مصر: جدل بعد إذاعة تسريبات بالصوت بين ضابط بالمخابرات المصرية والفنانة يسرا وعدد من الإعلاميين أبرزهم “مفيد فوزي” يؤكد أن لا فرق بين القدس ورام الله ويمهد للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. صمت إعلامي مطبق! ومن يجزم بصحتها أو كذبها؟!
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
أذاعت قناة “مكملين” وعدد آخر من القنوات تسريبا صوتيا لاتصالات جرت بين ضابط بالمخابرات برتبة نقيب يسمى أشرف الخولي وبين الفنانة يسرا وعدد من الاعلاميين المصريين المؤيدين لنظام الرئيس السيسي، وهي الاتصالات التي أشارت اليها في تقرير موسع صحيفة :نيويورك تايمز″ الأمريكية.
التسريبات “الاتصالات” كانت بين النقيب الخولي وبين الفنانة يسرا، والاعلامي مفيد فوزي وسعيد حساسين “برلماني واعلامي”، وعزمي مجاهد “إعلامي” وكان أهم ما جاء فيها التمهيد لتقبل الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حتى يتم إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتجنب الفلسطينيين ويلات الحرب على حد زعم النقيب الخولي.
التسريبات التي أذيعت مساء الأحد تؤكد بالصوت تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي ذهب الى أن النظام المصري قبل الاعتراف برام الله عاصمة لفلسطين بديلا عن القدس.
اللافت بعد إذاعة التسريبات هو الصمت في وسائل الاعلام المصرية الى الآن (مساء الأحد) سواء المقرءوة أو المسموعة أو المرئية، كأن لم تسمعها، وهو الأمر الذي يثير الجدل، ويزيد الغموض حول ما يقال عن صفقة القرن التي بدأت تتضح معالمها شيئا فشيئا.
كانت هيئة الاستعلامات المصرية قد أكدت أن جهاز المخابرات العامة المصرية لا يوجد به ضابط برتبة نقيب اسمه أشرف الخولي، وهو الاسم الذي نسب له تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز″ الأمريكية تسجيلات مسربة قام خلالها، بحسب تقرير الصحيفة، بإعطاء توجيه لبعض مقدمي البرامج الحوارية بشأن قضية القدس.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الأحد: “الهيئة تنفي نفيا تاما وجود أي شخص يحمل هذا الاسم ويعمل بجهاز المخابرات العامة المصرية”.
وكانت الهيئة العامة للاستعلامات قد فندت في بيان الليلة الماضية ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز″ للمراسل الدولي للصحيفة “ديفيد كيركباتريك” والذي تضمن وجود تسريبات لتسجيلات في حوزته لضابط مخابرات مصري مزعوم يدعى أشرف الخولي يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمى البرامج التلفزيونية في مصر بشأن تناول موضوع القدس في الإعلام المصري.
وذكرت الهيئة أن الخبر تضمن ذكر أربع شخصيات اعتبرهم من مقدمي البرامج الحوارية المؤثرة في مصر وهم الصحفي مفيد فوزي، وهو في الحقيقة صحفي لا يقدم أي برامج تليفزيونية منذ سنوات، على عكس ما زعمه التقرير، والاسم الثاني هو الإعلامي سعيد حساسين، وقد توقف عن تقديم برنامجه قبل إثارة موضوع القدس بأسابيع ولا يقدم أية برامج حالياً، وقد نفى الإعلامي سعيد حساسين أن يكون قد اتصل به أحد بشان موضوع القدس وأكد أنه لا يعرف أحداً أصلا اسمه أشرف الخولي.
أما الاسم الثالث الذي أوردته الصحيفة كمقدم برامج سياسية مؤثرة في مصر فهو للفنانة الكبيرة يسرا، التي من المفترض أن يكون الصحفي ديفيد كيركباتريك بحكم إقامته الطويلة في مصر سابقاً يعلم أنها من أشهر نجمات التمثيل والسينما في مصر والعالم العربي ولا علاقة لها بأية برامج تليفزيونية من أي نوع، وقد نفت الفنانة يسرا في اتصال مع الهيئة العامة للاستعلامات معرفتها بأي شخص يدعى أشرف الخولي، ولم تناقش مع أي شخص موضوع القدس مطلقاً، وأكدت أنها لم تدل للإعلام بأية أراء تتعلق بموضوعات سياسية بل إنها لم تكن موجودة في مصر في تلك الفترة، كما أعلنت الفنانة يسرا أنها ستلجأ للقضاء بشأن الزج باسمها في مثل هذه التسريبات المزعومة، الأمر الذي يسيء لها كفنانة كبيرة، أما الاسم الأخير فهو عزمي مجاهد الذي نفى معرفته بأي شخص يدعى أشرف الخولي.
الفرق بين القدس ورام الله
على الجانب الآخر علق الكاتب شعبان عبد الرحمن قائلا: “الفرق بين القدس ورام الله كالفرق بين مكة المكرمة والرياض، لو أمكن استبدال زيارة مكة بالرياض ، لأمكن استبدال القدس برام الله”.
وعلق السفير ابراهيم يسري قائلا: “يكشف تسريب مكملين عن الفرق الخطير بين التعليمات التي تصدر من مسئول عسكري في موضوعات سياسية للأذرع الإعلامية ، بوضوح شديد الفرق الشاسع بين التناول العسكري غير المهني للقضايا السياسية وبين التناول السياسي المحترف الذي يستشرف كافة الجوانب التاريخية والقانونية وإدارة العلاقات الدولية واستخلاص تسويات صالحة للبقاء وليس فرضا و تسلطا وتجاهلا لكافة المعطيات”.
وتساءل السفير يسري: “متى يدركون أن صفقة القرن التي يطبخها نتنياهو وترامب وبعض العرب لن تمر، وإنما كراسي الحكام العرب هي التي تتدحرج”.
وتابع: “صفقة ترامب وكوشنر و نتانياهو يجري تنفيذها رغم ازمة ترامب الداخلية لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائي الملوك والؤساء العرب يتغيبون عن مؤتمر القدس باسطانبول وتتحفظ علي عقد قمة عربية اكبر كارثة في تاريخ العرب. اين الشعوب العربية. هي مصر فين؟”.
وكتب الأديب عبد المؤمن أحمد: “لا جدوى من إسماعهم التسريبات، فهم وتابعيهم يتنافسون على من يعدو أبعد فى مضمار الخيانة!”.
وتبقى التساؤلات قائمة عن صحة أو كذب تلك التسريبات، ومصير صفقة القرن التي بدأت رائحتها تفوح شيئا فشيئا.