الأردن: لو كنت مكان الملك لاعتقلت الفاسدين على غرار ما فعل الأمير بن سلمان!
خالد عياصرة
يحكى أن ملكاً ظالمٌ جداً إلى درجة جعلت رعيته يتوقون إلى موته أو خلعه عن عرشه،لكنه فاجأ الجميع ذات يوم بإعلانه عن قراره ببدء صفحة جديدة مع أبناء الشعب.
فوعد الجميع قائلاً:” لا مزيد من القسوة والظلم”وبدا ملكاً صالحاً، معروفاً بالملك الطيب. بعدأشهر على تحوله هذا، تجرأ أحد وزرائه “الذي كان يوّد موته “على سؤاله عن سبب تغيره !فأجاب الملك:”بينما كنت أتجول في غاباتي على صهوة حصاني، رأيت كلباً مسعوراً يطارد ثعلباً. هرب الثعلب إلى حفرته، لكن بعد أن عضه الكلب في ساقه وشلها بشكل دائم. ذهبت فيما بعد إلى القرية ورأيت ذلك الكلب المسعور هناك. ينبح في وجه أحد الرجال، وبينما كنت أراقب ذلك، قام الرجل بالتقاط حجر كبير، وألقاه على الكلب فكسر ساقه.لم يمض الرجل بعيداً، وإذ بحصان يرفسه، ويحطم ركبته، ليصبح مقعدا ًمدى الحياة.ركض الحصان مسرعا، فوقع في حفرة وكسرت ساقه.
تأملت في كل ما حدث وفكرت:”الشر يولد شراً. إذا واصلت أساليبي الشريرة، فلا شك أن الشر سينال مني يوماً.لذلك قررت أن أتغيّر.”
ذهب الوزير مقتنعاً بأن الأوان قد آن للانقلاب على الملك والاستيــلاء على العرش، كما كان يحلم أن يفعل دائماً،وبينما وهو غارق في أفكاره، وغير واعي لخطواته، سقط أرضاً، وكُسر عنقه !
عزيزي المواطن الأردني الشريف القابض على جمر الصبر، بالضرورة هنا لا أخاطب الفاسد والكاذب، والمتملق، وطُفيلي، والمتسلق، والمتلون، كما الخائن والعميل، لاسهاماتهم في ايصال البلد إلى شفا جرف هار، قارب أن يهوي بنا جميعاً في غياهب فوضى عارمة تفضل تطبيق مشروعاتهم الفردانية والاقليمية والدولية على حساب الأردن.
لو كنت مكان الملك ماذا تفعل ؟
ببساطة، أنهي دور كل من هو مصاب بداء الفساد، من رئاسة الحكومة إلى الديوان إلى الاجهزة الأمنية،ليمتد بعد ذلك إلى كل بقعة في أرضنا الأردنية.
بعد ذلك سأفتح الدوائر المغلقة التي يحتمي بها هؤلاء، فأزيل ورقة التوت التي يتخبئون تحتها، بهدف نيل ثقة الشعب المصابه بشرخ أعمق من حفرة الانهدام.
ومن ثم، أعلن سيطرتي على أموال هؤلاء المنقولة وغير المنقولة، وحتى تلك المسجلة بأسماء زوجاتهم وابناءهم وابناتهم، واصدقاءهم، وخليلاتهم، كما سأمنعهم من السفر خارج الأردن، وفي غضون ذلك سأتواصل مع الخارج لمعرفة ارصدتهم، وحجمها وممتلكاتهم وقيمتها، لاستعادتها من جهة، ومن أخرى ولتخلص من نتنتهم وروائحهم الفاسدة، سألقي بهم في غياهب سجن الجفر الصحراوي، بعد إعادة افتتاجه لاستقبالهم، ومن ثم أعيد تشكيل الهيئات الرقابية والتفتيش،بحيث تكون أكثر وطنية، لاستعادة مؤسسات الشعب التي تم بيعها على اياديهم.
بعد ذلك، اقوم بإصدار قرارا لا يعترف بكل ديون الأردن، والتي لم يراها الشعب لا من قريب ولا من بعيد.
من الممكن القيام بالكثير من الاشياء، والاعمال، التي قد ترمم وجه الوطن من جديد، بعد استفحال الجراح فيه، من الممكن العمل مع الجميع بإعتبارهم شركاء في الوطن لإستعادته من بين مخالبهم، وانيابهم.
لكنني لستُ مكان الملك – لا أتمنى أن أكون – حتى لا تقع علي الحجة، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فقط، لنتأمل، ولنفكر، ولنعيد حساباتنا، فالفاسدين، ومن خلفهم في الداخل والخارج،ليسوا بدائمين، والرهان عليهم، لابد وأن يكون خاسراً.
كاتب اردني