عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام الثلاثاء 02 يناير 2018, 5:06 am
"داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام
فردريك سي. هوف - (مجلس الأطلسي) 19/12/2017 ترجمة: عبد الرحمن الحسيني مع أفول العام 2017، كذلك فعلت أيضا "الخلافة" الفيزيائية للمؤسسة الدينية الزائفة والإجرامية التي تعرف بأسماء، "الدولة الإسلامية في العراق وسورية"، و"الدولة الإسلامية في بلاد الشام"، و"داعش"، و"الدولة الإسلامية". لكن قتل الخلافة ليس سوى الخطوة الأولى فقط على طريق طويل. وسوف تكون مهمة الإبقاء عليها ميتة مسألة نضال على امتداد أجيال. تمكن "داعش" المتجذر في تنظيم "القاعدة في العراق"، والذي تعزز بالبعثيين العراقيين الموالين لصدام حسين، من انتزاع السيطرة على مدينة الرقة السورية من الثوار السوريين في العام 2013، ومن هناك قام بغزو العراق في العام 2014. وعلى مدى أكثر من ثلاثة أعوام، سعى تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة إلى إضعاف وتدمير هذه المجموعة الهمجية من القتلة والمغتصبين واللصوص والإرهابيين؛ عصابة المجرمين الذين تم استحضارهم من حثالة العالم العربي السني، والتي سعت إلى إخفاء عمليات السلب التي تمارسها تحت غطاء التظاهر بالتصرف باسم الإسلام. جاء "داعش" وغيره من ماركات التطرف الإجرامي من إفرازات الافتقار إلى الشرعية السياسية. وتوجد هذه الشرعية حيثما يكون هناك إجماع مجتمعي على أن النظام السياسي المعني محق وعادل؛ إجماع يعكس رضا المحكومين. وتستطيع الأنظمة الشرعية أن تنجو من الرؤساء ورؤساء الوزراء والقادة غير الأكفياء، بينما تعكس اللاشرعية إجماعا على أن النظام بال ويستحق التدمير. وما لم تتم إدامته من خلال الإكراه العنيف، يمكن أن يتسبب النظام السياسي غير الشرعي في وجود فراغ في الحوكمة. وكان "داعش" بمثابة الطرف الذي يملأ الفراغ. عندما رد نظام بشار الأسد في سورية على الاحتجات السلمية بالقوة القاتلة، فإنه خلق فراغات سياسية متعددة، وفتح سورية أمام التعرض للاختراق من تنظيم القاعدة. وفي سورية، دخل أكثر الكيانات تجسيدا للشر، "داعش"، قادما من العراق وفرض نفسه هناك. وفي العراق المبتلى بالطائفية، مكن افتقار رئيس الوزراء نوري المالكي للشرعية تنظيم "داعش" من تشكيل تحالفات مع المحرومين والمهمشين من العراقيين العرب السنة. بطبيعة الحال، من المهم قتل "داعش" عسكريا. ومع ذلك، فإن إبقاءه ميتا يتطلب أنظمة حكم تتمتع بالشرعية. وبالنسبة للعراق وسورية، تتراوح احتمالات تحييد التطرف في المدى القريب من خلال شرعية سياسية ممنهجة بين عدم الوجود في الأولى والصعوبة في الثانية. وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، ليس الأمر مسألة علوم سياسية مجردة. فمن ملاذ آمن في الرقة، خططت الخلافة المصطنعة ونفذت العديد من الهجمات المميتة في أوروبا الغربية وتركيا. وإذا لم يتم إغلاق الفراغات التي تخلفها اللاشرعية السياسية بشكل مناسب، فسوف يستمر العراق وسورية في استضافة عناصة طُفيلية قادرة على إلحاق ضرر كبير في الساحة الدولية. في سورية، التحدي مدهش: فهناك عائلة حاكمة مجرمة وفاسدة وغير كفؤة، ولحاشيتها سجل حافل بالقتل الجماعي، بتدخل عسكري إيراني وروسي، من أجل الانتصار على معارضة مسلحة مفككة الأوصال. ويعرف القادة في موسكو وطهران علاقة السبب والنتيجة لعدم شرعية نظام الأسد في صعود خلافة "داعش". لكنهما منحتا الأولوية لإنقاذ النظام، لأسباب مميزة ومتناغمة. بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن قوله لدوائره الانتخابية أن روسيا انقذت الأسد من مخطط بقيادة الولايات المتحدة لتغيير نظامه، وأن روسيا عادت بذلك لتكون قوة كبرى في العالم، يشكل فكرة خطاب لا تقدر بثمن في بلد قومي يعاني من تبعات سوء الإدارة الاقتصادية والفساد الذي بلا حدود. وبالنسبة للمرشد الإيراني علي خامنئي، فإن الأسد وحده هو الراغب والقادر على أن يضع بلده تحت تصرف أكثر لاعبي إيران الإقليميين قيمة: حزب الله. ويشكل حزب الله، الذي يتوافر على قوات عسكرية ويمارس غسل الأموال والاتجار بالمخدرات والاغتيالات الإستراتيجية، رأس الرمح الذي توجهه إيران إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل. حتى وقت قريب، عامل بوتين وخامنئي "داعش" في سورية كشيء ثانوي، مركزين قوة نارهما على الثوار المعادين للأسد وداعمين علاقة "عش ودع غيرك يعيش" بين عميلهما و"الخلافة". والآن، بعد أن تم تحييد المعارضة ضد النظام في جزئها الضخم، أصبحا يسعيان إلى بسط نفوذ عميلهما على كل سورية، بما في ذلك المناطق التي حررتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بقيادة كردية من "داعش". وقد ينجحا في سعيهما. لكن الأسد سوف يظل متناقضاً مع مبدأ الشرعية السياسية، وسوف يجد أن من الصعب استعادة نهج الإرهاب الداخلي كآلية للاستقرار. لكن الإسلاميين المتطرفين سيرحبون بتمديد ولاية حكم الأسد. في العراق، لدى الولايات المتحدة حكومة معترف بها وجيش رسمي للعمل معه في محاولة إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش". ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكل أولئك الذين سيخلفونه في الأعوام المقبلة سوف يجدون من الصعب تأمين رضى مجتمعي واسع عن نظام سياسي يوحد كل العراقيين من أجل تحقيق هدف مشترك. ولكسب السبق في السعي من أجل الشرعية، يجب أن يرى الناخبون مثل هذا النظام على أنه أفضل أداة سياسية ممكنة للاستقرار والتقدم الاقتصادي والعزة والكرامة. وتعتبر الطائفية والفساد والنزعة الانفصالية الكردية والتواجد الإيراني الساعي إلى إبقاء العراق ضعيفاً ومقسماً، من بين العوائق العديدة التي تواجه الشرعية العراقية. مع دخول العام 2018، من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد توصلت إلى استراتيجية تقضي في سورية بعزيز انتقال سياسي بعيداً عن اللاشرعية وعن نظام مناصر للتطرف، وتقضي في العراق بتنفيذ الالتزامات الأميركية طويلة الأمد بالمساعدة في تحقيق الأمن والإصلاح والتقدم الاقتصادي، بما ينسجم مع اتفاقية إطار العمل الأمني بين الولايات المتحدة والعراق، والموقعة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2008. إن خلافة "داعش" العابرة للحدود تحتضر. ويتطلب الإبقاء عليها وعلى أشباهها ومن يحاكيها موتى يتطلب تكريس شرعية الحكم. وبالنسبة لكل من سورية والعراق، سوف يتطلب تحقيق الشرعية السياسية جهوداً على مدى أجيال ومساعدة خارجية مستدامة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
ISIS, Syria, and Iraq: A Year-End Appraisal
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام الثلاثاء 02 يناير 2018, 5:06 am
ISIS, Syria, and Iraq: A Year-End Appraisal
BY FREDERIC C. HOF
As 2017 closes, so does the physical “caliphate” of a pseudo-religious criminal enterprise known by the names ISIS, ISIL, Daesh, and Islamic State. But killing the caliphate is only step one. Keeping it dead will be a generational struggle.
Rooted in al-Qaeda in Iraq (AQI) and supplemented by pro-Saddam Hussein Iraqi Baathists, ISIS seized the Syrian city of Raqqa from Syrian rebels in 2013 and, from there, invaded Iraq in 2014. For over three years an American-led military coalition has sought to degrade and destroy a ruthless collection of murderers, rapists, thieves, and terrorists; a band of criminals drawn from the dregs of the Sunni Arab world seeking to mask crude depredations by purporting to act in the name of Islam.
The Islamic State of Iraq and al-Sham (ISIS) and other brands of murderous extremism are the results of political illegitimacy. Legitimacy exists when there is societal consensus that a political system is right and just: consensus reflecting the consent of the governed. Legitimate systems can survive incompetent presidents, prime ministers, and kings. Illegitimacy reflects consensus that the system is rotten and merits destruction. Unless sustained by violent coercion, an illegitimate political system can open a governance vacuum. ISIS is a vacuum-filler.
When Bashar al-Assad’s regime in Syria responded to peaceful protests with lethal force, it created multiple political vacuums and opened Syria to penetration by al-Qaeda. In Syria, the most spectacularly evil of the vacuum-fillers—ISIS—entered from Iraq and imposed itself. In Iraq, the sectarian-tinged illegitimacy of Prime Minister Nouri al-Maliki enabled ISIS to form alliances with disaffected Iraqi Arab Sunnis.
It is one thing to kill ISIS militarily. Keeping it dead, however, requires legitimate governance. For both Syria and Iraq, the near-term prospects for neutralizing extremism through systemic political legitimacy range from nonexistent in the former, to difficult in the latter.
For the United States and its allies, this is not a matter of abstract political science. From a safe haven in Raqqa the ersatz caliphate planned and executed multiple deadly atrocities in Western Europe and Turkey. If vacuums of political illegitimacy are not sealed properly, Syria and Iraq will continue to host parasites capable of doing great damage internationally.
In Syria, the challenge is striking: a murderously corrupt and incompetent ruling family and its entourage have combined mass civilian homicide with Iranian and Russian military intervention to prevail over a disjointed armed opposition. Leaders in Moscow and Tehran know the cause-and-effect of the Assad regime’s illegitimacy and the rise of the ISIS caliphate. But they have, for distinct but compatible reasons, prioritized saving that regime.
For Russian President Vladimir Putin, telling his constituents that Russia has saved Assad from an US-led regime-change plot and that Russia is, therefore, back as a great power is a talking point of incalculable value in a nationalistic country otherwise suffering from economic mismanagement and bottomless corruption.
For Iranian Supreme Leader Ali Khamenei, Assad alone is willing and able to place his country at the disposal of Iran’s most valuable regional player: Hezbollah. With its expeditionary military forces, money laundering, drug running, and strategic assassinations, Hezbollah is the point of the spear Iran aims at the Arab Levant and Israel.
Putin and Khamenei have, until very recently, treated ISIS in Syria as an afterthought, focusing their firepower on anti-Assad rebels and supporting a live-and-let-live relationship between their client and the caliphate. Now that the regime’s opposition is largely neutralized, they seek to extend their client’s rule to all of Syria, including areas liberated by the United States and its Kurdish-led allies from ISIS. They may succeed. Yet the Assad regime will remain the antithesis of political legitimacy, and will find it difficult to restore internal terror as a stabilizing mechanism. Islamist extremists will welcome Assad’s extended tenure.
In Iraq, the United States has had a recognized government and an official army with which to work in trying to defeat ISIS. Still, Iraqi Prime Minister Haider al-Abadi and those who will succeed him in the coming years will find it difficult to secure broad societal consent to a political system binding all Iraqis to a common purpose. To gain traction in the quest for legitimacy, a system must be seen by its constituents as the best possible political tool for stability, economic advancement, and dignity. Sectarianism, corruption, Kurdish separatism, and an Iranian presence seeking to keep Iraq weak and divided are among the many obstacles to Iraqi legitimacy.
As 2018 opens, it is not clear that the United States has arrived at a strategy that, in Syria, would promote political transition away from an illegitimate, extremist-abetting regime and, in Iraq, implement long-term US commitments to help with security, reform, and economic progress consistent with the US-Iraq Security Framework Agreement signed in November 2008. The trans-border ISIS caliphate is dying. Keeping it and its imitators dead requires legitimacy. For both Syria and Iraq, attaining political legitimacy will require generational efforts and sustained external assistance.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام الجمعة 04 فبراير 2022, 9:20 am
من هو أبو إبراهيم القرشي وكيف ارتقى لزعامة الدولة الإسلامية؟
ظل أبو إبراهيم القرشي، الحاصل على شهادة في علوم الدين والمجند السابق في جيش صدام حسين، يقود تنظيم الدولةالإسلامية في الخفاء ويحركه من خلف الستار لأكثر من عامين قبل أن يفجِّر نفسه خلال غارة نفذتها قوات أمريكية علىمنزل بشمال سوريا. وكان القرشي، وهو عراقي يبلغ من العمر 45 عاما، قائدا مهما في الكيان السابق لتنظيم الدولة الإسلامية، وهو دولةالعراق الإسلامية، الفصيل المنبثق عن تنظيم القاعدة، بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين في 2003. اختِير القرشي زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية، الجماعة السنية التي تتخذ من العنف منهجا لها، بعد قليل من قيام سلفهأبو بكر البغدادي بتفجير نفسه أثناء عملية أمريكية في سوريا في 2019. وكان البغدادي أعلن قيام دولة خلافة من مسجد في مدينة الموصل بالعراق بعد أن اجتاح مقاتلوه المدينة وسيطروا علىمساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014. على النقيض من البغدادي، كان القرشي شخصية يلفها الغموض. تولى القيادة في وقت كانت الجماعة تتعرض فيه لضغوط عسكرية شديدة من القوات التي تقودها الولايات المتحدةوالقوات العراقية وقوات أخرى بعد أن خسرت كل الأراضي التي سيطرت عليها في السابق. يحمل القرشي أيضا اسمي عبد الله أمير محمد سعيد المولى وحاجي عبد الله قرداش. بعد وفاته، وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه “القوة الدافعة” وراء الإبادة الجماعية للأقلية اليزيدية في 2014 في شمالالعراق، وقالوا إنه كان يشرف على شبكة أفرع الدولة الإسلامية من أفريقيا إلى أفغانستان. ولد القرشي عام 1976 في المهلبية، وهي بلدة صغيرة تقطنها أقلية تركمانية في العراق إلى الغرب من مدينة الموصل. وهو ابن خطيب كان يؤم المصلين في صلاة الجمعة بمسجد في المدينة المجاورة. بعد اطلاعه على الدراسات الإسلامية في الجامعة بالموصل، كان تخصصه في الدعوة والفقه الإسلامي أكثر عمقا منعلمه في شؤون العقيدة الأمنية والعسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية، وإن كان اكتسب خبرة من خلال عضويته فيالجماعات المتشددة، حسبما يقول مسؤولون أمنيون عراقيون. اعتقاله على أيدي القوات الأمريكية في 2008، وقع القرشي في الأسر لدى القوات الأمريكية في الموصل واحتُجز بمنشأة أمريكية تسمى كامب بوكا، وفقالبحث أجراه فراس الكيلاني، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الذي أجرى مقابلة معه وتحقيقا حول قيادةالدولة الإسلامية بعد البغدادي. اشتهرت منشأة كامب بوكا باحتجاز النزلاء من القاعدة ودولة العراق الإسلامية الذين أقاموا علاقات مهمة فيما بينهمأثناء وجودهم في السجن، بمن فيهم أبو بكر البغدادي، وأُطلق سراح القرشي في السنة التالية. شارك القرشي في التمرد ضد الاحتلال الأمريكي للعراق بين 2003 و2004، حسبما يقول الكيلاني، قبل أن تعرف أقدامهالطريق في نهاية المطاف إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. يقول مسؤولون أمنيون عراقيون إنه خدم في وقت من الأوقات في جيش صدام. وحمل كثيرون السلاح ضد القواتالأمريكية بعد أن أمر القائد الأمريكي في العراق بحل الجيش العراقي وإدراج أسماء آلاف القادة المرتبطين بحزب البعثعلى قائمة سوداء. قال مسؤولون أمنيون عراقيون إن القرشي هرب عبر الحدود إلى سوريا عندما مُنيت الجماعة بالهزيمة في 2017. ومنذذلك الحين وهو يختبئ في مناطق نائية ويتنقل من مكان لآخر لتجنب اكتشاف أمره والتعرف عليه من جهة، ومحاولةإعادة تنظيم الدولة الإسلامية للحياة من جهة أخرى. ويشير اسمه الحركي، القرشي، إلى اعتقاد بأن نسبه موصول بالنبي محمد، مما يمنحه نفوذا دينيا بين زملائه.
من هو أبو إبراهيم القرشي وكيف ارتقى لزعامة الدولة الإسلامية؟
ظل أبو إبراهيم القرشي، الحاصل على شهادة في علوم الدين والمجند السابق في جيش صدام حسين، يقود تنظيم الدولةالإسلامية في الخفاء ويحركه من خلف الستار لأكثر من عامين قبل أن يفجِّر نفسه خلال غارة نفذتها قوات أمريكية علىمنزل بشمال سوريا. وكان القرشي، وهو عراقي يبلغ من العمر 45 عاما، قائدا مهما في الكيان السابق لتنظيم الدولة الإسلامية، وهو دولةالعراق الإسلامية، الفصيل المنبثق عن تنظيم القاعدة، بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين في 2003. اختِير القرشي زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية، الجماعة السنية التي تتخذ من العنف منهجا لها، بعد قليل من قيام سلفهأبو بكر البغدادي بتفجير نفسه أثناء عملية أمريكية في سوريا في 2019. وكان البغدادي أعلن قيام دولة خلافة من مسجد في مدينة الموصل بالعراق بعد أن اجتاح مقاتلوه المدينة وسيطروا علىمساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014. على النقيض من البغدادي، كان القرشي شخصية يلفها الغموض. تولى القيادة في وقت كانت الجماعة تتعرض فيه لضغوط عسكرية شديدة من القوات التي تقودها الولايات المتحدةوالقوات العراقية وقوات أخرى بعد أن خسرت كل الأراضي التي سيطرت عليها في السابق. يحمل القرشي أيضا اسمي عبد الله أمير محمد سعيد المولى وحاجي عبد الله قرداش. بعد وفاته، وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه “القوة الدافعة” وراء الإبادة الجماعية للأقلية اليزيدية في 2014 في شمالالعراق، وقالوا إنه كان يشرف على شبكة أفرع الدولة الإسلامية من أفريقيا إلى أفغانستان. ولد القرشي عام 1976 في المهلبية، وهي بلدة صغيرة تقطنها أقلية تركمانية في العراق إلى الغرب من مدينة الموصل. وهو ابن خطيب كان يؤم المصلين في صلاة الجمعة بمسجد في المدينة المجاورة. بعد اطلاعه على الدراسات الإسلامية في الجامعة بالموصل، كان تخصصه في الدعوة والفقه الإسلامي أكثر عمقا منعلمه في شؤون العقيدة الأمنية والعسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية، وإن كان اكتسب خبرة من خلال عضويته فيالجماعات المتشددة، حسبما يقول مسؤولون أمنيون عراقيون. اعتقاله على أيدي القوات الأمريكية في 2008، وقع القرشي في الأسر لدى القوات الأمريكية في الموصل واحتُجز بمنشأة أمريكية تسمى كامب بوكا، وفقالبحث أجراه فراس الكيلاني، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الذي أجرى مقابلة معه وتحقيقا حول قيادةالدولة الإسلامية بعد البغدادي. اشتهرت منشأة كامب بوكا باحتجاز النزلاء من القاعدة ودولة العراق الإسلامية الذين أقاموا علاقات مهمة فيما بينهمأثناء وجودهم في السجن، بمن فيهم أبو بكر البغدادي، وأُطلق سراح القرشي في السنة التالية. شارك القرشي في التمرد ضد الاحتلال الأمريكي للعراق بين 2003 و2004، حسبما يقول الكيلاني، قبل أن تعرف أقدامهالطريق في نهاية المطاف إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. يقول مسؤولون أمنيون عراقيون إنه خدم في وقت من الأوقات في جيش صدام. وحمل كثيرون السلاح ضد القواتالأمريكية بعد أن أمر القائد الأمريكي في العراق بحل الجيش العراقي وإدراج أسماء آلاف القادة المرتبطين بحزب البعثعلى قائمة سوداء. قال مسؤولون أمنيون عراقيون إن القرشي هرب عبر الحدود إلى سوريا عندما مُنيت الجماعة بالهزيمة في 2017. ومنذذلك الحين وهو يختبئ في مناطق نائية ويتنقل من مكان لآخر لتجنب اكتشاف أمره والتعرف عليه من جهة، ومحاولةإعادة تنظيم الدولة الإسلامية للحياة من جهة أخرى. ويشير اسمه الحركي، القرشي، إلى اعتقاد بأن نسبه موصول بالنبي محمد، مما يمنحه نفوذا دينيا بين زملائه.
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام الجمعة 04 فبراير 2022, 9:21 am
مقتل زعيم «الدولة»… و6 أطفال و4 نساء!
تكتنف التصريحات الأمريكية حول مقتل زعيم «الدولة الإسلامية» المسمى (بين أسماء أخرى عديدة) أبو إبراهيم القرشي، ملابسات لا تتناسب مع الأهداف التي أعلنها الرئيس جو بايدن من العملية، وهي «حماية الشعب الأمريكي وحلفاء أمريكا وجعل العالم أكثر أمانا». يصعب أيضا، لمن يتوقعون من أمريكا النأي عن لغة الأنظمة الدكتاتورية، وأنواع البروباغاندا السياسية التي تميّز تلك الأنظمة، تقبّل العبارات الدعائية التي استخدمها بايدن ووزارة الدفاع الأمريكية عن «مهارة القوات المسلحة الأمريكية وشجاعتها» بما في ذلك الزعم أن «جميع الأمريكيين المشاركين في العملية عادوا بسلام». وإذا تقبلنا، من حيث المبدأ، فكرة أن عملية عسكرية في بلدة تبعد أكثر من عشرة آلاف كيلومتر عن واشنطن ستؤدي إلى «حماية الشعب الأمريكي» كما ستؤدي، بالنتيجة، إلى حماية حلفاء أمريكا (في سوريا والعراق خصوصا) فإن القول إن تلك العملية أدت إلى «جعل العالم أكثر أمانا» مسالة فيها نظر، على الأقل بالنسبة لستة أطفال وأربع نساء الذين تم التأكيد، من قبل الأمريكيين أنفسهم، على أنهم قتلوا خلال العملية. لا يفيد الإدارة الأمريكية كثيرا (وربما يضرّها) التركيز على أن كل هؤلاء قتلوا بسبب سترة مذخّرة كان يرتديها زعيم التنظيم، ويصعب تركيب هذا المقطع من الخبر على التفاصيل الأخرى العديدة التي تم تأكيدها، وبضمنها أن الهجوم قامت به طائرات مروحية نفذت أكثر من 4 غارات على المبنى، وأن الطائرات المغيرة والقوات التي نفذت إنزالا جويا شنت 6 هجمات بالرشاشات الثقيلة، وأنها قامت بتدمير إحدى طائراتها المروحية المهاجمة التي سقطت «بسبب عطب». لا يتناسب هذا أيضا مع شرائط الفيديو التي بثتها وسائل إعلام متواجدة في منطقة الهجوم شمال غرب سوريا، والتي تظهر تعرض المنزل إلى دمار كبير، ووجود آثار طلقات على الجدران، وكذلك انتشار الدماء في أرجاء عديدة من المبنى المؤلف من طابقين. يمكن ربط العملية على المستوى الزمني القصير بالأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسكة، والتي حاول فيها التنظيم إطلاق سراح الآلاف من السجناء المحسوبين عليه في سجني غويران و«الصناعة» مما أثار مخاوف محلية وإقليمية وعالمية من إمكانية تجميع التنظيم لقدراته ومتابعة هجماته في العراق وسوريا، وما يعني ذلك من احتمال استنهاض أعمال إرهابية في مناطق أخرى من العالم. أما على المدى البعيد، فإن مقتل أبو إبراهيم، يتابع مسلسل «الحرب على الإرهاب». فصل الإرهاب عن أسبابه الحقيقية العميقة أحد أهمّ عناصر ذلك المسلسل. إضافة إلى فصلها أفاعيل الإرهاب عن مفاعيله، تتجاهل حرب أمريكا أيضا دور الإدارات السياسية المتعاقبة في واشنطن في تعزيز أسباب ذلك الإرهاب، وخصوصا في سوريا والعراق، بحيث نصل إلى نتيجة تشابه نظريات المؤامرة، بحيث يتناظر صراع الإدارات الأمريكية (وحلفاؤها المحليون) مع تنظيمات الإرهاب، مع حاجة أمريكا وحلفائها إلى استمرار تلك التنظيمات كتهديد! يبدو افتراض وجود إمكانية للقضاء عسكريا على التنظيمات الإرهابية من دون علاج الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لظهورها، مناسبا للإدارات السياسية الأمريكية (وحلفائها) لأنه يحجب مسؤوليتها الكبيرة عن خلق أرضية ذلك الإرهاب، كما أنه يناسب نظام بشار الأسد، الذي تحالف مع «حلفاء أمريكا» ممثلين بحزب العمال الكردستاني ذي القيادة التركية، ليسيطر على مناطق الأكراد السوريين ويمنع تفاعلهم مع الثورة الشعبية ضده، وحكومة نوري المالكي في بغداد، التي ساهمت بسياساتها القمعية والطائفية في تحوّل تنظيم «القاعدة» إلى «الدولة الإسلامية» وصولا إلى المأساة الكبرى، للمنطقة والعالم، والتي لم تنته بعد.
وقائع مقتل القرشي كما رواها أحد الجيران ومالك منزله
لم يخطر بذهن أي من الجيران أن في المنزل المتواضع المؤلف من طبقتين وتحيط به أشجار الزيتون، يقطن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في منطقة تخضع أساسا لسيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل أخرى أقلّ نفوذا.
حتى أن محمّد الشيخ، وهو مالك المنزل صعقه الخبر، بعدما ظن أنّ من استأجر منزله الذي يعتاش منه سائق سيارة أجرة. في الصباح المبكر، حضر مسرعا الى المكان ليتفقد المبنى والأضرار التي لحقت به.
وتظهر صور التقطها مراسلو فرانس برس غرفا تبعثرت محتوياتها البسيطة من فرش وأغطية وملابس ملونة وألعاب أطفال. وبينما يكسو الدخان الأسود سقف الطبقة الثانية من المبنى، والذي انهار جزء منه، تغطي بقعة دماء كبيرة أرضية إحدى الغرف وجدارا محاذيا.
ويوضح مالك المنزل أن القرشي، واسمه الحقيقي أمير محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، لفرانس برس كان قد استأجر الطابقين منه قبل نحو عام مقابل مئة دولار.
وأقام مع زوجته وأولادهما الثلاثة في الطابق الأول، بينما قطنت شقيقته مع ابنتها في الطابق الثاني.
ويقول إن القرشي سكن لديه منذ 11 شهرا. ولم يستطع المالك ملاحظة أي شيء غريب على القرشي، الذي تظاهر بأنه يعمل سائق سيارة أجرة، متنكرا ببنطال وقميص مع سترة من دون أكمام ويضع غطاء على رأسه دائما، بحسب تصريحات المالك لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن القرشي كان يتصرف على نحو هادئ ولم يثر شكوك من التقوا به، لكن ذلك لا يهدّى من غضب الشيخ الذي تضرر منزله. ويقول "لو كنت أعلم شيئا عنه لما تركته يسكن في منزلي".
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس أن بلاده "أزالت تهديدا إرهابيا كبيرا" بمقتل القرشي الذي فجر نفسه خلال عملية إنزال نفذتها وحدة كوماندوس أميركية فجر الخميس على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته في بلدة أطمة بمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا.
شهادة الجيران حين بدأت المروحيات الأميركية تحلّق فوق مقر إقامة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أطمة في شمال غرب سوريا، ظنّ محمود شحادة أن عاصفة جوية قد بدأت بعدما كان الهواء قويا عند المساء.
لكن عند خروجه الى باحة منزله القريب لتفقّد الوضع قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف، بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، هاله ما شاهده أمامه: مروحيات تحوم فوق المنزل المجاور، ونداءات للاستسلام توجه تباعا عبر مكبرات صوت.
ويقول محمود وهو أحد سكان بلدة أطمة في محافظة إدلب، قرب الحدود مع تركيا، لوكالة فرانس بعد وقت قصير من انتهاء عملية الإنزال "كان الطيران يحوم فوقنا، وبعد عشر دقائق سمعنا نداء ـ سلمي نفسك، البيت محاصرـ".
ويضيف "أحدهم كان يتحدث بالإنكليزية والثاني يُترجم له ويصرخ للمرأة بلهجة عراقية بدوية ـ سلمي نفسك ودعي الأطفال يأتون إليناـ" من دون أن يتمكن من معرفة ما إذا سلمت نفسها أم لا.
إثر ذلك، سمع أهالي المنطقة إطلاق رصاص ودوي قذائف، في وضع استمر لنحو ساعتين، قبل أن تقتحم القوات المهاجمة المنزل وتسيطر على الوضع تباعا.
وقتل في العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية 13 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء. وبحسب ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض فقد أقدم زعيم التنظيم عند بدء العملية على تفجير "قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال" عند بدء العملية.
عند بدء الإنزال، ظن أهالي المنطقة أن القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تنفّذ عملية تطال أحد القياديين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
ويروي أبو علي وهو نازح يقيم في مكان ليس ببعيد عن المنزل المستهدف، أنهم سمعوا نداءات طمأنة أثناء تنفيذ العملية. ويستعيد جملة جاء فيها "لا تخافوا. جئنا من أجل هذا المنزل فقط.. لنخلصكم من الإرهابيين".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام الجمعة 04 فبراير 2022, 9:22 am
"الرأس خرج من ساحة المعركة".. مصير "جسد داعش" بعد مقتل القرشي
اختلفت الظروف فقط ما بين طريقة مقتل أبو بكر البغدادي عن تلك الخاصة بخلفه في زعامة داعش، المعروف بـ"أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، وبينما جاءت الأولى بعد إنهاء نفوذ التنظيم كاملا في آخر معاقله بمنطقة الباغوز السورية، أعلن عن الثانية عقب محاولات الأخير إحياء نفسه بهجومٍ على أكبر معقل لسجنائه "في العالم" بمحافظة الحسكة.
وشكّل مقتل البغدادي بعملية لقوات أميركية خاصة إنجازا مهما في الحرب ضد داعش، الذي استطاع أن يبسط السيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا تفوق 100 ألف كيلو متر مربع، وتحكّم في مصائر 7 مليون نسمة.
وكذلك الأمر بالنسبة لمقتل القرشي، والذي يعتبر من أبرز الشخصيات القيادية القديمة والمؤسسة لداعش، منذ ظهوره الأول.
وما بين مقتل هذين الزعيمين لأخطر التنظيمات الإرهابية في العالم لم ينقطع نشاط داعش، رغم إنهاء مناطق نفوذه الرئيسية. وما بين سوريا والعراق تنقلت خلاياه، مستهدفة غالبية المناطق باختلاف أطراف النفوذ المسيطرة عليها.
وفي الوقت الحالي وعقب إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقتل القرشي بعملية في شمال غرب سوريا تطرح تساؤلات عن أثر هذه الضربة على نشاط تنظيم "داعش" في المرحلة المقبلة؟ وعما إذا كان اسم الأخير مؤثرا ومن شأنه أن يحد من عمليات التنظيم على اختلاف المناطق التي تنشط فيها خلاياه؟
من هو القرشي؟ الاسم الحقيقي لأبو إبراهيم هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وعٌرف بعدد من الألقاب أشهرها "البروفسور" و"المدمر"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وُلد زعيم داعش الجديد، على الأرجح في عام 1976، في بلدة تلعفر، على بعد 70 كيلومترا من الموصل، لعائلة تركمانية، وهو ما أثار استغرابا كبيرا، لأنه نادرا ما يصعد رجل من غير العرب إلى الصفوف الأمامية في داعش، التي حكمت في أوجها أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
ولا يُعرف سوى القليل عن القرشي، الذي خلف البغدادي، أو الهيكل القيادي الأعلى لداعش، لكن محللين قالوا إن مقتله يمثل ضربة كبيرة للتنظيم الإرهابي، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويقول الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، ماهر فرغلي، إن "القرشي وعندما تولى زمام الزعامة أقدم على إعادة هيكلية تنظيم داعش، ووضع جميع من في محيطه من العراقيين، ومن ثم شكّل لجنة مفوضة ومجلس شورى وجهاز أمني".
ويضيف الباحث لموقع "الحرة": "اعتمد أيضا على قوات سماها بقوات النخبة، ونشرها في سوريا والعراق، بينما عمل في باقي الولايات كإفريقيا وأفغانستان على سياسة الأذرع، إضافة إلى تشكيل خلايا للعمليات الخارجية".
6 شخصيات كانت تتبع له مباشرة ولا يرى فرغلي أن يكون مقتل القرشي مؤثرا على تنظيم داعش ككل، موضحا أن "تبقى التراتبية في التنظيمات الإرهابية معروفة. القرشي لديه حتى الآن جمعة عواد البدري (أخ البغدادي) وأبو محمد المصري وأبو هاشم الجزراوي، فضلا عن نايف حمد شياع، وأبو سعد الليبي، وأبو حمزة القرشي الذي يشغل منصب الناطق".
ويتوقع الباحث أن تتجه اللجنة المفوضة في تنظيم "داعش"، في المرحلة المقبلة إلى اختيار شخص خلفا للقرشي، على أن يتم الانتقال فيما بعد إلى إحياء النشاط، لاسيما أن هناك "بيئة خصبة" في مناطق الانتشار، كسوريا والعراق وغيرها.
ويتابع: "غياب القائد لا يقضي على التنظيم، بقدر ما يحدث خلخلة داخلية. هذه الخلخلة تؤثر وقتيا فقط. قطع الرأس الكبرى لا يقضي على الجسد".
"قيادة لا مركزية" وخلال الأشهر القليلة الماضية نفذ التنظيم هجمات عديدة مؤثرة، كان أبرزها تلك التي استهدفت سجن الصناعة في محافظة الحسكة، فيما يصفه الخبراء بـ"المؤشر" على تغير في تكتيكاته واستغلاله للصراعات المحلية والإقليمية للنهوض مجددا.
ويرى مراقبون أن هناك اختلافا ما بين فترة داعش في أثناء زعامة البغدادي والتي تلته خلال قيادة القرشي، الأمر الذي يجب الوقوف عنده للإجابة عن التساؤلات المتعلقة حول تأثير مقتل الأخير على نشاط المرحلة المقبلة.
ويقول كاظم الوائلي مستشار سابق للتحالف الدولي ضد داعش إن تأثير مقتل القرشي على ما تبقى من داعش "معنوي أكثر من أي شيء سياسي أو عسكري".
ويضيف الوائلي لموقع "الحرة": "قيادة القرشي ليست كقيادة البغدادي. الأخير كانت قيادته مركزية، بينما الأول لا مركزية، بمعنى أن كل خلية لها قائد مختص، والأموال تأتي إليها من أتاوات وغير ذلك".
ويؤكد المتحدث أن "سلطة القرشي كانت لا مركزية"، وبالتالي لن يكون هناك تأثير كبير على الجانب العملياتي والأمني لخلايا داعش.
وذلك ما يؤكده مجاهد الصميدعي الباحث في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات، بقوله: "مقتل القرشي سيكون له تأثير معنوي أكثر من تأثير عملياتي".
ويقول الباحث لموقع "الحرة": "هيكلية داعش بعد مقتل البغدادي مفصولة. الخليفة لا يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية، بل هو مسؤول عن العمليات الإدارية ومعزول عن المذكورة كليا".
ويتوقع الصميدعي أن يتجه داعش "قريبا وخلال فترة قياسية لتعيين زعيما خلفا للقرشي".
ويوضح: "مثل هذه التنظيمات في العادة لها شخص جاهز في حال مقتل الخليفة. ستستمر العمليات ومن المتوقع أن تكون هناك عمليات انتقامية".
"هشاشة واختراق" في غضون ذلك اعتبر الباحث بشؤون الجماعات المتشددة، محمد صفر، أن الضربة الأمريكية التي استهدفت القرشي "نوعية"، مشيرا إلى أن "التحالف الدولي يثبت من خلالها أنه قادر على اختراق منظومة داعش الأمنية، وبالتالي إثبات هشاشتها".
ومع ذلك لا يرى صفر أي تأثير لشخصية القرشي على هيكلية تنظيم داعش ككل. ويقول لموقع "الحرة": "لم يكن له الكاريزما ولا حتى الحضور، ولم يكن معروفا بأنه رجل يملك تخطيط أو فكر. كان رجلا أمنيا، وهذه الصفة انتفت بعدما استطاعوا الوصول إليه في شمال غرب سوريا".
ويضيف الباحث: "أعتقد أن غيابه ليس له تأثير. لو صح ذلك كان التنظيم انتهى منذ مقتل البغدادي. داعش إيديولوجي وليس له جغرافيا ثابتة، وربما تلد قيادة جديدة قد تكون أكثر تأثيرا ونشاطا".
ويستبعد صفر أن يلجأ داعش في السنوات المقبلة إلى جغرافيا مستقلة، بل سيتجه إلى عمليات نوعية، وسياسة "اضرب واهرب".
وهذه السياسية، بحسب صفر لن تكون في المدى المنظور، مشيرا إلى أن "المنظومة الأمنية لداعش هشة. ربما يتأخر بيان القيادة بشأن الزعيم الجديد، إلى حين ضبط الوضع الأمني".
وفي تقرير له في يوليو 2021 "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن "تصور تنظيم داعش الاستراتيجي حول المنطقة الجغرافية والوقت والانتصار يمثل عنصرا حاسما لإمكانية عودة ظهوره في المستقبل".
بالرغم من أن "داعش" قد تعرض لضربات موجعة خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، إلا أنه أثبت قدرته الكبيرة على الصمود، حتى أنه قام بتوسيع أراضيه وتنويع عملياته عامي 2020 و2021.
وأضاف التقرير أن التنظيم "يمتلك أيديولوجيا فريدة وراسخة، تشكلت من خلال تصريحات كبار قادته، وتتكيف جيدا مع الخسائر الإقليمية الأخيرة".
وجاء فيه: "من هذا المنطلق، وبالتطلع إلى الأمام، سيكون من الضروري معالجة وفهم الممارسات الأيديولوجية للتنظيم من أجل مكافحة أي عودة مستقبلية له بشكل فعال".
"الخليفة الواشي" .. الوجه الآخر لزعيم داعش القتيل
بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلال عملية للقوات الخاصة الأميركية في شمال غرب سوريا، يعيد موقع الحرة نشر تقرير "الخليفة الواشي.. وثائق جديدة تكشف خيانة زعيم داعش لمقاتلي التنظيم".
وكان موقعنا نشر التقرير، في 07 أبريل 2021، بعد أن أظهرت وثائق سرية تم الكشف عنها وقتها تفاصيل جديدة عن خيانة زعيم تنظيم "داعش"، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، المعروف بـ "أبو إبراهيم القرشي"، عندما كان مسجونا في العراق، عام 2008.
والوثائق التي نشرها مركز مكافحة الإرهاب الدولي بالأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت"، هي الدفعة الثانية من المعلومات حول دور المولى في الكشف عن العشرات من أعضاء التنظيم في العراق أثناء احتجازه في سجن بوكا جنوبي العراق، عام 2008، والذي كان يقع تحت إدارة بريطانية.
العملية أسفرت عن مقتل مدنيين لأن زعيم داعش فجر نفسه وقتل أفراد عائلته فجر نفسه وقتل النساء والأطفال.. تفاصيل مقتل القرشي زعيم داعش كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض، الخميس، أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المدعو "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" قتل عندما فجّر نفسه أثناء عملية نفّذتها قوات أميركية خاصة في سوريا ليل الأربعاء إلى الخميس. وكان تقرير لصحيفة "الإندبندنت" كشف أيضا أن المولى أصبح يُعرف باسم "الخليفة الواشي (الكناري)" بعد أن كشف عن أسرار التنظيم لمحققين أميركيين وهو خلف القضبان، وهي الأسرار التي مهدت للقوى الغربية إجراء عمليات عسكرية ناجحة ضد أهداف هامة .
وكشفت الملفات الجديدة عن معاداته للمقاتلين الأجانب الذين بدأوا يتدفقون إلى الشرق الأوسط بأعداد كبيرة في ذلك الوقت، وأظهرت أيضا معارضة المولى الشديدة لمشاركة النساء في القتال.
وأشارت التقارير إلى أن الرجل الثاني في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" في ذلك الوقت، المغربي أبو جاسم أبو قسورة، قُتل على يد القوات الأميركية بعد ثمانية أشهر من تقديم المولى معلومات عنه.
وقد رسم المولى للمحققين أثناء احتجازه مخططا للمعسكر الذي كان يقيم فيه رئيسه، غربي الموصل، وقدم أسماء مستعارة مختلفة ساعدت في التعرف عليه، ووصف ساعيا موثوقا له بما في ذلك المركبات التي يستخدمها والأماكن التي كان يتردد عليها.
مقتل أبو قسورة ساعد المولى على الوصول إلى قمة التسلسل الهرمي في التنظيم، الذي أصبح يعرف باسم "داعش"، ليصبح "الخليفة" الجديد لأبو بكر البغدادي، الذي قتل في عملية أميركية.
كما كشفت الوثائق الجديدة أن المولى قدم معلومات تفصيلية عن تشكيل التنظيم في قاعدته الرئيسية في الموصل، مثل هياكله العسكرية والأمنية الداخلية والإدارية ووسائل الدعاية.
وأعطى الرجل المحققين مواقع مكّنت من تعقب رفاقه المسلحين، مثل سوق معيّن كانوا يجتمعون فيه ويتناولون الطعام.
وتظهر تقارير الاستجواب أن المولى حاول في إحدى المراحل إنشاء "رسم وجه مركب بالكمبيوتر" لمقاتل سعودي يعرف بلقب "جار الله"، وقدم أوصافا دقيقة لبعض زملائه، للمساعدة في تحديد هويتهم، وتضمنت عبارات مثل "خدود ممتلئة" و "لهجة عربية" و"نظارات طبية بإطارات فضية" و"يتمايل عندما يمشي"، وفقا لتقرير "الإندبندنت".
وقدم أيضا معلومات غزيرة عن الفريق الإعلامي للمجموعة "الفرقان"، وحدد أماكنهم وأفضل الأوقات للقبض عليهم.
هارورو إنغرام، الباحث البارز في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، قال للصحيفة البريطانية إن الوثائق "ستهز الثقة" في قيادة داعش بين مسلحيه.
بايدن خلال متابعة عملية استهداف القرشي. وأضاف: "ما تكشفه الوثائق على الأرجح هو أن التنظيم لديه مشكلة 'وشاية' في أعلى قمة التنظيم، وهناك خليفة واش يجلس هناك".
وكان المولى قد خدم في الجيش إبان عهد صدام حسين، قبل اعتقاله واتهامه بالمشاركة في التمرد الذي أعقب حرب 2003، ثم أطلق سراحه، عام 2009، مكافأة له على خدماته في إفشاء معلومات، وانضم مباشرة إلى تنظيم القاعدة.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن المولى "كأحد منظّري داعش القدامى، ساعد في تبرير اختطاف وذبح أفراد الأقلية الأيزيدية في شمال غرب العراق والمتاجرة بهم، كما قاد بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة".
وكانت واشنطن قد عرضت مكافأة تصل قيمتها إلى 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن المولى.
واليوم الخميس 2 فبراير 2022، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس "إزالة" القرشي من "ساحة المعركة"، بعد ساعات من تنفيذ القوات الخاصة الأميركية إنزالاً في شمال غرب سوريا.
وأقدم زعيم التنظيم، وفق مسؤول أميركي، عند بدء العملية على تفجير قنبلة أودت بحياته داخل المنزل الواقع في بلدة أطمة في محافظة إدلب، وهي المنطقة ذاتها التي نفذت فيها واشنطن عملية مماثلة أسفرت في 27 أكتوبر 2019 عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي.
"الأكبر منذ مقتل البغدادي".. عملية ناجحة للقوات الأميركية ضد الإرهاب في سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها نفذت بنجاح مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا، مساء الأربعاء.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في صفوف القوات الأميركية، وقال إنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل، عندما تكون متاحة.
وقال سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت، الخميس، من يشتبه بأنه متطرف تابع لتنظيم القاعدة في بلدة في شمال سوريا، وفقا لوكالة رويترز.
وذكروا أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت في منطقة بالقرب من بلدة أطمة في محافظة إدلب، الواقعة في منطقة تحت سيطرة المعارضة على الحدود مع تركيا، حيث سُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل متطرف أجنبي.
وقال شهود عيان أنهم سمعوا إطلاق نار كثيف أثناء العملية. وأكد أحد السكان مقتل عدة أشخاص في العملية التي قال شهود إنها انتهت بمغادرة طائرات.
وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقرا، لوكالة رويترز إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين.
وأضاف "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أيا كان، حيا". وتابع "تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع" منذ غارة البغدادي.
وقُتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، في غارة للقوات الأميركية الخاصة في شمال غرب سوريا في 2019.
وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة طالبا عدم نشر هويته إن الجهادي الذي يشتبه بأنه المستهدف كان مع أسرته وقت شن الغارة.
وقال المسؤول بالمعارضة إن أفراد أمن من هيئة تحرير الشام، وهي جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غرب سوريا، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على معظم شمال غرب سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاما محيطا بها من الأراضي. والجماعة كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، وكانت جزءا من تنظيم القاعدة حتى عام 2016.
وشكّل عدة مجاهدين أجانب انفصلوا عنها تنظيم حراس الدين الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية، وكان هدفا لضربات التحالف خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال مسؤول أميركي لوكالة أسوشيتدبرس إن إحدى المروحيات التي شاركت في الغارة عانت مشكلة ميكانيكية وكان لا بد من تفجيرها على الأرض.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا، أن قوات التحالف نزلت المنطقة باستخدام طائرات مروحية وهاجمت منزلا. وأضاف أن القوة اشتبكت مع مقاتلين على الأرض.
يذكر أنه لسنوات أطلق الجيش الأميركي بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا، حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
كما يشن التحالف بقيادة الولايات المتحدة عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية بوتيرة أكبر في شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "داعش" وسورية والعراق: تقييم نهاية العام السبت 12 مارس 2022, 12:41 am
من هو زعيم “داعش” الجديد وما علاقته بالبغدادي؟
البوصلة – قال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي إن الزعيم الجديد لتنظيم الدولة ” داعش”، المصنف في الأردن تنظيما ارهابيا، هو الأخ الشقيق للخليفة الراحل الزعيم الأسبق للتنظيم أبو بكر البغدادي.
جاء إعلان تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت أمس الخميس، بعد أسابيع فحسب من مقتل أبو إبراهيم القرشي، الذي خلف البغدادي في 2019، وكان ثاني رجل يحمل لقب “الخليفة” في التنظيم.
تشابهت النهايات بالنسبة لكل من البغدادي والقرشي ولقي كل منهما مصرعه بتفجير نفسه وأفراد عائلته خلال غارة أمريكية على المكان الذي يتحصن به ويختبئ فيه بشمال سوريا.
تعود جذور تنظيم “الدولة”، وهو وريث فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى تمرد إسلامي ضد الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين في 2003.
من حطام الحرب الأهلية ورحم الفوضى في سوريا المجاورة تشكّل التنظيم في صورته الحالية على مدى العقد الماضي، وسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014.
وأعلن البغدادي الخلافة الإسلامية من مسجد في مدينة الموصل بشمال العراق في ذلك العام، وأعلن نفسه خليفة لكل المسلمين.
وانتهى الحكم الوحشي للتنظيم، الذي قتل وأعدم آلاف الأشخاص بناء على تفسير ضيق متشدد للإسلام، في الموصل عندما تعرض للهزيمة على أيدي قوات عراقية ودولية في 2017.
واختبأ آلاف من مقاتليه المسلحين في السنوات الأخيرة معظمهم في مناطق نائية، لكن ما زال بإمكانهم تنفيذ هجمات كبيرة على غرار حروب العصابات.
مساعد مقرب للبغدادي قال مسؤولان أمنيان عراقيان، اليوم الجمعة، إن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري من العراق، وإنه الشقيق الأكبر للبغدادي. وأكد مسؤول أمني غربي أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سنا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه المعلومة منذ إعلان التنظيم عن تعيين زعيم جديد. تحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مسموح لهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
لا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذين يلفهم الغموض والذين ازدادوا صلابة بفعل المعارك وبرزوا في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003.
قال واحد من المسؤولين الأمنيين العراقيين “البدري متطرف انضم للجماعات المتشددة السلفية في 2003، وكان معروفا عنه أنه مرافق شخصي دائم للبغدادي… ومستشاره للمسائل الشرعية”.
وأضاف المسؤول أن البدري ظل لفترة طويلة رئيسا لمجلس شورى “الدولة”، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي وتقرر من يتولى الخلافة عند مقتل الخليفة أو أسره.
وقال بحث أجراه الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم “الدولة” هشام الهاشمي، والذي نُشر على الإنترنت في 2020، إن البدري كان رئيسا لمجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء.
قال التسجيل الصوتي إن مبايعة أبو الحسن القرشي جاءت “عملا بوصية الشيخ أبي إبراهيم، ولقد قبل البيعة” في إشارة إلى أن أبو بكر القرشي عينه خلفا له قبل وفاته.
يشير الاسم الذي اختاره البدري لنفسه، وهو أيضا القرشي، إلى أنه على غرار شقيقه وسلفه، له نسب يصل إلى النبي محمد، مما يمنحه نفوذا دينيا.
ويقول مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون إن الزعيم الجديد سيسير على نفس الدرب ويحاول شن هجمات بجميع أنحاء العراق وسوريا وقد تكون لديه رؤيته الخاصة لطريقة تنفيذ هذه الهجمات.
تهديد أمني جديد قال أحد المسؤولين الأمنين العراقيين، اليوم الجمعة، إن البدري انتقل مؤخرا وعبر الحدود من سوريا التي كان يتحصن بها إلى العراق.
سيرث البدري السيطرة على موارد مالية مهمة، وذلك بحسب تقرير كتبه في ديسمبر/ كانون الأول فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة.
تضمن التقرير أن “التقييمات الأخيرة… تقدر احتياطيات الجماعة بين 25 و50 مليون دولار”، لكنه أضاف أن “الدولة” تنفق أكثر مما تتحصل عليه بالاعتماد على “الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى”.
وقال المسؤول الأمني العراقي إن للبدري شقيقين آخرين أحدهما تحتجزه أجهزة الأمن العراقية منذ سنوات.
وأضاف أن مكان وجود الأخ الثاني غير معروف، لكن أغلب الظن أنه متطرف أيضا.