ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: السكري و الصوم الإسلامي الثلاثاء 16 يوليو 2013, 2:50 am | |
|
[rtl]السكري و الصوم الإسلامي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] د. حازم البلبيسي - لا شك ان حلول شهر رمضان المبارك علينا ، يثير فينا الكثير من الشجون و الذكريات الجميلة لافراد الاسرة الواحدة متشاركين معا في تناول وجبات الافطار في اجواء مميزة من المحبة . و لعل هذا الشعور بالمشاركة الجماعية في صيام الشهر هو مما يحفز المتعايشين مع السكري على صيامه دون اعطاء القدر الكافي من الاهتمام للمخاطر الصحية الممكنة في حالة الصيام. وهنا لا بد من المواءمة ما بين الرغبة الجامحة و الوازع الديني الدافع للالتزام بالصيام من ناحية و ما بين الاستطاعة الجسمانية العاجزة احيانا كثيرة عن احتمال اعباء الصيام دون الاضرار بالصحة من الناحية الأخرى. بداية فالصوم الاسلامي يقسم طبيا الى نوعين مختلفين من الممارسة متزامنين في الحدوث متساويين في المدة, و هما اولا الامتناع عن تناول الطعام وثانيا الامتناع عن شرب الماء حيث لكل من هاتين الممارستين اثر مختلف على فيسيولوجيا الجسم السليم و محاذير مختلفة بالنسبة للمتعايش مع السكري. فبامكان الجسم السليم ان يقي الانسان خطر الجفاف فترات الانقطاع الطويلة عن شرب الماء نتيجة التاثير الحميد للهرمون مضاد الادرار الذي تفرزه الغدة النخامية عند استشعار ارتفاع تركيز المحاليل الملحية في سوائل الجسم مع استمرار انتفاء شرب الماء, فيعمل هذا الهرمون على الوحدات الوظيفية في الكليتين و يحثهن على اعادة امتصاص كل ما يمكن الاحتفاظ به من السوائل التي ترشح من خلالهن فلا يُسمح الا باقل مقدار من السوائل مما يضطر الجسم لخسارته بالظهور في البول. و قد لا يستطيع جسم صاحب السكري غير المنضبط ان يقوم بهذه المهمة الاساسية. فعندما يرقى تركيز السكر في دمه فوق عتبة محددة يؤدي ذلك الى ظهور السكر في البول ما يتسبب بالادرار البولي الاوزموسي. فيفقد الجسم من خلال البول الكثير من السوائل و الأملاح الضرورية للمحافظة على تميٌه الدم مما يؤدي الى ظهور و تفاقم حالة من الجفاف. لا ننسى ان الصوم في فصل الصيف يعرض الصائم في بلادنا الى درجات الحرارة المرتفعة و الشمس الساطعة و الاجواء الجافة و كل ذلك يفاقم حالة الجفاف اذا حصلت. و هذا بالنتيجة يؤدي في حلقة مفرغة الى المزيد من الارتفاع في تركيز سكر الدم وهكذا. اما بالنسبة للصيام عن الطعام فمن المهم هنا ان ندرك بان شهر الصيام يقسم من زاوية التغذية الى فترات صوم طويلة (عندما يقع شهر الصيام في فصل الصيف تمتد الى ثماني عشرة ساعة أو أكثر) تتخللها فترات قصيرة يسمح فيها بالاكل. و الخطر الابرز خلال فترة الانقطاع عن الطعام هو الانخفاض الحاد في تركيز سكر الدم الناتج عن تأثير حقن الانسولين أو الاقراص المخفضة للسكر. أما في الفترات التي يسمح فيها بالاكل فالخطورة تنتج من الارتفاع الحاد للسكر. فصاحب السكري يضطر الى ان ياخذ حاجة جسمه من الطعام في وجبة واحدة احيانا (على خلاف الوضع الاعتيادي حيث تقسم كمية الطعام نفسها على ثلاث وجبات موزعة طوال اليوم) مما قد يرهق قدرة البنكرياس المحدودة بداية على التعامل مع هذه الوجبة الوحيدة الكبيرة فيرتفع تركيز السكر بحدة بعد الوجبة و قد يظل مرتفعا الى صباح اليوم التالي مما ينعكس سلبا على السيطرة العامة على السكري لليوم التالي كله. و مما يزيد الامر سوءا في الشهر هو التنوع الكبير في اصناف الحلويات و المشروبات المحلاة التي تخلو الموائد عادة منها في بقية السنة الا ما ندر الا أنها اصبحت شرطا من اشتراطات المائدة الرمضانية. و صائمنا للاسف غالبا ما يكثر من الطعام و الشراب و الفاكهة وقت الافطار بدل ان يكتفي بما يسد جوعه. و كثيرا ما يستمر الصائم في الاكل الى اوقات متأخرة من الليل مما يفاقم مشكلة الارتفاع في السكر صباح اليوم اللاحق. و اكثرهم من تقل حركته و يزداد وزنه في نهاية الشهر بدل ان يستفيد من فرصة الصيام بخسارة الوزن الزائد. هذه العوامل الخمسة المذكورة سالفا تؤدي معا الى فقدان السيطرة على السكري خلال الشهر و ما بعده اذا لم تعطى القدر الكافي من الاهتمام! و الشق الثاني من هذا الموضوع يتطرق الى الصائم بذاته: لانه كمتعايش مع السكري لفترة قد تقصر او تطول من شخص لاخر له خصوصية مميزة. و لفهم الفوارق الهائلة ما بين كل شخص و اخر في تفاعله مع السكري و في اثر هذا السكري عليه فلنفترض جدلا شخصان اثنان يمثلان طرفي نقيض. اولهما شاب في الثلاثينات يعرف ان عنده السكري منذ عامين فقط , لا يعاني من اية من المضاعفات السكرية المزمنة و حالته انقادت بسهولة للسيطرة و باستعمال نوع واحد فقط من الاقراص. مثل هذا لا مانع بداهة من ان يصوم الشهر كله. و الاخر كهل في السبعين يتعالج بالاقراص و الانسولين عدة مرات في اليوم منذ عشرين عاما كما انه يعاني من الاعتلال السكري في الكليتين و العينين و سبق له ان خضع لاجراءات جراحية لمعالجة تصلب الشرايين التاجية. اما مثل هذا الاخير فالصيام له فيه احتمال الضرر الشديد على صحته و حياته. و الخلاصة انه لا مناص من استشارة الطبيب صاحب الخبرة فكل شخص يتطلب رأيا مختلفا في هذا الامر يراعي حالته الفردية من زوايا ثلاث: الحالة الصحية العامة للجسم, و شدة الحالة السكرية من حيث التأثير و الاستجابة للمعالجة . و اخيرا نوع و طريقة المعالجة المستخدمة في السيطرة. و بالامكان ايضا مراعاة الرغبة بالصيام عن طريق التعديل في اسلوب المعالجة و التغذية لتجنب حدوث الضرر ما امكن.
أختصاصي الغدد الصم و السكري..و الأمراض الداخلية..[/rtl]
|
|