وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون
تيلرسون في عمان.. ومذكرة التزام أميركي بدعم الأردن
زايد الدخيل
عمان - أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن أنه سيتم "إبرام مذكرة تفاهم ثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية والأردن، تلتزم فيها الأولى بالتعاون على مجموعة كاملة من أولويات المساعدة الثنائية – الاقتصادية والدفاعية والأمنية – لأعوام مقبلة".
وقالت، في بيان صحفي حصلت "الغد" على نسخة منه، إن وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الأميركي، سيشهدان إبرام هذه المذكرة، خلال زيارة تيلرسون لعمان الأسبوع الحالي.
وأضاف "الخارجية الأميركية" أن تيلرسون سيجتمع خلال الزيارة مع كبار المسؤولين الأردنيين، حيث يبحث معهم آخر التطورات الراهنة بمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصا القضية الفلسطينية، والجهود المتواصلة لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلاً عن الأزمة السورية، وهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدة مجالات.
وأوضحت "أن تيلرسون سينقل مساعدة وتفهم ودعم بلاده للأردن، بخصوص اللاجئين السوريين، فضلاً عن التزام واشنطن بدعم جهود الأردن لإدارة تدفق اللاجئين أثناء تنفيذ الإصلاحات الرامية إلى تحفيز الاقتصاد الأردني، وتعزيز النمو بقيادة القطاع الخاص، والطاقة المتجددة في الأردن".
كما يقوم الوزير تيلرسون خلال تواجده في عمان بزيارة للسفارة الأميركية، تمهيدا لافتتاح ملحق جديد.
وقالت "الخارجية الأميركية" إن زيارة تيلرسون تأتي في أعقاب زيارة وصفتها بأنها "ناجحة جداً، أجراها نائب الرئيس الاميركي مايك بنس قبل بضعة أسابيع للمملكة، واعتبرت انها تمثل فعلاً إشارة على القوة الطويلة والدائمة للشراكة الأميركية الأردنية".
وبحسب الموازنة التأشيرية للعام الحالي للكونغرس الأميركي، تم تخصيص حوالي 1.275 مليار دولار كمساعدات للأردن.
وأشارت الموازنة إلى أنّ الولايات المتحدة سـ"تخصص للسنة المالية الحالية 1.274.9 مليار دولار مساعدات للأردن، منها 812.3 مليون مساعدات اقتصادية، وحوالي 450 مليون مساعدات عسكرية، و3.7 مليون للتعليم والتدريب العسكري الدولي، و8.8 مليون تحت بند (NADR)، أي منع الانتشار، ومكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، وبرامج ذات صلة"
ما الذي سيأتي به تيلرسون ؟
ماهر ابو طير
الأحد 11 شباط / فبراير 2018
يزور وزير الخارجية الاميركي المنطقة، في جولة تشمل خمس دول، من بينها الاردن، وواقع الحال، يقول ان جولات المسؤولين الاميركان، لم تعد تحظ بأي اهتمام، في ظل الادارة الحالية حصرا.
السياسة الخارجية الاميركية، في هذه المرحلة، تتسم بسمتين اساسيتين، إما خشنة وتميل الى التهديد والرعونة والاستخفاف بالدول، وهذا حصرا نرصده في تصريحات الرئيس الاميركي، ازاء قضايا عديدة، فيما السمة الثانية، التعبير عن المواقف بشكل اكثر دبلوماسية، لكن دون تأثير فعلي على قضايا المنطقة، وهذا نرصده في اداء الخارجية الاميركية حصرا.
في الحالتين، لا تحفر السياسة الاميركية اي اثر في المنطقة، إذ إنها في ملفات سوريا، فلسطين، وبقية الملفات، إما تعبر عن توتر شديد، وإما عن عدم قدرة على التأثير، واللافت للانتباه، أن السمتين تلتقيان معا من حيث النتيجة، حول ان المنطقة لا تقف مطولا في اعماقها، عند جدوى اي جولات لمسؤولين اميركان، مقارنة بفترات سابقة، لاعتبارات كثيرة.
تيلرسون يزور الاردن، واذا كان الاردن يتطلع الى العلاقة مع واشنطن، باعتبارها علاقة تحالف استراتيجي، سياسا واقتصاديا، وعلى مستويات اخرى، الا ان هذه العلاقة تم تلغيمها بعد ملف القدس، وبعد المعلومات التي تسربت حول وصفة الحل للقضية الفلسطينية، سواء بصيغتها التي تسربت، او الصيغة التي يجري تعديلها اليوم، جزئيا، اعتقادا من واشنطن انها قد تكون افضل.
بقصد او دون قصد، تدفع واشنطن المنطقة، باتجاه حلفاء جدد، مثل الروس، او حلفاء قيد الانتظار، اذ بات واضحا ان التحالف مع واشنطن من جانب دول المنطقة، مكلف، في ظل الادارة الحالية التي تميل علنا، الى المطالبة بأكثر مما تعطي، اضافة الى ممارستها للضغط على دول كثيرة، بشأن ملفات متعددة، دون ان تحسب كلفة هذه الضغوطات على العواصم في هذه المنطقة.
الاردن في هذا التوقيت يتطلع الى تطوير علاقاته مع الولايات المتحدة لاعتبارات اقتصادية، لكن هناك مشكلة سياسية عالقة بين الطرفين، تتعلق بملف القدس من جهة، وملف الحل النهائي، والمعلومات التي تتسرب عن ملف اللاجئين والحدود وغير ذلك، وبهذا المعنى لا تتوقع عمان الرسمية، اي تغييرات فعلية يحملها وزير الخارجية الاميركي في جولته، بل لربما ان الازمة سوف تستعصي اكثر حين تكتشف عمان، ان مواقف واشنطن ما زالت كما هي، مثلما اعلنها ترمب، وتبناها نائب الرئيس الاميركي خلال جولته، ولم يعد كافيا الاستناد الى النظرية القديمة التي تقول ان عهد المحافظين اصعب دوما، فقد خبر الاردن هذه المراحل واستطاع ان يعبر منها، بأقل خسائر ممكنة.
ما الذي سيأتي به تيلرسون الى الاردن، هذا هو السؤال المطروح، وعلى الاغلب ان زيارته لن تأتي بجديد، بغير من منسوب الحساسيات التي استجدت خلال الشهور الاخيرة، فيما هناك حذر من احتمال تأكيد وزارة الخارجية على مواقف الفريق المحيط بالرئيس الاميركي، وهو الفريق الاستشاري الذي دفع باتجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ويتبنى حلا سياسيا انتحاريا، واذا كانت المعلومات تتحدث سابقا، عن تباينات بين وزارة الخارجية وهذا الفريق ازاء هذه القضايا، فإن توقع سياسة مختلفة، قد يحملها وزير الخارجية، مجرد مبالغة، ومراهنة على الوقت الضائع.
يبقى الملف الثالث الذي قد يحمله تيلرسون، بعد القدس، ووصفة الحل النهائي، اي الملف السوري، وعلى الارجح لا تغييرات ايضا على هذا الملف الذي تتم معالجته حتى الان بشكل فني متواصل، ولا خلاف عليه بين واشنطن وعمان، واذا كانت التصريحات اللاحقة تتحدث عن هذا الملف، فإنها لن تأتي بجديد، بل ستعيد المواقف السابقة ذاتها.
تيلرسون يستعد لاجراء محادثات «صعبة» مع تركيا
واشنطن - يستعد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لإجراء محادثات «صعبة» في انقرة حليفة بلاده في حلف شمال الاطلسي، وبخاصة في ما يتعلق بالنزاع في سوريا، على ما افادت اوساطه.
وقبيل زيارة تيلرسون للشرق الاوسط وتركيا، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين الجمعة «نحضهم (الاتراك) على ضبط النفس في عملياتهم في عفرين وعلى ضبط النفس على طول الحدود في شمال سوريا». واضاف المسؤول ان الامثَل هو «انهاء» تلك العمليات «في اسرع وقت ممكن»، لافتا الى انه ستكون هناك رسالة «حازمة» في هذا الصدد.
وتابع المسؤول الاميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه «يجب طبعا ان نعمل مع الاتراك لفهم افضل لنواياهم على المدى الطويل» ومن اجل «ايجاد طريقة، إذا أمكن، للعمل معهم على معالجة مخاوفهم الامنية المشروعة، مع التقليل في الوقت نفسه من (اعداد) الضحايا المدنيين، من دون أن تغيب عن البال المعركة ضد تنظيم داعش التي لم تنته بعد».
وأقرّ المسؤول الاميركي بأنّ «النقاش سيكون بالتالي صعبا»، لافتا الى ان «الخطاب التركي حول هذه القضية كان ناريا جدا». وذكّر بأنّ انقرة «حليف مهم في حلف شمال الأطلسي، وأحد أهم حلفائنا في العالم وبالتأكيد في المنطقة»، مضيفا «حتى إذا مررنا في مرحلة سيئة، علينا مواجهة القضايا التي تحتاج الى معالجة».
وبالإضافة الى ذلك، هناك العديد من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى معالجة خلال زيارة تيلرسون لانقرة، بما في ذلك حقوق الانسان والاعتقالات التي رأت الولايات المتحدة انها «تعسّفية» في ظل حال الطوارئ التي تم ارساؤها بعد الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016. واعتُقل نحو 55 الف شخص فيما اقيل 140 الف موظف في القطاع العام التركي للاشتباه بارتباطهم بحركة الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه انقرة بتدبير محاولة انقلاب تموز 2016.
وبين المعتقلين ايضا، رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا تانر كيليتش وموظفون محليون في البعثات الدبلوماسية الاميركية في تركيا. وفي ما يتعلق بالموظفين في البعثات الاميركية، قال مسؤول ثان في وزارة الخارجية الاميركية «لقد طلبنا علنا من الاتراك الافراج عن هؤلاء الاشخاص، وقد كنا حازمين جدا في مراسلاتنا الخاصة». واقرّ بان العلاقات الاميركية التركية تمر في مرحلة «صعبة»، قائلا انّ «الاتراك غاضبون».
وأردف المسؤول الاميركي «لكننا نعتقد أنه لا تزال هناك مصالح مشتركة أساسية تقوم عليها علاقاتنا مع الأتراك، بما في ذلك الاستقرار في سوريا، والمعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية» او ضد الانفصاليين الاكراد في حزب العمال الكردستاني وما يتعلق بـ»التوازن الإقليمي» على حد قوله.(وكالات)