إسرائيل تستعد لزلزال مدمر سيشرد مليون شخص
الناصرة – «القدس العربي»: دعت مؤسسات أمنية ومدنية في إسرائيل للاستعداد لهزة أرضية خطيرة من شأنها أن تؤدي لأضرار بالغة ولتشريد مليون شخص وفقدانهم مأواهم. ولذا تستعد الجهات المختصة لمثل هذا السيناريو، ولمساعدة المواطنين المشردين.
وتطلب المؤسسة الحاكمة معلومات من الخبراء والمهنيين الخاصة بإنشاء نظام استيعاب للمواطنين، يشمل مجمعات سكنية مؤقتة تشمل العيادات والمدارس ومراكز الشرطة، بهدف المكوث في المكان لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. وذكرت صحيفة «هآرتس»، أن وزارة الأمن الإسرائيلية تستعد للتعامل مع هزة أرضية وزلزال قوي قد يسبب عددا كبيرا من الضحايا والأضرار للبنى التحتية والممتلكات.
وتدرس الوزارة إمكان إنشاء عدة مجمعات سكنية مؤقتة في مواقع مختلفة في البلاد، مصممة لاستيعاب أكثر من مليون شخص قد يتم إجلاؤهم. كما تتيح هذه التجمعات السكنية للمواطنين المكوث بها والإقامة لأكثر من ثلاث سنوات، وتشمل أيضا المرافق والخدمات المجتمعية، بما في ذلك عيادات الطوارئ والمدارس المؤقتة. وضمن التحضيرات والاستعدادات لإنشاء مثل هذه التجمعات السكنية المؤقتة، أصدرت وزارة الأمن مؤخرا طلبا للحصول على معلومات من جهات مختصة فيما يتعلق بإمكانية تشغيل نظام واسع النطاق في سياق التعامل مع الزلازل، يمكن من خلاله معرفة السيناريوهات التي تتوقعها الوزارة. ويتضمن الطلب معلومات عن بناء المجمعات السكنية التي سيتم بناؤها في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر. وفقا للطلب، يجب أن تشمل المجمعات مباني سكنية مناسبة لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص، بما في ذلك غرفتا نوم ومطبخ وغرفة معيشة وحمام ومرحاض ومنطقة خدمة وغرفة تخزين. وستشمل التجمعات نفسها البنية التحتية، بما في ذلك الطرقات والكهرباء والمياه والصرف الصحي والكشف عن الحرائق وإطفاء الحرائق. كما يجري فحص إمكانية إنشاء شبكة من عدة مجمعات، مما سيوفر حلا لإيواء 230 ألف عائلة. وتعتزم الوزارة التحضير للحدث الذي ستكون فيه نسبة كبيرة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بحاجة للرعاية الصحية والعلاج الطبي.
وفي الطلب المنشور، يطلب من الجهات المعنية تقديم معلومات عن إمكانية إنشاء حوالى 200 عيادة توفر الخدمة لنحو 150 ألف مواطن. ووفقا لتفاصيل الطلب، يجب أن تشمل كل عيادة غرفة سكرتاريا وغرفتين للأطباء ومنطقة انتظار وغرفة طبية تتضمن مختبرا وغرفة طبية وحماما ومرحاضا. ويجب أن تكون المباني مجهزة بالكهرباء والبنية التحتية للإضاءة، والمراحيض، والاستحمام، وأسرة العلاج والأثاث الذي يشمل الأرائك والأبواب والنوافذ والبلاط. وبالإضافة إلى ذلك، تجمع الوزارة معلومات عن تشييد 200 مبنى إضافي لاستخدامها في الأنشطة الجارية للمجمعات، بما في ذلك مراكز الشرطة، مكاتب لوزارات حكومية ومراكز مجتمعية، التي ستقدم أيضا خدمات لـ 150 ألف مواطن. كما سيشمل 400 مبنى لمراحيض لـ 10 آلاف شخص.
وتقدر وزارة الأمن أنه في حالة حدوث زلزال شديد، سيؤدي إلى عواقب وتداعيات طويلة الأمد، سيكون من الضروري إنشاء مدارس ورياض أطفال لفترة مؤقتة تقدر بثلاث سنوات. ووفقا لتفاصيل الطلب، تعتزم الوزارة دراسة بناء 200 مدرسة ورياض أطفال وصفوف في المجمعات السكنية، التي ستخدم ما يصل إلى 150ألف طالب وطالبة.
وفي سيناريو قدم إلى الحكومة سابقا، قدر أن زلزالا كبيرا سيحدث في أحد مواقع منطقة الشق السوري الأفريقي. وقد يتسبب زلزال قوي، حسب التقديرات، في مقتل 7000 وتسجيل 8600 إصابة متوسطة أو خطيرة، وإصابة 37000 الفا آخرين بجراح طفيفة. كما قدروا أن مثل هذا الزلزال يمكن أن يتسبب في نزوح 170 ألف شخص من منازلهم، وحوالى 9500 سيحاصرون تحت الأنقاض.
يشار الى أن هزات كثيرة قد وقعت في البلاد في السنوات الأخيرة بلغت عدة درجات أقصاها خمس درجات في سلم ريختر. ويشير خبراء جيولوجيون الى أن هزة أرضية قوية ستعصف بالبلاد مرة واحدة كل قرن تقريبا، وكانت الهزة المدمرة الأخيرة قد وقعت في 1927 وتسببت بهدم أحياء في صفد وطبريا وبيسان ونابلس وتصدعت من جرائها بعض جدران المسجد الأقصى.