جورج مالبرينو
الصحافي الفرنسي جورج مالبرينو: الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيفرض نفسه على أوروبا والدبلوماسية القطرية كانت فعالة أثناء أزمة الخليج
حاوره: آدم جابيرا
Jan 27, 2018
يُعَدُّ جورج مالبرينو أحد أبرز الصحافيين الفرنسيين المتخصصين في شؤون منطقة الشرق الأوسط. اختُطف عام 2004 في العراق مع زميله كريستيان شينو، وأمضيا 120 يوماً رهن الاعتقال. التقيناه في مكتبه داخل مبنى صحيفة «لوفيغارو» العريقة في باريس، وأجرينا معه حواراً مطولاً عن توجهات دبلوماسية فرنسا الشرق أوسطية في عهد الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون والدور الذي يمكن لباريس أن تلعبه لحل الأزمات التي تعصف حالياً بهذه المنطقة. هنا نص الحوار:
■ لو بدأنا معك بالأزمة الخليجية التي تدخل شهرها العاشر فرنسا تحافظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في حصار قطر. برأيك، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس إيمانويل ماكرون للمساعدة في حلحلة هذه الأزمة؟
■ فرنسا انزعجت من اندلاع الأزمة الخليجية إذ أنها تتمتع بعلاقات جيدة مع كل أطراف هذه الأزمة. لديها قاعدة عسكرية في الإمارات العربية المتحدة وشراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية واتفاق دفاع مع قطر. لذلك حرصت باريس على عدم إحراج أي من الأطراف، واكتفت بالدعوة إلى الحوار ودعمت المبادرة الكويتية. ولكن يبدو أنه حصل تحول في الموقف الفرنسي في إعقاب زيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى باريس، في شهر سبتمبر/ايلول الماضي. فقد طالبت الحكومة الفرنسية لأول مرة برفع الحصار عن قطر. ولاحقا توجه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدوحة، ومن هناك أكد على ثبات الموقف الفرنسي القاضي بالتزام الحياد من الأزمة الخليجية. وفي هذا السياق تم تعيين برتران بزانسونو، الذي يحظى بصداقة مع الأمير الوالد الشيخ حمد والذي كان سفيراً في الرياض لمدة طويلة ويعرف جيداً القيادة السعودية، إلا أن دوره يبقى هامشياً. فليست فرنسا هي التي تستطيع أن تحل الأزمة الخليجية الحادة والقوية.
ثم لاحظنا خلال زيارة ماكرون إلى الدوحة أن الدبلوماسية القطرية كانت فعّالة، حيث استطاعت الدوحة «تَحييد» الدول التي كان من الممكن أن يكون لها موقف صارم ضدها بإقامة شركات مع هذه الدول، كما هي الحال مع فرنسا التي أبرمت معها اتفاقيات تجارية بقيمة 11 مليار يورو.
حضور فرنسي خجول في اليمن
بسبب الأطماع الاقتصادية
■ تظل لغة السلاح هي السائدة في اليمن بعد فشل كل المساعي الدولية لوقف القتال. وقد أعربت الأمم المتحدة مراراً عن أسفها للانتهاكات بحق المدنيين، محذرة من عواقب قصف التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على هؤلاء المدنيين. في هذا السياق يُنحي بعض المعلقين باللوم على فرنسا بشأن مواقفها «الخجولة» حيال الأضرار البشرية التي طاولت الأطفال بسبب ضربات التحالف. كيف يمكنك الحكم على الموقف الفرنسي إزاء هذا النزاع؟
■ في ما يخص الأزمة اليمنية هناك مرحلتان: الأولى كانت خلال فترة حكم الرئيس السابق فرانسوا هولاند، بالتحديد عندما كان لوران فابيوس وزيراً للخارجية، حيث إن الموقف الفرنسي كان يتسم بـ»الصمت» حتى لا تنزعج السعودية، التي كان هولاند يأمل في أن يوقع معها اتفاقيات تجارية ضخمة. لذلك لمسنا صمتاً شبه تام من فرنسا، خلافاً لمواقف دول أخرى كألمانيا وبريطانيا والسويد وغيرها والتي أدانت بعض المجازر التي ارتكبها التحالف الدولي العربي بقيادة السعودية في اليمن.
أما المرحلة الثانية، فكانت مع وصول إيمانويل ماكرون إلى سدة الحكم في منتصف شهر أيار/مايو الماضي حيث أصبحت الدبلوماسية الفرنسية بقيادة جان إيف لودريان، تحاول أن تحدث نوعا من «التوازن»، وذلك عبر التركيز على الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تعد الأكثر خطراً من نوعها في المنطقة منذ سنوات، وذلك أملاً من باريس في التخفيف من حدة هذا النزاع الذي أودى بحياة الآلاف. ورغم ذلك، يبقى الموقف الفرنسي حيال هذه الأزمة « خجولا». كما أن فرنسا تشارك ولو بشكل هامشي في الحرب في اليمن، عبر تزويد التحالف بقيادة السعودية بعض الصور عبر الأقمار الاصطناعية.
■ لكن ما الذي يمنع فرنسا من الاستجابة للدعوات المتكررة من المنظمات الدولية غير الحكومية: مثلا أن تشكل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها الأطراف المشاركة في النزاع اليمني؟
■ مع أن هناك تحولا ولو خجولا نسبيا في لهجة الدبلوماسية الفرنسية حول الشأن اليمني، إلا أن هناك في واقع الأمر غياب «رغبة سياسية حقيقية» لأن فرنسا تسعى إلى إبرام صفقات تجارية ضخمة مع دول التحالف لا سيما السعودية والإمارات، ولذلك فهي حريصة على الحفاظ على علاقة جيدة معهما.
علاقة معقدة بين باريس والرياض
■ هناك زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باريس، ما الذي يمكن أن يتغير في العلاقة الفرنسية السعودية بعد هذه الزيارة خصوصا أن رؤية البلدين الجيوسياسية لا تبدو متطابقة بخصوص ملفات شائكة عدة؟
■ العلاقات الأمريكية ـ السعودية تبدو اليوم قوية بين الأمير محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنير. وتجسد ذلك خلال زيارة ترامب إلى المملكة وحصوله على صفقات ضخمة جدا وصلت إلى نحو 380 مليار دولار. إذن نرى أن الأولوية بالنسبة إلى السعودية هي للولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، وبالتالي فإن دور فرنسا هامشي بالنسبة إليها.
الأمير محمد بن سلمان سيأتي إلى باريس كما تم الإعلان عن ذلك من الجانبين الفرنسي والسعودي ولكن لا نعلم إن كان فعلا سيأتي في ظل الأزمة الداخلية التي تمر بها المملكة. ومهما يكن الأمر فإنني أعتقد في الوقت الراهن أن العلاقة بين باريس والرياض «معقدة»، بعد أن اتسمت بالكثير من الحميمية خلال فترة حكم الرئيس السابق فرانسوا هولاند. ورغم ذلك كان هولاند ضحية لــــ «الدبلوماسية الاقتصادية السعودية»، بعد أن وعده الملك سلمان بن عبد العزيز بعقود تجارية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، مقابل تبني فرنسا لسياسة متشددة تجاه الملف النووي الإيراني وهو ما فعلته باريس، لكن في الجهة المقابلة لم تنفذ الرياض وعودها واكتفت بالتوقيع على القليل جداً من الصفقات التجارية بين البلدين.
إيمانويل ماكرون أخذ العبرة من هذه الوعود السعودية التي لم تنفذ وأيضا من الدبلوماسية الفرنسية، التي لم تكن بدورها «فعالة» وتميزت بسياسة «الخضوع». فهو لا يريد القطيعة مع الملكيات الخليجية، بقدر ما يسعى إلى أن يكون صارما في ما يتعلق ببعض المبادئ. فالموقف الذي تبناه ماكرون يقضي بقول الأشياء مباشرة لكل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولكن أيضا للأمير تميم، وحتى اللحظة يبدو أن الأمور تسير على أحسن ما يرام بالنسبة إليه. فقد استطاع أن يخرج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من السعودية حيث كان محتجزاً. إذن في المحصلة يمكن أن نلحظ أن هناك إعادة تموقع واضحة للدبلوماسية الفرنسية بما في ذلك تجاه المملكة العربية السعودية.
■ تحرص فرنسا على تعزيز وجودها في السوق الإيرانية. كيف يمكن -حسب رأيك ـ لـ «فرنسا ماكرون» أن تتخطى المنافسة بين طهران والرياض وأن تفرض نفسها كشريك لهاتين الدولتين الخصمين؟
■ يجب الاعتراف أنه لا يمكن لفرنسا أن تلعب دوراً محورياً في ما يتعلق بمسألة التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية، والذي يبدو في الوقت الراهن مستحيلا، خاصة أن هناك هوساً سعودياً من إيران. فقد أراد الرئيس إيمانويل ماكرون منذ البداية « إعادة التوازن» في علاقة باريس بالبلدين، بالقول إنه يتحدث مع الجميع وإن فرنسا لا يجب أن تكون حكما في الصراع السني-الشيعي. ولكن في ظل استمرار الأزمات في العراق وسوريا واليمن، لاحظنا في الأشهر الأخيرة، إدانات فرنسية متكررة للدور الذي تعلبه إيران في عدم استقرار المنطقة.
وأشكّك في أن الزيارة المنتظرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باريس ستحدث تغيراً في الموقف الفرنسي حيال إيران وسعي فرنسا إلى تعزيز وجودها في السوق الإيرانية، لأنه يجب أولاً انتظار أن تكون هناك عقود مع السعودية بالمليارات ذلك أن الحكومة السعودية سبق أن تعهدت بإبرام صفقات مع فرنسا في عهد الرئيس السابق هولاند، ولم تفِ بوعدها.
ويجب التنويه إلى أن ماكرون لايزال متمسكا بفكرة ضرورة الذهاب إلى إيران، وقبلها سيزور وزير الخارجية جان ايف لودريان طهران في بداية شهر آذار/مارس. وتأتي هذه الزيارة على خلفية تمسك فرنسي وأوروبي بالاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. غير أن باريس تسعى في المقابل إلى فتح فصول أخرى من المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها الباليستي وأيضا حول تأثير إيران في منطقة الشرق الأوسط. ولهذا السبب وذاك، نرى أن العلاقة بين باريس وطهران شهدت توترا في الآونة الأخيرة.
دبلوماسية ساركوزي وهولاند
حيال سوريا تشل تحركات ماكرون
■ أزمة أخرى تنخر المنطقة وهي الأزمة السورية. ومنذ وصول إيمانويل ماكرون إلى الإليزيه، أدلى بتصريحات عن الملف السوري، بدت متناقضة في كثير من الأحيان، لدرجة أن بعض المراقبين يعتقد اليوم أن صوت فرنسا غير مسموع على نحو متزايد للمساعدة في تسوية الأزمة. كيف تُقَوِّم الموقف الفرنسي الحالي حيال النزاع السوري؟
■ اعتقد أن المواقف التي اتخذها الرئيسان السابقان، تشل تحركات الرئيس ماكرون الذي يرغب في عودة فرنسا إلى الواجهة في المشهد السوري. فنيكولا ساركوزي (2007-2012) ثم فرانسوا هولاند من (2012- 2017)، تمحورت مواقفهما حول ضرورة رحيل بشار الأسد. وهو شرط أصر الرئيسان السابقان على التمسك به مما أدى إلى تهميش الدور الدبلوماسي لفرنسا في النزاع السوري.
إيمانويل ماكرون أخذ العبرة من الفشل الذي أصاب الدبلوماسية الفرنسية، خلال السنوات العشر الأخيرة، فتخلى عن «النزعة المحافظة الجديدة والأخلاقية» التي تميزت بها السياسة الخارجية الفرنسية خلال ولايتي ساركوزي وهولاند، وعاد إلى اتباع دبلوماسية أكثر نفعية وبراغماتية، باعتبار أن الإصرار على شرط رحيل بشار الأسد لن يجدي نفعا، كون هذا الأمر لا يبدو واقعيا في الوقت الراهن ويقوض كل مسارات التفاوض لإيجاد مخرج سياسي للنزاع السوري. إلا أن ماكرون في الوقت ذاته يعتبر أن بشار الأسد مجرم حرب ويجب أن تتم محاكمته دوليا. وبالتالي نلاحظ أن هناك نوعا من الضبابية في موقف الرئيس الفرنسي. وأعتقد أن هذه الضبابية تعود إلى كونه باختصار حبيساً لمواقف داخلية لا يمكن أن ينحرف عنها كثيرا حتى لا تعتبرها بعض وسائل الإعلام والإعلاميين والسياسيين أيضا خيانة لمبادئ فرنسا حيال الثوار السوريين. ولذلك اعتقد أنه رغم محاولات فرنسا الحالية إلا أن عودتها للعب دور محوري في سوريا تبدو أمرا بعيد المنال في ظل المشهد والوضع الحاليين.
اعتراف رئيس بلدية فرنسية
بدولة فلسطين خطوة رمزية مهمة
■ ننتقل إلى موضوع ملف القضية الفلسطينية التي يمكن وصفها بأم القضايا العربية. إن لـ «فرنسا ماكرون» علاقات جيدة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن إصرار الرئيس الفرنسي على أن هذين الطرفين هما اللذان سيقرران مفاوضات السلام يُعرض الرئيس الفرنسي نفسه للانتقادات من قبل مؤيدي القضية الفلسطينية لاسيما عبر تكرار مواقف نتنياهو وترامب من دون أن تكون لديه طموحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ولا وزن الرئيس الامريكي؟
■ نعم هي مجازفة! نرى أنه في ما يتعلق بالملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي يبدو إيمانويل ماكرون حذراً أو حتى خجولا. لقد سألته على هامش لقائه الأخير مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: لماذا لا يطلق مبادرة مستغلا ما يمكن أن نطلق عليه إقصاء الولايات المتحدة، عقب قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ويعترف بالدولة الفلسطينية؟ فكان رده كالتالي: «أنا أريد أن يكون لي دور فعّال والاعتراف بدولة فلسطينية لن يجدي نفعاً…الخ»
فمع أنه كانت هناك توقعات بأن يقوم الاتحاد الأوروبي وفرنسا في المقدمة باقتراح خطة بديلة للوساطة الأمريكية، إلا أننا لم نر أي مؤشر على هذا الأمر.
السؤال المطروح حالياً هو معرفة ما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيرضخ أخيراً لضغوط المصريين والأردنيين الذين قد يقبلون بدورهم بالخطة الأمريكية المستقبلية المتعلقة بالسلام ما قد يفسر سبب عدم إقدام إيمانويل ماكرون وقادة الدول الأوربية الأخرى على اقتراح خطة بديلة للسلام. يجب أن نوضح أيضا هنا أن الإسرائيليين -حتى قبل دونالد ترامب – كانوا دوما يعتبرون أن هناك حَكَماً واحداً هو الحليف الأمريكي، لكن ترامب عزز هذا الموقف الاسرائيلي بتبني مواقف اليمين المتطرف الاسرائيلي.
إذن أعتقد أن الرئيس الفرنسي يدرك أن هذا الملف معقد وأن له تداعيات سياسية في فرنسا عن طريق مجموعات الضغط المؤيدة للجانب الاسرائيلي واُخرى أيضا مؤيدة للجانب الفلسطيني.
■ بحديثك عن مجموعات في فرنسا مؤيدة للفلسطينيين، ما رأيك في القرار الذي اتخذه مؤخراً باتريك لوكلير رئيس بلدية ضاحية «جانفيلييه» الباريسية والذي أكد فيه اعتراف البلدية التي يترأسها بدولة فلسطين؟
■ هو اعتراف رمزي، لكن يمكنه أن يكون عاملاً محفّزاً لاعترافات أخرى بدولة فلسطين. على أي حال عاجلا أو آجلا، أعتقد بأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الدول الأوروبية ستفرض نفسها تدريجيا. لا يمكننا أن نمنع رؤساء بلديات أو غيرهم من اتخاذ قرارات أحادية الجانب، في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة الأمريكية قرارات أحادية ولكن مع عواقب وخيمة جدا.
■ بعد بضعة أسابيع من بدء تفعيل الدبلوماسية الفرنسية في عهد ماكرون، وصفْتَه بأنه «ناشط» و «واقعي». الْيَوْم وبعد مرور ثمانية أشهر على وصول الرئيس الشاب إلى سدة الحكم، كيف تقوم دبلوماسيته بشكل عام، بخصوص القضايا الساخنة المطروحة في العالم العربي؟
■ اعتقد أن دبلوماسية إيمانويل ماكرون تتميز بالواقعية والبراغماتية، ويتجلى ذلك من خلال موقفه من الملف السوري والعلاقة مع إيران ومع دول الخليج، حيث أعطى السياسة الخارجية الفرنسية حضوراً، بعد أن غابت عن الساحة الدولية لعشر سنوات، أي خلال فترتي حكم ساركوزي وهولاند واللتين اتسمتا في أكثر المواقف بالتخبط.
نشعر أن ماكرون أصبح ملماً بجميع الملفات الخارجية الحساسة، وعندما نطرح عليه الأسئلة يجيب بطريقة تقنية. وتوصله إلى إنقاذ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعد أن كان محتجزاً في السعودية، يُعد فعلاً نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الفرنسية.
ماكرون يستغل فرصة «البريكست» الذي أضعف بريطانيا العظمى وتراجع الدور الألماني في أوروبا بعد النتيجة المخيبة التي حصلت عليها ميركل في أعقاب الانتخابات الألمانية التشريعية الأخيرة. كما يستغل تخبط دونالد ترامب داخليا وخارجيا، ليظهر بوصفه صوت الاعتدال والتهدئة.
في نهاية المطاف، من السابق لأوانه الحكم على سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الخارجية، فلم يمض على حكمه سوى ثمانية أشهر. لكن يمكن القول إنه منح الدبلوماسية الفرنسية صوتا مسموعا، من الناحية الشكلية على وجه الخصوص وحتى من ناحية المضمون في بعض الأحيان، بعد أن خفت صوتها خلال العقد الأخير.