عوانس دخلن تاريخ العرب
محمود الزيودي
الأولى جروترود بل . بدأت دبلوماسية بريطانية في طهران ثم فقدت خطيبها بالوفاة ... في مطلع القرن العشرين غامرت كأول امرأة تسافر وحدها إلى جبل الدروز ثم في رحلة طويلة إلى حائل ...
أهلتها رحلاتها تلك للعمل في المخابرات البريطانية ( المكتب العربي في القاهرة ) ... أرسلوها إلى العراق فأصبحت الخاتون التي يطلب ودها الجميع . ... ...
رسمت في بغداد خريطة تصل الأردن بالعراق بناء على طلب شركة البترول البريطانية التي اكتشفت الذهب الأسود في كركوك .
ولهذا مر الأنبوب من كركوك إلى حيفا عبر ثلاث دول تحت الانتداب البريطاني ..
.لم تتزوج جروترود بل أكملت عنوستها في بغداد وماتت ودفنت فيها ...
الثانية دبلوماسيّة أمريكية اسمها ابريل غلاسبي بدأت وظيفتها المتواضعة في السفارة الأمريكيّة بعمان والكويت والقاهرة ودمشق مما أهّلها للتحدث باللغة العربيّة .
رافقت هنري كيسنجر في بعض جولاته المكوكية بعد حرب رمضان 1973 وصف عملها بعض المرافقين أنها كانت تهتم بقمصانه وتكويها .
أصبحت سفيرة الولايات المتحدة في العراق وعمرها 50 عاما لم تتزوج ( ترافقها والدتها باستمرار) ...
حينما اشتدت أزمة الخلافات بين العراق والكويت ..
استدعاها صدام حسين لتنقل رسالة إلى الرئيس بوش لتوسيع وتعميق العلاقات بين واشنطن وبغداد ...
أعطته من معسول الكلام أن الرئيس بوش يريد أن يكون للعراق إسهام في الازدهار والسلام في الشرق الأوسط .
وأن أمريكا لا علاقة لها بقضية الحدود التي يمكن حلّها عن طريق الجامعة العربيّة ...
بعدها مباشرة غادرت بغداد بإجازتها السنويّة ولحق بها السفير البريطاني في اليوم التالي ...
بعد تحرير الكويت غيّبتها وزارة الخارجيّة ثلاثة أشهر عن لجان الكونجرس .
وحينما مثلت أمام السيناتورات تعاطف البعض مع حالتها النفسيّة أكثر مما تعاطفوا مع حالتها المهنيّة ...
كانت النموذج الأمثل لإرشاد صدام للفخ دون أن يفكّر ... المثير للدهشة أن كل أركان الحكم في العراق .
قرأوا بإمعان تفاصيل الفخ الذي نصبه ليندون جونسون مع الإسرائيليين . لجمال عبد الناصر حتى يدخل في حرب 1967غير المتكافئة ...
وما زلنا نحصد أشواكها حتى اليوم ...