مقومات الحضارة الإسلامية (3)
3- التسامح الديني وتحرير الشعوب:
يقول موريس لومبار في حديثه عن الفتوحات الإسلامية:
«كيف يمكن شرح سهولة الفتح وسرعته، خاصة إذ نفذ بعدد قليل جدًا من الفاتحين؟
لقد كان للعرب في حقيقة الأمر كل الفرص المواتية ليستقبلوا كمحررين من قبل السكان القدماء للعالم السامي في سوريا وما بين النهرين ومصر. ففضلًا عن القرابة العرقية واللغوية التي تربط بعضًا من هذه الشعوب بالعرب، فإنها كانت تخضع منذ زمن طويل إلى روما ثم بيزنطة في الغرب، وإلى الإمبراطورية الفارسية الساسانية في الشرق. لقد كانت هذه الشعوب بحالة انتفاضة دائمة ضد إدارة القسطنطينية والمدائن.
وكانت هذه الانتفاضة كما هي العادة في الشرق دينية في ظاهرها، بينما هي في حقيقتها ذات أساس اجتماعي، كان الملك البيزنطي مزعزعًا بصراع الهرطقات، فالنسطورية واليعقوبية على الخصوص تتعارضان مع الأرثوذكسية الحاكمة.
وفي ظل الدولة الساسانية تطورت المانوية والمسيحية، وكلها معتقدات ضد الدين الرسمي أي المزدكية.
وفي منازع الإسلام إلى الديمقراطية، ودعوته إلى المساواة، وعالمية رسالته، وجدت حركات الثورة الاجتماعية والدينية جوابًا على مطالبها، ومن هنا أتت - جزئيًا على الأقل - سهولة الفتح.
ودفع التطلع إلى النظام والسلام سكان المدن أيضًا لأن ينضموا إلى الفاتح كانوا ينتظرون منه حماية ضد الفوضى والنهب....
ومما سهل العلاقات مع السكان البلاد المفتوحة في كل الحالات، تسامح الفاتحين، وبعدهم عن التعصب الديني...
وهكذا فلا إكراه ولا اضطهاد، بل كان مطلبهم الوحيد هو النظام الضريبي... كان الفتح سريعًا جدًا حتى أنه تم دون فواصل أو انقطاع
[1].
ويقول الدكتور فيليب حتى: «لو قام في الثلث الأول من القرن السابع الميلادي أحد وتكهن بأن دولة خامدة الذكر وضيعة الجانب، تخرج من مجاهل جزيرة العرب، ثم تنقض على الدولتين العظيمين المعروفتين، فتقوض الدولة الواحدة - دولة آل ساسان - وتظفر بأملاكها، ثم تقطع من ولايات الثانية - بيزنطة - أزهى مقاطعاتها، تقول لو صدرت مثل هذه النبوءة من فم إنسان ذلك العصر لحكم عليه بالجنون.
والواقع أن هذا ما حدث فعلًا، فبعد الرسول تغيرت طبيعة بلاد العرب الجدباء، وأخذت تنشئ أبطالًا ينذر وجود من يشاركهم في أي صقع كان، فكأن أعجوبة حلت فيها...
إن عظمة الجيش العربي لم تقم على قوة السلاح أو جودة التنظيم، بل كان ثمرة القوة المعنوية الروحية التي كان الإيمان والدين عززاها في نفسه...
لقد جاء الإسلام مهيبًا بالشرق إلى النهوض من كبوته، بعد ألف سنة اجتاحته فيها سطوة الغريب.. ولقد انفتح أمام الأمم المغلوبة باب الحرية، فصاروا يمارسون عقائد أديانهم دون إزعاج
[2].
ويقول جوزيف رينو في كتابه «الفتوحات الإسلامية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا» كوسيلة من وسائل نقل الحضارة:
«عندما استقر المسلمون في القرن التاسع الميلادي في بروفانس وفي دوفيني وسافواي، وفي سويسرا، كانوا قد قطعوا أشواطًا في العلوم والفنون، ويتقدمون بطريقة عجيبة، ومما لا جدال فيه أن مسلمي الأندلس وصقلية، ومسلمي أفريقيا الشمالية، كانوا أكثر تقدمًا من سكان فرنسا والبلدان المجاورة، حيث كانت هذه البلدان كلها تعاني من الفوضى ومن كل أنواع البؤس التي تلازمها.
فمن ذا الذي لم يسمع بعظمة مسجد قرطبة، ومن ذا الذي يجهل ما شيده المسلمون من الجسور، وما شقوه من الأنهار والقنوات لري الأرض. وما شيدوه من الآثار العظيمة في الأندلس ابتداء من النصف الثاني للقرن الثامن الهجري؟!
وعظمة المسلمين وتفوقهم لا تتجلى في الفنون وحدها، حيث أن عبقريتهم قد برزت في العلوم أيضًا - العلوم التي لا يمكن أن تقوم دعائم حضرة بدونها. فقد كان العرب يملكون ذخائر علوم الأولين وكنوزهم، وكانوا قد ترجموا إلى العربية كتب أرسطو وأبقراط وجالينوس ودسقوريدس وبطليموس وغيرهم، وأضافوا مساهمات ثمينة إلى ما اكتشفه الأولون.
وهكذا، فقد كان تفوق العرب حقيقة لا مراء فيها، ويعترف بها المسيحيون أنفسهم.
وقد حفظ لنا التاريخ قصة شانجة ((Sanche ملك ليون الذي طلب إذنًا من عبدالرحمن الثالث، عندما أصيب بمرض عضال في سنة 960م، ليقصد قرطبة ملتمسًا الاستشفاء على يد الأطباء المسلمين. ويضيف المؤرخون أن شانجة قد وجد عند هؤلاء العناية، وفي علمهم المساعدة التي كان ينشدها. وقد ظل طوال حياته يذكر الحفاوة التي قوبل بها والاهتمام الذي أحبط به.
وفي غضون تلك الفترة نفسها، كان قسيس اسمه جيربر (Gerbert) قدر له أن يصبح البابا سيلفستر الثاني (Sylvester) قد قصد إلى الأندس ليطلب العلوم الطبيعية والرياضية، وقد حصل من تلك العلوم وغيرها حظًا عظيمًا، بحيث اعتبرته عامة الناس في فرنسا ساحرًا.
على أن عددًا صغيرًا من الفرنسيين استطاع الاغتراف من معين الثقافة والعلوم العربية في الأندلس، في الوقت الذي ظلت فيه الجماهير غارقة في ظلمات الجهالة في فرنسا..
إن نشر النفوذ الحضاري العربي الحقيقي في فرنسا والبلاد المجاورة لها، فقد بدأ بعد ذلك، أي ابتداء من القرن الثاني عشر الميلادي، ولاسيما في أعقاب الحروب الصليبية، وبعد الاحتكاك الذي وقع بين الإسلام والمسيحية، والشعوب الشرقية والشعوب الغربية التي من بينها الشعوب الفرنسية والانجليزية والألمانية - تلك الشعوب التي بدأت تخرج من سباتها العميق، وشرعت في إبداء رغبتها في الاستفادة مما حققته الحضارة العربية من التقدم.
كانت العلوم اليونانية في ذلك الوقت قد انمحت من أوروبا، ولكنها كانت مترجمة ومحفوظة عند العرب. وكذلك اتجه المسيحيون من فرنسا والبلدان المجاورة لها إلى أسبانيا ليتعلموا تلك العلوم بالعربية، لينقلوها إلى اللغة اللاتينية التي كانت يومئذ لغة العلم في أوروبا. وهذه الكتب المترجمة هي التي ستدرس في الجامعات الأوروبية حتى القرن الخامس عشر.
سوف لا نتوقف لدرس مختلف الأشياء المحفوظة بعناية في فرنسا والتي يرجع تاريخه إلى العهد العربي. وهذه الآثار تتكون، خصوصًا، من أقمشة الحرير، وصناديق العاج أو الفضة، وكؤوس البلور وأسلحة... الخ. وجزء كبير من هذه التحف لا يزال محفوظًا في الكنائس ولدى الهواة لجمع التحف الأثرية..
لقد ظل الناس في فرنسا والبلدان المجاورة لها، أجيالًا طويلة، وهم لا يفكرون إلا في عظمة الفكر الإسلامي، وفي قوة المسلمين واتساع آفاق فتوحاتهم...
وكذلك كان الرأي العام يعزو إلى العرب كل ما هو عظيم وضخم من المنجزات العمرانية...
لقد جاء المسلمون إلى فرنسا قبل النورمانديين والهنغاريين، وقد استمر وجودهم فيها، بعد غارات هؤلاء وأولئك والفتوحات الإسلامية كانت تكتسي طابعًا من الجلال والعظمة بحيث لا يمكن أن يقرأ إنسان أخبارها أو يسمع رواياتها دون أن تهتز نفسه لها. فعلى عكس النورمانديين والهنغاريين، كان المسلمون، أجيالًا طويلة في طليعة قافلة الحضارة في العالم»
[3].
لقد ذكر جوزيف رينو ما ذكره الناس في فرنسا عن البابا سلفستر الثاني. الذي درس العلوم الطبيعية والرياضية على يد المسلمين في الأندلس، إذ اعتبروه ساحرًا، وخاصة عندما كان يدهشهم بتجاربه في الكيمياء والفيزياء.
أما لويس يونج، فإنه يعطي تفصيلًا عن الفكر الأوروبي في ذلك الوقت، والذي استمر حتى القرن السابع عشر، لا يملك إلا أن يعزو كل ما كان يجهله إلى الشيطان وألاعيبه. وما جنون ظاهرة تعقب النساء المتشيطنات ببعيد..
يقول يونج «لقد أغنى الرياضيون العرب العالم بالمعرفة في جميع المجالات، وبخاصة الأفكار والملاحظات الرياضية».
وأحد أوائل الأوربيين الذين أخذوا بالأرقام العربية كان جربرت، الذي أصبح فيما بعد (في عام 999م) البابا سيلفستر الثاني (ولد 945 - وتوفي 1003م). سافر جربرت هذا بين عامي (967 - 970م) إلى أسبانيا، حيث درس العلوم، وألف بعد ذلك كتابًا يشرح فيه كيفية استخدام الأرقام العربية.
إلا أن أوروبا لم تلق بالًا إلى هذا النظام الجديد. بل كان ينظر إلى جربرت بعين الشك، لأنه درس على يد العرب في أسبانيا، وعلى المستوى الشعبي كان يشك في أنه يمارس السحر.
ولقد رويت عنه كثير من الروايات الخارقة. فقيل أنه كان يغادر الدير ليلًا. ويطير في الهواء إلى أسبانيا حيث يدرس الفلك والفنون السحرية، ثم يعود إلى حجرته قبل بزوغ الفجر.
كما كان يظن بأنه تعلم إحضار الأرواح من جهنم، وأنه يحتفظ بكتاب سحر حصل عليه بالمكر والخديعة من ساحر عجوز، وأنه رهن روحه للشيطان لكي يحميه من انتقام هذا الساحر العجوز.
وبعد فترة طويلة من الزمن تبنت أوروبا الأرقام العربية، نتيجة أعمال ليوناردو فيبوناتشي من بيزا، الذي توفي عام 1240م، وكان فيوناتشي رياضيًا. درس الرياضيات على يد معلم عربي، في شمال أفريقيا، وأصدر كتابًا يشرح فيه نظام الأرقام العربية عام 1202م، وكان ذلك بداية تبني أوروبا للأرقام العربية، وبداية لعلم الرياضيات الأوروبي
[4].
أما بعد....
إن هذا الذي يراه الناظر في التاريخ القديم، ليثير العجب والانبهار حقًا، حين يطل خلال تلك الحقبة من الزمن، فيرى أبناء الصحراء وقد خرجوا إلى العالم، شرقًا وغربًا، يعلنون: لا إله إلا الله، ويقيمون حضارة زاهرة تشع أنوارها هنا وهناك، فينهل منها الظامئون إلى العلم والإيمان، ويصد عنها الآخرون:
﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43].
وفي هؤلاء الأخيرين، قال مفكر مسيحي هو الدكتور نظمي لوقا قولة حق، وحكمة ترددها الألسنة عبر القرون:
«من يغلق عينيه دون النور، يضير عينيه ولا يضير النور. ومن يغلق عقله وضميره دون الحق، يضير عقله وضميره ولا يضير الحق».
فالنور منيفة للرائي لا للمصباح، والحق منفعة وإحسان إلى المهتدي به لا إلى الهادي إليه.
وما من آفة تهدر العقول البشرية كما يهدرها التعصب الذميم الذي يفرض على أذهان أصحابه وسراؤهم ما هو أسوأ من العمى لذي البصر، ومن الصمم لذي السمع، لأن الأعمى قد يبقى بعد فقدان البصر إنسانًا، والأصم قد يبقى بعد فقدان السمع إنسانًا... أما من اختلت موازين عقله أو موازين وجدانه، حتى ما يميز الخبيث من الطيب، فذلك ليس بإنسان، بالمعنى المقصود من كلمة إنسان
[5].
وحين نفتش أسفار الكتاب المقدس، نجد أن هذا الذي طلع به أبناء الصحراء على العالم، إنما كان تحقيقًا لنبوءة هتف بها اشعيا النبي في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد - وخاصة في الإصحاح الثاني والأربعين من السفر الذي يحمل اسمه، فقال في النبي العربي وقومه وتابعيه:
1- يشتهر هذا النبي المنتظر بلقب: عبدالله ورسوله:«هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم».
وقد اشتهر محمد نبي الإسلام بأنه: عبدالله ورسوله، فتلك بداية الإسلام لكل مؤمن، يعرفها الصغير قبل الكبير، ويرددها المسلم كل يوم في صلاته المكتوبة تسع مرات على الأقل حين يقرأ التشهد، إضافة لما يقوله في صلواته الأخرى من السنن والنوافل.
والحق يقول في القرآن:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1].
﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نزلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].
ومما يندى له الجبين خزيًا وأسى، تلك المقولات الكاذبة التي ظلت ترددها الكنيسة طوال القرون الوسطى، ولا يزال صداها يتردد إلى الآن، وهو أن المسلمين يعبدون محمدًا.. أي جهل أحمق من هذا؟!
لكنه التزوير المتعمد، وطمس الحقائق عن عيون الشعوب، حتى لا يفيقوا ذات يوم ويميزون الخبيث من الطيب.
يقول جوزيف رينو عن جهل الفكر الأوروبي والخرافات التي امتلأت بها عقول الأوروبيين، في القرون الوسطى، عن الإسلام والمسلمين:
«إن الكتاب المسيحيين في العصور الوسطى كانوا يطلقون على جميع فئات الغزاة المسلمين اسم: الوثنيين. وهذه عقيدة أبعد عن الوثنية من الإسلام الذي حطم الأصنام.
والواقع أن الإسلام ينادي بعبادة إله واحد لا شريك له خالق السماوات والأرض. ولشدة استفظاع الإسلام للوثنية، فإنه يمنع تصوير كل ما هو حي.
وقد زعم كاتب التاريخ المنسوب إلى رئيس أساقفة تورين، أنه يوجد في الأندلس على شاطئ البحر، فوق عمود شديد الارتفاع، صنم من البرونـز صنعه محمد بنفسه، ويعبده المسلمون!
كذلك ادعى فيلومين في تاريخه القصصي حول غزوة شارلمان لمقاطعة لانجدوك، أنه كان يوجد تمثال لمحمد مصنوع من فضة مذهبة في مدينة أربونة، وضع في معبد أثناء احتلال المسلمين لهذه المدينة...
فيا لسخرية القدر، والجهل الأعمى بالإسلام! فإن هؤلاء الكتاب والأدباء، يجهلون أنه عندما فتح محمود الغزنوي الهند في سنة 1025م (416هـ)، حطم جميع أصنام الهند الكثيرة فيما عدا صنم واحد عرض عليه السكان شراءه بوزنه ذهبًا، ورفض عرضهم مفضلًا وضعه عند عتبة باب العاصمة الرئيسي، لكي يدوس عليه ويبصق عليه كل داخل إلى العاصمة وكل خارج منها.
ما هو السبب الذي دفع آباءنا إلى هذا الوهم والخطأ، يا ترى؟
ذهب بعض العلماء إلى أن النورمانديين وغيرهم من الشعوب الوثنية، كانوا ضمن الشعوب التي كان يشملها اسم: سارازين، وبالتالي، فإن موطن أسماء مثل تيرفاجنت وأبولين وغيرها هي البلاد الشمالية، الذين كانوا يعبدون الأوثان.
وهكذا خلط العامة بين المسلمين وهذه الشعوب بصورة مخجلة
[6].
ولنكمل الآن، استعراض نبوءة أشعياء، فنجدها تقول:
2- يسود الدين وتكتمل الشريعة التي جاء بها في عهده، لا من بعده:«لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته».
ولقد وعد الله نبي الإسلام أن يتم الأمر الذي جاء به، فقال:
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
ولقد أكمل الله الدين في حياة النبي حتى إذا توفاه الله ترك الأمة الإسلامية على المحجة البيضاء ليلها كنهارها. لقد اكتمل الدين ونزل القرآن يقول:
﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
3- يعصمه الله من الناس حتى يكمل رسالته فتنتهي حياته بالموت الطبيعي الذي هو نهاية كل مخلوق حي، فلا يموت قتلًا:«أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم».
ولقد طمأن الله نبي الإسلام ألا يلتفت إلى مؤامرات الكائدين له، فالله عاصمه من الناس حتى يبلغ الأمر غايته.
ولقد نزل القرآن ليعلن هذا التحدي على رؤوس الأشهاد:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].
4- ينتسب النبي إلى إسماعيل بن إبراهيم:«لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار». وقيدار هذا هو الابن الثاني لإسماعيل (تكوين 25: 13).
5- الشعب الذي ظهر فيه كان عبدة أوثان، أصحاب أصنام:«يخزي خزيًا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا».
6- رجل حروب مقدام ينتصر على أعدائه:«الرب كالجبار يخرج. كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه».
ولقد سجل القرآن المعارك الكبرى في الإسلام، وكان النبي هو القائد والمخطط والمحارب حين البأس:
﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 121].
﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].
إن هذا أمر اختص به أولوا العزم من الأنبياء والمجاهدين.
ولقد كان ذلك أمر موسى بعد أن خرج ببني إسرائيل من مصر، وانتهت مرحلة في جهاده وبدأت مرحلة أخرى، فآنذاك «كلم الرب موسى في برية سيناء»... في السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر قائلًا: "أحصوا كل جماعة بني إسرائيل. من ابن عشرين سنة فصاعدًا. كل خارج للحرب في إسرائيل، تحسبهم أنت وهارون حسب أجنادهم ويكون معكما رجل لكل سبط، وهو رأس لبيت آبائه».
وجدير بالذكر أن رجل الحرب من الأسماء الحسنى التي تنسبها التوراة لله. فقد قال موسى وبنو إسرائيل في تسبيحة لله شكرًا بعد نجاتهم من مطاردة فرعون وجنوده، وغرق الأخيرين:
«هذا إلهي فأمجده.. الرب رجل الحرب: الرب اسمه - خروج 15: 2 - 3».
7- في مناسك دينه هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح وتكبير: من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا للرب مجدًا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر».
لقد بني الإسلام على خمسة أعمدة خامسها الحج، وفيه يعقد أكبر مؤتمر ديني عالمي سنويًا بجبل عرفات، وقد جعلت الوقفة بهذا الجبل ركن الحج الركين، إذ قال نبي الإسلام:«الحج عرفة» فهناك يهتف الحجاج لله فوق جبال عرفات ويسبحون ويكبرون ويهللون ويتضرعون بالدعوات وصالح العبادات، وما أعظمه من نسك.
وفي الحج - يتجرد الإنسان عن زخرف الحياة ومتعها، إذ يحرم عليه ممارسة بعض ما اعتاده في حياته الزوجية الصالحة مثل العلاقة الجنسية، والتحلي بأفخر الثياب، وعوامل الصخب والإثارة.
هناك يواجه الإنسان الحقيقة بين يدي خالقه فيأتي هذه التجربة العظيمة طوعًا في الدنيا قبل أن يأتيها كرهاُ في الآخرة فآنذاك لا ينفع الندم ولا تجدي الحسرات.
﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 197، 198].
8- الشعب الذي ظهر فيه كان متخلفًا ضعيفًا طعمة لكل آكل:«شعب منهوب ومسلوب، وقد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبؤوا، صاروا نهبا، ولا منقذ، وسلبًا، وليس يقول رد».
ويقول القرآن: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة:2- 4].
9- ولكن بعد أن جاءهم النبي برسالة الله خرجوا من الظلمات إلى النور:«لتفتح عيون العمي، لتخرج من الحبس المأسورين، من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
أسيِّر العمي في طريق لم يعرفوها. في مسالك لم يدروها أمشيهم. اجعل الظلمة أمامهم نورًا والمعوجات مستقيمة. هذه الأمور أفعلها ولا أتركهم».
ويقول القرآن: ﴿ الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1].
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنزلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [الطلاق: 10 - 11].
إن تجربة الإسلام في عرب الجزيرة العربية نموذج فريد في التاريخ، وأذكر في هذا المقام مقالة للمؤرخ الانجليزي أرنولد توينبي قال فيها: لكي ندرك ما فعله الإسلام بالعرب - بمقاييس العصر - نتصور دولة في حجم كوبا تظهر فجأة، ثم تستولي على نصف الولايات المتحدة الأمريكية وتخضع لها روسيا بأكملها.
ومن الواضح أن توينبي ضرب المثل بهاتين الدولتين الكبيرتين باعتبارهما القوتين الأعظم في النصف الأعظم في النصف الثاني من القرن العشرين، ويناظرهما في القرن السابع الميلادي: الإمبراطورية الرومانية، والإمبراطورية الفارسية على الترتيب.
10- هو نبي البر الذي يعظم شريعة الله:«الرب قد سر من أجل بره، يعظم الشريعة ويكرمها».
إن نبي الإسلام ورحمته بالناس جميعًا أمر يشهد به الجميع حتى من غير المسلمين، ومنهم عتاة تطاولوا على الإسلام ونبيه.
ولقد حدث أن مرت جنازة يهودي فوقف النبي صل الله عليه وسلم تكريمًا للأخوة الإنسانية، فإذا ببعض الصحابة يقول له: إنها ليهودي - وقد علم ما أصاب النبي والمسلمين من أذى على يد اليهود تمثل في مؤامرات وفتن وحرب نفسية وحروب دموية - فأمسك عليه النبي اعتراضه قائلًا: أليست نفسًا؟! وصدق الله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
ولنراجع الآن نبوءة أشيعا هذه، فنجدها تتعلق بثلاثة عناصر رئيسية هي: النبي المنتظر، والشعب الذي ظهر فيه، والدين الذي جاء به. فلهذا النبي شريعة تنتظرها الجزائر، وهذا بالتأكيد يعني شريعة جديدة غير شريعة موسى. بل إن هذا ما تنبأ به أشعيا في موضع آخر من سفره، إذ يقول وحي الرب على لسانه:
«شريعة من عندي تخرج، وحقي أثبته نورًا للشعوب إياي ترجو الجزائر، وتنتظر ذراعي - أشعيا 51: 4- 5».
وإذا جمعنا الأوصاف العامة والملامح الرئيسية لكل عنصر من عناصر نبوءة أشعيا، وقرأناها معًا لجاءت كالآتي:
عن النبي المنتظر:
يشتهر بلقب عبدالله ورسوله - وينتسب إلى إسماعيل بن إبراهيم - ويعصمه الله من الناس حتى يكمل رسالته، فتنتهي حياته بالموت الطبيعي الذي هو نهاية كل مخلوق حي، فلا يموت قتلًا - وهو رجل حرب مقدام، ينتصر على أعدائه - ثم هو نبي البر الذي يعظم شريعة الله في كل صورها.
.... وعن الشعب الذي ظهر فيه:
عبدة أصنام. وأصحاب أوثان - وكانوا شعبًا متخلفًا ضعيفًا، طعمة لكل آكل - ولكن بعد أن جاءهم النبي برسالة الله خرجوا من الظلمات إلى النور.
.... وعن الدين الذي جاء به:
يسود الدين، وتكتمل الشريعة التي جاء بها، في عهده لا من بعده- وهو دين من مناسكه: هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح وتكبير وهذا ما يحدث في الحج إلى بيت الله الحرام بمكة كل عام.
وإذا استعرضنا خصائص الأنبياء منذ نطق أشعيا بهذه النبوءة في منتصف القرن الثامن قبل الميلادي، حتى مطلع القرن السابع بعد الميلاد، وما وجدناها تنطبق تمامًا إلا على محمد رسول الله.
من أجل ذلك سار أبناء إسماعيل يعلنون دين الله إلى العالم كله: شرقًا حتى الصين، وغربًا حتى الأطلسي، وشمالًا حتى أوروبا. وصدقت فيهم نبوءة أشيعا حرفيًا، إذ يقول الرب:
(أسير العمي في طريق لم يعرفوها. في مسالك لم يدروها أمشيهم، أجعل الظلمة أمامهم نورًا. والمعوجات مستقيمة. هذه الأمور أفعلها، ولا أتركهم).
لقد كان هذا ما نطقت به أسفار العهد القديم، وحسب المعتقدات المسيحية
لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب).
(ويتم ما قيل بأشعيا النبي).
وإننا لنجد في القرآن تأكيدًا لوجود هذه التنبؤات في أسفار السابقين، حيث تستخدم لغة الفعل المضارع، وليس الفعل الماضي الذي اندثر وضاع - فيقول:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنـزلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].
فلا بد، إذن، أن تتحقق كل التنبؤات.
ونختم الحديث عن الفتوحات الإسلامية وأثرها في تحرير شعوب، وإقامة حضارات، برأي لمؤرخ مصري معاصر هو الدكتور عبدالعظيم رمضان يعرض فيها رؤيته لحركة التاريخ وحكمتها وانعكاساتها، خلال فترات مختلفة، فيقول:
«من المفارقات التاريخية أن الغزو الذي تعرضت له بعض الأمم قد خدمها بأكثر مما كان أن يخدمها تفادي الغزو! والعكس بالعكس، فإن كثيرًا من الأمم قد خسرت بسبب تفادي الغزو ما لم تكن لتخسره لو تعرضت له».
وعلى سبيل المثال: فإن نجاح القبائل الجرمانية في العصور القديمة في إبادة ثلاث فرق رومانية وتحرير بلادها من الحكم الروماني في عام 9 قبل الميلاد، لم يكن في مصلحة ألمانيا! فقد قررت التخلي عن خطة جعل حدود الإمبراطورية عند نهر البو، وجعلتها عند نهر الراين الذي أصبح فاصلًا بين الأراضي الفرنسية والأراضي الألمانية، وبذلك حرمت ألمانيا من التمتع بالحضارة الرومانية والطرق الرومانية الشهيرة واستسلمت للبربرية قرونًا عديدة!
وعلى العكس من ذلك، فإن دخول الجيوش المصرية اليمن، وتعزيزها الثوار ضد حكم الإمامة الرجعي الفاسد، قد نقل اليمنيين من العصور الوسطى إلى العصر الحديث. ولو نجحت القبائل اليمنية في إخماد الثورة، وأعادت حكم الإمامة لاستسلمت للتخلف كما استسلمت القبائل الجرمانية تمامًا، لعدد لا يعرف من عقود السنين!
وقد كان دخول آلة الطباعة مع الحملة الفرنسية لأول مرة، هو رمز انتهاء تلك العزلة. فحتى وصول الفرنسيين إلى الإسكندرية، لم يكن قد طبع في مصر سطر واحد، وبالتالي لم تكن قد عرفت بعد الصحافة، ولم تكن قد عرفت المطبوعات في مجال العلوم والفنون والآداب، وبالتالي أيضًا لم تكن قد أطلت بعد على الحضارة الغربية، وانتهلت من مواردها.
وفي الوقت نفسه لم تكن مصر قد عرفت بعد كنوزها القديمة وآثارها الفرعونية، لم تكن تعرف من قيمة لتلك الأحجار المنقوش عليها الكتابات المصرية القديمة أية فائدة أو قيمة - اللهم إلا فيما عدا احتمال استخدام أصلبها للبناء! كما لم تكن تعرف أية فائدة أو قيمة للفائف البردي، وكانت جميع النقوش والكتابات الهيروغليفية بالنسبة لها طلاسم ومعميات، لا تعني نفسها بمحاولة فهمها، وبالتالي لم يكن المصريون حتى ذلك الحين يعرفون شيئًا عن تاريخ مصر القديمة وديانتها وعاداتها وتقاليدها.
وبطبيعة الحال فلست أقصد من هذا الكلام حث الشعوب على الترحيب بالغزاة الأكثر تحضرًا، وإنما أنا فقط أنبه إلى هذه المفارقة، لأن ما مضى قد مضى، وعلى الشعوب أن تستلهم ضميرها القومي وكرامتها الوطنية وهي تقاوم كل معتد وغاز
[7].
نعم... على الشعوب التي تتعرض لغزو، أن تقاومه في سبيل حريتها.
وقد تكون المقاومة بالسلاح والدماء، أو قد تنهج مسالك أخرى مثل الاستفادة من توازن القوى المؤثرة في الصراع الدائر في منطقتها، وغير ذلك من الأساليب التي يحفل بها تاريخ الدول والشعوب.
وقد تكفي شرارة الغزو، واحتكاك النظم والحضارات المختلفة، في إيقاظ الأمم والشعوب، وتبادل المعارف والخبرات.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
[1] الإسلام في فجر عظمته: ص9- 10.
[2] تاريخ العرب: تأليف الدكتور فيليب حتى وآخرين - جامعة برنستون - ص193، 231.
[3] الفتوحات الإسلامية في فرنسا: ص251 - 256، 264 - 265.
[4] العرب وأوروبا ص125.
[5] محمد الرسالة والرسول: ص25.
[6] الفتوحات الإسلامية في فرنسا: ص221 - 223.
[7] مجلة أكتوبر القاهرية - العدد 642 - الأحد 12 فبراير 1989.