ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المقاوم الفلسطيني أحمد نصر جرار (24 عامًا)، قد تحول إلى "الكابوس المزعج" لدولة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية.
وتتهم قوات الاحتلال، الشاب جرار، بأنه المسؤول عن عملية إطلاق النار قرب بؤرة "حفات جلعاد" الاستيطانية المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة غربي نابلس، والتي أسفرت في الـ 9 من يناير الماضي عن مقتل مستوطن حاخام.
وأشارت الصحيفة العبرية في عددها الصادر اليوم الأحد، إلى أن المُطارد جرار بات صاحب أطول عملية مطاردة حدثت في الضفة الغربية منذ سنوات.
وأوضحت: "هذه من أكثر عمليات الملاحقة المكثفة التي سجلت لمقاوم في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، (...)، أجهزة الأمن الإسرائيلية مستمرة في عملياتها لاعتقال جرار".
وقد شنّت قوات الاحتلال خلال أسبوعين فقط، ثلاث حملات أمنية لإلقاء القبض على جرار أو اغتياله؛ عمليتان خلال 24 ساعة، وتكبدت في إحداها خسائر في صفوف وحدة "اليمام" الخاصة.
وأفادت الصحيفة العبرية، بأن قوات الاحتلال دهمت عدة مناطق قرب مدينة جنين "بناءً على معلومات استخبارية تُفيد بوجود أحمد جرار فيها، دون أن تسفر عن اعتقاله". مشيرة إلى اعتقال 10 أشخاص بتهمة علاقتهم بالعملية الفدائية غربي نابلس؛ خلال شهر.
ولفتت النظر إلى أن عمليات الاقتحام الفاشلة لجيش الاحتلال والتي استهدفت جرار كانت "عملية هروب ناجحة، أو إنه في مخبأ جهز بشكل مسبق، وبعلم عدد قليل من مقربيه".
وبيّنت: "تشارك في عمليات ملاحقة أحمد جرار وحدات إسرائيلية خاصة، ووحدة جفعاتي المسؤولة عن مدينة جنين، وعناصر من وحدات حرس الحدود، وتقديرات الجيش أن منفذ العملية مسلح، وإنه لن يختار تسليم نفسه حال تم العثور عليه، بل سيختار المواجهة".
وأردفت يديعوت أحرونوت: "لن يتم تفكيك شيفرة العملية قبل إلقاء القبض على المنفذ، ولهذه الغاية سخر جهاز الشاباك الإسرائيلي وسائل تكنولوجية متطورة".
وقالت إذاعة "كان" العبرية، إن مصادر في الجيش أكدت أن جرار نجح في الإفلات للمرة الثانية خلال أسبوعين، بعد تنفيذ اقتحام كبير لقريتي كفير وبرقين قضاء جنين من أجل اعتقاله أمس السبت.
بدوره، رأى الخبير العسكري والأمني الفلسطيني، واصف عريقات، أن ما يحدث "فشل ذريع للعملية الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الوصول إلى جرار".
وأشار عريقات إلى أن هناك "تنظيم" أفضل لدى الفلسطينيين، وذلك باعتراف الإسرائيليين أن هذه خلية منظمة.
وتابع: "حينما تكون خلية تستطيع الاختباء بهذه الطريقة، اعتقد أن هذه قمة النجاح للفلسطينيين وقمة الفشل للإسرائيليين".
واعتبر أنه "حينما يعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن فشل العملية العسكرية، هذا يعني أن كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية الآن مسخرة للقبض على جرار".
ونوه إلى أن حديث "يديعوت أحرونوت" العبرية؛ أن مطاردة جرار أطول عملية مطاردة خلال السنوات الأخيرة؛ غير مقصود بها المدة الزمنية، لأنه مطارد منذ ثلاثة أسابيع فقط، إنما المقصود فيها أنها عملية ملاحقة مستمرة.
وقال الخبير الأمني الفلسطيني، إن سبب الاستعجال الإسرائيلي في إغلاق الحساب مع جرار هو الخشية من لجان تحقيق ستطال قادة كبار وربما سينهار التحالف الحكومي جراء ذلك.
وشدد على أهمية الدور الجماهيري في حماية جرار من أي حملات كما حدث في مرات سابقة في كشف القوات الخاصة والتصدي لقوات الاحتلال. مؤكدًا: "الشعب الفلسطيني ثقافته ثقافة مقاومة، وبالتالي أي مقاوم فلسطيني يقوم بحمايته والدفاع عنه".
ومن جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، إن الاحتلال يعمل على مطاردة جرار بكل ما أوتي من قوة لإنهاء حالته بشكل سريع، خشية من أن تكون حافزًا لعودة عمل المطاردين، وبالتالي تحفيز أكبر عدد من الفلسطينيين للعمل المقاوم في الضفة المحتلة.
وصرّح الرفاتي لـ "قدس برس"، بأنه خلال السنوات الماضية بعد عملية السور الواقي (عام 2002)، سعت إسرائيل لإخلاء الضفة الغربية من المقاومين بشكل نهائي.
وبيّن أن وجود المقاومين في الضفة المحتلة يجعل الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال دائمة الاستنفار والتأهب لإمكانية تعرض أهداف إسرائيلية لعمليات فدائية.
ورجح: "يبدو أن ملاحقة جرار تتم دون الوصول لمعلومات حقيقية عن مكانه، لكنها تأتي في إطار أمني لتضييق حلقة الأماكن التي قد يلجأ إليها".
وتابع: "العملية الأخيرة لاستهداف جرار كانت مبنية على توقع تواجده لدى أقاربه وليس حسب معلومة استخباراتية، والدليل العشوائية بالانقضاض على البيوت واعتقال المقربين منه".
(قدس برس)