ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: من يدفع أمريكا لمعاداة العرب والمسلمين؟ السبت 13 يناير 2018, 8:49 pm | |
| من يدفع أمريكا لمعاداة العرب والمسلمين؟
محمد زاهد غول منذ مطلع القرن الواحد والعشرين دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في حرب مفتوحة مع الإسلام والمسلمين، من دون مبررات قانونية ولا أسباب عقلانية، وهي، أي أمريكا، تواصل هذه الحروب العدوانية المفتوحة على بلاد المسلمين من دون رادع ولا محاسبة عالمية، وهذا يفرض سؤالا يقول: من الذي يدفع الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في حروب ضد المسلمين، وداخل بلادهم، من دون وجه حق، ومن دون امتلاك شرعية قانونية؟ وحيث أن نتائج هذه الحروب الأمريكية العدوانية مدمرة لبلاد المسلمين أولاً، ومدمرة للاقتصاد الأمريكي ثانياً، ومن دون ان يجني الشعب الأمريكي منها خيراً، فإن السؤال يزداد أهمية لمعرفة الأسباب الحقيقية، لوزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون)، لماذا تصر على خوض هذه الحروب الخاسرة؟ وهل البيت الأبيض هو من يدفع البنتاغون للحرب أم العكس؟ أم أن الكونغرس هو من يخطط ويوزع الأدوار السياسية والعسكرية؟ أم أن الكونغرس نفسه ضحية ضغوط لوبيات صهيوأمريكية يمينية متطرفة؟ أو ضغوط شركات رأسمالية في تجارة السلاح والأدوية الأمريكية، لا تختلف في عقليتها في الهيمنة عن أعتى الديكتاتوريات التي عرفها التاريخ، شراهة في خوض الحروب وتدمير الشعوب الأخرى؟ بحسب أوصاف بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق. بدأت أمريكا القرن الحالي باحتلال افغانستان، وهي من أضعف الدول الإسلامية والعالمية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، والذريعة هي أحداث سبتمبر 2001 على برجي التجارة في نيويورك، من دون أن تقدم أمريكا المتهمين بتنفيذها أمام محاكم دولية علنية، لإثبات التهمة عليهم أمام دولهم وشعوبهم، قبل خوض الحروب ضد بلادهم وتدميرها، فكانت حرب أمريكا على أفغانستان مدمرة للشعب الأفغاني، من دون وجه حق، فالحكومة الأفغانية لم تكن مسؤولة عن الهجمات، ولم يشارك فيها احد من الشعب الأفغاني. وجاءت حرب احتلال العراق عام 2003 بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، ثم اعترفت أمريكا وبريطانيا بأنهما كانتا مخطئتين في اتهامهما للعراق، فلم يثبت امتلاك العراق لهذه الأسلحة، ولكن ثبت أن أمريكا قد دمرت العراق بحرب عدوانية لا تزال آثارها المأساوية تلاحق الشعب العراقي حتى الآن، ومن قبله مآسي الشعب الأفغاني. واستغلت أمريكا أحداث سوريا وليبيا واليمن وغيرها منذ عام 2011 بإشعال حروب مدمرة فيها، وهي تدعي البحث عن حلول فيها، وحتى تبقى كافة الأطراف المتقاتلة فيها رهينة التدخل الأمريكي لصالحها وهي حالمة بذلك. وقام الكونغرس الأمريكي بتوتير العلاقات الأمريكية مع السعودية أكثر من مرة، بسبب تحميل السعودية مسؤولية أحداث سبتمبر 2001، بحجة أن المنفذين لها كانوا يحملون الجنسية السعودية. وسنّ الكونغرس الأمريكي قانون «جاستا» للضغط على السعودية وإيران وكل الدول العربية والاسلامية، التي قد يشارك أفراد منها بأعمال تفجيرية في العالم، حتى لو قاموا بذلك رغما عن إرادة دولهم، وعلى مسؤوليتهم الخاصة. امريكا تريد بذلك محاسبة الدول العربية والاسلامية والدخول معها في حروب فعلية، أو فرض عقوبات اقتصادية والمطالبة بتعويضات باهظة منها. كما دخلت في صراع سياسي مع تركيا في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بدعمها للمنظمات الارهابية التي تهدد الأمن القومي التركي، وبالأخص حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، ودعمه بالأسلحة، فضلا عن الدعم الذي تقدمه أمريكا لمنظمة إرهابية تركية هي منظمة غولن، التي قامت بانقلاب عسكري في يوليو 2016، قتلت فيه 241 مواطنا تركيا واستهدفت المباني المدنية والأمنية والعسكرية التركية، وأخيراً وليس آخراً دخلت امريكا في صراع سياسي واختلاف عسكري مع باكستان، باتهام الحكومة الباكستانية بعدم التعاون مع أمريكا، بقول الرئيس الأمريكي ترامب نفسه في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «إن الولايات المتحدة قدمت بغباء لباكستان أكثر من 33 مليار دولار على شكل مساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، وهم لم يعطونا سوى الأكاذيب والخداع، ظناً منهم أن قادتنا حمقى»، وقد رفضت الحكومة الباكستانية هذه الاتهامات من ترامب، وقالت إنها قدمت كل المساعدات المطلوبة منها حتى أنها أضرت باقتصادها وأمنها القومي بسبب تورطها بالشراكة الأمنية مع امريكا في محاربة الإرهاب على الطريقة الأمريكية. جاء الرد الباكستاني على لسان وزير خارجيتها خواجة آصف، فكتب ردا على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبلاده بـ»إيواء إرهابيين»، بقوله إن «التاريخ يعلمنا عدم الثقة في الولايات المتحدة»، هي خلاصة يمكن أن يكررها كل وزراء الخارجية في البلاد العربية والإسلامية، وكان وزير الخارجية الباكستاني من أكثر وزراء الخارجية في الدول الاسلامية غرابة باعترافه بما قدمته بلاده للبنتاغون من مساعدات، سائلاً الأمريكيين: «تسألون ماذا قدمنا؟ لقد شهدت بلادنا أسوأ حمام دم، وقمتم بتنفيذ 57800 هجوم على أفغانستان من قواعدنا.. وتم تزويد قواتكم بالسلاح والمتفجرات عبر أراضينا.. وأصبح آلاف من مدنيينا وجنودنا ضحايا لحرب بدأتموها أنتم»، وقال آصف، في تغريدة أخرى: «اعتبرنا عدوكم عدونا، وحاولنا إرضاءكم على حساب اقتصادنا». هذه اعترافات خطيرة لوزير خارجية دولة إسلامية بما قدمته من خدمات لأمريكا كانت خسائرها الكبرى على الشعوب المسلمة، وكل ذلك لا يرضي أمريكا ولا يقنعها. والخلاصة الأهم التي خرجت بها الحكومة الباكستانية جاءت على لسان سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة مليحة لودهي قائلة: «إن بلادها مستعدة لإعادة النظر في تعاونها مع الولايات المتحدة، ما لم يتم تقدير هذا التعاون». فهل تدرك الحكومة الباكستانية أن أمريكا لن ترضى عن باكستان مهما قدمت لها من مساعدات؟ لأن أمريكا تريد من باكستان تحقيق ما لم يستطع الجيش الأمريكي النجاح به في أفغانستان، وهو القضاء على كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال العسكري الأمريكي في أفغانستان وغيرها، كما فعلت إيران في العراق، فالحرس الثوري الإيراني تكفل لأمريكا بالقضاء على المقاومة العراقية التي حاربت الاحتلال الأمريكي بعد عام 2003، حتى أصبح العراق كله تحت هيمنة الحرس الثوري الإيراني، وهو ما جعل ايدي البنتاغون الأمريكي مكتفة في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن أيضاً، فأمريكا تدرك انها دخلت في حرب ابتزازية مع إيران، وانها رهنت مصالحها في العراق للحرس الثوري الإيراني، وهذا مثال واضح امام الدول العربية والاسلامية بطريقة التعامل الأخرى مع الهيمنة الأمريكية، بعدم ترك كافة الأوراق بيد امريكا وحدها. إن العداء الذي يتباهى به الرئيس الأمريكي ترامب ضد الاسلام والمسلمين، منذ تسلمه للسلطة ينبع في قسم منه من العقلية الأمريكية التي خاضت الحروب الظالمة ضد الدول الاسلامية، من دون حسيب ولا رقيب في العقدين الماضيين، وفي قسم منه يعود إلى شخصية ترامب المضطربة التي تستخف بالدول الإسلامية، بزعمائها وشعوبها، وتتخذ من القرارات السياسية ما يعبر عن تجاهل وجود قرابة ملياري مسلم في العالم، ولا تظن أن لهم حقوقاً سياسية ولا دينية على الأرض، وقرار ترامب الأخير نحو القدس يعبر عن هذه العقلية العدوانية ضد العرب والمسلمين، وتجاهل وجودهم وحقوقهم، والرد الأكثر جدوى للدول الاسلامية أن تعمل بعقلية ذاتية، بحيث تمسك بالأوراق الحقيقية التي تملكها، وعدم التهاون فيها، والسعي لامتلاك أوراق قوة اكثر للحفاظ على مصالحها، وعدم تركها بيد امريكا وحدها، التي تتغير مواقفها العدوانية بتغير معادلات تحالفاتها الإقليمية في الشرق الأوسط والعالم أولا، وضرورة مخاطبة الشعب الأمريكي بعدم وجود مبررات للجيش الأمريكي بخوض هذه الحروب الظالمة ضد الدول الاسلامية وشعوبها. كاتب تركي |
|