الحكومة اليمنية تغلق مكتب قناة «الجزيرة» في تعز
في أول خطوة بعد تعيين محافظ جديد موال للإمارات
خالد الحمادي
Jan 10, 2018
تعز ـ «القدس العربي»: أغلقت الحكومة اليمنية أمس مكتب شبكة الجزيرة في مدينة تعز، وسط اليمن، بعد أيام من تعيين محافظ جديد لمحافظة تعز واستدعاء القادة العسكريين والأمنيين في تعز إلى العاصمة السعودية الرياض.
وأعلنت اللجنة الأمنية العليا في تعز، المكونة من قادة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية، امس أنها أقرت بالإجماع إغلاق مكتب قناة الجزيرة في محافظة تعز، لأجل غير مسمى. وبررت اللجنة الأمنية العليا اتخاذها لهذا القرار المفاجئ بتغطيات القناة التي تغيّرت كثيرا منذ اندلاع الأزمة الخليجية بين دولة قطر و3 من دول مجلس التعاون الخليجي. وقالت اللجنة الأمنية في بيان أصدرته أمس بهذه المناسبة وقفت اللجنة الأمنية العليا في تعز، في اجتماعها الدوري أمام السلبيات التي تمارسها بعض القنوات الإعلامية ومنها قناة الجزيرة». وأوضحت أنه ظهر في «تغطية قناة الجزيرة مؤخرا محاولات لشق الصف الداخلي للشرعية والتحالف العربي الداعم للشرعية».
وأضافت «يأتي قرار إغلاق مكتب قناة الجزيرة كون تغطيتها تنعكس سلباً على مسار معركة الجيش الوطني والشرعية في إنهاء الانقلاب المليشياوي الحوثي واستعادة الشرعية»، في اتهام واضح للقناة بأنها بدأت (تنحاز) تدريجيا نحو دعم الطرف الانقلابي الحوثي بعد أن كانت معروفة بدعمها الكامل لتوجهات الحكومية الشرعية.
وأوضح البيان أن «اللجنة الأمنية أقرت بإجماع أعضائها على إغلاق مكتب قناة الجزيرة رسميا في تعز ومنعها من مزاولة تغطيتها أو التعامل معها من أي جهة رسمية وذلك حفاظاً على وحدة الصف و تحقيق اهداف الجيش».
وعلمت «القدس العربي» من مصدر إعلامي أن مكتب قناة الجزيرة في المدينة كان هو الوحيد الذي ظل يعمل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد أن تم إغلاق مكاتب الشبكة في محافظات عدن ومأرب، ومنعها من التغطية في بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وتم مغادرة جميع مراسليها لهذه المدن. وأضاف المصدر أن مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في اليمن كانت هي الوحيدة المسموح لقنوات شبكة الجزيرة بالعمل فيها، في الوقت الذي كانت فيه جماعة الحوثي قد أغلقت مكاتب شبكة الجزيرة في العاصمة صنعاء ومحافظة عدن عند اجتياحها لها في أيار/ مارس 2015 وصادرت المعدات التلفزيونية وأجهزة البث الفضائي من هذه المكاتب التابعة لشبكة الجزيرة.
وفي الوقت الذي انتقد فيه العديد من الحقوقيين والمهتمين بحرية الإعلام، قرار الحكومة بإغلاق مكاتب الجزيرة في اليمن، أرجعت الدوافع الخفية وراء صدور هذه القرارات الحكومية إلى أنها استجابة لطلب «دولة الإمارات المتحدة التي انزعجت من سلسلة الوثائقيات التي بثتها قناة الجزيرة مؤخرا عن اليمن، والتي تضمنت العديد منها اتهامات مباشرة لدولة الإمارات بشأن لعب دور مشبوه في اليمن».
وجاء إغلاق مكتب شبكة الجزيرة في تعز بعد يومين فقط من أداء المحافظ الجديد لمحافظة تعز الدكتور أمين أحمد محمود اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية، والذي يعتقد أنه موال لدولة الإمارات وجاء تعيينه وفقا لرغبة أبوظبي في السيطرة على محافظة، كما سيطرت على محافظة عدن، عقب تحريرها من الانقلابيين الحوثيين في تموز/ يوليو 2015، بتغيير محافظها المعيّن من الرئيس هادي، بمحافظ آخر موال بالكامل لدولة الإمارات وهو عيدروس الزبيدي، الذي أقاله الرئيس هادي لاحقا بعد أن اكتشف تحركاته ضد الدولة، والذي يقود حاليا حركة تمرد انفصالية ضد سلطة الرئيس هادي والدولة عموما.
كما جاء قرار إغلاق الشبكة، بعد أيام أيضا من عودة أعضاء اللجنة الأمنية العليا من السعودية الذين استدعتهم الرياض إلى هناك لقضايا لم يتم الكشف عنها، ولا عن طبيعة هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لقادة عسكريين ميدانيين في تعز للسعودية.