بعد 25 عامًا.. صدور كتاب يوثق مرحلة الإبعاد إلى مرج الزهور
أسماء العفيفي - فلسطين نت أصدر أ. فتحي قرعاوي، النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، كتابًا توثيقيًا لمرحلة الإبعاد إلى مرج الزهور.
كان قرعاوي الذي ينحدر من بلدة رامين قضاء طولكرم أحد المبعدين، وعرف بعكوفه على تدوين جميع الأحداث التي رافقت الإبعاد، وتسجيل يوميات المبعدين بتفاصيلها الدقيقة في مذكرات خاصة.
حاول النائب قرعاوي منذ عودته إلى أرض الوطن إصدار كتاب خاص يجمع بين طياته المذكرات التي اعتُبرت أرشيفًا مهما وثق مرحلة الإبعاد، ولكن صعوبات عديدة أعاقت مسعاه، كان على رأسها الاعتقالات المتكررة التي تعرض لها، حتى رأت مذكراته النور في كتاب حمل اسم "مرج الزهور بعد 25 عاما.. معركة المبعدين الإعلامية".
تحدث فيه عن الظروف التي أدت إلى إبعاد الاحتلال أكثر من 400 من رجال العمل الوطني والإسلامي في فلسطين، وكيف تمت عملية الإبعاد ويوميات المبعدين وكفاحهم الحثيث في الدفاع عن قضيتهم، وصمودهم في وجه الظروف الصعبة التي تعرضوا لها.
يصف قرعاوي في كتابه يوم الإبعاد بـ "اليوم المشهود"، مبينًا أن عملية الإبعاد تمت بوحشية مفرطة وسرعة عجيبة تنبئ عن نفسية هذا المحتل الغادر.
وصف الكاتب الأيام الأولى التي رافقت المبعدين بصعوباتها الجمة، والظروف الجغرافية القاسية لمكان الإبعاد الذي يقع جنوب لبنان، والتنظيم السريع لصفوف المبعدين وتشكيل لجانهم العاملة.
"معركة المبعدين الإعلامية"
أنشأ المبعدون لجان متعددة لتدير شؤون الحياة اليومية لهم، وكان على رأسها اللجنة الإعلامية، وكانت ناطقة باسم المبعدين، وترأسها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
يقول د. عزيز الدويك، أحد قادة حماس المبعدين، في تقديمه للكتاب، إن هذه اللجنة قادت معركة إعلامية غير متكافئة لكنها فاقت في إيجابيات آثارها الكثير من الإمبراطوريات الإعلامية التي سخرها الاحتلال لخدمة مشروعه في المنطقة العربية والإسلامية.
ويضيف "لقد أذهل الأداء الإعلامي للمبعدين العالم بأسره وأجبر نمرود الاحتلال على إعادة النظر في القضية برمتها، فاضطر صاغرًا أن يعيد المبعدين إلى أرض مسرى رسول الله".
وعدد الدويك محاور دور اللجنة الإعلامية للمبعدين والتي تركزت على تبني قضية المبعدين كقضية إنسانية وطنية عادلة والرد على افتراءات الاحتلال، والدفاع عن القضية الفلسطينية وإعادة البعد العقدي لها.
كما تطرق لمجموعة قناعات انطلق منها عمل اللجنة وشكلت إطارا عامًا لأفرادها، ووصفها بأنها "خطة قامت على عناصر أساسية تتجلى في فهم الواقع المعاش وطبيعة القوى المتحكمة ليس فقط في منطقة الإبعاد بل أيضا القوى التي تسيطر إقليميا وعالميا".
حيث لوحظ أن اللجنة تبنت أهدافًا كبيرة لم تنحصر في قضية المبعدين وحسب، منها على سبيل المثال لا الحصر السعي لتغيير الصورة النمطية للعمل الإسلامي في العالم ومحاربة مفاهيم مغلوطة كالإسلاموفوبيا.
كما بنت لجنة المبعدين عملها على قناعة أن يتم اقتحام الفضاء الإعلامي حيثما توفرت الفرصة لذلك؛ للوقوف في وجه محاولات إبعاد الإسلام عن الساحة السياسية.
يقول فتحي قرعاوي، إن مرج الزهور ليس مجرد عملية إبعاد.. إنما شكّل حدثا تاريخيا فلسطينيا يجب أن يشار له عندما يتم الحديث عن صفحات المجد الفلسطيني.
ويضيف "لقد شكلت حالة الوعي السياسي لمبعدي مرج الزهور ومازالت تشكل الضابط الذي حال ولا يزال دون الانزلاق الذي أراده بعضهم وعن قصد مدروس في توريط الشعب الفلسطيني فيما وقع فيه".
يمكنكم تحميل الكتاب كاملا من هنا
http://palestine.paldf.info/Uploads/pdf/marj-zhoor/marj-zhoor.pdf