن الخفيفي، والذي أكد بأنه توجد جهات تتاجر بالعمالة البنغالية في المدينة، وتقوم ببيعها للشركات وأرباب المصانع والمزارع والبيوت بأسعار مختلفة، بينما لفت عثمان أبو بكر (رجل أعمال ليبي يمتلك عدة شركات تعمل في مجالات المقاولات والاستثمار) أن المتاجرة في العمالة البنغالية كرقيق موجودة بأشكال قد لا تبدو في ظاهرها عملية استرقاق، لكن جوهرها لا يختلف عن الاسترقاق كثيراً، "بعض العمال البنغاليين يعمل مقابل أجر زهيد أقل بكثير مما يستحق، وبعضهم يعمل لفترات مقابل غذائه وإعاشته فقط"، كما يقول أبو بكر لــ"العربي الجديد"، الأمر الذي يطابق ما رصده عثمان بلبيسي رئيس مهمة منظمة الهجرة في ليبيا والذي كشف في تصريحات صحافية في إبريل/نيسان الماضي عن حالات مشابهة ولكن لمهاجرين أفارقة قائلا إنه يمكن أن "تذهب إلى السوق حيث يمكنك دفع ما بين 200 و500 دولار للحصول على مهاجر" واستغلاله "في أعمالك". وأضاف "وبعد أن تشتريه تصبح مسؤولا عن هذا الشخص بعضهم يهرب وآخرون يبقون قيد الاستعباد".
استعباد الأفارقة
تعمل عصابات الاتجار بالبشر، والمليشيات المسلحة على مقايضة أسر المهاجرين الذين تحتجزهم رهائن في مركز الإيواء الليبية، إذ تجبرهم على طلب مبالغ مالية تصل إلى ألف دولار أميركي للشخص الواحد، في مقابل الإفراج عنهم، بينما يتعرضون خلال تلك الفترة للضرب كما تجلب النساء المهاجرات إلى المنازل ويتم استرقاقهن جنسيا وفقاً لحالات وثقها تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية في 11 إبريل/نيسان 2017، وجمعت المنظمة شهادات لمهاجرين عائدين من ليبيا أكدوا بيعهم في مدينة سبها جنوبي غرب البلاد، من قبل سائقين يعملون مع مهربين للبشر، من بينهم حالة تم توثيقها لمهاجر سنغالي دفع 320 دولارا لمهرب ليصل إلى ليبيا انطلاقا من أغاديس في النيجر، وبعد يومين في الصحراء على متن سيارة رباعية الدفع وصل إلى سبها، وقال له حينها سائق السيارة إن المهرب لم يدفع له أجرته فنقل السنغالي إلى "سوق للعبيد" وبعد بيع المهاجر السنغالي تم اقتياده إلى عدة مناطق أشبه بـ "سجون" يتم فيها تعذيب المهاجرين، في حين يطالب محتجزوهم أسرهم بدفع فدية للإفراج عنهم. وتمكن السنغالي لاحقا من أن يصبح مترجما لدى الخاطفين ما أعفاه من حصته من الضرب.
غير أن عضو ومقرر مجلس النواب الليبي صالح قلمه يرفض الإقرار بأن ليبيا فيها سوق للرقيق، قائلا "أنا من أبناء الجنوب وموجود فيه، وقد تابعت ملف الهجرة والجنوب الليبي الذي يشوبه الغموض في وسط هذه التجاذبات السياسية والأمنية حول الملف الليبي" غير أنه عاد وأقر بوجود عصابات متخصصة في تهريب البشر، قائلا "تهريب المهاجرين عبر عصابات أصبحت مافيا وجماعات متطرفة أمر معروف في المنطقة وليس جديدا بل منذ 20 عاما"، لكن مسؤول قسم شؤون المهاجرين واللاجئين في اللجنة محمد عمران أقر بوجود ممارسات الاستعباد من خلال رصدهم حالات تعرضت لذلك، وهو ما أكده بيان صادر عن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس، والذي أكد تشكيل لجنة خاصة، تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية للإشراف على سير التحقيقات في مزاعم وجود مزادات علنية لبيع المهاجرين في ليبيا لتحديد أماكن هذه الأنشطة الإجرامية والمسؤولين، وهو ما رحبت به المنظمة الدولية للهجرة في جنيف.
دور حكومي غائب
"يتوجب على أوروبا معالجة الأسباب الجذرية لظاهرة الاسترقاق الناتجة عن الهجرة غير الشرعية"، كما يقول الكاتب الليبي المهتم برصد تداعيات الظاهرة المتفاقمة فتحي أبو زخار، مضيفًا أن هشاشة الدولة أكبر سبب لخلق بيئة مناسبة لاستمرار ليبيا كمحطة عبور للبشر من أفريقيا وآسيا إلى أوروبا، وهو ما جعل البرلمان الإيطالي يوافق مطلع أغسطس/آب الماضي على إرسال بعثة بحرية محدودة إلى ليبيا لمساعدة قوات خفر السواحل في إدارة وتنظيم تدفق المهاجرين ووقف شبكات التهريب، من خلال نشر سفينتين بحريتين في المياه الليبية الإقليمية، فيما أصدرت دار الإفتاء الليبية فتوى تحمل (رقم 2372) بخصوص تهريب المهاجرين الأفارقة نصت على أنه "عمل يجمع مفاسد عديدة، محرمة شرعًا، ضارة ضررًا بالغًا بحياة الناس، والوطن بأسره، ومن يُسلِّم نفسه إلى المهربين آثمٌ لأن عمله يعد من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة"، غير أن كل هذه الجهود تبقى غير كافية كما يقول أبو زخار والذي يخشى من تطور ظاهرة الاستعباد إلى الأسوأ، إذ تم القبض مؤخرا على عصابات تتاجر في الأعضاء.
[/rtl] [rtl] تفاصيل جديدة مروعة لكواليس بيع المهاجرين كعبيد في ليبيا طرابلس ــ عبد الله الشريف [/rtl] [rtl][rtl]تظهر مشاهد فيديو جديدة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيلَ مروعة حول احتجاز عشرات المهاجرين الأفارقة في ليبيا قبل بيعهم كعبيد.
ويوضح الفيديو أن المهاجرين كانوا محتجزين داخل سجن تحت الأرض، وأنهم أغلقت عليهم كل منافذه باستثناء فتحات صغيرة يزودهم من خلالها حراس بالغذاء والماء. ويؤكد نشطاء تداولوا الفيديو الجديد، أنه تم تصويره أثناء خروج المهاجرين من كوة بالسجن بعد أن قام مجهولون بتحطيم الجدار لمساعدتهم على الخروج. وتظهر اللقطات المهاجرين يخرجون عبر الفتحات الصغيرة.
وفي مشاهد أخرى من الفيديو يلتقط المهاجرون قطعاً من الخبز وكميات من الماء وعلى وجوههم بدت الفرحة، كما يظهر الفيديو أصوات أناس يقومون بمساعدة المهاجرين على الخروج من السجن، ويبدو من أصواتهم أنهم يتحدثون اللغة العربية باللهجة الليبية.
وقال المسؤول في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمدينة صبراتة، عبد المنعم حركات، إنه "لا يمكن تأكيد أن تلك المشاهد مصورة في المدينة. الفيديو جديد، وعصابات الاتجار بالبشر كانت تسيطر على المدينة". أكد المسؤول الليبي لـ"العربي الجديد"، أن "الفيديو لا يمكن أن يكون قد تم تصويره بعد سيطرة قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على المدينة، والتي تمت بعد حرب ضارية خاضتها مع عصابات التهريب خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين".
وأضاف حركات، "عثرت قوات تحرير صبراتة على عشرات المخازن التي كان يتم تجميع المهاجرين داخلها. العصابات التي كانت تسيطر على المدينة جزء من شبكات كبرى، وتشكل صبراتة النقطة الأخيرة قبل نقل المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا، عصابات التهريب لا تعرف الرحمة وقد تفعل أكثر من هذا". وأوضح أن القوة التي حررت المدينة من قبضة العصابات تمكنت من العثور على 8500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة محتجزين في مقار هذه العصابات، وقامت منتصف أكتوبر الماضي، بتسليمهم إلى مراكز الإيواء الرسمية التابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في طرابلس. [/rtl]
[rtl]
تِجارَة “العبيد” في ليبيا.. آخر ما تَوقّعناه في هذا البَلد المَنكوب بعد استثمارِها المِليارات في أفريقيا.. هل نَحن عُنصريّون فِعلاً إلى هذهِ الدرجة؟ ومَن المَسؤول عن هذهِ الجريمة.. الجامعة العَربيّة أم فرنسا وبريطانيا وأمريكا وحُلفاؤها العَرب؟ إنّها وَصْمَة عار
عبد الباري عطوان
لم يَخطر في بالنا مُطلقًا كعَرب، أن نَعيش يومًا، وفي القَرن الواحد والعشرين، نَرى فيه تجسيدًا حيًّا لتجارةِ الرّقيق في بُلداننا، وعلى أراضينا، ومن قِبَل الذين يَدّعون أنّهم يَنتمون إلى هذهِ الأمّة العَريقة، والعقيدة الإسلاميّة السّمحاء، التي كانت أوّل من حاربَ هذهِ الظّاهرة المُخجلة.
طاردتنا تُهمة العبوديّة، وأعمال السمسرة بالبَشر، قرونًا عِدّة، وكُنّا نُحاول إنكار هذهِ التّهمة، ونَتحدّث عن مُؤامرةٍ استعماريّةٍ تُريد إلصاقها بِنا، وتَكريسها من خِلال أفلامٍ دراميّةٍ، أنفقت هوليود عاصمة السينما المَلايين لإنتاجها وتَوزيعها.
اليوم تأتينا الصّفعة من ليبيا التي شَهِدت “ثورةً” من المُفترض أن تكون قد حرّرتها، وأسّست نِظامًا دِيمقراطيًّا عادلاً يتساوى فيه المُواطنون ويَعم الرّخاء، وتَسود العَدالة الاجتماعيّة، بعد الإطاحة بنظامٍ ديكتاتوريٍّ مُتسلّط، ولكن بعد سَبع سنوات من “الثّورة” ها هي ليبيا الجديدة تُفاجئنا، ليس بالفَوضى الدمويّة، وسَطوة الميليشيات، وهُروب نِصف سُكّانها بَحثًا عن الأمان في دُول الجِوار، والمَنافي، وإنّما بتِحوّل العاصمة طرابلس، أو أحد مَزارِعها، إلى سوقٍ للنّخاسة يُباع فيه، وفي المَزاد العَلني، “العبيد” الأفارقة، وبأسعارٍ مُتدنّيةٍ لا تَزيد عن 400 دولار للرأس.
***
المُفارقة أن النّظام الديكتاتوري السابق “بَيّض” صفحة العَرب في أفريقيا، ولَعِب دورًا أساسيًّا في نِسيان الأشقاء الأفارقة لماضي العَرب في تجارة الرّقيق المُخجلة، عندما استثمر عشرات المِليارات من الدولارات لتنمية الاقتصاد في القارّة السوداء، وخَلْق فُرص العَمل الشريفة لأبنائها، وتأسيس الاتحاد الأفريقي على قواعدٍ حديثةٍ، وِفق نظامٍ أساسيٍّ مُتقدّمٍ جدًّا.
لا يُمكن أن نقبل بالتبريرات التي يُطلقها أهل الحُكم الحالي في ليبيا والتي تقول بأنّها “حالة فرديّة” ومَعزولة، لأننا نُدرك جيّدًا حَجم “العُنصرية” المُتأصّلة في نُفوس مُعظمهم تُجاه الأشقاء الأفارقة من ذوي البشرة السمراء، حتى لكأنّهم من نَسل الجنس الآري، وبَشرتهم في بياضِ بشرة أهل السويد ومُواطني ألاسكا، فهؤلاء، أو بعضهم، دمّروا بلدةً كاملةً اسمها “تورغاء” في بداية “الثورة” الليبيّة، واعتقلوا الآلاف من أبنائها ذوي البشرة السوداء والسمراء في مُعتقلات أقرب إلى مُعتقلات النازيّة، وعَذّبوا وقَتلوا المِئات منهم، تحت ذَريعة دَعمهم لنظام العقيد القذافي، ونعتقد أن هذهِ البَلدة ما زالت على حالِها من الدّمار، وما زال مَمنوعًا على أبنائها، أو من بَقِي منهم على قَيد الحياة، العَودة إليها.
التقرير المُصوّر الذي بثّته قناة “سي إن إن” الأمريكيّة، وأظهرت فيه جانبًا من سوق للرّقيق في إحدى مزارع طرابلس العاصمة لا يَكذب، وأيَّ مُحاولةٍ للدّفاع عنه تُدين أصحابها أكثر ممّا تُدين السماسرة والبائعين والشّارين أيضًا.
اللّوم لا يَقع على هؤلاء السماسرة والتجار فقط، وإنّما على الذين أوصلوا ليبيا إلى هذا الوَضع اللإنساني المُؤسف، وعلى رأسهم جامعة الدول العربيّة التي وَفّرت الغِطاء الشّرعي لغَزو حلف الناتو، وإعطائه الضّوء الأخضر لتدمير البِلاد، وقتل ثلاثين ألفًا من أبنائها، دون أيِّ ذَنبٍ ارتكبوه.
لا يُمكن أن ننسى ما حيينا الدّور الذي لَعِبته الدّول الغربيّة “الحضاريّة”، وفرنسا وبريطانيا إلى جانب أمريكا، زعيمة العالم الحُر، في هذهِ المأساة الليبيّة التي “فَبركت” الثّورة، مِثلما أثبتت الوثائق لاحقًا، من أجل الإطاحة بالزّعيم الليبي الراحل، ليس لأنّه ديكتاتوريًّا مُتسلّطًا، وإنّما لأنّه كان يَعمل لإطلاق “الدينار” الأفريقي، ليكون عُملة تعامل لكل القارّة الأفريقيّة، وبَديلاً عن “الدولار” و”اليورو”، وهي الحقيقة التي اعترف بها الرئيس الأمريكي السّابق باراك أوباما، وعَبّر عن نَدَمِه الشّديد لتأييد “المُؤامرة” الفرنسيّة البريطانيّة” في التدخّل العَسكري في ليبيا.
***
أعرف الشعب الليبي شَخصيًّا، وقد عايَشته، وعِشْت بينه، وهو من أكثر الشعوب العربيّة طيبةً ونَقاء وكَرمًا، وشَهامةً وتَواضعًا، وكل ما تَعيشه بِلاده من مآسي وجرائم وانحرافات في الوَقت الرّاهن، دخيل عليه وعلى قِيَمه وأخلاقه، بِما في ذلك ما يَتردّد عن تِجارة الرقيق.
الحديث عن تَحقيق حُكومة الوِفاق الليبيّة في جريمة الرّقيق هذهِ مُجرّد ذَرْ للرّماد في العُيون، فهذهِ الحُكومة ليس لها من اسمها نصيب، أي أنّها ليس لها أيَّ علاقةٍ بالوِفاق، وهُناك ثلاث حُكومات تُنافسها على الأقل، في ظِل الفَوضى الدمويّة التي تَجتاح البِلاد حاليًّا.
من يَستحق المُحاكمة فِعلاً هُم المَحسوبون على الشّعب الليبي، ونَفّذوا المُؤامرة كأدواتٍ للغَرب، وأوصلوه إلى هذا الوَضع المُؤسف والمُتردّي.
كان الله في عَون الشّعب الليبي الطيّب، فكَم من الجَرائم تُرتكب باسمه هذهِ الأيّام، ونَكتفي بالقَول “حَسْبُنا الله ونِعم الوكيل”.
[/rtl][/rtl]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس الجمعة 24 نوفمبر 2017, 3:25 pm
سعر الفرد 200 دولار.. ماذا تعرف عن تجارة العبيد في ليبيا؟
بلد عربي يعاني من صراع عسكري وسياسي، دُفع سكانه – برغبتهم أو تحت وطأة صراع النفوذ – لاتخاذ قرار بالعيش على أموال تهريب الأرواح، كانت البداية تهريبها إلى الحُلم «أوروبا»، ثم انتهى الأمر بتهريبها نحو «العبودية». إنها ليبيا التي انتهزت جذبها لآلاف الراغبين في الهجرة من بلدانهم نحو أوروبا لتصبح مسرحًا لتجارة الرقيق، مسرحًا يرتكب على خشبته الاتجار بأجساد البشر وأراوحهم.
من ليبيا.. جولة في سوق العبيد
لقطات مصورة، تظهر رجلًا يضع يده على كتف شاب إفريقي، قوي البنية، يقول الرجل – الذي لا تظهر إلا يده – بلهجة ليبية: هذا حفار، رجل قوي كبير، سيقوم بالحفر، وما أن يعلن كلمته: لنبدأ المزاد؟ حتى تسمع أسعارًا فقط. بعد دقائق قليلة وقع البيع وتم شراء شابين، ثمنهما 1200 دينار ليبي (أقل من 300$)، فقد تسابق الحضور على رفع السعر من أدنى لأعلى حتى انتهت الصفقة بالذهاب مع «مالك الجديد»
ليس ما سبق مشهدًا سينمائيًا لإظهار تجارة العبيد في العصور الوسطى، إنها «العبودية» واقعة على أرض ليبيا التي خرج شعبها من سنوات معدودة ليرسخ الحرية، سوق لبيع المهاجرين عبر مزاد علني، فضح أمره بالفيديو تحقيق نشرته شبكة «CNN» منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، يُباع المهاجرون الذين هربوا من «جحيم» بلادهم نحو أوروبا ببضعة دولارات، ويصبح مصيرهم العمل بالسخرة. ويظهر تحقيق «CNN» أنه في مركز بيع البشر لا يفضل البيع بالعملة الليبية، بل بعملة الدولار الأمريكي؛ فأثرياء هذه التجارة فرضوا ما يحقق ثراء أكثر لهم، وتنقل الشبكة تصريحات المهاجر «يوسف كدوكي»، فيقول: إن «شبكات التهريب لا تكترث للناس وتتعامل معهم كأنهم بضاعة»، مضيفًا أنه: «تعرضت برفقة المهاجرين الذي كانوا معه إلى الاحتجاز في مستودعات لعدة أيام في ظروف سيئة منعنا فيها من أبرز الاحتياجات البسيطة، حتى من الكلام، كما تم تجريدنا من كل ما نملك».
صور للمهاجرين تم تعذيبهم في ليبيا (المصدر: شبكات التواصل الاجتماعي) لم يكن تحقيق «CNN» هو السبق الصحافي الأول، فسبق وأن أشارت عدة وسائل إعلام عالمية ومؤسسات حقوقية لانتشار هذه التجارة في ليبيا، ففي أبريل (نيسان) الماضي، كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن مهاجرين من غرب إفريقيا كانوا يباعون في أسواق الرقيق الحديثة في ليبيا، حيث إن «التجارة بالبشر أصبحت طبيعية في ليبيا، فالخاطفون يبحثون عن تجار ماهرين بينهم، فكانوا يبيعون الكهربائيين والسباكين إلى مشترين بعينهم، والبقية كان يجري عرضهم في مزاد باعتبارهم عمالًا»، أيضًا حمل تقرير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2016، الكثير من الحقائق حول العبودية في ليبيا بناء على شهادات جمعها من المهاجرين الناجين. من بين تلك الشهادات كانت «أرباب العمل والمهربين، وتجار البشر وموظفي جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية كثيرًا ما كانوا يهددونهم بالقتل أو يضربونهم بالعصي والقضبان الحديدية، وأعقاب المسدسات، أو يطلقون النار عليهم؛ لكي يجبروهم على العمل، كما شاهد الناجون مقتل أصدقائهم الذين كانوا غير قادرين على العمل أو الذين حاولوا الهرب»، حسب التقرير المعنون بـ«محتجزون ومجردون من إنسانيتھم».
أحد المهاجرين الأفارقة وقد تعرض لتعذيب شديد (المصدر: شبكات التواصل الاجتماعي) كذلك كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن وجود «أسواق عبيد حقيقية» في ليبيا، فبينما بعض المهاجرين يُحتجَزون مقابل فدية أو يتم استغلالهم جنسيًا، أكدت المنظمة أن ثمن بيع المهاجر الإفريقي يتراوح بما بين 200 و500 دولار، ويوضح رئيس مهمة منظمة الهجرة في ليبيا، عثمان بلبيسي لـ«الجارديان» أنك «تذهب إلى السوق، حيث يمكنك دفع ما بين 200 و500 دولار للحصول على مهاجر واستغلاله في أعمالك، وبعد أن تشتريه تصبح مسؤولًا عن هذا الشخص، بعضهم يهرب، وآخرون يبقون قيد الاستعباد».
مصير «الفريسة الثمينة»: السخرة أو الاستغلال الجنسي أو الفدية
تبين الأرقام الأخيرة للمنظمة الدولية للهجرة أن «هناك ما بين 700 ألف إلى مليون مهاجر في ليبيا»، لقي أكثر من 200 ألفمنهم مصرعهم لدى عبور البحر المتوسط، فحسب تقرير حديث للمنظمة تناول الحوادث البحرية منذ مطلع 2017 في ليبيا، يتبين أن «عدد المهاجرين الذين جرى تهريبهم إلى إيطاليا 9793 مهاجرًا، في حين جرى إنقاذ 13148 مهاجرًا، وانتشال 2244 جثة غرقت في عرض البحر قبالة السواحل الليبية».
الشاب المهاجر، كوليبالي ياحيا، تعرض لحروق خطيرة من قبل خاطفيه الليبيين ( المصدر: الجارديان) لكن ما الذي يحدث بعد الوصول لليبيا؟ يكاد ينحصر مصير المهاجرين الأفارقة من نيجيريا والسنغال وغامبيا وغيرهم عند الوصول لليبيا، في عدة خطوات، أولها أن يتم احتجازهم في مراكز مكتظة وتفتقر للمرافق الصحية، مدة هذا الاحتجاز تتراوح في المتوسط لمدة شهرين أو 3 أشهر. بعد ذلك تختار الميليشيات المسلحة وشبكات التهريب التي تعتبرهم «فريسة ثمينة» مصير هؤلاء، ما بين السخرة، أو الاستغلال الجنسي، أو طلب الفدية من ذويه، يقول فتى من السنغال، في السادسة عشر من عمره، إنه تم احتجازه عندما كان يبحث عن عمل في سبها جنوبي ليبيا من قبل رجال مسلحين، بعضهم في زي رسمي، وبعضهم في ملابس مدنية، ويوضح الفتى لموظفي البعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنهم «أخذوه بالقوة لمستودع في سبها لمدة شهر، وكان معه 80 مهاجرًا آخر، من بينهم 42 امرأة وطفلًا من مالي ونيجريا والسنغال، احتجزوا في ظروف غير إنسانية، فكميات الغذاء ومياه الشرب كانت قليلة للغاية، والحراس يضربون المهاجرين، وخاصة أولئك الذين رفضوا العمل، أو كانوا ضعفاء جدًا، وغير قادرين على العمل».
ويضيف الفتي في التقرير المعنون بـ«محتجزون ومجردون من إنسانيتھم» القول: «كان بعض الرجال المسلحين يأتون ويأخذون النساء والفتيات البالغة أعمارهن 13 عامًا، وكانوا يعيدونهن، إما بعد بضع ساعات أو في اليوم التالي، وكان يتم اغتصاب النساء والفتيات الصغيرات جدًا، وفي حال قاومن تضربن وتهددن بالأسلحة».
هل تدعم جهات رسمية ميليشيات الاتجار بالبشر في ليبيا؟
منذ اندلاع الثورة الليبية عام 2011، لم تتمكن الجهات الليبية من إيجاد سلطة مشروعة قادرة على توحيد الليبيين تحت حكومة واحدة، ولطبيعة البلاد السياسية والقبلية والجغرافية، وضعف الإجراءات الأمنية؛ طغى نفوذ مليشيات مسلحة تقاتل من أجل السيطرة على الأراضي والموارد النفطيّة.
مركز احتجاز مهاجرين في ليبيا هذه المليشيات غير النظامية انتهزت عمليات تدفق اللاجئين والمهاجرين وعدم وجود قوة رادعة، فتمرست في عمليات تهريب البشر، ومع مرور الوقت أصحبت هي من تسيطر على مراكز احتجاز وإيواء المهاجرين واللاجئين، ثم الاتّجار بهم، لكن المفاجأة التي كشفت في الشهور الأخيرة هي حصولها على دعم من قبل وزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الوفاق الوطني، ومن قبل الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا التي يقودها الليبي، خليفة حفتر. فعند الحديث عن أهم تلك الميليشيات وهي مليشيا «الشهيد أنس الدباشي» التي يقودها الليبي «أحمد الدباشي»، يذكر مؤخرًا اتفاقًا حول قبول تلك المليشيا بوقف عمليات تهريب البشر، مقابل حصولها على مناصب في الحكومة الليبية، ويظهر تقرير صحيفة «الجارديان» البريطانية الذي نشر في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، بأن عشيرة الدباشي، التي «تسيطر على 3 معسكرات اعتقال رئيسة للمهاجرين في المنطقة، وافقت على وقف أعمالها المربحة مقابل الحصول على المركز السياسي والنقد»، لكن الصحيفة تشير إلى «وجود صراع على نطاق أوسع في السلطة في المدينة، ولا سيما بين الدباشي من جهة، وبين غرفة العمليات في (داعش) والمليشيا المتنافسة من جهة أخرى».
ولذلك يرى العضو فرع إدارة الهجرة غير الشرعية في سبها التابعة لحكومة الوفاق، الرائد سامي العيان خلال حدثيه لـ«العربي الجديد» أن هناك «تورّطًا لجهات رسمية في الدولة خلال الحكومات الماضية، من خلال غضّها الطرف عن تقاريرنا المتلاحقة خلال عامي 2012 و2013 ومنتصف عام 2014، بالتوازي مع حصول هذه المليشيات على أسلحتها وسياراتها الصحراوية من سلطتي طرابلس وطبرق. كما أنّ مجموعات مسلحة تحمل شعارات جهات أمنية كانت تحمي المهربين وتسهل وصولهم إلى الشمال». من جانبه، يؤكد مقرّر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة: «إن هناك أطرافًا سياسية تدعم مهرّبي البشر بشكل غير مباشر، بل إن هناك جماعات وتشكيلات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية وزارة الدفاع وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في حكومة الوفاق، تمتهن تهريب البشر والمهاجرين من منطقة الجنوب ومناطق غرب ليبيا، أو تسهل عمل تجار البشر وتتقاسم معهم الأرباح». ويتابع حمزة القول لـ«DWعربية»: «لا يتوقف دعم هذه الميليشيات على أطراف في حكومة الوفاق، ففي مناطق بالجنوب الليبي، هناك تنظيمات مسلحة تمارس تجارة البشر، تدين بالولاء لقوات خليفة حفتر المُسيطرة على المنطقة. وتنشط هذه التنظيمات تحديدًا في الكفرة التي تعدّ من أبرز مناطق عبور المهاجرين، بما أنها قريبة من الحدود التشادية».
الجهود الدولية لا تؤتي ثمارها
تعد ليبيا نقطة انطلاق رئيسة للحالمين من أنحاء العالم بأوروبا كملجأ؛ فهي البلد الأخير في السلسلة التي تصل بهم لإيطاليا: ذاك المرفأ الآمن بعد عبور البحر المتوسط الغادر، ولهذا كان على كل الدول الأوربية المتضررة من ظاهرة اللجوء التي انطلقت في العام 2014، الاعتماد على الإيطاليين وجهودهم في الممر الأخير للقارة أمام المهاجرين، أي في ليبيا.
الليبي فهمي بن خليفة، الملقب بـ«ملك التهريب» بعد إلقاء القبض عليه (المصدر: صفحة قوات الردع الليبية) وقد عكفت إيطاليا على التعاون مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، فقامت بتمويل وتدريب مستمر لعمليات التصدي للمهاجرين، ومن أبرز العمليات التي أطلقت في عرض البحر الأبيض المتوسط على السواحل الليبية، كانت «عملية صوفيا» في يونيو (حزيران) 2015 تحت مسئولية الاتحاد الأوربي، وذلك من خلال تتبع المراكب والآليات الأخرى التي يستخدمها المهربون، وتعطيل الأشكال التجارية لشبكات المهربين في المنطقة الجنوبية المركزية للبحر الأبيض. كذلك، عقد مؤخرًا اتفاق يقضى بتدريب خفر السواحل الليبية لمراقبة وصد اللاجئين عن عبور الحدود وإعادتهم واحتجازهم قبل وصولهم إلى أوروبا، لكن تقريرًا نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أكد على مخاطر تنطوي على هذا الاتفاق، فناهيك عن تكلفته البشرية الضخمة، فإن إيطاليا بذلك «تخلق حصارًا أمام المهاجرين بحكم الأمر الواقع من خلال عقد صفقة غريبة مع ليبيا، جارتها التي تعاني من أوضاع مضطربة».
مهاجرون أفارقة (المصدر: رويتزر) في المحصلة لا تبدو جهود إيطاليا والمجتمع الدولي ذات أثر كبير في وقف عمليات تهريب البشر، وما يتبعها من جرائم ضد الإنسانية، وكما يذكر تقرير قناة «BBC» أن «المجتمع الدولي ممثلًا بالأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي فشل في وضع نهاية للفوضى التي تضرب ليبيا والمآسي التي تعيشها، وآخرها الاتجار العلني بالمهاجرين الأفارقة وإقامة أسواق للعبيد من قبيل مليشيا قوية تتاجر بالبشر وتدير السجون وتهّرب المهاجرين إلى القارة الأوروبية». ويضيف التقرير الذي جاء حول «الصراع الدائر في ليبيا على الشرعية بين الحكومات الثلاث» أن «الأمر وصل بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة إلى إبرام اتفاق مع مليشيا تدير الاتجار بالبشر وتهريبهم إلى القارة الأوروبية، للتوقف عن هذه الأنشطة الإجرامية مقابل منح عناصرها مناصب أمنية في الحكومة».
يشار إلى أن عمليات التهريب تحدث على طول الحدود الليبية جنوبًا، وصولًا إلى الساحل شمالًا، وتتركز في 3 طرق تعرف بخطوط الهجرة غير الشرعية؛ الأول هو المسلك الشرقي الممتد من الصومال والسودان إلى ليبيا، حيث يبدأ من الكفرة المتاخمة للحدود السودانية. أما خط الهجرة الثاني فهو خط الوسط الممتد من النيجر وتشاد، وهو خط يحتوى على طرق متعرجة ووعرة تتخلل سلسلة الجبال الفاصلة بين تشاد وليبيا، ويشكل الخط الثالث الممتد من دول وسط إفريقيا عبر الجزائر، وصولاً إلى غات، ثم إلى تراغن والقطرون تحركات أقل نشاطًا؛ بسبب التشديد الأمني الجزائري على الحدود الليبية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس الجمعة 24 نوفمبر 2017, 3:48 pm
[rtl]من هي نعمة الباقر... الإعلامية السودانية التي كشفت جحيم العبودية في ليبيا؟[/rtl]
[rtl]"كنتُم تشاهدون مزاداً علنياً لبيع البشر"، بهذه الجملة بدأت نعمة الباقر تحقيقها الاستقصائي لشبكة "سي ان ان" في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، حول عمليات الاتجار بالبشر وبيع المهاجرين في ليبيا، والذي لقي تفاعلاً بشكلٍ كبير منذ لحظة عرضه. تحرّكات أممية ودوليّة بعد الفضيحة انتشرت حول العالم. فمن هي الصحافية، بطلة التحقيق، السودانية نعمة الباقر؟[/rtl]
وُلدت نعمة الباقر عام 1978 في السودان، والداها كانا ناشرين لصحف في السودان. وسجن والدها، عبدالله الباقر، بسبب إحدى التغطيات. بدأت حياتها المهنيّة مع وكالة "رويترز" عام 2002، كمراسلة من السودان، ثم انتقلت للعمل في صحافة البثّ عام 2005 لتنضمّ إلى More4 News، حيث عملت على قصص خاصّة تفضح مزاعم الاغتصاب ضد الاتحاد الأفريقي في دارفور. في العام 2008، حازت على جائزتين من جمعية الصحافة العالمية عن فئتي "القصة التلفزيونية للعام" و"صحافية البث للعام"، كما تمّت تسميتها لنيل جوائز أخرى إحداها من منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان. وانضمّت لقناة "سي إن إن" عام 2011 كمراسلة من لندن حول العالم، وقارنتها مؤسسات إعلاميّة بكريستيان أمانبور.
صنعت الباقر حياتها خلال تغطيتها قصصاً خطيرة كان يُمكن أن تلقى حتفها خلالها. كصحافيّة شابّة، غطّت الحرب في دارفور عام 2002 لوكالة "رويترز". غطّت قضيّة مبيعات الأسلحة الدوليّة في دارفور، وفازت عن تغطيتها لاختطاف 276 تلميذة نيجيريّة جائزة "بيبودي" (Peabody)، وهي واحدة من أعلى رتب شرف البثّ الإذاعي.
كانت نعمة الباقر تعرف أنّ ما قد يحدث لها إثر محاولتها لتوثيق مزادات بيع البشر في ليبيا يُمكن أن يكون سيئاً للغاية.
في تقرير عن عملها وحياتها الصحافيّة، كتب موقع مؤسسة "بوينتر" (Poynter) أنّ كَون الباقر امرأة، وبسبب الذكوريّة في مجتمعاتنا، تمّ التعامل معها كشخص "لا يُمثّل تهديداً"، ما مكّنها من إجراء التحقيق الاستقصائي.
سافرت الباقر مع المنتجة راجا رازق والمصور الصحافي أليكس بلات إلى طرابلس. وصوّر الثلاثة هناك قصّة بيع 12 رجلاً كعبيد.
تم تصوير كلّ شيء سراً باستخدام كاميراتين خفيتين. حضرت الصحافيتان المزاد بذريعة أنّهما سودانيتان تبحثان عن قريبٍ لهما، فُقد، وقد يكون احتُجز في مستودعٍ للبشر ليتم بيعه أو شحنه بعيداً.
"هل يستمرّ المزاد؟"، سألت الباقر. فردّ عليها البائع "المزاد انتهى". لم تتمكّن فقط من تسجيل العمليّة كلّها، بل أيضاً دليلاً على أنّه مزاد علني.
مصادر الباقر أبلغتها أنّ "المزادات حصلت على الأقل في 9 أماكن مختلفة من البلاد، وأنّ البشر يُباعون كأنّهم قطعان الماشية كلّ شهر. العبيد هم مهاجرون قادمون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينهم أشخاص من النيجر ونيجيريا ومالي. كان المهاجرون يأملون بأن يصلوا إلى أوروبا، لكنّهم عندما لم يستطيعوا دفع الأموال للمهرّبين، قام هؤلاء ببيعهم في مزادات. لكن عندما اكتشف المهرّبون أنّهم يجنون أموالاً أكثر من بيع العبيد، بدأوا بفعل ذلك. "كانوا يسألون: من يحتاج بستانياً؟ من يحتاج حفاراً؟"، تضيف الباقر.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس الخميس 28 فبراير 2019, 11:56 am
الإتجار بالبشر: أعظم جريمة في حق الإنسان
جريمة الإتجار بالبشر
جريمة الإتجار بالبشر
تعتبر جريمة الإتجار بالبشر واحدة من الجرائم ذات الجذور الاجتماعية الاقتصادية، وتوصف بأنها معقدة في ظاهرها وجوهرها نظرًا لتأثرها بشكلٍ مباشر بالعديد من العوامل والظروف المحيطة على الصعيد الجزئي والكلي، وقد يقع الإنسان ضحية هذه الجريمة إثر إجبار الظروف المحيطة له كالاجتماعية والثقافية والاقتصادية له على ذلك، وتحيط بهذه الجريمة العديد من الحيثيات والاسباب التي أدت إلى انتشارها بشكلٍ كبير، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات وافية حول الإتجار بالبشر من حيث: المفهوم، الأسباب، والأنواع.
مفهوم الإتجار بالبشر
يشير مفهوم الإتجار بالبشر إلى تلك الجريمة اللا إنسانية المتمثلة ببيع وشراء بني البشر وخاصةً الفئات المستضعفة كالنساء والأطفال للقيام بأنشطة غير قانونية؛ ومنها: الاسترقاق الجنسي، سرقة الأعضاء الجسدية وبيعها، الاستغلال الجنسي بهدف الربح؛ ومن الممكن أن يتم ذلك بين دولة أو أكثر، ولا بد من التنويه إلى أن مثل هذه الجريمة لا تشترط نقل الضحية من مكان إقامته إلى آخر، ونظرًا لخطورة هذه الجريمة فقد ظهر بروتوكول باليرمولماقبة المتاجرة بالأشخاص، ويُدرج تحت هذا المفهوم كل مما يلي:
تجنيد الأشخاص بالإجبار ونقلهم من مكان إقامتهم إلى مكان آخر تحت استخدام التهديد والقوة، كالاختطاف أو الخداع أو الاستضعاف.
استغلال الأطفال وتجنيدهم ونقلهم لأماكن أخرى لغايات الإتجار بهم بمختلف الأشكال، ويشار بالأطفال كل شخص لم يتجاوز سن الثامنة عشرة من عمره.
جريمة الإتجار بالبشر
تعتبر جريمة الإتجار بالبشر واحدة من الجرائم ذات الجذور الاجتماعية الاقتصادية، وتوصف بأنها معقدة في ظاهرها وجوهرها نظرًا لتأثرها بشكلٍ مباشر بالعديد من العوامل والظروف المحيطة على الصعيد الجزئي والكلي، وقد يقع الإنسان ضحية هذه الجريمة إثر إجبار الظروف المحيطة له كالاجتماعية والثقافية والاقتصادية له على ذلك، وتحيط بهذه الجريمة العديد من الحيثيات والاسباب التي أدت إلى انتشارها بشكلٍ كبير، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات وافية حول الإتجار بالبشر من حيث: المفهوم، الأسباب، والأنواع.
مفهوم الإتجار بالبشر
يشير مفهوم الإتجار بالبشر إلى تلك الجريمة اللا إنسانية المتمثلة ببيع وشراء بني البشر وخاصةً الفئات المستضعفة كالنساء والأطفال للقيام بأنشطة غير قانونية؛ ومنها: الاسترقاق الجنسي، سرقة الأعضاء الجسدية وبيعها، الاستغلال الجنسي بهدف الربح؛ ومن الممكن أن يتم ذلك بين دولة أو أكثر، ولا بد من التنويه إلى أن مثل هذه الجريمة لا تشترط نقل الضحية من مكان إقامته إلى آخر، ونظرًا لخطورة هذه الجريمة فقد ظهر بروتوكول باليرمولماقبة المتاجرة بالأشخاص، ويُدرج تحت هذا المفهوم كل مما يلي:
تجنيد الأشخاص بالإجبار ونقلهم من مكان إقامتهم إلى مكان آخر تحت استخدام التهديد والقوة، كالاختطاف أو الخداع أو الاستضعاف.
استغلال الأطفال وتجنيدهم ونقلهم لأماكن أخرى لغايات الإتجار بهم بمختلف الأشكال، ويشار بالأطفال كل شخص لم يتجاوز سن الثامنة عشرة من عمره.
أنواع الإتجار بالبشر
من أبرز الأنواع التي تدرج تحت قائمة جرائم الإتجار بالبشر:
الإتجار بالأطفال:
ويكون ذلك من خلال تجنيد أشخاص لم يتجاوزوا سن الثامنة عشرة من العمر لغايات الاستغلال الجنسي، أو العمل القسري، أو تجارة الأعضاء، بالإضافة إلى التجنيد العسكري أو التسول، كما يدرج تحت هذا البند أي نشاط قد يلحق الضرر بالنمو الطبيعي للطفل.
الإتجار بالأشخاص لغايات الإستغلال الجنسي:
يصل عدد الأشخاص الذين تعرضوا لهذا النوع من المتاجرةِ بهم نحو 4.5 مليون نسمة حول العالم، فيتعرضون لسوء المعاملة ومواقف لا يمكن التخلص منها، ويكون الشرط الرئيسي لتسوية أمور الهجرة هو الموافقة على ممارسة النشاطات الجنسية.
الزواج القسري:
إجبار طرفين على الزواج من بعضهما دون الموافقة إطلاقًا، ويكون ذلك مقابل مبلغ من المال.
تجارة الأعضاء:
وتكون بسلب الشخص أحد أعضاء جسده مقابل مبلغ مالي أو حتى بضائع دون موافقته، ومن الممكن أن لا يحصل على المال؛ وبالتالي خسارة أحد أعضاء جسده والتعرض لعمليات النصب والإحتيال، ومن الجدير بالذكر أن أي عملية سلب للأعضاء تكون بواسطة عمليات جراحية؛ وهو أمر غير مشروع أبدًا.
الإتجار بغرض التشغيل:
ويحدث ذلك بنقل وتجنيد اشخاص ونقلهم من مكان إقامتهم إلى مكان آخر تحت التهديد والعنف لغايات التشغيل بالإجبار.
أسباب الإتجار بالبشر
1-الفقر
يعتبر الفقر عاملًا رئيسيًا في تفشي هذه الجريمة النكراء، حيث ساهم الفقر والتخلف وتدني أو اندثار الفرص المتساوية بين أفراد المجتمع بجعل النساء والأطفال فئة مستضعفة؛ وبالتالي أكثر عرضة للمتاجرةِ بهم، وويزيد تأثير هذا السبب بشكلٍ مطرد مع تفشي البطالة، وازدياد الهجرة من الأرياف نحو المدن، وعمالة الأطفال، واستخدام اقتصادات غير نظامية، حيث يسهم الفقر في إجبار الناس على قبول العمل في ظلِ ظروفٍ قاسية والقبول بتقاضي أجورٍ متدنية.
2-العولمة
ازدادت وتيرة الإتجارِ بالبشر بالتزامن مع اتساع رقعة العولمة وانتشارها أكثر، فقد ساهمت في فتح الأفق وتسهيل سبل الاتصال الحديثة؛ وبالتالي تدفق البضائع وعوامل الإنتاج والقوة العاملة عبر الحدود، وظهرت على هامش العولمة تجارة الأيدي العاملة الرخيصة، بالإضافة إلى انتشار الخدمات الجنسية.
3-التمييز بين الجنسين
يعتبر التهميش الإجتماعي والعنف ضد النساء من الأمور التي ساهمت في ازدياد فرصة الإتجارِ بالبشر بشكل أكبر، حيث أصبحت النساء راغبات بذلك مقابل الهروب من التعنيف والتهميش في المجتمع.
4-الصراع
أو يمكن تسميتها بأنها الحروب والنزاعات المسلحة، إذ تخلق هذه الصراعات جو مهيأ أكثر للجرائم المنظمة كما هو الحال بجريمة الإتجار بالبشر، وتسهم الحروب الأهلية في انبثاق العديد من المنظومات المجتمعية التقليدية التي تهدد حياة الأفراد، فتُستعبد الإناث ويُرّق الأطفال ويباعون كالعبيد.
اتجار بالبشر... هذا ما يحصل في الجنوب الليبي طرابلس