في السعودية يغيّرون معدل السرعة
الطريق إلى المساواة بين الجنسين في المملكة لا يزال طويلا
صحف عبرية
Feb 07, 2018
تجتاز السعودية هذه الأيام تغييرات تاريخية، لم تتجاوز مكانة النساء في المجتمع الذي يدار وفقا لقوانين الشريعة الإسلامية. وتبرز في عملية الإصلاحات، بدءا من شهر حزيران / يونيو 2018 إمكانية حصول النساء لأول مرة على رخصة قيادة. إضافة إلى ذلك، سيسمح للنساء بدءا من عام 2018 الدخول إلى ملاعب كرة القدم، وإن كان ذلك، في المرحلة الأولى، في ثلاثة ملاعب فقط وضمن منطقة منفصلة. وإلى الآن كان يتم اعتقال النساء اللواتي يقبض عليهن داخل الملاعب أو اللواتي يقدن السيارات.
عملية دمج النساء في المجتمع السعودي ليست جديدة. ففي عام 2013 عُينت 30 امرأة في مجلس الشورى. وفي عام 2015 سمح لهن بالترشيح والانتخاب في الانتخابات المحلية في المملكة. هذه الاصلاحات، التي بدأ بها عبدالله، الملك السابق، تندرج جيدا في الثورة «من الأسفل إلى الأعلى» التي وقّع عليها الآن ولي العهد والرجل القوي في المملكة، محمد بن سلمان، الذي يعتبر كمن يسعى إلى السير بالسعودية إلى عصر أكثر انفتاحا بكثير. ففي المقابلات في وسائل الإعلام الغربية، يتعهد بن سلمان أيضا بـ «العودة إلى الإسلام المنفتح والمعتدل»، إن كان إسلام كهذا وُجد في أي وقت من الأوقات.
ظاهرا، كان يفترض بهذه الخطوات، الدراماتيكية بالمقياس السعودي، أن تتم قبل زمن طويل، فالسعودية متخلفة في هذا المجال حتى وراء جاراتها الصغيرات؛ دول الخليج العربية. غير أن ثمة عددا غير قليل من السعوديين الذين ينتقدون هذه القرارات بدعوى أنها تتعارض مع التقاليد والثقافة. وفضلا عن ذلك، ليس واضحا بأي قدر سيتسامح رجال المؤسسة الدينية والمتطرفون الإسلاميون تجاه التغييرات التي تشكل تحديا للنظام القائم في المملكة.
ينبغي أن نقول باستقامة: من المشكوك أن تكون الحاجة إلى تغيير مكانة النساء في المملكة هو ما يتطلع إليه ابن سلمان. فهو يسعى لأن يحظى بالعطف ولأن يغيير الصورة التي التصقت بالمملكة، ولا سيما في أوساط اصدقائها في الغرب. السعودية، المملكة المطلقة التي تسير بقدر كبير وفقا لمعايير تعود إلى القرن الثامن، ستكسب نقاط الاستحقاق لدى الرأي العام العالمي جراء هذه التغييرات، وسيعد ابن سلمان إصلاحيا بل وليبراليا، وإن كان هو الآخر بعيد عن ذلك. إن توسيع المساواة بين الجنسين سيمنح ابن سلمان أيضا التأييد في أوساط النساء في المملكة ويساعده في تعظيم محبته لدى الجمهور، الذي من المشكوك أن يكون كله راضيا عن شكل إدارة العلاقات الخارجية والداخلية في المملكة.
فضلا عن الرغبة في تغيير صورة المملكة، توجد مصلحة اقتصادية في زيادة اندماج النساء في المجتمع السعودي بشكل يتوافق مع الاصلاح الاقتصادي، «رؤية 2030»، الرامي إلى شفاء المملكة من الإدمان على النفط. وهكذا مثلا، ستتمكن النساء الآن، بعد الحصول على رخصة القيادة من الانضمام بسهولة أكبر إلى دائرة العمل والمساهمة في الانتاجية (معدل تشغيل النساء في السعودية يتراوح بين 15 و 20 في المئة). منطق اقتصادي آخر يرتبط بالعمل، إذ إن نحو مليون ونصف المليون عامل آجنبي موجودون في المملكة، يعملون كسائقين، والمال الذي يكسبونه لا يبقى في السعودية، بل يرسل إلى الدول التي جاءوا منها. وعندها ستتمكن النساء من قيادة السيارات، فإن العائلات في السعودية، ستحتفظ بمزيد من المال في جيوبها في نهاية الشهر. الطريق إلى المساواة بين الجنسين في السعودية لا يزال طويلا، والنساء ما زلن يحتجن مثلا إلى ولاية رجل إن أردن الزواج، والعمل في أعمال معينة، واجتياز اجراءات طبية معينة أو الخروج من المملكة. ناهيك عن أنه توجد تحديات اخرى في الأفق، فالنضال العادل للنساء في السعودية للحصول على رخصة القيادة، والذي بدأ عام 1990، يعطي الآن ثماره ويبث الأمل في ان تكون المملكة بالفعل تسير نحو عصر جديد.
د. يوئيل جوجنسكي
معاريف 6/2/2018