إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية على الحدود الشمالية
[rtl]
القدس المحتلة: عززت إسرائيل، خلال اليومين الماضيين، دفاعاتها الجوية في المنطقة الشمالية على الحدود مع لبنان وسوريا، بعد توتر أمني غير مسبوق مع سوريا يوم السبت.
وقالت صحيفة “الجروزاليم بوست” الإسرائيلية في عددها الصادر الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على هذا التطور، ولكن شهود عيان قالوا للصحيفة إنهم شاهدوا قافلة من بطاريات الدفاع الصاروخى متجهة نحو مناطق الشمال.
وأضافت: “نشر شهود آخرون صور عدة لشاحنات تحمل البطاريات على الطرق السريعة المركزية في شمال إسرائيل”.
وأشارت إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية حاليا تشمل نظام القبة الحديدية، الذي يعمل على إسقاط الصواريخ قصيرة المدى؛ ونظام سهم (أرو)، الذي يعترض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض؛ ونظام الدفاع الصاروخي (دافيد)، والذي تم تصميمه لاعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية والمتوسطة إلى بعيدة المدى، وصواريخ كروز التي تطلق من نطاقات بين 40 إلى 300 كيلومتر”.
ولفتت الصحيفة إلى أن لدى إسرائيل أيضا “بطاريات صواريخ (باتريوت) المتمركزة في الشمال وتم استخدمتها لاعتراض طائرات بدون طيار تتسلل إلى المجال الجوي الإسرائيلي من سوريا”.
والسبت الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سقوط إحدى طائراته من طراز “إف 16″، بعد تنفيذ سلسلة غارات داخل سوريا، إثر تعرّض مقاتلاتها لاستهداف من قبل نيران مضادة للطائرات.
وتعليقا على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق من يوم الأحد، إن “القوات السورية (قوات النظام) والإيرانية تعرضت أمس (السبت) لضربات قاسية من قبل القوات الإسرائيلية”.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمواصلة استهداف “كل من يحاول الإضرار بأمن إسرائيل”. (الأناضول)
[/rtl]
بوتن لنتنياهو: لن أسمح لإسرائيل بتدمير الإنجاز الإستراتيجيّ الذي حققته روسيا بسوريّة.. تل أبيب: موسكو باتت الآمر الناهي بالشرق الأوسط وواشنطن اختفت
February 12, 2018
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
يومًا بعد يوم، تنكشف الأمور التي دارت وراء الكواليس يوم السبت التاريخيّ، العاشر من شباط (فبراير) 2018، بعد إسقاط المُقاتلة الإسرائيليّة في عمق الدولة العبريّة، فقد نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة، في عددها الصادر يوم الاثنين عن مصادر سياسيّة وأمنيّة وصفتها بالمُطلعّة جدًا في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، هو الذي أطلق صفارّة انتهاء الـ”مُباراة” بين الأطراف المتنازعة، التي أعلنت موافقتها على قراره، بما في ذلك، إسرائيل، على حدّ وقها.
وقال مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، عاموس هارئيل، إنّ هذه الصورة، صورة الوضع، ناتجة عن تحليل سلسلة الأحداث التي وقعت يوم أوّل من أمس السبت. ولفت، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّه بعد الموجة الثانية من الهجوم الإسرائيليّ على مواقع عسكريّةٍ تابعةٍ للجيش العربيّ السوريّ وللحرس الثوريّ الإيرانيّ، واصل كبار قادة دولة الاحتلال التمسّك بمبدأ التصعيد ومُواصلة تنفيذ الهجمات في العمق السوريّ، ولكنّ النقاش في القضيّة، تابعت المصادر نفسها، تمّ حسمه لصالح التهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيليّة، بعد الاتصال الهاتفيّ، الذي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسيّ بوتن.
وتابع المُحلّل هارئيل قائلاً إنّ الهدوء الإسرائيليّ بعد المحادثة الهاتفية بين بوتن ونتنياهو يؤكّد مرّةً أخرى أنّ صاحب البيت والقرار في كلّ ما يتعلّق بسوريّة هو الرئيس الروسيّ، وليس فقط في سوريّة فقط، أضاف، إنمّا في منطقة الشرق الأوسط برمّتها، على حدّ قوله.
وأشار إلى أنّ هذه التطورّات جرت وتجري في الوقت الذي باتت فيه الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بمثابة حاضرة غائبة عن الأجندة والمشهد، فيما تُحاول إسرائيل البحث عن سياسةً خارجيّة أمريكيّةٍ مبدئيّةٍ وعقلانيّةٍ، وواضحة المعالم، في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بإدارة الأمور بدون مُنازع.
علاوةً على ذلك، لفتت المصادر المطلعّة في تل أبيب، إلى أنّ روسيا استثمرت كثيرًا في سوريّة من جميع النواحي، بما في ذلك إنقاذ نظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، ولن تسمح لإسرائيل، بأيّ شكلً من الأشكال أنْ تُحبط هذا الإنجاز الإستراتيجيّ، أكّدت المصادر في تل أبيب، كما أفادت الصحيفة العبريّة.
وشدّدّ المُحلّل هارئيل على أنّ هذه الرسائل قام بوتن بتوجيهها لنتنياهو خلال المكالمة الهاتفيّة بينهما، ولكّنه استدرك قائلاً إنّ هذا الأمر لا يعنيّ بأنّ لإسرائيل لا توجد أوراق للضغط والتأثير، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، إدخال سوريّة إلى حالةٍ من الفوضى، ولكنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ، ليس معنيًا بمُواجهةٍ مع روسيا، إذْ تكفيه المُواجهة المُباشرة التي انطلقت إلى العلن يوم أوّل من أمس السبت، بحسب قوله.
ولفتت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّه عندما تُطلق إيران طائرات مُسيّرة إلى الأراضي الإسرائيليّة فهي لا تخطط لإسقاطها فحسب، بل لشنّ هجومٍ إسرائيليٍّ ردًا على ذلك، لهذا، بدأت إيران بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات لم يحدث مثله منذ حرب 1982، ونجحت في إلحاق ضرر بطائرةٍ إسرائيليّةٍ، سقطت في النهاية في الأراضي الإسرائيليّة.
وبحسب موقع (المصدر) الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من وزارة خارجيّة تل أبيب، التي يقودها نتنياهو، فإنّ هناك قلقًا لدى المحلِّلين الإسرائيليين من أنّ الإيرانيين قد نجحوا في إيقاع سلاح الجو الإسرائيليّ في مصيدة مخطط لها، مُشيرًا إلى أنّه في الواقع لحقت خسائر كبيرة بالإيرانيين، ولكن تُشكّل صورة الطائرة الإسرائيليّة وهي تسقط إنجازًا هامًّا في الوعي.
وساق الموقع قائلاً في “تحليله” إنّه من جهة، نجحت إيران في إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز متقدم، وهذا النجاح لم يحدث منذ 1982. ومن جهة أخرى، نجحت إسرائيل في إسقاط وسائل طيران مُسيّرة إيرانية في أراضيها بعد أنْ اخترقت أجوائها رغم أنّها وسائل حربية يصعب الكشف عنها في أجهزة الرادار، كما هاجمت إسرائيل موقع إطلاق وسائل حربية إيرانية في “مطار T4” في تدمر، وأصابت 12 موقعًا إيرانيًا داخل سوريّة ومنظومات الدفاع الجوي.
وأردف: حقق الجانبان نجاحًا هامًا، فإيران اخترقت المجال الجوي الإسرائيليّ، وأسقطت طائرة إسرائيلية، وكذلك شنّت إسرائيل هجومًا ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ هامّةٍ.
ولكن، خلُص الموقع الإسرائيليّ إلى القول، إنّ المعنى الحقيقي للمعركة التي دارت أوّل من أمس، وفق أقوال إيران هو مرحلة إستراتيجية جديدة. متسائلاً: ماذا قصدت إيران عندما قالت المعادلات السابقة باتت ملغاةً؟ ربما سيتضح القصد قريبًا، أكّد الموقع الإسرائيليّ.