اليوم الأول لانتخابات الرئاسة المصرية: لجان خاوية وعزوف للشباب ودعوات للمشاركة
السيسي أدلى بصوته وسط إجراءات أمنية مشددة
Mar 27, 2018
القاهرة ـ «القدس العربي»: فشلت دعوات الحشد الحكومية، أمس الإثنين، في إقناع المصريين بالمشاركة في انتخابات رئاسية «محسومة النتائج» بدأت أمس الإثنين، وتستمر حتى الأربعاء، بعد استبعاد مرشحين وإجبار آخرين على الانسحاب.
وظهرت اللجان الانتخابية خاوية إلا من قوة التأمين التابعة للجيش والشرطة، وعدد من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذين كرروا مشهد الرقص أمام اللجان.
وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في التاسعة من صباح أمس. ويتنافس السيسي بشكل صوري مع موسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد» الذي تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في الانتخابات، ويحق لنحو 59 مليون ناخب التصويت.
ومن المقرر إعلان النتائج في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، وإذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة 50+1 ستجرى جولة إعادة في 24 من شهر إبريل/ نيسان المقبل.
المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، قال إن «غرفة العمليات المشكلة داخل الهيئة، تلقت ما يفيد بانتظام العمل في كافة لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية على مستوى الجمهورية فى مواعيدها المحددة في التاسعة صباحا، عدا عدد محدود للغاية من اللجان التي تأخرت لمدد لم تزد عن 20 دقيقة».
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة، إن «غرفة العمليات تلقت ما يفيد بتعذر حضور عدد قليل للغاية من القضاة في اللجان التي يشرفون عليها، نظرا لظروف مرضية طارئة»، مشيرا إلى «الدفع على الفور ببدلاء لهم من القضاة الاحتياطيين».
وأكد أن «العمل يسير في تلك اللجان بصورة منتظمة».
وحسب المصدر «الهيئة لم تتلق أية شكاوى تتعلق بسير الانتخابات الرئاسية سواء من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية أو من الناخبين».
وبين أن «الهيئة تلقت ما يفيد وجود حشود كبيرة من الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم وذلك أمام العديد من لجان الاقتراع».
وأشار كذلك، إلى أن «الهيئة على تواصل مع كافة لجان المتابعة واللجان العامة، للتدخل وحل أية مشكلات وتذليل أية عقبات قد تطرأ أثناء سير العملية الانتخابية».
وخصصت الهيئة خطاً ساخناً لتلقي شكاوى المواطنين في شأن العملية الانتخابية، والتعامل مع تلك الشكاوى على الفور وإزالة أسبابها.
وقال المستشار محمود حلمي الشريف، نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن «المحافظات الأعلى تصويتا حتى الآن في الانتخابات الرئاسية هي القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية».
وأوضح، خلال المؤتمر الصحافي، أن «اللجان الفرعية في شمال سيناء شهدت كثافة كبيرة من قبل الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم».
على هريدي، رئيس غرفة عمليات مجلس الوزراء، قال إن «الغرفة تعمل على مدار الساعة لمتابعة انتخابات الرئاسة وانتظام العمل في اللجان وأي شكاوى تواجه اللجان والعمل على حلها»، مشيراً إلى أن «المحافظين أكدوا أن الإقبال متوسط».
وأوضح، في تصريحات صحافية، أن «الغرفة تضم 11 جهة من الوزارات المعنية»، موضحاً أن «جميع اللجان انتظمت منذ الساعات الأولى فيما عدا 14 لجنة على مستوى الجمهورية تأخر فتحها قليلا».
لكن تصريحات المسؤولين الحكوميين، جاءت مغايرة للواقع، حيث ظهرت القاهرة وكأن أمس يوم إجازة رغم عدم منح الحكومة المصرية الموظفين أو المدارس إجازات أيام الانتخابات.
«ثكنة عسكرية»
الكاتب الصحافي، أنور الهواري، قال في تغريدة على صفحته على «الفيسبوك»: «ذهبت إلى لجنتي الانتخابية، ولم أجد هناك سوى شيخ وسيدة طاعنين في السن».
ووصف، اللجنة الانتخابية بـ«الثكنة العسكرية الهادئة»، مشيراً إلى أن «تعامل عناصر الجيش داخل اللجنة أفضل ذوقياً وإنسانياً من تعامل عناصر الشرطة».
وزاد: «تعاملت مع المرشح الأول بما يرضي ضميري، ثم تعاملت مع المرشح الثاني بما يرضي ضميري، طويت الورقة ووضعتها في الصندوق، غادرت اللجنة في هدوء واحترام، الولاية الأولى للسيسي خطأ والثانية خطر، السيسي أخذ الفترة الأولى بالخداع وأخذ الفترة الثانية بالذراع، وحسبي الله ونعم الوكيل».
العزوف الذي شهدته الانتخابات، استدعى من الحكومة تكثيف محاولات حشد المواطنين، من خلال سيارات تجوب الشوارع تبث أغاني وطنية وتدعو المواطنين للمشاركة والتصويت. كما ظهرت سيارات تحمل شعار حزب «النور» السلفي وصور المرشح عبد الفتاح السيسي مهمتها نقل المواطنين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم إلى مقر لجانهم الانتخابية.
وتواصلت عمليات حشد الموظفين، حيث قالت هبة البحيري، مدرسة من مدينة المحلة إن «مديرية التربية والتعليم في مدينة المحلة في دلتا مصر، اتخذت قرارا بجمع المدرسين في مدرسة واحدة، ووفرت سيارات لنقل المدرسين إلى لجانهم الانتخابية للإدلاء بأصواتهم».
عبد العزيز فضالي، عضو الهيئة العليا في حزب تيار الكرامة، قال: « بعيداً عن تأويلات نسب المشاركة والمقاطعة والإقبال على الانتخابات الرئاسية في مصر، إلا أن الحقيقة المؤكدة الواضحة لكل شهود العيان أن مصر المستقبل تغيب عن المشاركة في الانتخابات بجيل الشباب الذي لم يضبط متلبساً أمام أي لجنة انتخابية».
وزاد: «مع كامل تقديرنا لهذا الجيل المشارك في العملية الإنتخابية من آبائنا وأجدادنا الطيبين، إلا أن قراءة بسيطة في تاريخ تصويتهم القريب تدرك بها أنهم لم يعبروا يوماً عن طموحات قوى التغيير القادرة على الحراك في الشارع، ما يزيد من حالة احتقان متواصلة بين مطالب الشارع وعدم تمثيل مطالبه في المؤسسات المنتخبة كمجلس النواب ورئاسة الجمهورية».
رقص أمام اللجان
واكتفت القنوات الفضائية بنقل مشاهد المسؤولين خلال إدلائهم بأصواتهم، أو بعض كبار السن خلال وجودهم في اللجان الانتخابية، حتى مشاهد الرقص أمام اللجان غاب عنها الشباب، وحضر فيها الأطفال والنساء.
وأمام لجنة اقتراع في منطقة نزلة السمان غرب القاهرة، قرب أهرامات الجيزة، وقفت مجموعة من الأفراد يحملون المزامير والطبول يعزفون أغنية «تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي» بحضور أحد راقصي التنورة.
وفي حي الترجمان الشعبي وسط العاصمة، كانت توزع بعض الهدايا على الناخبين. وشملت الهدايا وجبات غذائية خفيفة عليها ملصق علم مصر وكتب عليها «تحيا مصر ـ مع تحيات مؤسسة الأزهري»، وهي تتبع رجل أعمال يستورد أدوات مكتبية وفيها زجاجة مياه وبسكويت وعصير وفاكهة.
«شرعية النظام في الداخل»
وحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، سعيد صادق، فإن «الانتخابات التي تجري في مصر والمحسومة مسبقا لها أهداف مثل التأكيد على شرعية النظام في الداخل وكسب شرعية دولية بما يمنحه استقرارا واستثمارات».
وأضاف: «لهذا نرى التعبئة الإعلامية والسياسية نحو مشاركة واسعة لتجدد الثقة داخليا وخارجيا في النظام؛ لأن قلة التصويت في اليوم الأول كما يرغب المناوئون للنظام تمس تلك الثقة والشرعية التي ستمنح من الانتخابات».
وأدلى السيسي بصوته في مدرسة الشهيد مصطفى يسري أبو عميرة في منطقة مصر الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما شارك في التصويت رئيس الوزراء شريف اسماعيل، الذي قال عقب ادلائه بصوته «لن يرهب أي شيء الشعب المصري، لا عمليات إرهابية ولا غيرها».
وتابع «ان شاء الله ستكون النسب (المشاركة) مرتفعة».
المرشح موسى مصطفى موسى اعتبر بعد الإدلاء بصوته في لجنته الانتخابية في منطقة وسط القاهرة، أن «المنافسة في الانتخابات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي جيدة».
ودعا «كل أبناء الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية».
كذلك، أدلى أحمد الطيب شيخ الأزهر، بصوته في الانتخابات الرئاسية، في المدرسة نفسها التي أدلى فيها السيسي بصوته.
ودعا شوقي علام مفتي الجمهورية، عقب مشاركته في الانتخابات، المصريين لـ«التصويت في الانتخابات الرئاسية كواجب وطني يظهر مدى وعيهم بالتحديات التي يواجهها الوطن»، مشددا على «ضرورة أن يحكم كل ناخب ضميره عند اختياره لمن ينتخب».
وفي السياق ذاته، حث البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الناخبين المصريين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وقال خلال الإدلاء بصوته إن «المشاركة في الانتخابات بكثافة تظهر مدى الوعي الذي يتمتع به المواطن المصري»، وحث الناخبين على «الابتعاد عن السلبية».
وأكد الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، أن «الأقباط يصوتون بكثافة لأسباب وطنية أي من قبيل الواجب الوطني، وليس تخوفا من عودة الإخوان».
وأوضح أن الكنيسة الأرثوذكسية حثت أتباعها على النزول والمشاركة في الانتخابات دون التدخل في من سيختارونه.
ورأى أن «كثيرين من مؤيدي السيسي للأسف لن يشاركوا في الانتخابات لأنهم يعتقدون أن الرئيس ناجح ناجح وأن النتيجة محسومة، والصواب هو أن ينزلوا ويشاركوا حتى يظهروا للعالم قوة تأييدهم لرئيسهم».
تحذير أمريكي
وقبل ساعات من انطلاق العملية الانتخابية، نشرت السفارة الأمريكية في القاهرة، تحذيرا لمواطنيها داخل الدول العربية الأكثر تعدادا سكانيا تزامنا مع انطلاق انتخابات الرئاسة أيام 26 و27 و28 مارس/ آذار الجاري.
التحذير جاء في بيان أوردته الصفحة الرسمية للسفارة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان «تنبيه سفر للمواطنين الأمريكيين».
وقال البيان: «ستعقد مصر انتخابات الرئاسة خلال الفترة بين 26 ـ 28 مارس/ آذار 2018، نذكر المواطنين الأمريكيين في مصر بضرورة مراقبة الأخبار والتحلي بالحذر المتزايد».