منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Empty
مُساهمةموضوع: السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:   السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Emptyالإثنين 15 يناير 2018, 10:26 am

السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:
 حسن حردان

منذ أن أعلنت السلطة السعودية الحرب على اليمن بهدف إخضاعه ومنعه من تحقيق استقلاله الوطني السياسي والاقتصادي بعيداً عن الهيمنة الأميركية السعودية، دخلت السعودية في أزمة داخلية أخذت تتفاقم شيئاً فشيئاً مع استمرار الحرب وارتفاع تكاليفها المادية والبشرية والعجز في تحقيق أهدافها. وأصبح من الواضح بعد أكثر من سنتين أنّ الحكم السعودي لم يتمكّن من حسم الحرب التي كان يعتقد أنها ستحسم خلال أسابيع، وقد أدّى ذلك إلى إغراق السعودية في أكبر حرب استنزاف في تاريخها استنزفت احتياطاتها المالية وولدت عجزاً في الموازنة يناهز المائة مليار دولار ودين يقدّر بمائة مليار دولار أخرى، هذا طبعاً ما هو معلن، لأنّ التقديرات الحقيقية لتكاليف الحرب أكثر من ذلك بكثير إذا ما قارنّا الحرب السعودية ضدّ اليمن بالحرب الأميركية في العراق التي تجاوزت بين أعوام 2003 و2007 الثلاثة تريليونات دولار حسب الخبير الاقتصادي الأميركي جوزيف ستيغيليز، مع الأخذ بالاعتبار أنّ الحرب الأميركية على العراق حسمت باحتلال العراق بعد شهر من بدئها ومن ثم بدأت القوات الأميركية المحتلة تواجه المقاومة العراقية التي راحت تشنّ ضدّها حرب عصابات حتى أجبرتها في نهاية عام 2011 على الرحيل دون تحقيق الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية التي سعت إليها واشنطن.

على أنّ الإمعان في مواصلة الحرب وعدم القبول بالحلّ السياسي الذي يحترم إرادة الشعب العربي في اليمن أخذ يترك انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في السعودية بسبب سعي السلطة إلى معالجة العجز في الموازنة وسداد فوائد الدين عبر تحميل الناس أعباء ذلك من خلال فرض رزمة من الضرائب غير المباشرة.

لكن الأمر الذي زاد من حدة الأزمة، إلى جانب الاستمرار في حرب الاستنزاف في اليمن، كان إقدام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو 500 مليار دولار في إطار عقد صفقات اقتصادية وشراء أسلحة، وكذلك الموافقة على صفقة القرن التي طرحها ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، بهدف وحيد وهو شراء تأييد ودعم ترامب لبن سلمان في الاستئثار بالحكم في السعودية وعزل ولي العهد محمد بن نايف ومن ثم اعتقال الأمراء في سياق العمل على تحقيق هدفين:

الهدف الأول: توجيه رسالة حازمة لكلّ معارضيه من أمراء آل سعود بانه سيضرب بقوة كلّ من يقف أو يعترض سيطرته على السلطة واستحواذه على كلّ مفاصل القرار في المملكة على المستويات كافة.

الهدف الثاني: العمل على مساومة الأمراء ورجال الأعمال الأغنياء المعتقلين بالحصول منهم على قسم كبير من ثرواتهم مقابل منحهم الحرية ومواصلة نشاطهم.

وكان واضحاً أنّ بن سلمان قد حصل على غطاء ودعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقيام بهذه الخطوة، بل إن هناك من قال إنّ خطوة اعتقال الأمراء قد تمّت في أعقاب زيارة طارئة وسريعة لمستشار ترامب وصهره كوشنير إلى الرياض واجتماعه مع بن سلمان على مدى ما يزيد عن أربع ساعات جرى خلالها اطلاع بن سلمان على وجود خطة يعدّها الأمراء المعارضون لاستئثاره بالسلطة للقيام بانقلاب في المملكة للإطاحة به.

غير أنّ حساب الحقل لم يتطابق مع حصاد البيدر، كما هو واضح، فاعتقال لأمراء لم يحقق الأهداف المرجوة، فعدا عن تزايد النقمة في وسط الأسرة السعودية، فإنّ بن سلمان لم يتمكّن من الحصول على مئات المليارات منهم، كما كان يتوقع، حيث تبيّن أنه لن يحصل سوى عشرة إلى عشرين مليار. هذا في حال قبل الأمراء صفقة لقاء إطلاق سراحهم وتبرئتهم من تهمة الفساد التي كان قد وجّهها لهم لتبرير اعتقالهم.

من هنا وفي ضوء استمرار غرق السعودية في حرب استنزاف من العيار الثقيل في اليمن، وعدم القدرة على توفير الأموال لتأمين النفقات الباهظة لمواصلة الحرب، وتزايد الدين والعجز في الوقت نفسه، لجأ بن سلمان إلى فرض رزمة جديدة من الضرائب شملت البنزين والسلع الاستهلاكية من خلال فرض ضريبة tva مما أثار أجواء من التذمّر في أوساط المواطنين، فيما استمرار اعتقال الأمراء الرافضين الدخول في مساومة مع بن سلمان، أدّى إلى ازدياد حالة السخط في أوساط أقارب الأمراء المعتقلين، وقيام 11 أميراً بالذهاب إلى القصر الملكي لإبلاغ احتجاج أمراء أسرة آل سعود على استمرار اعتقال الأمراء والمطالبة بإطلاق سراحهم، وهو ما ردّ عليه بن سلمان باعتقالهم بتهمة التجمهر في القصر الملكي واتهامهم بأنهم يطالبون بإعفائهم من دفع رسوم الكهرباء والمياه، في حين سارع الملك سلمان إلى إصدار أمرا بإعطاء بدل غلاء معيشة للموظفين والعسكريين لاحتواء موجة التذمّر والغضب نتيجة فرض الضرائب التي زادت من الأعباء على المواطنين.

هذه التطورات تؤشر إلى أنّ المملكة السعودية دخلت في مرحلة من التأزّم سوف تزداد حدة في الفترة المقبلة على ضوء استمرار الحرب المكلفة والتي لا أفق لها سوى هدر ثروات السعودية من ناحية، ومواصلة تدمير اليمن وتجويع شعبه من ناحية ثانية. لأنّ ولي العهد الطامع بالاستئثار بالسلطة ووراثة الحكم من أبيه الملك سلمان لا يريد وقف الحرب خوفاً من أن يحمّل المسؤولية عن الكارثة التي تسبّب بها نتيجة الفشل في تحقيق أهدافه من الحرب، وهدر ثروة السعودية، وتدمير اليمن.

انّ ما تقدّم يظهر بوضوح حجم الكوارث التي يسبّبها النظام السعودي للمواطنين في الجزيرة العربية، وللشعب العربي في اليمن، واستطراداً لقضية العرب الأولى فلسطين، وقبل ذلك لسورية وعموم الأمة العربية نتيجة تمويله ودعمه الحرب الإرهابية التكفيرية لتدمير الدول والجيوش الوطنية فيها. ويبدو من الواضح أنّ بن سلمان بسياساته المدمّرة هذه إنما يخدم مصالح أميركا وكيان العدو الصهيوني ليس إلا، فهما المستفيدان الوحيدان من استمرار الحرب في اليمن ومن حاجة ابن سلمان لدعمهما له لتمكينه من احتكار السلطة وإزاحة كلّ خصومه من الأمراء، وبالتالي الاستمرار في استخدام السعودية رأس حربة لمواصلة شنّ الحرب السياسية والاقتصادية والأمنية ضدّ قوى المقاومة وسورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Empty
مُساهمةموضوع: رد: السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:   السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Emptyالجمعة 02 فبراير 2018, 8:40 pm

لماذا تُذكّرني اشتباكات عَدن الدمويّة بأحداث يناير عام 1986؟ هل أصبح قِيام دَولة “عدن الكُبرى” وَشيكًا؟ وكيف يَجوع أهل الجنوب وحُلفاؤهم في السعوديّة والإمارات الأغنى عَربيًّا وعالمِيًّا؟ وحتى متى سَتصمُد الهُدنة ويَتوقّف إطلاق النَّار؟ وما هو شَكل خَريطة “اليمن الجديد”؟
 
عبد الباري عطوان
أثناء أحداث 13 يناير عام 1986 في عدن التي شَهِدت صِداماتٍ دمويّةٍ بين جناحيّ الحِزب الاشتراكي الحاكِم، وانتهت بمَجزرة راح ضحيّتها عدد من أعضاء المكتب السياسي، ولُجوء الرئيس علي ناصر محمد إلى صنعاء، أوفَدتني مجلّة “المجلّة” التي كُنت أعمل فيها إلى العاصِمة اليمنيّة الجنوبيّة مَرّتين، الأولى لتَغطية ما يَجري على الأرض في مَرحلةٍ ما بَعد المَجزرة، والثانية لحُضور مُحاكمات المُتورّطين، وهذهِ قِصّة قد نَروي فُصولها في ما هو قادِمٌ من أيّام.
الرِّفاق في العهد الجديد الذي تقاسَم السلطة فيه السيد علي سالم البيض، الأمين العام، والرجل القوي في الحِزب، والرئيس أبو بكر العطاس، الذي كان الواجِهة المدنيّة، وآخرون احتلّوا مقاعِدهم في المَكتب السياسي ومَفاصِل الدولة، وَضعوا لي برنامجًا لزِيارة العديد من المعالم في البِلاد، وأبرزها سِجن العاصمة، حيث يتواجد المُتّهمون ومِنهم وزراء، ارتدوا مَلابِس السجن البيضاء.
أرادوني أن أزور مكتبة السجن كعلامةٍ على الرفاهية، والمُعاملة الإنسانيّة الطيّبة للسُّجناء، حسب ما أكّد لي مُرافقي، فوَجدتها مُزدحِمةً فعلاً بالكُتب، ولكنّها من نَوع وأيديولوجيّة واحِدة، وهي كتب ماركس والأيديولوجيّة الماركسيّة، وشُروحاتِها، وتَفسيراتِها، وكيفيّة تَطبيقها على الوَجه الاكمل، ونادِرًا ما تَجد كِتابًا مُختلفًا، حتى لو كان عن الطَّبخ.
سألت أحد المُعتَقلين لماذا أنت هُنا؟ قال بلهجته اليمنيّة المُحبّبة “والله لا أعرف، أنا ضابِط مدفعيّة بحريّة، قالوا لي إقصف منزل ربيع علي (الرئيس الأسبق) فَقصفته ودمّرته من القذيفة الأولى، فمَنحوني وِسامًا، ورُتبةٍ جديدة، وقالوا لي هذهِ المرّة إقصف منزل عبد الفتاح إسماعيل فقَصفته وحَرقته، فاعْتقلوني وحَكموا عليَّ بالإعدام.. يا سيدي أنا وظيفتي القَصف وتنفيذ الأوامِر.. فلماذا وِسام في القَصف الأول، وإعدام في الثاني، العِلم عند الله؟”.
***
تذكّرت هذهِ المُفارقة التي تتجسّد في قِصّة ضابِط المدفعيّة (لا أعرف ما إذا كان قد جرى تنفيذ حُكم الإعدام فيه أم جرى تخفيفه)، وأنا أُتابع الأحداث الأخيرة التي وَقعت في عدن، وتَمثّلت في سَيطرة قوّات “الحِزام الأمني” التّابِعة للمجلس الانتقالي الانفصالي بقِيادة السيد عيدروس الزبيدي على مُعظَم مدينة عدن وجِوارها في أقل من يَومين، وهُروب بعض وزراء الحُكومة بالزّوارق إلى جيبوتي تمامًا، مِثلما فَعل بعض وزراء وقادة جيش الرئيس علي ناصر محمد في الفترةِ المَذكورة آنِفًا.
الاشتباكات الدمويّة بين قوّات المجلس الانتقالي وقوّات الحُكومة الشرعيّة التي أدّت إلى مَقتل 38 شخصًا وإصابة 220 آخرين توقّفت بعد تدخّل الجِهات الدّاعِمة لها، السعوديّة في حال قوّات الشرعيّة، والإمارات العربيّة المتحدة في حالِ قوّات الحِزام الأمني، ولكنّها، وحسب مُعظم العارِفين ببواطِن الأُمور تَظل “هُدنةً” هشّة، لأن الانفصال باتَ حتميًّا ووشيكًا، والأسباب والذَّرائِع يَصعُب حَصرها.
لا نفهم لماذا يتدهور الأمن، ومَعه الظُّروف المعيشيّة في مدينة عدن، وباقي مُدن الجنوب الأُخرى، طالما أنّها نظريًّا وعمليًّا “تحرّرت”، وباتَت تَخضع لسَيطرة تحالُف يُعتبر الأغنى عربيًّا وعالميًّا، ويَملُك أحدث الأسلحة وعشرات الآلاف من القوّات من حواليّ عشر دول عربيّة، وهذا غير عناصر مُرتزقة “البلاك ووتر” القادِمين من مُختلف أنحاء العالم.
أن يشتكي اليمنيون الذين يتواجدون في مناطق يُسيطر عليها “تيّار أنصار الله” الحوثي من غلاء المَعيشة، والجُوع، وعدم صرف الرواتب لأكثر من عام، فهذا مَفهوم ومَنطقي في ظِل الحِصار الذي تتعرّض له هذهِ المناطِق، ولكن أن يَشتكي سُكّان مناطق “مُحرّرة” تُشكّل 85 بالمِئة من أرض اليمن، مِثلما يقول لنا إعلام التحالف ليل نهار، ومُنذ عامين على الأقل، فهذا ما لا يُصدقّه عقل، ولا يَستقيم مع أيِّ مَنطق.
الرئيس “الشرعي” عبد ربه منصور هادي نقل المصرف المركزي ومَقر حُكومته من صنعاء إلى عدن باعتبارِها الأكثر أمنًا واستقرارًا، ولكن كيف يُمكن أن يُفسِّر لنا اقتحام مُعظم القواعِد العسكريّة، ومُحاصرة السيد أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء، وبعض أعضاء حُكومته في قَصر المعاشيق في مدينة كريتر المُجاورة؟ فإذا كانت الحُكومة وجَيشها لا تَستطيع حِماية رئيسها، فكيف ستُوفّر الحِماية للشَّعب اليمني؟ وتَحظى بِدَعمِه واحترامِه بالتَّالي؟
إنّها حَربٌ بالإنابة بين ضِلعي تحالف عاصفة الحزم، الرئيسيين، السعوديّة ودولة الإمارات، انفجرت بسبب خِلافات طَفا بعضها على السَّطح في الأسابيع الأخيرة نتيجةً لعوامِل عديدة أبرزها تحالف الأولى، أي السعوديّة مع حِزب الإصلاح، وتَبنّي الثانية لجَناح الرئيس علي عبد الله صالح في حِزب المُؤتمر، ورَغبتها في دَعمْ المجلس الانتقالي الذي أسّسته ودَعمته وصولاً إلى إعادة قِيام دولة الجَنوب “المَدنيّة”، غير الإسلاميّة الطَّابَع.
الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، هو أول رئيس لليمن المُوحّد وآخره، والسيد علي سالم البيض هو آخر زعيم لدولة اليمن الجنوبي “المُوحّد” بالشَّكل الذي قامَت عليه بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1967، هذهِ هي الحقيقة الأبرز التي يُمكن استخلاصها بين رُكام هذهِ الحَرب.
***
من اللّافِت أن رئيس اليمن المُوحّد، و”الشَّرعي” (هادي) جنوبي، وكذلك رئيس الوزراء (بن دغر) ومُعظَم أعضاء الحُكومة من الجنوبيين أيضًا، ولكنّهم جميعًا لا يَحكمون عَمليًّا يَمنًا مُوحّدًا على أرض الواقِع، وإنمّا خَريطة نظريّة، وبـ “الروموت كونترول”، أي عن بُعد.
مُعظَم أهل الجنوب اليَمني لا يُريدون حُكم يَمن مُوحَّد، وإنّما جنوب مُنفصل، ووفق اعتباراتٍ قبليّة ومَناطقيّة، ومِثلما أسّست بريطانيا دُولاً فوق آبار نِفط في الخليج، فإن هذهِ الأزمة ستتمخّض عن دُولٍ وأعلام على طريقة المُدن الرومانيّة المُتناحِرة، وقد تَلعب عدن دَور “بيزنطة” في أفضل الأحوال.
صديق يمني من أهل الجنوب، ومُؤيّد للانفصال، قال لي بمرارة أن الوَضع صَعبٌ ومُخيف، ولا شَيء يَربط عدن بلحج والضالع وحضرموت والمهرة، وإن وجدت هذهِ الرَّوابط فهي ضعيفة، وهشّة، وسيكون للقِوى الخارجيّة المُجاورة الدَّور الأبرز في وَضع شَكل الإعلام، ورَسم خريطة الحُدود والتَّحالفات، فهذه “السَّلطنات” سَتكون محميّات تحتاج إلى حِماية وتَمويل خارجي، فدُول الجِوار، والسعوديّة خاصّةً، لا تُريد يمنًا قويًّا مُوحّدًا، وإنما تُريد يمنًا مُجزّءًا ضَعيفًا جائِعًا.
فإذا كان المُواطن اليمني الشمالي يَحتاج اليوم تَصريح وكفيل لدُخول عدن، مِثلما تقول بعض التّقارير الصحافيّة، فإن ابن عدن قد يحتاج إلى تَصريحٍ مُماثِل لدُخول دولة حضرموت، أو دولة المهرة، أو العَكس، ناهيك عن دُخول صنعاء أو صعدة أو عمران.
اليمن يَتمدّد حاليًّا على طاوِلة التَّفتيت، فلا “عاصفة الحزم”، التي تَدخل بعد شَهر عامَها الرابع، أعادت الأمل والشرعيّة، ولا الشرعيّة استطاعت تَوحيد اليمن أو مُعظَمه خَلفها.
أحداث يناير عام 1986 كانت علامةً فارِقة في تاريخ عدن ودولة الجَنوب، وأسّست للوِحدة اليمنيّة، اتّفق البَعض معها أو اختلف.. واشتباكات الأمس الدمويّة بين قوَّات الشرعيّة وغَريمَتها الحِزام الأمني أسّست للانفصال، وقِيام دولةِ عدن الكُبرى، والمَسألة مَسألة وَقت وتَوقيت..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Empty
مُساهمةموضوع: رد: السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:   السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Emptyالجمعة 02 فبراير 2018, 8:41 pm

ما اللعبة التالية التي يحضرها التحالف السعودي الإماراتي لمدينة عدن؟ وهل ما يجري جزء من الإرهاصات في طريق الانفصال والتقسيم الوشيك؟ وكيف لجأ إليها التحالف كتكتيك لتغطية عجزه في الحسم العسكري؟


عبدالخالق النقيب
لازالت التباينات تتجذر على نحو أعمق بين فرقاء عدن ، وتقود الفرضيات المحتملة إلى نشوب صراع أوسع في العاصمة المؤقتة التي يفترض أن اللعب في ساحتها ممنوع ، وأن أي طلقة بين الحلفاء المحليين هو في الأساس تقويض لجهود التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض حربه في اليمن منذ ثلاث سنوات ، ويستميت في القتال بجيوشه وجيوش حلفاءه لإعادة الرئيس هادي وحكومته المعترف بها دولياً إلى الحكم من صنعاء ، غير أن قوات التحالف العسكري أخفقت في الوصول إلى العاصمة  الدائمة ، وتبدو اليوم أبعد ما يكون عنها ، برغم كل التهويمات التي يتم تسويقها إعلامياً ، إذ أن التحالف على مدى ثلاث سنوات حرب لا يمتلك نواة لأي انتصار محتمل ، وأن إرثاً ثقيلاً من الفشل والإخفاق يكبل التحالف ، ويتفاقم بعجزه في تطبيع الحياة داخل المدن والمحافظات التي باتت تحت سيطرتها ، علاوة على ءنه فقد قدرته في الحيلولة دون حدوث صدام بين حلفاءه من الفصائل والتكوينات المسلحة والعسكرية التي تستلهم كل أشكال الدعم اللوجستي والإعلامي والعسكري من طرفي التحالف «السعودية والإمارات» ، وتركها تتراكم حتى أخذت المواجهات ذاتها تتكرر وتتطور إلى معارك دموية عنيفة كالتي دامت ثلاثة أيام مطلع الأسبوع الحالي ، واشتدت وتيرتها على نحو تحولت فيه مدينة عدن إلى ساحة حرب واشتباك مفتوح ، وبدلاً من تدخل سريع للتحالف لإيقاف النزيف في صفوف حلفاءها ورفع راية الشرعية وإعادة تثبيتها ، والبدء بإنهاء حالة الانفلات واحتواء  رقعة الاضطراب التي تتسع في شوارع المدينة ، تماهى التحالف السعودي الإماراتي مع ما يجري وخلق من وضع المدينة سيناريوهات بديلة لمرحلة جديدة شديدة الغموض والتعقيد .
– إضعاف رموز الشرعية
التقدم العسكري الذي أحرزته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسنود إماراتياً في المعارك الأخيرة ، كان بمثابة رسالة أعادة رسم التوازنات العسكرية والسياسية ، ووضحت سقف التحركات التي يجب أن تمارسها الشرعية في المرحلة المقبلة ، ولاحقاً سيكون الصوت الأعلى هو للواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال ، ورجل الإمارات الأول وزعيم المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي لا تسأم خطاباته من التذكير بأن لديه شارع يرتهن لتحركه وأن قدرته على الاحتمال باتت محدودة أمام تمادي وفساد حكومة الشرعية التي يرأسها الدكتور أحمد بن دغر «رمز الشرعية وحضورها في عدن» بحسب ما يردده إعلام الزبيدي ، وخلال الـ48 ساعة التي حددها مكتب هادي لإعلان قرارات رئاسية وصفت بالمهمة والتوافقية ، يجري تحويل بن دغر إلى كبش فداء يذبح على ضفتي الصراع ، بعد أن أخذ الرجل «بن دغر» يتماهى هو الآخر مع وضع رديئ يمضي في تجريده من أي نفوذ حقيقي يمكنه من مواجهة خصومه ، على اعتبار أن ما يجري ضمن إرهاصات واسعة تسعى لتصدير بديل سياسي آخر بركائز جديدة ، سيما والتحالف السعودي الإماراتي يحضر اليوم في عدن بوفد عسكري وأمني رفيع ، تم إيفاده إلى المدينة في وقت متأخر من مساء الأربعاء الفائت ، وفي جعبته بنود وساطه تبدو الشرعية فيها أضعف الحلقات.
– حياد المملكة جزء من السيناريو المرتب
السعودية التي تتزعم التحالف لا تحتاج أن ترسل أي قوات عسكرية لتمنع تقهقر الشرعية في عدن ، هي معنية بإظهار سخطها الجدي فقط إزاء ما يُصنع بالشرعية التي تدافع عنها ، وسينتهي الأمر ، فلا يمكن أن تكون محايدة أمام أحداث دراماتيكية يشارك فيها طيران عسكري إماراتي يمهد الأرض ويهيئ لحلفاءه في المجلس الانتقالي الجنوبي إسقاط الشرعية وإسقاط معسكراتها في العاصمة البديلة ، وعقب كل مواجهة يتم التمادي في امتهان الشرعية على يد الذراع العسكري المسلح وتشكيلاته التابعة للانتقالي الجنوبي ، التي باتت تسيطر على معظم مدن العاصمة ومنشآتها الحيوية ، ما يعزز أن ثمة فرضية لصيغة جديدة يتم طباختها وتحضيرها لمدينة عدن على سخونة أكبر ، وأن ما يجري ليس له أن يتم إلا برضى سعودي ، وهو الأمر الذي لا يحتمل التخمين ، فلا أحد في التحالف يتجه لضمان تسوية فعلية تنهي أسس المشكلة ، فالخلاف هو نفسه الذي تم طرحه على طاولة اللجنة الثلاثية «التي يرأسها اليمن وتشترك فيها السعودية والإمارات» قبل عام وتصدر مهامها ، عقب صراع الحلفاء المحليين على مطار عدن والتنازع على إدارته .
– الفصائل لا تستطيع تجاوز رغبة التحالف
لا أحد من التكوينات والفصائل العسكرية والمسلحة سواءاً التابعة لما تبقى من جيش نظامي ، أو تلك القوات التي تم تسليحها للعمل تحت قيادة المجلس الانتقالي ، تحمل صفة اعتبارية تملك قرارها بإرادة ذاتية ، أو يمكنها التصرف خارج التفاهمات السعودية الإماراتية ، فضلا عن أنها خضعت لتدريبات عملت على ترويضها لضمان سرعة استجاباتها لسلسلة طويلة من الحسابات المتداخلة التي لا علاقة لها بما أعلنته عاصفة الحزم في آذار مارس 2015 ، ومن المستحيل أن تجازف بخوض صدام مسلح في شوارع عدن التي يتخذها التحالف عاصمة مؤقتة ، ورمزية مساندة لشرعية الرئيس القابع في منفاه بالعاصمة السعودية الرياض وحكومته المشردة والمضطهده ، ما يعني أن دماء أبناء عدن التي تسيل على أرض المدينة هي بضوء أخضر ، وتوجه تتبناه الرياض وأبوظبي ، وثمناً أيضاً لتعارض أهدافها وانقسام معسكرها في الجنوب ، بعد أن تحولت منذ وقت مبكر إلى مشاريع ذات طابع إحتلالي محض .
– اللعبة التالية : تفخيخ الوضع
تتجه الأوضاع لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي المتمسك بانفصال الجنوب اليمني واستقلاله كلياً عن الشمال ، ليس وفقاً لمنطقية حق تقرير المصير الذي يفترض أن يتم إسناده للشعب وتقريره بإرادة حره واقتراع مباشر ، وهو ما لايمكن أن يصبح مشروعاً إلا بضمان بيئة سياسية وأمنية مستقرة ، إذ أن ما يجري هو جزء من التدافع الغير محسوب والفوضى الخلاقة التي يتم بها تعزيز هيمنة قوات الحزام الأمني الذي يقوده الشيخ السلفي هاني بن بريك نائب عيدروس في المجلس الانتقالي الجنوبي ، ما يعد إيغالاً في تفخيخ الوضع على نحو مريب ، وخلق حالة عداء متنامي مع أي صورة مستقبلية يمثلها اليمن الواحد ، ووضع الجنوب أمام خيارين لا ثالث لهما ، فإما خيار الانفصال الذي تقرره حاشية العيدروس وبن بريك ، وإما فتح الأبواب أمام نار حرب أهلية إضافية أكثر دموية ، تنتهي إلى سلطنات وكانتونات صغيرة ، ولن تنجز إلا بكلفة باهضة ، وهو ما بدأ المراقبون يؤكدون تشكله كمخطط يمضي التحالف السعودي الإماراتي في إنفاذه عبر متوالية من الإرهاصات، ثم سيصبح من الممكن على التحالف الانسحاب من المشهد اليمني وتغطية عجزه في الحسم العسكري عبر تصور جديد للوضع القائم.
كاتب يمني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Empty
مُساهمةموضوع: رد: السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:   السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن: Emptyالجمعة 02 فبراير 2018, 8:41 pm

تعز: تاريخها السياسي.. يوضح اهمية معركتها في الخارطة العسكرية لليمن


منى صفوان
من يحكم تعز.. يحكم اليمن، ليس بسبب موقعها فقط بل ايضا بسبب سكانها، لكن تعز خلال 3 سنوات كانت اتعس مدينة يمنية، حاصرها الحوثيون من الخارج وسيطرت عليها الجماعات الدينية المتطرفة من الداخل “الاصلاح والسلفين”
وحاول   اهل تعز الابقاء على الروح اليمنية متقدة ، برغم محاولة الصاق تهمة المناطقية بهم، الا انهم اكثر اهل اليمن تكيفا مع الجغرافية اليمنية والسياسية المعقدة، انهم على مدى الامتداد والتاريخ والحصة الجغرافية يفترشون ارض اليمن من اقصاها الى اقصاها، فمن هنا تأتي اهمية الاخبار عن بدء تحريك الرقعة العسكرية في تعز.. لانه امر يعني اليمن كاملا.
تعز هي قلب الجمهورية منذ بدء نشأتها كفكرة في اربيعنيات القرن الماضي، عليك بسرد تاريخ تعز السياسي، لتفهم تاريخ اليمن المعاصر، فالنوادي التعزية في عدن في منتصف القرن الماضي مع وجود الاحتلال الانجليزي كانت النواة الفكرية لمولد “الجمهورية” في بلد قبلي مسلح محتل محكومة بالاسر والسلاطين والشيوخ.
النوادي الثقافية في عدن وقتها والتي كان عدد منها لابناء تعز مثل “النادي الذبحاني” كانت مجتمع النخبة الثقافية والفكرية “كان جدي رحمه الله احد رؤساء هذا النادي الذي كان النعمان والزبيري يجتعون فيه” ، ومن هنا شكلت تعز اهمية استثنائية في مسار تحولات اليمن الكبرى ، وكان من الطبيعي ان يكون ابرز كتاب المرحلة وسياسيها من تعز، سواء في الجنوب او الشمال بعد نجاح الثورتين في الستينيات.
فالتعزي الذي تخفف من عبء القبيلة مكبرا، ومن الارث التقليدي، وارتدى عمة العلم بدلا من العمة الدينية ، تمرد اولا على مشائخ القرية ومشائخ الدين، من النوادرل التي تروى نا ان ابائنا حين غادروا كتاب القرية الى مدارس عدن وارتدوا البنطلون كان يقال عنهم انهم كفار بسبب ارتداء البنطلون وقتها، لكن تعز التي ارتدت البنطلون بقيت محافظة على تراثها، وبرغم رميها للسلاح مبكرا جدا، الا انها عادت وحملته في مهمة النضال الكبرى، حين كان موعد اليمن مع ولادة جمهورية الشمال ومن ثم جهورية الجنوب. والان في مهمة الدفاع عن الجمهورية وليس عن حزب او جماعة.
تعز ليست جنوبية ولا شمالية، ليست قبلية ولا حزبية، وليست بالتالي ليست رهن لاحد ولن تكون ، انها دوما متمردة، وهي من تصيغ القوانيين واول من يفرض النظم والبروقراطية، انها توليفة خاصة، حتى اقتصاديا، فتجار تعز وهم كبار بيوت الاعمال في اليمن بنو مصانعهم في تعز، على خلاف شيوخ المال الاخرين في المحافظات الاخرى حيث بدت محافظاتهم فقيرة جدا برغم الثراء الفاحش.
يشكل سكان تعز “المحافظة الذهبية” القوام الذهبي لتعداد السكان في اليمن، حيث ان نسبتهم تتعدى الـ 20 % من سكان اليمن .. ، برغم ذلك تجدهم في نواة الاحزاب اليسارية والاسلامية على حد سواء ، متفرقين بين الايديلوجيات، ويشكلون قوام الطبقة الوسطى من موظفي الدولة، والمتعلمين، لذلك تاتي اهميتها الاقتصادية ايضا وليس فقط السياسية والفكرية. لذلك فسقوط تعز الاقتصادي كان هو بداية سقوط الطبقة الوسطى في اليمن .
وبرغم اعلانها عاصمة للثقافة اليمنية، نظرا لمستواها الثقافي الخاص ، الا انها عاصمة اقتصادية بالدرجة الاولى، حيث ان ابناء تعز هم “اليد العاملة” الاكثر تواجدا في اليمن بسبب نسبة تعداد السكان في تعز قياسا الى باقي محافظات اليمن. فهم يعملون في كافة الاعمال تقريبا، فليس هناك عمل عيب عن التعزي. على خلاف بعض المناطق التي لا ترى في بعض الاعمال شرفا ، ان الطبقة العاملة الكادحة في اليمن قوامها الاكبر من ابناء هذه المحافظة.
هذا ليس تغنيا بتعز، ولا تعاليا، بل هو الانصاف الذي يقوله اي يمني، قاله الامام وقاله الشيخ وقاله الرئيس على مر العصور السياسية، وربما من هنا يأتي ايضا الخوف من تعز، التي لم تكن يوما امامية ولا مستعمرة انجليزية، لقد كانت حرة وتمردة… ان عدن وصنعاء تدينان لها بالفضل بحسب بالحسبة التاريخية، وهي قامت بدروها الوطني، وكان عليها القيام به، لذلك كان الصراع على تعز هو دائما الصراع الاهم.
وهنا خلال 3 سنوات كانت قضية تعز في الحرب هي القضية المعقدة التي لايمكن حسمها بسهولة، الخوف من سيطرة الحوثيين، ومن سيطرة الاصلاحيين، والجماعات السلفية، هو ما جعل الامر ملتبسا ومرتبكا تجاه تعز.
والان لايبدو لنا الان ان هناك مسار جديد، اولا بتعين محافظ جديد ليس محسوبا على اي من الاحزاب الاسلامية واليسارية او ما بات يعرف باحزاب اللقاء المشترك التي كان يبرز فيها حزب الاصلاح الاسلامي، حيث لم تخفي دولة الامارات تخوفها الصريح من سيطرة الاصلاح على تعز، وفضلت بقاء وضعها المتارجح بين اشتبكات داخلية بين عناصرها المسلحة من جهة، ومع الحوثيين على حدودها من جهة اخرى.
الامارات يبدو انها حسمت امرها اخيرا، ولايبدو ان هناك اي تحفظ من قبل تعز الحقيقية في الداخل غير المحسوبة على اي طرف، والتي لاتريد الا تخليصها تماما من حالة الاشتباك.
فجاء اعلان المحافظ الجديد لخبر بدء العمليات العسكرية في تعز عبر وسائل اعلام اماراتية، واتضحت الصورة، ولم يظهر حزب الاصلاح اي تحفظ كذلك او اي رفض، بعد مشهد التقارب واللقاء بين قادة الاصلاح والشيخ محمد بن زايد.
فالامارات تعلم انها وغيرها لن يمكنهم السيطرة على الجنوب والساحل الغربي دون ضمان ولاء او تحالف تعز، وتأتي معركة تعز لاظهار الاهمية الاستراتيجية لها، فقط كان واضحا ان هناك قرار اقليمي بتاخير المعركة، بسبب تواجد الاصلاح القوي فيها.
هذا التوافق الاقليمي والمحلي، يغير المعادلة، فتعز يمكنها تغير لمعادلة كليا، فهي بوابة الجنوب، وهي ايضا مخرج الشمال ، وبرغم اختلافها المذهبي مع مذهب الشمال الزيدي الا ان الامر لم يكن يوما مذهبيا ولا عقائديا، فقد استطاعت المحافظة ان تنجو من العصبية المذهبية وكانت مشكلتها مع الحوثيين تتعلق اولا باقتحامهم المسلح، وان كانت قد سجلت في التاريخ خروجا على حكم الامام الزيدي، فان هذا لم يكن بدافع انها تريد الحكم، بل كانت تؤسس لدولة ونظام وجمهورية، لايهم فيه مذهب الحاكم، ولا عائلته ، بقدر ما يهم القانون الذي سيطبقه.
ان اليمن والتحالف العربي امام فرصة ذهبية الان، ان عادت تعز بوجهها الحقيقي المتخفف من اي ايدلوجيا، او مسار سياسي متحيز، تعز ليست اصلاحية وليست حوثية، انها جمهورية، وهي وحدها تعرف اهمية الجمهورية والديمقراطية ، لانها تعرف ان بقائها ببقاء نبض الجمهورية حي، فهي تموت في حكم السيطرة المليشاوية المسلحة، او حكم التطرف الديني.
هل يحدث لتعز ما يتمناه اليمن، لن نبالغ ان قلنا ان انقاذ صنعاء واليمن يأتي من تعز، ولن نبالغ ان قلنا ان على الحوثيين اجراء مصالحة حقيقة مع ابناء تعز والاعتذار لهم على هذا الانتهاك الصريح لمدينتهم.
الحكم المدني والدولة المدنية اهداف سامية ، وحالمة، ولكن هناك من يرفع رايتها ويصدق بها، انها اهداف تستحق النضال من اجلها، فلن تكون هناك مصالحة حقيقيه في اليمن ولا مشروع سلام ومفاوضات ، والمدينة الاهم غامضة الملامح، وتائهة الطريق الى المستقبل.
كاتبة يمنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
السعودية... بين تفاقم الأزمة الداخلية واستمرار حربها المدمّرة على اليمن:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: