مقتل أكثر من 100 من القوات الحليفة للأسد في اشتباك مع قوات التحالف بالقرب من
بئر نفط شرقي سوريا
واشنطن: الروس على علمٍ بتحذيرنا للنظام... موسكو: هدف أمريكا اقتصادي
Feb 09, 2018
عواصم – «القدس العربي» ووكالات: في ما يشبه خطوطاً حمراً أمريكية للنظام
السوري ورسائل إلى اللاعبين الكبار في سوريا وخاصة إيران وروسيا وتركيا يأتي
الاشتباك بين التحالف بقيادة واشنطن وقوات مؤيدة للأسد في دير الزور شرقي سوريا،
حيث قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس الخميس إنه وشركاءه المحليين في
سوريا استهدفوا قوات مؤيدة للنظام السوري بضربات جوية وقصف مدفعي الليلة
الماضية للتصدي لهجوم «غير مبرر» قرب نهر الفرات.
وتسلط الواقعة الضوء على احتمال زيادة حدة الصراع في شرقي سوريا الغني بالنفط
حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، على
مساحات كبيرة من الأرض بعد هجومها على تنظيم الدولة. وسبق أن قال رئيس النظام
السوري بشار الأسد، المدعوم من روسيا وفصائل شيعية تدعمها إيران، إنه يريد
استعادة كل شبر من سوريا.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن القوات المؤيدة للحكومة «كانت تسعى
على الأرجح للسيطرة على حقول نفط في خشام» شرقي نهر الفرات في محافظة دير
الزور. وذكر أن عدد المشاركين في الهجوم بلغ نحو 500 مقاتل مدعومين بالمدفعية
والدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات وقذائف المورتر لكن التحالف وحلفاءه
المحليين قتلوا أكثر من مئة منهم.
وقالت وسائل إعلام سورية إن التحالف أوقع «عشرات الشهداء والجرحى» بقصفه
قوات مؤيدة للحكومة. لكن قياديا في التحالف العسكري الذي يدعم الأسد شكك في عدد
القتلى وقال إن سبعة فقط من القوات المؤيدة للحكومة قتلوا وأصيب 27. وقال
المسؤول الأمريكي إن التحالف نبه المسؤولين الروس بشأن وجود قوات سوريا
الديمقراطية في المنطقة قبل فترة طويلة من الهجوم الذي جرى إحباطه. وأضاف «
مسؤولو التحالف كانوا على اتصال بانتظام مع نظرائهم الروس قبل وأثناء وبعد إحباط
الهجوم».
وتتواصل الولايات المتحدة وروسيا بشكل مستمر في شرقي سوريا لمنع حدوث مواجهة
غير متوقعة بين القوات التي تدعمانها هناك. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن
الفصائل المؤيدة للحكومة التي تعرضت للهجوم كانت تنفذ مهام استطلاع ولم تتفق مع
روسيا مسبقا بشأن أنشطتها.
وذكر مسؤولون أنه لم يقتل أو يصب في الواقعة أي من الجنود الأمريكيين. لكن بعض
القوات الأمريكية كانت لا تزال متمركزة وقت حدوث الواقعة مع قوات سوريا
الديمقراطية التي كان الهجوم يستهدف مقر قيادتها في محافظة دير الزور. وقال
المسؤول إن واحداً من أفراد قوات سوريا الديمقراطية أصيب. ووصف نوري محمود،
وهو متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الاشتباكات بأنها «
مناوشات» وقال إن الجانبين عادا إلى مواقعهما السابقة. ولم يورد المسؤولون
الأمريكيون أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تفاصيل عن القوات المهاجمة.
وذكر التحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني أن القوات المؤيدة للحكومة كانت البادئة
بالأعمال العدائية، إذ أطلقت نيران المدفعية وقذائف المورتر وقامت بمناورات بالدبابات
بعد حشد القوات بشكل مطرد على مدى الأسبوع المنصرم.
النظام: الهجوم «جريمة حرب»
بيروت – رويترز: قالت وكالة «سانا» للأنباء إن سوريا وصفت القصف الذي نفذه
التحالف بقيادة الولايات المتحدة أثناء الليل في شرق البلاد بأنه «جريمة حرب»
ودعت إلى حل التحالف. ونقلت الوكالة عن رسالة بعثتها وزارة الخارجية للأمم
المتحدة قولها إن سوريا «تطالب (المجتمع الدولي) بإدانة المجزرة وتحميل التحالف
الدولي المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح
آلاف المدنيين».
من جهته قال مراسل لقناة الإخبارية التلفزيونية إن «عشرات الشهداء والجرحى جراء
قيام قوات التحالف الدولي بقصف مجموعات من أبناء المنطقة كانت تقاتل داعش وقسد
(قوات سوريا الديمقراطية) بين قريتي خشام والطابية بالريف الشرقي لدير الزور».
روسيا: واشنطن لا تحارب الإرهاب
قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن الهدف النهائي للولايات المتحدة في سوريا ليس
محاربة تنظيم «داعش»، بل «الاستيلاء على أصول اقتصادية». جاء ذلك تعليقاً
على قصف طائرات أمريكية، الأربعاء، قوات موالية للنظام السوري بمحافظة دير
الزور، شرقي البلاد قالت وزارة الدفاع الروسية انها كانت تحارب تنظيم الدولة.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن الوزارة قولها إن قوات موالية للنظام السوري
تعرضت، أمس، لقصف بقذائف الهاون وهجوما من قبل المروحيات التابعة للتحالف
الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أثناء قيام تلك القوات بمهمات في المنطقة التي تضم
منشأة الإصبع لتكرير النفط بمحافظة دير الزور السورية (شرق).
وأضاف البيان أن «القوات الموالية للنظام لم تضطلع الوحدات الروسية بمهمتها
بالمنطقة»، لافتا إلى أنّ القصف أسفر عن إصابة 25 عنصراً من القوات الموالية
للنظام السوري.
واعتبرت الحضور العسكري الأمريكي في سوريا «تحدياً أمام عملية السلام وتهديداً
لوحدة أراضي البلاد». وشددت على أن «هذه الحادثة تثبت مرة ثانية أن الهدف
الحقيقي من الوجود العسكري الأمريكي غير القانوني في سوريا، ليس مكافحة تنظيم
داعش؛ وإنما السيطرة على المواقع الاقتصادية لسوريا». وتضم محافظة دير الزور
الواقعة شرقي سوريا أكبر مصادر الطاقة في البلاد.
من جهتها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال
مؤتمر صحافي لها، إن «الحضور العسكري الأمريكي غير الشرعي على أراضي
سوريا لا يزال يشكل تحدياً أمام التحرك نحو السلام في البلاد والحفاظ على وحدة
وسلامة أراضيها». وأضافت أن المنطقة الآمنة التي أقامتها الولايات المتحدة بشكل
أحادي الجانب حول قاعدة «التنف» جنوبي سوريا «يستخدمها بقايا الدواعش».
وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن «المسلحين يستفيدون من إمكانية الاختباء في هذه
المنطقة من ملاحقة قوات النظام السوري ويعيدون ترتيب صفوفهم هناك، ويتسلحون
لشن هجمات جديدة في البادية السورية».
المعارضة السورية: القتلى والجرحى من الروس وحزب الله والدفاع الوطني
حلب – د ب أ: كشفت مصادر في المعارضة السورية عن سقوط اكثر من 150
عنصراً بين قتيل وجريح في قصف طائرات التحالف على ريف دير الزور الشرقي ليل
الاربعاء/الخميس، وهم من قوات الدفاع الوطني والعسكريين الروس وعناصر حزب
الله اللبناني ولواء فاطميون وافغان.
وقالت المصادر ، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ)
الخميس «أن العدد الاكبر من القتلى وقع في قصف طائرات التحالف على بلدتي خشام
وطابية جزيرة، وهم من عناصر الدفاع الوطني من ابناء محافظة دير الزور، الذي
شكلته الحكومة السورية بعد سيطرة قواتها على ريف دير الزور الشرقي في شهر
تشرين الاول/اكتوبر الماضي».وقالت المصادر ان «عدد الجرحى حوالي 60 نصفهم
من القوات الروسية، والباقي من عناصر حزب الله اللبناني وفاطميون ومقاتلين من
افغان «. ونفت مصادر اعلامية روسية اليوم سقوط قتلى وجرحى روس في قصف
طائرات التحالف شرق دير الزور .
ونقل موقع «فرات بوست» المحسوب على المعارضة السورية والمتخصص في نقل
اخبار المنطقة الشرقية عن مصدر طبي من داخل المستشفى العسكري في مدينة دير
الزور، ومصدر آخر ميداني من القوات الحكومية أن «عدد العناصر التي قتلت جراء
استهداف طيران التحالف لرتل تابع للنظام والقوات الموالية له شرقي دير الزور ليلة
الأربعاء وفجر الخميس ارتفع إلى 137 قتيلاً، والرقم مرشح للارتفاع بسبب وجود عدد
من الإصـابات الخـطرة».
وأفاد بأن «القتلى من مقاتلي لواء فاطميون وزينبيون ومقاتلين شيعة سوريين من بلدة
حطلة، إضافة إلى عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني وعناصر من قوات النظام
«. ونقل الموقع عن مراسله في دير الزور أن «أمين فرع حزب البعث وجه
المؤسسات والدوائر التابعة للحكومة بالطلب من موظفيها التبرع بالدم، نظراً للعدد
الكبير من الجرحى الذين غص بهم المستشفى العسكري الواقع في حي غازي عياش
غرب دير الزور».